موضوع: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الإثنين ديسمبر 12, 2011 11:48 pm
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى
قال جماعة من السلف: معنى ذلك: ادخلوا في السلم جميعه، يعني: في الإسلام، يقال للإسلام: سلم؛ لأنه طريق السلامة، وطريق النجاة في الدنيا والآخرة، فهو سلم وإسلام، فالإسلام يدعو إلى السلم، يدعو إلى حقن الدماء بما شرع من الحدود والقصاص والجهاد الشرعي الصادق، فهو سلم وإسلام، وأمن وإيمان؛ ولهذا قال جل وعلا: (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) أي: ادخلوا في جميع شعب الإيمان، لا تأخذوا بعضا وتدعوا بعضا، عليكم أن تأخذوا بالإسلام كله ، (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) يعني: المعاصي التي حرمها الله عز وجل فإن الشيطان يدعو إلى المعاصي وإلى ترك دين الله كله، فهو أعدى عدو؛ ولهذا يجب على المسلم أن يتمسك بالإسلام كله، وأن يدين بالإسلام كله، وأن يعتصم بحبل الله عز وجل، وأن يحذر أسباب الفرقة والاختلاف في جميع الأحوال، وإياك أن توالي أخاك لأنه وافقك في كذا، وتعادي الآخر لأنه خالفك في رأي أو في مسألة، فليس هذا من الإنصاف، فالصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في مسائل ومع ذلك لم يؤثر ذلك في الصفاء بينهم والموالاة والمحبة رضي الله عنهم وأرضاهم. والخلاصة: أن الواجب على الداعية الإسلامي أن يدعو إلى الإسلام كله، ولا يفرق بين الناس، وأن لا يكون متعصبا لمذهب دون مذهب، أو لقبيلة دون قبيلة، أو لشيخه أو رئيسه أو غير ذلك، بل الواجب أن يكون هدفه إثبات الحق وإيضاحه، واستقامة الناس عليه، وإن خالف رأي فلان أو فلان أو فلان، ولما نشأ في الناس من يتعصب للمذاهب، ويقول: إن مذهب فلان أولى من مذهب فلان، جاءت الفرقة والاختلاف، حتى آل ببعض الناس هذا الأمر إلى أن لا يصلي مع من هو على غير مذهبه، فلا يصلي الشافعي خلف الحنفي، ولا الحنفي خلف المالكي ولا خلف الحنبلي، وهكذا وقع من بعض المتطرفين المتعصبين، وهذا من البلاء ومن اتباع خطوات الشيطان، فالأئمة أئمة هدى: الشافعي، ومالك، وأحمد، وأبو حنيفة، والأوزاعي، وإسحاق بن راهويه، وأشباههم كلهم أئمة هدى ودعاة حق، دعوا الناس إلى دين الله، وأرشدوهم إلى الحق، ووقع هناك مسائل بينهم، اختلفوا فيها؛ لخفاء الدليل على بعضهم، فهم بين مجتهد مصيب له أجران، وبين مجتهد أخطأ الحق فله أجر واحد، فعليك أن تعرف لهم قدرهم وفضلهم، وأن تترحم عليهم، وأن تعرف أنهم أئمة الإسلام ودعاة الهدى، ولكن مع ذلك تحتاط لنفسك ودينك، فتأخذ بالحق وترضى به، وترشد إليه إذا طلب منك، وتخاف الله وتراقبه جل وعلا، وتنصف من نفسك، مع إيمانك بأن الحق واحد، وأن المجتهدين إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطئوا فلهم أجر واحد - أعني: مجتهدي أهل السنة أهل العلم والإيمان والهدى - كما صح بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. المقصود من الدعوة والهدف منها : أما المقصود من الدعوة والهدف منها : هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وإرشادهم إلى الحق حتى يأخذوا به، وينجو من النار، وينجو من غضب الله، وإخراج الكافر من ظلمة الكفر إلى النور والهدى، وإخراج الجاهل من ظلمة الجهل إلى نور العلم، والعاصي من ظلمة المعصية إلى نور الطاعة، هذا هو المقصود من الدعوة، كما قال جل وعلا: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) . الأمر الرابع: بيان الأخلاق والصفات التي ينبغي للدعاة أن يتخلقوا بها وأن يسيروا عليها: أما أخلاق الدعاة وصفاتهم التي ينبغي أن يكونوا عليها، فقد أوضحها الله جل وعلا في آيات كثيرة، في أماكن متعددة من كتابه الكريم منها: أولاً: الإخلاص: فيجب على الداعية أن يكون مخلصا لله عز وجل، لا يريد رياء ولا سمعة، ولا ثناء الناس ولا حمدهم، إنما يدعو إلى الله يريد وجهه عز وجل، كما قال سبحانه : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ) ، وقال عز وجل : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّه) . ثانياً: أن تكون على بينه في دعوتك - أي: على علم - لا تكن جاهلا بما تدعو إليه: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ). فلا بد من العلم، فالعلم فريضة، فإياك أن تدعو على جهالة، وإياك أن تتكلم فيما لا تعلم، فالجاهل يهدم ولا يبني، ويفسد ولا يصلح، فاتق الله يا عبد الله، إياك أن تقوله على الله بغير علم، لا تدعو إلى شيء إلا بعد العلم به، والبصيرة بما قاله الله ورسوله ، فعلى طالب العلم وعلى الداعية أن يتبصر فيما يدعو إليه، وأن ينظر فيما يدعو إليه ودليله، فإن ظهر له الحق وعرفه دعا إلى ذلك، سواء كان ذلك فعلا أو تركا، فيدعو إلى الفعل إذا كان طاعة لله ورسوله، ويدعو إلى ترك ما نهى الله عنه ورسوله على بينة وبصيرة. ثالثاً: أن تكون حليما في دعوتك، رفيقا فيها، متحملا صبورا، كما فعل الرسل عليهم الصلاة والسلام، إياك والعجلة، إياك والعنف والشدة، عليك بالصبر، عليك بالحلم، عليك بالرفق في دعوتك، وقد سبق لك بعض الدليل على ذلك، كقوله جل وعلا: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ، وقوله سبحانه : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ) ، وقوله جل وعلا في قصة موسى وهارون: (فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) . وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه) أخرجه مسلم في الصحيح
كاتب الموضوع
رسالة
الغزال مشرف الزاوية الاجتماعية
عدد المساهمات : 1898تاريخ التسجيل : 14/11/2009
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:48 pm
(9/31)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
- البعد عن مناسبات العائلة المشتملة على منكرات معلنة و ظاهرة إلا في حال وجود مصلحة دعوية راجحة تعين على قطع هذه المنكرات مستقبلا - تنبيه المدعوة إلى أن صقل شخصيتها و ثباتها على مبادئها يورثها حب الناس واحترامهم و كسب ثقتهم مما يعينها على تغيير حالهم بإذن الله تعالى - اختيار تشكيلة مناسبة و مؤثرة من الكتيبات و الأشرطة و إهدائها و توزيعها على أفراد الأسرة - دراسة و اقتراح بدائل شرعية مريحة للعائلة ( قدر المستطاع ) لجميع المخالفات المرتكبة أثناء الزيارات و اللقاءات . والأهم من ذلك كله الدعاء الصادق في ظهر الغيب و التضرع إلى الله تعالى بأنيشرح صدورهم و يحبب إليهم الهداية و الاستقامة ( و تخصيص الوالدين والقرابة القريبة بمزيد من الدعاء و تسميتهم في الدعاء ) المستشار : محمد فرغل المصدر : وسط نت ( بتصرف ) ============= . كيف نجمع بين الأثنين كيفتوفق الداعية بين أمورها الخاصة التي لا تتعلق بأمور الدعوة وبين أمورالدعوة المكلفة بها ، أو أن تلزم الداعية نفسها بأمور دعوية تجهدها معأمورها الخاصة ؟ الجواب من التعارض بين متطلبات الدعوة وشئون المسلم إنما ينشأ من أحد أمرين : 1. كثرة الأعباء وتحميل النفس مالا تطيق من الأعمال . 2. سوء الترتيب وضعف التنسيق بين هذه المطلبات جمعها . وعلاجذلك يكون بمراجعة الداعية لوضعها ، والنظر في أعمالها هل فيها شيء منالمبالغات والحماس الزائد في جانب متطلبات الدعوة أو في جانب المصالحالخاصة ، ومعالجة ذلك بالاعتدال والتوازن . ثم بعد مراجعة التنسيقوالتنظيم للوقت والأعمال بوضع جدول واضح ، وتوزيع أعمالها ومسؤولياتها بحسبالأولوية وتحديد الوقت المناسب لكل عمل تحت شعار " أعط كل ذي حق حقه " . وإذا لم تنجح الداعية في تنظيم حياتها ومسؤولياتها فإنها بالبديهة لن تنجح في تنظيم حياة الآخرين وتوجيههم . المصدر : نقل بتصرف من موقع "الوسط نت" ============== . أصاب بقنوط الحمدلله الذي منّ علي بالالتزام من حوالي 4 أعوام وبعد الالتزام بفترة سلكتطريق الدعوة إلى الله مع أخواتي الآخريات، وانغرست في حقل الدعوة، ولكنهناك مشكلة تقابلني هي أنني عندما أقع في بعض الذنوب المعينة تتدهور علاقتيمع الله وأصبح في فتور، وربما تؤدي بي إلى القنوط وتكون النتيجة أننيأنقطع عن الدعوة في هذه الفترة بدعوى أن أهم شيء هو إصلاح نفسي أولاً حتىأستعيد قوة إيماني من جديد، فهل أجد عندكم من حل لهذه المشكلة الصعبة؟ الجواب السلامعليك ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحبًا بك، وشكر الله لك ثقتك بإخوانكفي شبكة "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلاً لهذهالثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم،وألا يجعل فيها لمخلوق حظًّا.. آمين، ثم أما بعد: فاعلمي-أخييتي - أنالله عز وجل قد منّ عليك بنعم كثيرة، في مقدمتها، نعمة الإسلام، ونعمةالالتزام، ثم أكرمك بأن اختارك للقيام بأشرف مهمة ألا وهي مهمة "الدعوة إلىالله"، قال تعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِوَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، فاحمد الله -أختي - على هذه النعم الكثيرة، وأدِّ شكرها ليزيدك الله من نعمه وفضله قالتعالى: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْوَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"، ومن أداء شكر هذه النعم أنتستمري في تبليغ دعوته سبحانه وتعريف عباده عليه، بإرشادهم لطريق طاعتهوتحذيرهم من مغبة معصيته. أما عما وصفتيه في رسالتك بأنه (مشكلة) تقابلكوأنت في طريق الدعوة، عندما تقعين في بعض الذنوب، فإنني أعتقد أن هذاأيضًا من نعم الله عليك، ذلك أنك -كداعية- بمجرد أن تقعي في ذنب تستشعرينبالخطر، هذه صفة طيبة، فلتحمدي الله عليها، نعم. احمدي الله أن رزقكِ قلبًايستشعر خطورة الذنب في حق الخالق سبحانه، فكم من الناس لم يمن الله عليهمبهذه النعمة (نعمة استشعار خطورة المعصية)، غير أن هذا الاستشعار يجب أنيدفعك إلى مراجعة نفسك والمبادرة بالاستغفار امتثالاً لقوله تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَإِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ". فحريبك أن تسارعي إلى التوبة والعودة إلى الله، لا أن تصيبك المعصية بنوع مناللامبالاة فتستمري المعصية، واعلمي أن الداعية إلى الله ليس نبيًّامعصومًا، وإنما هو بشر، يخطئ ويصيب، قد يقع في ذنب أو معصية لكنه سرعان مايرجع إلى الله طالبًا منه العفو والغفران، وأنه عندما يرتكب ذنبًا ولو كانصغيرًا جدًّا فإنه يستشعر الخطر، فيؤنب نفسه، ويعاتبها.. كيف لي أن أتجرأعلى معصية الله بعدما منّ عليّ بكل هذه النعم؟! أما ما قلتيه من أنارتكابك لبعض الذنوب يدهور علاقتك بربك، فهذا هو الخطر، فالفارق بين المؤمنوالمنافق أن المؤمن إذا أذنب ذنبًا في حق الله دفعه ذلك إلى المبادرةبالتوبة وتحسين الصلة بالله، والإكثار من الاستغفار، كما أنه ينظر إلى ذنبه -ولو كان صغيرًا- على أنه كالجبل يوشك أن يتهدمه، أما المنافق فإنه ينظرإلى ذنبه -ولو كان عظيمًا- على أنه كالذبابة وقفت على وجهه فيهشها بيده!!!
(9/32)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
فإياكيإياكي أن تتدهور علاقتك بربك، وليكن استشعارك الخطر لارتكابك بعض الذنوبدافعًا لك لمزيد من الفرار إلى الله لا من الله، واحذري أن تطول بك مدةالفتور، فإنها تؤدي على الكسل عن الدعوة، ثم إلى التثاقل عن حمل مهامها، ثمإلى تركها والبعد عنها، ثم... ثم... إلى القنوط من رحمة الله قال تعالى: "وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ"، فاتقِ اللهفي نفسك ودينك ودعوتك، وشمري عن ساعد الجد، وعودي إلى ربك وخذي من معصيتكدافعًا لمزيد من الطاعة. وختامًا، فإن من الأخطاء الشائعة في عالمالدعوة على الله قول البعض -ممن يستشعرون التقصير أو يرتكبون بعض الذنوبالصغائر- قولهم: إنني غير صالح لمواصلة الطريق، عليّ أن أتوقف -لفترة- حتىأصلح نفسي!!. وهذه هي بداية النهاية في حياة الدعاة، عندما تسول لهم نفوسهمأن انقطاعهم عن طريق الدعوة سيصلح حالهم!!، فاعلمي أخيتي -حفظك الله- أنالداعية تدعو إلى الله فإن الله يكرمها بإصلاح حالها، فمثلاً لو كانت هذهالداعية مقصرة في صلاة النوافل، أو مقصرة في وردها القرآني، فإنه عندماتذكر الناس بفضل وأجر النافلة وعظيم الثواب المنتظر من المحافظة على الوردالقرآني فإنه -ولا شك- سيكون بعدها أشد حرصًا عليهما. نعم الأصل أنالداعية يدعو الناس إلى ما يؤمن به، ويحافظ على فعله، لكنه أيضًا لا يحرمالأجر من الله إن ذكر الناس بسنة أو دعاهم إلى الحفاظ على نافلة، أو فضيلة،ومن إكرام الله له أن يصلح له نفسه وأن يرزقه الحفاظ على ما يدعو الناسإليه. فامضي في دعوتك، ولا تتوقفي في الطريق، ولا تستسلمي لنوازغالشيطان، واجتهدي في الاستغفار والتوبة، واعلمي أن الله سيصلح لك قلبك،وسيعيد إلى إيمانك شبابه، فتوكلي على الله تعالى.. نسأل الله تعالى أنيهديكِ إلى الخير، وأن يصرف عنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول.. وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. اسلام أون لاين - نقل بتصرف ================= . لا أريد أن أفشل في منزلي ! الأستاذةحفظك الله، دعيني لأشكو إليك همي، فأنا أعمل في مجال الدعوة منذ سنواتومحملة -وربنا يتقبل- بكثير من الأعباء الدعوية، حيث لا يخلو يوم من عملدعوي، وكذلك زوجي ولله الحمد داعية مجاهد على نفس المنهج. ورغم كونناهكذا، فإن أبناءنا للأسف الشديد لم يشبوا على ما نريده ونتمنى، فابنتي عشرسنوات لا تريد الصلاة ونلح عليها دائما وتهملها، ولا تصلي إلا إذا أنبناها،والابن الأصغر أيضا كذلك، غير أنهما أيضا لا يتسمان بالهدوء والسكينة التيأراها في أبناء أخواتي الداعيات. ولا أدري لماذا وما العمل؟؟؟ لا أريد أنأنجح خارج البيت وأفشل داخله، أرجوك ساعديني، وقولي لي ماذا أفعل مع أبنائيليكونوا كما أريد؟ الجواب سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخت الكريمة.. تقبل منك صالح الأعمال ورزقك التوفيق والنجاح في عملك وبيتك وكل حياتك. أولما بادرني من شعور عندما قرأت سؤالك هو القلق الشديد على أبنائك؛ فالأطفالجد صغار!! وأنا أقدر قلقك على عدم انضباط ابنتك فيالصلاة، لكني أدعوك إلىالرفق ثم الرفق ثم الرفق بأبنائك، وليكن اهتمامك الأول الآن هو تنميةوتعميق صلة وعلاقة جميلة بابنك وابنتك؛ فقد يكون رفض الفتاة لأداء الصلواتنوعا من الاحتجاج على انشغالك الدائم عنها!! أو نوعا من التمرد المصاحبللمراهقة المبكرة. ولكن دعيني أنصحك بخطوات عملية لتحبيب ابنتك في أداء الصلاة: 1- أن تكفي تماما عن زجرها وتعنيفها في أي شيء يمس للصلاة!!. 2- أدعوك إلى تحبيبها في الصلاة بكل ما هو جميل من الأحاديث وحياة الصحابةرضي الله عنهم وأحاديث الجنة مما يفتح شهية الصغار لحب الصلاة. 3- لا مانع من أن تحضري لها ملابس صلاة جميلة جديدة وأن تعملي جاهدة على أن تصلي مع أبنائك الصلوات الخمس. 4- أن تعتبري هذا الأمر مسألة لا تنجز في يوم أو أسبوع، ولكنها تحتاج إلىمثابرة واستمرارية وصحبة جميلة بينك وبين ابنتك على وجه الخصوص. 5- لعلذلك الأمر هو فرصة طيبة للغوص في شخصية أبنائك وفهم خصائصهم النفسية؛فتتعرفين على أنسب الوسائل التي تنفذين بها إلى قلوبهم وبناء صداقة معالأبناء يساعد كثيرا على في التواصل معهم بصورة سلسلة تجنب كثير منالمشكلات في فترة المراهقة وما بعدها. 6- اعلمي أختاه أن كل ابن وكلابنة نسخة فريدة؛ فلا تقارني أبناءك بأبناء الأخريات، ولا تطلبي منهم أنيكونوا مثل فلان أو فلانة، بل اعملي على أن يكون ذواتهم بما منحهم الله منصفات وخصائص، ودورك الأهم هو في اكتشاف هذه الصفات والخصائص وتنميتهاوتقويمها إذا لزم الأمر.. وفقك الله لما يحب ويرضى. المصدر : اسلام اون لاين ( بتصرف ) ============== . أصاب بفتور داعيةلها انشغالات كثيرة في أمورها الخاصة ، وتعطي ما تبقى من وقتها لأمورهاالدعوية ماذا تفعل في هذه الحالة مع حرقتها الكبيرة على الأمة؟ . الجواب هوأن الداعية التي تعطي دعوتها فضول الأوقات وزوائد الجهود ، بينما تقعاهتمامها على الأكبر بمصالحها الدنيوية الخاصة هي داعية تجوّزاً لا حقيقة ،وصورة لا واقعاً .. إن الدعوة إلى الخير لن تنتشر في الأمة ، وسلبياتالمجتمع لن تتغير بمثل هذه المساهمات الضعيفة ، وإذا لم نعط الدعوةالأولوية فعلى الأقل اجعليها في درجة اهتمامك بمصالحك الخاصة . لن تفلح أمة تجعل سعيها للدينار والدرهم أهم من سعيها للدين ونشر الخير في نفوس الناس : (وجاهدوا في الله حق جهاده ) . المستشار : د.مصطفى مخدوم المصدر : الوسط نت ============= . أحب الدعوة.. دلوني على الطريق
(9/33)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
السلامعليكم، أنا أحب الدعوة إلى الله، ولكني أرى المنكر ولا أعرف كيف أغيره،ولا يوجد عندي أسلوب؛ لدرجة أنه يوجد معي فتاة غير محجبة ولا أعرف كيف أبدأمعها وأناقشها؟. الجواب السيدة الفاضلة ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد،فإن حبك للدعوة أمر محمود، وقد قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاًمِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَالْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]. ورغّب فيه النبي صلي الله عليه وسلم فقاليوما لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لكمن حمر النعم". رواه البخاري. والدعوة إلى الله لا بد لها من علم {قُلْهَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِاتَّبَعَنِي} [يوسف: 108]. ولحمة الدعوة وسداها هي الحكمة والموعظةالحسنة: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِالْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"} [النحل: 125]؛ فهذاأمر ينبغي تحصيله قبل الدعوة وفي أثنائها وبعدها وفي كل وقت، ولا يمتنعالمسلم عن الدعوة مخافة الوقوع في الخطأ أو لقلة علمه، وقد قال النبي عليهالسلام: "بلغوا عني ولو آية" [رواه البخاري]. بالإضافة لذلك الجزءالنظري لا بد من الاطلاع على سيرة من مارسوا هذا الأمر، والاستفادة منتجاربهم، فمن وعى التاريخ في صدره أضاف أعمارا إلى عمره. وبهذا يتكون لديكالكيفية والأسلوب.أ وهكذا لا بد من التدرج وغرس العقيدة أولا، وملءقلبها بحب الله والخوف منه واليوم الآخر، فإذا صح الأساس صح فوقه كل شيء،وإذا فسد فسد كل شيء، حتى لو صح إلى حين. ويمكنك بعد إيقاظ قلبها أن تعيريها أشرطة عن مناسبة عن الحجاب ففيها فائدة إن شاء الله المصدر: اسلام اون لاين..." بتصرف" ============== . أحس أني داعية فاشلة ! أنامسلمة ملتزمة والحمد لله، وأحتسب نفسي داعية إلى الله، أقوم بإلقاء الدروسوالمحاضرات كما أقوم بالدعوة بين طالباتي حيث إني معلمة، أعيش مع والديحيث أني مطلقة (و ليس لدي أبناء) و لدي ثلاث أخوات في سن المراهقة 13-15-18سنة، المشكلة تكمن في أخواتي لأني كنت بعيدة عنهن في صغرهن (عندما كنتمتزوجة لمدة 6 سنوات)، ولما عدت إلى بيت والدي كن قد كبرن وأصبح من الصعبالتأثير فيهن، فهن عنيدات، ولديهن تصرفات كثيرة خاطئة، كعدم الالتزامبالحجاب الصحيح، وكثرة الخروج للأسواق و المراكز، والجلوس على برامج الشات .. واكتشفت منذ فترة أن إحداهن (15سنة) تكلم شابا بالهاتف، دارت بي الدنياولا أعرف حتى الآن كيف أتصرف وكيف أتأكد من الموضوع، إن أخبرت أخوتي الرجالسيحدث ما لا تحمد عقباه؛ خصوصاً وأني غير متأكدة.. وإن كانت هناك دلائلتؤكد ذلك لكن ليس قطعياً.. علاقتي معهن طيبة إلا فيما يختص بالنصحوالإرشاد؛ فهن لا يقبلن مني النصح، بل ويتطاولن علي أحياناً، وأحياناًكثيرة يخفين أمورهن عني حتى لا أنصحهن وقد يؤدي هذا الأمر بهن إلى الكذب،وغالباً ما أكتشف الحقيقة فيؤلمني تصرفهن هذا كثيراً.. عندما أرى تصرفاتهنأحس أني داعية فاشلة.. حيث إني أصلح بنات الناس ويسمعن لي ولا أستطيع أنأصلح أهل بيتي.. ماذا أفعل وكيف تكون الطريقة المثلى للتعامل معهن؟ الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: ذكرتتصرفات أخواتك التي يظهر عليهن بعض السلوكيات المنحرفة، وتشعرين بأنكداعية فاشلة؛ لأنك تستطيعين نصح الناس ولم تستطيعي التأثير في منزلك.. هذاالشعور إحباط من مداخل الشيطان على أي داعية، ويجب أن نعلم أنه ليس بأيديناقلوب البشر، وأننا نعمل الأسباب، والتوفيق بيد ربّ العالمين سبحانه، فرسولالله صلى الله عليه وسلم لم يهد عمَّه، وإبراهيم عليه السلام لم يهد أباه،ونوح لم يهد ابنه.. ولكن علينا أن نقوم بكل ما في وسعنا من أسباب إنقاذمن حولنا من النار {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودهاالناس والحجارة}. لا شكَّ أنَّ الأسلوب اللبق والخلق الحسن والكلمةالطيب مفتاح القلب، وأننا لو نشعر من أمامنا بحبنا له وخوفنا عليه، نعملالأسباب من التشجيع والتفاؤل أحياناً واتخاذ الأساليب المتنوعة لدعوته منداخل البيت ومن خارجه. عرفي أخواتك على الأخوات الطيبات وعلى دورالقرآن، ولا شك في أنَّ بعضهم ألين من بعض، فابدئي بأقربهن إلى الخير ولاتتحدثي عنهم أمام الآخرين وحافظي على أسرارهن، ولا بدَّ أن تصلي إلى نتيجةبإذن الله، وعليك بالدعاء وستصلين إلى مبتغاك عاجلاً أو آجلاً، فلا تتسرعيالنتائج، فيمكن أن لا يظهر أثر نصحك عليهن إلا بعد عدة سنوات. أمابالنسبة لأختك التي تتحدث في الهاتف؛ فبإمكانك التأكد من ذلك عن طريق مسجلالهاتف الذي يستخدم داخل المنزل، ثمَّ اختاري الأسلوب المناسب للمعالجة،إما بالمصارحة وإسماعها صوتاً، أو بالتلميح بعد أن تتأكدي، وهناك قصصواقعية مؤثرة للأخوات نوال عبدالله وأمل عبدالله عن (رسائل حب) تحكي واقعاًأليماً لفتيات سلكن هذا الطريق المؤلم، فحبذا لو أهديتيها لأختك حتى تعتبربها، وعليك بكثرة الدعاء، وأسأل الله لكِ الحكمة؛ فالحكمة: أن تضعي الشيءفي موضعه، سواء كان الموقف يتطلب ليناً أو حزماً. أعانك الله وسدد خطاك. د/ الجوهرة المبارك / لها أون لاين ============= . المرأة الداعية.. مشكلات من نوع خاص ما هي المشاكل ذات الطابع الخاص التي تمس الدعوة النسائية؟ الجواب
(9/34)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
الدكتورةمنى حداد: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، إن المشاكلذات الطابع الخاص التي تمس الدعوة النسائية هي عديدة، وربما لا نستطيعحصرها في كلمات، من أهم هذه المشاكل المرأة المسلمة ذاتها. فهي -أي المرأة- إذا لم تعي دورها كما يجب فستقع في مشاكل عديدة أثناء قيامها بواجبالدعوة، وفي كامل سلوكها في الحياة. فمطلوب إذن أولاً من المرأة الداعيةكما أراده الله لها، لا سيما أنه قال تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّنذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةًوَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. هذاالعمل الصالح إنما أراده الله للمرأة كما أراده للرجل، فحين تبدأ الداعيةالمسلمة بإصلاح عملها سواء في حياتها الخاصة أو في دعوتها لسائر بنات جنسهاولكامل مجتمعها لا بد أنها ستحيا حياة طيبة وستوفى أجرها بأحسن مما كانتتعمل. المشكلة الأساسية إذن هي المرأة نفسها، لا سيما أنها كما تشكل نفسهاتساهم في تشكيل باقي أعضاء المجتمع حين تربي هذا الباقي على ما يريده اللهعز وجل من قواعد وسلوك، فهي الأم وهي الزوجة وهي الأخت وهي الابنة. فلتنظرالمرأة إلى نفسها ماذا قدمت بحق ذاتها وبحق مجتمعها ولتحدد خطها وطريقهابعد ذلك. هذه المشكلة الأولى، وهناك مشاكل عديدة، لا سيما منها ما تتعرض لهالأخت الداعية في المجتمع من ضغوطات أسرية كانت أو اجتماعية أو اقتصاديةأو ربما حركية (تنظيمية).. كل هذه الأمور قد تتعرض لها الأخت الداعية ولكننقول إذا تجاوزت المشكلة الأولى بالنظر لتحديد قيمتها دورها وإنسانيتها فلاشك أنها ستستطيع بعون الله تجاوز المشاكل الأخرى مهما تعددت. أما عن تسميةالدعوة النسائية على نسق الحركة النسائية فإنني أقول: إذا ما بدأنا بدعوةنسائية بحتة الآن فنحن على طريق العمل الدعوي الإسلامي العام؛ لأن اللهسبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياءبعض}؛ فهو يقرن المؤمنين بالمؤمنات حين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكرويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله. لقد حدد لنا سبحانهوتعالى بل بشرنا بأنه سيرحمهم {أولئك سيرحمهم الله}. نعتبر نفسنا في طريقالعمل الدعوي العام، ولا داعي لتسمية دعوتنا بالدعوة النسائية على نسقالحركة النسائية؛ لأنه عند ذلك سنضع الفوارق والحواجز وبأيدينا بين المرأةوالرجل، وسنعود إلى الصراع الذي عاشته المرأة مع الرجل منذ نشأة الحركاتالنسائية، علمًا أننا في الإسلام لا نجد مطلقاً داعياً لهذا الصراع طالماأن الله سبحانه وتعالى أعد للجميع مغفرة وأجراً عظيما وثواباً لكل عمل قدمهالإنسان من ذكر أو أنثى. المصدر : إسلام أون لاين =============== . تسمية الدعوة النسائية س: هل صحيح تسمية الدعوة النسائية.. على نسق الحركة النسائية؟ نحن الداعياتالمسلمات لا نجد مطلقاً فارقاً بين الرجل الداعية والمرأة الداعية من حيثالواجب ومن حيث الدور ومن حيث الأجر، فلِم الصراع إذن؟ ولِم نكون دعوةنسائية فحسب؟ الجواب الأستاذة حكيمة المختاري: إن حمل أمانة عظيمةمثل أمانة الدعوة إلى الله تعالى، وتبليغ كلمته عن رسوله صلى الله عليهوسلم، مهمة عظيمة كلف الله تعالى بها المرأة كما كلف الرجل. وخصوصية المرأةأنها ذلك المحضن الذي تتربى فيه الأجيال، منذ نعومة أظافرها، خصها اللهتعالى بالحلم وسعة الصدر واللين واللطف ما تنفق به على النساء كافة علىالأقرب فالأقرب. لا بد من الحديث أولا عن مصطلحي الدعوة والمرأة، فماذانقصد بالدعوة ومَن هي المرأة الداعية والمدعوة؟ الدعوة هل هي دعوة للحجاب؟أم للصلاة؟ أم هي ربط بالله سبحانه وتعالى؟ وبالتالي اختيار الإنسانةالمدعوة بين زينة زائفة وبين ما عند الله عز وجل. ولا بد أيضا للحديث عنالدعوة في صفوف النساء من التعرض للسياق التاريخي الذي مرت منه المرأةموءودة تحت التراب إلى أن كرمها النبي صلى الله عليه وسلم، وأرجعها إلىالمسجد؛ المكان الذي تلتقى فيه الدعوة بالدولة. مرورا بعهد الخلفاءالراشدين إلى الانكسار التاريخي الأول والذي أصبحت فيه المرأة حبيسةالجدران فانحبست بذلك قدرتها على التربية والعطاء والمشاركة في الحياةالعامة للمسلمين. إن مشاركة المسلمة في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ركنأساسي من أركان الدين. فمن الآيات التي نص فيها الحق سبحانه على مكانةالمرأة في واجب السهر على دين الله قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَوَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَبِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}؛ فهذا تكليف من الله سبحانهوتعالى للمرأة بحمل العبء ودعم بناء المجتمع الإسلامي ، تكليف من صميمالدين. المصدر:إسلام أون لاين ============= . مجتمع غربي أناأعيش حالياً في بلد غير إسلامي وحولي بعض المسلمات منهن المتزوجات ومنهنصغيرات السن والشابات، كيف أستطيع أن أدعوهن إلى التمسك بقيم الإسلاموأخلاقه في ظل المجتمع الغربي المفتوح الذي نعيش فيه؟ الجواب هذاالمجتمع الغربي الذي تصفينه بأنه مفتوح وتتساءلين عن كيفية الدعوة فيهللتمسك بقيم الإسلام وأخلاقه هو مجتمع يستحق منك الشفقة والاهتمام أيضاً. هذا المجتمع بكل سيئاته يحتاج إليك وإلى جميع الدعاة الذين انتهجوا نهج الإسلام عملاً والتزاماً ومقولاً. هو بحق يحتاج إليك لتبرزي هذا الإسلام الذي في داخلك لتفوح منك ريح المسك من خلال تعاطيك معه.
