ملتقى لمسات للثقافة العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى لمسات للثقافة العامة

اهلا وسهلا بك يا (زائر) في (ملتقى لمسات للثقافة العامة) ,, نتمنى ان تقضي معنا وقتا طيبا
 
الرئيسيةmainfourmاليوميةالأحداثمدوناتس .و .جبحـثأحدث الصورالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالإثنين ديسمبر 12, 2011 11:48 pm







الكتاب
: المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى





قال
جماعة من السلف: معنى ذلك: ادخلوا في السلم جميعه،
يعني: في الإسلام، يقال

للإسلام: سلم؛ لأنه طريق السلامة، وطريق النجاة في
الدنيا والآخرة، فهو

سلم وإسلام، فالإسلام يدعو إلى السلم، يدعو إلى
حقن الدماء بما شرع من

الحدود والقصاص والجهاد الشرعي الصادق، فهو سلم
وإسلام، وأمن وإيمان؛ ولهذا

قال جل وعلا: (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)
أي: ادخلوا في جميع شعب

الإيمان، لا تأخذوا بعضا وتدعوا بعضا، عليكم أن
تأخذوا بالإسلام كله ،
(وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) يعني: المعاصي
التي حرمها الله
عز وجل فإن الشيطان يدعو إلى المعاصي وإلى ترك دين الله
كله، فهو أعدى عدو؛

ولهذا يجب على المسلم أن يتمسك بالإسلام كله، وأن
يدين بالإسلام كله، وأن

يعتصم بحبل الله عز وجل، وأن يحذر أسباب الفرقة
والاختلاف في جميع الأحوال،

وإياك أن توالي أخاك لأنه وافقك في كذا، وتعادي
الآخر لأنه خالفك في رأي

أو في مسألة، فليس هذا من الإنصاف، فالصحابة رضي
الله عنهم اختلفوا في

مسائل ومع ذلك لم يؤثر ذلك في الصفاء بينهم
والموالاة والمحبة رضي الله

عنهم وأرضاهم.
والخلاصة:
أن الواجب على الداعية الإسلامي أن يدعو إلى الإسلام
كله، ولا يفرق بين الناس، وأن لا يكون متعصبا لمذهب دون مذهب، أو
لقبيلة
دون قبيلة، أو لشيخه أو رئيسه أو غير ذلك، بل الواجب أن يكون هدفه
إثبات
الحق وإيضاحه، واستقامة الناس عليه، وإن خالف رأي فلان أو فلان أو
فلان،
ولما نشأ في الناس من يتعصب للمذاهب، ويقول: إن مذهب فلان أولى من
مذهب
فلان، جاءت الفرقة والاختلاف، حتى آل ببعض الناس هذا الأمر إلى أن لا
يصلي
مع من هو على غير مذهبه، فلا يصلي الشافعي خلف الحنفي، ولا الحنفي خلف
المالكي
ولا خلف الحنبلي، وهكذا وقع من بعض المتطرفين المتعصبين، وهذا من
البلاء
ومن اتباع خطوات الشيطان، فالأئمة أئمة هدى: الشافعي، ومالك، وأحمد،
وأبو
حنيفة، والأوزاعي، وإسحاق بن راهويه، وأشباههم كلهم أئمة هدى ودعاة
حق،
دعوا الناس إلى دين الله، وأرشدوهم إلى الحق، ووقع هناك مسائل بينهم،
اختلفوا
فيها؛ لخفاء الدليل على بعضهم، فهم بين مجتهد مصيب له أجران، وبين
مجتهد
أخطأ الحق فله أجر واحد، فعليك أن تعرف لهم قدرهم وفضلهم، وأن تترحم
عليهم،
وأن تعرف أنهم أئمة الإسلام ودعاة الهدى، ولكن مع ذلك تحتاط لنفسك
ودينك،
فتأخذ بالحق وترضى به، وترشد إليه إذا طلب منك، وتخاف الله وتراقبه
جل
وعلا، وتنصف من نفسك، مع إيمانك بأن الحق واحد، وأن المجتهدين إن أصابوا
فلهم
أجران، وإن أخطئوا فلهم أجر واحد - أعني: مجتهدي أهل السنة أهل العلم
والإيمان
والهدى - كما صح بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
المقصود من الدعوة والهدف منها :
أما
المقصود من الدعوة والهدف منها : هو إخراج الناس
من الظلمات إلى النور،

وإرشادهم إلى الحق حتى يأخذوا به، وينجو من النار،
وينجو من غضب الله،

وإخراج الكافر من ظلمة الكفر إلى النور والهدى،
وإخراج الجاهل من ظلمة

الجهل إلى نور العلم، والعاصي من ظلمة المعصية إلى
نور الطاعة، هذا هو

المقصود من الدعوة، كما قال جل وعلا: (اللَّهُ
وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا

يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) .
الأمر الرابع:
بيان الأخلاق والصفات التي ينبغي للدعاة أن
يتخلقوا بها وأن يسيروا عليها
:
أما
أخلاق الدعاة وصفاتهم التي ينبغي أن يكونوا عليها،
فقد أوضحها الله جل

وعلا في آيات كثيرة، في أماكن متعددة من كتابه
الكريم منها
:
أولاً:
الإخلاص: فيجب على الداعية أن يكون مخلصا لله عز
وجل، لا يريد رياء ولا

سمعة، ولا ثناء الناس ولا حمدهم، إنما يدعو إلى
الله يريد وجهه عز وجل، كما

قال سبحانه : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى
اللَّهِ) ، وقال عز وجل
: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى
اللَّه
) .
ثانياً: أن
تكون على بينه في دعوتك - أي: على علم - لا تكن
جاهلا بما تدعو إليه: (قُلْ

هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى
بَصِيرَةٍ
).
فلا بد من
العلم، فالعلم فريضة، فإياك أن تدعو على جهالة،
وإياك أن تتكلم فيما لا

تعلم، فالجاهل يهدم ولا يبني، ويفسد ولا يصلح،
فاتق الله يا عبد الله، إياك

أن تقوله على الله بغير علم، لا تدعو إلى شيء إلا
بعد العلم به، والبصيرة

بما قاله الله ورسوله ، فعلى طالب العلم وعلى
الداعية أن يتبصر فيما يدعو

إليه، وأن ينظر فيما يدعو إليه ودليله، فإن

ظهر له الحق وعرفه دعا إلى ذلك،

سواء كان ذلك فعلا أو تركا، فيدعو إلى الفعل إذا
كان طاعة لله ورسوله،

ويدعو إلى ترك ما نهى الله عنه ورسوله على بينة
وبصيرة
.
ثالثاً: أن تكون
حليما في دعوتك، رفيقا فيها، متحملا صبورا، كما
فعل الرسل عليهم الصلاة

والسلام، إياك والعجلة، إياك والعنف والشدة، عليك
بالصبر، عليك بالحلم،

عليك بالرفق في دعوتك، وقد سبق لك بعض الدليل على
ذلك، كقوله جل وعلا
: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ

وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ، وقوله
سبحانه : (فَبِمَا
رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ) ، وقوله جل وعلا
في قصة موسى وهارون
: (فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ
أَوْ يَخْشَى
) .
وفي
الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم
من ولي من أمر أمتي

شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئا
فشق عليهم فاشقق عليه
) أخرجه مسلم في الصحيح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالإثنين ديسمبر 12, 2011 11:50 pm

{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


فعليك يا عبد الله،
أن ترفق في دعوتك، ولا تشق على الناس، ولا تنفرهم من الدين،
ولا تنفرهم
بغلظتك ولا بجهلك، ولا بأسلوبك العنيف المؤذي الضار، عليك أن
تكون حليما
صبورا، سلس القياد، لين الكلام، طيب الكلام؛ حتى تؤثر في قلب
أخيك، وحتى
تؤثر في قلب المدعو، وحتى يأنس لدعوتك ويلين لها، ويتأثر بها،
ويثني عليك
بها، ويشكرك عليها، أما العنف فهو منفر لا مقرب، ومفرق لا جامع
.
و من الأخلاق والأوصاف التي ينبغي - بل يجب - أن
يكون عليها الداعية: العمل
بدعوته، وأن يكون قدوة صالحة فيما يدعو إليه،
ليس ممن يدعو إلى شيء ثم
يتركه، أو ينهى عنه ثم يرتكبه، هذه حال
الخاسرين، نعوذ بالله من ذلك
.
أما المؤمنون الرابحون فهم دعاة الحق يعملون به
وينشطون فيه ويسارعون إليه،
ويبتعدون عما ينهون عنه، قال الله جل وعلا:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ
أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) ، وقال
سبحانه موبخا اليهود على أمرهم
الناس بالبر ونسيان أنفسهم: (أَتَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبِرِّ
وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ
تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا
تَعْقِلُونَ) .
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يؤتى بالرجل يوم القيامة
فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور فيها كما يدور الحمار
بالرحى فيجتمع
عليه أهل النار فيقولون له يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمر
بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول بلى كنت آمركم
بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم
عن المنكر وآتيه)، هذه حال من دعا إلى الله
وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر،
ثم خالف قوله فعله وفعله قوله، نعوذ بالله من
ذلك
.
ومن الأخلاق الفاضلة أن يدعو لهم بالهداية فيقول للمدعو: هداك الله،
وفقك الله لقبول الحق،
أعانك الله على قبول الحق، تدعوه وترشده وتصبر
على الأذى، قال النبي عليه
الصلاة والسلام لما قيل عن (دوس): إنهم عصوا،
قال: (اللهم اهد دوسا وائت
بهم) ، وعليك أن تصبر وتصابر في ذلك، ولا تقنط
ولا تيأس، ولا تقل إلا خيرا،
لا تعنف ولا تقل كلاما سيئا ينفر من الحق، ولكن
من ظلم وتعدى له شأن آخر،
كما قال الله جل وعلا: (وَلا تُجَادِلُوا
أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ).
و تصفح عما يتعلق بشخصك من بعض الأذى، كما صبر الرسل
وأتباعهم بإحسان
.
أسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعا لحسن الدعوة إليه،
وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا،
وأن يمنحنا جميعا الفقه في دينه، والثبات عليه،
ويجعلنا من الهداة
المهتدين، والصالحين المصلحين، إنه جل وعلا
جواد كريم
.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله
و أصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين
.
==========
حكمة الداعي وأدب المدعو
اسم المحاضر : الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه
الله

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة
والسلام على عبده ورسوله
وخليله وأمينه على وحيه ، نبينا وإمامنا وسيدنا
محمد بن عبد الله ، وعلى
آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى إلى بهداه
إلى يوم الدين
.
أما بعد :
فإن التذكير بالله والدعوة إليه سنة المرسلين عليهم
الصلاة والسلام ، فقد
بعثهم الله دعاة للحق وهداة للخلق ، مبشرين
ومنذرين ،لإقامة الحجة ورفع
المعذرة كما قال الله تعالى : ( رسلا مبشرين
ومنذرين لئلا يكون للناس على
الله حجة بعد الرسل ) . وقال جل وعلا : ( يا
أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا
ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا
منيرا
).
وهكذا خلفاؤهم من أهل العلم و ورَّاثهم ، هذا طريقهم وسبيلهم
؛ الدعوة إلى الله تعالى ، والتذكير به والتبشير والإنذار لغيرهم
.
فالله خلق الخلق لعبادته وأرسل الرسل لتبين ذلك
وتدعوا إليه ، قال تعالى : ( وما
خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ، فالثقلان
الجن والإنس خلقوا ليعبدوا
الله ، وهذه العبادة هي حق الله على عباده
المكلفين من جن وإنس ، ثم بعث
الله الرسل ليبينوا هذه العبادة ويدعوا إليها
ويشرحونها للناس ، وأنزل
الكتب لهذا الأمر ، وكان أعظمها وأفضلها
وأكملها وخاتمها القرآن العظيم ،
فيه بيان الهدى وطريق السعادة ، فيه بيان ما يرضي
الله وما يقرب إليه من
أقوال وأعمال ومقاصد ، وبيان ما يغضب الله وما
يبعد عن رحمته
.
فجدير بكل مؤمن ومؤمنة التدبر لكتاب الله والإكثار من
تلاوته لمعرفة ما فيه وللعمل
بما دل عليه، كما قال تعالى : ( إن هذا القرآن
يهدي للتي هي أقوم ) وقال
تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا
آياته وليتذكر أولوا الألباب
).
فجدير بنا جميعا الرجال والنساء ، العلماء وغير
العلماء التدبر لكتاب الله
والعناية به لمعرفة الحق و اتباعه ، ولمعرفة ما
يقرب إلى الله فنعمل به ،
ومعرفة ما يغضب الله ويباعد من رحمته حتى
نجتنبه ، وحتى نقوم بالدعوة إلى
الخير وإلى كف الشر على بصيرة وعلى علم .
فالرسل – عليهم السلام - بعثوا لهذا الأمر قال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة
رسولا أن اعبدوا الله
واجتنبوا الطاغوت ) ، وكذلك الكتب أنزلت لهذا
الأمر قال تعالى : ( كتاب
فصلت آياته ثم أحكمت من لدن حكيم خبير ألا
تعبدوا إلا الله
) .
وعنوان كلمتي ( حكمة الداعي وأدب المدعو ) قد اخترته
لأن الحكمة من الداعية لها
شأن عظيم، فمن الحكمة مثلا أن يتحرى في دعوته
الكلمات المناسبة والأوقات
المناسبة والأسلوب المناسب حتى يكون ذلك أقرب
إلى النجاح
.


(8/251)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالإثنين ديسمبر 12, 2011 11:50 pm

{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


إن من أسماء الله
تعالى ( الحكيم العليم ) لأنه سبحانه يضع الأمور مواضعها عن
علم ،فقد قال
تعالى : ( إن ربك حكيم عليم ) فهو يعلم الأشياء على ماهي
عليه، ويضع أفعاله وأحكامه على ما هو لائق
ومناسب لمنفعة وصلاح العباد
.
فهو سبحانه عليم حكيم في قوله وعمله ، وفي أمره
ونهيه ، فالحكيم هو الذي يعلم
الأشياء، ويضع الأعمال والأقوال مواضعها ، وهذا
الوصف إنما يصدق على الله
تعالى فقط دون غيره .
إذن من حكمة الداعي أن يدعو الله على علم ، فيكون عنده علم ،
لأن الحكمة هي العلم كما قال تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك
بالحكمة ) أي : بالعلم ؛ قال الله وقال رسوله .
ومن حكمة الداعي أن يأتي بالأسلوب المناسب والبيان المناسب ، وأن يخاطب
كل قوم بما يفهمون ويعقلون ،
قال الله تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة
والموعظة الحسنة وجادلهم
بالتي هي أحسن ) فالحكمة معناها العلم ،
والموعظة الحسنة : هي الموعظة التي
تلين القلوب وتقربها لقبول الحق ، وجادلهم
بالتي هي أحسن : أي ليس بالعنف
والشدة بل بالتي هي أحسن، وذلك حتى يقبلوا الحق
، قال الله تعالى في أهل
الكتاب : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي
هي أحسن ) وهم اليهود
والنصارى ، إلا من ظلم منهم فهذا له شأن آخر .
وقال الله تعالى : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا
غليظ القلب لانفضوا من حولك ) لنت لهم : أي للمدعوين
.
وقال تعالى لموسى وأخيه عندما أرسلهما لفرعون : ( فقولا له
قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى
).
وهذا لاسيما في عصرنا هذا ، فإن الحكمة والأسلوب
الحسن والرفق من أهم المهمات ،
في كل وقت وفي هذا الوقت بوجه أخص ، وذلك لكثرة
الجهل وغلبة الهوى على
أكثر الحق ، فبالشدة يُنفر منك ، ويُبتعد عنك ،
ولا يقبل أي أحد إلا من رحم
الله .
إذن المطلوب من كل داعية أن يختار الألفاظ المناسبة ويتحراها
،
مع
الأخذ بالرفق وليتذكر قوله صلى الله عليه وسلم : ( من يُحرم الرفق يحرم
الخير كله ).
ثم إن لكل مقام مقال ، فعلى الداعي أن ينظر لحاجة المجتمع الذي يتكلم
فيه ، وينظر لما فشي فيه من منكرات ، فيعالج تلك الأمور بالأدلة
من الكتاب
والسنة
.
وعليه أن يرفق بمن سأل أو طرح شبهة ، حتى يوضح له الحق ، وحتى
تزول الشبهة ، إذ أن المقصود هو هداية الخلق ، ودعوتهم للخير ،
وإخراجهم من
الظلمات إلى النور ، وليس المقصود إظهار علمك أو توبيخهم
وإظهار جهلهم .
والواجب على كل داعية الأخذ بالطرق والوسائل التي تؤدي لهذا
الأمر ليحصل منها المنفعة بإذن الله
.
وكذلك المدعو له آداب :
منها الإنصات والإقبال على ما يسمع من الدعوة ليستفيد ويفهم .
ومنها إخلاص النية ، فيكون قاصدا الفائدة ونيل العلم
والمعرفة
.
ومنها أدب السؤال إذا سأل .
هذا كله من أدب المدعو : الإنصات والإقبال على
الناصح ، والإخلاص في ذلك ،
والرغبة في طلب الحق ، والعزم على فعل الخير ،
والأخذ بالنصيحة ، قال الله
تعالى : ( فبشر عباد الذين يستمعون القول
فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم
الله وأولئك هم أولوا الألباب ).
فالمدعو مشروع له أن يقبل بقلبه وقالبه على الدعوة ،
وأن يريد بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة ، وأن يؤسس في
قلبه ونيته
قبول الحق والعمل به متى عرفه ، ومحاربة الهوى والشيطان
.
وهنا أود التنبيه على أمر من أهم الأمور التي يجب
التنبيه عليها دائما : ألا
وهو أمر إخلاص العبادة لله وحده ، وأن يحاسب
العبد نفسه ، حتى تكون جميع
أعماله وأقواله لله وحده ، وأن يكون هدفه هو
طاعة الله ورسوله وإرضاؤه
.
فإن أصل الدين وأساسه هو توحيد الله تعالى والإخلاص له ،
قال الله تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء
) .
(
وقد ختم الشيخ – رحمه الله – محاضرته بالتحدث عن عدة نقاط
منها : إخلاص
التوحيد لله وحده سبحانه ، وأنه أساس دعوة
الرسل ، وحذر من الشرك بجميع
أنواعه ، ثم على كل مسلم أن يؤدي الحقوق التي
عليه من صلاة وصوم وزكاة وبر
للوالدين وصلة للرحم وغيرها ، وعليه أن يترك كل
ما يغضب الله عز وجل ،
وأخيرا تحدث عن فضل العلم بالكتاب والسنة ،
وبيان أهميته، ووجوب التفقه في
الدين ) .
============
طريق الدعوة الإسلامية.
للمؤلف: جاسم بن محمد الياسين.
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً:
أسرار في العمل الإسلامي.
مقدمة:
الإنسان مطلق إنسان يبحث عن الأسرار في القديم والحديث،
ولكن حقيقة البحث تختلف من
إنسان لآخر كل حسب اهتماماته، فهذا إنسان يبحث
في أسرار الكون والحياة
وعلاقة الإنسان بها، وذاك آخر يبحث في أسرار
الناس وحياتهم الخاصة وهكذا
الناس.
وفي هذا المبحث سنتطرق إلى بعض الأسرار المتعلقة بالدعوة
إلى الله عزوجل
.
...
وقد يطرح سؤال لماذا البحث في الأسرار الخاصة بمصلحة
الدعاة؟ فالجواب هو ماقاله الأقدمون
:
"
همك على قدر ماأهمك، خواطرك من جنس همك".
فهذه قاعدة مستمرة في حياة البشر لها واقعها الملحوظ
على كل صنف واتجاه،
فاهتمامات الإنسان تأتي من تفكيره في محبوبه،
ومامن شيء أكثر تفكيرا وحباً
لدى المسلم من الإسلام وقضاياه، والإناء الذي
يحمله، وهذا الإناء هو الذي
يجب أن يأخذ الحظ الوافر في تفكير أهل الدعوة،
فالإسلام كمباديء ونظم
موجودة في الكتاب والسنة وشروحها وقد تكفل الله
بحفظهما من التحريف، قال
تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له
لحافظون". سورة الحجر (9
).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالإثنين ديسمبر 12, 2011 11:51 pm

{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


... فظل
المنهج الإسلامي نقيا صافيا ينتظر من يحمله، وفق حكمة الله التي اقتضت
ألايتحقق
الإسلام بمعجزة خارقة للعادة، بل يتحقق وفق الجهد البشري الذي
خلق الله
البشر عليه، على أن الدعوة إلى الله تبارك وتعالى قد تشابكت
قضاياها
وتداخلت، لهذا الأمر ولغيره من القضايا التي تشابكت على أصحاب
الدعوة كان
التفكير المستمر، وكانت هذه الكلمات التي لا تعدو أن تكون نظرات
وتأملات للخطأ
والصواب
.
والله نسأل السداد والتوفيق.
أسرار نبوح بها للدعاة.
أولاً: أسرار في العمل الصالح:
إن للعمل الصالح طرقاً كثيرة، بينها الكتاب
ووضحتها السنة، وليس موضوع البحث
تفصيلها، بل التطرق إلى بعض من أسرار هذا النوع
من العمل التي يغفل عنها
كثير من الناس، وهم بذلك يظنون أن لهم رصيداً
كبيراً من الأعمال فإذا أتوها
يوم القيامة وجدوها سراباً لاحقيقة لها
–والعياذ بالله- ولهذا الأمر
ولأهميته نذكرهذه الأسرار تعداداً:
(1)
الإخلاص في القصد والعمل مع موافقة الشرع في الأعمال.
(2)
العمل بالخفاء.
(3)
الاعتزاز بالعمل الصالح.
ثانياً: سر فعالية وتأثير السيرة:
...
من الأسرار العجيبة في السيرة أن الإنسان عندما يسرح في
قراءتها متنقلاً
في رياض سيرة ابن هشام، خائضاً معارك وغزوات
باشميل، وقفا عند مامتاز به
الإمام الممتحن...وغيرها من الكتب، أقول عند
القراءة في هذه الكتب
وأمثالها، وتقشعر الأبدان فإذاالدموع الساخنة
تتلألأ على سبحات الوجه، وقوة
عظيمة تحرك الوجدان لتبعث فيه نفحات حب العمل
والتضحية، وإذا بأحلام
اليقظة تأخذ بالقاريء إلى حيث المواقف التي
يعيش فيها من خلال قراءته،
وهكذا تفعل السيرة في حياة الناس من مستمع
وقاريء فما السر في ذلك؟

ولماذا لانرى المستمع للقرآن والباحث في الحديث والمقلب
لأمهاته يتأثر التأثر السابق الذي ذكرناه؟؟

