ما الذي يزعج وزير "الدفاع"؟
بقلم / نداف آيال - معاريف: الإثنين 22/2/2010
"إيهود باراك" منزعج قليلاً من الموضوع السياسي, هذا ما سجلّه الميكروفون الكبير للقناة الثانية, حيث كان يهمس بهذه الكلمات لـ"شمعون بيرس".
قول "باراك" بدا صادقا: فقد سأله "بيرس" عن حاله, ووزير "الدفاع" أجابه بأنه منزعج قليلا من الموضوع السياسي, وهذا كان رده الوحيد، الفوري, ولم يحبذ "باراك" إنهاء الموضوع بـ "كل شيء على ما يرام"، بل حبّذ أن يروي عن الانزعاج الخفيف الذي يثقل على حفلة عيد ميلاد فؤاد "بنيامين بن اليعزر"، التي هي أغلب الظن احتفال لحكومات "إسرائيل" على أجيالها. فؤاد من جهته، قال أمس في رد على سؤال حول ماذا يفعل حزب العمل في الحكومة، فعدد فؤاد الإنجازات, في الأمن، وشدد على الحدود الهادئة, وهذا يبدو للسامع كتسجيل من أيلول في العام 1973.
هناك إحساس ثقيل في الهواء, يشعر به الجميع, القصة في دبي بدأت كإحباط لامع وأنها تفادت أزمة دبلوماسية, كيف نعرف؟ لأن "داني أيالون" أعلن بأن علاقاتنا مع أوروبا لن تتضرر, هذا دليل واضح، ولكن يمكن أن نكون هادئين: "يولي أدلشتاين" و "إعلاميو إسرائيل" سيشرحون لنا كيف الخروج من الورطة, لا ريب أن الأغيار سيقتنعون ولن يشرحوا أبدا بأن الجمال تستخدم هنا كوسائل للنقل.
"باراك" منزعج قليلا، يتحدث المحللون الأمنيون مرة أخرى عن اشتعال محتمل, يوجد هناك تصعيد مستمر, وكنتيجة لـ "سوء تقدير" يؤدي إلى "الإنزلاق إلى مواجهة" قد تصبح "حربا شاملة", المفاوضات مع الفلسطينيين لم تستأنف, بين حماس والشريط الساخن لرئيس مكتب أبو مازن لم يعد أحد يكترث, وعلى أي حال السوريون يهددون, الإيرانيون يهددون, نصر الله يهدد, ولغرض التنويع، فإنهم أحيانا يهددون جميعا معا.
نحن أيضاً مثل "باراك": مشوق أن نعرف لماذا "باراك" منزعج, فهو لا بد يعرف بأن قيادة الجبهة الداخلية تقوم بعمل ممتاز في السنوات الأخيرة, والجيش الإسرائيلي يتدرب كالمجنون, لكن لا مجال للقلق, ففي الساحة السياسية يوجد لدينا وزير خارجية يعرف كيف يجند تأييد العالم، بالضبط الشخصية التي سترتب لنا قطارا جويا في يوم الأمر.
كما أن هناك هدوء في جبهة الضغط الأمريكي، أو الأوروبي, فهم يركزون على إرسال شخصيات رفيعة المستوى مثل نائب الرئيس أو رئيس الأركان، ممن كفوا منذ زمن بعيد عن أن يتحدثوا معنا عما ينبغي عمله، ويركزون أساسا على الطلب منا ألا نفعل شيئا, وهذا إنجاز سياسي، وذلك لأنه إذا تخلوا فإنهم لا يفعلون شيئا.
يمكن التخفيف عن وزير "الدفاع", الإنزعاج الخفيف لديه يلف معظمنا, إنهم يروون لنا بأن كل شيء على ما يرام والحدود هادئة واحتمالية الحرب متدنية، ولكن السحابة لا تنقشع, بل إنها مثيرة للسأم، ولهذا فنحن فقط "منزعجون قليلا"، بالضبط مثل "باراك", منزعجون من ماذا؟ من هذا الموضوع، الذي يسميه "باراك"، بتحاليله المميزة "الموضوع السياسي", حسنا، أنتم تعرفون, هذا الموضوع المتأرجح مع السلام، والحرب، والإيرانيين، والعلاقات مع العالم، والفلسطينيين، والدولة ثنائية القومية، والقتلى في الحرب القادمة, حقا يزعج قليلا.
هذا هو الوقت للتسامي الوطني, ينبغي أحيانا معرفة كيف يضع المرء المشاغل الصغيرة جانبا، والتركيز على الأمور الهامة: هيا نتوجه إلى المطار لنرى طائرة كبيرة ودمعة ظاهرة, إن ينبغي السفر لأن نشرح للأغيار عن الجِمال وعنا, لا تفعلوا هذا من أجل أنفسكم, لا تفعلوا هذا حتى من أجل وزير الإعلام "أدلشتاين", افعلوا هذا من أجل وزير "الدفاع" انتم تفهمون، فهو منزعج قليلا.
********************************************************************-