(9/35)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
أما أخواتك المتزوجات وصغيرات السن والشابات فعندما تكونين قدوة صالحة لهم فسيحببن فيك الدين والإيمان والالتزام. افتحيللجميع قلبك ووسّعي صدرك لترتاح عليه كل مسلمة وكل محتاجة إلى سماع كلمةالحق ودعوة الإسلام. هذه الدعوة الربانية التي يمكنها أن تستنقذ البشرية منعثراتها ومن آلامها وأمراضها. الجميع بحاجة إليك في ذلك البلد المفتوح، والذي يعني الاستعداد للتلقي وللتبصر وللفهم وللأخذ. فهلاكنت تلك الداعية التي بإمكانها أن تكون شامة في مثل هذا المجتمع الضائعوالتائه؟ أما بالنسبة للفريق من النساء والشابات حولك فبإمكانك الاطلاع علىالعديد من التوجيهات والبرامج التي تستطيعين قراءتها ومتابعتها على جميعالمواقع الإسلامية، ما دمت تستعملين الإنترنت فبإمكانك أن تستفهمي عن أيأمر أو أي موضوع ولكن لا بد أولاً وابتداءً من التزود بالثقافة الإسلاميةالمطلوبة والضرورية دون أن تدعي إمكانية الإحاطة في كل أمر وكل شيءولتنطلقي داعية مخلصة لدعوتها بين من تعرفين من النساء. ولا تنسي مطلقاًأن تنشري عطرك في كل الأجواء التي تمرين بها من خلال موقف صادق أو كلمةطيبة أو معاملة حسنة أو منظر لائق أو استقامة واضحة حتى يشار إليك بالبنانوحتى تحببي الآخرين بدينك وبإسلامك. المستشار : د.منى حداد المصدر : إسلام أون لاين ... ================ . نصائح لدعوة الجيران في رمضان أريد منكم برنامجا دعويا أقوم به مع جيراني في رمضان، حتى يكون هذا الشهر نقطة فارقة معهم. الجواب إننقطة البداية في دعوة الجيران هي إدراك المسلم ما للجار من حق في الشريعة،وذلك يجعل المرء يدرك أن عونه لجيرانه والأخذ بأيديهم في سبيل عملالصالحات، والسعي لتقريبهم إلى الله تعالى واجب شرعي، وحق اجتماعي، فالمسلملا يعيش منعزلا، ولا يعيش في المجتمع فردا، ولكنه لبنة صالحة دءوبة تسعىللحفاظ على هذا المجتمع. وليس الحفاظ هنا محصورا في المحافظة على المنشآتوالمباني، والالتزام بقواعد المجتمع وقوانينه فحسب، بل أساس صلاح المجتمعقائم على صلاح الناس الذين يمثلون هذا المجتمع، لأنهم هم المجتمع، وماسواهم عوامل مساعدة، أو أدوات لازمة لتيسير حياتهم. وفي ظني أنه ليست هناكعقيدة أولت الجوار أهمية مثل الإسلام، حتى أوصله النبي صلى الله عليه وسلمإلى أن يكاد وارثا حين قال: (ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنهسيورثه) رواه البخاري، وهذا الحديث المحفوظ يحتاج إلى معرفة فقهه، حتى ندركما فيه من معاني سامية لتلك "الرابطة الجيرانية".. والأمر الأول: الذييُلحظ في الحديث أن الوصية بالجار تكررت بشكل كبير جدا، على غير العادة فيكثير من شرائع الإسلام التي جاء الأمر بها، وربما تكررت التذكرة فيها، لكنلم نلحظ التكرار في الوصية على فعل شعيرة من الشعائر مثل ما جاء في الجار،وبعض الشرائع الأخرى، كالصلاة وحسن الخلق. الأمر الثاني: أن الأمر تعدىالتكرار، بل وصل إلى حد الصلة الوثيقة التي تعتبر الجار واحدا من الأسرة،وبهذا المعنى يجعل الإسلام الجيران أسرة واحدة، بل بالنظر في المجتمع نجدبعض الجيران هم أقرب للإنسان من إخوته ومن أبيه وأمه، وهذا يشير إلى إعجازالحديث من الناحية الاجتماعية. إذا كان هذا التمهيد، فإن البرنامج المطلوبلن يكون خطوات مرسومة بقدر ما هو تفتيح للأذهان، ومحاولة للتفكير بشكلجماعي يثير الاهتمام، ويدعو للإبداع والتجديد، وفق قراءة الإنسان لحالهومعرفته بجيرانه، وما يمكن أن يقدمه لهم. ومن أهم ملامح هذا البرنامج ما يلي:
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى السبت ديسمبر 17, 2011 3:16 pm
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
1- مصالحة كل من بينك وبينه شحناء أو بغضاء من الجيران، إذ لا يمكن دعوة لأحدأن يدعو أحدا وبينهما شحناء أو ضغينة، وهذا بمثابة تنظيف التربة قبلحرثها، ونزع للضرر من الأرض، حتى تؤتي ثمرها. 2- التمهيد لشهر رمضان،والتذكير بفضله، من خلال إهداء بعض الملصقات عنه، أو الشرائط التي تتحدث عنفضله، أو إخباره ببعض البرامج التي تتناول رمضان قبل مجيئها، فإن هذا يعدمن باب التهيئة النفسية قبل الفعل، وهي من الأمور اللازمة لنجاح أي عملإنساني. 3- يمكن تزيين المربع السكني الذي تعيشون فيه ببعض الزينة التيتجعل هناك تهيئة عامة للشهر أيضا، وهذا شكل يلحق النقطة السابقة مع تمايزالوسيلة بينهما. 4- لو كان من الممكن استضافة الجار وأسرته في إفطار جماعي،فإن هذا يقرب العلاقة بين الأسرتين، ويجعل القلوب تتآلف، ويمهد لك أنتدعوه لما هو مباشر في الدعوة، وقد يكون لطيفا أن تتفقوا على إقامة إفطارلسكان "البناية، أو العمارة" في يوم ما من أيام الشهر، وأن يساهم في ذلك كلبيت بما يستطيعه، وأن تقوموا بتجهيز برنامج مناسب لهذا اليوم، وأن يقومأحدكم بتلاوة الأذكار، ويكون هناك من يذكر بدعاء الإفطار، وتصلون جماعة.. 5- الزيارات الخفيفة له، والسؤال عنه قبل رمضان إن أمكن، والاتفاق مع منتراه متقبلا لهذا الأمر منهم على أن تقوموا معا بزيارة غيره من الجيران. 6- التعاون مع الجيران في بعض الأعمال الخيرية في رمضان، كإفطار الصائمين، أوالصدقة أو إرسال بعض الحاجات الأساسية للأسر الفقيرة في محيطالمربعالسكني، فتحريك الجار للخير يجلب في نفسه حب الخير بشكل عام، ويدفعه للمزيدمن عمل الخيرات. 7- عمل مقرأة للقرآن في مسجد الحي، أو في بيت أحدكم بعدصلاة التراويح، أو في أي مكان ترونه مناسبا. 8- الاتفاق مع الجيران علىالصلاة في مسجد تختارونه يكون قريبا، وأن يكون الإمام حسن الصوت، وبه بعضالأنشطة الدعوية، حتى يعيش الجيران جو رمضان. 9- عقد حلقة لتعليم القرآنوحفظ آيات منه لأبناء الجيران، على أن يكون الحفظ قليلا، والمقصود منه غرسحب القرآن في نفس الأولاد، وأن تهدف هذه خطوة للاستمرار فيها بعد رمضان. 10- اقتراح اصطحاب الزوجات لصلاة التراويح مع الرجال، حتى ينعمن بثوابالصلاة وشهود جماعة المسلمين. 11- رصد جائزة لمن يواظب على صلاة الجماعةالمفروضة في رمضان. 12- رصد جائزة لمن يحافظ على صلاة التراويح في شهررمضان. 13- تفقد أحوالهم دائما، والحرص على زيارة مريضهم، مع اصطحاب بعضالجيران معك للمريض، حتى توثق العلاقة بين الجيران جميعا. 14- الاتفاق معالجيران على الاستعداد للاعتكاف في أحد المساجد قدر المستطاع، فإن لم يكنالأيام العشرة كلها، فليكن بعضها، فإن لم يكن فجزء من اليوم أو الليل.. المهم أن تكون سنة الاعتكاف من العبادات المطبقة بأي شكل. 15- الاستعدادلقيام ليلة القدر، والاتفاق على المسجد الذي سيصلى فيه، ومعرفة الأفضلعندهم، هل في مسجد في الحي، أم الذهاب لأحد المساجد الكبرى، المهم هو قيامليلة القدر.. وهي كما هو مشهور عند كثير من الناس، وما عليه عدد من العلماءأنها ليلة السابع والعشرين؛ وأن تحذر الحديث في الخلاف في يومها، فعملالداعية غير عمل الفقيه، فالفقيه يبين الحكم، والداعية يدفع الناس للعملبه، فاهتم بالعمل ولا تهتم بالخلاف. 16- الاهتمام بيتامى الجيران والحي،والسعي في قضاء حوائجهم، وإشراك الجيران في تلبية حاجاتهم الأساسية، وتوفيرما يلزمهم من ملابس العيد. 17- تعجيل ما يفعله الناس من حاجاتهم الدنيويةقبل دخول العشر الأواخر، وألا تنشغل النساء أكثر من اللازم بعمل "كعكالعيد" وغيره، بل التخفف منه، وشراء ما هو جاهز أولى، وشراء ملابس العيدمبكرا قبل العشر الأواخر، حتى يتفرغ الجميع للاجتهاد في العبادة. 18- اجلسمع الجيران، واجعلهم يشاركونك في وضع برنامج لبعض الأعمال التي يمكن أنتقوموا بها، فالمشاركة تجعل الناس يولدون أفكارا جديدة، كما تحثهم علىالعمل، لأنهم جزء منه، لا أنها أفكار مطلوبة منهم يؤدونها. 19- حثهم علىالسعي للتقليل من مشاهدة التلفزيون والفضائيات، ويمكن انتقاء بعض البرامجالنافعة، وعمل ورقة ترصد أهم البرامج الدينية المميزة في رمضان حتى تكونالمشاهدة نافعة، يؤجرون عليها، مع محاولة السعي للتقليل من المشاهدة عامة. 20- إحياء سنة أذكار الصباح والمساء بتوزيعها مطبوعة، أو من خلال بعضالشرائط المسجلة عليها. والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل00 المستشار : أ.مسعود صبري ============== . دور الداعية في المنزل لي أب يفعل المعاصي، ولا يصلي إلا نادراً، وأنا أحياناً أنصحه، ولحرصي على هدايته قد أقسو في نصحه، فما توجيهكم - حفظكم الله-؟ الجواب
(9/37)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
قرأتمشكلة الأخت مع والدها الواقع في بعض المعاصي والمشكلة يبدو أنها تتكرركثيراً مع بعض الشباب وبعض الفتيات، بسبب الحماس الذي يتميزون به من جراءما حصلوا عليه من العلم والمعرفة، ومن جراء الرفقة الصالحة التي تحثهم علىالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.لكن قد يصاحب ذلك أحياناً بعض الجفاءالناتج عن نقص التربية، فالشاب، أو الفتاة حينما يعاد على مسمعه دائماً قصةقتل أبي عبيدة لأبيه- وهي ضعيفة سنداً ومتناً- ،أو قصة سعد حينما يقوللأمه: "لو كانت لك مائة نفس" مع ما ركب في الطبع البشري عند جيل الشباب منالانصراف عن هموم الجيل السابق، وعدم القدرة على تصور مشكلاته وظروفه، زدعلى هذا وذاك أن الأصل في الكبير أنه في مقام التوجيه والإرشاد بحكم السنوالخبرة، بينما الصغير محتاج إلى ذلك لقلة خبرته وصغر سنه، وللوالدين فيذلك وضع خاص فهم يتذكرون الابن جيداً منذ ولادته، وطفولته، ومراحل حياته،وتقلبات أحواله، وصبواته، وهفواته، و..، و...والعوام عندنا يقولون: من عرفكصغيراً حقرك كبيراً!وهذا له رصيد من الواقعية.ولذا نجد في القرآن الكريمتوجيهاً شديد الأهمية إلى الوالدين "ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً" الآية، [الآحقاف :15]، وقال: "ووصينا الإنسان بوالديه حسناً" الآية، [العنكبوت : 8].وحتى في حال كونهما مشركين، بل ودعاة إلى الشرك، ويجاهدونالولد عليه، ونعرف جيداً معنى (المجاهدة)، فالتوجيه الإلهي: "فلا تطعهماوصاحبهما في الدنيا معروفا" الآية، [لقمان :15].فهذا ملحظ تربوي مهم يجبعلى الموجهين والمرشدين والقائمين بأمر الشباب والفتيات في المدارس،والمراكز، والحلقات، والتجمعات شدة العناية بهذا الأمر، وحسن التوجيه فيشأن الأبوين خاصة، ومن يكبرهم سناً بعامة.نعم. في كلام الأب جانب من الصواب -فيما يبدو لي- فهو ما دام يصوم ويصلي ويحب المساكين ويقرأ القرآن، فهذهخصال طيبة يجب استحضارها وعدم إغفالها بحجة وجود بعض المعاصي، و" الحسناتيذهبن السيئات " الآية،[هود: 114]، فلماذا نعتبر أن العمل الصالح لم يثمربوجود بعض الذنوب؟ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلاً أن تعدمعايبه ولماذا تستحضر الأخت الكريمة في مخيلتها مثلًا: صورة والدها وهويشاهد مشاهد سيئة فتثور شهوته، ولا تقرن معها صورة والدها وهو يعفر جبهتهفي التراب، ويخاطب ربه سراً، فيقول: سبحان ربي الأعلى، اللهم اغفر لي!إنالرفق أمر نسبي، والأخت قد تكون رفيقة في نظر نفسها، لكن نحتاج أن نسمع حكمالآخرين عليها، وإلى أي مدى يوجد هذا الرفق؟نعم. اعتقد أن الأخت صادقة فيوصفها نفسها بالرفق؛ لأنه لا يوجد ما يدعوها إلى غير الصدق، وهي في مقامالاسترشاد، لكن: ألا يوجد مستوى من الرفق والصبر والحنو أبلغ مما كانت عليهالأخت؟ أعتقد: يوجد.فلتبالغ في رقتها ورفقها مع والدها ومع أسرتها.أمر آخرمهم: الشباب والفتيات في سن التكوين يتأثرون بالجو المحيط، فإذا حملناهمتبعة غير عادية في إزالة المنكرات مما لا يقع تحت طاقتهم وقدرتهم فمعناهأننا أربكنا السياق التربوي لهم، وأنشأناهم في بيئة قلقة، وهذا قد يعود علىالشاب والفتاة بالانحراف، وقد جربت هذا في حالات عديدة.الشاب أو البنت فيسن السابعة عشرة، ويصاحب ذلك شعور بأنه مسئول عن البيت تماماً، عنالوالدين، والأسرة، والصغار، والخدم، والسائقين، وأجهزة الإعلام، و...،و...، وهم لا يقرون له بهذه المسئولية، ويعتبرونه لازال مراهقاً لم ينضجبعد، ويقولون له: تكبر، وتعرف، ونشوف! فيحطمونه نفسياً، ويظل يعاندهمويعاندونه..هذا وضع تربوي غير سوي، ولا يحسن أن يوضع فيه من يراد له أنينشأ سليم النفس، معتدل النظر. حين نوجه الشاب إلى دوره في المنزل يجب أن نراعي: أولاً: الدور الإيجابي المتمثل في الخدمات والمسؤوليات العملية التي يجب أنيؤديها، وبالنسبة للبنت، مثلاً: الطبخ -الغسل- تنظيم وتنظيف المنزل، رعايةالصغار، مساعدة الوالدة، خدمة الوالد.ثانياً: الدور الإيجابي الدعويالمتمثل في نشر الكتاب والشريط والمطوية، وإقامة الدروس والمسابقات،والنشاطات الإصلاحية لسائر أفراد الأسرة.ثالثاً: الأخلاق الضرورية المصاحبةلعملية الإنكار، ومنها كما ذكره السلف والأئمة: الصبر وعدم المعاجلة،والرفق وعدم الغضب أو العنف، والعلم بحيث يتأكد من حكم المسألة التيسينكرها، فلا ينكر ما يجهل، أو ما لم يتعود عليه دون دليل شرعي، ويجب أنيكون لديه القدرة على الإقناع، والأريحية في النقاش، وعدم القابليةللاستفزاز.قد يقال: هذه مثالية.نعم: لكن يجب أن يربى الشباب على مثل هذا،ويُحرص على أن يكونوا نموذجيين في تعاملهم، وتستدرك أخطاؤهم، ولا يتركونيصارعون واقعاً لا طاقة لهم به وهم أغرار أغضاض محتاجون إلى التوجيه،والدعم، والرعاية. المستشار : سلمان العودة ============= . (قرارالمرأه في بيتها أولى ) الأستاذةالفاضلة زينب مصطفى، سامحيني على هذا الرأي، لكني أرى أن المهمة الأساسيةوالأولى للمرأة والتي يجب أن تضطلع بتا هي رعاية بيتها وأولادها وإرضاءزوجها، وأظن أنه في هذه الأيام والظروف التي نعيشها لا مجال للزيادة علىهذه الواجبات لأنها صارت أخطر عن ذي قبل، فأرجو منك دعوة النساء للقرار فيبيوتهن والقيام عليها، فتلك دعوتها. الجواب
(9/38)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
وقدأجابت الأستاذة الفاضلة بما يلي: الإبنه مها، جزآك الله خيرا على حرصك علىرعاية الأسر والقيام بأولى واجبات المرأة على أكمل وجه. وما من أحد يدعوالنساء كل النساء للانشغال بمختلف الأعمال وترك المهمة الأولى والرسالةالأولى لها وهي رعاية الأسرة وإسعاد الزوج، لكن في نفس الوقت نرى أن كثيرامن النساء لديهن القدرات والظروف الميسرة لخدمة المجتمع والقيام بحقالدعوة. وأعتقد أنه من المجانب للصواب تعميم أي رأي على كل النساء، فمناستطاعت أن تفي بحق بيتها وأسرتها إلى جانب أن تكون فاعلة في خدمة المجتمعفذلك أمر طيب، ومن قدراتها لا تتعدى الاهتمام ببيتها وأسرتها، فهو أيضا أمرعظيم ولا بأس به. ولكن بالنظر إلى ظروف الأمة الراهنة نرى أن المجتمعاتالإسلامية في حاجة إلى تنمية في كافة النواحي التعليمية والثقافيةوالاقتصادية، وعلى المرأة واجب ودور عظيم في الإسهام في نهضة المجتمعات،وكل ميسر لما خلق له، ولن تعدم امرأة وسيلة ما للإسهام في هذا المجال. وأعتقد أن أساليب تربية الأجيال والمناهج التربوية تحتاج إلى تطوير وصياغةجديدة تستند إلى قيم الإسلام وتعاليمه، تكون قادرة على إعداد أجيال منالنساء والرجال لها رسالة واضحة في الحياة وقادرة على القيام بمختلف المهامفي توازن طيب، مما يثمر نهضة الأمة. ومع احترامي الشديد لرأيك ابنتيالكريمة، فأنا لا أستطيع أن أدعو النساء جميعا إلى القرار في البيت بالمعنىالحرفي لذلك، لكني أدعوهن إلى بذل مزيد الجهد، في رعاية الأسرة وخدمةالمجتمع، ونشر الدعوة كل بقدر اختصاصه وقدراته. وحتى بالنسبة للاتي يقررنفي البيوت فإنهن يستطعن القيام بأعمال جليلة، خاصة إذا أحسن استخدامالتقنيات الحديثة في التواصل، وأرجو ألا يكون التقاعس عن القيام بأعماليعود نفعها على المجتمع هو مرادك للقرار في البيت. وجزآك الله خيرا. المصدر : إسلام أون لاين ============= . (الوصفة الخاصة للتوفيق بين متطلبات الدعوة والمنزل كيف تستطيع المرأة التوفيق بين واجبها الدعوي وبين متطلبات بيتها؟ الجواب أجابتالدكتورة منى حداد عن هذا السؤال أن من سخر نفسه لله سخر الله له الدنيا،فإذا جعلت الأخت الداعية صلاتها ونسكها ومحياها ومماتها لله رب العالمينفهل يصعب بعد هذا التوفيق بين العمل الدعوي وبين واجبات الزوجية والأمومةفي البيت؟ إذن مطلوب من المرأة الداعية أن تصدق النية مع الله عز وجل، ثممطلوب منها أن تكون على دراية لا أقول كبيرة وإنما دراية قليلة عن التنظيممع شيء من الصبر.. هذه البنود تحتاجها الأخت الداعية خلال سنوات زواجهاالأولى الصعبة حيث ولادة الأطفال وتربيتهم التي لم تكن معتادة عليها، ولكنما أن تمر هذه الفترة ولا أحددها بما لا يزيد عن عشر سنوات، فتعود الحياةإلى البيت زوجاً وأطفالاً عادية وطبيعية حيث يكبر الأولاد ويصبحون عوناً لاعائقاً. وبالحب والرضا والتعاون يصبح الزوجان شريكين في كل المسؤوليات.. مسؤولية البيت ومسؤولية الدعوة. وتنتهي كل المشكلات. وهذه وصفتي الخاصةالمجربة والناجعة أقدمها لكل أخت داعية تريد حياة دعوية وأسرية ناجحة. كماأضافت الأستاذة حكيمة مختاري بقولها : إن على النساء الداعيات مهمة شاقةوسهلة في نفس الوقت؛ أن تدعو النساء إلى المساهمة في بناء صرح الأمةالإسلامية، وأن تقنعهن في نفس الوقت بأن البناء يبدأ من البيت. ولقد ذكرنارسول الله صلى الله عليه وسلم بالجبهة الحقيقية للمرأة وذلك في قوله صلىالله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.. والمرأة راعية في بيتزوجها ومسئولة عن رعيتها". من هنا يجب على المرأة أن تعي واجبها الأولوالأساسي وهو الدعوة من داخل بيتها، تبدأ دعوتها بتربية أبناء هم جيل الغدوتتعداهم إلى الأم والخالة والعمة والجارة والزميلة في العمل والمُدرسة،وها هي تجد نفسها داخل الحقل الدعوي بامتياز. من المؤسف ما نراه في بعضالبيوت من تفريط في أبسط ما أمر الله به المرأة، وأبرز مثال على ذلك سوءالتعامل مع الزوج والأهل؛ بدعوى التفرغ للدعوة خارج البيت . المصدر : إسلام أون لاين ((((((((((((( الباب العاشر- حوار الأفكار المرأة الداعية وتحدي الإعلام مع د. شيخة المفرج متىما شعرت الداعية بأنها وصلت إلى المستوى الذي تسعى إليه فهذا مؤشر خطير فيمسيرتها الدعوية؛ لأن الدعوة إلى الله عبادة، والعبادة لا تنتهي إلا عندماتنتهي الحياة ... 1- بداية نرحب بالدكتورة شيخة المفرج في لقائها بموقع دعوتها، ونود أن نعرِّف قراءَنا بنبذة مختصرة عنكم ؟ أختكم في الله شيخة بنت مفرج المفرج، أستاذ مساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قسم السنة وعلومها. 2- يلاحظ أن هناك انفتاحًا في عدد من الفضائيات الإعلامية على احتواء برامج دينية نسائية، فما انطباعك لهذا الحضور والاحتواء ؟ ليسلي اطلاع على الفضائيات، ولكن أقول أن القناة الفضائية التي تريد تحقيقالنجاح لا بد أن تعرف رغبة أكبر شريحة في المجتمع وتلبي احتياجاتها حتىتحقق لها الجمهور الواسع، وقد يكون البعض يريد أن يصل لغاياته السيئة منخلال النساء في مثل هذه البرامج التي تحمل المسمى الديني، فيظهر التساهلبالحجاب أو رغبة المرأة في القيادة أو التحرر من قوامة الرجل... إلخ. 3- هل يمكن اعتبار ذلك الانفتاح الحاصل للفضائيات على البرامج الدينية مؤشرًا لتنامي معدل الالتزام الإسلامي بين المجتمعات ؟
(9/39)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
ممالا شك فيه أن نسبة ليست بالقليلة من دوافع هذا الانفتاح الحاصل فيالفضائيات على البرامج الدينية دافعه ارتفاع معدل الالتزام الإسلامي، خاصةبعد وجود قنوات جادة تسعى لإخراج الإسلام بصورته الصحيحة التي فيها إنقاذالبشرية من الظلم والضلال. 4- وكيف يمكن الاستفادة من هذا الانفتاح على البرامج الدعوية لتكثيف الحضور واختيار الرسائل التوجيهية التي تخدم قضية الدعوة ؟ يمكنالاستفادة من هذا الانفتاح بتتبع المتابعين لهذه القنوات وإشعارهم بأوقاتهذه البرامج وقيمتها برسائل الجوال وغيرها، خاصة عندما يكون البرنامج يخدمويساهم في إصلاح خلل أعرفه عند شخص من الأشخاص، كأن يكون البرنامج عن برالوالدين، وأنا أعرف شخصًا عاقًا وأرغب في أن يشاهده، فأخبره بموعده وأذكرهبه. 5- الإعلام الإسلامي الدعوي مازال يدور في قالبٍ واحد مهما تعددتمؤسساته، فلماذا لا يتم عقد لقاءات كبرى لتقديم أوراق عمل ودراسات جادةلتجديد الخطاب الإعلامي الدعوي ؟ أنا لا أتفق معكم في هذه الجزئية، بلأرى أن هناك محاولات جادة من جهات متعددة لتقديم الإسلام في قوالب متجددةتناسب اختلاف الفئات العمرية ونوعيات المدعوين، وهذا تراه جليًا في المعارضالذي تكرر قيامها في مدن المملكة تحت عنوان " كُن داعيًا "، لكن هذا لايمنع من عقد لقاءات بين المهتمين بالدعوة سواء من الرجال أو النساء، وتبادلالمقترحات والآراء، وعرض التجارب النافعة للاستفادة منها وتفعيلها. 6- من المعلوم قيام عدد من التجمعات التنصيرية بعقد لقاءات دولية لها في عددمن الدول الأوروبية، مثل: إيطاليا والنرويج؛ لتنظيم إدارة الإعلام بما يخدممصالحها ؟ فأين الشخصيات الدعوية الإسلامية من عقد مثل هذه اللقاءاتوالتنظيمات ؟ هذا تساؤل رائع، ونحن نشارككم في الرغبة بعقد لقاءات دوليةإسلامية لتنظيم إدارة الإعلام الإسلامي بما يخدم مصالح الإسلام والمسلمين،ومن منظومة مدروسة تعتمد على الوسطية التي لا إفراط فيها ولا تفريط،يدعمها قيادات واعية على مستوىً عالٍ من التعليم والفكر المنضبط بضوابطالشرع. 7- هل قامت المؤسسات الدعوية بدورها كما يجب في التوعية الإعلامية للداعيات ؟ لاننكر أن للمؤسسات الدعوية دور لا بأس به في التوعية الإعلامية للداعيات منخلال الدورات التي تقوم بها بعض الجامعات والمعاهد والدور، ولكن مازلنا فيأول الطريق ونحتاج لتكثيف الجهود. 8- ولماذا لا يتم التفكير بإنشاء معاهد إعلامية متخصصة للدعوة ؟ هذا الاستفسار يوجه لأصحاب الشأن، وفي كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تلبية لهذا الجانب. 9- كيف يمكن للمرأة الداعية أن تختار مواضيعها بما يتناسب مع الشريحة المستهدفة وبما يحقق أكبر قدر من الاستفادة للجميع ؟ الداعيةالحكيمة الناجحة المؤثرة هي التي تتلمس جوانب النقص في المدعوات، فتحاولتسديدها بأسلوب ملائم، مع مراعاة المستوى التعليمي للمدعوات، ومراعاةالمناسبة التي تمر وقت إلقاء المحاضرة. 10- ما هي ضوابط الدعوة النسائية في الإعلام ؟ يمكنللمرأة المشاركة في الدعوة النسائية بعلمها السيّال، ولكن لا أرى ظهورهابأي حال من الأحوال، كما أني لا أؤيد إخراج صوتها في البرامج، ولكن يكفيالتواصل معها عن طريق الكتابة، فتذكر ما تريد إيصاله للمدعوين. 11- هليمكن أن نعتبر أن المرأة الداعية قد امتلكت الحرية الكافية في اختيار مساردعوتها، أم أنها ما زالت تخضع لقيود المجتمع ومساراته ؟ أقول إن المرأةالداعية تخضع لضوابط دينها وما يأذن به الشرع لها؛ أما المجتمع الآن - وللهالحمد - قد أصبح أكثر وعيًا بضرورة دعوة المرأة لبنات جنسها. 12- ومتى تشعر الداعية بأنها وصلت إلى المستوى الذي تسعى إليه ؟ متىما شعرت الداعية بأنها وصلت إلى المستوى الذي تسعى إليه فهذا مؤشر خطير فيمسيرتها الدعوية؛ لأن الدعوة إلى الله عبادة، والعبادة لا تنتهي إلا عندماتنتهي الحياة، قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَالْيَقِينُ} (99) سورة الحجر، كما أن هذا الشعور هو بداية انقطاع العطاء. 13- كيف تعكس الداعية الإعلامية النموذج المشرف للمرأة المسلمة ؟ لاشك أن الخلق الحسن الذي تتخلق به الداعية في تعاملها مع الجميع، وحرصهاعلى التمسك بالحجاب الشرعي واللباس الساتر؛ لتكون صورة بعيدة عن المحاذيرالشرعية في تصرفاتها وشكلها ولباسها، أمرٌ في غاية الأهمية لأنه مفتاحلقبول كلامها وتوجيهاتها. 14- من أين تستقي الداعية ثقافتها لكي تكون مؤهلة إعلاميًا ؟ الداعيةثقافتها مستقاة من المنبعين الأصليين: الكتاب والسنة، وما يتعلق بهما منكتب التفسير وشروح الحديث، بالإضافة إلى القراءة في كتب السلف المتنوعة،وسماع أشرطة العلماء العاملين، والاستفادة من كل ذلك كفيل بأن يصقل شخصيةالداعية، وتأهلها لمواجهة المجتمع وإصلاحه بإذن الله. 15- ما هي عوائق العمل الدعوي الإعلامي التي تواجهها المرأة المسلمةالداعية من وجهة نظرك ؟ أقول قد يكون هناك بعض العوائق التي تعرض للداعية في طريق الدعوة، كالالتزامات المنزلية من رعاية بيتها وأهلها وغير ذلك. كماأن عدم توفر المواصلات قد يكون عائقا، ولكن كل هذا قد يزول بمحاولةالتوفيق بين التزاماتها المنزلية وأعمالها الدعوية، وإشعار أهل بيتهابأهمية ما تقوم به ليشاركوها هذا الهم، طمعًا في المشاركة في الأجر بإذنالله. 16- كلمة أخيرة توجهينها للمرأة الداعية في المجال الإعلامي ؟
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى السبت ديسمبر 17, 2011 3:17 pm
(9/40)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
أخيرًاأقول: أخيتي الداعية اجعلي الإخلاص شعارك، وثقي أن الله سييسر لك كل عسير،وسيجعل لك قبولا بإذن الله، وتذكري قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًامِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَالْمُسْلِمِينَ} (33) سورة فصلت، وتذكري أنك تقومين بمهمة قام بها أشرفالبشر وهي الدعوة إلى الله، واحتسبي كل ما يصيبك في هذا الطريق بأن كل ماكان في سبيل الله فهو خير بإذن الله. رزقني الله وإياكنّ الإخلاص فيالقول والعمل، ومنحنا تقواه في السر والعلن، إنه ولي ذلك والقادر عليه، سددالله خطانا على طريق الحق حتى نلقاه.. آمين.. أختكم/ شيخة المفرج. =============== استغلال فرحة العيد في الدعوة إلى الله في لقاء مع أ. نوف العنقري وصف الحوار: ضيفة الحوار : الأستاذة نوف العنقري أجرت الحوار : حنان الحميميدي . أيامالعيد أيام فرحة وبشر وتضرع إلى الله تعالى بقبول صيام وقيام الشهر الفضيل، وأمام فرحة العيد وبعد انتهاء شهر رمضان المبارك يتراجع بعض الناس عمّاكانوا عليه من علو الهمّة في العبادة والحرص على الطاعة ، وقد يقع بعضهم فيمخالفات ومحاذير في أيام العيد نتيجة الفهم الخاطيء لهذه المناسبة. منهنا يظهر لنا أهمية الدعوة إلى الله في هذه الأيام وضرورة استغلال فرحةالعيد في ذلك،وقد كان لنا لقاء مع الأستاذة الكريمة والمربية الفاضلة / نوفالعنقري حول هذا الموضوع. س1- البطاقة الشخصية .. نوف العنقري عندي ولدين وثلاث بنات والحمد لله . س2- ما هو عملك الأساسي وعملك التطوعي إن وجد ؟ أعمل مدرسة تربية إسلامية في الثانوية الرابعة , ومتطوعة في برنامج الفتيات التابع لمؤسسة مكة . س3- ما هي الأنشطة الأكثر فاعلية التي تقومين بها في المصلى وتلاحظين أنها تؤثر في الطالبات ؟ الدروسالتي تلقى كل صباح منها السيرة النبوية والتجويد وغيرها.. وكذلك الإشرافعلى الحلقة التي هي واحدة من مجموعة من الحلقات التي تعقد في وقت الفسحةلحفظ ومراجعة القرآن. س4- هل لك أنشطة أو محاضرات خارج نطاق مصلى المدرسة ؟ أحياناً.. كالمشاركة في ندوات أوإلقاء محاضرات في الأماكن العامة إذا سمحت الظروف.. س5- ما المواضيع التي تركزين مجهودك عليها في الأنشطة والمحاضرات التي تقومين بها ؟ الإيجابيات- والجوانب الروحية – والدروس المستقاة من سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم. س6- شخصيتك الدعوية هل كانت ثمرة موهبة أم علم ؟ لا يستغني أحدها عن الآخر، والفضل كله لله.. لكن العلم له الجانب الأكبر، وفي الحقيقة لا أملك إلا القليل من العلم. س7- في رأيك، ما مسئوليات المرأة الدعوية ؟ الإحساسبمآسي المجتمع من حولها وهذا من شأنه أن يجعل مسؤولياتها تكبر وتتعدىبيتها وعائلتها وأقاربها وجيرانها وإن تمكنت خارج بلدتها أن تنشر الخيرفلتفعل . س8- هل كل امرأة مسلمة يمكن أن تدعو؟ نعم وبكل تأكيد إذا شعرت أنها تحمل هم.. س9- هل هناك أخطاء معينة تحذرين منها المبتدئات في طريق الدعوة ؟ بكلتأكيد.. أهم خطأ يجب أن تحذر منه الأسلوب المنّفر والجدال والدخول فينقاشات في أمور كان من المفترض أن تتفقه فيها أكثر، واحتقار الناس. س10- ما هو حق الداعية على الناس ؟ وحق الناس على الداعية ؟ برأيي حق الداعية على الناس الاحترام والتقدير, وحق الناس على الداعية النصيحة والصبر والإحسان. س11- العيد فرحة واجتماع فكيف يمكن أن نستغل هذه الاجتماعات في الدعوة إلى الله ؟ بإعداد هدايا مع مسابقات متنوعة يدخل فيها النفع والوعظ بطريق غير مباشر.. وتوزيع علب هدايا تحوي حلويات مع شريط أو مطوية. س12- في رأيك هل الأنشطة الدعوية تقل أيام العيد أم تستمر كما كانت قبل وفي رمضان ؟ الغالبأنها تقل مما كانت عليه قبل رمضان، ونلحظ ذلك مع الأسف، بالرغم من أن فرحةالعيد واجتماع الناس من أهم الفرص التي ينبغي أن تستغل في دعوة الناس فقدكان الحبيب صلى الله عليه وسلم يذهب إلى أماكن تجمع الناس حتى يدعوهم. س13- أيام العيد إجازة في أغلب الوظائف الحكومية والخاصة , فهل تعتبر أيضاً إجازة من الدعوة إلى الله ؟ للأسفكما سبق أن ذكرت غالباً نعم ، وهذا أمر يسوؤني حقيقة ، وبالتأكيد يسوء كلمحب لدينه إذ أن الدعوة إلى الله لا تعرف الإجازات فهي في كل وقت وكل حين،والداعية عليه أن يبذل كل ما بوسعه ويستغل كل وقته في إيصال الخير للناس, ولا يُفهم من قولي الداعية من يلقي المحاضرات فحسب .. كلا ؛ بل كل من يعرفمن الخير شيئاً عليه أن يدعو إليه ويوصله للناس , وأذكر هنا بما قاله النبيصلى الله عليه وسلم : " من كتم علماً مما ينفع الله به في أمر الناس، أمرالدين، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار" ؛ لذا علينا جميعاً أن نعملكالبنيان المرصوص يشد بعضه بعض في أيام العيد وغيرها.. س14- كثير منالناس يسافرون خلال أيام العيد فما هي الوسائل الدعوية الممكن عملها فيالسفر لكي يجمع المسافر بين المتعة والأجر بإذن الله ؟ توزيع مطوياتدعوية، ومع الأهل يكثر من الوسائل مما لا يسع المقام ذكرها , فمن الممكن أنتوزع المهام بين أفراد الأسرة فهذا يختار موضوع كذا ويتكلم عنه قليلا لأنهيملك الجرأة , وهذا مسؤول عن المسابقات والهدايا، وهذا عن ما سيحضره منأشرطة في الطريق ثم يجمع كل هذا عند أول اجتماع في العيد إذ في العادة أنيكون أول اجتماع هو الأكبر عدداً وهكذا.
(9/41)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
وأوصيهنا على التعاون , إذ أن العمل الجماعي والروح الجماعية المخلصة لله تعالىكفيلة بإنجاح العمل , ومن لم يجد إلا نفسه فليتذكر أن الله معه وليمضي فيخدمة دين الله ولو بأقل القليل. والله موفقه وهو حسبه.. وقد قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) (69) سورة العنكبوت. س15- وصلنا معك إلى نهاية الحوار .. نأمل أن تقدمي لنا في سطور نصيحة للداعيةإلى الله لتشجيعها في استغلال أيام العيد في الدعوة إلى الله ؟ أكبرنصيحة توجه إلى الداعية في أيام العيد وغيرها... الإخلاص .. الإخلاص .. الإخلاص ، فمن افتقد الإخلاص في عمله فقد افتقد كل شيء ، ومن كسبه فقد كسبكل شي . ثم إني أوجه كل من أراد أن يدعو إلى الله في أيام العيد خاصة أنيتخير الموضوع الذي يتلاءم مع فرحة الناس وبهجتهم , فلا يأتي بالموت مثلاًوالتذكير به في أول أيام العيد والناس مبتهجة ؛ حتى لا ينفر الناس منه ،وبالتالي ينفروا من كل من يدعو إلى الله.. يوجه الناس مثلاً إلى هديهصلى الله عليه وسلم إذا فرح , وعن وصف الصحابة رضوان الله عليهم , ثم لابأس أن يتحبب الداعية إلى الله إلى الناس عن طريق سؤالهم عن أحوالهم وأموردنياهم. ================ شروط الحسبة وأهميتها.. وثقافة المحتسب مع الأستاذة الفاضلة فاطمة الجارد. وصف الحوار: ضيفة الحوار: الأستاذة فاطمة الجارد. أجرت الحوار: أسماء النجار. الحسبة لها شأن عظيم ومكانة كبيرة في الإسلام.. وقد تجلى ذلك في آيات وأحاديث كثيرة... حول الحسبة وأهميتها كان لنا هذا الحوار مع الأستاذة الفاضلة فاطمة الجارد... نبذة يسيرة عن الأستاذة فاطمة الجارد.. فاطمة بنت صالح الجارد. دبلوم في الحاسب الآلي. بكالوريوس قرآن وعلومه. ماجستير دعوة واحتساب. . دارسة في مرحلة الدكتوراه في كلية الدعوة والإعلام، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قسم الدعوة والاحتساب. حائزة على إجازة في قراءة حفص عن عاصم. حصلت على جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز العالمية في السنة النبوية لعام 1426هـ . 1- كيف استطعتِ التوفيق بين الجانب الأسري والتحصيل العلمي ؟ سبب توفيقي بينهما أن ليس لي ارتباطات غير عملي وبيتي، وهذا سبب نجاحي ولله الحمد فيهما. 2- رسالتك في مرحلة الماجستير في الحسبة، نود أن تعطينا نبذة عن موضوع رسالتك؟ رسالتيفي ستة محاور أولها التعريف بالحسبة، وثانيها أهمية الحسبة، وثالثهاالاحتساب بدرجة التعريف، و رابعها الاحتساب بدرجة النصح والوعظ، و خامسهاالاحتساب بدرجة التعنيف، وسادسها الاحتساب بدرجة التهديد. 3- هل من الممكن أن تعطينا مفهوماً عاما عن الحِسبة، وعن أهميتها ومكانتها في ديننا ؟ الحسبةلها أهمية عظيمة فهي القطب الأعظم كما قال ابن تيمية، لأن فيها نجاة للأمةبأكملها، ولأن رسولنا و حبيبنا وقدوتنا كانت الحسبة من أعظم صفاته التيوصفه بها القرآن ، وكذلك صفة لجميع الأنبياء، ومن أهمية الحسبة أنها سبب فيالفلاح ، وسبب في النجاة من العذاب ، ومكافحة المنكرات والحد منها . 4- هناك معوقات في مجال الحسبة وبخاصة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هل يمكن توضيحها ؟ منمعوقات الحسبة : التخوف الذي يدخله الشيطان في أنفس بعض الناس كما قالتعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَتَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (175) سورة آل عمران،ومن المعوقات الخوف من النتيجة، فيعتقد بعض الناس أنه مع كثرة المنكرات لافائدة من الحسبة ، وهذه من الشبهات التي يدخلها بعض الناس في قلوب البعض . و من المعوقات الخوف من أن يصيب المحتسب مكروه من المحتسبين الذين يحتسب عليهم، و عدم وجود المحتسبين المؤهلين من الرجال والنساء . 5- هل تتغير أساليب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتغير الزمان والمكان والبيئة الاجتماعية ؟ نعمتتغير، وهذا التغير أشار إليه الله سبحانه وتعالى في قوله: {ادْعُ إِلِىسَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمبِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَنسَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل. 6- هناك انحسار في رجال الحسبة ملحوظ، برأيك ما هي الأسباب في ذلك ؟ أ ـ عدم وجود المؤهلين. ب - الدخل الوظيفي بسيط جداً لا يستطيع أن يقتصر المحتسب عليه في الكدح في هذه الحياة . 7- ما رأيك بثقافة المحتسب الإسلامية، هل هي ضرورية له؟ وما مقدار هذه الثقافة في مجال العقيدة والفقه ؟ نعمأراها ضرورية وخاصة في أساليب الإنكار، وأرى أن المحتسب لا بد أن يكونمؤهله لا يقل عن بكالوريوس في الدعوة، مع ضرورة الاستمرار في النمو العقديوالفقهي عن طريق الدورات والدروس . 8- قضايا التيسير ومراعاة الواقع،وتغيير الخطاب الإسلامي، والاعتراف بالآخر .. هذه المفاهيم وغيرها .. مادرجة الاعتراف بها ؟ وهل هناك فكر معادٍ وراءها ؟ التيسير من طبيعةالخطاب الإسلامي وهذا الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن ليسمعنى التيسير إبطال العمل بالحكم أو تغييره، وأما تغيير الخطاب الإسلامي،فهذا فكر معاد، لأن الخطاب الإسلامي خطاب عام وصالح لجميع الظروف والأزمنةلا يحتاج إلى تغيير بل يخاطب كل فرد أو كل مجتمع أو كل موضوع بما يناسبه. 9- هل تعتقدين أن الاحتساب باللسان يكفي لإصلاح المجتمع ؟
(9/42)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
الاحتسابباللسان من أهم درجات الاحتساب، وله النصيب الأعظم من احتساب الرسول صلىالله عليه وسلم، وأرى أنه كافٍ مع الحاجة لبعض التغيير باليد في حدود ضيقة. 10- شواهدك في كتابك ( الاحتساب باللسان ) كلها من الصدر الأول، أين الشواهد المعاصرة وكثير من المشكلات قد تغيرت؟ السبب يعود إلى أن الدراسة تأصيلية، فإذا كانت كذلك لابد أن تكون من الصدر الأول . 11- ألا ترين أن كتابك تنقصه الأساليب التربوية الحديثة في الاحتساب؟ نعم، والسبب في إجابة السؤال الذي قبله . 12- ذكرت في كتابك أن من شروط المحتسب العلم .. ولم تذكري أن من العلم معرفةالاختلافات في الفروع الفقهية مثلا، وأنه لا نهي عن المنكر في هذه الخلافات؟ تطرقت إلى هذه المسألة ، وأما الإنكار في الخلافات فقد وقع بينالصحابة وهذا دليل على أن من معه الدليل ينكر على من ليس معه دليل بحجته ،ومقولة (لا إنكار في مسائل الخلافات) أمر غير متفق عليه . 13- يدعي بعضالعلمانيين أن الاحتساب يعارض حقوق الإنسان في الرأي والرأي الآخر، فماتصورك أنت ؟ بصفتك كتبت بحثاً في موضوع حقوق الإنسان . هؤلاء ينادونبالحرية، والإسلام يعطي الإنسان الحرية ولكن بحدود، بحيث أن هذه الحرية لاتضره ولا تضر بمجتمعه، ومن حق المسلم على أخيه أنه إذا رآه على منكر نهاهوهذه هي الولاية التي أشار الله إليها بقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَوَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَالزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُاللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (71) سورة التوبة. 14- المشكلة أنهناك فصام بين القول والعمل، فكثير من الحكومات تدعي مراعاة حقوق الإنسانوتدندن بهذا في وسائل الإعلام، ولكنها في الواقع لاتراعي أبسط حقوق للإنسانفي مجتمعها، برأيك ما سبب ذلك ؟ هذه الدول هي بحاجة أن تتعلم حقوق الإنسان من دولة المملكة العربية السعودية التي قامت على شرع الله. 15- بصفتك تهتمين بالتعليم والمناهج .. فما رأيك بالدعوات المعاصرة لتغيير مناهج التعليم في العالم الإسلامي بعامة، والمملكة بخاصة؟ هذه دعوة مغرضة حتى يبقى النشء جيلاً بلا دين. 16- هل من كلمة توجهينها للدعاة والداعيات إلى الله تعالى ؟ الاستزادةمن العلم فهو قاعدة لكل داعية، والإكثار من الدعاء فهو سلاح الداعية وسلاحالأنبياء من قبله، فلو تأملنا دعوات الرسل لوجدنا أن لهم في كل خطوة دعوةوفي كل دعوة استجابة. ============== أ.إيمان السعدون والعقيدة السليمة التي يجب أن يتحلى بها الداعية . وصف الحوار: ضيف الحوار: الأستاذة إيمان بنت فهد السعدون. إنسلامة إيمان المسلم من سلامة عقيدته و ثباتها .. و في هذا الموضوع نتحاورمع الأستاذة إيمان بنت فهد السعدون / ماجستير مناهج عامة من جامعة الملكسعود، وتعمل حالياً مشرفة في وحدة التربية الإسلامية، و مستشارة في موقعلها أون لاين وموقع آسية . س1- كيف نشأت فكرة التوجه إلى طريق الدعوة ؟ ومتى بدأتم بشق طريق الدعوة بشكل جاد ؟ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. نشأتفكرة التوجه إلى طريق الدعوة منذ الصغر، ومنذ البدايات كنت أحمل هم إصلاحنفسي ومن حولي، وإيصال الخير ونور الهداية والعلم إليهم. أما شق طريقالدعوة بشكل جاد كان في سنة أولى كلية، حيث كان هناك مصلى في كلية التربيةوكان فعال جداً، ويجمع النخبة من بنات الكلية، ويؤلف بينهم، وينمي المهاراتوالقدرات عن طريق الممارسة المباشرة للدعوة في صفوف الطالبات في المصلى. س2- هل يحتاج الدعاة لمهارات متعددة في مختلف الفنون ؟ وهل نوعية المهارات تكمن في الإلقاء وفنون التعامل فقط .. أم في غير ذلك ؟ نعم يحتاج الدعاة لمهارات متعددة في مختلف الفنون، ولكي يظهر الوضوح والبزوغ بمهارة معينة يجيدها الداعية تميزه عن غيره. ونوعية المهارات متعددة وكثيرة, كفن الإلقاء وفنون التعامل والتواصل والتقنية الحديثة وأخذ الحكمة من أي مكان يجدها. س3- كثر الكلام والاتهام في عقائد الدعاة والعلماء بحجة بيان الحق لعامة الناسوالجرح والتعديل ؟ فما هي ضوابط الجرح والتعديل وخاصة في شأن الدعاةوالعلماء ؟ لا ينبغي من الداعية الخوض في عقائد عامة الناس فما بالكبعلمائهم ودعاتهم والمصلحين في الأرض، فهم أحق الناس بالصون والرعايةوالتقدير؛ لأن التشويه والإفساد في عامة الناس مهلك فما بالك بدعاتهم وقدواتهم وصالحيهم. أما بالنسبة لضوابط الجرح والتعديل فهي حسب ما وردتفي الشرع وعلى قول العلماء الأفاضل, ولكن أرى الضابط الرئيس والأهم هو تقوىالله عز وجل وإصلاح النية، وأنا أنصح كل أخت وأخ داعية إلى الله أن يراجعنفسه كثيراً عند تحدثه عن الناس، وأن يتقي الله تعالى في أعراض الصالحين،وأن اللحظات التي يتحدث فيها عن الدعاة والمسلمين وهو يرى أنه على حق وإنهادقائق خفيفة محدودة, سينتقل بعد ذلك على دقائق ثقال وأيام طوال وحقوقعظيمة، سيقف بين يدي الله تعالى وهو أولى الناس بالتصديق بالله واليومالآخر والحساب, فلماذا يغفل عن ذلك وينزلق وراء مهاوي اللسان ومهالكه، وكانمن الأولى تقوى الله في ذلك. س4- ما سبب اهتمامك بموضوع العقيدة ؟ سبب اهتمامي بموضوع العقيدة أنه هو الأساس في الإصلاح، فإذا صلح القلب صلح سائر الجسد. س5- موضوع العقيدة واسع و متشعب, على أي ناحية منه يكون تركيزك عند تجهيزك لموضوع تودين إلقاءه ؟
(9/43)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
تجهيزي لموضوع في العقيدة أنظر أولاً لحاجة الناس فيه ثم أبدأ بالتحضير. س6- كيف يمكن غرس العقيدة الصحيحة في أبنائنا منذ الصغر ؟ العقيدةفي الصغار تأتي بعدة طرق منها : التلقين، والقدوة، والحوار، وقص القصص،وضرب الأمثال وغير ذلك، ومن المهم أن يكون للداعية أو المربي أو المعلم هدفواضح بين يكون هو محور حديثه ومرتبط بما يقول، فيبلغ غايته عندما تكونواضحة التركيز. س7- ما رأيك بمنهج العقيدة في المرحلة الابتدائية ؟ منهجالعقيدة في المرحلة الابتدائية منهج جيد، وأنا من ضمن أعضاء اللجان التيوضعت هذا المنهج، وقد رأيت بعيني حرص الأعضاء الشديد على إتقان هذا المنهجبجميع السبل المتاحة وباستشارة العلماء الأفاضل. س8- هل ترين استخدام المصطلحات والتعريفات نفسها لمسائل التوحيد لطلاب صغار لم يدركوا بعد؟ لامانع من استخدام نفس مصطلحات وتعريفات مسائل التوحيد للصغار على أن يختارمنها الأسهل بالفهم مع التوضيحات اللازمة، و للمعلومية عندما يقدم إلى ذهنالطفل المصطلح ثم يأتي تعريفه، هذا يساعد على ربط الطفل بالعلم الصحيحوالمؤصل من كتب العقيدة, ثم التكرار والشروح والأمثلة تساعد على فهمهواستيعابه. س9- في نهاية هذا الحوار النافع بإذن الله أترك لكم اختيار كلمة ختامية تخصون بها الدعاة عامة، وزوار موقع دعوتها خاصة ... كلمة ختامية .. أولاًإلى إخواني وأخوات الإيمان حفظهم الله ورعاهم, لا يشغلكم طول الطريقوصعوباته ومن حولكم أبدا عن غايتكم وهدفكم، فالله الله بالصبر. ثم أنتمأولى الناس بالتقوىفابحثوا عنها علماً وعملاً, وأقول لكم: اتقوا الله فيحياتكم اليومية فأنتم محل النظر، وراجعوا نواياكم وإخلاصكم فلا تغرنكمالحياة الدنيا, ولا يغرنكم بالله الغرور، وسلاحكم في طريقكم الصعب هوالتمسك بالكتاب والسنة. ثم أقول لكم: إن انشغل الناس بالذهب والفضة فقد انشغلتم بالذب عن دين محمد صلى الله عليه وسلم ودعوة الناس، فهنيئاً لكم. وإياكموالخلاف والاختلاف، فلا يلزم أن نكون كلنا أسلوب واحد وطريقة واحدة، ولكنيجب أن يكون لنا غاية واحدة ومنهج واحد, فإن هذه الأمة ما أضعفها وأوهنهاوالله إلا الاختلاف والفرقة بين جميع الناس، وخاصة الدعاة والعلماء، وهمالقدوات التي ينبغي أن لا يختلفوا ذلك الاختلاف الذي يفكك الصف ويوهنالقوى, وعلينا أن نحب لبعضنا البعض كما نحب لأنفسنا، وأن نسأل الله تعالىوإخواننا وأخواتنا في الله من العلماء والدعاة التوفيق والنصرة والولايةوالرعاية من الله عز وجل, ولأن حقق أحد منهم نجاح فنحن أولى الناس بالفرح؛لأنها نجاح لنفس الغاية ونفس المنهج الذي نريده حتى ولو لم نكن نحن الذيتعبنا في ذلك. وكلمة أخيرة لزوار الموقع .. إن ما تقرؤونه إما حجةلكم أو حجة عليكم، فإن هذا العلم حري أن يتبع ويعمل به، فإذا قرأ أحد منكمفائدة أو حكمة فيجب أن نوطن أنفسنا بالعمل فيها. وفي الختام الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ============== واقع الأنظمة وآليات تمكين المرأة من حقوقها الشرعية) مع الدكتورة نجلاء المبارك . وصف الحوار: ضيفة الحوار: الدكتورة نجلاء المبارك. نجلاء بنت حمد بن علي المبارك، عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية/ كلية التربية الأقسام الأدبية، بالرياض. بكالوريوس كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية 1407 هـ . ماجستير 1413 هـ كلية التربية/ قسم الدراسات الإسلامية، تخصص الحديث وعلومه، عنوانالبحث: " أحاديث الدماء الطبيعية عند النساء بمسند الإمام أحمد، جمعودراسة وتخريج ". دكتوراه 1420 هـ كلية التربية / قسم الدراساتالإسلامية / تخصص الحديث وعلومه، عنوان البحث: " زوائد رجال التاريخ الكبيرللإمام البخاري على تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر – حرف الألف " المهام التي كُلفت بها: - عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية/ كلية التربية. - عملت رئيسة اللجنة التأديبية بالكلية. - عملت عضو تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم. - عملت عضو اللجنة الاستشارية بمؤسسة إعمار المساجد. - عضو استشاري بموقع " لها أون لاين ". - بصفتك أستاذة في قسم الدراسات الإسلامية، فهل نالت المرأة المسلمة في المجتمع العربي حقوقها الشرعية؟ - تختلف المجتمعات العربية في توفير حقوق المرأة، ومهما يكن من تقصير وخلل في هذا الجانب فهي أحسن حالاً بكثير من المجتمعات الغربية. - هل تقف العادات والتقاليد عائقا في إعطاء المرأة حقوقها الشرعية؟ - لاشك أن بعض العادات والتقاليد تعوق إعطاء المرأة حقها، فمثلاً: العضل ( وهو المنع من الزواج ) منتشر في كثير من المجتمعات العربية، فتمنعالفتاة من الزواج بغير ابن عمها وإن كانت كثير من العادات والتقاليد توافقالحق الشرعي للمرأة يبقى هناك بعض العادات المخالفة للمقصد الشرعي وهنايأتي دور الناشطين في قضايا المرأة بوضع آلية يتم من خلالها ضبط هذهالعادات والتقاليد بالضابط الشرعي. - تعلمين جيدا أن أعداء الإسلامالعلمانيين والملحدين يستغلون موضوع حقوق المرأة لمآربهم الخفية لإفسادهاوتعريتها.. فما واجب الداعيات تجاه ذلك، وكثير من الأنظمة الإسلاميةوالعربية تسير في ركب الغرب الصليبي إعلاميا وفكريا ... فما هي الآلياتالعملية والواقعية لإيقاف هذا السير؟ وما هو دور الداعية الواعية في كشفمخططات أعداء الإسلام تجاه المرأة المسلمة؟ وما هو دورها في نشر الوعيبحقوق المرأة الشرعية؟
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى السبت ديسمبر 17, 2011 3:18 pm
(9/44)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
يحتاجالدعاة في ظل هذا الزخم الإعلامي والفكري والحملات الشرسة ضد الإسلاموالمسلمين، وإصابة المجتمعات الإسلامية في أهم أركانها وهي المرأة إلى جهودمكثفة وعمل جاد ولانقاذ المرأة المسلمة - سواء من الفكر الغربي أوالمعتقدت الموروثة التي تعمد إلى إهانة المرأة المسلمة وتحقير شأنها – والسير بالمرأة في منهج شرعي مستقيم يتوافق مع فطرتها ويستفيد من طاقاتهاويحقق لها الحرية بمفهومها الشرعي، ولذلك لابد لنا من أمور مهمة منها: 1- طرح قضايا المرأة بنوع من الشفافية بعيداً عن التحفظات غير الشرعية. 2- تبصير الداعيات بقضايا المرأة المطروحة في أرض الواقع. 3- فهم موقف التيارات المنحرفة من المرأة حتى نستطيع مواجهة تلك التياراتفلابد أن نعلم أن أعداء الإسلام ومن يدعمهم من بني جلدتنا ممن يحملون الفكرالغربي لايحكمون الشريعة الإسلامية في فهم الحقوق والواجبات بل ينظرون لأيخلل في التطبيق على أنه عيب في الشريعة بل قد يتعاملون مع الأوامر الشرعيةعلى أنها إقصاء للمرأة وإهانة لها، ويحاولون بث هذا الفكر من خلالالمنتديات واللقاءات والأطروحات الإعلامية المسموعة والمقروءة، وهذا موضوعحضرته شخصياً أثناء الحوار مع الناشطات منهن فمثلاً: يعتبرن كثرةالإنجاب تعطيل لاستثمار المرأة في مجال التنمية، وكذلك ينظرن للقوامة علىأنها استخفاف بالمرأة وتحقير لها، وكذا المحرم وغيره وغيره، وهن لا يستخدمنالحوار الشرعي الذي من خلاله يلمن للأحكام الشرعية بل يمارسن أسلوب التهكموالسخرية الذي كانت تمارسه الأقوام المنحرفة مع أنبيائها، لذلك عند الحوارمعهن لابد من تحديد مرجعية حتى لاتختلط الأوراق وتتداخل الموضوعات. 4 - تبصير المجتمعات الإسلامية عامة والمرأة بشكل خاص بحقوق المرأة وواجباتها وذلك بعدة وسائل منها: أ- نشر الوعي الإسلامي والعلم الشرعي بين أفراد المجتمع. ب- جمع موضوعات للسنة النبوية الخاصة بالمرأة وتطبيقها على الحياة العملية. جـ - تبصير الناشطات بقضايا المرأة بحقوق المرأة و واجباتها من خلال دورات علمية مكثفة. د- تبصير الشباب والشابات بدور كل منهما في الحياة وذلك من خلال المناهج الدراسية. هـ - الاستفادة من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة في طرح قضايا المرأة من الجانب الشرعي. و- الاستفادة من المحاضرات واللقاءات الهادفة لطرح قضايا المرأة. 5- مشاركة الداعيات المهتمات بقضايا المرأة في المؤتمرات العالمية. 6- مبادرة الاتجاه الإسلامي لتبني قضايا المرأة ولاتكون مواقفهم مجرد ردود أفعال لغيرهم بل مبادرات جادة هادفة لمعالجة قضاياها. - هل يمكن أن توجزي لنا حقوق المرأة الشرعية بنقاط محددة؟ الحقوق الشرعية كثيرة، ويمكن تقسيمها إلى أقسام: 1- حقوق تعبدية مثل حق الحج والصلاة في المساجد ( ولا تمنعوا إماء الله مساجدالله )، حق الصدقة من مالها بدون إذن زوجها، الصيام الفرض، وغيره. 2- حقوق اجتماعية: كحق اختيار الزوج، حق الأمومة، حق الخلع كما في قصة بريرة. 3- حقوق اقتصادية: كحق الملكية، وحق التصرف في المال المملوك بالتجارة أوالصدقة أو الهبة دون إذن الولي، وحق الإرث، والنفقة، والمهر، ومتعةالمطلقة. 4- حقوق سياسية: كحق البيعة كما في بيعة النساء للرسول صلىالله عليه وسلم، وحق التصويت في الانتخابات، وحق مراجعة الحاكم كما فعلتالمرأة مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه. - كيف نربي المرأة لتكون داعية؟ وهل يمكن أن تكون المرأة المسلمة زوجة وراعية أسرة وداعية أيضا؟ المرأة كالرجل في مجال الدعوة، وحياة السلف رضي الله عنهم مليئة بنساء حملن لواء الدعوة ليس فقط على مستوى مجتمعاتهم وأممهم. المهمأن ننمي في المرأة الهم الدعوي ونربيها عليه كما نربي الرجل منذ السنواتالأولى من الطفولة بحيث يكون أمر الدعوة هماً يشغلهم، وترسم خطة مناسبةبحسب المرحلة العمرية بحيث تتواكب مع قدرت الداعية وظروف مجتمعه حتى يرىالمنكر أمر يقض مضجعه، ويحرص على تغييره بطريقة مناسبة، ويبادر لنشر الخيركتعليم الناس العلم الشرعي والمنهج النبوي من خلال البرامج العملية كتوزيعكتيبات العلم، ونشر محاضرات العلماء، وتوفير بدائل عن المنكر. ولابد فيمثل هذه الظروف خاصة أن تمارس المرأة دور المرأة متعددة الأدوار التي يتممبعضها بعضاً بحيث لايؤثر دور منها على ماسواه، فهي زوجة تقوم بحقوق زوجهاومسؤولة عن أسرتها معتنية بأولادها، حريصة على عبادتها ودعوتها فإذا هيمارست كل دور بالقدر المناسب استطاعت أن تلم بكل واجباتها. - ما نصيحتكللمرأة المسلمة الداعية في عصر العولمة؟ وهل أنت متفائلة لمستقبل المرأةالمسلمة.. والرياح الصفراء الفاسدة تحيط بها من كل جانب؟ كلمة أخيرة تتوجهين بها إلى الدعاة إلى الله تعالى . نصيحتي للدعاة عامة والمرأة خاصة هي : 1- الاهتمام بالعلم الشرعي الموجه. 2- الحرص على الأنشطة الدعوية، والمهم أن لا يكون الهم الدعوي عبء على أسرة الداعية، وسبب في التفريط في مسؤولياتها. 3- المبادرة لخوض قضايا المرأة، ومتابعة الأحداث على أرض الواقع. 4- الرفق في الدعوة، واستخدام الأسلوب العلمي الهادف بعيداً عن المهاترات والصراعات التي لا تعود بفائدة على المجتمعات. 5- المشاركة في المؤتمرات العالمية الخاصة بالمرأة. 6- تبصير أفراد المجتمع بما له وما عليه. 7- العناية بفئة الشباب والفتيات وتحصينهم فكرياً. 8- الاستفادة من وسائل الإعلام كمنبر دعوي مهم لا يفرط فيه. 9- الالتفاف على العلماء وولاة الأمر. 10- الحرص على توحيد الصف وجمع الكلمة والبعد عن الخلاف والفرقة والنزاع.