إنه أمر لابد من الوقوف والتأمل فيه، ولذلك كان
لابد أن نفكر: هل في ذلك تعارض
مع ماأخبرنا به الرب تبارك وتعالى عن القرآن
أنه "لاريب فيه هدىً للمتقين
" سورة البقرة(2).
وقوله: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً
متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون" سورة الحشر(5
).
وغيرها من آيات الذكر الحكيم التي تبين أثر القرآن الكريم!!
...
عند التحقيق يتضح أنه ليس هناك تعارض بل هو سر لابد من فهمه
وهو: "أن
السيرة النبوية, ومواقف الصحابة والسلف الصالح
رضي الله عنهم ماهي إلا
الترجمان الحقيقي العملي لآي الفرقان العظيم،
فأخلاقيات وسلوكيات الرسول
صلى الله عليه وسلم وصحابته ليست منفكة عن
المحجة البيضاء بل هي التطبيق
والإمتثال لما تركه النبي صلى الله عليه وسلم،
بدليل حديث عائشة رضي الله
عنها عندما سئلت عن أخلاق النبي صلى الله عليه
وسلم فقالت: "كان خلقه
القرآن"، وقس على ذلك بقية السيرة فالتأثر
بالسيرة إنما هو في حقيقة الأمر
عيش مع الآيات والأحاديث في تطبيقها العملي
الذي من أجله نزلت، كما قال ابن
مسعود رضي الله عنه: "كنا لانتجاوزالعشر
الآيات من القرآن حتى نحفظها
ونطبقها..." .
ثالثاً: سر تأخر النصر عن الحركة الإسلامية:
...
لتأخر النصر عن الحركة الإسلامية عدة أسباب، نذكرها تعداداً:
1-
نقص النضج القيادي في الحركة الإسلامية.
2-
نسيان الضابط الشرعي.
3-
عدم متابعة العمل عند التكليف به.
4-
عدم معرفة حقيقة العهد المكي الذي تقول الحركات الإسلامية
بأنها تعيشه في مسيرتها وخطواتها
.
5-
الاعتماد على الجهد البشري.
رابعاً: أسرار في قواعد العمل الإسلامي:
القاعدة الأولى:
سر الترابط بين الغاية والوسيلة:
...
في كل عمل منظم لابد من وضع لوائح ونظم لتسيير العمل لمصلحة
الدعوة، وهي
التي تسمى بالإداريات، وتختلف هذه الإداريات من
حيث الكثرة والتعقيد حسب
اتساع العمل ونمائه الأفقي والعمودي، وإلى هذا
الأمر فلا إشكال ولا اختلاف
في وجهات النظر، ولكن عند طرح السؤال الآتي
يكون الاختلاف في وجهات النظر،
"هل الضوابط الإدارية وضعت لذاتها، وهي
غاية في نفسها، أم هي وسيلة
للغاية؟" فتتباين وجهات النظر، فيتم
الاتفاق على أنها وسيلة من الوسائل،
ولكن لابد من جعل هذه الضوابط الإدارية مرنة
لأن هذه الضوابط إنما وضعناها
بأنفسنا ولمصلحتنا فلا يمنع من أن نغيرها متى
اقتضت المصلحة ذلك
.
القاعدة الثانية:
معرفة سبيل المجرمين:
...
لابد لأصحاب الحركة الإسلامية من معرفة الجاهلية وطرقها
وأساليبها، وكيفية تفكيرها، ومن سبل المجرمين على سبيل المثال
:
1-
إخراج الجماعة من الطريق المستقيم الوسط.
2-
توظيف الجماعة الإسلامية في إجهاض الحركة الإسلامية ذاتها
عن طريق سبل المجرمين الكثيرة
.
القاعدة الثالثة:
حتمية التأمير:
...
وهذه بدهية من البدهيات وحقيقة مسلم بها لدى أبسط الناس
وأقلهم فهماً في أوليات الإسلام
.
...
أما من حيث الشرعية فنقول: من المسلم به عند جميع المسلمين
الإقتداء
بالنبي
صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة
حسنة"،
وقد داوم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعث السرايا وأمر عليهم
في كل مرة،
ولم يترك هذا الأمر ولم يتركه من بعده من الخلفاء، ولو جاز تركه
لفعله صلى
الله عليه وسلم مرة تعليماً لنا على الجواز، ولكنه لم يفعل
.


(8/253)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالإثنين ديسمبر 12, 2011 11:52 pm

{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


... وأما
من حيث خطورة منهج هؤلاء على أنفسهم وعلى مجموعة القوى العاملة
للإسلام
فنقول: إن هؤلاء قد قاموا بما تقوم به أجهزة الرصد لمحاربة الحركات
الإسلامية من
غسيل للمخ، فجلسوا مع أنفسهم وحصروا تفكيرهم فيما بينهم
وبدءوا يقرؤون النصوص ويفهمونها حسب ما لديهم
من قناعات وخلفيات، وهكذا
سهلوا على المجرمين ما أرادوه، وهؤلاء إن
استمروا على هذا المنوال فسيؤول
الأمر بهم إلى تصرفات هستيرية تدمرهم وتدمر من
حولهم من الاتجاهات
الإسلامية، فيفوز بها المحاربون للدعاة.
القاعدة الرابعة:
الداعية لايغير مبادئه:
...
مع تتبع النظر وتقليبه في واقع بعض الحركات الإسلامية نرى
أنها: كثيراً
ماتغير بعضاً من مبادئها مع تغييرها لمواقع
دعوتها، ويكفي في هذا الأمر
خطورة أنه مخالف لمنهج النبي صلى الله عليه
وسلم حيث كان صلى الله عليه
وسلم يتغير مكانه ومنصبه ومع ذلك لم يتخل عن
شيء من مبادئه قيد أنملة،
وهكذا يجب أن تكون الحركة الإسلامية.
القاعدة الخامسة:
الداعية يذكر الدوافع كلها:
...
من الأمور التي قد نراها في بعض الدعاة إمتطاء ظهر الدعوة
بدافع نصرة
الإسلام
وإظهار شرائعه وإصلاح المجتمع وإخفاء الدافع الحقيقي، فهناك نسيان
لدافع كامن
بالنفس البشرية، وهو تحسين الوضع الاجتماعي وتأمين المستقبل،
لذلك فإنه يجب
على من يتصدر للحركة الإسلامية أن يصدق مع الله ويعلم أنه
يتعمل مع رب
يعلم السر وأخفى سبحانه
.
القاعدة السادسة:
مبدأ الموالاة ليس حصراً على أفراد جماعة بعينها:
...
مما تناساه كثير من أصحاب الحركة الإسلامية: أنهم جسد واحد،
يفرح بعضهم
لأفراح
بعض ويحزن لمصائبه، ولكن مما يحز في النفس ذهاب هذا المبدأ الأصيل
من حس وشعور
بعض أفراد الحركة الإسلامية، فنرى العجب العجاب، حيثما وفق
الله جماعة من
الجماعات لعمل يعود على الإسلام والمسلمين بالخير نرى جماعة
أخرى إن
استطاعت أن تقلل من أهمية هذا العمل فعلت، وصور ذلك كثيرة نراها
ونسمعها من
حولنا فلا حول ولاقوة إلا بالله
.
القاعدة السابعة:
إثبات الحق لأهله:
...
أهل الدعوة لاينسون الفضل لأهله في زحمة العمل الإسلامي
ومناشدة الأحسن
للدعوة، ولكن في الحرص على السرعة في الوصول
للهدف تنسى طاقات أهل الفضل
التي كانت تواصل الليل مع النهار، ولكنها لم
تنل حظاً وافراً من الشهادات
العالية أو الوجاهات الاجتماعية والمادية،
وبذلك يخطيء أصحاب الحركة
الإسلامية لأنهم سيكونون قد نسوا منهج النبي
صلى الله عليه وسلم الذي لم
ينس فضل زيد وابنه أسامة رضي الله عنهما.
القاعدة الثامنة:
الدعاة متكافلون فيما بينهم:
...
الناظر في واقع الناس يرى أن كل دعوة من الدعوات قد أمسكت
بمكبر صوت
وقالت:"من
يقترب منا ويخضع فلا يخش ظلماً ماأقام" وهذا هوداء الأنانية الذي
كرهه صلى الله
عليه وسلم، فكفى يادعاة الحق ركضاً وراء الشهرة وانبطاحاً
في سراب المجد
الخادع، وهلموا إلى دين يقول فيه ابن عباس: وهل الدين إلا
الحب في الله
والبغض في الله، إلى دين يقول فيه الشافعي: ماجادلت أحداً إلا
وتمنيت أن
يكون الحق على لسانه، إلى دين لانرى فيه صاحب الدعوة الإسلامية
يكشر عن
أنيابه على من معه في ظل الدعوة إذا اختلف معه، وبذلك نكون غافلين
عن قوله
تعالى: "أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين"سورة المائدة (54
).
خامساً: أسرار في أسباب السقوط من قطار الدعوة إلى الله:
هناك عدة أسباب نعدد منها مايلي:
1-
الكبر: وهذا داء فتاك حذرت منه الشرائع، وكثرت فيه الأحاديث
والأقوال عن
سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، فمن المتفق
عليه أن السبب الرئيسي في سقوط
إبليس من منزلة الملائكة: هو الكبر وقد ورد في
ذلك قوله تعالى : " قال
فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها"
سورة الأعراف (13
).
2-
الخوف على الأولاد والأهل والنفس والرغبة في معونة الجاهلية.
3-
العلم: فمن يأتي إلى قطار الدعوة ويأخذ في أساليب العلم
والمعرفة تراه
ينبهر بأول شعاع من نور المعرفة، ويظن أنه قد
حصل على خزائن العلم وأمسك
بمفاتحها، ويبدأ الغرور يدب إليه، فيبدأ
بالاستنباط والإفتاء فقد ينحرف عن
الطريق الصواب فيكون العلم وبالاً على صاحبه
كما قال تعالى: "أفرأيت من
اتخذ إلاهه هواه وأضله الله على علم" .
4-
افتراض الصواب المطلق في الرأي الشخصي: من المعروف أن الداعية النشط في
الجماعة هو الذي يبادر برفع
الآاراء واقتراح الأسباب الناجحة لسير العمل،
والعيش مع الدعوة في مشاكلها
وصراعاتها، وإلى هذا الحد فالأمر طبيعي بل
والسير فيه ممدوح، ولكن بغفلة عن
الضوابط الشرعية بسبب زحمة العمل، وتكالب
الجاهلية، نرى بعض الدعاة بحسن
نية يعرض الرأي ويتعصب له، فإذا تداركته رحمة
الله رجع إلى أسسه التي تربى
عليها وفهم حقيقة الاقتراح، ورجع إلى القاعدة
الأصولية التي تقرر أن الخطأ
لايكون صواباً مع حسن النية، وقول العلماء
المحققين"قولنا صواب يحتمل
الخطأ، وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب" فإن
لم يرجع إلى هذه الأصول فسيكون
هذا التعصب بداية السقوط!!.


(8/254)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالإثنين ديسمبر 12, 2011 11:57 pm

{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


5- طول
الجهاد وتأخر النصر: الناظر في المنهج القرآني يرى أن هناك قضية يجب
على الدعاة أن
يجعلوها دائماً نصب أعينهم هي: " أن المطلوب منهم هو الجهاد
والحركة عند
إيمانهم بهذا المنهج إلى أن يتوفاهم الله سبحانه" أما النصر
فهو من أمر
الله إن شاء جعله في عصرهم وعلى أيديهم، وإن شاء أمضاه على أيدي
الأجيال من
بعدهم، ولكن مع زحمة العمل ينسى الإنسان هذا الأمر فلا يلقي من
يثبته فتبدأ
قدمه بالانزلاق، فإذا رأى الدعاة هذا الأمر وطال بهم الأمد
بدأ الإنهيار
يدب في صفوفهم، وبدأوا يتساقطون في الطريق مالم تكتنفهم عناية
الله سبحانه
بتسخير قادة الخير لمتابعتهم وتوجيههم
.
ثانياً:
عوائق وعلاجات في طريق الدعوة.
المقدمة:
...
الحمد لله رب العالمين، أرسل الرسل دعاة للعالمين، وبشر
المهتدين الطائعين بجنة النعيم،

وأنذر الضالين المبتدعين بعذاب أليم، ختم بأمة محمد صلى
الله عليه وسلم الأمم، وشرفهم بخاتم الأنبياء وسيد الرسل صلى الله عليه وسلم
.
...
وبعد:-
...
فإن الداعية لن ينفك بين جذبين: جذب إيمانه ونيته وهمته
ووعيه وشعوره
بمسؤوليته، وجذب الشيطان من جهة أخرى، وتزيينه
الفتور وحب الدنيا
.
...
فكان بعذ ذلك لزاماً علينا في مثل هذا المبحث أن نتحدث عن
قضية مهمة في الحركة الإسلامية وهي
:
العوائق الداخلية في الحركة الإسلامية.
...
...
وتأتي أهمية معرفة العوائق، وضرورة مدارستها من عدة أمور
منها
:
1-
أن هذه المعرفة هي الطريق لتحقيق النصر.
2-
أن المجتمع المسلم لايبنيه إلا أصحاب الحركة الإسلامية.
3-
أن النظر بالعوائق ومعرفتها ليتجنبها الدعاة منهج سلفي أصيل.
4-
أنه السبيل إلى إتمام البناء الإسلامي الشامخ.
5-
وحتى لايخدع أصحاب الدعوة والحركة الإسلامية فتنخر بهم دابة
البشر من حيث لايشعرون
.
...
وبعد معرفة أهمية دراسة العوائق لابد من الوقوف عند صاحب
الموضوع الذي تتحدث عنه وهو الدعوة والداعية
:
تعريف الدعوة:
...
لغة: يقول صاحب القاموس المحيط: دعا ودعاء ودعوى، أي
الإمالة والترغيب
.
...
اصطلاحاً: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الدعوة
إلى الله هي
الدعوة إلى الإيمان به، وبما جاءت به رسله
بتصديقهم فيما أخبروا به وطاعتهم
فيما أمروا به. الفتاوى (15/157).
مصادر الداعية:
1-
القرآن الكريم.
2-
السنة النبوية.
3-
سيرة السلف الصالح.
4-
استنباطات الفقاء. ... ... ... ...
5-
التجارب.
ضوابط الدعوة:
...
أولاً: وضوح الغاية في أعماق الداعية حتى لا يزيغ به الهوى
أو تنحرف له رغبة
.
...
ثانياً: سلامة الوسيلة وضمان مشروعيتها.
...
ثالثاً: القدوة الحسنة.
...
رابعاً: قواعد عامة فيمن يعمل على إزالة المنكر وأهم هذه
القواعد
:
...
القاعدة الأولى: الإيمان لمن يتولى هذه المهمة.
...
القاعدة الثانية: الاستقامة في المزيل للمنكر والرفق واللين.
...
القاعدة الثالثة: القدوة في تغيير المنكر.
...
القاعدة الرابعة: أن يكون المنهي عنه منكراً.
...
القاعدة الخامسة: أن يكون المنكر ظاهراً بغير تجسس.
...
القاعدة السادسة: ألا يسبب الإنكار منكراً أكبر منه.
...
وفي نهاية هذه المقدمة نقول: إن الدعاة في العمل الإسلامي
إذا لم يتعرفوا
على العوائق التي تعترضهم في الطريق، ويعملوا
على تلافيها ومعالجتها فإنهم
سيرون في دعوتهم وبنائهم صعود المنكرات وتمكين
أهل البدع، وتوسيد الأمور
إلى غير أهلها، فيصدق قول الإمام أحمد بن حنبل
رضي الله عنه: "إذا رأيتم
اليوم شيئاً مستوياً فتعجبوا". رسالة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
للخلال ص (113).
المعوقات الداخلية للحركة الإسلامية.
العائق الأول: وجود المنشقين عن جسك الحركة الإسلامية:
... ...
وهذا العائق الضخم إنما يأتي من أمور لابد من
ذكرها
:
... 1-
الإشاعة.
... 2-
غياب معنى الحب والإعتراف بالود.
... 3-
عدم الحركة والعمل من قبل المنشقين.
... 4-
الاشتغال بالغيبة والنميمة والغمز واللمز.
... 5-
التحدث في المجالس العامة والخاصة بأخطاء
الدعاة والقيادات
.
العائق الثاني: ضعف الرابط بين القيادة والقاعدة من حيث
الثقة والصلة
:
...
وهناك أسباب قد تؤدي إلى ضعف الرابط يجب الحذر منهاوهي:
... 1-
سوء الظن من الطرفين.
... 2-
طلب القيادة للإمارة والحرص عليها.
... 3-
عدم إنصاف القاعدة للقيادة.
العائق الثالث: ضعف الروح العلمية في الحركة الإسلامية:
...
صور الضعف:
... 1-
النظر إلى الأمر لا باعتبار الحق الذي فيه بل
باسم وشخص من يقول
.
... 2-
عدم الحرص على الازدياد العلمي.
... 3-
الغفلة عن التأصيل الشرعي لأعمال الحركة
اليومية
.
العائق الرابع: شبه العزلة عن قوى الشعب:
...
وهو عدم انفتاح الحركة ودورانها في داخلها وهذه آتية من:
... 1-
عدم فهم قضية الاستعلاء الإيماني وكون المسلم
متصل بجسمه منفصل بروحه
.
... 2-
اليأس من استجابة الجماهير باعتبار أن الجماهير
يصفقون لكل حاكم، ورميهم بالفسق
.
... 3-
مطالبة الجماهير بما يطالب به أصحاب الحركة.
... 4-
عدم التفريق بين الثبات على الأسس والقواعد
والضوابط ومفهوم تجديد الأساليب والتحرك
.
... 5-
عدم مشاركة الجماهير في احتياجهم وأعمالهم.
العائق الخامس: حب الدنيا وتعظيم الذات:
...
ولهذا الأمر كان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الوهن
الذي هو"حب
الدنيا وكراهية الموت"، وهذا العائق هو
الفتور إلى البدعة بعد نشاط الدعوة
والتراخي بعد الجد والجنوح إلى الكسل والسكون،
وحب الدنيا هذا هو الطريق
بعد ذلك إلى حب الذات المتمثل في حب البروز
والبحث عن الأضواء
.
العائق السادس: ضعف التخطيط:


(8/255)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالإثنين ديسمبر 12, 2011 11:58 pm

{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


... إن
الحركة لاتدع نفسها للظروف والمصادفات تسيرها سيراً عشوائياً، تعمل
مالا تريده،
وتريد مالا تعلمه، وتدفع دفعاً إلى السير في غير طريقها، ولكن
يجب أن تسير
في خط واضح المعالم، محدد المراحل، بين الأهداف معلوم الوسائل،
على أن هذا
التخطيط يكون بقدر الاحتياج مناسباً للمرحلة متناسباً مع
المرحلية زيادة ونقصاً، لأن كثرة التخطيط من
غير احتياج ستحول الإسلام إلى
ترف فكري ومعرفة ذهنية باردة جدلية، ويصدق فيهم
قول النبي صلى الله عليه
وسلم: "ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا
أوتوا الجدل".صحيح الجامع (5509
).
العائق السابع: إثارة الشبهات على الدعوة والدعاة في أوساط
الدعاة
:
...
المراد بالشبهة:
...
هي مايثير الشك والارتياب في صدق الداعي، وحقيقة مايدعو
إليه،فتمنع المدعو
من رؤية الحق والاستجابة له، كما أنه غالباً
ماترتبط إثارة الشبهة بعادة
موروثة، أو مصلحة قائمة، أو شهوة دنيوية،
فتتأثر النفوس الضعيفة المتصلة
بهذه الأشياء، وتجعلها حجة وبرهاناً تدفع الحق.
...
مراد مثيري الشبهات:
...
يحتج الكثير ممن يثيرون الشبهات حول الدعوة والدعاة، أن هذا
من قول الحق،
وإنكار المنكر!! وهم في الغالب ليسوا كذلك، إذ
يقترن بقولهم الحق الذي
يزعمون الكثير من المفاسد التي تشير إلى أن
هدفهم هو الفضيحة لا
النصيحة...!!
...
أصول رد الشبهات:
...
الأصل الأول: الإحتكام إلى الكتاب والسنة "ومااختلفتم
فيه من شيء فحكمه إلى الله
".
...
الأصل الثاني: إن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد إلا المعصوم
صلى الله عليه وسلم
.
...
الأصل الثالث: أن رجالات الدعوة ليسوا مجرد علماء يلقون
الدرس على طلبة
العلم، ويحققون المسائل العلمية، ولكنهم رجال
أبصروا تضعضع الأمة الإسلامية
وتأخرها بعدها عن دينها إلى غير ذلك مما تعانيه
الأمة الإسلامية فأخذوا
على أنفسهم بعد توفيق الله أن يعيدوا بناء
الأمة من جديد ببناء الشخصية
الإسلامية، والجماعة الإسلامية التي تعيد للأمة
أصالتها وحيويتها وخيريتها
.
العائق الثامن:الضعف في الإهتمام التربوي:
... 1-
التوسع العددي مع عدم وجود القاعدة الصلبة.
... 2-
عدم اعتماد المرحلية والتدرج في الخطوات.
... 3-
الاستعجال واعتساف الطريق.
... 4-
عدم القدرة على الاحتفاظ بالأعضاء.
العائق التاسع: محاولة ادخال الدعوة في عموميات العوام:
...
بات من المقرر عند الدعاة أن هناك قواعد أثبت الواقع والفهم
السليم أنه لاخلاف عليها نحو
:-
...
أ- أن مهمة الدعوة إدخال الملك في دين الله لادخول الدعوة
في دين الملك
.
...
ب- أنه لا إلتقاء مع المخالفين في أصول الدين في منتصف
الطريق
.
العائق العاشر: حب الدعاة والتعلق بهم لدرجة عمى العيون
والأبصار والافتتان بهم
:
...
قديما قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه مبيناً منهج
معرفة الحق
: "لايعرف
الحق بالرجال بل يعرف الرجال بالحق، اعرف الحق تعرف أهله"، وهذه
القاعدة تظل
مستمرة مالم يحدث الغبش والافتتان
.
...
فعندما يفتن الإنسان بشيخه لايرى عيبه، بل الأكثر من ذلك أن ينظر
إلى شذوذ شيخه على أنه قاعدة
علمية، على الناس أن يأخذوا بها، والله الهادي
إلى سواء السبيل
.
العئق الحادي عشر: نسيان قاعدتي القبول – الإخلاص وموافقة
الشرع
:
...
كثرة الإنتصار، وتصفيق المؤيدين هذه وأمثالها تنسى الداعية
الضوابط الأولى التي كان يرتكز عليها في بداية الطريق
.
العائق الثاني عشر: حلاوة المظهر وخداع البصر:
...
هذا المرض عادة عند صاحب الاحتياج، فالمحتاج إلى الماء يظن
السراب ماء،
وغيرها من الصور التي نراها في حياتنا، وهذه
خطورتها تقل لكونها طبيعية
وتأثيرها فردي أما التي تمثل خطراً على الدعوة
الإسلامية هي تلك التي
يصطنعها أعداء الله ليخدعوا بها الحركة، فحذار
من هذا المرض الخبيث،
فالمريض الذي يعرف مرضه من أول الأمر يمكنه
بعون الله معالجته، أما الخطورة
فتتجسد عندما لايكتشف المرض إلا في نهاية
مرحلته التي لاينفع فيها العلاج
لاقدر الله ومن أمثلة هذه الصورة مايظنه الكثير
من المسلمين في البلاد التي
تنتشر فيها المظاهر الإسلامية أنهم على الخير،
وأن الأحزاب الباطلة
كالشيوعية والماسونية وغيرها من الاتجاهات
اللادينية محاربة، ومقضي عليها،
فلذلك لسنا بحاجة إلى حركة إسلامية، فالناس
بخير، والمساجد منتشرة والجمع
قائمة.
العائق الثالث عشر: سقوط قيادة العمل الإسلامي في الدنيا
وحبها
:
...
إن قيادة العمل الإسلامي تكليف وتعب وجهد أكثر مما هي تشريف
وهي مغرم
وليست
مغنما هذه حقيقة يعرفها الجميع ولكنها تخفى على الجميع في لحظات
إقبال الدنيا
وبهرجها وزينتها
.
العائق الرابع عشر: ظهور مفاهيم مغلوطة من جراء نظرات ضعيفة
محصورة
:
...
لتوضيح هذا الموقف نذكر هذه الصور:
...
الصورة الأولى:
...
انقسم أهل الدعوة على رأيين: هل الحركة الإسلامية حركة
تغييرية أو
إصلاحية؟
وفي هذا المجال نقول لاخلاف بين الفريقين، فالحركة الإسلامية
إصلاحية في
مجال الإصلاح, وتغييرية في مجال التغيير
.
...
الصورة الثانية:


(8/256)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


... يدور الحوار بين أصحاب الحركة الإسلامية حول أسلوب
العمل الأصلح، هل
البناء والتركيز في الصياغة الفردية لإنسان الحركة
الإسلامية؟؟ أم العمل

الجماهيري العام والتوعية الإسلامية الوعظية؟؟،
ويحمي النقاش بين أنصار كل

فريق من الفريقين، وفي هذا نقول لامبرر للصراع إذا
كان الاتجاهان يكمل

أحدهما الآخر حيث إنه لابد من صياغة الفرد الرباني
الذي يحمل الرسالة ويقوم

بالتغيير، كما أنه يلزم وجود الجماهير المسلمة
الواعية التي ترضى بتوجيه

الفرد الرباني عن قناعة وإيمان، وإن لم يكن هناك
استعداد لتحمل الرسالة

وتبعاتها، وهذا التوافق بين الرأيين كان منهج
النبي صلى الله عليه وسلم
.
...
الصورة الثالثة:
...
بماذا نتحدث وماذا نكتب؟؟ حوار يدور مع كل خطبة
ومع كل كتاب ورسالة، فإلى

هؤلاء نذكر واقع النبي صلى الله عليه وسلم الشمولي
في البيان والحديث
والتوجيه، فالرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي كان
يسير الجيوش لقتال
الكفار، هو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يداعب
الصبيان، هو الرسول

نفسه صلى الله عليه وسلم الذي كان يجلس مع المرأة
فيشرح لها عن خصائص نفسها

في أدق أمورها وحكم شرع الله فيها، ولم يكن ذلك
ينقص من اهتماماته الأخرى،

فإلى إخواننا الذين نحبهم في الله، إلى المعتمدين
على جهودهم وعقولهم،

نقول "لا إفراط ولا تفريط" فكما تهتم
بالبيان السياسي، والتوجيه الاقتصادي،

اهتم بالحكم الفقهي، واعلم أن علماء المسلمين
الذين كتبوا بالأحكام

السلطانية هم الذين كتبوا بالطهارة والعبادات، فلا
تعارض بين الأمرين بل

يكمل كل واحد منهما الآخر.
...
العائق الخامس عشر:
...
الافتتان ببهرج التخطيط والعلم الإداري:
...
نتيجة لاحتكاك شباب الدعوة في العلوم الإدارية
والتقسيمات الفنية من خلال

دراستهم الجامعية، واحتكاكاتهم اليومية في مجالات
الوظائف العامة والخاصة

وعن طريق سماع المحاضرات العامة، حصاد هذه الأمور
كلها خرجت نبتة غريبة عن

الحس الإيماني والضوابط الشرعية والأدب الإسلامي.
...
وفي الختام، نطلب
من إخواننا الذين انفتنوا بالدراسات الغربية أن
يتريثوا في أخذهم وتعلقهم

ويزنوا كل أمر بضوابط الشريعة وليعلموا أن الشر
لايأتي إلا بشر والخير

لايأتي إلا بخير.
علاجات داخلية لما ذكرنا من العوائق الداخلية :
العلاج الأول:
البناء العقدي النظري الواضح:
...
إن من أهم الأمور التي يجب أن ينتبه إليها أصحاب
الحركة الإسلامية في

بنائهم وتكوينهم لقواعدهم وخلاياهم أن تكون الأسس
واضحة جلية مستقاه من

كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مهتدية
بهدى سلفنا رضوان الله

عليهم فيكون العمل قائماً على قواعد وتأصيلات
مستقرة، لاتتزح ولاتضطرب

ولاتتغير.
العلاج الثاني:
الثقة وأثرها في الاطمئنان:
...
إن
الهزات التي تنتاب الفرد في أثناء مسيرته وتكاد
تسقط به من قافلة المسير

إنما مرجعها إلى الاختلال الذي يحصل للنفس البشرية
المتعلقة ببحثها عن

ذاتها، ففي غيبة الثقة الرابطة والماسكة لبناء
الحركة ترى الفرد المضطرب

بعد أن ينظر إلى نفسه وما يجوزه من ملكات فطرية أو
صناعات تكوينية من قوة

في العبارة وسلاسة في الأسلوب وفصاحة باللسان
ورصانة بالقلم، فيعتلي المنبر

خطيبا يهز الجماهير ويركب الصحيفة كاتباً يشد
إنتباه المشاهير، ثم يعاود

النظر إلى نفسه وذاته ومكوناته ثم يلتفت في الجهة
الأخرى إلى ماأعطى من

كرسي في العمل الإسلامي فيرى الفارق الكبير بين
ذاته في المجتمع وبين ذاته

في إطار خير الحركة الإسلامية فيرى الفارق بين
المكانين فيقع بين نظرتين

نظرة بعيدة عن ميزان الثقة، ونظرة أخرى قد ملئت
ثقة بقيادتها وموجهيها،

شعارها تربية إيمانية.
العلاج الثالث:
الاهتمام بالفرد قبل مؤسسة العمل:
...
إن الأساس في العمل الإسلامي هو تحسس نهج النبي
صلى الله عليه وسلم في

واقعه العملي في المرحلة المكية، والحياة المدنية
في مراحلها التي دارت بين

التأسيس والتكوين إلى مرحلة الخروج والجهاد
لمقارعة الباطل في دولته ومن

خلف حصونه، فنرى أن النبي صلى الله عليه وسلم
لايهتم فقط بالعلاقات الحسية

بين الأفراد وبين قيادتهم بل حتى بالعواطف النفسية.
العلاج الرابع:
أهمية ترابط أصحاب الحركة الإسلامية في إطار واحد:
...
إن من أهم أسباب النصر وتحقيق الهدف وحدة الصف
ووحدة القيادة ووحدة

التوجيه، فإن أهم ماتسعى إليه القوى الضاربة للقوى
الإسلامية بشتى لباسها

سواء كانت بمسوح الرهبان أو بلباس القبطان، تسعى
لتفتيت القوى الإسلامية
.
العلاج الخامس:
المحاسبة:
...
إن محاسبة النفس البشرية لذاتها المفردة أمر حرص
عليه الأقدمون والمحدثون حين يؤمنون الاستمرارية بالخير والانقطاع عن الشر
.
العلاج السادس:
بناء الحركة بالفرد:
...
الحركة والعمل قوامها الفرد والمؤسسة فإذا أحكمنا
هذا وهذا ضمنا بعد توفيق الله حسن السيرة وقوة الإنتاج
.
العلاج السابع:
انغماس ومشاركة علماء الشريعة في الحركة الإسلامية:
...
في هذا العلاج نعلن بجميع موجات البث الإعلامي:
"ياعلماء الشريعة: مكانكم

في أوساط الدعاة فلا تبخلوا ولاتجبنوا ولاتضعفوا
ولاتركنوا" نعم من خلال

الحركات الإسلامية يتم التغيير والإصلاح فهي
الأبواق التي بينت الحوادث

صلابة معدنها، ونقاء سريرتها، وصدقها مع ربها بعد
أن تكتشف الأنظمة
الزائفة.
العلاج الثامن:
الإلتزام الصحيح بمنهج الدعوة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالإثنين ديسمبر 12, 2011 11:59 pm

(8/257)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


... على
الدعاة اليوم أن يعرضوا الإسلام كما أمر الله وبالذي أمر الله بدون
خلط، يعرضونه
بإخلاص مبتغين من عملهم وجه الله تبارك وتعالى، لايبتغون
مدحاً ولاثناءً، يتخلصون من حظوظ أنفسهم،
لاينتظرون نتاج دعوتهم في الدنيا
ولايأملون حتى تحقيق نصر هذا الدين في حياتهم،
وهذا هو ماكان يربي الله
تبارك وتعالى نبيه عليه فيقول سبحانه:
"إمانرينك بعض الذي نعدهم أو
نتوفينك" وعلى ذلك فالدعاة إلى الله غير
محاسبين على مايحققون من النصر قال
تعالى: "ليس عليك هداهم" .
العلاج التاسع:
إيجاد الحماسة في نفوس الشباب:
...
إن الشباب الذين يتخبطون في الظلمات ينادون الدعاة لإنقاذهم
من الظلمة
التي
يعيشون فيها وحتى يستطيع الدعاة ذلك لابد لهم من الحماس الذي يدفعهم
للتحرك والسهر
والجد للأخذ بأيدي التائهين إلى الطريق المستقيم
.
العلاج العاشر:
بناء رجل الدعوة:
...
من المسلم به أن قوة الأساس في أي بنيان يتناسب طردياً مع
الثقل الذي
سيقام
عليه ولما كان حمل الدعوة الإسلامية هو أثقل مايمكن أن يحمله الإنسان
فلا بد أن
يكون حملة الدعوة من القوة والصلابة مايجعلهم أهلاً لحمل هذه
الدعوة
العظيمة
.
العلاج الحادي عشر:
أهمية وجود المربي:
...
لابد للداعية من أن يجعل من نفسه أداة تربوية تربي
الناس بصغار الأخلاق وكبارها،
مستنيرة بالقرآن الكريم وهدي النبي صلى الله
عليه وسلم، فهو شجرة أصلها
ثابت وفرعها في السماء فالمربي ليس بدعاً من
الأمر، فهو عنصر مهم في مهمة
الأنبياء.
العلاج الثاني عشر:
زيادة الفهم والفقه للدعوة:
...
لقد أثبت الواقع أن الدعاة بحاجة إلى مانطلق عليه
الآن مصطلح "فقه الدعوة
"، والذي نعني به "الفهم والإدراك العميق
لماهية الدعوة الإسلامية وحقيقتها
وسبيلها ومقتضياتها".
ثالثاً:
وقفات لأصحاب الدعوة.
مقدمة:
...
الحمدلله رب العالمين، اللطيف بخلقه أجمعين، أمرهم بالتوقف
والتفكر للعبرة
والسير في طريق المؤمنين، المقتدين بمنهج خيرة
خلق الله من الأنبياء
والمرسلين، وبعد:-
...
إن الدعاة اليوم في هذه المجتمعات المتخبطة يحتم عليهم أن
يقفوا في واحات الخير ومنابع النور التي تمثل الكتابات الإسلامية
شيء منها فهم
يحتاجون إلى صبر لمواصلة الطريق، وإلى علو يعتلون به على
الجاهليات المتضاربة وإلى صفاء في العقيدة
والسلوك والمنهج لايضره سحاب
الجهل ولايعكره غبار المادة، فإلى هذه المحطة
وإلى وقفاتنا الفكرية فإن كان
به خير فخذ ولاتنظر إلى قائلها، وإن لم يكن بها
فائدة فاعرض عنها وتجاوز
صفحاتها.
الموقف الأول:
إستشعار صعوبة العملية التربوية:
...
إن من أشق الأشياء هي العملية التربوية، وماذاك
إلا لأنها تعامل مع نفوس
لايحكمها قانون محدد يسير عليه، حيث أن كل نفس
لها تشكيلها الخاص بها، ومن
ثم الوسيلة الخاصة لمعالجتها هي التي تنفع
وتقيد، وهكذا الناس في تمايز
ظاهر في القدرات والميول، وعلى المربي هنا أن
يعطي كل واحد حسب ميوله, فإذن
أخي المربي كل إنسان خلق لما يسر له ففتش في
نفسية أخيك وحاول اكتشاف
مواهبه وقدراته ثم وجهه على حسب تلك القدرات
والمواهب
.
الموقف الثاني:
إستشعار المربي لأهمية القدوة في التربية:
...
إن السعادة الحقيقية للمربي تتمثل في رؤيته لأخيه الجديد
معه وهو ينمو كما
تنمو النبتة الطيبة في الأرض المباركة،
فالسعادة الحقيقية تكون في النظر
إلى أخلاقه وهي تستقيم، وإلى أفكاره وهي تعتدل،
وطباعه وهي تتهذب
.
...
إنها الفرصة التي تغمر القلب والروح، يوم أن يراه بعد شهور
وسنين قد أصبح
امتداداً لجهده وجهاده فإحسانه من إحسانه، وصدقه
من صدقه، ياله من مورد
للحسنات عظيم يثقل الله به الميزان، وصدق
الرسول الكريم "لأن يهدي الله بك
رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر
النعم".البخاري (9/18
).
...
ولهذا الأمر كانت أهمية القدوة في الحياة التربوية.
الموقف الثالث:
المحن في الدعوات:
...
ليس غريباً ولابدعاً أن تصاب الجماعات العاملة في سبيل الله
بأذى وفتنة،
فإن الفتنة والابتلاء مما سنه الله على حملة
دعوته منذ أن كانت هنالك دعوة
ودعاة، حيث إن الله تعالى جعل المحن ميزاناً
يوزن به الفرد المسلم ويعرف به
ثباته وصلابته وصبره وتعلقه بالله وبدعوته،
ولذا كان لزاماً أن تمتحن هذه
القلوب لتخلص لله ويخرج منها درنها، ويمتاز
الطيب من الخبيث، والمسلم
الممتحن عليه أن يصبر ويثبت إزاء هذه الفتن
الضاربة ويتقي الله في كل شيء
فلا تخرجه محنته عن التقوى ولذا يقول ربنا
سبحانه: "وإن تصبروا وتتقوافإن
ذلك من عزم الأمور"سورة آل عمران (186).
الموقف الرابع:
آداب في طريق الدعوة:
...
أخي الداعية هذه طائفة من آداب الإسلام نقدمها لك بعبارة
واضحة مفهومة
لتعمل بها وتسير عليها، روى البخاري ومسلم، أن
رجلاً جاء إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال: يارسول الله من أحق الناس
بحسن الصحبة مني؟ قال" أمك
ثم أمك ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك
أدناك"البخاري (فتح13/4-6) ومسلم
(2548).
...
فحذار أيها الأخ أن تتساهل مع أحق الناس بحسن الصحبة منك وتتكايس –أي
تتظارف- مع غيرهم، فإنك إن فعلت ذلك غبنت نفسك، وظلمت الحق
الذي عليك.
...
الأدب الأول:
...
إعرف لأخيك الكبير حقه.
...
الأدب الثاني:
...
لاتكن ثقيلاً وتلطف مع إخوانك.
...
الأدب الثالث:
...
استعمل الرفق في شأنك كله.
...
الأدب الرابع:
...
التمس لأخيك عذراً.
...
الأدب الخامس:
...
مراعاة آداب الزيارة.
...
الأدب السادس:
...
مراعاة آداب الإستئذان.
رابعاً:
إشارات ضوئية.
مقدمة:


(8/258)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


... طريق
الدعوة طويل فهو طريق الإدراك والتكليف فما دام المسلم في إدراكه
ووعيه فهو في
سيره في قافلة المؤمنين العاملين، فإذا كان السير مستمراً
والحركة
دائبة، واستيعاب جميع فرعيات مستلزمات المعرفة اللازمة للطريق أمر
صعب كان لابد
من هذه الإشارات الضوئية التي تلفت الانتباه إلى معاني
تأصيلية يحتاجها السائر في طريق الدعوة
الربانية
.
...
والله أسأل أن ينبهنا لخطوات طريقنا وهو ولي ذلك والحمدلله
رب العالمين
.
... 1-
التحرك الذاتي:
...
لاينبغي للأفراد أن يكون تحركهم ونشاطهم ناتجاً عن تأثرهم
بالمربي وشخصيته
فقط، وإنما يجب أن يكون نابعاً من ذاتيتهم
وإيمانهم بضرورة العمل
.
...
... 2-
الفهم لتلميح الموجه:
...
إن أحوج مايحتاج إليه الداعية هو سرعة الفهم الذي يدفع به
إلى العمل السريع المفيد للحركة
.
... 3-
البيان ثم الأمر:
...
إن مايخطيء به كثير من المربين في توجيهاتهم هو أن يجعلوها
مقرونه بأسلوب
الأمر قبل البيان مستغلين بذلك طاعة الدعاة لهم
وظنهم أنهم بذلك يوفرون
لأنفسهم وقت الحجة والبيان، وهم بذلك يرتكبون
خطأين الأول: تربوي حيث أن
الأخ يتعود على تلقي الأوامر دون أن يتبينها
فتقتل فيه روح القيادة
والإبداع، والآخر شرعي: حيث أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يبين ثم
يأمر وهذا واضح في منهجه عموماً.
... 4-
التوكل على الله:
...
كثيراً مايغفل الدعاة عن القوة الحقيقية في هذا الكون،
التي يرتكن إليها المسلم
وهو الله، وذلك في خضم الدعوة، ومعاناة الباطل،
فتوكل أخي الحبيب على الله
ووجه إخوانك إلى هذه الحقيقة تكن لهم المعين
على مواصلة هذا الطريق الطويل
.
... 5-
الدعاء:
...
في فترة الضياع التي يعيشها المجتمع الإسلامي، وكثرة الآراء
والإجتهادات،
تعتري الإنسان بعض الحيرة في معرفة الصواب
أحياناً، وهذه المعرفة لاتكون
إلا بتوفيق الله تبارك وتعالى، وهذه سبيلها
الدعاء الخالص، وتأتي أهمية
الدعاء لكون الله تعالى قال فيما رواه عنه رسول
الله صلى الله عليه وسلم
"ياعبادي كلكم ضال إلا من هديته،
فاستهدوني أهدكم
".
... 6-
انتبه لأمانتكـ:
...
كان طاوس جالساً وعند ابنه، فجاء رجل من المعتزلة فتكلم في
شيء، فأدخل
طاوس
اصبعيه في أذنيه، وقال: يابني أدخل اصبعك في أذنك حتى لا تسمع من قوله
شيئاً فإن هذا
القلب ضعيف، هكذا كان السلف يخشون على أبنائهم والأخ الذي
بين يديك
بمثابة إبنك، فاحرص أخي المربي على أمانتك وأعلم أن صفاء الإبتداء
له أثر كبير
على أخيك عندما يبلغ سن الإنتاج وهذه قضية من قضايا الولاء
فلا تلتفت عنه
إلا وهي واضحة فيمن معك
.
... 7-
زدها ولا تخشى:
...
عن الحارث بن قيس رضي الله عنه قال: "إذا أتاك الشيطان
أنت تصلي فقال إنك ترائي فزدها طولاً
".
...
فللشيطان مدخلان إما إفراطاً أوتفريطاً فإذا عجز عن الإفراط
لجأ إلى
التفريط،
فيا معشر العاملين نظراً لكثرة أعمالكم وبروزكم في كل مكان وفي كل
ميدان فإنكم
تحتاجون إلى وصية الحارث حيث يوسوس الشيطان لكم ليقعدكم عن
عمل يزيدكم
محبة عند الله ويبعدكم عنه فخالفوا الشيطان وأكثروا من الأعمال
في جميع
الميادين
.
... 8-
لأهل الفضل مافعلوا والمعصوم هو صلى الله عليه
وسلم
:
...
المسيرة في طريق الدعوة تلزم صاحبها بأن يثبت على طريق طويل
يمتد إلى آخر
الأجل لذلك كان على صاحبها أن يعلم أن ماقدم
سيكتب عند الله أن توفرت فيه
شروط القبول، وأن ما سيأتي من الأعمال هو محاسب
عليه إن خيراً فخير وإن
شراً فشر.
... 9-
التربية والمداراة:
...
كثيراً مايخطيء الأخ في تربيته لأخيه ويسيء إليه من حيث لايدري، بأن
يظن بأن حسن النية بمن معه
والإحسان إليهم أن يفعل مايرغبون فيه ويترك ما
يكرهونه، فإذا رأيت في أخيك
ماينقصه كأخ قدوة فعليك بإسداء النصح إليه وعدم
تركه، حتى لاتتهمه بالضعف
والخور والفوضى وعدم النظام وغيرها من السلبيات.
... 10-
التخطي:
...
إن الأخ المسلم الداعية ، وخصوصاً المربي، لابد أن يكون ذا
طبيعة تميزه عن
سائر الناس، وخلقاً يعطيه من التوقير والمكانة
في نفوس إخوانه، وصبراً
يجعله قدوة لمن يدعوه، فالمؤمن إذاً لين يتحلى
بالرفق مع الإخوان والأحباب
الذين جمعته بهم رابطة العقيدة وهو إلى جانب
ذلك يتميز بالشدة والعزيمة
والقوة والخصومة لأعداء هذه العقيدة.
...
ولا يخفى على الداعية أن نفوس الناس مختلفة الطباع والمزاج تحب دائماً أن
تكون هي المصيبة والمحقة فإذا
مابدا وظهر أنها أخطأت فإنها تدافع عن خطئها
إما بالقول أو العمل أو
الإخفاء حتى لايظهر عجزها وزلتها، وفي مجال
الدعوة يتعرض الداعية لأنواع
مختلفة من المواقف من قبل المدعوين أو الأفراد
أنفسهم يظهر فيها خطؤهم
.
...
فهنا يأتي دورنا كمربين ودعاة فما رأيناه مخالفاً لأصول هذا
الدين وقواعد الخير فهو يحتاج إلى تصويب ويتطلب حكمة في العلاج
.
... 11-
قاعدة من قواعد التربية الربانية:
...
عندما يتعلق الأمر أو النهي بعادة أو تقليد، أو بوضع
اجتماعي معقد، فإن
الإسلام يتريث به ويأخذ المسألة باليسر والرفق
والتدرج، ويهيء الظروف
الواقعية التي تيسر التنفيذ والطاعة.
...
ولكن عندما يتعلق الأمر بقاعدة من قواعد التصور الإيماني، أي بمسألة اعتقادية
فإن الإسلام يقضي فيها
قضاءً حاسماً منذ اللحظة الأولى، لاتردد فيها
ولا تلفت، ولامجاملة
ولامساومة ولا لقاء في منتصف الطريق لأن هنا
مسألة قاعدة أساسية للتصور،
لايصلح بدونها إيمان ولا يقام إسلام.
... 12-
الغضب للدعوة وماينالها من غمز الغامزين ولمز
اللامزين
:


(8/259)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 12:00 am

{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


... من
المعروف سلفاً أن الناس في الغضب ثلاثة أقسام: قسم يغضبون لنفوسهم
ولربهم، وقسم
لا يغضبون لنفوسهم ولا لربهم، والثالث هو الوسط أن يغضب لربه
لا لنفسه، كما
ورد في في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: "ما ضرب رسول
الله صلى الله
عليه وسلم بيده خادماً له ولا امرأة ولا دابة ولا شيئاً قط
إلا أن يجاهد
في سبيل الله، ولا نيل منه شيء فانتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك
حرمات الله،
فإذا انتهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء حتى ينتقم لله"، أما
من يغضب لنفسه
لا لربه أو يأخذ ولا يعطي غيره، فهذا شر الخلق
.
... 13-
الموازنة بي الرحمة والقسوة:
...
إن المتابعة والمحاسبة تستلزم إتخاذ القرار الذي يجب أن
يكون حاوياً
للرحمة والقسوة، فإن كل من الرحمة والقسوة تحمد
عند اعتدالها، وفي موضعها
وتذم عند غلبتها وميلها.
... 14-
الرجوع إلى الحق:
...
إن الداعية في المتابعة والمحاسبة بين شخصين إما أن يكون
مُتابِعاً أو مُتَابَعاً وفي كل
الحالين عليه أن يرجع إلى الحق إذا ظهر له،
ولاتأخذه العزة بالإثم فالحق
لايعاند.
... 15-
استعمال الحزم وبسط العدل:
...
لابد لصاحب الولاية من الحزم والعدل، فلا يغفل عن الحزم في صغير
ولا كبير، كما لا يترخص في
الجور من قليل ولا كثير، وهذا يستدعي تصفح
أحوال الدعاة، فإذا وقف الداعية
على مواد الفساد، وأسباب آفاتهم قطع أسبابها
وحسم موادها
.
... 16-
حسن الأدب مع المربين في العبارة والإستجابة:
...
أصل هذه المسألة قوله تعالى: "وقل لعبادي يقولوا التي
هي أحسن إن الشيطان
ينزغ بينهم" سورة الإسراء (53). وقد كان
سلفنا الصالح يحرصون على العبارة
الجميلة، فهذا عمر رضي الله عنه يقول لأناس
جلسوا حول النار: ياأهل الضوء،
وكره أن يقول ياأهل النار، فيكون الأدب
والإحترام المتبادل بين المؤدي
لواجبه والمطالب لحقه.
... 17-
الإرتباط بالدعوة ومنهجها في جميع الظروف
والأحوال
:
...
قال الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من شدة الحزن:
"ليتنا متنا
قبله ولم نشهد موته" فقال معن بن عدي أما
أنا فما أحببت أن أموت قبله،
قالوا: ولم؟ قال: لكي أصدقه ميتاً كما صدقته
حياً!! "ومامحمد إلا رسول قد
خلت من قبله الرسل". سورة آل عمران (144).
خامساً:
همسات في آذان الدعاة:
مقدمة:
... "
إن على الديك أن يصيح وليس عليه أن يُطلع
الصباح" فنحن نصرخ تارة ونهمس
تارة أخرى، وفي كلتا الحالتين لايخيفنا كثيف
الظلمة ولاضجيج الفساد، فأملنا
بالله كبير، واعتقادنا بخروج الصبح لاريب فيه،
فشمس الحق ساطعة، وزيف
الباطل زائل، فإن كان شيطان الجن يوسوس فيهمس
بوسواسه في صدر ابن آدم ليضله
عن الصراط المستقيم فإن داعي الإنس يهمس
بالآذان لطرد وسوسة الشيطان
الرجيم وإقرار منهج رب العالمين فإلى محادثة
هادئة، وإلى طرح خفي بعيد عن
جلبة الآخرين، والله سبحانه هو المعين.
... (1)
لاإفراط ولا تفريط:
...
من أخطر مايلبس الشيطان على الإنسان الإفراط أو التفريط،
فكيف إذا اجتمعت
هاتان الخصلتان في جماعة أو إنسان، فعلى كل
مسلم داعياً إلى الحق أن يجعل
نصب عينيه قوله تعالى: "وكذلك جعلناكم
أمةً وسطاً" سورة البقرة (143
). وسطاً في تحمل الواجبات، ووسطاً في أخذ الحقوق،
ووسطاً في التوغل والدخول
في الدين والأخذ به.
... (2)
غذاء الداعية:
...
من البديهيات أن جسم أي كائن حي لا يتحرك ولا يعمل بدون غذاء، لأنه
هو مولد الطاقة التي بها
تتحرك هذه الأجسام الحية، أخي المربي إن هذا
الجسم هو دعوتك التي من أجلها
نذرت نفسك وهذا الغذاء جنودها، فأنت مسؤول عن
نظافة وجودة هذا الغذاء، ألا
وهم الإفراد الذين أودعتهم الدعوة بين يديك،
فهم وديعة عندك
.
...
فبقدر اهتمامك بهم وتفانيك في الحفاظ على هذه الوديعة بقدر
مايكون ذلك واضحاَ في مسيرة دعوتك
.
... (3)
المربي:
...
أخي المربي إنك لست بدعاً من الأمر في وجودك هذا في العمل
الإسلامي، بل
إنك من شجرة "أصلها ثابت وفرعها في
السماء" سورة إبراهيم (24
).
...
احرص على أن تكون عند حسن الظن فيك، وخير خلف لخير
سلف، مستعيناً على التربية
بالفهم الدقيق والإيمان العميق، والعمل
المتواصل مردداً ماكان يردده الإمام
حسن البنا:
قد رشحوك لأمر لو فطنت له ... ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع
الهمل
.
... (4)
عهود ومواثيق:
...
لقد دلت السنة على أن الولاية صغيرها وكبيرها أمانة لابد من
أخذها بحقها
وإعطائها لأهلها، ومن هذا الذي ذكرنا قوله صلى
الله عليه وسلم لأبي ذر رضي
الله عنه: "إنها أمانة، وإنها يوم القيامة
خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها،
وأدى الذي عليه فيها" مسلم (1825).
...
فإلى دعاة الحق نقول: إن الأمانة عظيمة والحمل ثقيل، فحتى تستطيع الحركة
أن تبدأ بالمسير لابد وأن
نهمس في آذانكم فإن رأيتموه خيراً وحقاً، وإن
رأيتم خلاف ذلك فانبذوا على
سواء، فإنما هي عهود مواثيق ندين الله بها
ونرجو ثوابه ونخاف عقابه
.
... (5)
الجمال في كل شيء:
...
ورد في حديث مسلم (91): "إن الله جميل يحب
الجمال" وماأعظم الجمال في
تربية الدعاة ومخالطتهم، فليكن صبرك جميلاً،
وصفحك جميلاً، وهجرك جميلاً،
تكن بذلك متأسياً بنبيك ومربيك رسول الله صلى
الله عليه وسلم، أمره الله
بأن يصبر بغير شكوى إلا لله، وأن يهجر بغير
أذى، وأن يصفح بلا عتاب، والصبر
نهايته النصر والفرج من الله فاصبر على ضعف
إخوانك وقلة همتهم، وادع الله
لهم وتفان في تربيتهم.
... (6)
التثبت:


(8/260)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


... من
الأحاديث النبوية الشريفة التي عليها مدار الفقه والعلم، ولعلم معظم
أخطاء من
يخطئون في أحكامهم، إنما تكون من التسرع والتأثر بالمظاهر
الخادعة،
فالتثبت هو: الأدب الذي تقتضيه طبيعة العمل الحركي المنظم حتى
تأخذنا نزوة
جامحة، أو طفرة طافحة، أو زمجرة جانحة
.
... (7)
الإستئذان والإستشارة:
...
خير مايحفظ الإنسان من الخطأ الزلل اتباع أسلوب
"الوقاية خير من العلاج
"، ومن الوقايات التي تعين الأخ على تلافي الخطأ
هو كثرة استشارته واستئذانه
من أخيه الموجه أياً كان وضعه في العمل، فالناس
أصناف، رجل، ونصف رجل،
ولاشيء، فالرجل من له رأي صائب ويشاور، ونصف
رجل من له رأي صائب ولا يشاور،
أو لا رأي له ولايشاور.
...
فاحرص أخي المربي على الاستشارة وحث إخوانك على مثل هذا
الأمر الدقيق وبين لهم من واقع حياة الدعوة نتيجة عدم
الاستشارة وماتؤول إليه من عملية التفرد في
الرأي
.
... (Cool
الفكرة والخاطرة:
...
قال ابن القيم "دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت شهوة
فحاربها، فإن لم تفعل
صارت عزيمة وهمة فإن لم تدافعها صارت فعلاً،
فإن لم تتداركه بضده صار عادة،
فيصعب عليه الانتقال عنها".
...
حيث أن مبدأ كل علم اختياري هو الخواطر والأفكار،
فإنها توجب التصورات وهذه تدعو إلى الإرادات، والإرادات تقتضي
وقوع الفعل
وكثرة تكراره تعطي العادة فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر
والأفكار
وفسادها بفسادها
.
...
فيا أخي: لاتنس أن تحاسب نفسك في كل خطرة وفكرة، وجاهد نفسك
في هذه المحاسبة حتى تكون من الفائزين
.
... (9)
النصيحة شعاري وشعاركم:
...
فالنصيحة للجميع ورحم الله من أهدى إلي عيوبي والدين
النصيحة والدعوة
النصيحة، فأصلحوا قلوبكم بالتقوى والإيمان تصلح
ألسنتكم وإذا صلحت ألسنتكم
صلحت أعمالكم، وإذا صلحت أعمالكم غفرت ذنوبكم ،
وإذا غفرت ذنوبكم حفظتم من
المصائب.
...
وتبليغ الدعوة طاعة لله ولرسوله والإنابة للدعوة والتوضيح
أمر مطلوب من العاملين
.
...
اللهم نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات وحب المساكين وأن
تغفر لنا
وترحمنا
وإذا أردت بعبادك فتنة فتوفنا إليك غير مفتونين، واهدنا لما اختلف
فيه من الحق بإذنك
إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
.
...
واجعل الدنيا بأيدينا ولاتجعلها في قلوبنا واجعل حظنا الأفر
يوم أن نلقاك ونعوذ بك اللهم
من عجز التقى وصولة الجائر ونعوذ بك من الكذب
عند التقصير فما أنجى كعب بن
مالك إلا الصدق.
والحمد لله رب العالمين
...
الخاتمة :
وبع هذه التنقلات الكثيرة في مجال الدعوة والعمل
الإسلامي –أسرار, وعوائق
وعلاجات ومواقف وهمسات- بعد هذا كله أرجو من
الله أن أكون قد وضعت معالما
لإخواني الدعاة يستفاد منها لتوحيد الصف,
وتقريب وجهات النظر, لعمل جاد
لإنقاذ البشر من حافة الهاوية فإنه كما قال عمر
رضي الله عنه: "لاإسلام إلا
بجماعة، ولاجماعة إلا بإمارة، ولاإمارة إلا
بطاعة" الدارمي (1/79). فلبناء
جماعة ربانية ولإقامة إمارة قرآنية كانت هذه
المحاولات وتلك التنقلات
.
والحمد لله رب العالمين.
============
متطلبات الدعوة ووسائلها
.
اسم المحاضر: الدكتور عمر عبد الكافي - حفظه الله - .
- (
بدأ الشيخ محاضرته بمقدمة لطيفة تبين فضل الإسلام وأهمية
أمر الدعوة ) فقال
:
الإسلام نشأ في جماعة، ونحمد الله أن جعلنا من جماعة
المسلمين، وندعو الله أن يطرد
شياطين الإنس والجن عنا، وأن يتقبلنا في عباده
الصالحين
.
كان علماؤنا الأجلاء يعلموننا ونحن صغار دعاءً عظيما جليلا،
هذا الدعاء يقول : ( اللهم
كُن لي كما كنت لي حيث لم أكن ) أي عندما كنت
جنينا في بطن أمي لا أملك
علما ولا قوة ولا إدراكا ولا فهما ولا لغة ولا
فقها. والله تعالى عودنا
الكرم دون أن نعطي لأنه الغني عن عطائنا، وقبل
منا القليل على قدرنا
وأعطانا الكثير على قدره ؛ قبل منا العمل
القليل، لكن لابد من إخلاص النية
لذلك قال ربنا : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) ما
قال لنا : ليبلوكم أيكم
أكثر أعمالا .
(
ثم بين معنى " حيث لم أكن " ) أي: أني عبد ضعيف
لا
أساوي
شيئا لولا الإسلام، فعمر بن الخطاب – رضي الله عنه – كان يردد دائما
: ( ما عمر لولا الإسلام) ونحن نقول أيضا:
ما نحن لولا الإسلام ؟؟ فلا شيء
لنا في هذا الوجود ولا كيان لنا لولا الإيمان،
وأن يرى الناس فينا نسخا
مصحفية تتحرك على قدمين .
لكنا لن نصل إلى هذا المستوى إلا عندما نفهم أن هذه الأمة
هي أمة دعوة. فنحن لا ندًّعي أننا أمة خاصة، ولسنا نقول أن
الجنة وقفا
علينا، فنحن في كل يوم نكرر ( الحمد لله رب العالمين ) فهو ليس
رب المسلمين
وحدهم، ولا رب النصارى وحدهم، فالله تعالى رب كل مخلوق، فنحن
أمة عالمية
منذ بدايتها، قال تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
).
- (
ثم بدأ الشيخ بالتكلم عن الموضوع الأساس ) فقال :
الدعوة إلى الله لها ركائز، ثم بعد ذلك لها أخلاقيات، ثم
لها تبعات ومسؤوليات
.
الأمة الإسلامية جعل الله خيريتها في أمر الدعوة،
فالدعوة ليست خاصة بالدعاة
فقط، قال الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت
للناس تأمرون بالمعروف وتنهون
عن المنكر وتؤمنون بالله ) فجعل الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر مسبق عن
الإيمان لفظاً.
إذاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طبيعة هذه الأمة.
-
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له صفات، فاشترط أهل العلم
في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثلاثة شروط
:
1-
أن أكون عالما بما آمر، عالما بما أنهى.
2-
أن أكون رفيقا فيما آمر، رفيقا فيما أنهى.
3-
أن أكون عاملا بما آمر، عاملا بما أنهى.
أن أكون عالما بما آمر به:


(8/261)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 12:00 am

{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


( ذكر
عدة أمثلة على هذا من الأنبياء والصحابة منها
(:
كان ابن مسعود (سنة 36 للهجرة ) يقول: يسأل الواحد منكم في
اليوم عشر فتاوى لو سئل عمر بن الخطاب في واحدة منها لجمع لها أهل بدر
.
(
أيضا) أهل مصر أرسلوا لمالك إمام دار الهجرة بالمدينة
المنورة مع رجل اثنان
وأربعين سؤالا، فأجاب عن ستة أسئلة، وقال في ست
وثلاثين: ( الله أعلم
)، فالرجل المصري قال: ماذا أقول لأهل مصر ؟ ذهبت
لمالك صاحب الموطأ فأجاب عن
ستة أسئلة فقط وقال في الباقي : لا أعلم ؟ فضحك
مالك وقال : ( أقول : الله
أعلم وأدخل الجنة خير لي من أن أفتي بجهل وأدخل
النار
).
_
أن أكون عالما بما أنهى:
فإذا نهيت عن شيء يكون عندي تأصيل للمسألة ( ذكر عدة أمثلة
منها
):
دخل رجل على ابن عباس – رضي الله عنه – فقال: يا
ابن عباس أللقاتل توبة ؟
فصَّعد ابن عباس النظر في وجه الرجل وقال: لا
ليس للقاتل توبة
.
الجالسين حول ابن عباس تعجبوا وقالوا: يا ابن عباس أفتيت
البارحة لرجل سأل: أللقاتل
توبة ؟ قلت له : نعم . ويسأل السائل اليوم
أللقاتل توبة ؟ تقول له : لا
. قال ابن عباس: نظرت في وجه السائل اليوم رأيته
مُغضبا ثائرا يريد أن يقتل
بفتية ابن عباس، فقلت له: لا. أما صاحب السؤال
بالأمس كان قد قتل، والفتية
قبل الفعل إجابتها تختلف عن الفتية بعد الفعل.
-
أن أكون رفيقا بما آمر:
إن أعظم ما وصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد: ( وإنك لعلى خلق عظيم
) قوله تعالى: ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو
كنت فظا غليظ القلب لانفضوا
من حولك).
(
ذكر أمثلة منها ): أن رجلا رأى رؤية وذهب لابن سيرين ليفسرها،
فقابله أحد المتعالمين في الطريق وسأله: إلى أين ؟ قال : لابن
سيرين . قال:
أرأيت رؤية ؟ قال له: نعم . قال : خبرني بها . قال: رأيت أن
أسناني قد
وقعت كلها. قال الرجل : تموت أنت وأهلك . الرجل خاف وواصل المسير
لابن سيرين،
وقال: يا ابن سيرين رأيت أن أسناني قد وقعت كلها. قال ابن
سيرين : تكون
آخر أهلك موتا. نفس التفسير لكن بطريقة مهذبة
.
-
رفيقا فيما أنهى : ( ذكر أمثلة ونماذج منها ):
الأعرابي الذي دخل المسجد وبال فيه، ثم أسرع الصحابة
ليمنعوه من فعله هذا فمنعهم
النبي صلى الله عليه وسلم، وانتظر حتى انتهى
الرجل مما يصنع، ثم اقترب منه
النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ( هذا مكان لا
يصلح لما صنعت ) الرجل رأى
رقة النبي صلى الله عليه وسلم وحنانه فرفع يده
إلى السماء وقال : اللهم
ارحمني ومحمدا ولا ترحم أحدا من بعدنا. فضحك
النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: ( لقد حجًّرت واسعا، قل اللهم ارحمنا إنك
كنت بنا رحيما
).
-
عاملا بما آمر : وهذا يكون على ما استطاع الإنسان، ففي
الدعاء : ( وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت
) .
-
المحور الثاني في أمر الدعوة مما أريد أن أتطرق إليه هو
محور الذات
:
فالأنا عالية عندنا، وهذا هو غمط الحق وبطر الناس،
فيجب أن نسمع إلى الآخر، فنحن
مكلفين أن نستمع إلى الكافر كما جاء في قوله
تعالى : ( قل يا أهل الكتاب
تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد
إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا
يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا
فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون
) فهذا حوار مع الكفار، والله تعالى حاور شر خلقه
وهو إبليس في آيات كثيرة
من القرآن، ونحن نرفض محاورة فلان من الناس.
دخل رجل فوجد أبا بكر وعمررضي الله عنهما – فسأل سؤالا. استاء عمر من
السؤال وعلم أن في أبي بكر
حياء لا يستطيع أن يرد، فرد عمر على الرجل،
فقال الرجل السائل : أأنت
الخليفة أم هو؟ قال أبو بكر : ( هو إن شاء ) .
فالأنا ليست عالية عندهم رضي
الله عنهم . فمن ركائز الدعوة إنكار الذات .
من ركائز الدعوة أيضا ومحاورها: التواضع، فالتواضع سمة من
سمات من يدعو إلى الله تعالى
.
المحور الثالث:
الدعوة تحتاج إلى أن تعطيها كل وقتك لا فضل وقتك، لأنك لو
أعطيت الدعوة كل وقتك سيبارك لك الله في بقية وقتك
.
المحور الرابع: الإخلاص في كل ما تعمل، والإخلاص في كل ما
تقول، والإخلاص في كل ما تنصح به، والإخلاص في كل ما تنتصح به
.
وبهذا نحقق : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف
وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله
) .
============
أسس الدعوة
تأليف الشيخ/ أبو بكر الجزائري .
إن المتأمّل في الدعوة الإسلامية يجدها قد قامت على الأسس
الآتية
:
الأساس الأول : الإيمان بالدعوة :
لا بد لمن يعتزم القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى
أن يكون مؤمنًا بها ،
ومعتقدًا خيرية دعوته الإسلامية وصلاحيتها
وحاجة الناس الملحّة لها
.
ومما يوفر هذا الإيمان للمسلم الداعية علمه بالأمور التالية:
1- ...
استحالة سعادة البشر عامة والمسلمين خاصة في
الدنيا وفي الآخرة ما لم
تكن من طريق الإسلام. قال الله تعالى: ] ....
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ
فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى(123)وَمَنْ
أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ
لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124
)[ سورة طه . وقال تعالى: ] وَمَنْ يَبْتَغِ
غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا
فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ
مِنَ الْخَاسِرِينَ(85
)[ سورة
آل عمران
.


(8/262)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


2- الإسلام
رحمة إلهية ، والواجب فيها أن تعرض على كل فرد وفي أي مكان، ولهذا
حمّل الله
تعالى رسوله
r مسؤولية
إبلاغها إلى الناس ، ونشرها بينهم فقال
: ] ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
....(125)[ سورة النحل ، وقال
تعالى: ] قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو
إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ
اتَّبَعَنِي ....(108)[ سورة
يوسف ، ] قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي
رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ
جَمِيعًا ...(158)[ سورة الأعراف ، ] وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً
لِلْعَالَمِينَ(107)[ سورة الأنبياء .
كما ألزم أتباعه المؤمنين بأن يقوموا بنشرها ، ودعوة الناس إليها ]
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ
يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ(104 )[ سورة آل عمران
.
3-
حاجة العالم إلى الإسلام اليوم لا تقل عن حاجته إليه يوم
حمل المسلمون
دعوته إلى الأمم والشعوب؛ إذ أن شعورًا عالمياً
كبيرًا اليوم بحاجة إلى
نظام عالمي سليم خاصة بعد أن جرب كل من
النظامين الرأسمالي والشيوعي
الاشتراكي ، وفشل كل منهما في تحقيق ما كان
يرجى منه
.
غير أن عرضه الجديد يجب أن لا يكون عن طريق أمة لم ترتفع
بمبادئه وتعليمه إلى قمة مجد
عالية؛ لأن الناس عادة ينظرون إلى المبادئ
والتعليم من خلال حال صاحبها
.
ومن هنا ـ وبكل صراحة ـ كان لزامًا على الدعاة
المسلمين أن يبدؤوا بدعوتهم
الأمم والشعوب الإسلامية قبل غيرها ؛ حتى إذا
نجحوا تقدموا بدعوتهم
يعرضونها على أمم العالم وشعوبه المحرومة من
هداية الله
.
الأساس الثاني : سلامة الدعوة :
الدعوة السليمة هي التي تتوفر فيها أمور، هي :
1- ...
لا يهدف صاحبها من ورائها إلى تحقيق أي هدف
مادي أو كسب شخصي، وإنما
تقوم على أساس التجرد فيها لله، كما هو أن كل
المرسلين في دعوتهم : ] وَمَا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ
أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ(127)[ سورة الشعراء .
وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : عَلَّمْتُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ
الصُّفَّةِ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ،
فَأَهْدَى إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا
فَقُلْتُ لَيْسَتْ بِمَالٍ
وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ لَآتِيَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَلَأَسْأَلَنَّهُ،
فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
رَجُلٌ أَهْدَى إِلَيَّ
قَوْسًا مِمَّنْ كُنْتُ أُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ
وَالْقُرْآنَ، وَلَيْسَتْ
بِمَالٍ وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
قَالَ : [إِنْ كُنْتَ
تُحِبُّ أَنْ تُطَوَّقَ طَوْقًا مِنْ نَارٍ
فَاقْبَلْهَا] رواه أبو داود
وأحمد.
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ : اسْتَعْمَلَ
رَسُولُ
اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ الْأَزْدِ عَلَى
صَدَقَاتِ
بَنِي سُلَيْمٍ يُدْعَى ابْنَ الْأُتْبِيَّةِ فَلَمَّا جَاءَ
حَاسَبَهُ
قَالَ : هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ
أَبِيكَ
وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا،
ثُمَّ
خَطَبَنَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا
بَعْدُ
فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا
وَلَّانِي
اللَّهُ، فَيَأْتِي فَيَقُولُ هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ
أُهْدِيَتْ
لِي أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى
تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا ]
أخرجه البخاري ومسلم وأبو
داود وأحمد.
2-
الدعوة السليمة هي التي لا يكون من أغراضها نشر الشر أو إظهار الفساد،
وإنما تكون أغراضها مقصورة على الخير والإصلاح ، شعار صاحبها
دائمًا: ]
إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا
تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88
)[ سورة هود .
3-
الدعوة السليمة هي التي لا يكون من طبيعتها العنف أو الشدة ، ولا
تقود معتنقيها إلى المشقة أو الحرج، وإنما يكون من طبيعتها
السهولة
واليسر
.
كما أنها دعوة خير؛ تهدف دائمًا إلى الخير.. وصفها الله بالخيرية في
قوله تعالى: ] وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى
الْخَيْرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأُولَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ(104 )[ سورة آل عمران ، وبالرحمة في قوله
تعالى: ]
وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ(17)[ سورة البلد ، وعلى لسان رسوله
r في قوله: [الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ
الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي
الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ]
أخرجه أبو داود والترمذي وقال
: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وهي خالية من العنف والحرج، وهاهي ذي نصوص تصرح
بنفي العنف عنها والحرج؛ لذلك فالله تعالى يقول: ] ...وَمَا
جَعَلَ
عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ .....(78)[ سورة الحج، ويقول
: ] مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ
عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ
لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ
...(6)[ سورة المائدة ، وقوله
: ] ...يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا
يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
...(185)[ سورة البقرة .