(9/45)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
11- الصبر والاحتساب وعدم استعجال النتائج. والحمد لله مجتمعنا بخير والصالحين فيه كثر، وهو مجتمع بشكل عام متدينومحافظ والهجوم التغريبي على المجتمع جعل كثير من أفراده يزداد تمسكهم أكثربتعاليم الإسلام. ( يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلاأن يتم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) التوبة 32-33 أعدت الحوار: أسماء النجار. =============== بناء المرأة الداعية وتكوينها ) مع الدكتور عبد الكريم بكار. وصف الحوار: ضيف الحوار: الدكتور عبد الكريم بكار . إنسبب قصور الدور الدعوي للمرأة هو عدم الاهتمام بإعدادها، وعدم وجود تقاليدعلمية واجتماعية تدفع بالمرأة إلى القيام بنشر العلم الشرعي على نطاق واسعبين بنات جنسها، حيث إن هناك تخوفاً مستبطناً وغير مبرر من أن يؤدي قيامالمرأة بدور اجتماعي وثقافي واسع إلى إهمالها لواجباتها الأسرية، وإلىتجاوز الضوابط الشرعية الخاصة بحركة المرأة في المجتمع... حول رأيالدكتور بكار في سبب قصور الدور الدعوي للمرأة المسلمة ... وطرق علاجه .. وكيفية تكوين المرأة المسلمة فكرياً واجتماعياً لتكون داعية بإذن اللهتعالى...كان هذا الحوار السؤال الأول: بداية أستاذنا الفاضل: هلَّا حدثتنا عن بطاقتك الشخصية، والمؤهلات العلمية التي حصلت عليها، بالإضافة للمؤلفات، والأنشطة الفكرية والدعوية . عبد الكريم بن محمد الحسن بكّار - سوري الجنسية. بالنسبة للدراسة والشهادات العلمية التي حصلت عليها : - إجازة في اللغة العربية - درجة البكالوريوس، كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر. - درجة الماجستير، قسم "أصول اللغة"، كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر. - درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى، قسم "أصول اللغة"، كلية اللغةالعربية بجامعة الأزهر، وكان عنوان الرسالة: "الأصوات واللهجات في قراءةالكسائي ". التدرج الأكاديمي : - محاضر، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بريدة – المملكة العربية السعودية. - أستاذ مساعد، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بريدة – المملكة العربية السعودية. - أستاذ مشارك، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بريدة – المملكة العربية السعودية . - أستاذ مشارك، جامعة الملك خالد، أبها – المملكة العربية السعودية . - أستاذ، جامعة الملك خالد، أبها – المملكة العربية السعودية . - أستاذ، الجامعة العربية المفتوحة، الرياض – المملكة العربية السعودية. مقالات وفعاليات ثقافية: - أكثر من 150 مقالة علمية ومقالة رأي في مجلا ت وصحف عربية ،منها: مجلةالفيصل (الرياض)، المجلة العربية (الرياض)، مجلة البيان (لندن)، مجلةالمعرفة (الرياض)، مجلة الدعوة(الرياض)، جريدة المسلمون (لندن). - أكثر من 50 محاضرة عامة ومتخصصة في عدد من الجامعات والمراكز الثقافية، ومنها: جامعةأم القرى (مكة المكرمة)، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (بريدةوأبها)، كلية المعلمين (المدينة المنورة)، جامعة الملك خالد (أبها)، جمعيةالإصلاح الاجتماعي (الكويت)، المراكز الصيفية في المملكة العربية السعودية،الندوة العالمية للشباب الإسلامي (الرياض)، صندوق الحج (ماليزيا)، ناديأبها الأدبي (أبها)، الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم (بريدة). - أكثر من 80 حلقة تلفازية وإذاعية بثت في كل من: المملكة العربية السعودية: التلفزيون السعودي (بريدة)، إذاعة القرآن الكريم (الرياض)، قناة المجد (الرياض). مصر: قناة المجد (القاهرة). تركيا: إذاعة بورصة (بورصة). بالإضافة إلى الكتب والدراسات المتخصصة التي تصل إلى ثلاثين إصدار . الهيئات والجمعيات: - عضو المجلس التأسيسي للهيئة العالمية للإعلام الإسلامي التابعة لرابطة العالم الإسلامي (الرياض). - عضو الهيئة الاستشارية بمجلة "الإسلام اليوم" (الرياض). شهادات التقدير: وقدحصلت على عدد من شهادات التقدير من عدد من الجهات على مشاركتي في مختلفالأنشطة، ونلت لقب (الأستاذ المثالي ) عام 1995م/ 1415هـ على مستوى كليةاللغة العربية والعلوم الاجتماعية بجامعة الملك خالد( أبها)، ومن الجهاتالمصدرة لشهادات التقدير: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، جامعةالملك خالد، جامعة أم القرى. السؤال الثاني: قضية بناء الداعية وتكوينها، هل أخذت أهمية جِديَّة في حياتنا ؟ نحنلا نختلف أن المرأة المسلمة لم تنل من الاهتمام بتوعيتها وتهيئتها للمجالالدعوي- ما تستحقه، وهذا يعود إلى تهميش دور المرأة في الحياة العامة،والخوف من تعليمها في بعض الأحيان، كما يعود إلى سيطرة العادات والتقاليدبعيداً عن هدي الدين الحنيف. ولا ننسى أن الأمة حديثة عهد بأمية، وكثيرمن أوضاعنا يميل إلى التخلف، وهذا كله يؤثر في مسألة إعداد الرجال والنساءمعاً للقيام بالدعوة إلى الله تعالى . السؤال الثالث : ما أهمية التكوين العلمي والثقافي للداعية، وهل يتم هذا التكوين في الجامعات ؟ لاشك أن المدارس والجامعات تقدم في مسألة تكوين الداعية الكثير من الثقافة،والكثير من المعرفة وأدوات الفهم، وعلينا أن ننظر إلى الدعوة على أنهااختصاص يجب أن يُدرس، ويُتعلم كما تدرس باقي التخصصات، لكن الجامعات لاتقدم كل شيء، حتى كليات الشريعة والدعوة، ولابد من الاهتمام الخاص قبلالتخرج وبعده، وهذا الاهتمام يجب أن ينصب على شيئين: 1- المعرفة النظرية. 2- التدريب والحماسة.
(9/46)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
ولاحاجة إلى شرح أهمية التكوين الثقافي للداعية، لأن الداعية كثيراً ما يجدنفسه مرشداً ومصلحاً اجتماعياً ومفتيا، ولهذا فإن عليه أن يعد نفسه إعداداًجيداً للقيام بهذه المهام. وأنا شخصيا أفضل للداعية بعد الاطلاع العامعلى علوم الدعوة وبعد تحصيل حد مقبول من المعرفة بالأسلوب الدعوي وعمومياتالإسلام... أن يتخصص في شيء يهتم به: فهذا يهتم بدعوة النساء، وهذا بدعوة طلاب الجامعات، وهذا بدعوة الأطفال، وهذا بدعوة التجار والصناعيين وهكذا... فالإتقان والتميز يحتاج إلى التركيز، والتركيز يحتاج إلى التخصص، ولاسيما في ظل الاتساع المستمر للعلوم والخبرات. السؤالالرابع: يُلاحظ انخفاض المستوى العلمي عامة لخريجي الجامعات وخريجاتها .. ماهي الأسباب؟ وألا ينعكس هذا على مستوى الداعية العلمي والثقافي ؟ قدلا يكون من المهم أن نتحدث هنا عن أسباب انخفاض المستوى العلمي لكثير منجامعاتنا، فهذا حديث طويل، لكن لا نختلف أن انخفاض مستوى الجامعات، يؤديإلى انخفاض مستوى خريجيها، هذا شيء ملموس ومفهوم. و لا بد من أن يخضعالمشتغلون بالدعوة والذين يتم إعدادهم لممارستها إلى برامج خاصة، إذ إنالجامعات لا تقدم كل شيء، ولابد من تدريب وتعليم مكمل لما تفعله الجامعات. السؤال الخامس: تطرقتم في كتابكم ( تجديد الوعي ) إلى تنمية المرأة، هل يمكن إعطاء القراء فكرة موجزة عما تقصد بتنمية المرأة ؟ أشرتُفي كتابي تجديد الوعي إلى أننا قصرنا في مساعدة المرأة على ممارسةواجباتها الشرعية الاجتماعية، وعلى القيام بدور فعال في تقدم المجتمع،والمقصود بتنمية المرأة: عمل كل ما من شأنه الأخذ بيدها لتكون زوجة صالحة وأماً فاضلة، وداعية ناجحة، وساعية في صلاح المجتمع . إنعلى المرأة أن تخدم الأمة، وتخدم الملة والدين، كما يفعل الرجل، ولكن ضمنالضوابط الشرعية المعروفة في مجال الحجاب، والاختلاط بالرجال، وفي نطاقمسؤولياتها الأسرية... والمسألة واضحة. السؤال السادس: ألا ترى، ونحن في عصر العولمة، والغزو الفكري، أنه من المهم أن تكون الداعية على وعي كامل بما يجري حولها ؟ لانستطيع أبداً أن يكون وعينا كاملاً بما يجري حولنا، فمعرفة البشر بالواقعستظل منقوصة، لكن تحسين وعي الداعية بما يجري حوله شيء مهم جداً لأنالتطورات الكثيرة التي تجري في المجالات المختلفة ـ تغيِّر في ترتيبالأولويات وتوزيع الاهتمامات لدى الدعاة ولدى غيرهم. وهذا يجعلني أؤكد على موضوع التخصص، حيث إن من الصعب فهم الواقع من غير تخصص. وأعني هنا بفهم الواقع على نحو مركَّز: فهمواقع المدعوين واحتياجاتهم الدعوية والحياتية العامة، وفهم الظروف التيتؤثر في توجهاتهم واختياراتهم، إلى جانب فهم المشكلات التي يعانون منها،وامتلاك رؤية لمساعدتهم في حلها. السؤال السابع: من وجهة نظركم: هل تؤيدأن الكلام النظري هنا وهناك حول المرأة والثقافة و...إلخ لا يستطيع أن يقفأمام التدفق الإعلامي، والفضائيات الفاسدة ؟ و ما هي الحلول العملية تجاههذا الواقع المؤلم ؟ الكلام النظري جيد من أجل تكوين الوعي والمعرفة،لكن حين يكون مصدر بياناتك هو قنوات فضائية سيئة ومتكاثرة، فإن مجرد الكلامطبعاً لا يكون كافياً. في معالجة الدفق الإعلامي السيئ لابد من اتباع ما نسميه ( الحلول المركبة ) مثل: عدمإدخال القنوات السيئة إلى البيوت، وتقليل ساعات الجلوس أمام التلفاز،وتكثيف البرامج التي تساعد الناشئة على تنمية شخصياتهم بعيداً عن التلفاز،والعمل على إيجاد بدائل إعلامية نقية. إن إقبال كثير من الناس علىمشاهدة الفضائيات نابع من الفراغ الفكري والروحي الذي لديهم، وما لم يتمملء هذا الفراغ بشيء جيد، فإن مشاهدة القنوات لن تتراجع. السؤال الثامن: ألا تلاحظ أندور المرأة في الدعوة إلى الله فيه قصور كبير، ما هو السبب في رأيك ؟ سببقصور الدور الدعوي للمرأة هو عدم الاهتمام بإعدادها، وعدم وجود تقاليدعلمية واجتماعية تدفع بالمرأة إلى القيام بنشر العلم الشرعي على نطاق واسعبين بنات جنسها، حيث إن هناك تخوفاً مستبطناً وغير مبرر من أن يؤدي قيامالمرأة بدور اجتماعي وثقافي واسع إلى إهمالها لواجباتها الأسرية، وإلىتجاوز الضوابط الشرعية الخاصة بحركة المرأة في المجتمع. ثم إن ( الكيف ) لا يأتي إلا بعد ( الكم )، فما دام عدد الداعيات محدوداً، فمن الصعب أن نرى تفوقاً ظاهراً لأعداد كبيرة من الداعيات. ولكل قاعدة استثناء. السؤال التاسع: ما نصيحتك، وأنت المفكر والداعية، للمرأة الداعية، حتى تكون على مستوى جيد وعياً وفكراً وثقافة ؟ الذي أود أن أقوله هو: أن علينا أن ننشر فكرتين أساسيتين، الأولى: أنالدعوة إلى الله تعالى شرف عظيم، ومنة كبرى يمن بها الله على من يشاء منعباده، وهي إلى جانب ذلك مهمة عامة، حيث ينبغي على كل مسلم أن يدعوا إلىالخير، وينشر المودة، ويهدي إلى الرشاد، ويعمل على محاصرة الشر والمنكر علىقدر استطاعته وحسب ظروفه. الثانية: هي أن حاجة الأمة ماسَّة إلىدعاة وداعيات يحملن رؤية شاملة وعميقة للمهام الدعوية، حيث إن عدم وجودخبرات دعوية عالية في الساحة، يلحق أشد الأضرار بالعمل الدعوي وبالمسلمينعامة. ونحن نحتاج في هذا السياق أن نركز على عدد من الأمور: 1- الثقافة الشاملة، والخلفية التاريخية والفقهية، وفهم الواقع على قدر الإمكان شيء مهم جداً بالنسبة إلى الداعية. 2- معرفة ممتازة بسنن الله تعالى في الخلق، وفهم جيد بطبائع الأشياء، وخصائص كل مجال من مجالات الحياة.
(9/47)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
3- إخلاص وصدق وعزيمة وثقة بالله تعالى وبكرمه من غير حدود، إلى جانب الصبر على مشاق الطريق وتكاليف الدعوة. 4- حب الناس، والعطف عليهم، والحرص على هدايتهم. 5- دماثة الخلق والرقة واللطف واحترام الآخرين. 6- البعد عن العصبية الحزبية، وإشاعة روح التعاون والإعذار، وتقدير الاجتهادات المختلفة. 7- التركيز والتخصص والتعمق في شيء ما، أمور مهمة للنجاح. 8- تدعيم الجانب الروحي؛ لأن طبيعة العمل الدعوي استهلاك للطاقة الروحية لدىالداعية، وليس أحب إليَّ في هذا من الإكثار من الثناء على الله تعالىومناجاته والتذلل بين يديه وتملقه وطلب كل شيء منه قل أو كثر. السؤال العاشر: هل من رسالة تود أن توجهها للمرأة المسلمة من خلال موقع دعوتها ؟ أختي المسلمة: هذهالدنيا دار ابتلاء، ووجودنا فيها عابر ولا ندري متى تنتهي الفرصة الممنوحةلنا، فلنجتهد في تقديم شيء نجده نوراً بين يدينا يوم نكون بين يدي اللهتعالى . وأنت أختي المسلمة ضمير هذه الأمة وروحها وسر جمال الحياة، وسرتراحم مجتمعها، فكوني عند حسن الظن بك، ولا تحتقري نفسك، فأنت شيء كبيرجداً، وتستطيعين فعل الكثير الكثير. والله مولانا ونعم المولى ونعم النصير. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أعدت الحوار: أسماء النجار ================ حوار مع الأستاذة منيرة المفرج حول (واقع الدعوة إلى الله و تطلعات المستقبل). وصف الحوار: ضيفة الحوار: أ. منيرة المفرج. العقيدةهي الأصل في الدعوة ... قدوتي في ذلك نبينا و حبيبنا محمد صلى الله عليهوسلم الذي استمرت دعوته ثلاثا وعشرين سنة، ثلاث عشرة سنة منها كانت فيتثبيت العقيدة في القلوب، وهذا ما نحتاجه في دعوتنا، لأن ما يحصل الآن منالبعض من غفلة عن الطاعات وتهاون في المعاصي ليس سببه الجهل بالأحكام، بلالغفلة عن عظمة الله وقدرته، لذا نحتاج لتثبيت العقيدة الصحيحة في القلوبأولاً ... هذا مختصر لما تحدثت عنه الأستاذة منيرة المفرج ضيفتنا في هذا اللقاء الشيق.. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله... موقع دعوتها يرحب بكِ و يسره استضافتك في حوار ممتع بإذن الله ... س1 : نود أن تعرفينا بنفسك ومجال عملك... منيرة سليمان المفرج، مشرفة بوحدة التربية الإسلامية - مركز الإشراف التربوي بالرياض. س2 : هل من الممكن أن توضحي لنا طبيعة عملك ؟ التوعية التربوية في مجال التربية والتعليم، والإشراف على أنشطة المصليات بالمدارس . س3 : حدثينا عن أولى خطواتك في اللحاق بركب الداعيات.. هل كانت صعبة ؟ قولك (ركب الداعيات) يلبسني لقب داعية و هذا اللقب له مواصفات وضوابط لم أبلغها بعد، والحقيقة أنني أعمل في مجال الدعوة ولست داعية . عموماًكل عمل بدايته لابد فيها من صعوبات، ولكن بفضل الله يسر الأمر.ولا أنسىصديقتي وأختي مها السويدان التي كان لها الفضل بعد الله في تشجيعي ومساعدتيعلى تجاوز الكثير من الصعوبات . س4 : ما هو شعورك عند إلقائك لأول محاضرة؟ أول محاضرة لي كانت في مدرسة متوسطة، بداية شعرت بالارتباك والحرج أمام زميلاتي المعلمات وطالباتي ثم يسر الله الأمر. س6 : ما هو سبب تركيزك في أغلب محاضراتك على موضوع العقيدة ؟ لأنالعقيدة هي الأصل في الدعوة، قدوتي في ذلك نبينا و حبيبنا محمد صلى اللهعليه و سلم الذي استمرت دعوته 23 سنة، ثلاث عشرة سنة منها كانت في تثبيتللعقيدة في القلوب، وهذا ما نحتاجه في دعوتنا؛ لأن ما يحصل الآن من البعضمن غفلة عن الطاعات وتهاون في المعاصي ليس سببه الجهل بالأحكام بل الغفلةعن عظمة الله وقدرته، لذا نحتاج لتثبيت العقيدة الصحيحة في القلوب أولاً . ومماكان له أثر علي في هذا التوجه حضوري لدرس عن أهمية العقيدة في الدعوة لأحدالأخوات، وقراءة كتاب ( التوحيد أولاً) للشيخ د. ناصر العمر حفظه الله . س10 : هل مستوى الدعوة إلى الله في حاضرنا مرضية باعتقادك؟ الدعوةإلى الله هي مهمة عظيمة، وهي مهمة الرسل والأنبياء، ومهما يُبذل من جهودوأموال وأوقات في الدعوة إلى الله فهو قليل، ونتطلع للأفضل. والعاملين فيمجال الدعوة يبذلون الكثير نسأل الله أن يوفقهم ويبارك في جهودهم ويسددخطاهم. س11 : ما هي الموضوعات التي تلاحظين عدم تطرق الداعيات لها؟ طرحت الداعيات الكثير من المواضيع بارك الله فيهن، ولكن حبذا طرح أكثر لموضوعات العقيدة والآداب الاجتماعية. س12 : ماهي اقتراحاتك لطرق أكثر فاعلية في الدعوة إلى الله مستقبلاً؟ الجهود المبذولة في الدعوة كبيرة ولكن حبذا: 1- التنسيق بينها لتوحيد الجهود وتوفيرالأوقات والأموال، لتكون نتائجها أفضل . 2- الاهتمام بطرح الدروس العلمية في دور التحفيظ وحلقات المساجد بدل التركيز على المحاضرات العامة. 3- عقد دورات تدريبية للقائمين على الدعوة لرفع كفاءتهم ومهاراتهم، ولكن حبذا مراعاة الأوقات المناسبة لعقد هذه الدورات . س13 : ألكِ أمنية معينة في مجال الدعوة تطلبين من الله تحقيقها؟ أسألالله أن يوفق العاملين في مجال الدعوة، وأن يرزقهم الإخلاص والثبات علىالحق، وأن ينفعهم وينفع بهم ويجعلهم مباركين أينما كانوا. س14 : هل هناك خطط مستقبلية تنوين تنفيذها؟ كلإنسان لابد أن يكون له خطط مستقبلية خاصة وعامة، لأنه لا يتحقق النجاح لأيعمل مهما كان إلا بالإخلاص لله والمتابعة لشرعه ثم بالعمل وفق خططمستقبلية واضحة. س8 : كانت لك مشاركات بسيطة في بعض المجلات... ماهو المحور الأساس الذي كانت تتحدث عنه ؟
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى السبت ديسمبر 17, 2011 3:19 pm
(9/48)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
كانت مشاركتي في بعض المجلات محورها في الغالب الدعوة وبعض الأمور المتعلقة بالمرأة. س9 : هل راودتك فكرة الدعوة إلى الله خارج المملكة العربية السعودية؟ هيأمنية أن تصل الدعوة إلى خارج البلاد، ولكن لم أفكر أبدا بالسفر للخارج منأجل الدعوة لأن ذلك ممكن أن يتحقق دون سفرعن طريق الشريط، والكتاب،والمحاضرات، وعبر الهاتف، والمشاركة في مواقع الشبكة العنكبوتية. س5 : كيف استطعت التوفيق بين حياتك الشخصية وحياتك الدعوية؟ بفضلالله أولاً ثم بتعاون أفراد أسرتي معي، حيث تفهموا طبيعة عملي ومسؤوليتيمما ساعدني كثيراً على تذليل كثير من الصعوبات، كما أنني أحاول دائما وضعخطة خاصة لي في مجال الدعوة تتوافق مع مسؤولياتي الشخصية، ولكن هناك رسالةأوجهها عبر موقع دعوتها لأخواتي المتعاونات والمنسقات للأنشطة الدعوية: ( تذكري أن من تعمل وتتعاون معك في مجال الدعوة هي أم .. وزوجة ..وأخت .. وابنة تتحمل الكثير من المسؤوليات والالتزامات، فراعي ذلك رعاك الله وحفظك ) . س7 : هناك مواقف عدة مرت بك كونك داعية وتختلطين كثيراً بالنساء ... هلا ذكرت لنا موقفا أحزنك وموقفا آخر أسعدك؟ المواقفكثيرة جداً ولكن الموقف الذي أحزنني عندما كنت في الحج ويسرالله لي زيارةمجموعة من النساء من إحدى الدول الإسلامية التي عرفت عن أهلها الحرص علىحفظ القرآن، وفعلاً وجدت الغالبية تحفظ القرآن الكريم، ولكن أحزنني ماوجدته من جهل وبدع وانحرافات عقدية لديهن، شعرت خلالها بحزن كبيرلأننانتحمل مسؤولية دعوتهن. ومما يسعدني كثيراً عندما أرى حرص أخواتي وتنافسهن على إيصال الدعوة والخير للآخرين. س15 : كلمة أخيرة ترغبين في التوجه بها إلى الداعيات .. وصية .. ( أختي العاملة في مجال الدعوة تذكري حاجتك إلى الله وأنه لا حول لكِولا قوة إلا به سبحانه، فاسألي الله الإخلاص والثبات على الحق، وأنيرزقكحسن التوكل عليه، وأن يوفقك ويسددك و ينفعك وينفع بك ويجعلك مباركة أينماكنت). و جزاكم الله خير الجزاء ووفقكم لما فيه خير الإسلام والمسلمين. أعدت الحوار : المحررة ================ تغريب المرأة المسلمة مع الداعية الدكتورة حياة باأخضر وصف الحوار: ضيفة الحوار: د.حياة باأخضر. عندما تعلو الهمم، وتقوى العزائم، وتزداد الثقة بالله والتوكل عليه تتفجر الطاقات، وتتيسر السبل، وتزاح كل العقبات .. منأمثلة هذا النجاح الدكتورة الداعية حياة باأخضر، فهي نعم القدوة التييحتذى بها وبأعمالها - نحسبها كذلك والله حسيبها - في مجال الدعوة إلى اللهتعالى، ولمعرفة المزيد عن إنجازاتها وأعمالها، وعن رأيها بموضوع تغريبالمرأة المسلمة، وماهي السبل للحد من هذه القضية الهامة أجرينا معها هذاالحوار . س 1 : في البداية موقع دعوتها يرحب بك و يود أن تعطينا نبذة عن حياتك الدعوية ؟ اسميحياة بنت سعيد باأخضر، بفضل الله حصلت على درجة البكالوريوس في تخصص ( دعوة و ثقافة إسلامية )، ثم تخصصت في مرحلة الماجستير في العقيدة و كانعنوان بحثي موقف الإسلام من السحر ) وهو مطبوع في جزأين،أما في مرحلةالدكتوراه فكان عنوان بحثي التنبؤ بالغيب عند الفلاسفة المنتسبين إلىالإسلام - دراسة نقدية على ضوء عقيدة أهل السنة و الجماعة ). أثناءدراستي للبكالوريوس شعرت بالحياء من الله لكوني أدرس في قسم الدعوة و لاأجرؤ على الوقوف أمام الناس لأدعوهم، كما أنني كنت مصابة بتلعثم و تأتأةأثناء حديثي مما يجعل كلماتي متقطعة غير مفهومة، مع أنني – بحمد الله وفضله – متفوقة . وعندما نظرت إلى أترابي من زميلات القسم وجدت بعضهن قدنفضت غبار الشيطان -وهو الحياء المذموم في الدعوة - فلماذا أنا لا أستطيعفعل ذلك أيضا؟! لماذا لا أزرع الثقة بالله في نفسي ؟ ! فقررت أن أبدأ الآنفي مصلى الجامعة , وكان تخصصي في الدعوة جعلني قريبة الاطلاع على كيدالأعداء و حربهم المستمرة على الإسلام فحتى متى ننتظر؟ ففكرت في علاج لحالةالتأتأة التي أعاني منها وذلك بألا أتكلم بسرعة، و في البداية لا أنظرللحضور بل أوزع نظراتي في القاعة حتى لا أشعر بارتباك ، وأي حرف لا أستطيعنطقه بيسر أغيره بحرف آخر أستطيع نطقه . و بفضل الله بدأت ألقي دروسا فيمصلى الجامعة ولكن بدون إشراف من أستاذات الجامعة، وبديهي أن إشرافالأستاذات يعطي قوة و تمكن للداعية، و دقه و صحة في الطرح، فلا يكون مجردعواطف منثورة . و هذا درس لكل داعية من الجنسين : إذا رزقك الله قدرةعلى العطاء فلا تتردد، وعالج مواضع قصورك بجميل التوكل على الله و صدقالثقة به سبحانه . وقد انقطعت في وقت الماجستير و الدكتوراه إلا منمشاركات متفرقة لا أعتبرها إلا تدريب عملي على الدعوة ، ينقصه الكثير منالقوه العلمية و الشخصية . و بعد الانتهاء مما سبق يسر الله لي الانضماملمكتب توعية الجاليات بمكة، و هناك بدأت العمل القوي في الدعوة، فبدأتأخطط للنهوض بالدعوة بمكة و من حولها، وقد جمعت في الدعوة بين : 1- الإلقاء للمحاضرات و الدورات ، و كلمات في الحفلات و المناسبات . 2- اقتراح برامج للفتيات و للمراكز و لقناة المجد . 3- كتابة المقالات في المواقع و المجلات . 4- المشاركة في برنامج منتدى المرأة كضيفة أو كمداخلة كلامية . 5- اقتراح خطط تطويرية لجهات دعوية و غيرها . س 2 : كيف كانت بداية تدريسك للمسلمات غير العربيات ، و ما هو سبب توجهك إلى هذا المجال بالتحديد ؟ و هل وجدتِ صعوبة في ذلك ؟
(9/49)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
بعدانتهائي من مرحلة البكالوريوس رشحت للعمل كمعيدة بقسم الدعوة و الثقافةالإسلامية بالجامعة، فاستخرت الله و لم أجد نفسي مقبلة على العمل فيه،فاعتذرت لهم -رغم أنني لم أجد وظيفة بعد- ويشاء الله العليم الخبير أنتخبرني إحدى الأخوات في الله و التي تعمل بمعهد اللغة العربية لغيرالناطقين بها بوجود وظيفة فيه، فتقدمت و يسر الله لي القبول، ثم حمدت اللهعلى ذلك فقد كان توفيقا منه سبحانه، فالمعهد يعتبر من ثغور الإسلام المهمة والتي يجب أن نوليه عناية خاصة و هامة، فهو موئل عقول طلبة العالم الإسلامي، لينهلوا من علوم الإسلام و اللغة العربية على نهج أهل السنة و الجماعة . وقد ورد في سيرة الخليل بن أحمد الفراهيدي -إمام اللغة العربية- أنه بعدوفاته رآه أحدهم وهو نائم فسأله : ماذا فعل الله بك ؟ فقال قد غفر لي . فقال له : بم ؟ فقال له : بتعليمي الفاتحة لعجائز نيسابور . فالحمد لله علىهذه النعمة العظيمة إذ أننا بمعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها لديناطالبات من كل بلد تقريبا وقد علمناهم كيف يقرؤون جزأين من القرآن، و كيفيعبدون ربهم على بصيرة . فاللهم لا تحرمنا الأجر، و اجعل أعمالنا كلهاخالصة لوجهك، ولا تجعل لأحد فيها شيئاً ومن البديهي أن تعليم طالبات لغةلا يتقنونها ، بل و لا يتكلمون بها أصلاً أمر صعب للطرفين أستاذات وطالبات، ويتطلب هذا الأمر قدرا من الصبر على احتواء مشارب شتى في الفهم والهدف و البيئة و العقول، كما يتطلب ذخيرة من الكلمات الميسرة ،خاصة عندماتفاجأ الأستاذات بوجود طالبات لا يفهمن أيسر الكلمات في اللغة العربية،وعندئذ تكون الوسائل الحية و لغة الإشارة أيسر السبل للوصول إلى الهدف . س 3 : هل يوجد إقبال على الدراسة من قبل المسلمات غير العربيات ؟ بحمدالله يوجد إقبال منقطع النظير للتسجيل بالمعهد، و لو نظرت إحدانا للكمالهائل لملفات طلبات القبول،لرأت امتلاء القاعة بأكملها إلى السقف، وهذاالإقبال من خارج المملكة العربية السعودية و من داخلها . من الجنسياتالتي نقوم بتدريسها في المعهد : البوسنة , صربيا , مقدونيا , كوسوفا , ألبانيا , تركيا , الأرجنتين , أسبانيا , بلجيكا , أمريكا , كندا , اليابان , الصين , تايلاند , نيوزلندا , غيانا , سورنيام , ترينداد , كمبوديا , إيران , إندونيسيا , الفلبين , ماليزيا , سنغافورة , بنين , ليبيريا , بوركينا فاسو , النيجر, نيجيريا , توغو , غينيا , غانا , قرغيزيا , روسيا , داغستان , طاجاكستان , كازاخستان , فرنسا , مالي , ساحل العاج , السنغال , الهند , باكستان , بنغلاديش , بورما , أثيوبيا , سيرلانكا , الصومال , نيبال , جنوب إفريقيا , إيطاليا ,زائير , هولندا . س 4 : حول موضوع تغريب المرأة المسلمة لماذا يكون التركيز على المرأة بالذات من قبل الغرب، و من قبل أتباعه المستغربين ؟ السببفي تركيز الغرب والمستغربين على المرأة لأنها هي العنصر الرئيس الذي يؤثرعلى المجتمع ، فهي الأم و الابنة و الزوجة و الأخت، و بصلاحها أو بفسادهاتكون السمة العامة للمجتمع، لذا من الملاحظ أن من يسعون لتغريب المرأةالمسلمة ويزعمون الدفاع عنها هم من فئة الذكور لا الإناث،وذلك لتكون المرأةسهلة التناول بالنسبة إليهم . ونلاحظ أنه في الآونة الأخيرة توسعالتغريب ليشمل الشباب من الذكورأيضا، سواءً في طريقة تفكيرهم أو في ملابسهمأو قصات شعرهم، وذلك لنزع رجولتهم مما يجعل الرجال و النساء جنساً ثالثاًأو رابعاً لا ينتمي لأصله، ولا يعرف مآله و لا صورته الحالية الممسوخة . س 5 : هل بالإمكان إعطاؤنا مفهوماً للتغريب من وجهة نظرك ؟ مفهومالتغريب: هو غزو فكري غربي يسعى لإخراج المسلمة من دينها أو لجحود فضائله،و جعلها بلا هوية محددة لتكون سلاحاً فتاكاً بأيدي الأعداء يقتل بهالمجتمع المسلم . س 6 : باعتقادك في وقتنا الحالي ما هي البرامج المتبعة في تغريب المرأة المسلمة ؟ البرامج المتبعة لتغريب المرأة المسلمة عديدة منها : 1- برامج تعليمية : وذلكبوضع مناهج تقوم على الفكر المادي الغربي الذي يمجد المادة، ويلغي الغيبأو يضعفه، وبالتالي يضعف التوحيد الخالص لله و الارتباط التام بالإسلام . 2- برامج إعلامية : تشجعخروج المسلمة في البرامج و الأفلام سافرة متبرجة، أو بحجاب سافر متمسحبالدين وهو منه براء، لتنزع حياءها بل و قد تنزع عفتها في جو مختلط قد يصلللمجون وإعلان الفاحشة ،في صور شيطانية براقة تحمل عناوين الحرية والتطور . 3- برامج اقتصادية : تدفعالمسلمة دفعاً للعمل في كل المجالات بالتدريج بحجج واهية تزعم تنميةالمجتمع، وهي في الحقيقة تدعو لاختلاطها ، و تستنزف قدراتها في عملها غيرالحقيقي . 4- برامج اجتماعية : تدعو إلى إشراك المرأة في أنشطة اجتماعية مختلطة و متعددة ،من خلال بعض الأنشطة المبثوثة في المجتمع و التي تزرع الشبهات في النفوس . 5- فتاوى دينيه مضللة : تبث عبر الوسائل الإعلامية المختلفة، والتي غدت كتسويق كبير تختار منه المرأة من الفتاوى ما يناسب هوى نفسها . 6- المؤتمرات النسائية المتعددة : التي تنادي بسلخ المسلمة عن دينها و فطرتها، و جعلها رقماً من ضمن أرقام العولمة، يتغير موقعه حسبما يشاؤون. 7- الجماعات الشبابية : التيانتشرت بين فتياتنا و فتياننا كسريان النار في الهشيم، والتي جعلتهمكأحجار الشطرنج يحركونهم في رقعة العمل الخيري، في جو مختلط متميع ينزعبالشباب نحو الخير بطرق ممزوجة بالشبهات . 8- الدورات التطويرية للنفس :
(9/50)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
والتييختلط فيها الحق بالباطل ،و الإسلام الكامل بالفلسفات و الأديان الوضعية،حتى تغدو المسلمة لا هم لها إلا المشي على الجمر، وجذب القدر – نستغفرالله – و أن تكون قوة لا حد لها ولا مانع، تفعل ما تشاء و متى تشاء ولا رادلإرادتها . س 7 : ما هي اقتراحاتك للحد من عملية تغريب المرأة المسلمة ؟ للحد من تغريب المرأة المسلمة هناك اقتراحات عدة من أهمها : برامج داخلية : وأقصد بها برامج من داخل المسلمة، وتعني: اعتقادها الجازم الذي لا شك فيهولاتردد بأنها تدين بدين كفل لها كل ما تحتاجه لتصل للفلاح في الدنياوالآخرة، و أنها هي التي يجب أن تقدم للعالم من حولها علاجاً لكل أزماته وقضاياه المصيرية . و برامج من دخل الأسرة التي منوط بها تربية نسائهاعلى هذا المعتقد، و صيانة عقل و قلب نسائها من تيارات التغريب ،بربطهنبالإسلام سلوكاً حياً في أسرهن ،و توعيتهن بحقيقة مكائد الأعداء . برامج خارجية : نحتاجهامن وسائل التعليم و الإعلام، و الجمعيات الدعوية، و المساجد، و الملتقياتالثقافية لتقوم باستنهاض همم نسائنا للعمل بالإسلام ،ولتكشف لهن خططالأعداء ضدهن، و تشرح لهن الإسلام كواقع يجب أن نعيشه . و هذا يستدعي منهذه البرامج مواكبة العصر ببرامج علمية، و قنوات إسلامية، و مجلات، ومواقع نسائية، و ملتقيات تضم علماء ثقات،وبرامج علمية للاستفادة من هممالشباب في مناح خيرية متعددة . س 8 : ما هي مظاهر تغريب المرأة المسلمة في مجتمعنا ؟ من مظاهر تغريب المرأة المسلمة في مجتمعنا : -مظاهر شرعية : كالدعوةإلى إباحة اختلاط المرأة بالرجال في مواقع العمل وغيرها، و نزع الحجابالحقيقي سواء للوجه أو حتى للشعر، وإباحة ارتداء المرأة لملابس محرمة فيوسط الرجال أوالنساء . -مظاهر إعلامية : تتمثل في ظهور المسلمة فيالقنوات و الصحف و المجلات و المواقع و هي تفاخر بنزع الحجاب، و تسميالالتزام به رجعية و تخلفاً ،و تشجيع كل من تسن سنة شيطانية في أي مجال كان. -مظاهر اجتماعية : كالحفلات المختلطة، و أماكن الترفيه المختلطة، و سرعة انتشار المطاعم و مقاهي الإنترنت في الشوارع و المراكز التجارية . -انتشار الأزياء العارية و الحجاب المتبرج في كل مكان، و بأسعار في متناول الجميع . س 9 : لماذا ينظر الغرب للمسلمة في بلادي نظرة دونية ؟ منخلال استماعي لعدد من طالباتي فوجئت أنه إلى الآن نظرة الغرب للمرأةالمسلمة في بلادي الحبيبة نظرة غير صحيحة ، فقبل حضور طالباتي للدراسة كانالاعتقاد السائد لهن أن المرأة هنا بلا عقل أو حياة، وأننا نعيش في خياموسط الصحراء، فلما حضرن إلى مكة و شاهدن أستاذات الجامعة بكين من الحزن،فقد رأين سعوديات حاصلات على أعلى الدرجات العلمية وهن متزوجات ، ومع ذلكفإنهن عاملات سعيدات، و انبهرت طالباتي بمباني الجامعة و أثاثها الفاخر لأنالإعلام في بلاد الكفار ينشر صورا خاطئة عن بلادنا، و يصورها في صورةالجاهلية الغابرة . ورغم أنهم يشاهدون بعضاً من نساء بلادنا المتبرجاتأو المتحجبات إلا أن الصورة الظالمة مازالت هي الأساس ،فالإسلام في ذهنالكفار هو صورة الرسول صلى الله عليه و سلم وهو يحمل السيف في يده و يتزوجالكثير من النساء . و لهذا يتوجب علينا نشر الصورة الصحيحة عن المرأة المسلمة في أوساط الجاليات الزائرة لبلادنا، و في وسائل إعلامهم . س 10 : كلمة أخيرة توجهينها للداعيات للتركيز على هذا الموضوع . كلمة للداعيات : إنالتغريب كيد شيطاني سيستمر مادام هناك إسلام و مسلمون، و هذا من سنن اللهفي الكون، و لا يعني ذلك الرضا بالواقع و الاستسلام و الذل ‘بل يعني أننافي الدنيا لم و لن نهدأ و نركن للدعة و النوم، فأعداؤنا لن يناموا بل إنهميكدون الليل و النهار بلا كلل أو ملل، فلنتعوذ بالله من جلد الفاجر و عجزالثقة , كما أن دين الله منصور بفضله و كرمه فلنكن نحن من ينصره . و هذا كله يتطلب منا دراية تامة و شاملة لمكايد الأعداء، و متابعة مؤتمراتهم و وسائلهم لنعرف خططهم و كيفية مواجهتها . كمايتوجب علينا التقاء القلوب و الأيدي على الحق، و عدم شغل أنفسنا بمهاتراتداخلية و شخصية تشتت جهودنا و تضعف هممنا و تبعدنا عن بركة القبول . في نهاية الحوار موقع دعوتها يشكرك و يتمنى لك المزيد من الإنجازات في مجال الدعوة و جعله الله في موازين أعمالك . ================ د.منى العواد ...الفرصة للدعوة أمام الطبيب كبيرة وذات أرض خصبة وصف الحوار: ضيفة الحوار : د. منى العواد . اختلاطومنكرات .. ماهو دور الطبيب المسلم اتجاههم .. وكذلك دور الطبيبة المسلمة .. هل قاما بحقهما في مجال الدعوة .. وهل الدعوة فيها أمر سهل .. حول هذاالموضوع كان لقاءنا مع إحدى الرائدات في هذا المجال .. نبذة عن الدكتورة منى العواد: - الدكتورة منى محمد سعد العواد استشارية نساء وولادة / مستشفى النساءوالولادة/ مجمع الرياض الطبي , المشرفة على التدريب في اختصاص النساءوالولادة بمجمع الرياض الطبي. ممثلة وزارة الصحة في لجنة تطوير مستشفياتالنساء والولادة على مستوى المملكة المؤهلات : - بكالوريوس طب وجراحة عامة/ جامعة الملك سعود. - دبلوم نساء وولادة / وزارة الصحة السعودية بالتعاون مع الكلية الملكية للأطباء بإيرلندا. - الزمالة العربية (الدكتوراه) في اختصاص النساء والولادة/ المجلس العلمي للاختصاصات / دمشق/سوريا. في بداية حوارنا معها كانت لها هذه الكلمات : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إلى القائمين على موقع دعوتها:
(9/51)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