(8/263)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ :
[يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا
] أخرجه الشيخان ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
: [إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا
زَانَهُ وَلَا يُنْزَعُ
مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ]رواه مسلم وأبو
داود وأحمد، وعن عَائِشَةَ
زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : [يَا عَائِشَةُ إِنَّ
اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي
عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا
يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي
عَلَى مَا سِوَاهُ] رواه
البخاري ومسلم والترمذي وأحمد.
الأساس الثالث : الوضوح :
ينبغي للداعي مراعاة وضوح دعوة الإسلام، وسلامتها من
الغموض والتعقيد في عقائدها
وفي عبادتها ومعاملاتها، فيعرضها على الناس كما
هي واضحة سليمة، وليحذر
إدخال عناصر غريبة عنها نتيجة تشدده أو تزمته
وغلوه، فيفقدها أكبر عوامل
قبول الناس لها واعتناقهم إياها، وهو الوضوح
والسلامة
.
الأساس الرابع : العلم بها :
العلم بالدعوة يقوم على ثلاثة أمور:
أ- المعرفة بأصول الدعوة وفروعها وأهدافها وغاياتها شرط
أساسي في نجاح الداعي، وفوزه في دعوته
.
والعلم بالدعوة المطلوب من الداعي هو البصيرة التي ذكر
الله تعالى في قوله
: ] قُلْ
هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ
اتَّبَعَنِي
...(108)[ سورة يوسف : 108
.
و يتعين على الداعي أن يتضلع من علوم الشريعة الإسلامية كالتفسير والحديث
والتوحيد والفقه، ومن علوم الآلة
كاللغة وقواعدها وآدابها، والبيان وفنونه،
والمنطق ومبادئه
.
ومن المسلَّم به أن من كمال الداعي أن يكون مزوّدًا
بشتى العلوم والمعارف زيادة
على ما يتعلق بدعوته وأصولها، وذلك كعلم النفس
وعلم النبات والحيوان
وخصائصها والفلسفة، وعلم تقويم البلدان
(الجغرافيا)، والكيمياء
.
ومما يدل على فائدة ذلك في الدعوة أن الله تبارك
وتعالى أبطل دعوة اليهود
والنصارى في كون إبراهيم الخليل يهوديًا أو
نصرانيًا كما زعم كل من اليهود
والنصارى؛ أبطلها بحجة التاريخ فقال تعالى: ]
يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ
تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ
التَّوْرَاةُ
وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا
تَعْقِلُونَ(65)[ سورة آل
عمران .
ب- على الداعي أن يكون عالمًا بأحوال وظروف ونفسيات من
يدعوهم ويتصدى لهم
.
ج- أن يختار الطريقة الصحيحة لدعوتهم؛ فيعطي كل
داء ما يحتاج من دواء، ويلبس
كل حالة لبوسها الخاص بها، وإلى هذه أشار r في قوله لمعاذ رضي الله عنه: [ إنك تأتي قومًا أهل كتاب] .
الأساس الخامس : كمال شخصية القائم بها :
إن كمال شخصية الداعية من أهم الأسس التي تقوم
عليها الدعوات، حيث عليه أن
يعمل على تكميل شخصيته وتقويتها؛ حتى تبلغ
الممكن من الكمال البشري
.
ومن أهم العناصر التي تتكون منها الشخصية القوية ما يلي:
1-
اليقين: وهو أن يكون الداعي على يقين تام بصلاحية دعوته
وخيريتها
.
2-
الروحانية: وذلك بالتجافي عن الدنيا والإقبال على النفس
تطهيرًا لها
وتزكية، وذلك بذكر الله وفعل الطاعات من فرض
ونفل؛ حتى يبلغ حالاً تعظم
فيها فراسته؛ كما روي عن عمر بن الخطاب في هذا
الشأن؛ فقد قال عنه ولده عبد
الله : ما قال أبي في شيء أظنه كذا إلا كان كما
ظن، وقال فيه رسول الله
r : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ
أَبِيهِ قَالَ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ
قُرَيْشٍ، يَسْأَلْنَهُ
وَيَسْتَكْثِرْنَهُ عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ
عَلَى صَوْتِه،ِ فَلَمَّا
اسْتَأْذَنَ عُمَرُ تَبَادَرْنَ الْحِجَابَ
فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ
وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ فَقَالَ: أَضْحَكَ
اللَّهُ سِنَّكَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي
فَقَال:َ[ عَجِبْتُ مِنْ
هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي لَمَّا
سَمِعْنَ صَوْتَكَ تَبَادَرْنَ
الْحِجَابَ ] فَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ
يَهَبْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ،
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِنَّ فَقَالَ: يَا
عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ
أَتَهَبْنَنِي وَلَمْ تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقُلْنَ: إِنَّكَ أَفَظُّ
وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ إِيهٍ يَا ابْنَ
الْخَطَّابِ وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا
فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا
غَيْرَ فَجِّكَ] رواه الشيخان وأحمد.
3-
الشجاعة : بنوعيها شجاعة القلب وشجاعة العقل:
فالأولى تحمله على أن لا يخاف غير الله تعالى، فيمضي في
حزم لا يضعف ولا ينهزم
مهما لاقى من الأهوال: ] وَكَأَيِّنْ مِنْ
نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ
رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا
أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ
يُحِبُّ الصَّابِرِينَ(146
)[ سورة آل عمران.


(8/264)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 12:03 am

{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


وقال: ] الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ
النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ
فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا
حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ
الْوَكِيلُ(173)[ سورة آل عمران .
والثانية تدفعه إلى أن يجاهر برأيه ، ويصرح بعقيدته.
4-
الثقافة العامة الواسعة الآفاق : والتي يكون معها ملمًا
بأكبر ما يمكن من
العلوم البشرية الخاصة والعامة، ما كان منها
وما يستجد في الحياة في حدود
طاقة الداعي.
-============
كُن داعياً
اسم المحاضر: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله -
...
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة
والسلام على
أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين وبعد
:-
...
طلباً لرضا الله سبحانه، والتماساً للفائدة، ولما وجدنا من
أهمية هذه
المحاضرة
والتي ألقاها فضيلة الشيخ: صالح آل الشيخ -حفظه الله- سنذكر مجمل
ما ذكره في
هذه المحاضرة، ندعو الله أن يجزل مثوبته وأن ينفع بها
.
...
بدأ الشيخ –حفظه الله- بحمد الله سبحانه، ثم الصلاة والسلام
على النبي محمد
- صلى
الله عليه وسلم - ، ولما كان موضوع المحاضرة "كن داعياً" بدأ
محاضرته بجملة
من الآيات والأحاديث التي تبين أهمية الدعوة إلى الله
سبحانه، حيث نالت هذه الأمة، أمة محمد - صلى
الله عليه وسلم -، الخيرية
بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، قال تعالى:
"كنتم خير أمة أخرجت للناس
تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" ، و
قوله سبحانه : " و لتكن منكم أمة
يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن
المنكر و أولئك هم المفلحون
" , و معنى قوله : إلى
الخير : الخير اسم شامل لجميع ما أمر الله به في
كتابه أو أمر به رسوله - صلى الله عليه وسلم -
في السنة أمر إيجاب أو
استحباب , وكفى بهذا والله من فضل حتى نتمسك
بالدعوة إلى الله، و مما يبين
أيضاً عظم هذا الأصل العظيم وهو الدعوة إلى
الله، أن الله سبحانه جعلها صفة
الأنبياء و صفة اتباع الأنبياء , قال تعالى :
" قل هذه سبيلي أدعو إلى
الله على بصيرة أنا و من اتبعني " , وذكر
أيضاَ ما يناله الداعي من أجر وأن
له مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيء،
قال - صلى الله عليه وسلم
- " من دل على خير فله مثل
أجر فاعله
" .
...
وبعد ذلك، حث فضيلة الشيخ الإنسان بأن يكون داعياَ في كل مكان، وأن
الدعوة لا تقتصر على فئة معينة من
الناس، و لا تكون خاصة بأماكن معينة، بل لا بد
أن يكون الإنسان داعياً في
منزله، في مكتبه، في الشارع، وفي كل مكان، وأن
الناس يختلفون في ذلك، ليسوا
على درجة واحدة، فكلاً يدعو على حسب حاله
وقدرته
.
...
ثم بعد أن بين شمولية الدعوة، وأنها لا تقتصر على زمان أو
مكان، بين أن من أهم شروط
الداعية العلم الصحيح الكافي بما يدعو إليه،
وكل إنسان يدعو بحسب علمه، فلا
يدعو بما لا يعلم، وذلك حتى يزول ما يحصل من
لبس بأن الإنسان يدعو بما لا
يعلم نظراً لشمولية الدعوة.
...
وبين أن العلم إنما يؤخذ من الكتاب والسنة وأقوال
السلف الصالح، وذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم - : "من دعا
إلى
هدى"، والهدى: إنما هو من الكتاب والسنة، وأيضاً أخذ فضيلته قوله هذا
من قول ابن
القيم -رحمه الله
-:
العلم قال الله قال رسوله ... ... قال الصحابة هم أولو
العرفان
.
فلا يدخل شيء من الوعظ يخالف الأصل الشرعي مثل ما
كان في القرون الأولى , صار
هناك أناس يدعون إلى غير طريقة الصحابة و
التابعين فصار لهم طريقة خاصة
توسعت بعد ذلك حتى أصبحت طرقا لأنهم لم يتعلموا
قبل أن يدعوا , تغلب عليهم
العبادة و حب الخير , لكن لأنهم لم يتعلموا
ظنوا كل طريق فيه خير فهو طريق
صحيح , و هذا ليس كذلك , ابن مسعود – رضي الله
عنه – أتاه أحد تلامذته فقال
له : يا أبا عبد الرحمن إن هاهنا قوماً اجتمعوا
في المسجد و تحلقوا , يقول
أحدهم : سبحوا مائة , و يرمون الحصى , ثم يقول
: كبروا مائة , احمدوا مائة
, و هكذا , فذهب إليهم ابن مسعود – رضي الله عنه
– و لما رآهم يسبحون على
هذه الطريقة قال : " إما أن تكونوا أهدى
من صحابة رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - , أو تكونوا على شعبة ضلاله !
فقالوا يا أبا عبد الرحمن
: الخير أردنا , فقال : كم من مريد للخير لم
يبلغه , هؤلاء صحابة رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - لم يموتوا و هذه آنية
رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - لم تكسر ". يعني بقوله هذا لهم إن
العهد برسول الله قريب فكيف
تحدثون مثل هذه البدع , و هذا يدلك على أن
أنواع الدعوة سواء كان إلى أعظم
شيء ألا و هو التوحيد , أم إلى فضائل الأعمال
إذا لم تنضبط بضابط العلم
الصحيح , و المستقى من كتاب الله أو سنة رسوله
- صلى الله عليه وسلم
- فلابد
و أن يحدث الافتراق في الأمة كما حصل فعلاً , فلم يحصل الافتراق من
أجل نقص العلم
و لكن حصل لأجل الجهل و البغي , قال تعالى : " و ما تفرق
الذين أوتوا
إلا من بعد ما جاءتهم البينة
" .
وبين أيضا أن كثرة المستجيبين للدعوة ليس سببا ولا دليلا لنجاح
الدعوة ، ولا عدم الاستجابة
دليل أو سبب لفشل الدعوة ، بل الإنسان ينظر إلى
التأسيس فإن كان مستندا كما
قيل سابقا فلا يهم هل استجاب الناس أم لم
يستجيبوا ، وضرب مثال على ذلك ،
قصة نوح عليه السلام حيث قال الله تعالى عنه :
( فلبث فيهم ألف سنة إلا
خمسين عاما ) ، ثم قال : ( وما آمن معه إلا
قليل
) .


(8/265)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


وذكر أيضا بأن
الداعية إلى الله عرضة للمشكلات وغيرها ، فلا يظن أن ذلك سبب
لعدم نجاح
دعوته ، فيغير مرجعه في الدعوة طلبا لرضا الناس ، بل يجعل مرجعه
القرآن والسنة
وأقوال الأئمة الذين أجمع على أنهم أئمة الإسلام واشتهر مقام
الصدق عنهم .
وبعد أن بين ما يقال في مجال الدعوة والمرجعية في ذلك ، ذكر أنه لابد
أن يكون للداعية وسيلة ، فالوسيلة بمثابة السلاح يعضده في
دعوته، فقد
يدعو الإنسان بما يحفظ من القرآن ، أو كتاب أو شريط أو نشرات
غيرها ، حتى
يوصل ما عنده من علم إلى من يريد دعوته ، وذكر أن شرط هذه
الوسيلة أن
تكون مباحة ، فلا يأتي بوسيلة مبتدعة حتى يؤثر في الناس ، ويظن
أن ذلك مباح .
ثم بعد ذلك نبه الشيخ -حفظه الله- على أخطر شيء على الداعية ، ألا
وهو إرادة الداعية بدعوته الشهرة ، بأن يجعل دعوته ميدان
شهرة أو ميدان بروز، وهذا يبعده عن الإخلاص ،
فإذا أراد الإنسان أن يسلك
طريق الدعوة فلا بد أن يذكر نفسه دائما
بالإخلاص ، وأنه لا يريد بدعوته
خدمة لنفسه ، أو لطائفة، إنما يريد هداية الخلق
إلى ربهم ، وأن يستقيموا
على طاعته .
ثم ذكر بعد ذلك أن من الحكمة في مجال الدعوة ، أنه إذا صدر من إنسان خطأ
فلا يواجه باللوم والتوبيخ مباشرة ، وإنما يوجه ويرشد ، وقد
ذكر عن أبي
الدرداء –رضي الله عنه – أنه مر بجمع من الناس ، ووجدهم يتكلمون
على رجل
يؤنبونه ويرفعون عليه الصوت وهم جلوس ، فسألهم ، ما الأمر ؟
فقالوا هذا
الرجل فعل كذا وكذا من الذنوب ، كبيرة من الكبائر التي فعلها ،
قال أبو
الدرداء - وهو حكيم هذه الأمة- قال: لو سقط أحدكم في بئر فما أنت
صانعي ؟ قالوا
: ننشله من البئر ، قال : أتلومونه أولا على السقوط أم
تنشلونه ؟ ... قال أبو الدرداء : فافعلوا
بأخيكم ذلك
.
ثم ختم فضيلة الشيخ – حفظه الله – كلامه بذكر دور المرأة في
الدعوة ، وأنها تستطيع أن
تسهم بشكل كبير في مجال الدعوة بحسب حالها ،
ويكون معها أذكار كتب في السنة
النبوية ، توزعها أو تهديها .
وختاما في مجال الداعي إلى الله ، لابد أن يهتم بسنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم القولية والعملية ، فسنة الرسول
صلى الله عليه
وسلم في كافة الأمور هي أعظم شيء ، وأكثر ما يحتاج الناس في
سائر حياتهم ،
لهذا ألف ابن القيم كتابا جامعا لسنن النبي صلى الله عليه
وسيلم سماه
" زاد المعاد في هدي خير العباد "، وأيضا دعا الوالدين إلى غرس
أهمية الدعوة
في نفوس أطفالهم، وتحميلهم هم الدعوة ، وختم المحاضرة بالدعاء
فجزاه الله
عنا خير الجزاء ونفع بما قال .. اللهم آمين
.
وهذا ملخص ما ذكره –حفظه الله- في محاضرته , وصلى الله وسلم
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
.
-============
دور المرأة في العمل الإسلامي
اسم المحاضر : الشيخ فيصل مولوي - حفظه الله -
سنقدم نصا للمحاضرة باختصار:
مقدمة الشيخ: المرأة في العمل الإسلامي المعاصر لم
تأخذ دورها حتى الآن في كل
البلاد الإسلامية, ولا يزال دور المرأة هامشي
جدا , لماذا وما الأسباب وما
هو العلاج ؟
من أسباب ضعف دور المرأة أو عدم قيامها لدورها في العمل
الإسلامي نتناول سببين
:
السبب الأول : وجود بعض المفاهيم المنتشرة حول المرأة
ينبغي تصحيحها في عقول
الرجال, فيقولون : النساء ناقصات عقل ودين,
فيستكثر الرجل على المرأة أن
يكون لها دور في العمل الإسلامي مادام أنها
ناقصة عقل ودين, ويقصرون دورها
على خدمة الزوج والأبناء .
- ...
ثم بين الشيخ المقصود من قول الرسول صلى الله عليه
وسلم : ناقصات عقل ودين, وبين أن نقصان الدين في الكم لا في
الكيف, فهناك
الكثيرمن النساء من هن أتقى من كثير من الرجال. ونقصان العقل
يعني أن عقلها
ينقص عن عاطفتها لتستطيع القيام بواجباتها وهذا من حكمة الله
تعالى .
من المفاهيم المنتشرة أيضا والتي ينبغي تصحيحها : القوامة
على
المرأة
, نعم الرجال قوامون على النساء, لكن هذه القوامة ليست دائمة مطلقة
في كل الأمور,
فقوامته فيما يتعلق بشؤون البيت، لكن ليس معنى القوامة أن
الرجل هو الذي
يحدد للمرأة دورها في عملها الإسلامي, فيخطط ويقرر ويضع
المنهج وعليها التنفيذ, فبهذا الفهم للقوامة في
العمل الإسلامي أصبحن
النساء سلبيات لا يقمن بأي مبادرة, وبهذا تعطلت
ساحة واسعة من ساحات العمل
الإسلامي في هذا العصر .
ومن المفاهيم الخاطئة أيضا : الفهم الخاطئ لقوله تعالى :
( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) فيفهم أن
المراد أنه لا
يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها
!!
المقصود بـ ( وقرن في بيوتكن ) أن المرأة تكون في بيتها مع شعور كامل
بالاستقرار في البيت, مع
شعور بالراحة والاطمئنان لتنجح في بيتها. ( ولا
تبرجن ) أي إذا خرجتن
للقيام بواجب ديني فلا تخرجن متبرجات. فنفس
الآية التي أمرت المرأة بالقرار
بالمنزل سمحت لها بالخروج واشترطت عليها عدم
التبرج
.
السبب الثاني : تقصير المرأة في مجال العمل النسائي يرجع في
كثير من الأحيان إلى أنانية
الرجال وحبهم للراحة, فلا يعطيها وقت لتخرج
لتلتقي بأخواتها لتتعلم وتعلم
. وهذا خطأ وخطر بالنسبة للعمل الإسلامي الذي
يغير المجتمع، فالمرأة نصف
المجتمع فإذا لم تتغير كما يتغير الرجل فلا
يمكن للعمل الإسلامي أن يحقق
أهدافه . فعليه أن يتنازل ويضحي من أجل خدمة
الإسلام
.
هل من الواجب على المرأة أن يكون لها دور في العمل الإسلامي
؟



(8/266)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 12:03 am

{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


العمل الإسلامي يدخل
تحت العمل الصالح الذي طلبه الله من الرجال والنساء , وهو
من مستلزمات
الإيمان، قال تعالى : (الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) فالعمل
الصالح مطلوب
من الرجل والمرأة، والدعوة إلى الله مطلوبة من الرجل والمرأة،
وكذلك كل
التكاليف الشرعية
.
إن عمل المرأة الأساسي هو في بيتها وخدمة زوجها, لكن
هذا لايعني أنه لا واجب لها خارجه, وليس للزوج أن يمنع زوجته
للخروج من أجل
الدعوة, لكن إذا رفض فعليها الطاعة وعليه هو الإثم إذا كان
رفضه من غير
مبرر. لكن إذا خرجت يجب عليها أن توازن بين الجانبين وتوفق
بينهما .
==============
الدعوة بالرفق والشدة
اسم المحاضر : الشيخ ناصر الدين الألباني - حفظه الله -
-
المحاضرة عبارة عن حوار بين الشيخ والمقدم تخلله عدة أسئلة
من أهمها
:
- ...
الرفق والسماحة ولين الجانب من السنن الثابتة
عن الرسول صلى الله عليه وسلم ،هل استخدام الرفق ولين الجانب واجب في الدعوة ؟

- ...
هذا الأمر مستحب .
- ...
السلفيون مشهورون بالشدة وقلة الرفق في نشر
الدعوة، ما رأيك بهذه العبارة ؟