أحبأن أحيي وأثمن جهودكم في مجال الدعوة وأشكركم على استضافتي, وأنا أرحب بأيمجال أستطيع من خلاله الدعوة إلى الله , فلا تترددوا في مخاطبتي ,وأدعوالله أن يوفقنا وإياكم لما يجبه ويرضاه وجزاكم الله خيراً. - الدعوة النسائية ..ماهي طبيعة علاقتك بها؟ - الحمدلله رب العالمين الدعوة النسائية بالنسبة لي بدأت من خلال الاشتراكمع بعض الزملاء والزميلات بعمل أول لجنة دينية في مجمع الرياض الطبي فيبداية عملي في المجمع, ومن ثم من خلال إعطاء المحاضرات الطبية الدعوية فيالمؤسسات الدينية والجامعات والكليات والمهرجانات الثقافية ودورالتحفيظ,ومن ثم من خلال مشاركتي كرئيسة لطبيبات الحرمين وحاليا من خلالمشاركتي في مؤسسة مكة الخيرية وذلك بالإشراف على منتدى عطاء الصحي , ومنخلال إدارتي للفرع النسائي بالمركز الدعوي الطبي التابع لمكتب الجالياتبالبديعة. - القطاع الصحي بشكل خاص والمستشفيات بشكل عام تعد أرضا خصبة للدعوة فماذا عن الجهود المبذولة في ذلك؟ - الجهود المبذولة متواضعة وإن كان أفضلها في مستشفيات وزارة الصحة وذلك لوجود إدارة للتوعية الدينية. - ماهي العوائق التي قد تعترض طريق الدعوة في نظرك إذا كانت في مجال كمجالك؟ - من العوائق التي تعترض الداعية في مجالنا: عدم وجود الوقت الكافي, اختلافاللغة (الانجليزية وغيرها), عدم وجود الدعم الإداري في حال النهي عنالمنكر. - إلى ماذا تتطلع منى العواد نحو الارتقاء بالدعوة في القطاعات الصحية ؟ - أن يكون كل فرد داعية ,ولا يحقر أي عمل في مجال الدعوة وإن صغر, فالمعاملةالحسنة والكلمة الطيبة ونشر الكتيب والشريط الإسلامي وتحفيز الهمم من أهمالوسائل. - المراكز الدعوية في المستشفيات .. ماذا عنها وماذا ينقصها في نظرك؟ - المراكز الدعوية في المستشفيات مازالت في طور النمو وتحتاج إلى الدعم منداخل المستشفيات وخارجها مادياً ومعنوياً. ولابد من تفعيلها بشكل أكبرولابد من التركيز على العنصر النسائي في الدعوة . - برأيك مالذي يمكن لطالب الطب تقديمه من أجل خدمة الدعوة في هذا المجال ؟ - على طالب الطب أن يكون داعية في نفسه أولاً , فاختيار التخصص المناسب لهأثره في الدعوة, مثال على ذلك: أن تختار الفتاة مجال النساء والولادة رغبةفي ستر عورات النساء . وعليه أن يحتسب الأجر في كل مايقوله ويفعله , وأنيخلص النية لله في عمله وأن يدعو من حوله ممن هم أعلى منه أو أصغر منهبالحكمة والموعظة الحسنة. وأن يفقه نفسه في أمور الدين بما يستطيع. وأنيجتهد في التحصيل العلمي بما لايتعارض مع أمور الدين. - قد يتعرض المرءلمواقف عده في الحياة لكن هناك مواقف تبقى لتستقر في الداخل.. هل لك أنتخبرينا عن أحد المواقف الدعوية التي لاتنسى بالنسبة لك؟ - المواقفكثيرة ولكن هناك بعض المواقف الطريفة التي لاتنسى منها : أنني كنت يوماأدعو الممرضات خلال مناوبتي في الإسعاف وأتاني هاتف من خارج غرفة الإسعاففذهبت للرد عليه, وعندما عدت لاستكمال الحديث لم أجد أحدا فاندهشت, وبعدثوان قليلة وجدتهن مختبئات, إحداهن وراء الباب وأخرى وراء الطاولة وثالثةوراء الستارة, ولما سألتهن عن سبب الاختباء علمت أنهن خفن من أن تتأثرنبالحديث. - برأيك هل يجب أن يكون لدى الطبيب مؤهلات من نوع معين ليستطيع ممارسة الدعوة في عملة؟ - أنا أعتقد أن أي مسلم داعية. والطبيب بحكم علمه باللغة الانجليزية وبحكممكانته العلمية واحترام المجتمع له فالفرصة للدعوة أمامه كبيرة, ولكن لابدأن يحاول أن يفقه نفسه بقدر الاستطاعة عن طريق الاطلاع والقراءة وسؤالعلماء الدين وحضور الدورات الشرعية وهي متوفرة بشكل جيد ولله الحمد. - ماذا عن سفر الأطباء المستمر... كيف يستثمرونه دعوياً خصوصاً في المؤتمرات الطبية ؟ - كما قلنا سابقاً لابد أن يثقف نفسه فقهياً, وإذا كان جديدا في الدعوة أوممن لايحسنون الدعوة بالحوار فليحمل دائما معه مطويات وكتيبات دعوية علىحسب البلد المسافر إليه. وليحاول دائما أن يمزج الطب مع الدين فالطبيب أعلمالناس بقدرة الخالق لما يراه من خلال عمله مع الحياة البشرية. - موقع دعوتها بريد الدعاة فهل هناك رسالة تحبين توجيهها لكل من يعمل في مجال الدعوة بالقطاعات الصحية؟ لكل من يعمل في مجال الدعوة بالقطاعات الصحية أقول لهم ما يأتي : - على الداعية أن يجتهد ويثابر ولايحتقر من الأعمال شيئاً . - أن يعلم أن الدعوة ليست مقتصرة على رجال الدين فقط . - أن الكثير من إخواننا وأبنائنا داخل القطاع الصحي من يحتاج للدعوة فلابد أن نعطيهم من وقتنا ولو اليسير. - أن المستشفيات أرض خصبة للدعوة ففيها الجاليات المختلفة و المذاهب واللغاتالمتعددة ,وفيها الاختلاط وغير ذلك من الأمور التي تحتاج للدعوة. - أن يتحلى بالصبر ولا يستعجل الحصاد, وأن يكون قدوته في الدعوةرسول الله صلى الله عليه وسلم . موقع دعوتها يشكر الدكتورة منى العواد لاستجابتها ويدعوالها بدوام التوفيق والنجاح ============== مشروع تفعيل الهوية ..د/هناء سنبل وصف الحوار: ضيفة الحوار : د.هناء سنبل . الهويةالإسلامية ..ذلك الموضوع الذي أولته الكثير من الاهتمام ومنحته من الرعايةماجعله ينمو في صورة مشروع فكري لاقى من النجاح الكثير ..إنها ضيفتناالدكتورة /هناء سنبل .. س 1 : بداية موقع دعوتها يرحب بك ويتساءل عن سبباختيار موضوع الهوية الإسلامية على وجه التحديد ليأخذ كل هذا الحيز والوقتفي النقاش والعلاج . بداية اشكر الموقع الذي يهتم بأمر الدعوة النسائية والتي وصف الله الخيرية لهذه الأمة بها فقال سبحانه :
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى السبت ديسمبر 17, 2011 3:19 pm
(9/52)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
} كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر { وأدعو الله لكن التوفيق. ج1) تم اختياري لموضوع الهوية الإسلامية قبل ثلاث سنوات عندما تم اتفاقنافجميع أقسام الندوة العالمية للشباب الإسلامي لعمل ومتميز لشباب متميز. فسألت نفسي لماذا شبابنا غير مميز وقد كان فيه سابقاً( علي ابن أبي طالب , عبدالله ابن عباس, أسامه ابن زيد , عائشة بنت أبي بكر ) . وجدت رد السؤال هو بعدهم عن الهوية الإسلامية وذلك عن طريق جهلهم بها. فقررت أن نقوم بمشروع يحمل شعار ( عزتي في هويتي ) س2) ما مفهوم الهوية " الإسلامية " في نظر د. سناء ؟ ج2) الهوية الإسلامية في رآي هي باختصار شديد التي بفضلها أكون تحت راية الرسول يوم القيامة . وفي الدنيا أصل بها إلى أكرم الأخلاق وإلى الحضارة الحقيقية . س3 : العولمة لا محالة قادمة .. هكذا الجميع يعرف ..وبناء ً علية يعد لها .. لكن السؤال يبقى .. كيف يمكن الحفاظ على هوية أمة في ظل مستجدات كهذه؟ ج3) كيف يمكن الحفاظ على الهوية من ظل هذه المستجدات ( العولمة وهو نشر الوعيبأهمية الحفاظ على الهوية حتى لا تكون أمه ممسوخة ليس لها قيم في وسط الأمموتفعيلها في الواقع وكما اعدئنا يخططوا فعلى المؤمن أن يكون كيس فطن ويعلمما يدور حوله وبها هو أيضا يكون له رويا واضحة وأهداف يسعى لها . س4) لنتحدث عن التعليم أو لنقل.. الشق الآخر للتربية .. وكيف يمكن أن يكونللمدرس والمدرسة دور في جعل الطلاب والطالبات أكثر تعلقاً وتمسكاً بعُرىالهوية؟ ج4) قد بدأنا فعلا التعاون مع المؤسسات التعليم التي كانت مرجعجداً بمشروع الهوية وهو تكوين في كل مدرسة مجموعة من الفتيات يمثلن الهويةالإسلامية وينشروها بين زميلاتهن. وذلك بتدريب المرشدات الطلابيات ومشرفات المصلى وعمل ورش عمل وكافة مشاريع لخدمة نشر الهوية الإسلامية. س5 ) برأيك إلى أي مدى تسهم التربية في قدرة النشء على مقاومة هذا التيار وتمكنة من الإحتفاظ بهويته الإسلامية ؟ ج5)حتى تسهم في تربية نشئ قادر على مقاومة التيار العولمة ويحفظ على هوية ( القدوة- ثم القدوة ) وفي المنزل – وفي الإعلام –في المدرسة – في المجتمع .- في الأسواق. لابد من تغيير المجتمع . س6 ) هل ترين أن العولمة مقرونة بالواقع الحضاري الملتهب بتوافد الأفكارالعقدية كانتا سبباً رئيسياً في قضية انعدام الهوية لدى الجيل الحالي أولنقل غيابها؟ ج6) الهوية في ديننا ليست عقيدة فقط إنما تتميز عن غيرهاأنها تستوعب الحياة كلها " قل أن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربالعالمين " فالهوية تبدأ بقل يا أيها الكافرون حتى قول الرسول ليس منا منعمل بسنه غيرنا أو كما قال . س7ماذا عن الهجمة الإعلامية الملحوظة على الشباب المسلم ..وهل ترين أن الإعلام الإسلامي قادر على مواجهتها كما ً وكيفا ً ؟ ج7) أما عن الإعلام الإسلامي هو قادر بإذن الله أن يتحدى على هذه الهجمة ولوترى الإعلام الهادف ألان في المحطات الفضائية كانت نادرة سابقاً ولان تجديأيضا ملفات مختلفة وتتكلم مع جميع الفئات . في نهاية اللقاء موقع دعوتها يتمنى لك التوفيق والسداد.. ================ الأستاذة أمل خضر..الدعوة في السجن النسائي.. وصف الحوار: ضيفة الحوار: أ.أمل خضر. برامجناالإصلاحية حولت السجينات إلى الداعيات..الأنشطة الدعوية وحلقات التحفيظأهم البرامج الإصلاحية داخل السجن . - بعض الأهالي يرفض, زيارة السجينة أواستقبالها بعد خروجها. - ضعف الوازع الديني أكثر عوامل الانحراف لدى النساء - للنزيلة الحرية في إبقاء طفلها الرضيع معها حسب رغبتها - مركز صيفي سنويللسجينات ومشاركة في المناسبات الوطنية - نعم.. هناك سجينات خرجن وعدن مرةأخرى لقاء - فوزية المحمد: لم تعد السجون كما كانت مجرد عزل الإنسان عنالمجتمع وحجزه لمجرد سجنه، بل أصبحت وسيلة للإصلاح والإرشاد والتوجيه يدخلإليها عتاة المجرمين فما يلبثون أن يخرجوا أناسا صالحين. السجون لدينااليوم هي مؤسسة ثقافية توجيهية مهنية تهدف إلى مساعدة وتوعية وتوجيه وتثقيفالسجين، تسعى لتأهيله وإصلاح اعوجاجه حتى يعود عضوا نافعا في المجتمع. إدارة السجون اليوم ليست جهة عقاب أو جهة تنفيذ حد، بل هي جهة علمية ثقافيةمهنية هاجسها أولا خدمة ومساعدة السجين وليس عقابه.. تضع في نصب عينها أنيخرج هذا السجين من سجنه وهو متسلح بالعلم والثقافة والوعي وفي يده صنعةتعلمها داخل السجن، ومع ذلك يبقى السجن سبة ووصمة عار في جبين داخليه.. فمابالكم إذا كان من يدخله امرأة؟! فهل تتحمل تلك الأيادي الناعمة والقلبالرءوم غياهب السجن؟ وكيف تواجه قسوة الأهل ورفض المجتمع؟ وماذا تصنع إدارةالسجن لتأهيل هؤلاء الخارجات عن القانون ليخرجن من رحمة السجن صالحاتتائبات. كل تلك الأسئلة وغيرها سنحاول أن نتعرف عليها في حوار مع" أملخضر" مديرة سجن النساء بالرياض لتروي لنا ما يدور خلف تلك الجدران العاليةوالأسوار المنيعة من برامج وأنشطة دعوية. أقسام السجن، في البداية نود أن تعطي القراء نبذة عن أقسام وعنابر السجن :
(9/53)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
- بالنسبة لأقسام السجن: هناك قسم الرعاية الاجتماعية والنفسية وقسم الإرشادوالتوجيه والمدرسة ومشغل الخياطة والأشغال اليدوية والرعاية الصحية، حيثيوجد مستوصف كامل لتقديم الرعاية الصحية للنزيلات وكذلك أمن السجن وهوالمعني بسلامة النزيلات والمبنى والأجهزة ويوجد شؤون السجناء المعنيبمتابعة إجراءات سير قضايا السجناء. والسجن معد لاستقبال النزيلاتالسعوديات اللاتي تجاوزت أعمارهن (30) سنة بالإضافة للأجنبيات من جميعالجنسيات والأعمار. الدعوة هي الأهم - ما دور الجانب الدعوي في السجن؟ وكم محاضرة ودروسا دعوية تلقى في السجن تقريبا خلال الأسبوع؟ يعدالجانب الدعوي في السجن هو الركيزة الأساسية والمهمة لإصلاح النزيلةوتهذيبها وتأهيلها للخروج مرة أخرى للمجتمع بكيان جديد صالح وفعال فيالمجتمع. بعد أن تكون قد عرفت كيف تقاوم الظروف مهما كانت صعبة وتتمسك بمايمليه عليها دينها الحنيف حتى تكسب رضا الله وتبتعد عن المعاصي وإعطاؤهاالأمل في المستقبل بأنه سيكون أفضل إن هي حرصت على إرضاء الله. وأهمالأنشطة الدعوية: محاضرات، سماع أشرطة كاسيت زائد فيديو وتوزيع كتيباتونشرات، استعادة كتب من المكتبة. أبرز الأنشطة ما أهم الأنشطة الدعوية في السجن؟ وهل توجد أنشطة أخرى للسجينات؟ النشطة الدعوية هي: إقامةالمحاضرات. إقامة مسابقات (في حفظ القرآن - التفسير - حفظ الأحاديثالشريفة). وتوجد أنشطة أخرى للسجينات مثل: المركز الصيفي الذي يقام خلالالإجازة الصيفية ويحتوي على: أنشطة دعوية - أنشطة ثقافية - أنشطة ترفيهية. بالإضافة إلى الأنشطة الأخرى التي تقوم بها الأخصائيات الاجتماعياتوالنفسيات، بالإضافة إلى المعلمات مثل: المسابقات الثقافية والترفيهيةوتنفيذ اللوحات الإرشادية. والمشاركة في المناسبات الوطنية مثل: (اليومالوطني - المهرجان الوطني للتراث والثقافة) وذلك بفتح باب المشاركةللنزيلات للمشاركة في هذه المناسبات، أما عن طريق كتابة كلمات أو قصائد أوتنفيذ لوحات أو أعمال فنية. حفظ القرآن * يوجد في السجن (قسم تحفيظالقرآن) ماذا يقدم هذا القسم للنزيلات؟ وكيف ترين الإقبال عليه من قبلالسجينات؟ وهل تم لبعض السجينات حفظ القرآن كاملا؟ - يوجد في السجن قسملتحفيظ القرآن ينقسم إلى ثلاثة أقسام: (1) حلقة للمتعلمات. (2) حلقةللأميات. حلقة للأعجميات. والإقبال على هذه الحلقات جيد ولم يتم حفظ القرآنكاملا ولكن أجزاء مختلفة. هل تقدم الحوافز التشجيعية والمساعدات المادية مثلا لمساعدتهن على الحفظ؟ . نعم تقدم لهن الحوافز التشجيعية والمساعدات المادية لمساعدتهن على الحفظ. * ما دوركم في تمسك السجينة بدينها؟ وألا تعود لما كانت عليه مرة أخرى؟ - دورنا يكون عن طريق تكثيف المناصحة والوعظ والإرشاد بألا تعود إلى ما كانتعليه، ومن آثار النصح والإرشاد أنه تم خروج داعيات من هذا المكان. وعددكبير من النزيلات دخلن في الإسلام من جنسيات مختلفة. * هل تعطينا بعض النماذج لسجينات ممن تغير مجرى حياتهن وتبدل من حال إلى حال بعد دخولها السجن؟ - نعم يوجد العديد من النزيلات اللاتي تغير سلوكهن بعد دخولهن السجنوبالتالي ساهم في تغيير مجرى حياتهن بعد خروجهن من السجن، فهناك من دخلتالسجن وقد كانت تعيش حياة لهو وطيش، ولكن بعد دخولها السجن ونتيجة جهودالأخوات العاملات في السجن استقام حالها وهناك بعض النماذج نذكر منها: إحدىالأخوات بدأت حفظ القرآن وهي داخل السجن والآن تقوم بدورها في إحدى دورتحفيظ القرآن الكريم بعد أن من الله عليها بحفظ القرآن الكريم كامل. وأخرىدخلت السجن وهي متمردة على المجتمع والتقاليد وخرجت وقد تبدلت نظرتها وهيالآن إحدى الداعيات اللاتي يشار إليهن بالبنان، وقد حضرن عدة مرات للسجنلإلقاء محاضرات للنزيلات وقد كانت المحاضرات التي ألقتها مؤثرة جدا وقدلاقت صدى طيبا لدى النزيلات لأنها أوضحت فيها ما كانت عليه وكيف أصبحت وكيفأن السجن وما تعلمته فيه أسهم في تبدل أحوال. وأخت أخرى دخلت السجن وقدكانت تمارس مهنة الطرب، ولكن بعد دخولها السجن وبمجهود الأخوات العاملاتوبمساعدة الداعيات المتعاونات تركت الطريق الذي كانت تسلكه في السابق بعدأن ذاقت حلاوة الإيمان ومجالس الذكر واستقام حاله. يوميات السجن * الحياة اليومية للسجينات كيف هي؟ وما ترتيبات المعيشة داخل السجن؟ - يبدأ يوم النزيلة من الساعة السابعة صباحا وذلك بإحضار وجبة الإفطاروتوزيع العلاج على المريضات منهن، ثم بعد ذلك تبدأ عملية تنظيف النزيلاتلعنابرهن وبعد ذلك عند الساعة الثامنة صباحا يدب النشاط والحركة في مرافقالسجن، فهناك بعض النزيلات ملتحقات بفصول المدرسة وحلقات تحفيظ القرآنوهناك من هي ملتحقة بمشغل الخياطة والأشغال اليدوية بالإضافة إلى النشاطاتالأخرى وتقوم الأخصائيات والمشرفات بالدخول لعنابر السجن لتفقد السجيناتوحل مشاكلهن وإجراء الاتصالات الهاتفية لهن للاطمئنان على ذويهن وبعد الظهرتقدم وجبة الغذاء تعقبها فترة راحة حتى صلاة العصر، حيث يبدأ خروجالسجينات الملتحقات بمدرسة محو الأمية وقد تقام بعض النشاطات المسائية مثلالمحاضرات والنشاطات الثقافية. وينتهي اليوم بتقديم وجبة العشاء عند الساعةالسادسة مساء. الترفيه * هل يوجد بالسجن أنشطة ترفيهية للسجينات خلال فترة معينة؟ أو دورات للخياطة ودورات للكمبيوتر مثلا؟
(9/54)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
يوجدأنشطة ترفيهية وثقافية للسجينات متنوعة من مسابقات ومعارض وتقديم مسرحياتوأناشيد، كما يوجد دورات للخياطة بشهادات موثقة بإشراف جمعية النهضةالخيرية والشهادة مقدمة من وزارة الشؤون الاجتماعية. أما بالنسبة لدوراتالكمبيوتر ستطبق إن شاء الله في القريب. تغير في السلوك * هل تلمسين تغيرا لشخصية بعض السجينات عما كانت عليه وقت دخولها؟ تذكرين لنا مثالا لذلك؟ - نعم نلمس ذلك بوضوح، فبعض السجينات في بداية دخولها السجن تكون إنسانةمتمردة على الأنظمة مثيرة للمشاكل ولكن يتبدل سلوكها بعد انتظامها فيالبرامج والأنشطة المقدمة فيتحسن سلوكها ومثال على ذلك: إحدى النزيلات كانتتتمتع بقوة البنية وكذلك الشخصية الشرسة المتمردة وكثيرة المشاكل ولكننتيجة جهود العاملات قمن بتهذيب سلوكها وذلك بإلحاقها بالبرامج ودروسالتحفيظ وكذلك استغلال طاقتها الجسدية بتكليفها بالعمل داخل مراقبة السجنتم وبحمد الله تقويم سلوكها والسيطرة على انفعالاتها فأصبحت قوة البنيةمستثمرة للعمل النافع بدلا عن إثارة المشاكل. أبرز القضايا * في رأيك أكثر الأسباب وأهم القضايا التي تؤدي لدخول النساء إلى السجن؟ - انحراف النزيلة يكون نتيجة لعدة أسباب مجتمعة يمكن تلخيصها في التالي: ضعفالوازع الديني - الجهل - الظروف المادية والاجتماعية والبيئية التي تنشأفيها النزيلة، بالإضافة للعوامل الذاتية للنزيلة وقابليتها للانحراف. فقدتنشأ النزيلة في بيئة اجتماعية منحرفة مما يؤدي حتما لسلوكها نفس المسلك،فعلى مدى سنوات عملي في السجن رأيت عددا من النزيلات ينتمين للعائلة نفسهافهناك البنات اللاتي سرن على نهج أمهاتهن، فبعد أن كن لأمهات نزيلات فيالسجن أصبحت البنات كذلك وهذه نتيجة حتمية للبيئة التي نشأت فيه. وقد تنشأالنزيلة في بيئة اجتماعية سوية ولكن لضعف وازعها الديني وقابليتها للانحرافتعرضها للتأثر برفقة السوء مما يؤدي لانحرافها وقد تتدخل الظروف الماديةالصعبة للانحراف وذلك في بيئة مهيأة لذلك لنقص الوازع الديني والقابليةللانحراف. الزيارات * كيف يتم نظام الزيارات للسجينات؟ وهل تتمكن السجينة من الاتصال بأهلها هاتفيا؟ - الزيارات والاتصالات متاحة للنزيلات، وهذا حق كفله النظام لهن، وذلك وفقضوابط تنظم هذه الأمور بحيث تكون الزيارات والاتصالات لذوي السجينات. فيمنحتصريح الزيارة للزائر أو الزائرة بعد التأكد من الإثباتات الرسمية وتتمالزيارة داخل أماكن مخصصة عبارة عن كبائن مزودة بأجهزة هاتف لتسهيل سماعالصوت ولكل سجينة زيارتان في الأسبوع أحداهما للزائرين الرجال والأخرىللزائرات النساء، وتساوي في ذلك السعوديات والأجنبيات. وقد تتاح الزيارةالخاصة للنزيلة وذلك بالسماح لأطفالها أو والدتها وذلك تحت إشراف الأخصائيةوتكون داخل المكتب وقد تمتد الزيارة لساعتين أو أكثر. وذلك إدراكا منالأهمية مثل هذه الزيارة للنزيلات وأسرهن في ذات الوقت. كما أنه في القريبالعاجل إن شاء الله سوف يتم إتاحة زيارة الخلوة الشرعية لأزواج السجيناتوكذلك اليوم العائلي للسجينات كما هو معمول به في سجون الرجال وذلك بعدانتهاء العمل من إنشاء الأماكن المخصصة لذلك، وبالإضافة إلى الزيارات هناكالاتصالات الهاتفية التي تتاح للنزيلات للاطمئنان على ذويهن، كما يسمحللأجنبيات منهن بالاتصالات الدولية لمحادثة ذويهن في بلدانهن. ما أهم المشكلات التي تواجه إدارة السجن مع السجينات؟ - أهم المشاكل التي نواجهها هي عدم تقبل النزيلة للواقع فور دخولها للسجنوعدم تفهمها للأنظمة والتعليمات. كما تواجهنا مع الأجنبيات مشكلة عدمتفهمهن للأنظمة وإلحاحهن المستمر للسفر لبلادهن دون مراعاة منهن بأنالإجراءات لم تنته مما قد يؤدي إلى تسببهن في إثارة المشاكل داخل السجن. هليوجد دار لرعاية السجينات اللواتي لا يجدن مكانا لهن في المجتمع بعدخروجهن من السجن؟ مع الأسف أنه لا يوجد دار لرعاية النزيلات اللاتي لا يجدنلهن مكانا في المجتمع بعد الخروج من السجن ولكن هناك تعاون مع الجمعياتالخيرية ودار المسنات، حيث سبق أن تم إحالة بعض النزيلات اللاتي لا عائللهن للسكن الخيري في الجمعيات الخيرية وكذلك في دار المسنات. ونحن نناشدالمسؤولين بإيجاد دور مساندة للسجن تتولى تقديم السكن والخدمات الأخرىللنزيلات التي لا يجدن مكانا لهن في المجتمع إما لرفض ذويهن عودتهن للسكنمع العائلة أو لفقدهن المعيل، فهناك الأرامل والمطلقات اللاتي لا يجدن منيؤويهن. كيف ترين العلاقات الاجتماعية بين السجينات؟ - العلاقاتالاجتماعية بين السجينات هي صورة مصغرة للمجتمع الخارجي، فهناك العلاقاتالحميدة والعكس. وهناك بعض النزيلات اللاتي ينظرن للفوارق الاجتماعية بينهنمما يثير المشاكل ونحن نحاول جاهدين إزالة هذه الفوارق وذلك بمعاملتهنللجميع بعدالة ومساواة وإيضاح ذلك للنزيلات. ما دور الأخصائية الاجتماعية والنفسية في السجن؟ وما الفرق بينهما؟
(9/55)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
- دور الأخصائية النفسية هو دراسة الحالة النفسية للنزيلة بعد تحويلها منقبل الباحثة الاجتماعية ومن ثم مساعدتها في حل مشكلتها النفسية بعد تشخيصالحالة وتحويلها إلى مستشفى الصحة النفسية لتلقي العلاج المناسب إذا استدعىالأمر ومتابعة حالتها وعمل برامج علاجية تناسب الحالة المرضية التي تعانيمنها دور الأخصائية الاجتماعية في السجن هو عمل بحث اجتماعي للسجينة للوقوفعلى المشكلة التي كانت السبب في دخولها إلى السجن قد تكون بأسباب مالية،اجتماعية أسرية أو سلوكية والعمل على حلها بمساعدة النزيلة على تقبل بيئةجديدة وهي بيئة السجن والباحثة الاجتماعية مسؤولة عن الإشراف على عنبر كاملبتكملة احتياجاته اللازمة. والفرق بينهما: الأخصائية الاجتماعية تقوم بعملبحث حالة السجينة من الناحية الاجتماعية ومساعدتها في حل مشاكلهاالاجتماعية والقيام بعمل الاتصالات للسجينة وتوفير احتياجاتها داخل السجن. الأخصائية النفسية عملها مكمل لعمل الأخصائية الاجتماعية بالإضافة إلىمساعدتها في حل المشاكل النفسية ومتابعة حالتها ووضع البرامج المناسبةللسجينة في سبيل تعديل سلوك السجينة من الناحية السلوكية والانفعاليةوالعاطفية. * بعض السجينات يكون لها أطفال دون السنتين أو فوقهما؟ هليسمح لهم بمرافقة أمهم؟ وكيف تكون رعاية الأطفال داخل السجن؟ وجودهم في مثلهذا المكان ألا يؤثر ذلك على سلوكهم مستقبلا حتى لا يكتسبوا خبرات سيئة منالسجن؟ - فيما يخص الأطفال الذين أعمارهم أقل من سنتين فلنزيلة الحريةفي بقائه معها في السجن أو إخراجه وتسليمه لذويه. أما الأطفال فوق السنتينفلا يسمح ببقائهم داخل السجن فإذا لم يكن هناك من يقوم باستلام الطفل منأقاربهن فتتم إحالتهم إلى دار الحضانة المؤقتة لحين خروج أمه من السجن. ما هي أبرز المشكلات التي تعاني منها السجينات؟ - من أبرز ما تعاني منه بعض النزيلات هو رفض أهاليهن لهن وعدم زيارتهن وكذلك رفض استقبالهن بعد خروجهن من السجن. هل حدث أن خرج بعض من السجينات وعدن مرة أخرى وبرأيك ما السبب في ذلك؟ - نعم، يحدث كثيرا عودة بعض النزيلات للسجن مرة أخرى والأسباب هي عودتهاللبيئة الاجتماعية المنحرفة ورفقة السوء وعدم تبدل أوضاعها الاجتماعيةوالمادية بعد خروجها من السجن، وافتقادها للمساندة التي تساعدها على بدءحياتها من جديد بعيدا عن المؤثرات السلبية التي تسهم في عودته. من أبرز المشكلات لدى السجينات رفض المجتمع والأهل والزوج له. ما دوركم في ذلك؟ - نحاول جاهدين تقريب وجهات النظر وحل الخلافات بين النزيلة وأهلها عن طريقمحاولات تبذل من قبل الأخصائيات الاجتماعيات والنفسيات، بالإضافة إلى أنهناك دورا كبيرا وفعالا يقوم به مكتب التوجيه والإرشاد لدينا متمثلا فيالشيخ عبدا لعزيز الجمعية الذي له جهود واضحة ومثمرة في تسوية الخلافاتالأسرية بين النزيلة وذويها أسفرت في حالات كثيرة عن حضور ذوي السجينةلأخذها من السجن بعد أن كانوا يرفضون ذلك. ولا تقتصر جهوده على الأعمالالمكتبية بل تتعدى ذلك إلى زيارة ذوي النزيلات في منازلهم وفي بعض الأحيانالسفر لخارج منطقة الرياض لهذا الغرض. ولا تقتصر جهوده على حل مشاكلالنزيلات السعوديات فقط، بل تتعدى ذلك للأخوات الوافدات، فهو في أحيانكثيرة يقوم باتصالات هاتفية لخارج المملكة. كلمة تختمين بها اللقاء؟ - أتقدم لك بالشكر لاهتمامكم وأتمنى أن أكون قد أوضحت الصورة عن السجن والتيقد تكون مجهولة لفئة كبيرة من أفراد المجتمع وقد يعد دور السجن مجهولابالنسبة لهم، حيث تسوء فكرة أن السجن مكان للعقاب فقط ولكن بفضل الاهتمامالإعلامي مؤخراً بدأت تتضح الصورة عن الجهود المبذولة لإصلاح وتأهيلالنزيلات ================ الداعية منى صلاح: العمل الاجتماعي غائب عن خريطة الدعوة الإسلاميّة وصف الحوار: ضيفة الحوار : أ.منى صلاح . الصورةالرائجة للدعوة الإسلاميّة هي إما دعوة دينيّة البحتة أو دعوة دينيّةمقترنة بخطاب سياسي قد يقل فيكون مقبولاً أو يزيد فتختفي معه الدعوةالدينية أو تكاد؛ إذ يعتمد العمل السياسي على الإكثار من الكلام غيرالمقترن بالعمل، وفي مقابل هذه الصورة نجد الفاعليّة في الجمعيّاتالإسلاميّة التي اختارت الدعوة الإسلاميّة المقترنة بالعمل الاجتماعي. وفيهذه السطور نقدم نموذجاً حياً للفاعليّة الإسلاميّة التي اختارت العطاء فيالمجال الاجتماعي .. إنها الداعية المسلمة السيدة منى صلاح الدين الباحثةالاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعيّة المصريّة.. فقد بدأت العمل حينماتفوّقت بل وبرعت في تجويد القرآن الكريم، ونالت عدة جوائز في هذا المجالفصارت تتردّد على عدة مساجد لتعليم الفتيات والسيدات أحكام التجويد .. ثمتطور الأمر فبدأت في توصيل المساعدات الاجتماعيّة إلى المحتاجين من الأيتاموالمعوقين والفقراء.. حتى عرفها الأغنياء فوثقوا فيها، وأعطوها زكاةأموالهم وصدقاتهم لتوزيعها على المحتاجين.. فمع السيدة منى صلاح الدين كانلنا هذا الحوار .. خدمة الإسلام بالأفعال لماذا كان اختيارك لطريق العمل الدعوي المقترن بالعمل الاجتماعي؟
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى السبت ديسمبر 17, 2011 3:20 pm
(9/56)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
وجدتفي نفسي منذ الصغر زهداً في الشهرة والكلام الكثير.. ووجدت نفسي مشدودةنحو العمل .. وخدمة الإسلام ليست بكثرة الكلام ولكن بالفعل الإيجابي،وتحبيب الناس البسطاء في الإسلام، وفي الالتزام بما فيه فالبسطاء يعانون منمشكلات كثيرة قد تزعزع إيمانهم بالله، وقد تجعلهم يستجيبون للمنصّرين،ويتركون الإسلام كلية كما يحدث في إندونيسيا وماليزيا ومجتمعنا العربي مليءبالأغنياء ولكن الصلة مقطوعة بين الطرفين لأسباب كثيرة، والمفترض أن تقوممؤسسات المجتمع بهذا العمل التكافلي الكبير، ولكنها قاصرة عن هذا الدورلأسباب عدة، والعمل التطوعي الأهلي أكثر نجاحاً في هذا الخصوص، إن هناكمساحات غائبة عن خريطة الدعوة الإسلاميّة هذه الأيام، وأنا اخترت حيزاًبسيطاً لأعمل من خلاله .. وقد كان ذلك بفضل الله ثم بتوجيه من والدي وهوخبير في التربية والتعليم .. فقد كان له دائماً دور في تقويم منطلقاتيالفكرية وحمايتي من الشطط والدخول في خلافات فقهية، ولذا فإنني على محورين،المحور الأول إعطاء دروس التجويد وتعليم النساء كيفية ترتيل القرآن ونطقهصحيحاً بعد أن درسته في المعاهد المتخصصة .. فالكثيرون يعتقدون أنهم طالمايأخذون ثواباً على التعتعة فلا داعي للحرص على القراءة الصحيحة، رغم أنالله يأمرنا أن نرتل القرآن ترتيلاً؛ لأن ذلك يجعلنا أقدر على فهم آياتهفهماً مستقيماً، أما الجانب العملي في الدعوة فهو أن كثيراً من الأثرياءوالمقتدرين فيهم من الخير الكثير، ولكنهم لا يجدون من يستحث نوازع الخير فينفوسهم، كما أنهم لا يجتهدون في تتبع أحوال ونوعيات المحتاجين.. ومن خلالعملي كباحثة اجتماعية أحاول أن أجد طريقاً أوصل من خلاله القادر بالمحتاج؛فكثير من التجمعات الفقيرة منفصلة تماماً عن التجمعات الغنية .. مع أنالطرفين في حاجة إلى بعضها؛ فالغني في حاجة إلى الفقير كي يطهر ماله ويمنحهالحق المعلوم الذي أوجبه الله تعالى للسائل والمحروم، والدور الذي أقوم بههو إيجاد قنوات الاتصال والتلاحم بين المجتمع المسلم عملاًً بقول رسولالله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسدإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " من الفقراء إلى الأغنياء ما هي المجهودات الاجتماعية التي تقومين بها؟ • في البداية ركزت عملي على الملاجئ ودور الأيتام، فأذهب إليهم لأتعرف علىما يحتاجونه من ملابس وأدوات وأجهزة – الخ، وأنتقل بين المصانع التي تنتجالأجهزة التعويضية للمعاقين، وكذلك مصانع الملابس، وأستحث فيهم جوانبالخير؛ فمنهم من يعطيني ومنهم من يردني، ولم أيأس وكنت أصبر وأعتمد علىالله طالما أنني لا أريد شيئاً لنفسي؛ فأنا والحمد لله ميسورة الحال وحينمالا يطلب الإنسان شيئاً لنفسه، ويخلص لله ويمشي في قضاء حوائج الناس فإنالله يفتح له القلوب المغلقة، وشيئاً فشيئاً عرفني هؤلاء الناس ووثقوا فيَّوأصبحوا يعطونني كل ما أطلبه منهم؛ لأنهم متأكدون أنه سيصل للمحتاجين ثمتطور الأمر بعد ذلك .. فمن خلال تردّدي على المساجد لإعطاء دروس التجويدتعرّفت على كثير من السيدات، ومنهم الكثير من الثريات اللاتي أحببن عملالخير، ولما عرفنني وجدن فيّ ضالتهن وصرن يعطينني من أموالهنّ لأوزعها علىالفقراء والمحتاجين .. وأصبح لديّ كشوف كاملة بها أسماء وعناوين وأرقامهواتف الأثرياء والفقراء فنأخذ من هذا لنغطي ذاك .. وهناك كثير من أهلالخير تخصصوا مثلاً في علاج المرضى الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل نفقاتالعلاج وإجراء العمليات الجراحية ودوري أن استوثق عن مدى هذه الحاجة، ثمنوصل هذا الفقير المريض بأحد هؤلاء الكرام .. كما أصبحنا نعطي قروضاًللمحتاجين يسددونها وقتما تسمح لهم الظروف، ومن لا يستطع السداد نسقط عنهجزءاً من القرض، وأحياناً يطلب منا صيادلة طيبون تذاكر العلاج المرتفعةالثمن والتي لا يستطيع الفقراء شراؤها ويقومون بتوفير هذه الأدوية مجاناً. التنصير والعمل الاجتماعي هل استفدت شيئاً من أساليب المنصرات اللواتي يعملن في المجتمعات الفقيرة؟ الانتشارالكبير الذي حققته المنظمات التنصيرية المتعددة المذاهب على مستوى العالموبالذات في البلاد النامية، كان دائماً مرتبطاً بإنشاء مؤسسات اجتماعيةشاملة تقدم مجموعة واسعة ومتنوعة من الخدمات التعليمية والصحية والماديةللمحتاجين فالجامعات ومعاهد التعليم الكاثوليكية منتشرة من الفلبين إلىأمريكا الجنوبية، والمستشفيات البروتستانتية موجودة في بلدان إفريقيةالوسطى والجنوبية، وكذلك معاهد تخريج الحرفيين وعيادات رعاية الأمومة وورشصناعة الأطراف التعويضية والمصانع الزراعية كل هذه المنشآت من الأساليبالتي تتبعها الكنائس الغربية والشرقية في العديد من البلدان النامية،ويستخدم المنصرون المرأة في تقديم الخدمات العلاجية والاجتماعية للنساءالفقيرات في هذه البلدان، وقد نتج عن هذا الأسلوب نجاح كبير في نشر دعوةوأفكار وعقيدة التنصير، ومن هنا أدركت أنني لابد أن أستفيد من التجربة ،وأدركت أيضاً أهمية العمل الاجتماعي في الدعوة. المرأة تحتاج إلى تشجيعتشتهر المرأة الغربية بتميزها في مجال العمل التطوعي والاجتماعي. هل تعتقدين أن المرأة العربية تقل عن نساء الغرب في هذا الشأن؟
(9/57)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
يجبأن نقرر أولاً أن الظروف هي التي توجد العمل النسائي التطوعي تشجعه .. ثمتتراكم بعد ذلك الخبرة .. وهناك تجارب عملية للعديد من الجمعيات النسائيةالعربية على مستوى بعض البلدان، ولها خبرات تاريخية في هذه البلاد مثل: فلسطين ولبنان والكويت والسودان، والنساء في هذه البلدان ينطلقن من مبدأعقائدي في الأساس، ثم من خلال المحن العامة تتبلور أدوارهن في العملالاجتماعي والخدمة الطبية؛ فالمحن والكوارث تعمل على إيجاد مجموعات ميدانيةمدربة بين هذه الجمعيات على مستوى كافة البلدان العربية والإسلاميّة. أننالا نقل بدرجة أو أخرى عن الجمعيات التطوعيّة الأوروبيّة، ولكن المرأةعندنا تحتاج إلى بعض الجرأة والثقة بالنفس، والتشجيع من المجتمع والاعترافبنشاطها ثم تدريبها. ما هي السلبية الرئيسة التي تعتقدين أنها سائدة في مجال الدعوة الإسلاميّة؟ العملالدعوي كلما اعتمد على مفاهيم لفظية فقط فإنه يفقد فاعليته ومستقبله ويصبحكلاماً في كلام؛ فالمسلم البسيط مطحون في مشكلاته اليومية، ودخله لا يكاديكفي مصروفات التعليم والعلاج والملبس والمسكن، وهو في هذه الحالة غير مؤهللاستقبال الرسالة الدعوية الكلامية، أما إذا وصلنا إليه وقدّمنا له خدمةتخفّف من مشكلاته كأن نعالجه ونعالج أبناءه أو نقدم له مصروفات التعليم أوجزءاً منها ساعتها سيشعر بدفء اليد التي تمتد إليه، وستزيد ثقته في دينهحينما يرى أن الذين يمدون له يد المساعدة إخوة له في الدين. لكننا نلاحظ أنالعكس هو الذي يحدث في هذه الأيام؛ فكثير ممن يتصدون للدعوة يخاطبون الناسبأسلوب متشدد، ويصعّبون عليهم أمر هذا الدين السهل البسيط بل قد يفسقونهمويكفرونهم، وهكذا أصبحوا عبئاً على الدولة بدلاً من أن يصبحوا خدماً لها. إن كثيراً من هؤلاء يخاطبون الناس بحدة وعنف وتختفي معهم المودة والكلمةالطيبة، أما العطف على الصغير ومد يد المساعدة للكبير والانخراط في همومهودعوته بالحسنى وتقديم النموذج العملي للدعوة .. كل ذلك غائب عن خريطةاهتمام الكثيرين؛ فالكلام والسهر على حل مشكلاتهم أمر صعب .. والله سبحانهوتعالى لا يوفق إلى هذا الأمر إلا المخلصين من عباده. من خلال خبرتكالعملية .. ماذا تتمنين لمستقبل العمل الإسلامي الاجتماعي التطوعي؟ • أتمنى الكثير .. أريد أن أرى مؤسسات أهلية كبيرة، كل منها يخدم منطقتهفيجب أن نرى في كل حي مؤسسة اجتماعية يشرف عليها أناس على تقوى وإخلاص ويثقفيهم الناس .. ثم يكون لديهم إلمام كامل بأحوال الفقراء في مناطقهم .. ثميتصلون بالأغنياء فيقدمون العلاج للمريض والراتب الشهري للمحتاج حتى تزولحاجته، ويتكفلون باليتيم حتى ينهي تعليمه أو يتعلم صنعة ويصبح قادراً علىالكسب. لو أن في كل حي مجموعة متخصصة على هذا النحو فسوف تكون النتيجةمبهرة، فما بالنا لو قامت الدولة نفسها بجمع الزكاة، وأنشأت لذلك وزارةمستقلة لرعاية هذه الفئات المحتاجة لو تحقق ذلك لاختفت مشكلة الفقر منمجتمعاتنا الإسلاميّة أو على أقل تقدير لأمكننا التخفيف منها إلى أبعد حد ================ أ. رقية الحجري: رؤيتي لأي إعلامية! وصف الحوار: ضيفة الحوار: أ.رقية الحجري . يعتبرالإعلام اليوم هو المرجع الأول والرئيس والذي يعول عليه الإسهام إما فيتعميق معاني الأخلاق والقيم الحميدة، أو الهدم وتفكيك المجتمع.. ومازالتالساحة الإعلامية النسائية في الوطن العربي بشكل عام وفي اليمن خاصة بحاجةإلى مزيدٍ من الكوادر النسائية الإعلامية المؤهلة، كما هو لزامًا أيضًا أنتكون هناك المؤسسات التي ترعى هذا التوجه الإعلامي.. وحول المرأة وتفاعلهامع قطاع الإعلام، كان لموقع (الإسلام اليوم) هذا الحوار الذي أجراه معالأستاذة رقية عبدالله الحجري، الموجهة بوزارة التربية والتعليم بدرجة وكيلمساعد، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية.. - مازالت نظرةالمجتمع للمرأة نظرة تحتاج إلى دراسة وتحليل.. - لا يوجد إعلام يخص العالمالعربي وطرح همومه ومعاناته. - الإعلام لم يكن صحافة فقط؛ بل هو أوجهمختلفة، والتغيير يتم حتى ولو بالكلمة.. يلاحظ بداية انتشار جيد للصحف والمجلات النسائية، كيف تقيمون هذا المستوى الذي وصلت إليه الصحافة النسائية؟ الظاهرة في حد ذاتها إيجابية وتدل على مبادرة فعالة للمرأة في المجال الإعلامي وتكون إيجابية إذا اتخذت مسارها الصحيح. ما الذي ينقص المرأة كصحفية أو إعلامية في تعاطيها مع المادة الإعلامية؟ قدتكون الإعلامية إعلامية تجيد النقد اللاذع الغير بناء، وقد تكون كاتبةبليغة تستغل بلاغتها وطرح مواضيعها في صحف لا تجد لها رواجًا ولم تأخذمكانها في المجتمع، وقد تكون في مستوى إعلامي متدن لكنها تبذل قصارى جهدهافي التطوير والذي تحتاجه كل إعلامية هو: 1- الخبرة؛ لأن الوقت يكسبها خبراتفالاستمرار عملية لابد من المثابرة فيها والصبر عليها حتى تحقق ما تصبوإليه. 2- دورات في مجالات الصحافة و الإعلام. 3- مزيد من التواصل معالاتجاهات وأصحاب الاتجاهات المختلفة من الإعلاميات ومحاولة جمع شتاتهن أوإيجاد أية قناة للتواصل فيما بينهن. 4- محاولة تطوير نفسها في مجالات عديدةمنها: قيادة الذات، وفن التعامل، وأدب الحوار، وإدارة الوقت، وغيرها منالأمور التي تطور الشخصية سواء عن طريق الدورات أو التأسي بالقدوات سواء منتاريخنا العريق أو سيرة أسلافنا أو الشخصيات المثالية من عصرنا الحاضر. هل تشترط الدراسة الجامعية لممارسة المرأة العمل الصحفي أم أن المجال موقوف للاستعداد الشخصي؟