- ...
لا يصح أن نطلق القول بأن السلفيين متشددين،
لكن بعضهم كذلك، ولا يصح
أن نقول أن هذه الصفة اختص بها السلفيون. فلا
يجوز أن نصف طائفة من الناس
بصفة نعمها على الجميع، ولا يجوز أن نطلق هذه
الصفة على فرد من أفراد
المسلمين إلا في جزئية معينة، فاللين ليس
مشروعا دائما، لأن الرسول صلى
الله عليه وسلم استخدم الشدة في بعض المواقف.
إن مبدأ اللين ليس بقاعدة
مطردة، فعلى المسلم أن يضع اللين في محله
والشدة في محلها. ( ثم ذكر الشيخ
نماذج للرسول صلى الله عليه وسلم لشدته في بعض
المواقف
).
السلفيون متهمون بأنهم متشددون لأنهم بالنسبة للطوائف
الأخرى أكثر اهتماما بالأحكام
الشرعية ودعوة الناس إليها، وبسبب هذا الاهتمام
الذي فاق اهتمام الآخرين
اتهموا بالتشدد. فالقضية قضية نسبية فالشخص
غيرالمتحمس للدعوة يعتبر بعض
الأمور شدة، مثلا: الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر تعتبره كثير من الطوائف
شدة.
فلا ينبغي أن نشيع أن السلفيين متشددين، فالصحابة - رضي
الله
عنهم-
فيهم اللين وفيهم المتشدد ( ذكر نماذج لمواقف الصحابة كالرجل الذي
بال بالمسجد ).
الحق أن الأصل في الدعوة أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن
من الحكمة أن نضع اللين في محله والشدة في محلها
.
-
إن استخدام الشدة وضيق الصدر في غير موضعها كثير من قبل
الكثير من السلفيين،

فماذا توجه لهم من نصيحة ؟
قال الله تعالى: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن
).
(
ثم ذكر طائفة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم على
استحباب الرفق
).
- ...
ثم ختمت المحاضرة بمداخلات وأسئلة حول بعض
الفرق الضالة ومن أنكر وجود الله تعالى وأول الصفات، وغيرها
.
=============
مسؤولية المرأة في الدعوة إلى الله
تأليف : أسماء بنت راشد الرويشد .
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على النبي
الأمين الذي دعا إلى الله على
بصيرة, وعلى من اتبعه إلى يوم الدين, جعلنا
الله منهم بفضله ومنّه
.
أما بعد :
فإن الله تعالى أمرنا بعبادته وحده وطاعته, ثم
أمرنا بتبليغ دينه إلى الآخرين
, وهو الدعوة إلى الصراط المستقيم دين الإسلام, دين
الله الحق, قال الله
تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة ) النحل – 125

يقول ابن تيمية - رحمه الله - : ( إن الدعوة إلى
الله هي الدعوة إلى الإيمان
به, وما جاءت به رسله, بتصديقهم فيما أخبروا
به, وطاعتهم فيما أمروا
) .
وهذا يشمل الدعوة إلى العقيدة وأصول الإيمان ,
والتحذير من الشرك وأنواعه
, والحث على فعل الطاعات والواجبات , والحث على
اجتناب المعاصي والمحرمات
, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والتحبيب
في الفضيلة والتنفير من
الرذيلة , واتباع الحق , ونبذ الباطل .
كما أوجبت الشريعة على المسلمين التعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر حتى تتضافر
الجهود, ويتعاون الجميع على إقامة الحق والعدل
ومحاربة الفساد والظلم
.
وقد جاء الخطاب الشرعي بالأمر بالدعوة إلى الله
عاما لجميع الأمة يشمل الجنسين
رجالا ونساء, لأن الخطاب إذا ورد بلفظ الذكور
كان خطابا للنساء أيضا, إلا
موضع الخصوص التي قامت أدلة التخصيص فيه,
والقاعدة في واجبات المرأة
كالقاعدة في حقوقها, فإن للمرأة حقوق وعليها
واجبات مثل الرجل إلا فيما
يختلفان فيه من القدرة والكفاية مما هو مناط
التكليف, كما قال عليه الصلاة
والسلام : ( إنما النساء شقائق الرجال ) , وعلى
ذلك فالدعوة إلى الله واجبة
في حق النساء كما هي واجبة في حق الرجال كل
بحسب قدرته
.
ومن الآيات والأحاديث التي جاءت آمرة بالدعوة إلى الله
تعالى , قوله جل وعلا : ( قل
هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن
اتبعني وسبحان الله وما أنا من
المشركين ) يوسف – 108
يقول الشوكاني – رحمه الله – في تفسيره لهذه الآية : ( ومن
اتبعني ) أي : ويدعو إليها من اتبعني واهتدى بهديي, وفي هذا
دليل على أن
كل متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حق عليه أن يقتدي به في
الدعاء إلى
الله , أي الدعوة إلى الإيمان به وتوحيده, والعمل بما شرعه
لعباده .
وجاء الأمر بها صريحا في قوله تعالى : ( ولتكن منكم أمة
يدعون
إلى
الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) آل
عمران – 104
يقول ابن كثير – رحمه الله - : ( المقصود منها أن تكون فرقة
متصدية لهذا الشأن وإن كان واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه
) .


(8/267)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


وأما النص على وجوب
الدعوة إلى الله في السنة فمنها قول الرسول صلى الله عليه
وسلم : ( من
رأى منكم منكرا فليغيره بيده , فان لم يستطع فبلسانه , فان لم
يستطع فبقلبه
, وذلك أضعف الإيمان
).
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده , لتأمرن بالمعروف
ولتنهون عن المنكر, أو ليوشكن الله أن
يبعث عليكم عقابا منه , فتدعون فلا يستجاب لكم ) .
كل هذه النصوص وغيرها كثير تدل على وجوب القيام بالدعوة إلى الله ,
والأمر بذلك عام على جميع
المسلمين رجالا ونساء , ولكن للدعوة مجالات
وميادين مختلفة , منها ما يكون
مناسبا للجميع , ومنها ما يكون مناسبا لفئة دون
أخرى
.
ولقد ضرب لنا نساء الأمة في جيلهن الأول أروع المواقف
الدعوية مع الزوج والأبناء والأهل
وفي أوساط النساء , كأمثال أمهات المؤمنين
وبنات النبي صلى الله عليه وسلم
وكثير من نساء الصحابة , كأسماء ذات النطاقين ,
وأم سليم , ونسيبة بنت كعب
, وصفية بنت عبد المطلب , وأم شريك وغيرهن رضوان
الله عليهن جميعا
.
وعلى هذا فلا يختص هذا الواجب بالعلماء والدعاة
وطلاب العلم بل هو عام على
الجميع , ولكن يختص العلماء وطلاب العلم بتبليغ
تفاصيله وأحكامه ومعانيه
, بل إن الواجب يتعلق بالعلم ولو بجزئية يسيرة من
الدين , فمن تعلمها وصار
عالما بها وجب عليه العمل بها مع تبليغها
للآخرين . فالمسؤولية مسؤولية كل
مسلم ومسلمة , كل على حسب قدرته وعلمه , وقد
قال النبي صلى الله عليه وسلم
: ( بلغوا عني ولو آية ) .
إن بعض النساء تحصر الدعوة إلى الله في الدروس العلمية
والمحاضرات , وتستبعد أن يكون قيام المرأة بتربية أولادها
وتأثيرها على
زوجها ونصحها لزميلاتها في العمل أو صديقاتها في الدراسة أنها
دعوة , بينما
هي في الحقيقة دعوة مباركة بلا هي أهم مجالات الدعوة
.
هناك جانب مهم في موضوع الدعوة له أثر عظيم في تقوية
الرغبة لغوص مجالات الدعوة
والحرص عليها , كما أنه يبعث العزيمة ويحمل على
الصبرعلى ماقد يصيب
الداعية , ألا وهو العلم بما أعده الله تعالى
من الأجر العظيم والمنزلة
الرفيعة التي شرف الله بها الدعاة إلى طريق
الخير والصلاح
.
من هذه الفضائل العظيمة على وجه الاختصار :
1) ...
من دعا الناس فهو خير الناس، قال تعالى : (
كنتم خير أمة أخرجت للناس
تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون
بالله ) . وقال صلى الله عليه
وسلم : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) .
2) ...
الدعاة هم المفلحون في الدنيا
والآخرة ، قال الله تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير
ويأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) آل عمران – 104
.
3) ...
الدعاة أحسن الناس حديثا ، قال تعالى : ( ومن
أحسن ممن دعا إلى الله ) فصلت – 33
.
4) ...
أهل السماء والأرض يستغفرون لمن دعا إلى الله ،
قال عليه أفضل الصلاة
والسلام : (إن الله وملائكته وأهل السموات
والأرض حتى النملة في جحرها
والحيتان في البحر ليصلون على معلم الناس الخير
) , وصلاة الله على خلقه
ثناء ورحمة , وصلاة الملائكة والخلق دعاء
واستغفار
.
5) ...
الدعاة لاتنقطع أجورهم ، قال عليه الصلاة والسلام : (
من دعا إلى هدى كان له من
الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم
شيئا
) .
6) ...
الدعاة لهم في هدايتهم لغيرهم ما هو خير من الدنيا وما
فيها ، كما في قول النبي
صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : ( لئن
يهدي بك الله رجلا واحدا خير
لك من حمر النعم ) وفي رواية : ( خير لك مما
طلعت عليه الشمس وغربت ) هذا
في شأن هداية شخص واحد , فكيف إذا كان سببا في
هداية أسرة أو جماعة أو أمة
بأسرها ؟
إلى غير ذلك من الفضائل والمكرمات التي امتن الله بها على
من دعا إلى سبيله
.
وحيثما تحدثنا عن أهمية الدعوة إلى الله ووجوبها في حق
المرأة وفضلها، فمن المهم
أن ألقي الضوء على بعض مجالات الدعوة وميادينها
التي هي من مهام المرأة
ومسؤوليتها .
فمن تلك المجالات :
أولا : قيامها بالدعوة داخل بيتها :
وأهم ذلك وأوجبه تربية الأولاد تربية إسلامية، قال
قتادة : ( تأمرهم بطاعة الله
وتنهاهم عن معصيته, وأن تقوم عليهم بأمر الله
وتأمرهم به وتساعدهم عليه
) .
فالأم هي الداعية الأولى في البيت , وهي في التأثير
على الأبناء أقدر من الأب
, وذلك لاتصالها بهم منذ اللحظة الأولى من
ولادتهم , والأعرف بنفسياتهم وما
يلائمهم , ولأنها معهم أغلب الأوقات , فهي
تلاحظ ما يطرأ عليهم من التغيرات
, ومايقع منهم من أخطاء .
بالإضافة إلى أن اعتناء الأم الداعية بإصلاح بيتها وتربية
أبنائها هو أسلوب مؤثر وفعّال من أساليب الدعوة بالقدوة
, والإشعار العملي للآخرين بإمكانية تكوين أسرة
صالحة على نهج السلف في زمن
عمّت فيه الصوارف والفتن , ويتعذر فيه كثير من
الآباء والأمهات بصعوبة
تنشئة أبناء صالحين في هذا الزمان .
إن على الأم أن تعتني بتربية أبنائها على بعض الأمور
الأساسية مثل
:
1- ...
بناء الأساس العقدي لديهم وتلقينهم كلمة
التوحيد في سن مبكرة , وغرس
محبة الله تعالى في قلوبهم وتربيتهم على مخافة
الله , وكذلك محبة الرسول
صلى الله عليه وسلم ليقتدوا به في جميع أفعالهم
وأقوالهم, ويتم ذلك بقراءة
سيرته صلى الله عليه وسلم عليهم .
2- ...
تعليمهم القرآن وتجويده وشرح بعض معانيه .
3- ...
تعليمهم واجبات الدين وشعائره كالوضوء والصلاة
بأسلوب عملي
.
4- ...
مناقشة بعض السلبيات والمخالفات الموجودة في
المجتمع معهم
.
5- ...
تعويدهم على حب القراءة، وإنشاء مكتبة إسلامية
مقروءة ومسموعة
.


(8/268)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


6- ... تربيتهم
على حسن اختيار الأصدقاء , ومراقبتهم من بعد في ذلك
.
7- ...
بناء الأساس الخلقي لديهم بحثهم على الاتصاف
بالأخلاق الحميدة
, وتحذيرهم
من الصفات الذميمة مع مراعاة حسن الأسوة من قبل الأم
.
ومن مجالات دعوة المرأة في البيت محاولة دعوة زوجها
والتأثير عليه , ولكن الأمر
قد يتطلب بعض المجاهدة وقد يطول أمد الاستجابة
فيحتاج إلى صبر , فعلى
الزوجة الداعية أن تكون صابرة محتسبة حكيمة في
دعوة زوجها , سائلة الله له
الهداية .
وفي المقابل فإن من مهام المرأة الدعوية مساندة الزوج
الداعية وتشجيعه والتخفيف عنه , وأن تبث في نفسه الثبات على طريق الدعوة
.
ومن مظاهر الدعوة إلى الله في البيوت : ممارسة
المرأة الدعوة مع الخدم بدعوتهم
لتصحيح العقيدة , وتحذيرهم من الشرك والبدع
المنتشرة في كثير من البلاد
الإسلامية , وتعليمهم أمور الدين المهمة
كالطهارة والصلاة ونحوها . وقد
تيسرت وسائل دعوة المسلمين غير الناطقين باللغة
العربية , فقد انتشرت الكتب
والأشرطة الإسلامية باللغات الأجنبية عن طريق
مكاتب دعوة الجاليات التي
ترعاها وزارة الشؤون الإسلامية .
ثانيا : قيامها بالدعوة خارج البيت :
فتسهم بالدعوة إلى الله في المجتمع الذي تعيش فيه ,
كدعوة القريبات وزميلات
العمل , والصديقات والجارات , بتقديم النصح لهن
بأسلوب مناسب يتفق مع آداب
النصيحة وبأسلوب محبب ولطيف. والاعتناء بتحسين
العلاقة معهن والتعاون فيما
بينهن لكسب قلوبهن للخير وقبول النصيحة .
وعليها استغلال الجلسات الأسرية في طرح مواضيع مفيدة تصلح للمناقشة ,
وإقامة المسابقات الممتعة
, والاعتناء بتوزيع الأشرطة والمطويات والكتيبات
التي تعني بمواضيع المرأة
.
ولانغفل دور المعلمة في ممارسة الدعوة مع طالباتها , بل
هو من أخصب وأهم مجالات
الدعوة إلى الله وأرجاها لقبول الطالبة . فمن
المعلوم أن تأثر الفتاة وخاصة
في سن المراهقة بمعلمتها يكون أكثر من سواها
ولا سيما إذا أحبتها
.
فعليها أن تهتم بالأمور الاتية :
1- ...
عدم الاقتصار على المنهج الدراسي المحدد في
الكتب , بل عليها أن تربط
العلم بالخالق جل وعلا , خاصة وأن كثيرا من
العلوم تكشف وتوضح عظمة الخالق
وقدرته على خلقه، مما يولد تعظيم الرب جل وعلا
في نفوس الطالبات
.
2- ...
أن تكون المعلمة قدوة حسنة لطالباتها في
التزامها بأوامر الشرع
, ومسارعتها
لأداء الصلاة , وفي مظاهر اللباس والحجاب والأخلاق وأهمها
التواضع مما
يؤدي إلى حب الطالبات لها وتقبلهن لما تنصح به
.
3- ...
التعرف على بعض مشاكلهن الخاصة ومحاولة إيجاد
الحلول المناسبة مع ربط قلوبهن بالله
.
4- ...
محاولة كسب قلوبهن بتقديم المساعدة لهن في
مذاكرة الدروس وفهمها , مما يسهل التأثير عليهن ونشر الدعوة بينهن
.
5- ...
أن تعلمهن مسائل الطهارة التي غالبا ما يعم
الطالبات الجهل بها
, وتعليمهن
كيفية الصلاة الصحيحة , وبيان أهميتها وخطورة تأخيرها أو تركها
.
وعلى المعلمة أن تهتم بدعوة زميلاتها في المهنة ,
وحثهن على الإخلاص في العمل
وإتقانه , والتحدث معهن في أوقات الراحة في
مواضيع تهم المرأة المسلمة
.
وقد ضربت لنا أم شريك – رضي الله عنها – مثالا
عمليا في الدعوة في أوساط
النساء كما رواه ابن عباس – رضي الله عنهما –
حيث قال : ( وقع في قلب أم
شريك – رضي الله عنها – الإسلام , فأسلمت وهي
بمكة , وكانت تحت أبي العكر
الدوسي , ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرا
فتدعوهن وترغبهن في الإسلام حتى
ظهر أمرها لأهل مكة , فأخذوها وقالوا : لولا
قومك لفعلنا بك وفعلنا ولكنا
سنردك إليهم ) .
ومن مجالات الدعوة إلى الله في وسط النساء اصطفاء مجموعة من
النساء لمدارسة بعض العلوم الشرعية وللتفقه في الدين, وتخصيص هذا
الأمر بالزمان
والمكان , حتى تعد الداعية نفسها وغيرها بالعلم والبصيرة في
الدين لاسيما
في المسائل التي عمت بها البلوى في أوساط النساء كالسفور
والاختلاط والغيبة وغيرها .
ثالثا : ومن مجالات الدعوة إلى الله تعالى المناسبة للمرأة
الدعوة بالتأليف والكتابة
:
وعن طريق القصة الهادفة ونظم الشعر والمشاركات
الصحفية في المجلات والصحف
, وألا تترك تلك المجالات للأقلام الهدامة
والعابثة , فعلى المرأة التي تحمل
هم الدعوة وأن تعني بهذا الجانب الهام والخطير
في الوقت نفسه , والذي هو من
أقوى عوامل التأثير الفكري .
ومن المجالات الحديثة المناسبة لقيام المرأة بالدعوة
إلى الله المشاركة عن طرق شبكة الانترنت, وهي تفتح باب دعوي
عالمي ومتيسر
في كل زمان ومكان
.
والآن وبعد ذلك لعلنا أخواتي المسلمات نشعر بأبعاد
مسؤوليتنا في الإصلاح والتغيير , ويتأكد لدينا واجب الدعوة في
هذا العصر
الذي عصفت بالناس فيه رياح الفتن وروّجت فيه الشبهات , فأصبحت
الدعوة واجبة
على كل من حمل هذا الدين بصدق وإخلاص من الرجال والنساء
, والشيب والشباب , كل يقوم بهذه المهمة على حسب
حاله وطاقته , وعلى حسب
إيمانه وعلمه , ومن ثم على حسب تحسسه لواقع
المسلمين وأحوالهم
.
التوصيات :
1) ...
تقوى الله عز وجل , وجعل القرآن والسنة النبوية
المصدرين الرئيسين في تشريع جميع الأمور، مع الرضا بذلك والتسليم له
.
2) ...
أن تعي المرأة المسلمة أن الإسلام جاء بتكريمها
, وبين مساواتها
بالرجل في أصل الخلق والتكوين , وفرض لها حقوقا
وواجبات , مثل ما للرجل إلا
فيما يختلفان فيه من الاستعداد والكفاية
والقدرة مما هو مناط التكليف
.
3) ...
على المرأة المسلمة أن تعي مسؤوليتها في القيام
بالدعوة إلى الله
تعالى بين الأهل والأقارب والجيران والزميلات
ومن لها احتكاك بهن
.


(8/269)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:26 pm

{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


4) ... على
كل من رضت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم
نبيا أن تعي
أن المكان الصحيح لها والمهمة الدعوية الرئيسية هي في تربية
الأولاد
ورعاية شؤون البيت والزوج , وأن تضبط خروجها بضابط المصلحة
والحاجة.
5) ...
يجب أن يكون طلب المرأة للعلم وممارستها للعمل
بالكيفية الملائمة لطبيعتها وغير المعارضة لتعاليم الشريعة وآدابها
.
6) ...
الحذر من التعرض للخلوة أو الاختلاط أو السفور
خلال قيام المرأة بطلب العلم أو العمل أو الدعوة إلى الله تعالى
.
7) ...
يجب أن تكون مناهج تعليم البنات مناسبة لفطرتهن
التي فطرهن الله عليها
, وأن
تكون صالحة لتخريج جيل من ربات البيوت الصالحات والعاملات في
المجالات
الخاصة بالنساء
.
Cool ...
أن من فاتتها القدرة على الدعوة إلى الله فلا
يفوتها الأجر في ذلك بمساندة ودعم أمور الدعوة بالنفقة والمال
, وبكفالة الدعاة وطباعة الكتب الإسلامية
والمصاحف ودعم المراكز الإسلامية
وغيرها .
9) ...
ضرورة التواصل بين الداعيات ومعايشة هموم
الدعوة , والتخطيط لحلها والتعاون مع الأخوات الداعيات في تبليغ الدعوة
.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
============
متطلبات في شخصية الدعاة ( 1- 2)
اسم المحاضر : الشيخ محمد المنجد - حفظه الله -
الجزء الأول :
-
بين الشيخ – حفظه الله – في مستهل حديثه أهمية الدعوة إلى
الله تعالى , ثم
ذكر أن هناك صفات يجب أن تتوفر في شخصية الدعاة
إلى الله تعالى , نجملها
بالآتي :
1- ...
في شخصية الداعي إلى الله يجب أن يكون هناك
إيمانا يغمر
النفس , إيمانا قويا بالله لكي يتحرك الداعية
للعمل لهذا الدين . ثم ذكر
كيف أن سلف الأمة عندما ملأ الإيمان قلوبهم
استطاعوا نشر الدين وفتح البلاد
الإسلامية . ثم تحدث عن الإيمان وكيفية زيادته
ووسائل تثبيته في القلوب
بإذن الله .
2- ...
يجب أن يتصف الداعي بالحكمة : بين مدى أهمية
الحكمة
في
الدعوة, ثم ذكر نماذج من حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم في مواقفه
, ونماذج من مواقف الصحابة الحكيمة كذلك .
3- ...
القدرة على تحمل المسؤولية : ولذلك نجح القادة
المسلمون الأوائل لأنهم عرفوا معنى المسؤولية واستطاعوا تحملها
.
4- ...
القدرة على معالجة المواقف وحسم القضايا وسد
نوافذ الشر وأبواب الفتنة
: وذكر نموذجا لذلك وهي قصة موسى عليه السلام مع
السامري، وكيف عالج
الموقف عليه السلام .
5- ...
أن يكون عند الدعاة اكتفاء واقتداء : اقتداء بالأنبياء أولا ثم بالرسول صلى الله
عليه وسلم والصحابة وأمهات
المؤمنين عليهن السلام ثم العلماء والصالحين .
أما الاكتفاء : أن يكون هناك
تكامل في شخصيته , فيأخذ من كل شخص أحسن ما
عنده , وبهذا يجتمع فيه الخير
كله بإذن الله .
6- ...
يجب أن تتصف شخصية الدعاة بعامل التثبيت
للآخرين
: وأن
عليه أن يثبت هو أولا في المحن ليجعل الناس بعد ذلك تفيء إليه وبذلك
تبقى القوة
الإسلامية , ثم ذكر نماذج من ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم
في كثير من
المواقف والحروب
.
7- ...
أن يتصف الداعية بالنشاط والهمة في الدعوة
والحيوية والعمل قال تعالى : ( وقل اعملوا
) .
8- ...
التجاوز عن الهوى والإخلاص لله تعالى وإخفاء
الأعمال وعدم التقصير بالواجبات بحجة الانشغال بالدعوة
.
9- ...
من المتطلبات العظيمة في شخصية الداعية القدوة
في أقواله وأفعاله , فيطبق كل ما يقوله
.
10-
يجب أن يتصف بالأخلاق اللازمة للدعوة كالرفق ,
وكالحزم و أن لا يخلط بينها
وبين الشدة , وكذلك الكرم وهي صفة مهمة جدا
لنجاح الداعية في دعوته فالرسول
صلى الله عليه وسلم استقطب كثير من الناس
والقبائل بالكرم والعطايا لذلك
اجتمعوا حوله صلى الله عليه وسلم .
11-
من الصفات المهمة صفة الاستمرارية في العمل , فالرسول صلى الله عليه وسلم استحب
المداومة وإن قلت , فمن
أسباب الاستمرارية في الطريق المداومة على
الأعمال الصالحة وإن كانت قليلة
.
الجزء الثاني :
- ...
أكمل الشيخ – حفظه الله – الصفات التي ينبغي أن
تتوفر في شخصية الداعية إلى الله تعالى
:
بداية أكمل الشيخ صفة الاستمرارية والمداومة على الأعمال الصالحة
, وتحدث عن المزاجية التي يتصف بها بعض الدعاة , وكيفية معالجتها
.
12-
التفاؤل : من المتطلبات المهمة في شخصية الداعية , لأن
الشخصية المتفائلة
تعمل لأنها ترى نورا في نهاية النفق وإن كان
النفق مظلما , أما الشخصية
المتشائمة فهي لا ترى نورا البتة. والتفاؤل من
الدين وقد حث عليه الرسول
صلى الله عليه وسلم , فهو يجعل المسلم يقول
الكلام الطيب ويذكر الأشياء
الإيجابية . أما التشاؤم فله الكثير من
السلبيات التي لا تقتصر على الشخص
نفسه بل تتعداه إلى المجتمع بأسره .
13-
الإيجابية : على الداعية إلى الله تعالى أن يكون عاملا , يقدم ما يستطيع
للإسلام , وأن لا يكون متقاعسا
اتكاليا , فبعض الناس عنده إيثار في الطاعات .
ثم ذكر نماذج يحتذى بها وأمثلة للأعمال الإيجابية وكيفية
تحفيز الناس إليها
.
14-
النباهة : الإيمان يوقد النباهة في نفس المؤمن .. إن سرعة
البديهة
والنباهة
تخلص الداعية من مواقف كثيرة قد تواجهه في طريق دعوته
.
==============
المنهاج النبوي في دعوة الشباب
المؤلف : سليمان بن قاسم العيد .
نبذه عامة عن الكتاب..
الحمد للّه ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد
..
فقد جاء الكتاب متميزاً في اختيار الموضوع وشمول الطرح،
جعله المؤلف في مقدمة وتمهيد وسبعة فصول وخاتمة
.
(
المقدمة)


(8/270)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


أما المقدمة ؛ فقد
جاء فيها : إنّ مرحلة الشباب من أدق المراحل في حياة
الإنسان، وأطولها مدة، وأشدّها تأثرا، وأن رجال
الإصلاح والاجتماع وأهل
الفكر والأدب وعلماء النفس والتربية لم يهتموا
بأمر يتعلق بمستقبل الأمة،
عنايتهم بالشباب، وبيّن الفرق بين الصف الأول
من شباب الإسلام الذي كان
يتصف بقوة الإيمان، وكثير من شبابنا المعاصر
على ما نرى من ضعف الإيمان،
والفرق بين الشباب في عصر النبوة وشباب الحاضر،
والفرق بينهما لفقد التأثير
الذي كان لشخصية الرسول ـ صلى اللّه عليه وسلم
ـ ومخالطته لهم ، وتربيته
إياهم .
ثمّ بيّن أنه لابد من النهوض بشبابنا ، ولن يكون ذلك إلا بالدراسة
الجادة لمنهاج النبي ـ صلى اللّه غليه وسلم ـ في دعوته لاؤلئك
الشباب ،
والتطبيق الفعلي لهذا المنهاج
.
(
التمهيد)
وأما التمهيد ؛ فقد وقف المؤلف فيه على أمرين هما :-
1/
المنهاج النبوي وأهميته في الدعوة :
بيّن فيها أنه هو الطريق الواضح السهل، وأن أهمية هذا
المنهاج وضرورة العمل به يرجع إلى أمور منها على سبيل الاختصار والإيجاز
:-
-
الاتباع للأمر.
-
طلب محبة اللّه تعالى .
-
العصمة من الضلالة والخطأ .
-
الشمول .
ثمّ ذكر الآيات والأحاديث وبعض الأقوال الدالّة على ذلك في
عرض كان غاية في الإبداع والترتيب والتنظيم
.
2/
مرحلة الشباب وأهميتها :
وذكر قول اللّه عزّ وجلّ في كتابه العزيز بأنّ هذه
هي مرحلة الفتوة ،كما في
قوله تعالى : ( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم
هدى ) ووصفها بالقوة والأشد ،
وذكر الآيات الدالّة على ذلك وأقوال بعض
الصحابة والسلف الصالح ـ رضي
اللّه عنهم ورحمهم اللّه تعالى ـ ثمّ بيّن أنّ
أهمية هذه المرحلة تعود إلى
عدة سمات ، ذكر منها ما يلي :
-
بداية التكليف. - فترة الفتوة.
-
سرعة الاستجابة. - تشكل الشخصية.
وغيرها من السمات التي فصل في كل ما تحتاج إليه من بيان
وتوضيح
.
(
الفصل الأول)
أما الفصل الأول فهو في خصائص مرحلة الشباب وحاجاتها
الأساسية ومراعاتها في العملية الدعوية
.
بيّن الكاتب أن هناك اختلاف في خصائص مرحلة الشباب
بين بدايتها ونهايتها ، ثمّ
قسّم على هذا الأساس هذه المرحلة إلى قسمين هما
ما يلي
:
1/
مرحلة الفتوة .
2/
ومرحلة الرشد .
ثمّ ذكرأولا : بشيء من التفصيل:-
=
الخصائص الجسمية : في ستة خصائص.
=
الخصائص العقلية : في أربعة خصائص.
=
الخصائص الاجتماعية: وذكر أنه يتوقف مدى التأثير بها على
أمرين
.
=
الخصائص الانفعالية : في أربعة خصائص، وهي من أهم الخصائص.
=
الخصائص المتعلقة بالتدين: في مرحلة الشباب وأجملها في
أربعة خصائص
.
وذكر تحتها الأحاديث التي تبيّن ذلك بعرض شامل ومتميّز.
ذكر - ثانيا -:
الحاجات الأساسية ، وبيّن أنه اقتصر فيها على المهم في خمسة
حاجيات
.
ثمّ ذكر - ثالثا- :
مراعاة الخصائص والحاجات في العملية الدعوية ، وعرض فيها
خمسة وقفات
..
منها في العبادة :ذكر تحتها ثلاث فقرات هي :-
1-
ضبط حماس الشباب.
2-
ومتابعة العبادة.
3-
توجيه الشباب للعبادات المناسبة لهم .
(
الفصل الثاني)
الفصل الثاني وهو ( الاهتمام بالعلم ) :
وذكر تحت هذا الفصل سبعة فقرات تحث الشباب على العلم
والاهتمام به ، وأوضح ما
يبين أهمية هذه الجوانب كاملة بأدلتها سواء من
كتاب أو سنة أو أقوال سلف
هذه الأمة المباركة.
(
الفصل الثالث)
الفصل الثالث وهو ( ترسيخ الإيمان ) :
وذكر تحت هذا الفصل ستة جوانب تبيّن وتوضّح أهمية الإيمان
منها
:-
=
إثارة الانتباه .
=
واستغلال المناسبات.
=
وتقويم الأخطاء في الإيمان ،وتحصين إيمان .
وفصّل في كل ما يتعلّق الجوانب الستة ، مبينا ما يحتاج إلى
تبيين
.
(
الفصل الرابع)
الفصل الرابع وهو ( الحث على العمل الصالح ) :
وذكر تحت هذا الفصل خمسة جوانب في ذلك منها :-
1/
القدوة الصالحة في العمل .
2/
ترغيب الشباب في العمل الصالح .
وتحدث عن هذه الجوانب بكل روعة وتميّز وإبداع ، وذكر بعض
الوقفات في القدوة الصالحة
.
(
الفصل الخامس)
الفصل الخامس وهو ( الحرص على تأديب الشباب ) :
وذكر تحت هذا الفصل خمسة جوانب تتحدث عن ذلك ، وأورد
بعض المواقف والأحداث التي
وقعت فيما يتعلق بهذه الجوانب بكل ما تعنيه
المنهجية النبوية في دعوة
الشباب وتأديبهم وتربيتهم.
(
الفصل السادس)
الفصل السادس وهو ( الاهتمام بإعداد الدعاة من الشباب ) :
وذكر تحت هذا الفصل خمسة جوانب تبيّن أهمية ذلك ،
وذكر نماذج واقعية من حياة
الصحابة مع النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ
وفصّل في ذلك ، وأوضحه أيما
إيضاح.
(
الفصل السابع)
الفصل السابع وهو ( نتائج المنهاج النبوي في دعوة الشباب ) :
وذكر تحت هذا الفصل ستة جوانب ، بيّن فيها آثار هذا
المنهاج في جيل العلم
والإيمان والعمل الصالح والآداب والدعوة
والجهاد ؛ فذكر ما يتعلّق بذلك من
مواقف وأحاديث نبوية دالّة على ذلك، بعرض بجمال
فائق ورائع
.
(
الخاتمة)
ثمّ ختم كتابه؛ بذكر معايشته لهذا المنهاج النبوي ما توصل
إليه من نتائج عدة منها
:
1/
كان النبي ــ عليه الصلاة والسلام ــ يعامل الشباب معاملة
خاصة
.
2/
كان النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وخلفاؤه الراشدون يثقون
بالشباب ويستشيرونهم ويولّونهم المهمات الصعبة
.
3/
أن لدى الشباب من القدرة على التغيير في المجتمعات ما ليس
لغيرهم
.
إلى غير النتائج المهمة التي ذكرها ـ وفقه اللّه تعالى ـ .
وأوصى في آخر كتابه بتوصيات لجهات مختلفة، وذكر ملحق بأسماء
وأعمار بعض الشباب في عهد النبي ـ عليه الصلاة والسلام
- .


(8/271)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:27 pm

(8/271)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


وبهذا القدر نكتفي
من التعريف بهذا الكتاب الذي هو من الكتب المهمة في مجال دعوة
الشباب على
المنهاج النبوي ، وحتى لا نطيل بالتعريف به ، وما عليك إلا أن
تقتني هذا
المنهاج المبارك لما فيه من الفوائد الجمّة الكثيرة ، فهو بحق من
أجمل وأفضل ما
قرأت ، فعليك به ففيه خير كثير وعلم غزير
.
وصلى اللّه وسلّم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
..والحمد للّه ربّ العالمين
.
المصدر : موقع مفكرة الدعاة.
===============
وسائل الدعوة بين التوقيف والاجتهاد (1- 2)
تأليف : حامد بن عبد الله العلي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله داعيا إلى الله بإذنه وسراجا
منيرا، والصلاة والسلام على المبعوث شاهدا ومبشرا ونذيرا. وبعد
:
فأصل هذه الرسالة الصغيرة، محاضرة بعنوان (وسائل
الدعوة) في الكويت ضمن ندوة
شارك فيها بعض الأخوة الأفاضل بدعوة كريمة من
جمعية إحياء التراث الموقرة ،
ثم استخرنا الله تعالى في طباعتها ليعم
الانتفاع بها بتوفيق من الله
تعالى.
أولا : التعريف بالمفردات:
(
وسائل الدعوة ) كلمه مركبة من كلمتين، وسائل وهي مضاف، والدعوة وهي المضاف
إليه، ولا يعرف المقصود من هذا
التركيب الإضافي إلا بعد معرفة معنى كل كلمة
منه
.
تعريف الوسائل :
أما الوسائل : فهي جمع وسيلة من (وسل إذا رغب،
والوا سل الراغب إلى الله عز
وجل، وقال لبيد بل كل ذي دين إلى الله واسل)
معجم مقاييس اللغة 6/110

وفي اللسان : (هي في الأصل ما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به
)11/752

فالكلمة تدورعلى ( ما يتوصل به إلى الشيء المطلوب (.
وقوله في اللسان (ما يتوصل به إلى الشيء) أي كل ما من
شأنه أن يوصل إلى المقصود
من الطرق والأساليب والأفعال والأقوال ونحو ذلك
فكلها وسائل ويسمى كل واحد
منها وسيلة .
تعريف الدعوة:
الدعوة من دعا يدعو، ومعنى الكلمة يدور على (الطلب) ومنه الدعوة
إلى الطعام
.
فالدعوة إذن طلب الشيء والحث عليه والسوق إليه ، فإذا
دعوتهم إلى الدين فأنت
تطلبهم لامتثاله وتحثهم على اعتناقه وتسوقهم
إلى تحقيقه في حياتهم
.
وبهذا يدخل في معنى الدعوة ،دعاء الناس إلى الدين وتعليمهم
ما فيه من الهدي ، وتحقيق ذلك في حياتهم وواقعهم كما في قوله تعالى
:
(
هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته
ويزكيهم ويعلمهم الكتب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلل مبين) الجمعة :2

فالنبي صلي الله عليه وسلم يتلو آيات الله ، ويتابع
أثرها على من يدعوهم بالتعليم
المستمر، ويزكيهم أي يسعى في تحقيق هذه
التعاليم في واقع حياتهم ،
فالتزكية هي غاية الدعوة كما قال تعالى: (قد
أفلح من تزكي)، ومعلوم أن حصول
الفلاح هو غاية الدعوة كما يصف الله تعالى
المؤمنين بالمفلحين في مواضع
كثيرة في القرآن.
ولهذا يأتي في القرآن تسمية هذا المطلب الشرعي أيضا:
(
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(وهو بمعني الدعوة
،لأنه طلب حصول المعروف في
الواقع بالأمر به وزوال المنكر بالنهي عنه
،وجاء في السنة الأمر بالتغيير
أيضا ، أي تغيير واقع الناس إلى أن يكون وفق
مقاصد الدعوة الإسلامية ،
موافقا لما في الشريعة من الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر كما في حديث أبي
سعيد : "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده
فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم
يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " رواه
مسلم وأصحاب السنن
.
خلاصة ما تقدم في تعريف الدعوة :
الدعوة هي طلب تغيير الواقع الحياتي للناس بالقول والفعل
ليكون موافقا للشريعة في جميع نواحي الحياة
.
وبهذا يكون مفهوم الدعوة كما تدل عليه النصوص الشرعية
أعم من مجرد إلقاء القول
إلى الناس وكفى، وإن كان هذا من الدعوة بل هو
أصلها، لكن ليس هذا فحسب، بل
يدخل في مفهومها هذا التبليغ، والتربية
والتعليم لتكوين النماذج الإنسانية
التي تتمثل فيها الناس في جميع ميادين الحياة.
تحقيق أهداف الدعوة واجب الدولة في الإسلام:
وبهذا تكون الدولة في الإسلام هي أول من يناط به
تحقيق أهداف الدعوة وإظهار
الدعوة الإسلامية على الدين كله أول واجباتها ،
قال تعالى : (هو الذي أرسل
رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون) التوبة 33
.
وكذلك كانت الدولة في الصدر الأول وفي العصور التي
كانت فيها الدولة الإسلامية
تعد الدعوة إلى الله – بالمفهوم السابق- أهم
واجباتها وسر وجودها ، وكانت
تقوم من خلال مؤسساتها بتحقيق جميع ما يدخل تحت
معنى الآية السابقة
.
فكانت تأمر بالمعروف وتقيم شعائره ، وتنهى عن المنكر
وتغيره،وتدفع الناس عليه
بالترغيب والترهيب والقول ، ولو لم يتغير إلا
بالقتال- في بعض الصور- سلكت
سبيل القتال ، كقتال أهل الردة والبغي وأهل
الحرابة والطائفة الممتنعة عن
بعض شعائر الإسلام كما لو تواطأت طائفة على الامتناع
عن أداء الزكاة أو
الآذان وغير ذلك مما هو مذكور في مواضعه من كتب
الفقه
.
وكذلك تحمل الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى
خارج حدودها وهو الجهاد ،جهاد
الطلب، فتحمل الناس في الأرض على الخضوع للدين
الحق كما قال تعالى
: ( واقتلوهم
حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله
(.
ويدخل تحت هذا كله إرسال الدعاة ونصب القضاة والأئمة للفتيا، وإقامة
الحدود وتجنيد الجنود، وما يلزم
لذلك من الوسائل الإدارية وغيرها.
معنى وسائل الدعوة:


(8/272)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


ويتبين مما تقدم أن
وسائل الدعوة هي كل الطرق والأسباب التي من شأنها أن تجعل
الدعوة
الإسلامية، واقعا متحققا في الحياة سواء كانت أسبابا شرعية أمر الله
بها أو ندب
إليها في الكتاب والسنة، أو كونية دل الشرع على إباحتها وجعلها
الله كونا
وقدرا تقتضي مسبباتها التي تكون في هذه الحال هدفا من أهداف
الدعوة.
وهي بهذا الاعتبار تكون شرعية أيضا من جهة أن الشريعة دلت
على
إباحتها
، ودلت نصوصها العامة على شرعية استعمالها في تحقيق مقاصد الشريعة
.
وسائل الدعوة يصعب حصرها:
وبهذا يتبين أن وسائل الدعوة ، بالمفهوم الشامل الذي
بيناه ، والذي دلت عليه
النصوص الشرعية، يصعب دخولها تحت الحصر ، فإن
الأسباب والطرق التي يتوصل
بها إلى تمثل المعروف في الحياة وزوال المنكر
بقدر الاستطاعة كثيرة جدا
ومتغيرة جدا ، فإن الله تعالى قد أجرى سننه
الكونية على تغير كثير من
الأسباب بتغير الزمان والمكان ، فقد يكون من
الأسباب ما يقتضي حصول مسببات
لم يكن يمكن حصولها في أزمان مضت، بل إن منها
ما لم يسبق زمن بحصولها قط
،مثل
ما يستعمل الآن من السلاح في الحروب فإنه يحصل به من تحقيق أهداف
الحرب ما لم
يمكن في الماضي ، ومنه ما يقضي على الأمة العظيمة من الجند
بلحظة واحدة ،
ومعلوم أن هذا لم يكن قط ليتحقق في الأسباب العادية الطبيعية
في جميع
العصور السابقة منذ بدأت الحروب بين البشر
.
وسائل تحسين الجيوش الإسلامية من وسائل الدعوة:
وكذلك وسائل تحسين الجيوش وإدارتها وتقسيم الجند
والقادة وما يلزم في ذلك من
الأعمال الإدارية وأنظمة الجزاء و التعزير
والعقوبات العسكرية وغيرها ، ما
هو كثير يصعب حصره وخاضع للتغير والتطوير
المستمر
.
ومن وسائل الدعوة ، ما يحتاج إليه المسلمون من الأسباب والطرق التي
تقتضيها ظروف العصر لتحصيل
العلوم الشرعية، وتمكين حملتها من ممارسة دورهم
في المجتمعات، وإدخالهم في
مؤسسات الدولة ليتمكنوا من خلالها من إيصال
الدعوة الإسلامية
.
مثل إنشاء الكليات الجامعية ، وإدارتها بأساليب
الإدارة الحديثة التي يكون
أغلبها مما أحدثه غير المسلمين، ومنحهم
الشهادات على النظام التي تعترف به
الدولة وقد يكون من الأنظمة المستوردة من غير
بلاد المسلمين
.
ولهذا رأي من رأى من العلماء جواز استعمال نظام منح
الشهادات العليا في العلوم التي
يستعملها غير المسلمين، ولا تعترف غالب الدول
الإسلامية إلا به، استعماله
في علوم الشريعة ، مثل ما يسمي (الماجستير
والدكتوراه) بنفس الترتيب
الإداري الذي أحدثه أولئك ، ليتمكن حملة العلوم
الشرعية بواسطته من تبوء
المراكز العلمية التي تخولهم لإحداث التغير
الذي ينشدون في مجتمعاتهم
.
بل إن منهم من يدرس في البلاد النصرانية ويحصل على
الشهادات العليا الشرعية
من هناك ، وإنما يمنحه إياها جامعات تتبع دول
النصارى ويكون ذلك عنده من
الوسائل المباحة التي بها يتوصل إلى دعوة الناس
إلى دين الإسلام
.
ويدخل تحت وسائل الدعوة - إذا اعتبرنا الدولة
الإسلامية ما هي إلا المؤسسة
العليا المنوط بها القيام بالدعوة الإسلامية-
كل ما تحتاجه الدولة من وسائل
معنوية ومادية وإدارية ، حتى أساليب الإدارة
الحديثة التي تدرس اليوم في
كليات متخصصة وينال الدارسون فيها شهادات
إدارية ، وكذا ما تحتاجه الدولة
من ذلك لإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ونظام العقوبات الشرعية
وترتيب إدارات القضاء والفتيا وتقسيم العاملين
في ذلك كله وفق أنظمة العمل
المعمول بها في العالم ، إذا لم يخالف شيء من
ذلك الشريعة المطهرة
.
ومعلوم أن هذا لا بد منه للدولة في العصر الحديث حتى لو
كانت تدين بتحكيم الشريعة في كل شؤون الدولة
.
وأن هذا كله مما يصح دخوله تحت اسم الوسائل، وأن ما يتحقق
به هو نفسه أهداف الدعوة الإسلامية إذا كان ذلك ضمن عمل الدولة الإسلامية
.
وسائل الدعوة في عمل الجماعات الإسلامية :
وإذا كانت الدولة في الإسلام يجوز لها استعمال كل
الوسائل المباحة للتوصل إلى
ترجمة التعاليم الإسلامية إلى واقع عملي هو
حقيقة عمل الدعوة
.
فالأمر فيما يتعلق بعمل الجماعات التي تتحرك لتحقيق
أهداف الدعوة الإسلامية في
المجتمعات الإسلامية التي لا تكون الدولة فيها
تدين بتحكيم الشريعة ،لا
يختلف إذ لا وجه لاختلافه البتة ، فيصير تحت
يديها كل ما لم ينص على تحريمه
من الوسائل التي تمكنها من تحقيق أهدافها ، وكل
التراتيب الإدارية الحديثة
في تنظيم العمل الدعوي وأنظمة الإدارة التي
تتطور ويتوصل الباحثون فيها
إلى أساليب أكثر فعالية كلما تطور الزمان.
كما أن للدعوة الإسلامية أن تستعمل الوسائل الإعلامية المتطورة إذا خلت من
المحاذير الشرعية، وقد تحتاج
إلى ابتكار أساليب ووسائل جديدة أو تقتبس مما
توصل إليه غير المسلمين من
الوسائل والأسباب التي سكت عنها الشرع لإنجاح
أعمال الدعوة في المجتمع ،
كما فعل أولئك الذين اقتبسوا نظام التعليم عن
غير المسلمين ، وجعلوا علوم
الشريعة منتظمة تحته كوسيلة لتحقيق هدف التعليم
الشرعي في الأمة ، بما
يناسب العصر .
التخريج الشرعي لوسائل الدعوة:
وقد يظن ممن لم يتمعن في لوازم ما يقول أن الوسائل المتعلقة بالدعوة
إلى الله ينبغي أن تكون
توقيفية، لأن الدعوة إلى الله أمر شرعي داخل
تحت اسم العبادة والعبادة
توقيفية، فوسائلها كذلك ينبغي أن تكون توقيفية .
ومعلوم أن التوقيفي هو ما يتوقف العمل به على النص الخاص
وما لا يصح فيه استعمال القياس
.
ويتبين ما في هذا القول من مجانبة الصواب ، مع أنه قد
يصدر من أفضل أهل العلم ،
فلا بد من تناول المسألة من بابها الشرعي حسب
قواعد الفقه وأصوله
.