(9/58)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
يحبذأن تواصل الإعلامية دراستها الجامعية لاسيما أمام نظرة المجتمعات الحاليةلأصحاب المؤهلات وكيفية التعامل معها، لكن الإعلامية التي حال بينها وبينمواصلة تعليمها أسباب قاهرة؛ فإن هذه الأسباب ليست معيقة لها من مزاولةعملها كإعلامية. هل استطاعت الصحافة النسائية أن تلامس ما تحتاجه المرأة؟ إلى حد ما مقارنةً بما كانت تعانيه وما وصلت إلية. لماذاتعمق المرأة عبر صحافتها فكرة انعزالها عن المجتمع وذلك باهتمامها فقطبالجوانب النسائية البحتة دون فتح نوافذ لمعالجة القضايا السياسية، وبهذاتكون قدمت إعلامًا منافسًا بقيادات نسائية مئة بالمئة؟ مازالت نظرةالمجتمع للمرأة نظرة تحتاج إلى دراسة وتحليل ومعالجة من جميع الجوانب؛ إلاأنها تناضل رغم الصعوبات، ودخول المرأة في الصراعات السياسية قد يحجبها عننافذة الصحافة تمامًا؛ إلا أننا لا ننكر مساهمتها في القضايا السياسية وتلكهي الخطوة التي ستنتهي إلى الألف ميل. ما هي معوقات الإعلام النسائي؟ معوقاتالإعلام النسائي كثيرة أهمها إجابة السؤال السابق. ما هو دور الصحافةالنسائية الملتزمة اليوم أمام الغزو الثقافي الغربي المنحل الذي يسيطر علىالفضائيات؟ ومن خلال خبرتك كرئيس تحرير سابق لأول مجلة نسائية إسلاميةيمنية ما المشروع الذي ترينه للتصدي ومواجهة هذا الغزو؟ الإعلام لم يكنصحافة فقط؛ بل هو أوجه مختلفة كلنا يعرفها، وأنا أعتقد أن لكل شي دورًا فيالتغيير حتى ولو كانت كلمة؛ فالكلمة القوية كفيلة بأن تظهر الحق وتزهقالباطل؛ لكن كيف نوجد هذه الكلمة؟ ومن ثم كيف نجعلها قوية؟!. ما الذي يعاب علي الإعلام العربي اليوم؟ لايوجد إعلام يخص العالم العربي وطرح همومه ومعاناته، ولا يوجد إعلام أيضًايختص بأمة الإسلام وطرح همومها ومحاولة رفع مستواها؛ والذي أعنيه هوالفضائيات، أما الإعلام المقروء وغيره؛ فهناك بعض الوجود له إلا أنه ضعيفجدًا أمام الهجمة الشرسة. بعيدًا عن الإعلام.. كيف تنظرون إلى تأثير الاتجاه السياسي في أي مجتمع على ثقافة المرأة سلبًا وإيجابًا؟ بالنسبةللتأثير الإيجابي؛ فشخصية المرأة هي التي تعكس هذا التأثير، وكلما كانتشخصية فذه وصاحبة كلمة حق وتمتلك الحكمة والبصيرة؛ كلما استطاعت أن تحطمالعراقيل وأن تقف أمامها وقفة جادة وقوية. أين مكان الفتاه اليوم أمام مراكز البحث العلمي؟ أعيبعلى من يخص المرأة بهذا السؤال؛ لأننا كأمه يجب أن نطرح السؤال على الجميعولا نخص به المرأة وجامعاتنا ومراكزنا البحثية ومدارسنا تشهد على تفوقالإناث على الذكور في أغلب المجالات. هل يمكن أن تقدم مقاهي الإنترنت خدمة إيجابية للشباب وخصوصًا الفتيات؟ كماأمكنها تقديم خدمة للفتيان يمكنها أيضًا أن تقدمها للفتيات؛ إلا أنالخدمات الإيجابية لا تتناسب أبدًا مع السلبيات التي تعصف بشبابنا، لاسيمامن كانوا منهم في سن المراهقة. كلمة أخيرة؟ أسأل المولى عز وجل أن يسدد الخطى وأن ينير الدرب وأن يوفق الجميع إلى مافية الخير والصواب. ================ خادمات.. تحولن إلى داعيات وصف الحوار: لماذا يعود مئات الآلاف من الخادمات بدون دعوة؟! * " توتي” تحولت إلى داعية وفتحت داراً للدعوة في إندونيسيا * نحرص منذ لحظة قدومها على تعليمها كل شيء عن الإسلام * جلبت لها الأشرطة والكتيبات وساعدتها على حفظ القرآن * استثمرت جلوسي معها في المطبخ لتعليمها أحكام الشريعة * لبست الحجاب عن قناعة تامة وتركت الشعوذة والكذب ... هلمن الممكن أن تتحول الخادمة إلى طالبة علم ؟! هل من الممكن أن تمتليءالعقول والقلوب التي أظلمت بالجهل والشرك وفعل كبائر المنكرات بنور العلمالصافي الصحيح؟! هل من الممكن أن يُخرِّج أبناء هذه البلاد الطاهرة أفواجاًمن حملة العلم الصحيح والدعاة إلى الله الذين ينشرون تعاليم الإسلام فيبلادهم بين فئة فقيرة مستضعفة ما جاءت إلا لخدمة الناس وتنفيذ أوامرهم بكلذلة ؟! نعم.. هذا ممكن.. بل هو واجب. نعم، واجب قصّرنا فيه كثيراً. بينأيدينا أمانة لم نرعها ونعطيها حقها الشرعي. لا يمكن أن ننكر منكراً.. لايمكن أن نأمر بمعروف.. لا يمكن أن نقدم أي نصيحة.. لا يمكن أن نصحح عقائد.. وما هي حجتنا في ذلك؟ إنها خادمة!! إنه سائق!! وماذا يعني هذا المصطلح فينظرنا؟! يعني أنه آلة لتنفيذ المهمات فقط.. وليس إنساناً.. لا بل ومسلماًسنقف وقفة طويلة بين يدي الجبار جلّ جلاله لنُسأل عنه.. بين أيديكمنموذجان لخادمتينتحولتا بفضل الله إلى امرأتين صالحتين، بل إلى داعيتينإلى الله وهما نموذج من الكثيرات غيرهما ممن منّ الله عليهن بالعيش في كنفأسرة تعرف حقهن كمسلمات، وتحمل همّ الدين، وهمّ المسلمين في قلبها.. وتنظرإلى هذه الفئة بعين بصيرة لم يصبها العمى، كما أصاب كثيراً من قلوب وبصائركثير من المسلمين. فإلى أم عبدالله التي نقلت خادمتها من ظلام الشرك والسحرإلى نور الطهر والإيمان. ثم ننتقل إلى دار البيان في الرياض ومع الخادمةالمتميزة “ توتي” في رحلة قصيرة ولكنها ثرية ونافعة بإذن الله.. * سمعت عنك حرصك على تعليم خادمتك العلم الشرعي، فيخرجن من بين يديك صورة للمرأة المسلمة علماً وعملاً وخلقاً، فكيف ذلك؟
(9/59)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
ـأبدأ معها منذ اللحظة الأولى.. ففي المطار أعطيتها فور وصولها عباءة شرعيةوليس “ كاباً ” وغطاء وجه وأمرتها بلبسهما هناك، وعندما وصلنا البيت أكدتلها بالإشارة “لأنها لا تعرف العربية بعد”، أهمية لبس هذه العباءة وأخبرتهاأن غطاء الوجه وحجاب الشعر لن أسمح بأن يسقط من على رأسها في البيتأبداً.. ثم أخبرتها بألا تدخل مكاناً فيه رجل، ولا يسمع صوتها أيضاً.. ولابد من التسامح معها في البداية، فلا تعنف بشدة لأنها لم تتعود بعد، ولكن لاتهمل ويسمح لها بالتمادي، بل توجه برفق حتى تتعود وحتى لا تنفر أيضاً. ـحرصت منذ قدومها على تعليمها كل شرائع الإسلام ولو كانت سنناً.. فأمامالمغسلة علمتها الوضوء الصحيح عملياً، ثم انتبهت لصلاتها وتأكدت من قيامهابها على الوجه الصحيح، كما كان هدي رسول الله “، وكذلك في أوقاتها وبالذاتصلاة الفجر. ـ أحضرت لها كتيبات وأشرطة بلغتها وفي موضوعات متعددة وجعلتهاتوزع منها على أهلها في بلادها وعلى أيّ خادمة تصادفها هنا ، بالإضافة إلىاستفادتها هي منها، وعلمتها أن عليها واجب الأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر، فعليها نصح كل من تراها مخالفة ، وأن تعطيها من هذه الكتيباتوتتابعها في ذلك حتى تتعود. ـ حرصت على أن تحضر بعض المحاضرات التي تقاملهن بلغتهن. ـ شجعتها على حفظ القرآن الكريم وعلمتها الأحاديث الدالة علىالأجر العظيم في قراءته وحفظه وأظهر لها سروراً كبيراً كلما سألتها ووجدتهاتقدمت، وحرصت على التسميع لها بنفسي وتصحيح أخطائها وشرح معاني بعض الآياتلها وشجعتها ببعض الهدايا والجوائز. انتهز المناسبات ـ انتهز أيّ مناسبةتمر لأعلمها أي حكم فيها، ففي حرب العراق أناديها لتشاهد في التلفاز مايحصل لإخواننا هناك وأبيِّن لها كيف تسلط اليهود والكفرة على الإسلاموالمسلمين، وأشرح لها الحقيقة كما هي لا كما يزعمون. وفي يوم عرفة لا بد أنأبيِّن لها عظم هذا اليوم والحديث الذي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عنفضله فيه، وأخبرها أنه لا بد من كثرة الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن، ثمأفرغها وقت العصر كله وأقول لها: هذا وقت مبارك لا يضيّع في أمور الدنيافأشغليه بالقرآن والدعاء فتجلس في غرفتها تتعبد. وكذلك الشأن في رمضان حتىوهي تعمل في المطبخ أو أمام مقلاة الزيت أذكرها بأنه وقت مبارك، فلا بد أنتشغله بالتسبيح والتحميد والاستغفار وقراءة القرآن فلا تضيع نهارها بالعملفقط.. ـ أحرص على أن تحضر صلاة العيد إن شاءت وأبيِّن لها فضل ذلك ، وأنرسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك.. وهكذا في كل مناسبة. ـ لقد جعلتمن وقت جلوسي في المطبخ فرصة ثمينة لتعليمها أحكام الشريعة، وبالذات أمورالعقيدة وما يخص المرأة، فطول وقت جلوسي معها دروس شرعية وتعليم، وهي تسألعمّا تشاء وأنا أجيب، وكم ضيعت المسلمة هذا الوقت الثمين الذي بإمكانها أنتُخرّج فيه طالبة علم، لأنه وقت طويل ويومي.. فبعضهن تتكبر عن الحديث معها،وبعضهن تزعم بأنها لن تفهم ما تقول: كيف تفهمك في أمور الدنيا ولا تفهمكفي أمور الدين؟! وبعضهن شغلته بما ليس أجدى من تعليم الخير لمسلم يتعطشلذلك.. طلاسم وتعاويذ ولكن أذكر ذات مرة بأنني وجدت في حوزتها تعاويذوطلاسم فسألتها لماذا تحتفظ بها؟ فأخبرتني بأنها تحتفظ بها لكي تحفظها منكل مكروه.. فأخبرتها بأن هذا شرك بالله وهو كبيرة من الكبائر المحرمة وقرأتعليها شيئاً من الأدلة من الكتاب والسنَّة.. وأحضرت لها كتباً تخص هذاالموضوع، فأقتنعت وتخلصت منها، ولكنها تفاجأت حيث قالت: إنه يوزع لدينا فيالمدرسة وبالمجان وأن المعلمة أخبرتنا بأنه يحفظ من كل سوء، وبالذات في حالالغربة والسفر!! ـ شي مهم لا بد أن تنتبه له المرأة المسلمة عند تعليمخادمتها وهو المعاملة الحسنة لها، والرفق بها، والتلطف معها، واعتبارهاأختاً لها حق عظيم عليها وإشعارها بذلك، حادثيها دائماً واقتربي منها أكثرفهي في حال غربة ووحدة وفقر وحاجة، أشعريها بأنك تعتبريها إحدى أخواتك وأنكتحبين الخير لها، وترغبين بالاجتماع معها في الجنة.. استخدمي أسلوبالإقناع بكل تلطف وهدوء في تعليمها أحكام دينها وليس أسلوب الإكراهوالتعنيف.. أرفقي بها في أعمال المنزل واجعلي لها فرصة للراحة ولو ساعةيومياً، لا تنقصيها مهما كان وساعديها إذا كثر العمل لديها، وبالذات فيالولائم والمناسبات.. وإذا اضطرت للسهر ليلاً حتى وقت متأخر بسبب مناسبة أوغيرها فلا تجبيرها على الاستيقاظ مبكراً كالعادة وأعطيها فرصة للنومالكافي والراحة من العناء وهي تشعر بكل ما تشعرين به، وتتعب كما تتعبين. ـاجعليها تحتسب الأجر في كل ما تقوم به في حياتها حتى تهون لديها الغربةويهون لديها العناء، وإذا كنت داعية مثلاً وتريدين الخروج في الدعوةفأجعليها تحتسب ذلك، مثلاً قولي لها سأذهب إلى مكان فيه مئة امرأة وسألقيعليهن محاضرة فأنت إذا انتبهت للبيت والأبناء ووفرت لي جواً مريحاً للدعوةإلى الله فأنت تأخذين نفس الأجر الذي آخذه ، ويأتيك أجر مئة امرأة سمعتكلامي، وهكذا في كل شؤون الحياة لا بد من تذكيرها بالاحتساب في كل عملواستحضار النية فيه. ـ اسألي الله دائماً أن يسخرها لك، وأن يسخرك لها، وأنيشرح صدرها للإيمان، وأن يوفقك لتعليمها كل خير وأن يكفيك شرها. صعوبات * ألم تواجهك أي صعوبات في تعليمها وهل تستجيب لك بسرعة؟ ـ وهل سمعت بطريق لا صعوبات فيه؟!
(9/60)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
ولكنلتكن المرأة المسلمة على ثقة بأن كل طريق فيه رضا الله فإن الله يذلل لهاكل صعوبة ويوفقها فيه متى ما صدقت مع ربها، فمثلاً من الصعوبات: ـ اللغة فيبداية مجيئها وشرح بعض المصطلحات. ـ التأثر بالخادمات عند الاختلاط بهن،فكثيراً ما تأتي ومعها صور لهن أو أشرطة أغانٍ ولكن عندما أنصحها برفقوأبيِّن لها الأجر في الصبر على ما تهوى النفس وأحثها على أن تنصحهن لا أنتتأثر بهن أجدها تندم وتحزن وتشكرني على تذكيرها وتتخلص من كل ما معها أوتترك ما أمرنها به من معصية. ـ ومنها فعل بعض الأمور التي نهيتها عنها،ولكن من ورائي، مثلاً كانت تكشف غطاء وجهها إذا كنت غير موجودة عندها فلمااكتشفت ذلك ونصحتها فلم ترتدع، أظهرت لها حزني في هذا الأمر وقلت لها إذالم تستجيبي فسأضطر لحرمانك من الذهاب معي لمنزل أهلي، وكانت تحبه كثيراًلاجتماع صديقاتها فيه، وفعلاً حرمتها من الذهاب لأسبوعين كاملين فارتدعت. ولكن كل هذه الصعوبات تكون في الأشهر الأولى لمجيئها، ثم تزول بحمد الله معمرور الأيام، وحسن التعليم لها، وها هي الآن تعمل لديّ منذ 12 سنة، لا أرىمنها سوى الحرص على دينها وحسن الخلق في تعاملها واستجابة سريعة لكل ماآمرها أو أعلمها. الشرك * كيف كانت خادمتك عند أول مجيئها وكيف أصبحت الآن؟ ـكانت لا تعرف كثيراً من أمور دينها وعلى رأسها الشرك بالله وأمور العقيدةوكانت تعتقد بحل كثير من المحرمات كالسحر والشعوذة والزنا واختلاط الرجالبالنساء، بل تجهل الكثير من أحكام المرأة والكثير من فضائل الأعمال والحمدلله الآن تراها تظن بأنها من طالبات العلم من أبناء هذه البلاد. ـ أيضاًالحجاب أصبحت تلبسه كاملاً عن اقتناع حتى إنها ذهبت إلى بلادها وعادت إليناكما خرجت من عندنا لم تخلعه أبداً.. بل حتى حينما تزوجت لبسته ليل زفافهاورفضت أن تصور ليلة زفافها بالرغم من أنه شيء واجب لديهم في مثل هذهالليلة. ـ أيضاً من الأمور التي كانت تتصف بها في البداية وتخلصت منها هيعادة الكذب، فكانت تكذب بكثرة، ولكني كنت أقول لها: إن الكذب هو الذييغضبني منك وليس الصدق وإنك إن صدقت مهما فعلت فلن أغضب منك مهما كان،فكانت بعد ذلك إذا كسرت شيئاً أو فعلت أيّ أمر تأتي فتخبرني فأثني عليهاوأدعو لها وأقول جزاك الله خيراً على صدقك ومهما فعلت وتردينه عظيماً منأمور الدنيا فلن يكون أعظم عند الله من الكذب والخيانة.. والحمد لله الآنلا أرى منها كذباً ولا خيانة في وجهي ولا من ورائي وأمنت من شرها ومنمشكلاتها واتهام غيرها بما فعلت. ـ كذلك القرآن حفظت منه سوراً كثيراًوتعلَّمت قراءته صحيحاً ولله الحمد. * هل تعتقدين بأن هذه الطريقة تجدي مع جميع الخادمات ؟
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى السبت ديسمبر 17, 2011 3:21 pm
(9/61)إسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
ـالله تعالى لم يخلق النفوس متساوية وإلا لآمن من في الأرض كلهم أجمعون،ولكن المسلمين فطروا على الخير ويحبون دينهم وتعلُّم أمور دينهم، والكثيراتمنهن إذا عُلمن برفق يستجبن ولله الحمد، وإنما التقصير منا نحن، وقد منّالله علينا بنعمة الإسلام الصحيح والعلم الغزير في هذه البلاد، ولكننانقصّر ويعود المئات إن لم يكن الآلاف إلى بلادهم كما رجعوا إن لم يكنأسوأ.. بسبب تقصيرنا، بل وسوء معاملتنا لهم وعلى كل حال حتى ولو لم تجدالمرأة استجابة كبيرة فيكفي أن تستجيب في بعض الأمور وإن لم يكن كلها ويكفيأيضاً أن تعذري أمام الله بأنك أديت ما عليك والهداية من الله وحده، وأذكربأن الخادمة التي كانت عندي قبلها لم تكن تستجيب بنفس القوة التي تستجيبلي فيها هذه الخادمة ومع ذلك لم أجد هذا عذراً مستساغاً لإهمالها، ولكنيبالطبع لم أحاول إعادة استقدامها مرة أخرى كما فعلت مع هذه الخادمة التيعاشت عندي اثنتي عشرة سنة. “ توتي” تفتح “ دار البيان” “ توتي” تعرفها كلمعلمات وطالبات دار البيان في مدينة الرياض، فهي إحدى العاملات المتميزاتفيها وهي إحدى ثمرات عناية المسؤولات في الدار بالمنتسبات إليها . التقيتبالداعية “حصة الحناكي” مديرة الدار فسألتها عن “ توتي” المتميزة، وعنعنايتهن في الدار بكل العاملات فيها، وطلبت أن أجري لقاء مع “ توتي” فأخبرتني بأنها سافرت منذ أسبوعين. تقول الأستاذة حصة: هؤلاء العاملاتأمانة عندنا وواجب تبليغ هذا الدين ليعم كل من وجد على ظهر هذه الأرض.. وإذا كان الكثير يظن: أن الواجب عليهم تجاه هؤلاء العاملات يقف عند حدتعليمهن أمور العمل والوظيفة، فهذا تقصير كبير وواجب تعليمهن أمور دينهنأعظم.. و” توتي” هي واحدة من أربع عشرة مستخدمة تعمل في هذه الدار حرصنابفضل الله منذ التحاقهن بالعمل لدينا على تعليمهن جميع أمور دينهن وتعليمهنكتاب الله قراءةً وحفظاً وتدبراً، وذلك من خلال توفير معلمة إندونيسيةتعرف اللغة العربية وعاشت في المملكة عمرها كله وتقوم بتدريسهن القرآنالكريم والفقه والعقيدة، كما حرصنا على حضورهن للمحاضرات التي تنظمها مكاتبالجاليات أو مؤسسة الحرمين أو غيرها، فكنا كل يوم أربعاء نذهب بهن إلىمؤسسة الحرمين، وكل يوم جمعة محاضرة في مسجد الراجحي، والحمد لله وجدناثمرة كبيرة لهذه الجهود وتغيّرت العاملات لدينا تغيراً جذرياً. أما “ توتي” فامتازت عنهن بسرعة الفهم وسرعة التعلُّم والحفظ وعلو الهمة حتى إننا كنانشارك في المسابقات التي تقيمها الندوة العالمية للشباب الإسلامي وكانتتحرز المركز الأول دائماً، وقد استطاعت أن تحفظ لدينا خمسة أجزاء وللهالحمد، بالإضافة إلى حفظ كثير من دروس الفقه والعقيدة حتى أصبحت بفضل اللهمعلمة لدينا تدرس العاملات المستجدات، وعرفت بكثرة قراءتها للقرآن الكريمفكنا نسمعها في الحافلة تردد ما تحفظه طوال الطريق “وكان زوجها هو السائق” وكانت تلتزم بالحجاب الشرعي الكامل بالغطاء الساتر والقفازين والشراب.. وقبل أسبوعين سافرت إلى بلادها، وقد طلبت منها أن تعود ولكنها رفضت، وقالتالخير في بلادكم كثير ولكن أهل بلدي أولى بهذا العلم وإنني أريد أن أذهبإلى بلدي وأفتح داراً كداركم وأسميها باسم هذه الدار صاحبة الفضل عليَّ “ دار البيان”. * هل كنتم تستعينون بأسلوب التشجيع والجوائز حتى يقبلنا على التعليم؟ ـالرغبة في التعلُّم كانت موجودة في نفوسهن والكثيرات غيرهن يحلمن بذلكويتمنين أن يساعدهن أهل هذه البلاد في تزويدهن بالعلم النافع، ولكننا للأسفلا نستغل هذه الرغبة لديهن. ولكننا أيضاً نشجعهن تشجيعاً مادياً ومعنوياًفي وقت واحد، فقد وعدت المتفوقات بجوائز قيِّمة كالذهب والمال وغيره، وكنتأقيم لهن حفلاً تكريمياً كل سنة، كما أقيم لباقي طالباتي، وأنزل كل طالباتالدار ومعلماتها ليحضرن هذا الحفل ويشاركن فرحتهن، وأضع في هذا الحفل كماأضع في حفلات طالباتي فيحتوي على كلمة لي باللغة العربية، تتولّى معلمتهنترجمتها كما يحتوي على فقرات منوّعة وأناشيد باللغة العربية، ومعلمتهنتترجم لهن ما يشكل عليهن، بالإضافة إلى الضيافة بمأكولات ومشروبات خفيفة،ثم توزيع الجوائز القيِّمة. =============== حوار مع الدكتورة / رقية المحارب وصف الحوار: ضيفة الحوار: د.رقية المحارب . الدكتورةرقية المحارب الأستاذة في كلية البنات في الرياض ، إحدى البارزات في مجالالدعوة النسائية ، ومن المهم أن نتعرف إلى توجهات العمل الدعوي النسائي : الواقع والطموحات ، كما أنه من المهم أن نتعرف إلى بعض قضايا المرأة منوجهة نظر المرأة نفسها ، ومن إحدى الناشطات في الدعوة النسائية ، لذلك كانلنا معها الحوار التالي : كيف ترين واقع الدعوة في الوسط النسائي في المملكة ؟ وفي الخليج عامة ؟
(9/62)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
ج: يقول تعالى : (ولئن شكرتم لأزيدنّكم) [إبراهيم : 7] ونحن نتوجه بالشكر إلىالله عز وجل على ما في مجتمعنا من دعوة وخير وعلم ، ولا شك أن الطموحاتكبيرة لكن ما نراه - ولله الحمد - من مظاهر العودة إلى دين الله ، والحرصعلى الأعراض ، ونشوء شابات حريصات على الدعوة ، وهن في سن السادسة عشرةوالثامنة عشرة أمر يسر ويثلج الصدر ، ومدارس تحفيظ القرآن المنتشرة في كلقرية ومدينة تملأ قلوبنا بالتفاؤل ، وتدفعنا إلى مزيد من العمل من أجلتسديد المسيرة الدعوية والاهتمام بالعلم الشرعي نشرًا وتعليمًا في أوساطالبنات . كذلك ما نراه في الكليات والمدارس من نشاطات المصليات واللجانالثقافية والاجتماعية وغيرها يدل على نهضة دعوية مباركة لا تزال فيبداياتها بحكم أن الدعوة في أوساط النساء كانت مهملة فترة طويلة . وبالنسبةللخليج فإنني أسمع عن نشاطات طيبة وعودة للدين وتمسّك بالحجاب رغم ماينشره الإعلام عن نماذج منحرفة لا تمثل السواد الأعظم من بنات الخليج . إنما ينشره الإعلام ويحاول إبرازه وتقديمه على أنه نموذج للمرأة في الخليجيؤدي - بدون شك - إلى ازدياد هذه النماذج ، ولكن الأمل في وعي الفتاةوإدراكها لمخططات المنافقين ، ووجود مرجعية فكرية ثقافية تربي في قلبهاالاعتزاز بدينها . ومع ما أسمعه من خير فإن هناك خللاً كبيرًا في التواصلبين الداعيات ونقصًا في إيصال المعلومات عبر وسائل الإعلام المختلفة ،بالإضافة إلى مشكلات أخرى . هل بالإمكان أن نتعرف إلى ملامح العمل الدعوي النسائي : سلبياته وإيجابياته من وجهة نظركم؟ لايخلو أي عمل من سلبيات ولا سيما إذا كان حديثًا.. والعمل الدعوي النسائيضحية إهمال الدعاة والمصلحين . ربما يكون سبب ذلك أن المرأة كانت مصونة منالتعرّض للفتن وللأفكار المنحرفة لعوامل اجتماعية لا تخفى ، وبالتالي فإنأي عمل في بداياته لا شك سيكون من أهم سلبياته نقص الداعيات المؤهلات ،وعدم وجود المرجعية النسائية أو القيادة الدعوية النسائية القادرة علىترتيب الأوراق ، ودراسة الأولويات ، وإنشاء المشروعات المناسبة ،ومنالسلبيات ضعف اهتمام الدعاة - حتى هذه اللحظة - بإيجاد محاضن تربوية تخرجللمجتمع المصلحات المؤهلات ، كذلك من أبرز السلبيات في نظري ندرة وجودمؤسسات دعوية نسائية متخصصة توفر كل ما تحتاجه المرأة من استشارة اجتماعيةوفقهية وتربوية وغيرها. وأما الإيجابيات فكثيرة ، منها : العاطفة لدىالمرأة فسرعة استجابتها للخير معلومة ، ومنها قوة الترابط الأسري الذي لايزال يوفر دعامة للمحافظة واحترام التعاليم الشرعية ، ومن الإيجابيات فيالعمل الدعوي النسائي سهولة الوصول للمرأة بخلاف الوصول للرجل لانشغالهوغير ذلك . كيف السبيل إلى تفعيل دور المرأة ، ولا سيما أن الدعوةالنسائية تعاني من فقر وضعف في المستوى والمؤهلات والاهتمامات ؟ وما الذيتطمحون إليه في مجال الدعوة ؟ عندما نتأمل في رموز العلمانية من النساءالحاملات راية تغريب المرأة نجد أنهن أولاً كبيرات في السن في الغالب ،وثانيًا شاركن في كثير من اللقاءات الثقافية والمؤتمرات ، وثالثًا وجد منتبناهنّ منذ سن مبكرة ومكّن لهن في الصحف والمجلات وغير ذلك . هذه الخبراتالمتراكمة لا شك تؤدي إلى وضوح في التصورات - وليس وضوح التصورات يعني صحةالتصورات - وهذا الوضوح نتج عنه تأليف كتب ، ونظم قصائد ، وإقامة جمعياتمتنوعة ، وتأسيس دور نشر ومراكز بحوث وغيرها ، وأدى هذا إلى تأثر طبقة منالنساء بهذه الطروحات . وعندما نأتي للحديث عن كيفية تفعيل دور المرأةالدعوي فإننا لا بد أن نبذل جهدًا كبيرًا فيه من الألم والتعب ما فيه ،وهذه سُنَّة من سنن الله الكونية كما قال تعالى : (إن تكونوا تألمون فإنهميألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) [النساء :104] . فالألم لابد منه ، ولكننا نسأل الله الإخلاص في القول والعمل نرجو الجنة والنجاة منالنار . لا بد من إقامة المحاضن التربوية والملتقيات الثقافية التي تكونأهدافها واضحة وطويلة المدى ، بعيدًا عن ردود الأفعال كما هو حالنا في كثيرمن الأحيان . والذي أطمح إليه هو أن تبادر المرأة المثقفة إلى ميدانالدعوة ، وأن تساهم بمواهبها وقدراتها ، فنحن بحاجة إلى الدعوة ودين اللهمنصور ظاهر ، ولكننا نأمل أن نكون من الطائفة التي ينصر الله بها دينه ، لابد لتفعيل دور المرأة من تشجيعها وإعطائها الفرصة للكتابة والإلقاء فيالمجتمعات النسائية ، وصقل تجربتها بالقراءة وإقامة الملتقيات الثقافيةالمكثفة لنخبة مختارة من الفتيات القادرات على تحمّل الجهد الدعوي ، ولا بدمن تربية قوية للقلب ، واهتمام بالعلم الشرعي ، والبعد عن تغليب جوانبالترفيه على جوانب التأصيل الذي يحمي بإذن الله من الشبهات والشهوات واللهالمستعان . ما هي وظيفة المرأة برأيكم ؟ وهل يعتبر الزواج هو نهاية ماتصل إليه المرأة ؟ بمعنى : ما هو دور المرأة وواجباتها الدينية والاجتماعية؟
(9/63)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
وظيفةالمرأة هي عبادة الله عز وجل ، والله عز وجل أمرها بأوامر حماية لها ، وهوالخالق العليم سبحانه ، وأوصاها بالقرار في البيت ، ولا يعني هذا القرارألا تخرج ، كلا بل المقصود أن الأصل هو في قرارها في بيتها ، وهذه إحدىصفات الحور في الجنة عند قوله تعالى : "حور مقصورات في الخيام" [الرحمن : 72] ، هذا القرار لا يعني أيضًا حبسها بين جدران أربع ، وعندما تتأمل سيرةالصحابيات تجد عجبًا من فقههن رضي الله عنهن لمعنى القرار . أيضًا عندمانقارن بين بيوتنا اليوم وبيوت الصحابيات ، فإننا نستغرب من حالنا مع هذاالتوجيه الرباني ، وهذا الموضوع - موضوع القرار- يحتاج إلى تأمل ودراسة ؛حتى ندرك الأسرار ، ولا يتسع المقام لهذا ، فوظيفة المرأة هي في الالتزامبأوامر الله عناية بقلبها ، وملاحظة لسلوكها ، وتعلمًا لدينها ، وتربيةلأولادها ، وأن تعيش بين أقاربها ومعارفها ناشرة للطيّب من القول والعمل ،مبتعدة عن مواطن الفتن في مكان العمل والأسواق إلاّ لحاجة ماسة . والزواجفي نظري نعمة من النعم تسخرها المرأة لطاعة الله ، وتدرس ماذا أمرها اللهكزوجة من حسن التبعّل لزوجها ، وحسن رعاية لأولادها ، وهو بداية للنشاطالدعوي الكبير في نظري ، فالزوجة لديها من مجالات الدعوة ما ليس لغيرالمتزوجة ، فهذا زوجها تحاول دلالته إلى الخير وحثه على أن يكون في الصفالأول في كل شيء ، وهؤلاء أولادها تؤهلهم وتعلمهم وتحثهم على معالي الأمور ،وتتعاهدهم في صلاتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم ، وهؤلاء أقارب زوجها تعاملهممعاملة راقية فتعتني بمراعاة خواطرهم وإهدائهم والبعد عما يسبب المشاحناتوالبغضاء والتغاضي عن الأخطاء ؛ فإن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه ،وتحاول أن تؤثر عليهم بقدر ما تستطيع ، وبالأسلوب الحكيم المناسب فتزرع منسنابل الخير ما تستطيع ، فهذه الدنيا مزرعة ، ومسكينة تلك التي تجني علىنفسها بسوء القول والعمل . الزواج بداية لمشوار الدعوة الحقيقي وفتح لأبوابمن الخير كثيرة . لا تزال قضية "تحرر المرأة" تشغل الكثير والكثيرات فيعالمنا العربي ، كيف تفهمين التحرر ؟ وما هي رؤيتك للعلاقة بين الرجلوالمرأة ، هل هي علاقة سلطوية (سيد ومسود) ؟ التحرر في الحقيقة هو فيالانعتاق من أسر الشهوات ، والذين يدعوننا إلى الحرية اليوم انظر إلىواقعهم ، ألا ترى أنهم أبعد ما يوصفون بالأحرار ، أليسوا عبيدًا لشهواتهم؟أليست حياتهم الخاصة ناطقة بالضياع النفسي والشقاء الكبير ؟ التحرر هو فيالسيادة على شهوات النفس والاستعلاء على الباطل ، هو في ارتفاع الروحوتحليقها عاليًا عن ثقلة الأرض ، هو في مقاومة الشيطان وعصيانه واتباعأوامر الله عز وجل . وكيفية العلاقة بين الرجل والمرأة لم تكن تطرح سابقًا ؛لأنها فطرية طبيعية ، خلق الله الجنسين مكمّلين لبعضهما ، يحققان السكينةوالاطمئنان لنفسهما حتى تَعْمُرَ الأرض وتستمر الحياة ويعبد الله ربالعالمين ، العلاقة بين الزوج وزوجته علاقة محبة ومودة وسكن كما في القرآنالعزيز ، وهي في طروحات العلمانية قطعة من العذاب ؛ لأنهم يريدون حياةالمجون ، ولأنهم لا يعرفون السعادة ، ولذا فهم يتيهون في الأرض يبحثون عنهاولن يجدوها إلا في اتباع شرع الله والتحاكم إليه . وهي علاقة سلطوية لا شك، علاقة سيد بمسود ، ولكن السلطة هنا ليست القمع والتعذيب حسب ما تعودناعليه ، ولكنها السلطة التي تضمن السعادة للزوجة ، فهي سلطة نافعة طيبةللمرأة لا يمكن أن تكون المرأة سعيدة بدونها طالما كانت في إطارها الشرعي ،سيد ومسود ، الزوج سيد ؛ لأنه قائد الأسرة ولا يمكن أن يكون للأسرة قائدان، وهذا قانون كوني لا تستقيم الحياة بدونه ، ولكن هذه السيادة مضبوطةبضوابط شرعية ، لا بد لهذا السيد أن يلتزمها وألا يتحول إلى ظالم طاغية . وقد وضع الشرع حلولاً للتعامل معه يفك الزوجة من عناء المعيشة معه ،السيادة للرجل حق له من خالقنا وانتقادنا لسلوك معين لا يعني سلب هذا الحقوتشويه صورته ، وما تصوره بعض المسلسلات من قسوة وسطوة مجنونة يمارسهاالزوج على الزوجة لا يمثل إلا حالات لا تمثل الغالبية . وتكرار طرح الصورالشاذة ؛ يؤدي إلى نفور من الزواج وهذا هدف موضوع مخطط له . الاستقلالالمادي أحد أهم أركان مفهوم "تحرر المرأة" عند دعاته ؛ لأن التبعية المادية (النفقة) تستدعي التبعية الكاملة ، ومن ثمَّ تمَّ التأكيد على "عملالمرأة" ثم "الحقوق السياسية" وغيرها . كيف تنظرين إلى حقوق المرأة ، ما هي؟ وهل ثمَّة هضم متعمّد لشيء من تلك الحقوق ؟ وما رأيك بعمل المرأة كمبدأعام ، دون أن نخوض في التفاصيل ؟
(9/64)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
. صحيح أن الدعوات إلى عمل المرأة ليس إلا وسيلة لتحريض المرأة على أوليائهابحجة الاستقلال والاعتماد على النفس ، وبناءً عليه تلغى القوامة .وغير ذلكفإن حقوق المرأة مصونة في الشريعة ، ولا نحتاج إلى اتفاقيات صيغت ببيئاتومجتمعات مختلفة عنا عاشت ظروفًا معروفة - لا نحتاج إلى منظمات غربية - للدفاع عن حقوق المرأة المسلمة ، فمنذ متى نصرتنا هذه المنظمات ودافعت عنحقوقنا ؟ أفي أفغانستان عندما كانت تقتل النساء وتنتهك أعراضهن ؟ أم فيكشمير المسلمة ؟ أم في الشيشان ؟ أم في فلسطين ؟ حقوق المرأة عند هذهالمنظمات أن تخرج سافرة ، وحقوقها عندهم أن تقتحم المطاعم والمقاهيوالملاهي عاملة وراقصة ومغنية ، وحقوقها عندهم أن تشارك في المناسباتالرياضية وأن تلبس ما تشاء وأن تقابل من تشاء وقت ما تشاء . ولكن عليناأيضًا أن نفكّر في حلول لبعض الممارسات المؤذية للنساء في مجتمعاتناالناتجة عن نظرة دونية للمرأة ؛ بسبب البعد عن الدين والعلم الشرعي ، فسرقةمال المرأة حرام ، وحرمانها من الزواج جريمة ، وإجبارها على الزواج بمن لاترغب وصمة عار ، وغير ذلك من الممارسات يجب أن تتوقف حتى لا يعزف دعاةالتغريب على أوتار هذا الواقع المسيء للمرأة . ================ المرأة بين الواجب الأسري والواجب الدعوي. وصف الحوار: ضيفا الحوار : د. منيرة البدراني - الشيخ الدكتور سفر الحوالي . تعيشالمرأة الداعية هموماً كبيرة في القدرة على تحقيق الواجبات المتعلقة بها؛هم مجتمعها الصغير – الأسرة – والمجتمع الكبير، كيف توفق بين هذين الواجبين؟ هل حقيقة أن الزواج مقبرة الداعيات ؟ ولماذا يقل عطاء بعض الداعيات بعدالزواج ؟ بل ترى بعضهن صعوبة الاستمرار في الدعوة ؟ ولماذا تصاب الداعيةبالملل والسأم من بعض طرق الدعوة ؟ هل الواجب على الداعية أن تدور في فلكواحد من مجالات الدعوة ؟ أسئلة كثيرة تهم المرأة نحاول أن نسلط الضوء عليهالنبحث معاً عن الإجابة . إن للمرأة طاقات وإبداعات قد تفوق بها الرجال فيمجالها ، وخلال سنوات مضت كان هناك هدر لهذه الطاقات وعدم استغلال لها،والآن بدت بوادر جميلة في القدرة على توظيف هذه، تقول: د. منيره البدراني " في نظري يمكن توظيف هذه الطاقات بحسب إمكاناتها الجسمية والعقلية والفكريةوالنفسية، فمثلا : من النساء من عندها قدرة على تحضير مادة علمية جيدة،والنظر في واقع الناس وأخطائهم ثم إلقائها في تجمع نسائي، ومنهن من عندهاقدرة على التحضير وليس عندها جرأة على الإلقاء والإقناع ، ومخاطبةالجماهير، فيمكن لهذه أن تحضر المادة وتدفعها إلى من يستفيد منها ويلقيها ،ويمكنها أيضاً أن تكتب في مجلة أو دورية أو غيرهما مما يطلع عليه الكثيرمن الناس" . وقالت أيضاً : "ومنهن من منّ الله عليها بالقدرة على الأمرين؛تحضير المادة العلمية، والإلقاء والإقناع، وهذا فضل من الله يؤتيه من يشاء،ومن النساء من عندها قدرة على الإدارة في المؤسسات الخيرية ، ونفع الدينوأهله خلف الأضواء وفي كل خير" . في حين تنقل الأخت عفاف فيصل عنالأستاذة /البندري العمر بأن مجالات استغلال هذه الطاقات كثيرة، منها : الأسرة، والمدرسة، والأقارب، والمستشفيات، ودور تحفيظ القرآن الكريم، ودوررعاية الأيتام، والملاحظة الاجتماعية . وترى المشاركة سواء كانت معلمة أوطالبة في الدعوة عن طريق الوسائل المتعددة الحديثة، فتقول: سواء كانت طالبةأو معلمة تستطيع أن تؤثر على الزميلات والطالبات ، وحتى الطالبة تستطيع أنتؤثر على معلمتها عن طريق المطويات والمجلات الحائطية والإذاعة المدرسية ،وعن طريق كلمة صادقة تلقيها أثناء درسها أو محاضرتها أو حديثها مع منحولها . ويرى الشيخ د. سفر الحوالي – حفظه الله – أن لكل إنسان طاقةوجهد، ولابد أن يصيبه الفتور، وهو من الأمور التي يشتكي منها الصالحون،فيقول :"إن مسألة الضعف والفتور مما شكا منه الصالحون والزهاد، فالنفوسالبشرية تعاني الضعف والفتور، وإن الحالة التي يرغب فيها المؤمن لنفسه حالةالخشوع واليقين، الدمعة التي تذرف لذكر الله لا تدوم، بل تعقبها حالات منمشاكل الدنيا تسلب القلب البشري، ولم يسمَّ قلباً إلا لتقلبه، وما يعزيالمؤمن والمؤمنة أنه مبتلى في كل الأحوال، وأنه يؤجر على كل ما يصيبه من هموغم، ويؤجر على أعماله، فتؤجر المرأة مثلاً على حسن ابتعالها لزوجهاوتربية أولادها. جاءت الشريعة فرفعت مقدار العابد في هذه الأمة حتى جعلتهيحتسب نومته كما يحتسب قومته؛ لذا تستطيع أن تجعل هذه المسألة ليست قضيةفتور عن الطاعة، إنما تقلب لحالة معينة تمر بها النفس البشرية، وتجعل لكلحالة حقاً وواجباً لا بد أن تؤديه، فالرجل حين يؤدي حق زوجته وأبنائه أووالديه فهو يؤدي عبادة شرعية، فإذا كان الفتور إنما بانشغال الإنسان عنقراءة القرآن والعبادة ومثل هذه الواجبات، فإنما هو نقلة من عبادة إلىعبادة. لكن علينا أن نجاهد ونقاوم ونتوكل على الله، فإن هذا أعظم التوكل". وحول القدرة على التوفيق بين الواجب الدعوي والواجب الأسري يقول الشيخد. سفر الحوالي : " أما التوفيق بين الواجبات، فينبغي أن نعلم أن تكاثرالأعباء مشكلة نشتكي منها جميعاً، وإن لم يكن لنا مقدرة على ترتيبالأولويات، وإعطاء كل ذي حق حقه نكون مقصرين، فالمتزوجة إن قصرت في حقزوجها وأبنائها تأثم، وإن كانت داعية ناجحة لا بد أن يكون هناك منهج لتوفيقبين هذه الواجبات. لا بد لها من الاستشارة، استشارة الزوج، الأخواتالداعيات في الأصلح لها؛ إذ إن الحالات البشرية مختلفة، وكل إنسان لهظروفه.."
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى السبت ديسمبر 17, 2011 3:22 pm
9/65)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
وترىد. منيره البدراني أن المشكلة ليس في صعوبة التوفيق بقدر ماهي مشكلةداخلية لدى النساء، وأن بيدهن القدرة على التوفيق بين هذين الواجبين بعدتوفيق الله _جل وعلا_ فتقول : " المرأة التي تحمل هم الدعوة إلى اللهوإصلاح حال المسلمين لا تستطيع التوفيق بين هذين الواجبين إلا بتوفيق منالله وبالاستعانة بالله، والدعاء في الأوقات والأحوال التي يرجى فيها إجابةالدعاء، ثم بتنظيم الوقت والبعد عن كل ما من شأنه تضييع الأوقات منالملهيات المحرمة والمكروهة والمباحة، وتربأ بنفسها عن كثير مما تنشغل بهكثير من النساء من اللهو" . وترى أن على المرأة أن تعرف مقاصد الشريعة،وتفهم واقع الحال والقدرة على ترتيب الأولويات في حياتها، فتقول : "أيضاًفهم الشرع فهماً صحيحاً من حيث تقديم بعض الواجبات على بعض ، والعنايةبالأسرة وعدم إهمالها بدعوى الدعوة إلى الله، في نفس الوقت الشعور بالواجبتجاه المجتمع وعدم التقوقع في البيت" . في حين أن إحدى الأخوات الداعيات - والتي طلبت عدم ذكر اسمها - ذكرت حالاً للداعيات مما تعيشه في واقعها،وتشعر بسببه بكثير من الحسرة والشعور بتأنيب الضمير، فتقول في كلامها – المؤثر - : " سأجيب على تساؤلكم بجواب إنما هو حكاية واقع ، لمحاولة معرفةالصواب ؛ لأن هذا الموضوع يشغل كثيرات غيري ، ولم نجد حتى الآن ما تطمئن لهالنفس ، أو يرتاح له البال، فالمرأة إما أن تكون عاملة – موظفه – أو تكونربة بيت ، والحكم يختلف ، وسأتكلم عن النموذج الأول بصفتي واحدة منهن . فالمرأة الموظفة التي تحمل الهم تخرج يومياً تقريباً من المنزل للمدرسة أوللجامعة أو للدار، ثم تعود مع عودة أولادها وزوجها، وهي منهكة تحتاج إلىالراحة ، فإذا عادت وجدت الجميع بحاجة إلى وجودها الصغير والكبير ، وشؤونالبيت بحاجة إلى إشرافها، فتشعر بتأنيب الضمير؛لأنها تعد هذا تقصيراً، خاصةوهي تسمع كلمات العتاب إما من الزوج أو من الأولاد ، مثلاً : ( نتمنى أننرجع ونجدك في البيت ) أو قريباً من هذا القول ، أضف إلى ذلك أن هذا هوالوضع الطبعي الموافق للفطرة". ثم تضيف أن هذه الحال موجودة في مكان عملهاأيضاً مما يسبب كثيراً من المعاناة النفسية، فتقول :" ثم تفكر جدياً بتركالعمل ، فتسمع كلمات العتاب ممن حولها، مثل : بقاؤك سد ثغرة ، لمن تتركينالمكان ؟ بنات المسلمين بحاجة لك ولأمثالك... وهكذا، ولا تنتهي المعاناةعند هذا الحد؛ لأنه لو اقتصر الارتباط على عمل الصباح لقلنا: تبقى المرأةوتعوض أولادها، وتجلس معهم أطول وقت ممكن ، ولكن هذا في الحقيقة لا يمكن أنيكون؛ لأن الارتباط الواحد يتبعه ارتباطات متعددة والساحة بحاجة ، والنساءقليل فترتبط مع دار في الأسبوع لدرس أسبوعي ، والجيران لهم حق فترتبط معهمبدرس أسبوعي ، والعمل يحتاج إلى تنظيم فتذهب للاجتماعات ، وكذلكالمسؤوليات الأخرى فتجد نفسها في دوامة لا تنتهي ، وإذا اعتذرت شعرتبالسلبية والتقصير ، وإذا أجابت شعرت بالتفريط في حق من تعول، وهذه مشكلةالمشاكل. وتضيف أن الداعيات بحاجة ماسة إلى الحلول العملية لهذه المشكلةالتي تقع فيها كثيرات منهن بعيداً عن التنظير المجرد، وأن واقع الدعاةيختلف عن الداعيات، فتقول :" دائماً نستشير أهل العلم، فيقولون: سددواوقاربوا ، وهذا كلام نظري لا يمكن تطبيقه ، نحن نحتاج فعلاً إلى حلول عمليةمن واقع مجرب، فالرجل ليس كالمرأة ، نسمع عن رجال دعاة، ولكن هل يصلح أنتكون المرأة داعية بالمعنى المتعارف عليه؟ ثم تختم رسالتها قائلة :" الآنوبعد تجربة دامت قرابة خمسة عشر عاماً أعترف بالتقصير، وأرى أن الموضوعيحتاج إلى دراسة متأنية" . هذه الرسالة المعبرة عن واقع كثير منالداعيات - والتي يرين من خلالها أن الوقت المتاح لا يخدم المرأة في القدرةعلى التوفيق بين خدمة أسرتها والقدرة على معالجة كثير من أوضاع المجتمعالنسوي في سواء في المدرسة أوالوظيفة أوالمجتمع بشكل عام - تجعلنا نطرح هذاالسؤال : ما الطرق المثلى لاستغلال الوقت وتنظيمه ؟
(9/66)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
ترىد.منيره البدراني أن الطرق لتنظيم الوقت متعلقة بالمرأة نفسها لاشك أنللقدرة على استغلال الوقت وتنظيمه أهمية عظيمة في حياة المرأة الداعية،سواء كانت عاملة أو موظفة أو من ربات البيوت ، حيث تبتلى كثير من النساءبكثرة النوم، وأنا أنصح بتقليل النوم، والاستعانة بالله، وتقليل الخروج منالبيت، وعدم البحث عمن يضيع معها الوقت، سواء في الهاتف أوخارج المنزلأوداخله. وتقول إحدى الأخوات الداعيات محذرة: إن عدم تنظيم الوقت قد يكونسبباً في تقاعس كثير من الداعيات عن العمل الدعوي، فتقول :" احذري تلبيسإبليس عليك بأمور كثيرة منها: أن يقلل مما تعملينه في نظرك، فيجعلك تظنينأن عملك في هذا المجال ليس بذي قيمة، أو يخوفك من أن يؤثر عملك التطوعي علىتربيتك لأبنائك أو اهتمامك بزوجك، ولكن .. تذكري أنك _والحمد لله_ مسلمة،وأن لهذا الدين حقوق عليك عظيمة، وكثيرات من نسائنا يقضون وقت الضحى دوناستفادة؛ فمنهن من تصرفه في النوم ، أو الأسواق أو للمحادثة في الهاتف، ومعذلك لم يلبس عليها إبليس" . ثم تضيف : "استعيني بالله وأقدمي، فبالتوكلعلى الله والإكثار من الدعاء بأن يقويك ويسدد خطاك، وأن يبارك لك في الوقتتستطيعين _بإذن الله_ التوفيق بين أعبائك المنزلية وعملك التطوعي، بحيث لايطغى جانب على جانب، وهذا يحتاج إلى تضحية وجهد" . وترى أيضاً أن الكسلوالفتور من أسباب ضياع الأوقات وعدم الاستفادة منها، فتقول :" احذري الكسلوالفتور فإنه يقعد بك عن العمل، ويضيع الأوقات والفرص والمناسبات ، فالبعضقد يفتح له باب من أبواب الخير فيلج فيه، ولكن ما أن تمر أيام أو تعصف أدنىمشكلة أو تقف أمامه عقبة إلا وترك هذا الطريق ، وتمضي سنوات بدون فائدة ،وما ذاك إلا أنه فتح باباً فأعرضوا عنه، وقد لا يفتح هذا الباب مرة أخرىفتمسكي أختي بما أنت فيه، ولا تدعي الفرصة تفوتك فإن عمرك قصير والأيامتطوى والمراحل تنقضي" . وتقول إحدى الداعيات : " ومشكلة الوقت هذه تحتاجإلى تنظيم وعمل وتطبيق؛ لأن عدم تنظيم الوقت وتقسيمه قد يحدث فوضى عارمة لافي المنزل فقط بل في كل مجالات الحياة، فالإنسان العامل سواء في مجالالدعوة أو أي مجال غيره بحاجة ماسة لتنظيم وقته وعدم خلط هذا بذاك، فكل عمليجب إعطائه حقه فلا يطغى شيء على شيء آخر ... وهذا بالنسبة للداعيات أيضاًفمن تخرج من منزلها للدعوة إلى الله _تعالى_ يجب أن تضع جدولاً مقسماًوواضحاً تمشي عليه حتى لا تحدث الفوضى في حياتها الأسرية، وحتى توفق بينعملها كداعية إلى الله وبين واجبها كزوجة وأم.... إذن هل هناك مقترحات حول الوقت وتقسيمه؟ نقول: نعم، وإليك أختي الداعية بعض هذه المقترحات : أولاً : عدم الخروج بتاتاً من المنزل قبل خروج الأبناء للمدارس _إن كانوا طلاب مدارس ثانياً : الحرص على الرجوع للمنزل قبل الساعة السابعة مساءً _إذا كان العمل في المدة المسائية . ثالثاًً : عدم الاتكال على الخادمة في العناية بالأطفال الصغار عندالغياب، ويمكن استبدال الخادمة بأم الزوجة أو أم الزوج أو الأخوات _إن أمكنذلك . رابعاً : لا تكن الأعمال الدعوية يومية، بحيث تضطر الأخت الداعيةللخروج من منزلها صباحاً أو مساءً بشكل يومي، بل تختار أوقاتاً متفرقةتعطيها فرصة متابعة الأبناء بالشكل الصحيح وقضاء متطلبات الزوج. خامساً : ألا يستهلك العمل الدعوي كل وقتها وتفكيرها. وتضيفد.منيرة البدراني : " يجب الاستفادة من الصباح؛ لأن فيه بركة لمن استطاعتذلك، كما أكرر أنه يفرق بين الداعية الموظفة والمعلمة وربة البيت فياستغلال الوقت" وترى أنه من استغلال الوقت الاستفادة الكبرى من أماكنالتجمعات في الدعوة إلى الله، فتقول : " يجب علينا عدم الاستهانة بأماكنالتجمعات ( العائلية، المستشفيات، المصاعد، الأسواق ... وهكذا ). وحولسؤالنا عن دور المرأة الداعية تجاه مجتمعها وأسرتها ترى الداعية / د.رقيةالمحارب أن دور الداعية هو أخذ الناس باللين والحكمة لجذب الناس من طريقالباطل إلى طريق الحق المبين، وليس لمحاربة فلان أو فلان، فتقول :" ليسالهدف من الدعوة هو تحطيم أشخاص معينين أو إسقاطهم، فلم يكن هم موسى _عليهالسلام_ القضاء على فرعون، بل كان يرجو أن يخرج الناس من عبودية العباد إلىإخلاص العبادة لرب العباد. فلا بد من البعد عن السب والشتم، فهو ليس منطرق الدعوة ولا من وسائلها، فهي جاءت لإسقاط الباطل وبسقوطه يسقط من حمله" . وتقول أيضاً :" إن مهمة الداعية ليست تبكيت الناس ولا تقريعهم، ولا تبدأبعيبهم وذمهم؛ لأن هذا قد يثير حمية الانتصار لأنفسهم أو لعدالتهم أولمذاهبهم أولأقوالهم، ويعين الشيطان عليهم، كما ينبغي أن تكون دائمة القلقلحال الناس من غير يأس ولا قنوط، فتحمل هم الإسلام ولا تتجاهله كمن عندهصداع في رأسه لا يمكن أن يتناساه أو يغفل عنه" وتقول د. منيرة البدراني : " دور الداعية تجاه المجتمع : 1- الشعور بحاجة المجتمع إليها .
(9/67)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
2- الاستعانة بالله وتقديم ما يمكن من كتابة في الدوريات والمجلات، وإلقاءالدورس والمحاضرات، وإدارة دور التحفيظ والمؤسسات الخيرية ، فكل على ثغرةمن ثغور المسلمين" طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسهمغبرة قدماه ، إن كان في الساقة كان في الساقة، وإن كان في الحراسة كان فيالحراسة" . أما الأسرة فهي الواجب الأول للمرأة " والمرأة راعية في بيتزوجها ومسؤولة عن رعيتها " . إن كانت زوجة فعليها القيام بحق زوجها ، وإنكان لديها أطفال فعليها القيام بشؤونهم من مأكل وملبس وعلاج ومتابعة ...،وعدم الاتكال على الخدم . ويجب عليها تربيتهم وتعليمهم المبادئ الإسلامية ،وغرس العقيدة الصحيحة في نفوسهم والأخلاق الفاضلة ، والتحذير مما قد يضرهمفي دينهم من مخاطر ومخالفات . وإن لم تكن زوجة فتحسن معاشرة والديها وأهلبيتها ، وتخدمهم بما تستطيع، وتدعو إلى الله وتأمر بالمعروف وتنهى عنالمنكر ... ) وتختم كلامها بقولها :" ولا شك أن للمرأة قدرة فائقة علىالتأثير على بنات جنسها ، بل إن لها من القدرة ما ليس عند الرجل" . أخواتيالداعيات هذه بعض المناقشات لقضية لا يخالطنا جميعاً الشك في أنها تهمكثيراً من النساء المهتمات بجانب الدعوة، واللاتي يرين أن لهن مهمة عظيمةلابد أن يبادرن بها لخدمة هذا الدين العظيم. =============== الشيخ الدكتور سفر الحوالي يتحدث عن: أهمية عمل المرأة في الدعوة إلى الله وضروريته في زمننا الحاضر. وصف الحوار: ضيف الحوار: د.سفر الحوالي . الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعينتتشرف الشبكة النسائية العالمية باستضافة الشيخ الفاضل /سفر بن عبد الرحمنالحوالي حفظه الله تعالى ورعاه وذلك في باكورة سلسلة محاضراتها عبر غرفتهاالمتواضعة على البالتوك نفع الله بها الإسلام والمسلمين وأثاب شيخناالفاضل بالفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين على حسن تعاونه وتلبيتهدعوتنا لإلقاء هذه المحاضرة التي عنوانها (( أهمية عمل المرأة في الدعوةإلى الله وضروريته في زمننا الحاضر)) فليتفضل شيخنا الكريم مشكورا مأجورا . ( إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه ونعوذ بالله منشرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هاديله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسولهصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فاللهم لك الحمدأولا وآخرا وظاهرا وباطنا على ما أنعمت به علينا من نعمة الإيمان والإسلامنشكرك كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك ثم نشكر بعد ذلك الإخوة الكراموالأخوات الكريمات الفاضلات الذين واللاتي حرصوا جميعا على هذا اللقاء نسألالله الكريم رب العرش العظيم أن ينفعنا جميعا بما نقول وما نسمع وأن يجعلما نعلم وما نتعلم حجة لنا لا علينا إنه على كل شيء قدير. الواقع أيهاالأخوات الكريمات أن الأسئلة الكثيرة التي وصلت إلينا كافية في أن نتحدثوليتنا نفي الحديث عنها . كنت أريد أن أقدم ببعض الأمور أو المقدماتالكليات أوالقواعد العامة ثم رأيت أن كثيرا من هذه الأسئلة يشتمل على هذهالقواعد ولذلك رأيت أن أبدأ مباشرة بالإجابة وما يفتح الله تبارك وتعالى بهمن مناسبة لأصلٍ أوقضيةٍ كبرى من قضايا المجتمع الإسلامي ، قضايا المرأةالمسلمة قضايا دعوتها وقيامها بواجبها في عباده الله تبارك وتعالى وتحقيقما أمر به وغير ذلك ، فكل ما يمكن أن يفتح الله تبارك وتعالى به عليّ فيأتيبإذنه تعالى في ثنايا هذه الأجوبة نسأل الله أن ينفعنا وإياكم جميعا بهاإنه على كل شيء قدير. كما هي مرتبة عندي هنا : من أخت تتحدث عن المرأةالداعية الصابرة المحتسبة التي تقوم بأعمال الخير وتنجزها وتضيق أوقاتهابذلك لكن القضية هي أو المشكلة هي الفتور الذي يعتريها في بعض الأوقات فهلمن كلمة يارعاكم الله لها لتكون دافعا لعلو همتها وبلسما لآلامها ومشاقهاالتي تعيقها في طريق الدعوة؟
(9/68)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
* أقول لنفسي ولإخواني وأخواتي الفاضلات جميعا إن مسألة الضعف أو الفتور هيمما شكى منه الصالحون والزهاد وأولياء الله تعالى العباد الذين عرفوا حقارةهذه الحياة الدنيا وأنها إنما هي مزرعة ووقت يغتم للعمل للآخرة فاجتهدوافي ذلك وعرفوا عظيم رضوان الله تبارك وتعالى على من جاهد في سبيله واجتهدفي طاعته ورضاه ومن صابر في ذلك وصبر فلما عرفوا هذا وهذا وجدوا أن النفوسالبشرية لا تحتملهما بل تعاني من الضعف وتعاني من الفتور وتعاني من أنالحالة التي يرضاها ويرغبها المؤمن لنفسه حالة الخشوع والرغبة والرهبة ،حالة الإنابة إلى الله تبارك وتعالى ، حالة اليقين ، حالة الدمعة التي تذرفلذكر الله عزو جل أو للتفكر في شيء من آلائه ، هذه الحالة لا تدوم ..بلتعقبها حالات من فترات وحالات من أشغال الدنيا ومشكلاتها وحالات من معافسةالأهل والأزواج كما قال حنظلة رضي الله عنه ، وحالاتُ وحالات ، تنتاب القلبالبشري الذي لم يسمى قلبا إلا لتقلبه أقول : إن هذا هو الذي أرق العبادوالزهاد من قبل ، وهو الذي يؤرقنا جميعا في هذه الأيام وهو مشكلة كبرى لابد أن نشكو منها ولكن لابد أن نعترف بأنها حقيقة بشرية إنسانية فالله تباركوتعالى اختص الملائكة الكرام بأنعم يسبحون الليل واانهار لا يفترون أمانحن فلا بد أن نفتر لما ركب فينا من الضعف البشري ( وخُلق الإنسان ضعيفا ) ولما ركب فينا من وجوب بأداء أو مؤهلات ومكونات تقتضي حقوقا وواجبات للزوجأو للزوجة أو الأبناء وللكدح في هذه الحياة الدنيا ولغير ذلك من الأسباب ،لكن الذي يعزي المؤمن والمؤمنة أنه مبتلى في كل الأحوال وأنه يؤجر على كلما يصيبه من هم وغم ونصب وأنه يؤجر على كدحه لعياله ، وأنها تؤجر بحسنتبعلها لزوجها وغير ذلك من الأعمال التي جاءت هذه الشريعة الربانية المحكمةالعادلة فرفعت مقدار العابد من هذه الأمة حتى جعلته يحتسب نومته كما يحتسبقومته وجعلته لا يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة كما أخبرالنبي صلى الله عليه وسلم إلا كان له به أجرا ، فبهذا نستطيع أن نجعلالمسألة ليست مسألة فتور عن الطاعة أو العبادة أو الدعوة بل نجعلها تقلبالحالات معينة تمر بها النفس البشرية ونجعل في كل حالة من الحالات ، نجعللها حقا وواجبا لا بد أن تؤديه ، فالرجل عندما يؤدي حق زوجته وأبنائه أووالديه أو حتى بالكد في الدنيا عليهم فإنه يؤدي عبادة شرعية فإن كان الفتورإنما هو لانشغال الإنسان عن قراءة القرآن أو الدعوة أو العبادة بمثل هذهالواجبات فالحقيقة إنما هو نُقلة من عبادة إلى عبادة ، من حالة يتقرب بهاإلى الله إلى حالة أخرى الأمر الآخر أن طبيعة كون الإيمان يزيد وينقص هيتتمثل فيها حالة البلاء والابتلاء الحقيقية التي أُبتلينا بها { ليبلوكمأيكم أحسن عملا } فالبلاء إنما يتحقق بذلك ولو أن المؤمن إذا آمن باللهتبارك وتعالى وبلغ درجة من اليقين لا ينزل عنها أبدا لما كان البلاء بمثلهذه الدرجة وبمثل هذه الخطورة ، لكن البلاء أنه يعقب ذلك ضعف ، يعقب اليقينشكٌ ويعقب الاجتهاد ضعفُ أو فتور ويعقب الإنابة و الخشوع والرغبة والرهبةفيما عند الله يعقبها غفلة أو إهمالُ أو تناسي لذكر الله سبحانه وتعالى ،يعقب الطاعة معصية .. وهكذا كل بني آدم خطاء فأُجمل القول بأن هكذا خلقناربنا تبارك وتعالى ، وعلينا ان نجاهد وأن نقاوم وأن نعتبر ذلك جزءً منالبلاء الذي ابتلينا به والعون في ذلك لا يلتمس إلا من الله عز وجل والتوكلعليه عز وجل في هذا هو أعظم التوكل كما قال جل شأنه {وتوكل على الحي الذيلايموت وسبح بحمده } فالتوكل عليه عز وجل في هذه أعظم من توكُل من توكَل منالعباد والزهاد في تحصيل رغيفٍ أو عملٍ او معاشٍ أو أمرٍ من أمور الدنيا ،التوكل عليه تبارك وتعالى في الثبات على الصراط المستقيم والتوكل عليه فيطلب الهداية والتوكل عليه في ثبات اليقين وحالة الخشوع وحالة الإنابة أعظممن ذلك بكثير وهو الذي كان عليه الأنبياء والعباد منذ أصحاب رسول الله صلىالله عليه وسلم إلى اليوم نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا جميعا منهم إنهعلى كل شيء قدير . مجمله هو أن الإعلام الغربي يقوم بحملات واسعةوهجماتٍ على ديننا وعلى عقيدتنا وتنشرها وسائل الإعلام المختلفة ، فالسؤالكيف نستطيع مواجهة هذا التحدي ورجاء التبصير بمدى خطورة هذه الهجماتوالحملات .. إلى أخره .؟
(9/69)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
* نقول إيها الإخوة : هذا الدين منذ أن أنزل الله تبارك وتعالى وأهبط أبوينامن الجنة إلى الأرض وأهبط معهما عدوهما وعدونا جميعا الشيطان الرجيم ونحننعاني من الكيد والمكر الشيطاني ثم كان للشيطان أولياؤه وأتباعه الذينتكاثروا والذين ذكرهم الله تبارك وتعالى في كتابه فمنهم اليهود ومنهمالنصارى ومنهم المشركون ومنهم المنافقون وغير ذلك من أولياء الشيطان الذينيمكرون مكرا لا تطيقه الجبال ، الذين يكيدون لهذا الدين ليلا ونهارا ، لاجديد في حقيقة هذا المكر ، والله تبارك وتعالى يسلي نبيه صلى الله عليهوسلم فيقول : { ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك } بأسلوب الحصر.. ما يقال لك إلا ماقد قيل لأولئك الركب الطاهر المؤمن من قبل فلا جديد فيأصل الموضوع ، الذي استجد أيها الأخوات الكريمات هو أن التقنية الحديثة ..أن وسائل الإعلام الحديثة ..أن التواصل البشري الذي نتج عن صورةالمعلومات التي تعيشها البشرية الآن _ والتي يبدو أنها لا تزال في أولها _ هو الذي أوجد أو جعل المشكلة تتضخم وتصبح الفكرة أو الموضة أو الموجة أوالنزوة أو الانحراف أو الانحلال يمكن أن يصبح في أرض ولكن يمسي في أرض أخرىويشرق ويغرب في أرض الله تبارك وتعالى في أيام بل ربما في ساعاتٍ ودقائق .. هذا هو الذي استجدَّ في هذا الموضوع .. الذي إذا ينبغي أن نتخذه فيمواجهته هو مضاعفة وسائل الدفاع والهجوم معا الدفاع بمعنى التحصين منالشهوات والشبهات والقيام بواجب الدعوة إلى الله تبارك وتعالى في هذا ،،والجانب الأخر هو واجبنا في الدعوة أيضا أن نقوم نحن باستغلال هذه الوسائلالحديثة في الدعوة إلى الله عز وجل والإفادة من هذه التقنية وهذا التقدموهذا التطور في نشر دين الله الحق بفضائله وقيمه وأخلاقه وسلوكياته التيتعجز عن الإتيان بها كل الأنظمة البشرية الوضعية فإن الله تبارك وتعالى هوالذي أنزل هذه الشريعة المحكمة وجعل ما عداها كما قال عز وجل { أفحكمالجاهلية يبغون } وكما قال تبارك وتعالى { ثم جعلناك على شريعة من الأمرفاتبعها ولا تتبعهم الجاهليون والجاهلون بأمر ا أهواء الذين لا يعلمون } فنحن عندنا شريعة الجاهلية وأهواء الذين لا يعلمون والذين لا يعلمون للهودينه الحق وإن علموا شيئا من ظاهر الحياة الدنيا فلا يضر ذلك بكونهمجاهلين ،أقول هذا من جانب .. والجانب الآخر هم أو أعداءهم هم المؤمنون . الشريعة الإيمانية في جانب والشريعة الجاهلية في جانب .. والوسائل الماديةهي مما يتنازعه الطرفان كما كانت صناعة الرماح والسيوف مثلا في عهد النبيصلى الله عليه وسلم فتصنع للمؤمنين وللكافرين ، وهذا يقاتل بها دفاعا عندين الله وجهاد في سبيل الله وذاك يقاتل بها رياءً وكبراً وخيلاء وإظهاراللباطل على الحق وهكذا.. إذا الواجب علينا في هذه الحالة هو أن نكثر ونعمقالدعوة والإيمان من خلال الاستخدام الأمثل والأفضل لهذه الوسائل الحديثةالتي تقوم بهذا السوء ونقلبها ونحولها بإذن الله تبارك وتعالى إلى أداةللخير والبشائر في هذا الحمدلله مشجعة وكل من جرّب من الإخوة أن يستخدم هذهالوسائل رأى خير ذلك والله عز وجل ينمي الخير ويباركه ويحق الحق بكلماتهويمحق الباطل ويزهقه ويدمغه وهذا رجاؤنا وثقتنا فيه تبارك وتعالى مجموعةمن القتيات متساهلات في أمر دينهن لا يتحجبن الحجاب الكامل ويتبعن الموضاتالأزياء وقد يقمن صداقات محرمة إلى آخره ، السؤال كيف نستطيع تغيير مجرىحياتهن وجعل همهن أن يكون همهن هو خدمة هذا الدين والدعوة إليه والأمر صعبويحتاج إلى جهد كبير معهن .؟
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى السبت ديسمبر 17, 2011 3:23 pm
(9/70)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
* لا شك في ذلك يعني ما يمكن أن نسميه الغافلات وكلنا غافل نسأل الله أنيصلح أحوالنا ويجنبنا ذلك ، كلنا في غفلة إلا مارحم الله عز وجل هؤلاءالأخوات الغافلات أخواتنا في الإسلام اللاتي أحوج ما يكون إلى النصحوالهداية لاشك أن العمل معهن يتطلب جهدا وعملا دائبا ، ويتطلب مصابرةومثابرة وسعيا دؤوبا ، وتجارب ، بل .. منهجية تأخذ من التجارب وتفيد من هذهالأعمال وترتبها وتنظمها لتقديم الخير في أفضل وأزكى وأقرب صورة تطمئن أوترق بها قلوب هؤلاء الأخوات والإخوة جميعا على أيه حال ، يعني مسألة تغييرالعاصي إلى أن يكون مطيعا ، أو المبتدع إلى أن يكون مستقيما على سنة نبينامحمد صلى الله عليه وسلم هي أيضا كتغيير الكافر او من جنس تغيير الكافرليكون مسلما وإن كانت أخف عبئاً ، لكن على أية حال هذا عمل الأنبياء وهذهوظيفتهم وهذا شأنهم ، وهذا هم من وفقه الله تبارك وتعالى لاقتفاء طريقهم { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنامن المشركين } أذكّر الأخوات الكريمات بأمر قد يغيب عن الأذهان : أنلانكتفي بمجرد إحكام المنهج الدعوي في كونه كلمةَ او شريطا أو فيلما أونشرةً وتقديمه بأفضل الوسائل وما إلى ذلك بل نحتاج إلى امر قبل ذلك ومعهوبعده وهو الإخلاص لله سبحانه وتعالى والاجتهاد في الدعاء والضراعة إليهبأن يهدي الله تبارك وتعالى من ضل ويذكر من غفل وأن يجعلنا جميعاً هداةًمهتدين .. هذا الاهتمام وهذا الدعاء هو مما تتواصل به القلوب وقد لا تدركهالأبدان وقد لا يدخل تحت اختبارات المعامل والتجارب لكن القلوب عندماتتخاطب وتتجاوب الله عز وجل يفتح من الأساليب ما لا يدركه البشر ، والكلمةالطيبة لا تضيع إذا خرجت من قلب صادق فإنها مثل البذرة الصالحة لو لم تنجحأو تزرع اليوم فإنها بإذن الله تبارك وتعالى إذا وقع عليها المطر ولو بعدحين جاءها الوابل الصيب وجاءها الخير فأنبتت ربما في مكان أو في زمان لايظن من ألقاها أول مرة أنه هو الذي ألقاها وأنه هو الذي بذرها ولكن الحكيمالعليم عز وجل يعلم ذلك فيكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى قيام الساعةسواء علم هو أو لم يعلم . المهمة شاقة ، لا شك في ذلك .. والعمل صعب ، لكنواجبنا جميعا هو أن نجتهد فيه ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا فيه وعلىقدر الاجتهاد والتركيز مع فئة مؤمنة منتخبة صالحة تكون عمادا لقيام الأمةتكون النهضة العامة للأمة ، لابد من قاعدة قوية ، من نخبة ، فئة منتخبةمصطفاة منتقاة من الإخوة والأخوات يتربون بل يتزكون تزكية عالية منهجيةوبهؤلاء وعليهم تقوم الأمة . يعني هناك أمران ..جانب البلاغ العام لكن أمرآخر ومهم جدا هو جانب التركيز على صفوة مختارة تقيم الحجة على العبادبالفقه وبالعلم وبالدين وبالزهد وفي الضراعة والإنابة والرغبة والرجاء إلىالله تبارك وتعالى ، فلا بد من السعي المتكامل في هذا الشأن وهو باختصار هوشأن الدعاة جميعا فأي كلام يمكنكَ أو يمكنكِ أيتها الأخت الفاضلة أنتقوليه في دعوتك إلى الله عز وجل فإنه يقال في هذا الموضع وهو شأننا جميعنسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك جهودنا إنه على كل شيء قدير . كيف ندعونساء الغرب غير المسلمات إلى الإسلام وكيف تستطيع المرأة المسلمة أن تقومبهذه المهمة ، التي تستخدم الإنترنت أو لا تستخدمه ، وأنه ليس كل الأخواتيملكن اللغة التي يمكن بها مخاطبة غير الناطقين بالعربية؟ * أولا أناأشكر الأخت الفاضلة على أنها نبهتنا على جانب مهم وهو دعوة غير المسلمينوغير المسلمات للإسلام فهذا الجانب ربما يظن بعض الإخوة والأخوات أنه لاعلاقة للمرأة به ، والحقيقة أن المرأة المسلمة مطلوب منها في دعوتها إلىالله أن تخاطب المشركات والكافرات كما تخاطب المسلمات ، أما الإمكاناتوالوسائل فهذه بما يقدره الله تبارك وتعالى { فاتقوا الله ما استطعتم } علينا نحن أن ننشر هذا الدين بلغتنا ، باللغة العربية لمن يجيدها ونستفيدمن الإخوة الذين يتقنون لغات أخرى ولا نعنى لغة واحدة بل لغات كثيرة ونحتاجكل اللغات الإسلامي منها وغير الإسلامي في نشر هذا الدين وتبليغه أرجع إلىما قلته في السؤال السابق أن النخبة المصطفاة والقاعدة الصلبة القوية إذاأقيمت فإن الترجمة تصبح عملا عاديا ، بمعنى أن بإمكاننا _ونحن نرى هذا وللهالحمد_ بإمكاننا أن نترجم أي كتاب لشيخ الإسلام بن تيمية أو أي كتاب للشيخعبد العزيز بن باز رحمة الله عليه أو أي محاضرة لأي شيخ ، إما شفهيا وأماكتابيا ، يعني استكمال ذلك ليس بالأمر العسير وإن كنا لازلنا في الواقعمتخلفين فيه ، لكن هو أمر ممكن مع نوع من الاجتهاد والمثابرة في هذا وهذايغطي ذلك الجانب ، لكن المهم هو قيام أو وجود قاعدة قوية باللغة العربية منالإخوة والأخوات الذين يجيدون الدعوة إلى الله بهذه اللغة . ويبقى أنه لايغني هذا عن الأخوات الداعيات اللاتي يتكلمن لغات أخرى من حيث الأصل أو ممنيتعلم اللغات الأخرى من الناطقات باللغة العربية فلاشك أن الواجب علىالجميع بقدر الاستطاعة هو أداء هذا الفرض الكفائي الذي يريده الله تباركوتعالى منا جميعا سؤال من أخت في مقتبل العمر نسأل الله تبارك وتعالى أنيثبتها على الاستقامة التي تقول أن الله قد منّ بها عليها منذ فترة إلاأنها تشكو من بعد الوالد والإخوة عن الدين وبقائها في فراغ في بيت بلا زوجولا وظيفة فماذا تفعل في إصلاحهم وتقول أنها تشعر باليأس وتردد اللهمأحييني ماكانت الحياة خير لي وتوفني ماكانت الوفاة خير لي إلى آخره ...؟
(9/71)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
* الدعاء هذا حق لكنه لا يدعى به بإطلاق إنما يدعى إذا اشتبهت الأمور ، نحنالذي نراه إن شاء الله في هذه المرحلة أنكِ لستِ في وضع غير طبيعي ، ووجودأخت أو أخ إنما أتكلم الآن للأخوات .. وجود أخت مستقيمة في بيت ليس بتلكالاستقامة ، أو وجود أخت ذات فراغ بلا زوج ولا عمل ، هذا أمر ليس بمستغرب ،هو من بلايا عصرنا المعقد ومشاكله التي يعاني منها كثير من الإخوةوالأخوات فلذلك نحن نقول ليس في الأمر ما يقتضي الاقتراب من مرحلة اليأس .. لا ، نحن نقول أيتها الأخت الكريمة إننا مثل ما سبق الحديث آنفا نحتاج إلىصبر ومصابرة نحتاج إلى دعوة إلى الله تبارك وتعالى مستمرة ، نحتاج إلىإيمان ، إلى ضراعة إلى الله عز وجل في تثبيتنا واستقامتنا ، وتثبيت الأخواتاللاتي أيضا نريد أن ندعوهم ، والأهل والوالدين على نحو ذلك ، والله تباركوتعالى في القرآن ضرب لنا أمثلة من هذا : فإبراهيم عليه السلام خليلالرحمن إمام الموحدين الذي لا يمكن أن يقول أحد أنه لم يقم بواجب الدعوة أولا يستطيعها او غير بليغ فيها إلى آخره .. هو عاني ما عانى من أبيه ،والنبي صلى الله عليه وسلم كذلك نلاحظ قصته مع عمه أبي طالب وهكذا فالقضيةكما قال عز وجل : { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } والوالدين بالذات .. أوصي بالوالدين بالذات خيرا كما أمر الله تبارك وتعالى { وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي } المصاحبة بالمعروفحقٌ جعله الله تبارك وتعالى للوالدين المجاهدين لابنهما على الشرك وليس فقطللطيبَين الطاهرَين المخبتَين المنيبَين { وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما } فهناك نهي صريح بل براءة من ما يكون عليهالوالدان من الشرك ومع ذلك فهناك أمر بالمصاحبة بالمعروف أي المعاشرةوالخدمة والقيام بالواجب والبر والصلة والإحسان وهذا من أعظم أسباب الدعوةولكن ليس المقصود فقط الدعوة ، هو مقصود لذاته حتى لو لم يؤمن الأب وإن لميهتدي لا يسقط حقه في البر وفي الوفاء معه ، أما مسألة عدم الزوج وعدمالوظيفة فهذه أمور يشتكي منها المجتمع ويجب أن تُحلّ لا عن طريق الأختوحدها بل عن طريق الأخت والأخوات والمجتمع ككل يتعاون في هذا الشأن ويجتهدوإذا جاء الزوج وهو موظف فالحمد لله هناك غنى عن العمل وعن الوظيفة إلاوظيفة الأمومة والحياة الزوجية والقيام بالدعوة أيضا مع ذلك لكن المقصود أنهذا من واجب الجميع التعاون فيه وعلى الأخت الفاضلة أن تجعل دعاءها هو انييسر الله تبارك وتعالى لها الحياة الطيبة الكريمة وأن يمنّ عليها بزوجيسعدها ويعينها على تقوى الله وعلى طاعته ونحن جميعا ندعو ونقول آمين لهاولأخواتها أجمعين. عن المعركة بين الإسلام وأعدائه وأنها قائمة مستمرةوكل يوم تتجدد فيها الخطط ضد المرأة بالذات والأسرة إلى أن قالت الأختالفاضلة فما هو سلاح المرأة المسلمة في هذه المعركة الذي تصول به وتجوللإعلاء كلمة الله والارتقاء بالدين ودحر أعداء الإسلام والتفافهم؟
(9/72)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
* نعم .. سلاح المقاومة ذكره الله تبارك وتعالى في كتابه في آياتٍ كثيرة ،إن كانت مقاومة قتالية في حال قتالهم لنا ، وإن كان في حال هجومهم وتخطيطهموعملهم لإخراجنا من ديننا فمن ذلك الصبر ، الصبر ذكره الله تبارك وتعالىفي كتابه كما قال الأمام أحمد لما عرضت عليه المحنة ، قال فتأملت في كتابالله فوجدت الصبر في أكثر من تسعين موضعا { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغيرحساب } الصبر على هذا الدين ، الصبر لله والصبر بالله والصبر على أقدارالله كل ذلك مطلوب والصبر على الطاعة وعلى أدائها على أفضل وجه والصبر عنالمعصية واجتنابها على أفضل وجوه الاجتناب والترك وأبعدها عن الاقتراب أوالوقوع في الشبهات مع الصبر على أقدار الله تعالى ومنها تسليط الأعداءعلينا وإظهارهم لحكمٍ يعلمها عز وجل ، كل ذلك من الوسائل أو السلاح الذيتقاوم به المرأة المسلمة والأمة المسلمة أعداءها ، كذلك التقوى ، والتقوىوالصبر متلازمان وهذه في الجملة أيها الأخوات الكريمات المصطلحات أوالكلمات القرآنية تتداخل في معانيها فالصبر واليقين والإحسان كلها تتداخللكن كلُ منها له معنى يخصه ولا يشركه الأخر فيه ولا في جزئياته لكن عموماالتقوى والصبر لا بد منهما وتقوى الله عز وجل أساس كل فلاح ولو لم يكن منثمرات وفوائد تقوى الله عز وجل إلا أنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقهمن حيث لا يحتسب وأنه من يتقِ الله عز وجل يجعل له فرقانا فيفرق بين الحقوالباطل ويعرف به الخير والشر لو لم يكن إلا ذلك فهذا خير كبير وعظيم عندالله عز وجل ، ثم هناك الدعاء وهو سلاح المؤمن كما جاء في الحديث وسلاحالمؤمنة وقال صلى الله عليه وسلم (إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم بدعائهموإخلاصهم ) فلا بد أن نجتهد بالدعاء ، الدعاء لهذه الأمة بالنصر والتمكينوالثناء والرفعة والدعاء على أعداء الإسلام المحاربين لدين الله تباركوتعالى والدعاء بالهداية لمن يحاول أن يجتهد في دعوته ليهديه الله تباركوتعالى كما قد سبق من قبل الدعاء هو من التقوى ومن الصبر لكن خصوصيته لأنهذكره الله تبارك وتعالى ورأيناه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .. والأنبياء ..دعا نوح عليه السلام ،ودعا موسى عليه السلام ،ودعا إبراهيمعليه السلام ، سواء كان الدعاء لهم (لقومه) أو عليهم وكذلك دعا محمد صلىالله عليه وسلم وكان يدعو وعلمنا الله تبارك وتعالى الدعاء بل إننا فيالحقيقة في كل ركعة من صلاتنا ندعو فنقول اهدنا الصراط المستقيم ، صراطالذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين هذا كله من الدعاء وهو منأعظم الأسلحة التي نقاوم بها أعداء الله تبارك وتعالى ، مما يعيننا علىالمقاومة في هذا وهو من الأسلحة العديدة في هذا الثقة واليقين في نصر اللهعز وجل . وإذا أردتِ أيها الأخت الفاضلة ، أي أخت منكن تريد أن تعرف حقيقةوأثر ذلك فلتنظر كيف قصّ الله تبارك وتعالى علينا في كتابه الكريم قصصالأمم الغابرة وكيف أرانا أيام الله في الذين خلوا من قبل وذكرنا بها وكيفحدثنا عن مصارع القوم وعن ما آلوا إليه وعن ما تركوا من جنات وعيون وزروعٍومقام كريم وعن خذلان الله تبارك وتعالى لهم ، كيف خانتهم قواهم وهم أحوجما يكونون إليها .. كيف يفرون من مساكنهم التي طالما عمروها كيف تخونهموتنهار أمامهم جيوشهم التي طالما جمعوها وألبوها ، كيف تنهار وتخسر أموالهموتكون حسرة عليهم وطالما جمعوها وكنزوها وادخروها وانفقوها لحرب هذا الدينالجليل وهكذا .. نجد عبرا ، نجد أياتٍ يقرؤها الطفل المسلم وهو لا يزال فيالمرحلة الابتدائية بل دونها عن هلاك عاد وفرعون وثمود وأمثالهم وهذا ممايعيننا أن نعلم أن عدونا الحاضر الآن إن كان الصهيونيه العالمية وإن كانالقوى الطغيانية الأخرى ، وإن تألب علينا الشرق والغرب والمنافقون معهم منداخل مجتمعاتنا فكل ذلك في الحقيقة إنما هو تكرار لما قد كان من قبلوالنتيجة واحدة ، والمهمة التي علينا نحن هي الصبر والاستمرار واليقين بأنمصير هذا الدين هو الظهور والعلو والانتصار ومصير أولئك هو الدحور والخزيوالعار في الدنيا والآخرة والله تبارك وتعالى يقول { ذلك ولو يشاء اللهلانتصر منهم } يعني بحنده الذين لا يعلمهم إلا هو {ولكن ليبلو بعضكم ببعض } أي إن هذا حكمة من الله عز وجل ليمتاز المؤمنون عن أولئك وليكون للنصرحلاوته وبهجته ورونقه .. لماذا ؟؟ لأنه يأتي بعد الجهد البشري ، بعد مانبذل نحن من جهد بخلاف لو جاءنا مجانا بمجرد أن نقول أننا آمنا .. لا .. {أحسب الناس ان يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } ما يمكن { ولقد فتناالذين من قبلهم } لابد .. لكي ماذا . تظهر الحقيقة الساطعة التي هي في علمالله ثابتة ، لكن تظهر في الواقع البشري حقيقة الصادق من الكاذب ولكي يميزالله الخبيث من الطيب فاليقين في نصر الله عز وجل واليقين في أن كل قوىالطغيان والكفر في الأرض ستنهار وتدمر لسبب واحد هو الأساس وتأتي الأسبابالأخرى المادية تبعا ، وهو كفرها بالله وجحودها وطغيانها وبغيها وعدوانهاوكل ذلك من الكفر ومظاهره وصوره ، هذا يجب أن يكون حاضرا في قلب كل مؤمن { لا يغرنّك } تحذير من الله سبحانه وتعالى { لا يغرنك تقلب الذين كفروا فيالبلاد * متاعٌ قليل } قليل .. مهما يكن فهو قليل ، يعني أكبر طواغيتالعالم اليوم يحكم بلده أربع أو ثمان سنوات .. قليل ، ماذا يعني ذلك .. ماذا يعني ، نحن في عمرنا المحدود أيها الإخوة والأخوات ، عمرنا نحنالمحدود هذا أدركنا امبرطوريات انهارت ، أدركنا انهيار فرنسا وبريطانيامثلا اللتين كانتا
(9/73)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
الدولتينالعظميين ثم انهيار الاتحاد السوفييتي هذا أدركه أبناؤنا سبحان الله .. وسوف نرى بقوة الله عز وجل انهيار القوة الطاغية الآن التي تتآمر عليناوعلى أمتنا نسال الله تبارك وتعالى أن يرينا فيهم عجائب قدرته وأن يكفيناشرهم إنه على كل شيء قدير السؤال السابع : بعض الفتيات هداهن الله يرددنما ينادي به دعاة التحرر _ وهو الرقّ حقيقةً _ والتغريب والعلمانيةويطالبن بحريتهن ويتضجرن من وجود المحرم أو ضرورة وجود المحرم معهنوتقييدهن بالحجاب الشرعي .. كيف نخلّص بنات الإسلام من هذه الأفكاروالثقاقات التي يروج لها البعض ؟؟ * سبق في مجمل وفي مضمون الأسئلةالماضية ماقد يجيب عن هذا ، ربما يكون الجديد في هذا هو أن هناك دعاة .. مايسمى دعاة التحرر والعصرية والتغريب كما ذكرت الأخت والعلمانية كلها ألفاظمتقاربة مترادفة ، المقصود في هذا الشأن أن المدلول واحد هو : المهمةالشيطانية .. وجود من يقوم بالمهمة الشيطانية ، المهمة الإبليسيةالغايةالإبليسية { ليبدي لهما ما وري عنهما من سوآتهما } إظهار العورات هذه مهمةشيطانية حرص عليها إبليس عدو الله منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى أبوينا فيالجنة ورآهما ، وذريته والمتواطئون معه لا يزالون حريصين عليها ، غاية مايسعون إليه هو الإفساد والتعري لكي تتمرد المرأة المسلمة والفتاة المؤمنةتتمرد على ربها عز وجل وعلى دينه وعلى شريعته وعلى هدي نبيه صلى الله عليهوسلم وتنسلخ من أخلاق أمهات المؤمنين الفاضلات التقيات ، هذا العمل أو هذاالجهد الذي يقوم به الآن البعض في ديار الإسلام يجب أن يقاوم وأقولها بكلصراحة الآن : يجب يا أخواتي الكريمات أن يقاوم منكن أنتن بالدرجة الأولى ،مهما كتبنا نحن أو قلنا يظل أننا نتكلم عن غيرنا أما إذا قامت الأخواتالفضليات بواجبهن وخاطبن ورددن وناقشن وبينن أن الحرية كل الحرية في تقوىالله عز وجل والالتزام بأمر الله وأن العبودية والرق والذل والمهانة والخزيوالعار إنما هي في اتباع غير شرع الله تبارك وتعالى والتحلل والانحرافوالانحلال وإن سمي ذلك تقدما وإن سمي عصرية وإن سمي ما سمي ، فما من سمٍولا شرٍ ولابلاءٍ في الدنيا إلا ولأهله اسمٌ يسمونه به من أسماء الزيفاللاتي يأتي أصحابها ، فلو قدموها للناس على أنها السم الزعاف ما قبلها أحدلكن تقدم في أثواب شتى من أثواب الزور والبهتان والشعارات الخادعةوالمظللة لكي تسلب العقول ، مثلما سحر سحرةُ فرعون أعين الناس واسترهبوهمفيأتي هذا البهرج التقدم والحضارة والرقي والعصرية والتغريب إلى آخره فيسلبعقول ضعيفات الإيمان من المسلمات وبدلا من أن تعبد الله عز وجل وأن تطيعهتتعبد بقيود والتزامات يفرضها أصحاب الأزياء وأصحاب الأهواء وأصحاب الشهواتفيفرضون على المرأة شروطا باهضة وعلى الرجل ، الحقيقة تكون المرأة هربت منالتكليف الشرعي الرباني وهو طمأنينة وهو راحة وهو هداية وهو استقامة إلىالالتزام لأهواء الذين لا يعلمون ولتشريعات وحي شيطان الجن والإنس إلىأوليائهم وهي في الحقيقة تحمل من معاني الذل والخزي و المهانة ما سبقتالإشارة إليه فأقول : أرجو من أخواتي الكريمات أن كل واحدة منهن تعد نفسهالتقوم هي بواجب في هذا الشان وكلما رفع أحد من هؤلاء عقيرته بنداء التغريبأو العلمنة أو التحرر يرفعن هن صوت الحق في وجهه رافضاتٍ ذلك رفضا قويابأدلته من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعزيمة والإصرار علىالتمسك به وإن ارتدت عنه الدنيا كلها وإن نابذته الدنيا كلها العداء نسألالله الثبات للجميع إنه على كل شيء قدير كيف تستطيع الداعية الحصول علىالقبول بين الناس وكيف تتمكن مع كثرة الواجبات من متابعة مشكلات الأمةوهمومها والوقوف في وجه الغزو الثقافي .. إلى أخره؟
(9/74)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
* كأني أفهم من الأخت في الحقيقة للسؤال جانبان : الجانب الأول القبول عندالناس ، والجانب الآخر التوفيق بين الواجبات أو التنسيق بينها . أما القبولفهو أولا من عند الله تبارك وتعالى ، إذا أحب الله تبارك وتعالى نادىجبريل ونادى في الملأ الأعلى إني أحب فلانا فأحبوه فيحبونه فيوضع له القبولفي الأرض ، وبالعكس أعاذنا الله وإياكم إذا أبغض عبدا من عباده ، ومعنىأنه من عند الله أننا بالإخلاص لله والتقرب لله عز وجل يمكن أن نحظىبالقبول لا لذاتنا لكن نريد للحق أن ينتشر ، ليس لذواتنا ولا نعني بالقبولمجرد التقرب بالطاعات ، بل من شروط القبول وصفاته ومؤهلات القبول أن نتحلىبأخلاق القبول أو متطلبات القبول التي هي أو منها : حسن الخلق والبشاشةواللين { فقولا له قولا لينا } فالقول اللين أدعى إلى القبول بلاشك بإجماعكل العقلاء ، الكلمة الحسنة أدعى ، البر والصلة ، تعجب كيف أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم مع شدة عداوة المشركين له وتتبعهم له ولا سيما عندالهجرة وعن الاحتياطات التي عملوها للهجرة أن الأمانات _ أماناتهم _ تكونفي بيته صلى الله عليه وسلم . الثقة في أمانة المؤمن ، في أمانة الداعيةالمسلمة وفي حبها وحرصها على الخير وإخلاصها هذه من أعظم مايعطي الله تعالىبه القبول لها فتكون عند الناس الصادقة الأمينة وإن لم يستجيبوا لها فيدعوتها كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك ، فللقبول مؤهلاته وهو علىأية حال في جانب القبول بالذات يمكن الإفادة ( وفي غيره ) من الفوائد أو منالتجارب البشرية الحديث منها والقديم في التعامل مع الخلق ، وهناك شيءمنها جبلة وطبيعة كما كان كثير من الناس في الجاهلية والإسلام محببين إلىالخلق ، وهناك جانب مكتسب ، يكون الحلم بالتحلم ( إنما الحلم بالتحلم ـوإنما العلم بالتعلم ) كما جاء في الحديث أيضا ، فكل شيء يؤتي بالاكتسابوالمران والتدريب على ذلك حتى يحقق الإنسان لنفسه القبول ، ليس طبعا لذاتهلكن لأننا نريد أن يقبل الناس الدعوة والناس الآن بالذات في هذا الزمن ملوامن شعارات تردد ويريدون حقائق يرونها في العدل أو الإخلاص أو الصبر أوالقيام بالواجب أو النظام سواء كان ذلك على مستوى الدول أو المجتمعاتوالمؤسسات . أما التنسيق بين الواجبات فينبغي أن نعلم أن تكاثر الأعباء هوالمشكلة التي نشتكي منها جميعا وتداخل الواجبات وما لم يكن لدينا المقدرةعلى ترتيب الأولويات وعلى وضع كل شيء في موضعه وإعطاء كل ذي حق حقه فإننانكون مقصرين وإن أفلحنا في بعض الجوانب وهذا لا ينبغي وقد يكون أيضا ممايوقع في الإثم ، فزوجةُ مثلا تترك حق زوجها وأبنائها وتقصر فيه تأثم وإنكانت داعية ناجحة والعكس ، يعني يجب أن يكون هناك منهج في التنسيق بين هذهالواجبات والأعباء والمهمات وهناك أكثر من توجيه أو حيلة إلى هذا . الواقعأنا أعتقد أن هذا من الأمور التي لايمكن أن ينفرد بها الأخ أو الأخت بذاتهولكن تكون بنظر من يعرف ذلك وممن يستشار في ذلك الزوج والزوجة ويستشار فيذلك أيضا المربي والموجه والأخوات المشاركات مثلا في العمل الدعوي ، يعنيالكل ممكن أن يعطي رأيه في أنه : ماذا أصلح له ، وماذا علي أن اقوم به ،وكيف أوفق مع واجباتي الأخرى . لماذا ؟ لأن الحياة البشرية مختلفة ، فكلأخت هي غير الأخرى بلاشك ، وتتشابه بعض الأعمال لكن يظل أن لكل إنسانطبيعته، وأن لكل زوج أو زوجة أيضا طبيعته الخاصة ، وعدد الأطفال يؤثرونوعية العمل ، بل بعد المسافة أحيانا بين البيت والعمل مثلا تؤثر ، بلنوعية الأعباء في المنزل تؤثر ، التقاليد والعادات في هذا وطريقة استقبالالضيوف وكذا وكذا ،، لأن العمر هو هذه الأيام وهذه الساعات فكثير منالعادات تفرض أحيانا على المرأة ساعات طويلة في المطبخ وفي كذا ، بينما نجدفي بعض المجتمعات أنها لا تحتاج منها إلا دقائق أولا تحتاج منها شيئاوهكذا فلا بد أن يكون هناك مراعاة للفروق الفردية واستشارة ومن هنا قولهتعالى { وأمرهم شورى بينهم ) يصلح في هذه المسؤليات وفي غيرها نسأل اللهتعالى أن يصلح أحوالنا جميعا إنه على كل شيء قدير . من أخت فاضلة تقول : إن بعض الداعيات هداهن الله قد يخالط عملهن في مجال الدعوة رياء وسمعه وقديطرأ عليهن ذلك نتيجة لمدح الناس والمجتمع لهن فكيف يمكن للداعية أنتتلافى ذلك وأن تكون عملها خالصا لله وحده المطلع على السرائر ؟
(9/75)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
* نعم ..هذا الموضوع أيها الأخوات يختلط على الناس في بعض الأمور ، هناكمسألة .. يعني .هناك عاجل بشرى المؤمن كما سماها النبي صلى الله عليه وسلم ،عاجل البشرى أنت ترغبه ، أو أنت أختي الداعية تريدينه إذا دعوتِ الله عزوجل أن تري آثار الدعوة وأن يستجاب لك وتفرحين بذلك وهذا حق من حقك ، ولكنيختلط عند بعض الأخوات إذا كنت قد فرحت بنجاح دعوتي أو بقبولها فهذا رياءأو هذا سمعة . نعم قد يكون البعض لا يريد إلا ذلك وهذا ولا شك خطرٌ عظيم { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } فهذهالآية مجيء النهي عن الشرك بعد العمل الصالح يدل على أنه كما فسرها كثير منالعلماء المقصود هو إخلاص العمل من شرك الرياء { ألا لله الدين الخالص } ومن عمل عملا كما جاء في الحديث القدسي أشرك فيه غيره فهو للذي أشرك ،ولأنالله سبحانه وتعالى أغنى الشركاء عن الشرك عز وجل فإذا الأمر خطير يجب أننتنبه له ، لكن هناك غلو يأتي به الشيطان في هذا المجال فيقول : مادمتِ قدعملتِ هذا العمل وفرحتِ بثناء الناس عليك فهذا لغير الله إذا فلا تعملي .. إذا فلا تعملي!! وهذا هو مشكلة وهذا هو خطأ فالعمل إن كان من أجل الناس وإنكان ترك العمل أيضا من أجل الناس فكلاهما مذموم وكلاهما منهي عنه ، فإذايجب أن يكون العمل لله وإن رآه الناس وأثنوا عليه ويأتينا ذلك في الأعمالالتي جعلها تبارك وتعالى حالها مستويا أو قائما في كلا الحالين في السراءوالضراء كما قال { الذين ينفقون أموالهم بالليل النهار سراً وعلانية} يعنيفي هذه يستوى الأمران ولا ينبغي لنا أن تكون صدقاتنا وأعمالنا كلها سراً.. نحقق كلا المعنيين الذين ذكر الله تبارك وتعالى لكن هذا له حكم ومصالحومعترك الرياء وهو الجهر بها وإظهارها ، وهذا له حكمه ومصالحه وهو أن لاتعمل الشمال ما تنفق اليمين لكي يكون هناك إخلاص لله عز وجل في هذا فيجبعلينا أن نجتهد في المواءمة والتوفيق بينهما وعموما أيتها الأخوات الفقهالمتعلق بأعمال القلوب نفيس وعزيز وأرجو من كل واحدة منكن وفقها الله أنتجتهد في هذا النوع من الفقه وأن تبذل ما تستطيعبإذن الله تعالى لكي تتفقهفيه وأعظم مصدر له هو كتاب الله عز وجل وعمل النبي صلى الله عليه وسلم ماهوواجب المرأة المسلمة الداعية تجاه أخواتها الأسيرات المضطهدات الأسيرات ( يمكننا أن نضم إليه السؤال الثالث عشر) الذي بعبارة الأخت الفاضلة تقول :إنوضع أختنا الفلسطينية المجاهدة الصابرة في ظل استبداد أصحاب الغدروالخيانة قاتلهم الله محزن بالفعل بل هو مأساة بالغة فقد هتكت الحرماتوشردت الأسر وعذبت الفتيات وكشفت العورات .. ومع ذلك كنّ ولازلنّ يحملن علىعواتقهن الوقوف على ثغر من ثغور الإسلام ضد العدو الصهيوني بل أيضا تحملنمسؤلية تربية جيلٍ بل أجيال من المجاهدين والمجاهدات فما واجبنا مع هؤلاءالمستضعفات وكيف لنا أن نقف معهن على هذا الثغر وأن ندعمهن بشتى الطرق معاعترافنا بتقصيرنا في ذلك بشكل كبير والله المستعان ؟
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى السبت ديسمبر 17, 2011 3:24 pm
(9/76)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
* نعم .. الأمة المسلمة مبتلاة الآن ومستضعفة في كل مكان في العالم والعبءالكبير الذي يقع على رجالها يقع مثله وأكثر منه على النساء بل الغالب أنعبء المرأة أكثر لأنها بطبيعتها تعاني من الضعف الذاتي من جهة والأعباء .. أعباء الأسرة وأعباء الأبناء من جهة أخرى فهي لم تؤهل لهذا الاستعباد أوهذا الأسر والاضطهاد أو هذه المعاناة الطويلة كما أُهِّل الرجال ومع ذلكفإن صبرها تؤجر به عند الله تبارك وتعالى . واجبنا نحن عظيم بلا شك .. يجبعلينا أن يشعر كل أخٍ هنا أن له إخوة هناك وكل أخت هنا أن لها أخوات هناكيجب علينا أن نستشعر حقيقة الأخوة الإيمانية وأننا كالجسد.. كالبدن الواحدإذا اشتكى منه عضو تداعى له بقيته بالحمى والسهر.. أن المؤمنون إخوة كماقال تبارك وتعالى .. أن عدونا واحد ..أن الذي استفرد أو أكل الثور الأبيضاليوم فإنه سوف يأكل الأحمر غدا والأسود بعد غد وربما أكلها جميعا غدا .. وهكذا .. لا يجوز أبدا الحالة التي يريدها منا الأعداء، أن يشغلوا كل مجتمعبمشكلاته وهمومه ، بل أصبحوا يشغلوا كل مجتمع بشهواته أو كدحه من أجل نيلالقوت لأن مجتمعاتنا على نوعين : نوع يكدح فقط لكي يحصل على القوت ونوعٌآخر مشغول بالشهوات والتفنن في البذخ واللهو وهذان كلاهم خطر عظيم ويشغلانعن الاهتمام بالقيام بواجب الأخوة الإيمانية ..الأخوات المؤمنات أشياءيقشعر منها البدن تقع في فلسطين المباركة الصابرة المجاهدة وتقع في العراقوتقع في افغانستان وفي كشمير وفي الفلبين وفي أريتريا ، أيضا في الصومال ،في الشيشان ، في البوسنة ، في مناطق كثيرة جدا هناك ، بل اضطهاد كما ذكرهالأخوات في السؤال الحادي عشر أنه حتى في الدول التي تزعم الحرية ، فرنساالتي يسميها البعض الفجر انبثق منها النور والفجر الجديد على العالم وباريسعاصمة النور ووو إلى آخره .. ضاقت علمانيتها وحريتها وحقوق الإنسان وكلهذه الشعارات الجوفاء ، أو الحقيقية عند بعضهم لا شك أنها قيم ،..يعني ضاقتعن قطعة من القماش تضعها الفتاة المسلمة على رأسها !! هذا معناه أن هذهالأمة مبتلاة فعلا ليمحصها الله عز وجل وليرفع من شأنها وليميز الخبيث منهامن الطيب إذا نحن في مواجهة هذا البلاء يجب ان يكون لدينا حلولا عملية،ولا نكتفي بمجرد البكاء أو الرثاء أو الحزن أو الألم ومن ذلك على سبيلالمثال أيها الأخوات أن كل أخت عاملة _ أنا أنصح وأوصي كل أخت عاملة_ موظفةوإن كان كلا الزوجين يعمل أو لديهما دخل مناسب من وظيفة أو غيرها فالواجبيتحتم أكثر أن كلا منا يكفل أسرة فلسطينية ، ثم نتجه إلى بلاد أخرى نعلمكيف يمكن أن نوصل إليهم الإغاثة وكيف يمكن أن نقوم بواجبنا في إيصال الكتابالنافع أو الشريط النافع أو العلم النافع ومعه أيضا الإغاثة ومعه الحجاب. كثير من الفتيات في دول عربية قريبا منا لو كانت تستطيع أن تشتري ما تتحجببه لتحجبت فلو أوجدنا نحن مشاغل .. المشاغل تقوم بأمرين : تشغيل الأخواتالفاضلات يعملن فيها وإنتاج ما تلبسه هؤلاء الراغبات في الهداية والحجابلرأينا فوائد مركبة ومزدوجة في هذا الشأن. أقول : كمثال على ذلك أنه ينبغيعلى كل أسرة هنا في هذه البلاد التي أنعم الله سبحانه وتعالى عليها بهذهالنعم أن تكفل أسرة أو أن تكفل طفلا، وكما ذكرت الأخت الكريمة أخواتنا هناكضربن أروع الأمثلة .. لا يوجد أم في العالم الآن تتحلى بصفات المقاومةوالصمود والصبر كما هي الأم الفلسطينية وأصبحت الأم العراقية على الطريقبحمد لله تبارك وتعالى وتوفيقه ، هناك صمود عجيب ، هناك إثبات حقيقي وبرهانعملي على أن دين محمد صلى الله عليه وسلم طاهر وظاهر وأن الله تعالى غالبعلى أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون وأن هذه الأمة العاقبة لها بحول اللهتعالى وقوته وهو صمود هؤلاء الأخوات .. الأخت التي تأتيها حالة الولادة وهيعلى معبر .. الأخت التي تقتل وقبل أيام قتلت الأخوات كما تعلمون.. الأختالتي تضحي ومع ذلك الإصرار على أننا لابد أن نستمر وأن نربي المجاهدينوالمجاهدات وأن نثبت في أرضنا وعلى ديننا وبإيماننا هذه حقائق ولله الحمدأصبحت واقعية ملموسة ، وبقدر ما نثبت هذا الإيمان فإن العدو يهتز ويضعف،وهذا العدو ..يعني رأس الأفعى لهذا العدوان تمثله هذه الدولة الصهيونية ،نسأل الله تبارك وتعالى أن يدمر عليها وأن يهلكها وأن يجعلنا ممن يعين علىذلك بإيجاد المجتمع المؤمن في هذه الأرض المباركة ومن كتب الله له الهدايةمنهم والدخول في عدل الإسلام أو في دين الإسلام فالحمد لله شريعة اللهتعالى وعدله يسعهم جميعا. الواجب أقول : أن كل واحدة أو واحد منا يجتهد فيأن يكفل أسرة مسلمة أو طفلا مسلما وكما تعلمن أن الطفل المسلم يمكن أن يكفلبمبلغ ليس والله صعبا لله الحمد والشكر على كثير منا وهو ألف وخمسمائةريال سنويا فقط .. أربعمائة دولار فقط في السنة يمكن (لا نقول أنها تقومبالواجب ) لكنها تعين بقدر أو تقارب من الكفاية على القدر الضئيل الذيلديهم فنستطيع بذلك أننا نوفر العيش الكريم والاستمرار في تحفيظ القرآن لأنأكثر وأول المستفيدين من هذا هم طلاب حلقات التحفيظ نسأل الله سبحانهوتعالى أن ينفع بالجميع إنه على كل شيء قدير . اندرج السؤال الحادي كما سبقفي هذا وهو الأخت تتعجب تسأل : كيف نستطيع بناء الشخصية المسلمة كما جاءفي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لكي تواجه خطر العلمانية وضربتالمثال على ذلك بالمسلمات اللاتي يردن الحجاب في فرنسا وفي غيرها؟ * نعم .. إذا نحن درسنا أوضاع وأحوال هذه المجتمعات وتعاملنا كأمة
(9/77)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
لاكأفراد في علاج هذه المشكلات بإمكاننا أن نحقق الشيء الكثير في هذا ، أمابناء الشخصية بذاتها بإيمانها فقد سبق إن شاء الله ما يكفي عنه ، لكن نحننريد بناء خط دفاعي يحفظ للمرأة المسلمة نوعا من الحرية مثل _بل أكثر لأنهاهي الأفضل _مثل المرأة اليهودية .. المرأة اليهودية لا يستطيع أحد أن ينالمنها بشيء .. لماذا ؟ لأن لها منظمات هناك جهات ومؤسسات وحكومات وأفرادوإعلام يدافع عن قضاياها .. فكذلك بل الواجب للمرأة المسلمة أن يكون لناكذلك ، يعني نحن البلد الذي يعامل المحجبات بهذه المعاملة لو قاطعنا بضائعه، لو احتججنا على سفارته ولو كتابيا ، لو كتبنا ذلك في الإعلام ، لوتحدثنا ,, لأثر ذلك ولاشك . أما أن نستخلي ونستسلم وكأن القضية تخص تلكالفتاة أو ذلك الأب فهذه مشكلة حقيقة تتنافى مع واجب الولاء والبراءوالنصرة الإيمانية بعد الأحداث التي ظهرت في العالم الآن طبعا ، دوليالم تعد لأمريكا تلك المكانة كما كانت في سابق عهدها ، تقول لا نقصد المكانةوالقدرة العسكرية_ بل حتى هذه _ وقد نقد إدارتها وأعمالها التعسفيةالمجتمع الأمريكي والشعب الأمريكي نفسه فكيف يمكن للدعاة والداعيات استغلالهذه النقطة للدعوة إلى الإسلام سواء دعوة الشعب الأمريكي أو كل من كانيقدس أمريكا ثم تراجع عن ذلك ؟ * نعم.. باعتبار أمركيا تمثل الآن القوةالطاغية في العالم ، القوة التي قبل أشهر في الحقيقة ، قبل أن تقع فيالمستنقع العراقي كما يسمونه كان الذين يكتبون عن أمريكا ومنهم بعضالمفكرين تعجب .. فعلى سبيل المثال : ( هيكل ) الكاتب المصري المعروف يقول : لم يعد وصف الدولة العظمى يكفي لأمريكا إنما لابد من استحداث وصف أكبر منذلك وأكثر بكثير لأن بين أمريكا كدولة في مقدمة الدول العظمى وبين ثانيدولة بعدها .. أمريكا تفوق الدولة الثانية بعدها بعشرين ضعفا .. فمعنى ذلكأنه لم تكن مثل السابق قوة متفوقة على قوة ، كتلة متفوقة على كتلة .. بلدولة من النوع الإمبراطوري البالغ العظمة ودول أخرى عظمى أو ما أشبه هذهالعبارات . المقصود : هذا كله أصبح الآن موضع شك لدى كثير من الناس بعد ماحدث في العراق ، العراق البلد الذي حوصر السنوات الطويلة ، البلد الذي عانىمن صواريخ تأتيه من مسافة مئات الأميال أو آلافها ولا يستطيع أن يفعل شيئا، البلد الذي عودي وضرب حتى تفشى فيه من الأمراض من أخبث أنواع الأمراض ماأدى إلى قتل عشرات الألوف بل ربما يكون ما يقارب المليونين من أطفالٍمابين قتيل ومصاب بالسرطان وغيره .. هذا البلد نفسه يضرب أروع الأمثلة فيتمزيق هذه الشعارات الكاذبة التي نسجتها أمريكا ونسجها الإعلام حول قوتهافي الأرض . في التقرير الذي نشرته وكالة ( اليونايتد برس ) مع بعض الصحفالأمريكية وهزّ أمريكا هزة قوية وكثير من مفكري العالم .. يقول : إن تقريباثلاثة أشهر في العراق تعادل بخسائرها وهزائمها ثلاث سنوات في فيتنام !! وفيتنام كانت الكتلة الشيوعية معها كانت الصين والاتحاد السوفييتي ، كانمعها قوى أخرى ، وفي وضع آخر وطبيعة الغابات وكذا وكذا تختلف ومع ذلك الشهرالعراقي بسنة فيتنامية ! معنى هذا أن هذه الأمة أمة مباركة وموفقة ولابدأن تنتصر في النهاية ولتكن المرحلة الآن ليست مرحلة انتصار .. يعني ليستمرحلة التمكين ، لكنها حققت شيئا عظيما جدا وهو إمكانية المقاومة يعنيإمكانية المقاومة أول قاعدة يبنى عليها بناء القوة بإذن الله تبارك وتعالى ،إمكانية مقاومة غير عادية على الاطلاق ولاتنبثق من مجرد القوة الماديةإنما انبثقت وانطلقت وقامت على أساس القوة الإيمانية ، القناعة بالحق ،عدالة القضية كما يحاول الغرب دائما أن يعبر عنها.. لا يشعر الجنديالأمريكي بأي عدالة في قضيته، لأنه لا أسلحة دمار شامل ،لا كذا.. لا كذا ..من الكذب المروج له وإنما احتلال من أجل المصالح لفئة معينة وشركات محددةبذاتها لتعمل في العراق .. ينقلب ذلك إلى جحيم يصلى ويعاني منه كل فردأمريكي في العراق ولا أحد يرى نفسه في مأمن منه بل إن الهجوم أكثر مايستهدف مقر القيادة ذاته .في مقابل ذلك نجد الإنسان العراقي الذي يتحلىبالإيمان بالله سبحانه وتعالى لأن المقاومين أكثرهم والحمد لله من أهلالإيمان والسنة وعلى خير، يحتاجون دعوة ولا شك ولكنهم على خير إذا قارنتهمبغيرهم في ذلك المجتمع ، وأيضا هناك قدر غير منكر عالميا وهو الإيمانبعدالة القضية وبالحق . وهنا تظهر حقيقةً أن هذه القوة زائفة. المقصود : كيف ندعو وكيف نخلخل المجتمع الأمريكي من داخله . الواقع أن المفكرين فيأمريكا عموما (ونحن نتكلم عن واقع قرأناه وتتبعناه عمليا ) المفكرون ،أساتذة الجامعات ، الباحثون في المراكز وما إلى ذلك ، ثم الكنائس أيضاماعدا الكنيسة الضئيلة التي ينتمى لها بوش ومن معه ، الكنائس أيضا بما فيهاالكنيسة الكاثولوكية وأكثر الكنائس الأخرى كالكنيسة المشيخية والكنيسةالمتحدة وغيرها.. كلها ترفض ما حدث وحقيقة أن هناك فرصة لكي نخاطب الشعبالأمريكي هذا الممثل في هيئاته الثقافية والدينية الرافضة للعدوان لنقول لهإن ديننا هو كذا وكذا وإن الحق والعدل كذا وكذا لكي ندعوهم إلى الله .. نكسب بذلك عدة أمور منها : هدايتهم وهي أعظم مطلب لنا ، ومنها كف شرهموعدوانهم علينا ، ومنها أن نثير أهل الحق منهم والعدل على أهل الباطل وعلىأهل الظلم في هذه القضايا فالفرصة مهيأة وأنا أشكر الأخت التي نبهت إلى ذلكونحن ولله الحمد إذا قمنا بالقليل فإن الله تبارك وتعالى سوف يباركه بإذنه
(9/78)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
عن أخواتنا الفلسطينيات المجاهدات سبق السؤال الرابع عشر عن التنصير وجهوده وعن كيفية مقاومته ؟ * والواقع ان التنصير أخطر داء عقدي يواجه الأمة الإسلامية .. اليهوديواجهوننا بالمكر وبالخديعة وبتجييش الجيوش علينا كما جيشوا الأمريكانلاحتلال العراق وغير ذلك ، لكن النصارى يواجهننا _ لا سيما في الدولالفقيرة _ وأكثر دول العالم الإسلامي فقيرة مع الأسف بتغيير الدينوبالعقيدة ، فكأن هناك أدوار موزعة الشيطان وزعها ، قد لايكونوا هم متفقين،أن لليهود مجال ودور وللنصارى مجال ودور والكل يهدف إلى أن يطفئ نور اللهبفيه والله تعالى يأبى ذلك عز وجل ويجب أن يكون لدينا ثقة ويقين بأنه بقدرما نقاوم التنصير بقدر ما نستطيع أن نكسب ، يعني بشيء من الصبر ليس بكبير،التنصير خاسئ الحمد لله {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيلالله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون} وهذا متحقق في الدولالإسلامية من فضل الله تعالى . لاشك أن التنصير ودمّر وأنه خرّب لكن هناكنجاح كبير في المقاومة الإيجابية للتنصير عن طريق الدعوة للإسلام فيالمناطق النصرانية والحمد لله يسلم في افريقيا الآن آلاف سنويا في الحبشةفي تشاد في زائير في دول البحيرات وفي جنوب أفريقيا وفي موزنبيقوبتشوانالاند وغيرها مما يبلغنا من الثقات وإحصائيات دقيقة أن الذين يسلمونهذه الأيام لم يكن أحد يتوقع ذلك بل إن بعض الدول في خلال عشر سنواتتقريبا ارتفع نسبة الإسلام فيها من أقل من 10% إلى حوالي 30% ولله الحمدوالشكر وهذا بجهود لا تكاد ترى إذا قورنت بكثافة وضخامة القوى التنصيريةلكن الحق والنور يغلب بإذن الله عز وجل فالواجب إذا أن نعمل على بصيرة فيالاهتمام بنشر الإسلام وبالدعوة إليه بالوسائل التي أشرنا إليها في الأجوبةالسابقة بالتقنية الحديثة وبغيرها وبالذهاب المباشرإلى هناك وباستقدامالإخوة بل وحتى الأخوات للدراسة هنا ثم الرجوع إلى هناك للقيام بواجبالدعوة إلى الله وبغير ذلك من الوسائل التي نسأل الله تعالى أن يوفق الإخوةجميعا للقيام بها إنه على كل شيء قدير . هناك سؤال عن الدعوة وأنها واسعة وتحتاج العلم والإخلاص والهمة لكن الفتن المتلاطمة عكرت عليها؟ * لم يكن يوما من الأيام دعوة بلا فتن الله عز وجل يقول : { وكذلك جعلنا لكلنبي عدوا من المجرمين } فالله تعالى جعل لكل دعوة أعداءها ، ولم يقل أنللدعاة من يعاديها ، لا.. هو جعل كونا وقدرا أراد ذلك وقدّره ودبّرهُ ليكونالابتلاء أكثر ولتكون نتيجة العمل أجدى وأحلى للدعاة إذا حققوا نتيجةونجاحا في ذلك. الفتن مهما تلاطمت ومهما كثرت فلا يجوز أن تشغلنا عن القيامبالواجب بل نصبر ونثبت والله تعالى هو المستعان عليها جميعا هل منواجبات المرأة الداعية قول الحق وبيان التوحيد على أرض الواقع والتبصيربالعقائد الفاسدة والفئات الضالة إلى آخره .. أم أنه على مسائل الفروع ومايتعلق بالأمور الفقهية التي تخص النساء ؟ * لا ..الحقيقة الواجب عليهاأن تحيط بكتاب الله تبارك وتعالى فقها وعلما وبسنة النبي صلى الله عليهوسلم ، وإذا فعلت ذلك ففيها كل هذه الأمور، لا نقلل أبدا من شأن ما يخصالمرأة في ذاتها أو أحكامها الخاصة ولكن ذلك لايعني الاقتصار عليها بلبالشمول القرآني وبالكمال القرآني وبالعمق أيضا الإيماني الذي علمنا إياهالقرآن ينبغي أن تكون دعوتنا دائما بإذن الله تعالى . كيف تتحول الداعية من مجرد داعية إلى مربية تقود الناس إلى الالتزام العملي بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟ * لايمكن أن تكون الداعية إلا مربية ، وإلا فهي لاتزال في موقع التدريب أوالتدرب ، لأن ما يسمى التربية في المصطلح القرآني واللفظ أو الكلمةالقرآنية هو التزكية { ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة } فالتزكية هي عملالأنبياء ولايمكن أن تكون دعوة إلا بهذه التربية وهذه التزكية .. فلا تكونداعية إلا وهي مربية ، وإن لم تكن كذلك فقد تكون واعظة أو فقيهة تقولالكلمة وتمشي، لكن هذا يختلف تماما عن المطلوب الذي نحن نتحدث فيه هذهالليلة ، وهو الداعية التي تكون قدوة بعملها وقائدة لغيرها إلى الهدى وإلىالصراط المستقيم ، وتأتي هذه بقراءة القرآن والتفقه فيه ، ومتابعة حياةالنبي صلى الله عليه وسلم ونساء بيته والمؤمنات الفضليات في العصور الأولى ،عصور الخير والإيمان والفتوح والنصر والعزة والتمكين. المرأة كيف يمكن إن ترفع من همة زوجها وأن توفق بينه وبين الدعوة؟ * لعل هذا تقدم إن شاء الله فيه مايكفي تعاونالفتاة الملتزمة مع الجمعيات النسائية ومكاتب الدعوة لتنسيق الكلماتوالمحاضرات إلى آخره حيث أنه من باب التجربة رأينا أن الداعيات متحمسات لكنأين من ينسق فقط ويرتب الموعد ؟ * جزاكن الله ألف خير، وهذا العتب نحنننقله بدورنا إلى الإخوة المسؤلين عن التنسيق والترتيب في المكاتبالتعاونية أو بالمساجد أو مراكز الدعوة . كيف تكون الفتاة مفتاحا لكل خير مغلاقا لكل شر ؟
(9/79)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
* القضية لا تخرج عما قلنا من قبل ، فالخير كل الخير في تقوى الله ، وطاعةالله ، والالتزام بهدى الله . والشر هو في معصية الله والفسق والخروج عنأمر الله عز وجل وكون الإنسان مفتاحا للخير مغلاقا للشر معناه : أنه يبذلنفسه ووقته وجهده وما يستطيع لمنفعة المسلمين أيضا ، يعني زيادة على أنيستقيم في ذاته لكن ينفع الله به إخوانه المسلمين وينفع به من حوله منالناس بحيث يكون كما كان أنبياء الله عز وجل رحمةً للعالمين كما أخبر اللهسبحانه وتعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، رحمة لأقوامهم من حولهم كماكان كل الأنبياء . أسئلة أخرى جاءت لاحقا: 1/ الأخت تشكو من زوجها الذي يجلس الساعات الطويلة عند الإنترنت يشارك فيها بنشاط دعوي لكن نحن بحاجة إلى علمه ودعوته ؟ * لابد من التوفيق بين هذه الجهود وبين هذه المجالات وإذا كان الأخ يؤدي علىهذه الشبكة دورا أعظم وأهم من مجرد الجلوس وحلقات العلم فليغتفر ذلك لهوليعفى ويسمح عنه ذلك.. أما إذا كان ذلك يشغله بالكلية أو كان أداؤه فيالحلقات فعلى كل حال ينبغي للإنسان أن ينسق بين كل تلك الأمور وعمومالاينبغي للزوج أن ينشغل عن أداء الحقوق الزوجية التي فرضها الله سبحانهوتعالى عليه لا بالدعوة ولا حتى بقراءة القرآن ولا بالعبادة ولا بأي شيء فيالإنترنت أو في غيره. 2 / أيضا هذا سؤال : من لم يستطع أن يجمع بينالعلم الشرعي والعمل الدعوي والخير بإشرافها أو بإشرافه على حلقات التحفيظأو مشاريع دعوية أو مؤسسية ، فنسي العلم الشرعي فهل أترك العمل وأتفرغ لطلبالعلم ؟ * لا .. الحقيقة لا .. من وهبه الله سبحانه وتعالى نجاحاوفلاحافي أمر فلا يتركه لغيره قد يتجشمه أو يصعب عليه ، إذا أمكن التوفيقفحسنٌ ماهو .. إن لم يمكن فنحن أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن كلامنا ميسر لما خلق له ، وكلا منا ركبت فيه مواهب وصفات ليست في غيره فمن نجحفي جانب فليحمد الله عليه ، وكلها طرق وكلها أبواب إلى الجنة ، وكلها منسبل الله عز وجل التي قال فيها { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } ولاينبغي لأختٍ أن تجعل همها فقط أن تكون طالبة علم وقد فُتح عليها في غير ذلك، فمن استطاع أن يدخل من أكثر من باب من أبواب الجنة فليكن كذلك وأقولأيضا أيها الأخوات الكريمات : إن مشكلتنا اليوم ليست في وجود الفقيهأوالفقيهة أوالعالم _على أهمية العلم _ لكن ..هل المجتمعات الإسلامية تعملبما يعلمه كل مسلم بما لايكاد يخفى على العمي من المسلمين من تعظيم حق الله، من ترك الفواحش ، من ترك الغش والكذب ، من حسن المعاملة ، من أداءالفرائض ، من كذا من كذا ؟ الحقيقة التقصير في هذا واضح لو عملنا به لكانفيه الخير الكثير دون إضعاف لجانب العلم على الإطلاق 3 / أخت تتحرج مندعوة من هي أكبر منها لأنها أكثر منها علما ؟ * لا ..والدعوة هي النصيحةوهي تكون بأسلوب المحبة واللطف، وبطريقة العرض يمكن للأخ أن يدعو من هوأكبر منه والأخت كذلك 4/ السؤال الأخر : تجديد النية في كل عمل نقوم به ؟ * هناك فرق بين إصلاح النية وبين محاولة الإخلاص لله تعالى من جهة ، وبينالوسوسة التي تكتب عنها ويتحدث عنها الصوفية من جهة أخرى ، وهي أني لا بدأن أفكر أو أجلس أو أجدد النية.. إلى آخره . علينا أن نعمل ونتوكل على اللهبلا تردد ونجتهد في طاعة الله سبحانه وتعالى ونستغفره من التقصير فيهافكلنا عرضة للتقصير والنية في هذا هي نية الإخلاص لله عز وجل كافيه ،وتصحيحها مع العمل من غير أن يتوقف عن أدائه هذا هو المطلوب. 5 / سؤالآخر : استخدام أسلوب الدفاع عن الحق والانشغال برد الشبهات دون الاجتهاد فيإيضاح الحق وتأصيله ووضع أسسه وقواعده فما الأولى ؟ * لا .. الأولى هوإيضاح الحق والاجتهاد فيه .. ويقترن بذلك رد الشبهات وليس تقديم رد الشبهاتأو الانشغال به عن إيضاح الحق .نعم لأنه ليس المقصود فقط أن الناس لايعصون الله عز وجل ، المطلوب أن يطيعوا الله ويعبدوا الله ، ليس المطلوب منالفتاة المسلمة فقط أنها تترك الفواحش تترك التبرج تترك ... لا . قبل ذلكومعه أن تعبد الله وتخلص النية لله وأن تؤدي الفرائض وتقوم بالواجبات ومعذلك تترك هذه المنهيات . 6/ صيحات الموضة وكذا .. * قد سبق الإشارةلها وهي الفرق بين الغافلة والذاكرة ، بين من تعمل لله وتعلم أنها ستقف بينيدي الله ، وأن العمر ثمين وقصير ولا ينبغي أن يفرط فيه ، وأن المال أيضالا يجوز التبذير فيه فلا يمكن أن تشتغل بالجري وراء الصرخات والموضات إلىآخره .. وبين من غفلت عن ذلك فانساقت وراءها وأصبحت تكدح وتعمل لتدخل فيجيوب اليهود والصيانة ووكلائهم هذه الأموال الباهضة وتتقيد وتلتزم بأوامرهمالتي تكلفها العناء الشديد من غير أجر ..بل بالإثم 7/ ما رأيكم فيما يقال حول قاعدة سد الذرائع وخاصة في قضية المرأة ؟
(9/80)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
* سد الذرائع هي قاعدة حقيقية .. المشكلة هي المبالغة في ذلك .. بعني أناأذكر من ذلك مشكلة حدثت لإحدى الأخوات في إحدى مناطق المملكة المحافظة جداوهو أن فيها شيخا فاضلا كما كتبن لي يعلمهن العلم الشرعي النافع والقرآنوليس هناك أي ذريعة للاختلاط أصلا وليس في كلامه وفقه الله كما ذكرن جميعا _ وأنا أعرفه _ ليس في كلامه أي شيء من هذه الأمور ولا في عمله ومع ذلكالبعض يقول : مجرد أننا نخرج ، مجرد أن الرجل يتكلم معنا ، حتى لو كان _ بعضهن تقول _ حتى لو كان على الهاتف ، حتى لو كان من وراء الباب.. لا ... إذا غلونا في هذه الأمور بقضية سد الذرائع فنجعل المرأة وراء أسوار منالجهل والتخلف والبعد عن القيام بنصرة الدين ، لكن نحن .. الحرام حرام،والذريعة إليه حرام إذا كانت تؤدي إليه فعلا ، مثل ما يؤدي الاختلاط أوالبسمة والضحكة وإلى آخره إلى أنه في النهاية نسأل الله العفو العافية يعقبزنا العين زنا الفرج ،نسأل الله أن يحفظنا ويحمي نساء المسلمين أجمعين. المقصود : أن الذرائع القاعدة صحيحة وحق، في الشرك وفي المعاصي وفي غيرها ،لكن المبالغة فيها لاتجوز .. لانستطيع أن نطيل أكثر من ذلك . هذا يعنيكمثال .. أنه تقول الأخوات : تنبيه الأخوات الداعيات عن التمادي معالرجال عبر الإنترنت وخاصة الملتزمين والملتزمات بحجة الدعوة وتبادلالمنفعة ؟ * على كل حال .. الحديث بالإنترنت أشد منه الكلام بالهاتف ،ومع ذلك لابد من ذلك ، فينبغي أن تكون المرأة المسلمة مفيدة ، أن تفيد منأي وسيلة من الإنترنت أو الهاتف أو غيره ولكن من غير خضوع في القول فيطمعالذي في قلبه مرض .فلا نحرم الاتصال بالهاتف أو بالكتابة ولكن أيضا لابد منالتنبيه أن يكون في حدود العلم وطلب العلم وسد ذرائع الشيطان في هذا الباب . هذا السؤال به نختم وهو يُؤهَل للخاتمة : رجاء توجيه كلمة حول التجردوالبحث عن الأولويات للعمل الدعوي لأكثر من أربعين فتاة كلهن من المجتهداتفي العمل الدعوي . * نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكثرهن ويباركهن وينفعبجهودهن جميعا وأساس ذلك كما طلبت الأخت الإخلاص لله تعالى { ألا للهالدين الخالص} والله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم {أن أعبد اللهمخلصا له الدين }. ================ الدكتور محيي الدين الصافي ...المرأة المسلمة تعاني من الأمية الثقافية وصف الحوار: ضيف الحوار : د.محيي الدين الصافي. اكدالدكتور محيي الدين الصافي عميد كلية اصول الدين بالقاهرة ان المرأةالمسلمة تعاني من الامية الثقافية وتواجه طوفانا من القيم والسلوكياتالوافدة من الغرب والتي تستهدف عزلها عن شريعتها وخداعها بشعارات مزيفة ،ومضللة وحرمان المجتمع المسلم من جهودها ودورها الكبير في التربية والتوجيهواعداد اجيال جديدة تلتزم بالاسلام وتطبق تعاليمه في الحياة العامةوالخاصة. وقال الدكتور الصافي في حوار مع (الضياء): ان هناك صحوة اسلاميةملحوظة في محيط النساء تظهر بوضوح من خلال الالتزام بالزي الشرعي والاقبالعلى دراسة الاسلام, لكن هذه الصحوة في حاجة الى توجيه وارشاد وتوظيف جيدحتى تنعكس اثارها الايجابية على الاسرة والاولاد. وفند عميد كلية اصولالدين بالقاهرة المغالطات ورد على الشبهات التي يرددها خصوم الاسلام فيالداخل والخارج حول موقف الاسلام من المرأة وتمييز الرجل عليها في بعضالامور موضحا مقاصد الشريعة الاسلامية من وراء ذلك, ووصف هذه الشبهات بأنهامغالطات مكشوفة الهدف منها صرف المرأة المسلمة عن عقيدتها وشريعتها, لكنهذا لن يحدث لان العقيدة متأصلة في النفوس رغم المظاهر التي تؤكد البعد عنمنهج الله. وهذا هو الحوار الذي اجرى معه: أمية ثقافية * تعاني المرأةالمسلمة في معظم الاقطار العربية والاسلامية من الامية الثقافية وخاصة فيمايتعلق بالثقافة الاسلامية.. ترى ما اسباب ذلك؟ - الامية الثقافية التيتعاني منها المرأة المسلمة الآن واقع لا ينكره احد.. والبنيان الاجتماعيوالفهم الخاطىء لرسالة المرأة ودورها في الحياة في بلادنا الاسلامي ساعدعلى ذلك.. فالبعض يفهم ان المرأة خلقت لترعى شئون البيت وتحقق رغبات الزوجوهذا خطأ لان هذا المفهوم القاصر لدور المرأة المسلمة دفع البعض الىحرمانها من التعليم فكثير من النساء لم يكملن تعليمهن بسبب الزواج, ايضاالمرأة داخل بيتها لا تجد فرصة للقراءة ولا تجد تشجيعا من الزوج او الابعلى ان تقرأ وترفع مستواها الثقافي.. كل ذلك يؤثر على ثقافة المرأةالمسلمة. اما الثقافة الاسلامية فتتمثل فيها الامية اكثر من غيرها رغمالصحوة الاسلامية في المحيط النسائي, فالمرأة او الفتاة لا تقرأ عن الاسلامإلا اذا كانت متدينة او وجدت زوجا او ابا او اخا يحثها على ذلك ويساعدهاعلى ان تعرف امور دينها وان تلتزم بالاسلام في حياتها العامة والخاصة وفيسلوكياتها داخل المنزل وخارجه. وهنا لابد من التأكيد على دور وسائل الاعلاموخاصة التلفزيون حيث تقضي المرأة جزءا كبيرا من وقتها امام هذا الجهاز, لذلك ينبغي الاستفادة منه وتوظيفه لرفع مستوى المرأة الثقافي سواء اكانتالثقافة عامة ام كانت ثقافة ,اسلامية بدلا من شغل النساء والاطفال بالافلاموالمسلسلات التي تغرس قيما وتنمي سلوكيات بعيدة عن منهج الله. مغالطاتمكشوفة * هناك مغالطات وشبهات كثيرة يرددها خصوم الاسلام فهم يزعمون انالاسلام ظلم المرأة وميز الرجل عليها ويستدلون على ذلك بتميز الرجلبالشهادة, والميراث, والدية, وقوامة المنزلة, ورياسة الدولة وبعض الاحكامالجزئية الاخرى.. فما رد فضيلتكم؟
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى السبت ديسمبر 17, 2011 3:25 pm
(9/81)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
- الواقع ان هذه مغالطات كما ذكرت في سؤالك ولو فهم هؤلاء مقاصد الشرعالاسلامي وغاياته من تشريع واقرار هذه الامور ما رددوا هذا الكلام, صحيح انالشرع قد اعطى الرجل تمييزا عن المرأة في هذه الاحكام, لكن ليس معنى ذلكان جنس الرجل اكرم عند الله واقرب اليه من جنس المرأة, ولكن لان هذاالتمييز اقتضته الوظيفة التي خصصتها الفطرة السليمة لكل من الرجل والمرأة. فالاسلام جعل شهادة الرجل تساوي شهادة امرأتين, وهذا الامر ليس لنقصانسانية المرأة او كرامتها, بللانها بطبيعتها لا تشتغل عادة بالامورالمالية والمعاملات المدنية, بل لها في الغالب اهتمامات اخرى.. اما التقاربفي الميراث بين الرجل والمرأة فهو نتيجة طبيعية للتفاوت بينهما في الاعباءوالتكاليف المالية المفروضة على كل منهما شرعا, فالرجل هو المسئول عنالانفاق على زوجته وأولاده وفي ظل العرف والشرع الإسلامي هو المسئول عنتجهيز منزل الزوجية وتأثيثه الى غير ذلك من الواجبات التي جعلها الإسلامعلى الزوج وألزمه بها. واذا نظرنا إلى موضوع القوامة التي يستغلها هؤلاءللتنكيل بموقف الإسلام من المرأة نجدهم يغالطون انفسهم.. فالإسلام لم يجعلالقوامة للتسلط والعدوان على الحقوق بل جعلها الاسلام توجيها لحياة الاسرةوالرجل بطبيعته هو القادر على التوجيه والرعاية.. كما ان الرجل هو الذيينفق الكثير على تكوين الاسرة ولذلك سيفكر كثيرا قبل ان يتخذ قراره بهدمهذه الاسرة او تفكيكها. وقضية رئاسة الدولة لا يقدر عليها إلا الرجال فطاقةالمرأة لا تحتمل الصراعات السياسية وتحمل الضغوط واتخاذ اصعب القرارات وفيهذا رحمة بالمرأة ومراعاة لظروفها. لكن من حق المرأة ان تتولى بعد ذلك ماتشاء من مناصب قيادية داخل المجتمع الاسلامي وقد اخذت المرأة المسلمةمكانها في كثير من المواقع داخل المجتمع فأصبحت نائبة في المجالس النيابية, واصبحت وزيرة بل رئيسة وزراء, واصبحت عميدة لكلية ومديرة لشركة الى غيرذلك من المناصب العامة والقيادية التي جعل الاسلام للمرأة حقا فيها مثلالرجل تماما. شعارات خادعة * بعض الجمعيات النسائية تقوم بحملة الآن لتعديلوثيقة الزواج ووضع شروط تضمن حقوق الزوجة وتحد من تسلط الزوج عليها.. فهلالاسلام يوافق على وضع هذه الشروط؟ وهل ترى ان هناك ضرورة لها الآن؟ - لاادري ماذا تريد الجمعيات النسائية من وضع شروط لضمان حقوق الزوجة, وما هوالجديد الذي جاءت به هذه الجمعيات التي ترفع شعارات فارغة من اي مضمون بلان كثيراً من هذه الشعارات زائفة ومضللة وتقليد لما يحدث في الغرب ونحنمجتمع اسلامي له قيمه وعاداته وتقاليده وله عقيدته التي توجه كل مجالاتالحياة فيه. ان الاسلام اعطى للزوجة كل حقوقها وجعلها داخل بيت زوجها مصونةمكرمة فالزوج هو المسئول عن الانفاق الكامل عليها وعلى اولادها حتى لوكانت تعمل او كان لديها مال خاص بها فالزوج مسئول عن الوفاء بالتزاماتهنحوها التزاما كاملا, ونظم الاسلام العلاقة بين الزوج وزوجته على أسسوقواعد توضح لكل طرف حقوقه وتحدد له واجباته, واذا كان الاسلام قد جعلالزوج هو صاحب القوامة داخل بيته فإن القوامة لا تعني التسلط والاستبدادوالعدوان على حقوق الزوجة.. وحق التطليق الذي منحه الاسلام للزوج له غايةوهدف للحفاظ على كيان الاسرة من الانهيار عند حدوث اي خلاف فالرجل منطبيعته ان يفكر بهدوء وان يزن الامور قبل التسرع في الطلاق على خلاف الزوجةالتي قد تنهار من أول مشكلة وتطلب الطلاق.. ولو كان الطلاق من حق النساءلانهارت مجتمعاتنا الاسلامية اجتماعيا واخلاقيا. لذلك لا ينبغي ان نرفعشعارات لا نفهم مغزاها او لا ندرك عواقب العمل بها فالمرأة لها كامل حقوقهاداخل منزل زوجها. اما من الناحية الشرعية فالاسلام لا يمنع وجود شروطوثيقة الزواج لتوضيح بعض الحقوق والواجبات لكل من الزوج والزوجة, وقد اتفقالفقهاء على ضرورة الالتزام والوفاء بما في عقد الزواج من شروط ما دامت هذهالشروط تجري في نطاق الشرع, كاشتراط العشرة بالمعروف, واشتراط الزوجة علىزوجها ان ينفق عليها, وألا يقصر في حقوقها, وكاشتراط الزوج عليها ألا تخرجمن بيته دون رضاه, ولا تتصرف في ملكه دون اذنه.. فمثل هذه الشروط يجبالوفاء بها لانها من مقتضى العقد ومأمورات الشرع.. أما اذا كانت الشروطمخالفة لاحكام الشريعة مثل اشتراط الزوجة على زوجها ان يبيح لها الخروج منالبيت كما تشاء في اي وقت تريد, او يطلقها عندما تطلب هي ذلك فإنه لا يجوزالوفاء بهذا الاتفاق لان هذه الشروط مما يحل حراما ويحرم حلالا, وقد ارشدناالنبي صلى الله عليه وسلم الى عدم جواز ذلك عندما قال: (المسلمون علىشروطهم إلا شرطا حرم حلالا او أحل حراما) . (رواه الترمذي). المرأةداعية * تفتقر مجتمعاتنا الاسلامية الى وجود داعيات مسلمات مثفقات لمحاربةالامية الثقافية لدى النساء.. باعتباركم عميدا لكلية مهمتها الاساسية اعدادالدعاة هل ترى ضرورة الآن لانشاء كليات ومعاهدة متخصصة لاعداد الداعيات؟
(9/82)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
- التعليم الاسلامي اصبح متاحا الآن في معظم بلاد المسلمين للرجل والمرأةعلى السواء وهناك العديد من الكليات في الاقطار العربية والاسلامية التيتعد الرجال والنساء للعمل في حقل الدعوة الاسلامية.. فالمشكلة ليست فياقامة كليات او معاهد لاعداد الداعيات بقدر ما هي في تقبل المرأة نفسهالطبيعة العمل الدعوي. والواقع الذي نعيشه في معظم مجتمعاتنا الاسلامية يؤكدان الدعوة الاسلامية في محيط النساء يقوم بها الرجال.. لكن اذا امكن وجودداعيات متميزات للعمل في حقل الدعوة الاسلامية في المحيط النسائي يكون افضللان المرأة اقدر على مخاطبة المرأة, وهناك امور خاصة بالنساء لا تبوح بهاللرجال وهنا تصبح المرأة هي العنصر البشري المناسب جدا للعمل في محيطالنساء. لكن هذا يستلزم وجود وعي نسائي بضرورة اقتحام المرأة لهذا العملويستلزم ايضا توفير المناخ المناسب للنساء لكي يعملن داعيات دون اخلالبواجباتهن داخل الاسرة, وان تكون هناك حوافز مادية ومعنوية تشجع الفتياتعلى العمل كداعيات للنساء. المرأة.. وزيرة ومديرة * اصبحت المرأة الانوزيرة ومديرة وعميدة لكليات ورئيسة في اعمال كبيرة ومتميزة.. فهل الاسلاممنح المرأة الحق في العمل حتى تصل الى هذه الاعمال وهذه المناصب الرفيعةداخل المجتمع الاسلامي؟ - هذا رد عملي على الذين يظنون ان الاسلام حرمالمرأة من حق العمل وامر بحبسها في البيت فالمرأة الوزيرة والمرأة العميدةاو المديرة لم تصل الى هذا المكان إلا بالكفاح والجهد والتميز فهي ليستمخلوقا ناقصا كما يظن البعض وليست ناقصة عقل ودين, كما فهم البعض ذلك منظاهر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (النساء ناقصات عقل ودين). لذلكفإن موقف الاسلام من عمل المرأة واضح كل الوضوح فالاسلام اعطى المرأة حقالعمل لكن وضع لها ضوابط واحاطها بسياج من القيم والاخلاق التي يجب انتلتزم بها عند خروجها للعمل وممارستها لهذا العمل لو نظم العلاقة بينهاوبين كل زملائها وزميلاتها في نطاق العمل فلا تبرج ولا سفور ولا مياعة فيالحديث ولا خلوة محرمة ولا ممارسة لاعمال لا تتفق مع طبيعتها كأنثى وفوق كلذلك لا اهمال لواجباتها داخل الاسرة تجاه الزوج والاولاد لان هذه هيالمهمة العظيمة التي كلف الاسلام الزوجة بها ايضا لابد ان تكون المرأة فيحاجة الى هذا العمل.. او العمل في حاجة اليها لان العمل في حد ذاته ليسهدفاً لذلك تخطىء كثير من النساء عندما يخرجن للعمل من اجل العمل, وقد تخرجالمرأة للعمل وتأخد منه مئة جنيه مثلا ثم تستعين بشغالة او مربية تدفع لهامئتين!! وهنا امر لابد ان نوضحه وهو ان تولي المرأة لمناصب ومهام كبيرةداخل المجتمع الاسلامي لا يعفيها اطلاقا من مهامها وواجباتها تجاه زوجهاواطفالها.. قد تستعين بشغالة او طباخة او مربية لكن تظل مسئولية الزوجوالاولاد في اعناقها وتظل مسئولية تنظيم شئون البيت من أولى واجباتها. =================== الشباب والصيف الشباب والصيف .. تنظيم أوقات واستثمار طاقات أرغب في أن أوجه بعض الشباب إلى حسن استغلال الأوقات خلال إجازة الصيف؛ لذا ما هي الجوانب التي ينبغي أن أركز عليها ؟. وكيف يمكن الاستفادة من طاقات الشباب فيما يعود عليهم بالفائدة ؟. وهل يمكن وضع جدول للإجازة ؟. وما الطاقات الكامنة في الشباب التي يمكن توظيفها في خدمة الأمة ؟. …السؤال فنون ومهارات, وسائل اجتماعية, شباب وطلاب …الموضوع الأستاذة تقوى سيف الحق…المستشار ……الحل … أخي الكريم عبد الرحمن، جزاك الله خيرا على اهتمامك بالشباب وتنميتهم، وجعلك الله مثلا يقتدي به الدعاة. ووالله - أخي الكريم - لقد أمسكت خيطا حساسا، ولو كنت قادرا على التعامل معهلاستطعت فعْل الكثير لدين الله، وصدقني أنا لا أبالغ، فلقد أفرد رسولناالكريم الحديث عن شباب الإنسان في حديثه: "لا تزول قدما عبد يوم القيامةحتى يسأل عن أربع.." منها: "شبابه فيما أبلاه" رواه الترمذي بسند حسن. ولأهميةدور الشباب في بناء الأمة ترى أعداء الإسلام لا يألون جهدا في محاولاتهملتدمير مستقبل هذه الأمة بتدمير روح "الفعل" في نفوس شبابها عن طريق منافذالفساد التي يحاولون ترسيخها في مجتمعاتنا، إذ علموا أن تحطيم الشبابالمسلم يعني تحطيم أمة الإسلام، وللأسف لقد نجحوا لدرجة ليست بالقليلة،ولكن إلى حين إن شاء الله. ولن نستطيع - كدعاة - أن نؤثر في الشباب، ولاأن نصل إليهم وصولا سليما إلا إذا اهتممنا بما يريدون هم أولا، لا بمانريد نحن لهم وفقط، وأن نقدر لهؤلاء الشباب ذاتيتهم ونعمل على تنميتها، ولانحاول تحت أي مسوغ التعدي عليها، أو أن نذيبهم في ذواتنا نحن، كي يكونواصورا مطابقة لنا، إذ أثقل كاهل الدين كثرة المقلدين من أبنائه الذين أصبحوابسبب التربية على التبعية العمياء، يتبعون كل ناعق سواء كان دعاؤه بالشرأو بالخير، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تكونوا إمعة" رواهالترمذي بسند حسن. نحن نحتاج إلى أن نطور وسائلنا حتى نصل إلى الشباب،جميع الشباب، على اختلاف مستوياتهم وعلى تفاوت طبائعهم، كي نوصل إليهم دعوةالله التي حرمتهم مجتمعات بعيدة عن الإسلام في كثير من مظاهرها عن أنتراها على حقيقتها الربانية الصافية.
(9/83)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
لذايجب ألا نقصر دعوتنا على المسجد، ومن يأتي إليه من الشباب، بل الأولى أننوسع من دائرتنا، ونحاول أن نصل بالدعوة إلى الأماكن التي يتجمع فيهاالشباب، ألم تر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب للناس في نواديهموفي أسواقهم، وكذا تعلم الدعاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوايتلمسون المواطن التي يتجمع الناس فيها ويذهبون إليهم، فكان الأستاذ حسنالبنا مثلا يعطي دروسه في المقاهي. أمور ينبغي العناية بها: أما عن الجوانب التي ينبغي أن تركز عليها فهي عديدة، وسوف أشير إليها على شكل نقاط: 1- حاجة الشباب الماسة للبديل الإسلامي لكل ما يجدونه أمامهم، على أن يكونجذابا، كي لا نأخذهم من حياتهم إلى ما هو خال من كل متعة، كما يظن البعض فيطبيعة الالتزام. 2- تقديم القدوة كصاحب للأخلاق الحسنة والشخصية الجذابة. 3- احرص - أخي الكريم - على التقرب منهم ومن حاجاتهم، اسأل عن أوضاعهمالاجتماعية، شاركهم أفراحهم وأتراحهم، قدم الهدية، فهي صاحبة تأثير إيجابيرائع. 4- حاول أن تعامل الجميع بنفس المستوى من المحبة، وأشعرهم بتلكالمحبة، وخير قدوة لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث كان كلصحابي يرى أنه الأحب إلى رسول الله من غيره. 5- حاول أن تستخدمالموضوعات التي يحبونها هم، وعليك أنت بحسْن تصرفك وذكائك تحويلها لصالحالفكرة التي تريد إيصالها لهم، حتى لا نُتهم "بالقولبة"، وهي أننا نضعالناس في قوالب معينة ونتعامل معهم على أساسها. فلا مانع من الاندماج "العقلاني" مع الآخرين، ومن واقع التجارب نعلم أن الإسلام هو الأقرب إلىالنفوس، ولكن الأسلوب هو الذي يرتفع به لينال القبول أو العكس. جدول للإجازة: أماعن الجدول للإجازة، فاعلم - أخي الحبيب - أن التخطيط للعمل يوفر لك ضعْفالوقت الذي يمكن بذله في ذلك، وهو من أهم الأسباب التي يجب علينا الأخذبها، ويمكن أن تضع مخططا بسيطا لفترة الصيف بهذه السمات: - حدد واقع من معك من الشباب: عددهم، مدى التزام كل منهم، مشكلاتهم التي تحتاج إلى علاج. - حدد إمكانيات كل واحد من هؤلاء الشباب وما لديه من مواهب، وإن لم تكن علىعلم بمواهبهم فمن الواجب عليك أن تضع من أهدافك أن تكتشف ما يتميز به كلواحد منهم. - حدد أهدافك التي تريد أن تحققها مع هؤلاء الشباب. - حدد أفضل الوسائل التي يمكن أن تعينك على الوصول إلى هذه الأهداف. أنشطة وبرامج: وسوفأضع لك بعض النقاط علها تفيدك فيما أنت بصدده إن شاء الله، ويمكنك أنتطورها حسب حاجتك، وحسب تصورك للنشاط الذي تريد أن تقوم به: 1- حفظالقرآن الكريم، وذلك عن طريق عمل مسابقات خاصة لحفظ جزء أو سور من القرآنالكريم، وإذا ما تم استغلال هذه النقطة سوف تعود عليك بالخير الوفير إن شاءالله، وأنا أعرف فتاة استطاعت أن تحفظ القرآن الكريم خلال 3 إجازات صيفيةعن طريق هذا النوع من المسابقات. 2- النشاطات الرياضية والترفيهية، وتعلم رياضات مفيدة. 3- الألعاب التعليمية. 4- تعلم اللغات، فهناك الكثير من الشباب يحبون ذلك، ويا حبذا لو كانت تعطىلهم بطريقة تشوقهم إلى المعرفة أكثر، فالإسلام بحاجة إلى الشباب المثقف. 5- الفنون المسرحية والأناشيد، فمثلا يمكنك أن تجد موهبة لأحد الشباب لديكوتنميها، أو على الأقل توجه نظره إلى ضرورة الاعتناء بها وتقدم له الدعمالمعنوي. 6- تعلم الكمبيوتر والإنترنت. 7- تعلم مهارات وفنون الخط العربي. 8- الحرص على تفعيل دور المكتبة لدى الشباب، والتي أصبح دورها محصورا بالدراسة فقط. 9- تنمية أسلوب الكتابة لديهم، ويمكنك إصدار كتيبات من كتاباتهم لتدعيم أسس الكتابة لديهم وتشجيعهم. 10- تعلم النشاطات المهنية والحرف اليدوية. وتذكر - أخي الكريم - أن تبحث وتنقب عن مواهب لدى الشباب، تفيد الإسلام، وترسخ لديهم شمولية هذا الدين عمليا. كما أذكرك بالإضافة إلى ما سبق أن تضع في اعتبارك أن تنشئ منهم قيادات شابة قادرة على الدعوة وعلى صنع القرار. وبإمكانكالاستفادة بشكل كبير في هذا المجال من سلسلة الكتب الصادرة عن مركزالتفكير الإبداعي للدكتور علي الحمادي، وكتب الدكتور طارق السويدان، وكتبأخرى قد لا تكون كتبت على أصول إسلامية، ولكنها قد تكون مفيدة، وهنا يأتيدورك بإعطائها بالأسلوب الأمثل الذي تريد، كما يمكنك الاستفادة من شريطكاسيت للشيخ إبراهيم الدويش بعنوان: أربعون وسيلة لاستغلال الإجازة الصيفية استثمار الطاقات: أخيعبد الرحمن، إن في الشباب طاقات عديدة ومتنوعة ومتجددة وجديرة بالاهتمام،كما لا يمكن حصرها، ولكنها تتلاشى مع الوقت بسبب عدم الاهتمام بهاومراعاتها، ويكفي أن أذكرك - أخي الكريم - بالصحابي الجليل أسامة بن زيدالذي كان قادرا على قيادة جيش كامل للمسلمين، وهو لم يتعد بعد السبعة عشرربيعا، ومن هذه النقطة تجد أن الإسلام قد سخر هذه الطاقات لخدمته وللرقيبالنفس الإنسانية. ولكننا للأسف منذ بعدنا عن الإسلام، أصبحنا نسمعونتكلم عن "سن المراهقة"، وغيره من المفاهيم التي وضعت لنا حواجز تحولبيننا وبين الاستفادة من هذه الطاقات. وبكلمة أخيرة - أخي - أستخدم كلمةاقتبستها من كتاب "لافتات للمبصرين" للأخت مريم النعيمي: نحن بحاجة إلى "إحياء جوهر الشخصية الإسلامية المتواصلة مع الناس"، فهذا هو الهدف، وطرقتحقيقه عديدة جدا إذا أخلصنا العمل لوجه الله تعالى. فتح الله عليك أخي عبد الرحمن. ================= هل يصلح الإسلام لهذا الزمان؟
(9/84)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
كنتأتناقش مع أحد أصدقائي حول صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، ولكنه مقتنعبما يحاول أن يشيعه البعض بأن الشريعة الإسلامية غير صالحة لكل زمان ومكان،وبعبارة أوضح أن الشريعة الإسلامية تصلح فقط لعصر الرسول عليه الصلاةوالسلام والسلف الصالح، فما ردكم على مثل هدا الكلام؟. …السؤال ثقافة ومعارف …الموضوع الدكتور محمد محمود منصور…المستشار ……الحل … الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. شكر الله لكم، وجزاكم خيرا كثيرا على حبكم لإسلامكم، وحرصكم عليه، وعملكم له. أخي الحبيب، وكأن النظم الحالية كلها ثقة أنها قد أراحت الناس وأسعدتهم!. لقدأذلتهم واستعبدتهم الشيوعية بالقهر والقسوة والحديد والنار عشرات السنينحتى سقوطها، وأفقرتهم العولمة لصالح قلة منهم، وخدعتهم وأخضعتهم الليبراليةلشهواتهم، فأفسدوها بدلا من أن يحسنوا استغلالها كنِعَم، وافتعلت حروباظالمة وتهديدات دمارية زائفة ليغتني تجار السلاح، ونشرت فسادا ليشبع تجارالدعارة والمخدرات، وأغرقت ديونا لينتعش المُرابين، وأقامت ديكتاتورياتليمتلئ تجار السياسة، وحتى العلم لم يسلم فأصبح له تجار يُلوِّثون الهواءوالماء والمأكولات والجينات، وسيذلهم ويتعسهم أيّ نظام قادم شبيه، فما الذيتبقى إذن من حياتهم آمنا هانئا سعيدا في ظل هذه الأنظمة؟!. لقد كانمُتوقعا أن يكون هذا الوضع التعيس المهين دافعا لكل بشر مخلص حريص علىسعادة حياته أن يبحث عن مَخرَج، عن نظام يأخذ بيد الجميع لحياة آمنة سعيدة،وإذا ما تقدَّم أيّ أحد بأي نظام فمن الطبيعي والبديهي أن يُسارَع إليهويُؤخذ ويُدْرَس ويُنتقىَ الصالح منه، وإن كان كله صالحا أُخذ كله، لا أنيُصرَّ على عدم قبوله واستبعاده والاستمرار فيما هو ضار، بحجج واهية أهمهاأنه رَجعي! رغم أنه رجعي للخير المنسي المفقود!!. إن الذين يُروجون لهذالابد أنهم فقط هم المنتفعون من هذه الأنظمة الفاسدة، لأن أحدا لا يريدها،والكل يبحث عن غيرها، فلنكن نحن المسلمين هؤلاء الذين يحملون الخيروالسعادة لكل الناس كما سعدنا، تطوعا لهم، وحبا فيهم وفي ربنا الذي يطلبمنا ذلك للجميع لتكتمل سعادتنا بسعادتهم حولنا، فلنقدم لهم اقتراحا بنظامأخلاقي صالح يصلحهم، نسميه نحن الإسلام، ويسمونه هم بما يشاءون، وإنْ كانواصادقين في الإصلاح فسيُحسنون استقباله، ولن نطلب نحن منهم إلا النظر فيهبصدق وإنصاف. إننا سنقول لهم أنه نظام بشري بمرجعية خيرية فطرية إلهية،أي نظام يشارك في وضعه كل البشر في إطار الأخلاق الأساسية التي لا تخالفالفِطر السليمة والعقول المُنصِفة، والأهم - من وجهة نظرنا كمسلمين - أنّقواعده وأصوله هي من خالقهم، الذي لا يُخطيء ولا يظلم، ويعرف كل ما يصلحهمويسعدهم، وهم يحبونه ويصدقونه ويثقون تمام الثقة فيه، فإن قبلوا هم أيضابذلك، سيزدادون ثقة في هذا النظام، وإن اكتفوا بأنه نظام بشري صالح شاملفليدرسوه، ونحن متأكدون من صلاحيته وانتصاره. إن هذا هو سر صلاحيةالإسلام لكل زمان ومكان، أنه نظام يضع القواعد العامة الصحيحة ويتركالتفاصيل، يضعها بشر كل عصر وبيئة بما يناسبهم ويسعدهم، ولكن بما لا يخرجعن هذه القواعد والمرجعيات، كما يُفهم من القاعدة التي وضعها الرسول صلىالله عليه وسلم في قوله: "أنتم أعلم بأمر دنياكم" رواه مسلم، فيأخذون مثلافي السياسة بنظام رئاسي أو جمهوري، وفي الاقتصاد بنظام حر أو مؤسسي أو خليطبينهما، وفي الإعلام بنظام مفتوح أو محلي، وفي الصحة بنظام تأميني أوغيره، وهكذا في كل مجالات الحياة. إنه نظام يتيح الفرصة لكل البشر بليطلب منهم جميعا أن يديروا أرضهم وليس من المسلمين وحدهم، نظام يديرهالأخلاقيون المتخصصون حتى ولو لم يكونوا مسلمين، وذلك بأن يختار عموم الناسوكلاء عنهم من أصحاب التخصص ممن يعرفونهم ويشهدون لهم بالسمعة الطيبةوالخلق الحسن؛ ليتقدَّموا ليُديروا وليختاروا الفرق التي تساعدهم فيالإدارة أو يعاونوهم أيضا في اختيارهم؛ لأنهم هم الذين سينتفعون بإحسانهموسيُضرون بإساءتهم، ولذا فهم يرشحون بعضهم وينتخبونهم، ويفرز الانتخاب الحرأفرادا يعرفونهم ويثقون فيهم، فإن كان غالب الناس مسلمين أفرزوا غالبامسئولين مسلمين والعكس صحيح، ثم لا يُؤخذ فقط بتشكيل الأغلبية والتي قد لاتتجاوز نسبتها أحيانا 51 % حيث سيتحكم ممثلي النصف في الكل، وإنما يُشاركوُيمَّثل كل الناجحون بالانتخاب على حسب نِسَب نجاحهم لأن هذا يُثريالإدارة بأفكارهم وجهودهم، ويُحسِّن الأداء، ويُطمئن الجميع، ويجعل الكلمشارك في الانتفاع بالإيجابيات وتطويرها وتحمّل السلبيات وعلاجها.
(9/85)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
إنَّ الشريعة الإسلامية ببساطة ما هي إلا نظام لإدارة الحياة والأحياء عليها؛ لإسعادها بالخُلق والتخصص والتعاون والشراكة والشوري والحرية والانضباط والعدل والمساواة، يقول الإمام القرطبي في تفسيره لقوله تعالي: (وتعاونوا على البر والتقوي ولا تعاونوا على الإثم والعدوان): "أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوي"، ويقول الإمام ابن تيمية في معرض كلامه عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا ُضِّيعَت الأمانة فانتظر الساعة "، قيل كيف إضاعتها؟ قال: "إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة" رواه البخاري : "يختار الأمثل فالأمثل في كل منصب بحسبه ... والولاية لها ركنان: القوة والأمانة كما قال تعالي: (إن خير من استأجرت القوي الأمين)، والقوة في كل ولاية بحسبها، وإذا تعيَّن رجلان أحدهما أعظم أمانة والآخر أعظم قوة، قدِّم أنفعهما لتلك الولاية وأقلهما ضررا، ويُقدَّم في إمارة الحروب الرجل القوي الشجاع وإنْ كان فيه فجور على الرجل الضعيف العاجز وإن كان أمينا ". إنها إدارة أخلاقية ائتلافية من الكل لكل الأرض، وهذا هو سر صلاحيتها الدائمة الشاملة، فلماذا إذن يرفضونها وهي لهم ومنهم وبهم؟! وهي تتركهم على فكرهم ومعتقدهم دون أي إكراه! وقد جُرِّبَت من قبل فأصلحت وأسعدت كما يقول تعالي: (إنَّ الله نِعمَّا يعظكم به). والفطرة دائمة البحث عنها بشغف وتنتظرها، ويحتاجها الجميع، وما سبب عدم تجربتها ثانية؟! لا بد أنه الجهل بها كما يقول تعالي: (ولكني أراكم قوما تجهلون)، أو الانخداع بتزيينات الشيطان ضدها كما يقول تعالي : (وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين)، أو الِكبْر كما يقول تعالي: (إنَّ الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إنْ في صدورهم إلا كبر). أخي الحبيب، إنَّ العودة للإسلام ليست شيئا غريبا صعبا مُبْهَما على البشرية، إنها العودة للأصل، للفطرة، إنه الطريق الأسهل، المُعَبَّد، الأوضح، الأسرع، الأسلم، الأسعد، أما كل الطرق الأخري فغريبة، صعبة على الفطرة، وتضرّها، وتضيق بها، وتتعسها، وتتمنى اليوم للخلاص منها والعودة لما هي مبرمجة عليه أصلا منذ خلقها خالقها، كما يقول تعالي : (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله). إنَّ أهل الشر هم الذين يجعلون العودة لشريعة الفطرة مُعقدَّة ومستحيلة ليظلوا مستفيدين من غفلة الناس مستعبدين لهم، فلماذا لا يستجيب لهم العاقلون الواعون؟!. إنَّ مشاركة غير المسلمين مع المسلمين في إدارة شئون الأرض سيغيرهم تدريجيا للخير ولاشك، وهذا هو فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام من بعده، فقد شاركوا الآخرين في تجاراتهم وزراعاتهم وأعمالهم، وتزاوجوا معهم، وعاونوهم على تسيير أمورهم، فتغير السيء للصالح، والصالح للأصلح، وسعد الجميع. إن علينا أن نحسن عرض سلعتنا ومشروعنا، بالصورة التي سبق وذكرناها، وسنجد الاستجابة والإقبال بالتدريج بإذن الله. وفقكم الله وأعانكم، ولا تنسونا من صالح دعائكم. ================ دعوة النساء .. من المظهر إلى الجوهر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد.. نريد سؤالكم عن كيفية دعوة النساء إلى التمسك بالدين الإسلامي والالتزام بلبس الخمار والملابس الفضفاضة التي لا تشف ولا تصف عورة المرأة، وأيضًا نريد أن ندعو إخواننا المسلمين إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. جزاكم الله خيرا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. …السؤال الدعوة النسائية …الموضوع الأستاذة سميرة المصري, الأستاذ محمد حسين …المستشار ……الحل … تقول الأستاذة سميرة المصري: أختي الكريمة سمر، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كتمهيد للإجابة على تساؤلاتك، فإننا نؤكد على أن الله خلق السماوات والأرض بالحق، وفي ذلك دلالة على ألوهيته، وتأكيد على قدرته المطلقة وحكمته البالغة، وقد خلق الإنسان بعد ذلك لغاية عرَّفها حين قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). وقد يسر الله للإنسان وسائل المعرفة والوصول إليه من خلال ما ميّزه به عن باقي المخلوقات من الإرادة وحرية الاختيار والعقل، وجعل له السمع والبصر والفؤاد كمنافذ للتعرف عليه، وإذا آمن الإنسان بوجود الخالق، فإن عليه الانقياد لحكمه، وأن يعلم أن طاعته لله هي الطريق الأقصر لسعادته في الدنيا والآخرة (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير). فإذا علمنا ذلك فإن فريضة الحجاب التي أمر الله بها نساء المؤمنين هي مما ينبغي الالتزام به، فالتسليم لكلام الله هو العبودية الحقة، ثم يمكننا بعد ذلك معرفة الحكمة من هذا التشريع. والمرأة التي تتهاون بحكم من الأحكام الإلهية عاصية لله، وهو القائل في كتابه الكريم: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم). ويجب أن تعلم كل فتاة أن حجابها كرامة وشرف لها، وهو عامل مساعد على انتشار العفة والفضيلة، والأمم التي تنتكس في قيمها فتدعو الى عري نسائها إنما هي عودة الى الهمجية، فالإنسان عندما تعلم وتحضر ستر جسده وتميز عن الحيوانات، بل إن العري كان عقوبة الله لآدم الذي عصاه في الجنة فنزع عنه وعن زوجه لباسهما، فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة. إن الإسلام يدعو الى احترام عقل المرأة ودينها وأخلاقها، وينبذ استغلال جسدها والحط من قدرها وجعلها سلعة رخيصة في الإعلانات وفي مشاهد الفيديو كليب، فهي جوهرة يجب أن تصان عن أعين الدخلاء، وتستر مفاتنها إلا عن زوجها أو محارمها
اعود اليكم بشوق
بروايتي الجديده
اللتي تحمل الخيال بطياته
قصة بسرد مختلف..
وكلام بعضه واقعي
والبقية خيال..
منها ما يكون رومانسيا حالما
ومنها من لا يعرف طريقا للرحمه والتعاطف
القسوه ركن اساسي بالروايه الجديده
التي تعبر عن …