(8/273)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:28 pm

(8/273)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


علاقة وسائل الدعوة
بأفعال النبي صلي الله عليه وسلم
:
ويبدو في ظاهر الأمر أن الوسائل التي استعملها الرسول
صلى الله عليه وسلم في
دعوته في زمانه ، تدخل في حكم أفعاله ، لأن
الوسائل غالبا ما تكون أفعالا
وطرقا استعملها صلى الله عليه وسلم لتحقيق
أهداف دعوته ، وقبل أن نبين
العلاقة بين وسائل الدعوة وأفعاله صلى الله
عليه وسلم ، لا بد من تقديم
بيان موجز لأفعال النبي صلي الله عليه وسلم
وكيف يستدل بها على الأحكام
.
أقسام الفعل النبوي:
وقد قسم العلماء أفعاله صلى الله عليه وسلم إلى عشرة أقسام :
-
الفعل الجبلي.
-
الفعل العادي.
-
الفعل الدنيوي.
-
الفعل المعجز.
-
الفعل الخاص.
-
الفعل البياني المراد منه بيان مشكل أو مجمل في الأحكام
الشرعية
.
-
الفعل الامتثالي الذي يقصد به مجرد الامتثال لطلب معلوم.
-
الفعل المؤقت في انتظار الوحي، كإهلاله مطلقا قبل نزول
الوحي في يمينه
.
-
و الفعل المتعدي، كتحريكه صلى الله عليه وسلم لابن عباس في
الصلاة من يساره إلى يمينه
.
-
و الفعل المبتدأ المجرد، وهو الذي لا يقارنه قول ولا يدخل
في الأقسام
التسعة
السابقة، والصحيح أنه يدل على الإباحة فقط ولا يستدل بمجرده على
الاستحباب .
متعلقات الفعل النبوي:
وذكر العلماء أيضا ما يسمى بمتعلقات الفعل النبوي، وذلك أن
فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا يقع إلا مع التلبس بأمور مختلفة مثل
:
1-
يقع لسبب معين .
2-
يقع من فاعل هو الرسول صلى الله عليه وسلم.
3-
يقع متعديا إلى مفعول .
4-
لا بد أن يقع في زمان معين ومكان معين .
5-
وعلى هيئة معينة .
6-
وقد يستعمل فيه آله وعناصر مادية معينة.
7-
وقد يقارنه أمور تقع معه .
8-
وقد يقع الفعل مرة أو مرات معلومة أو مجهولة .
فقد يقع الفعل وله متعلق واجب، وآخر مندوب، وآخر مباح كصلاة
الاستسقاء: صلى

ركعتين بثياب بذلة ولها لون خاص؛ فالأول واجب: أي أن تكون
الصلاة ركعتين، والثاني: مستحب، والثالث: مباح
.
و القاعدة الشرعية الجامعة في هذا الباب أن
المطلوب المماثلة، إذا كان متعلق
الفعل مقصود على أنه شرع عندما فعل النبي صلى
الله عليه وسلم ذلك الفعل
.
ومثال ذلك ما لو فعل النبي صلى الله عليه وسلم أمرا
لسبب ثم زال ذلك السبب، فإنه
لا يشرع ولا يكون فعل ذلك الفعل بعد زوال السبب
سنة، لأنه ليس للشارع غرض
مقصود في ذلك السبب على أنه شرع ، بمعنى أنه
ليس كل ما فعله الرسول صلى
الله عليه وسلم ، أو ما يتعلق بأفعاله من
متعلقات يكون شرعا ، إلا إذا دل
الدليل على أنه فعله بقصد التقرب إلى الله
تعالى بخصوص ذلك الفعل، وسيأتي
مزيدا من الإيضاح .
جهة فاعلية النبي صلى الله عليه وسلم للأفعال :
وكذلك من جهة فاعلية النبي صلى الله عليه وسلم للأحكام ،
فإنه يتصرف
:
1-
بمقتضى التبليغ للرسالة .
2-
بمقتضى الإمامة والسلطة العامة، ومقتضى السياسة العامة
وتنفيذ الأحكام والقيام بالمصالح
.
3-
وبمقتضى الافتاء.
4-
وبمقتضى الحكم والقضاء .
نتائج مما تقدم من بيان أفعال النبي صلى الله عليه وسلم :
*
كانت الوسائل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هي ـ في كثير
من الأحيان ـ
أفعاله صلى الله عليه وسلم التي يفعلها أو يأمر
بفعلها أو يقر فعلها من
صحابته للوصول إلى أهداف دعوته.
*
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحقق أهداف دعوته من جميع
هذه الجهات
.
*
وكان يستعمل أساليب وأسبابا معينة وترتيبات إدارية كوسائل
في التبليغ،
وممارسة السلطة وتنفيذ الأحكام والقيام بمصالح
العامة والإفتاء وغيرها
.
*
وكثير منها إنما هو من باب الأفعال النبوية لا الأقوال التي
تخضع لدلالات الألفاظ الموضوع لها لغة وشرعا
.
*
وأفعاله صلى الله عليه وسلم كانت في كثير من الأحيان
الأسباب الطبيعية
والعادية التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف التي أمر
بتحقيقها من خلال تنوع جهات
فعله صلى الله عليه وسلم من مبلغ وإمام ورئيس
دولة وقائد للجيوش ومنفذ
للأحكام وقاض ومفتٍ. . . إلخ .
*
وربما كانت في الأصل مباحة - لأن الفعل المجرد يدل
على الإباحة - ، ولكنه استعملها ليتوصل بها إلى مستحب أو واجب
من المأمورات
العامة التي أمر بها ولم يتعبد بخصوص هذا الفعل
.
*
وربما لم تكن موصلة في زمان آخر ومكان آخر لنفس
المأمور،فيجب مراعاة ضرورة تغير
الأسباب بتغير الزمان وهو من السنن الكونية
المستقرة في العقول بداهة
.
*
فالواجب أن يسلك حينئذ ما هو مباح من الأسباب والوسائل
الأخرى ويكون ذلك من سنته وشريعته
.
*
وربما زال السبب الذي من أجله فعل النبي صلى الله عليه وسلم
الفعل فيزول الفعل تبعا لذلك، ويكون عدم فعله من سنته وشريعته
.
*
وهذا كله لأن هذه هي طريقة الاستدلال الشرعي بالأفعال
النبوية، فإذا نظر
إليها من خلال ما تقدم من متعلقات فعلها، وجهات
صدورها منه صلى الله عليه
وسلم، تنوعت دلالتها على الأحكام وهي تختلف
بذلك عن أقواله صلى الله عليه
وسلم .
استعمال النبي صلى الله عليه وسلم للوسائل :
*
والنبي صلى الله عليه وسلم يفعل أفعالا لتحصيل نفع في بدن أو
مال له أو لغيره أو دفع ضرر
كذلك أو يدبر تدبيرا في شأنه خاصة أو شؤون
المسلمين عامة، لغرض التوصل لجلب
نفع أو دفع ضرر ويدخل تحت ذلك :
التدابير التي اتخذها في الحرب من استعمال المجانيق والسيوف والرماح والسهام،
وتربية الخيل للقتال، وحفر
الخنادق، وترتيب الجيوش وتدريبها .
والتدابير التي اتخذها في الإدارة المدنية من اتخاذ الولاة والكتاب والحراس
والحجاب والسفراء والأعلام
والشعارات، وقد ألف في ذلك الكتاني كتابه: (
التراتيب الإدارية
(.


(8/274)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


وكثير من الوسائل
التي استعملها عليه الصلاة والسلام ـ والتي هي من جملة أفعاله ،
والاستدلال
بها يدخل في باب الاستدلال بالأفعال النبوية ـ اقتضت الظروف في
وقته أن تكون
هي الأسباب الطبيعة التي تؤدي إلى تحقيق أهداف دعوته
.
وليست كلها هو متعبد بفعلها لذاتها على وجه الخصوص،
فكثير منها هو في الأصل فعل
مجرد مباح لكنه صار واجبا لأنه يوصله إلى غرض
واجب، وليس بالضرورة يكون
كذلك في حقنا .
فالنبي صلى الله عليه وسلم استعمل أسلوب الهجرة لتكوين
المجتمع الإسلامي النواة في بيئة أصلح ثم الدولة
.
والهجرة كانت في حياته صلى الله عليه وسلم حدثا عظيما يشكل
متغيرا تاريخيا أو كما يسمى هذه الأيام ( القرار الاستراتيجي
(.
وقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم الهجرة كوسيلة
من وسائل تحقيق أهداف
دعوته ، وهي مع ذلك تدخل في الاستدلال بأفعاله
صلى الله عليه وسلم ، ولو لم
يحتج إليها لم يهاجر، ولو لم يقع السبب الذي
اضطره إلى الهجرة لما سلك هذه
الوسيلة .
فهل يجب علينا سلوك هذه الوسيلة في كل ظرف وزمان ومكان حتى
لو زال السبب الذي اقتضى هذه الوسيلة ؟

وقد ظن هذا بعض الجماعات، فأسسوا منهج الدعوة عندهم
على أساس الهجرة ثم تكوين
المجتمع النواة ثم الانقضاض على المجتمع
الجاهلي ، وهي جماعة ( التكفير
والهجرة(.
وأغرب منهم من يستدل بالأدوات والعناصر المادية التي كان يستعملها صلى
الله عليه وسلم ، على أنها مما يتبع فيه مطلقا كاستناده إلى
جذع ثم المنبر
وبناء المسجد من طين والمنع من مكبر الصوت في باب الترك مثلا
.
وقد أُتي الجميع من قلة فقههم في وجه الاستدلال بالأدلة
الشرعية
عموما
وبالسنة والسيرة النبوية على وفق القواعد التي ضبط بها العلماء ذلك ،
وظنوا أن
مقتضى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة هو فعل ما فعل
مطلقا .
والاستدلال بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم - التي تعتبر
وسائل
الدعوة
وثيقة الصلة بها - يحتاج إلى فقه عميق، ومعرفة بالقواعد والضوابط
التي وضعها
العلماء لتعصم من الاستدلال الجزئي أو العشوائي الذي ينظر إلى
النص مقطوعا
عن نظائره وعن القواعد التي يفهم من خلالها
.
جماع الاستدلال بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم على مسألة
وسائل الدعوة
:
وجماع ذلك يرجع إلى ثلاثة أمور :
1-
أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم المجردة في الأصل إنما
تدل على الإباحة لا يستدل بها بالنظر إلى ذاتها على أكثر من ذلك
.
2-
أن ما كان من أفعاله صلى الله عليه وسلم قد استعملها كوسيلة
من وسائل
الدعوة،
إنما استعملها لأنها في زمنه وظروف بيئته هي الأسباب الطبيعية التي
تحقق له
أهدافه فصارت مستحبة أو واجبة تبعا لذلك
.
3-
أن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب يتحقق
بمماثلته في صورة الفعل
وحكمه وسببه والمقصد منه، ويتخرج من المجموع
حقيقة التأسي به
.
أمثلة :
ولهذا لو اتخذ من يريد الاقتداء بالنبي صلى الله عليه
وسلم ، اتخذ شعرا طويلا
وفعله على وجه القربة والعبادة فليس متأسيا به
لأنه صلى الله عليه وسلم فعل
ذلك على وجه الإباحة فهذا حكمه فلا يفعل إلا
على وجه الإباحة
.
ولو فعل شيئا كان صلى الله عليه وسلم قد فعل لسبب في غير
ذلك السبب لم يكن ذلك تأسيا به كالهجرة إذا لم يقم مقتضاها
.
ولو فعل شيئا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليحقق هدفا ومقصدا لا يتحقق
بنفس الفعل في هذا الزمان أو المكان لم يكن ذلك
تأسيا به وهذا قد يكون في
العبادات أيضا .
ومن الأمثلة على هذا : ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ،
قال : (والأخرى – يعني الرواية الأخرى عن أحمد – يخرج ما
يقتاته وإن لم يكن من هذه الأصناف، وهو قول أكثر
العلماء كالشافعي وغيره
وهو أصح الأقوال فإن الأصل في الصدقات أنها تجب
على وجه المواساة للفقراء
كما قال تعالى : { من أوسط ما تطعمون أهليكم }،
والنبي صلى الله عليه وسلم
فرض زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير
لأن هذا كان قوت أهل المدينة،
ولو كان هذا ليس قوتهم بل يقتاتون غيره لم
يكلفهم أن يخرجوا مما لا
يقتاتونه ). جزء الزكاة من مجموع الفتاوى ص 69 .
فتأمل كيف جعل إخراج الزكاة من غير الأصناف المنصوص عليها والتي
فعلها صلى الله عليه وسلم وكانت
وسائل مواساة الفقير في زمنه، جعل ذلك هو
الصواب الموافق للشريعة المحمدية
.
ومما قال أيضا : ( وهذا باب واسع قد بسطناه في غير هذا
الموضع،
وميزنا
بين السنة والبدعة، وبينا أن السنة هي ما قام الدليل الشرعي عليه
بأنه طاعة لله
ورسوله فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو فعل على
زمانه أولم يفعله ولم يفعل على زمانه لعدم
المقتضي حينئذ لفعله أو لوجود
المانع منه ) مجموع الفتاوى 21/381 .
استعمال وسائل للدعوة لم يستعملها النبي صلى الله عليه وسلم
قد يكون من سنته
:
وقوله : ( لعدم المقتضى حينئذ لفعله أو لوجود
المانع منه )هو موضع عظيم النفع،
فإن كثيرا من وسائل الدعوة المعاصرة هي أسباب
مباحة توصل لتحقيق أهداف
النبي صلى الله عليه وسلم من دعوته، ولم توجد
في زمنه لعدم قيام المقتضي
لفعلها أو لوجود مانع منها لو زال رجعت إلى
أنها مشروعة داخله في سنته
وشريعته صلى الله عليه وسلم .
وقد يتنازع العلماء من أجل هذه القاعدة في أمور وقعت منه
صلى الله عليه وسلم ، فيما يتعلق بالعبادات المحضة من أفعال
اقترنت بها هل
هي سنة ، أم لا تدل على ذلك
.


(8/275)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


قال ابن تيمية
رحمه الله : ( وهذا هو الأصل فإن المتابعة في السنة أبلغ من
المتابعة في
صورة العمل، ولهذا لما اشتبه على كثير من العلماء جلسة
الاستراحة هل فعلها استحبابا أو لحاجة عارضة
تنازعوا فيها، وكذلك نزوله
بالمحصب عند الخروج من منى لما اشتبه هل فعله
لأنه كان أسمح لخروجه أو
لكونه سنة ؟ تنازعوا في ذلك ). مجموع الفتاوى 1
/ 281
.
وإذا كان هذا في مثل هذه العبادات المحضة فكيف في غيرها مما
سلكه رسول الله صلى الله عليه
وسلم، من الوسائل والأسباب التي توصله لتحقيق
أهداف دعوته العامة
.
فكيف يصح أن يقال أنها توقيفية مطلقا ويغلق على
المسلمين باب الاجتهاد فيها
والقياس، وكيف يمكنهم أن يحققوا أهداف الدعوة
الإسلامية مع تغير الزمان
والمكان واقتضاء ذلك لتغيرالأسباب والوسائل،
إذا كانوا يرفضون هذه الأسباب
التي لا تدل الشريعة أصلا على تحريمها وإنها هي
من المباح
.
وبهذا يتبين أن القول بأن وسائل الدعوة توقيفية ليس بوجيه،
وإن كان قد يقوله من أهل العلم والفضل من هو منهما بمكان
.
شبهة للعلمانيين والرد عليها :
-
ولا يلتفت إلى ما تشغب به الأحزاب العلمانية الضالة على
الشريعة من خلال هذه الأصول الشريفة
.
وهم يتعلقون بكثير من كلام علماء الإسلام وقواعد
الفقه العامة، لكنهم يضعونها
في غير موضعها ويشبهون بها على ضعاف العقول
ومرضى القلوب، ولهذا نجحوا في
الترويج لمذهبهم وبدعتهم الشنيعة في بلاد
المسلمين، وأشكل كلامهم ـ كقولهم
بأن إقامة الدولة وترتيب الإمامة بل وإقامة
الحدود وسائل لتحقيق أهداف وروح
الدين الإسلامي وأن ذلك يتحقق بغيرها في هذا
الزمان ـ أشكل ذلك على كثير
من المنتسبين إلى العلم الشرعي فتخبطوا في فقه
السنة
.
وجماع الجواب على ما تعلقوا به أن يقال :
أن جوانب الحياة البشرية لا تخرج عن ثلاثة أقسام :
القسم الأول :
جوانب ثابتة متعلقة بحقيقة الإنسان ذاته في أي مكان
وزمان وجد، كالعبادات المحضة
من صلاة وصيام وحج وأحكام الطهارة والأسرة
والمحرمات المتفق عليها المغروس
في فطرة الإنسان قبحها كالزنا والسرقة والخيانة
. . . إلخ
.
القسم الثاني :
جوانب ثابتة الغاية والهدف ولكنها متغيرة الوسائل
والأساليب والطرق التي تؤدي
إلى الغاية حسب سنة الله الكونية، مثل طريقة
الحكم ورسم المنهج الاقتصادي
والخطة التعليمية . . . إلخ .
فهذه وضعت لها الشريعة قواعد وضوابط عامة لا يجوزالخروج
عنها
.
فالحكم يقوم على أصول منها : أن يكون بما أنزل الله
وأن يكون بالشورى ويراعي فيه
العدل وجلب المصالح ودرء المفاسد بقدر الإمكان
. . إلخ
.
وتركت الوسائل إلى اجتهاد الأمة، مثل كيفية تنظيم الشورى
ومبايعة الحاكم وتحديد المصلحة والمفسدة . . . إلخ
.
القسم الثالث :
ما سوى القسمين السابقين من الأمور المباحة التي
اقتضت حكمة الله تعالى أن
يتعلمها الإنسان يما أودع الله فيه من العقل،
كالاكتشافات العلمية والأنشطة
البشرية التي لا تدخل في حكم الواجب أو المستحب
أو المكروه أو الحرام فهي
من المباح .
وكشؤون الصناعة والزراعة والعمارة ومظاهر الحياة المادية
وغيرها
.
فهذه مسكوت عنها رحمة لا نسيانا لأنها تخضع للتجربة
البشرية، وسريعة التغيروالتطورفي حياة البشر فتركت لهم
.
لكنها تقع تحت الغاية الأساسية من الوجود وهي عبادة
الله ، إذا توصل بها
المسلمون إلى تحقيق علو كلمة المسلمين على
غيرهم ورفع دين الإسلام على
الدين كله .
وبالجملة فإن جوانب الحياة البشرية لا تخرج عن هذه الأقسام،
وتصير الأحكام الشرعية تبعا لذلك قسمين
:
1-
قسم قد جاء فيه نصوص خاصة تفصيلية ثابتة، وهو في الجوانب
الثابتة التي لا
تختلف باختلاف الظروف إلا ما كان من متعلقات
ثانوية قد تتغير كالمثال
المتقدم في زكاة الفطر .
2-
وقسم جاءت النصوص فيه عامة، وأمر المسلمون أن يحققوه بأي
وسيلة مباحة
.
من محاسن الشريعة الإسلامية :
وهذا من محاسن الشريعة الإسلامية، لأن الحياة فيها
ما هو متغير ومتطور فأنزل
الله نصوصها قابلة لهذا التغير والتطور ومنها
ما هو ثابت فجاءت النصوص
كذلك، ولهذا بقيت الشريعة صالحة لكل زمان ومكان .
ومن الأمثلة على ذلك أن الله تعالى علق بعض الأحكام على الاسم العام
كالسفر ليدخل فيه كل سفر
وإن كانت مدته قصيرة كسفر الطائرة مثلا وذلك
ليستوعب الحكم تغير الزمان،
وأمر بالإنفاق من السعة ليقبل ذلك اختلاف
الزمان والمكان وأعراف الناس
. وكل ذلك عمل بالشريعة كل في بابه التوقيفي وغير
التوقيفي
.
خلاصة مهمة :
وبهذا يتبين أن القول بأن الوسائل توقيفية يعني أن
وسائل الدعوة في عهد النبوة
لايجوز لأحد أن يسلك غيرها ولا يتخذ سواها
للوصول إلى أهداف الدعوة
الإسلامية، وهذا يقتضي أن أفعال النبي صلى الله
عليه وسلم المجردة واجبة
الاتباع وليس مباحة في الأصل، لأن الوسائل التي
اتخذها صلى الله عليه وسلم
هي من أفعاله، والقول بأنها واجبة الاتباع خلاف
الصواب
.
كما أن القول بأن الوسائل توقيفية يقتضي أن نخالف الرسول صلى
الله عليه وسلم في مقصده من
سلوك وسائله، لأنها في زمنه كانت تؤدي إلى
مقاصده، وقد لا تؤدي في غير
زمنه نفس المقاصد، وذكرنا على هذا مثال إخراج
زكاة الفطر من الأصناف التي
أخرجها صلى الله عليه وسلم، فلو قيل إن هذه
الوسيلة في مواساة الفقير
توقيفية، لأدى ذلك إلى الوقوع في حرج كبير، إذ
قد لاتحصل مواساة الفقير في
كل زمان ومكان بنفس الذي حصل في زمنه صلى الله
عليه وسلم
.


(8/276)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:29 pm

(8/276)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


والنتيجة أن أفعال الرسول
صلى الله عليه وسلم المجردة حكمها الإباحة، والقول بأن
الوسائل توقيفية يؤدي إلى أن تكون واجبة، وأن
فعل الوسائل التي كانت في
عهده صلى الله عليه وسلم قد لاتؤدي إلى مقاصد
الشريعة بل إلى ضدها، لأن
النبي صلى الله عليه وسلم إنما فعلها لأنها في
زمنه تؤدي إلى مقاصده، ولو
لم تكن كذلك لما فعلها، فليس فعلها لذاتها هو
المطلوب ، وإنما مجموع فعلها
المؤدي إلى مقاصدها هو المطلوب .
وبهذا يتبين أن القول بأن الوسائل توقيفية في غاية الضعف .
استعمال النبي صلى الله عليه وسلم لوسائل الدعوة :
وقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم لإنجاح دعوته أتم
وأكمل وأفضل الأسباب والوسائل في عصره فقد
:
1-
استعمل أسلوب الأهداف المرحلية، فبدأ بالدعوة الفردية مع
شيء من السرية ثم انتقل إلى مرحلة الجهر
.
2-
واستعمل التمرحل أيضا في التنفيذ، فقد أمر أولا بكف الأيدي
وعدم استعمال العنف ثم أذن فيه ثم أمر به كما أوحى الله إليه وعلمه
.
3-
واستعمل أسلوب التراكم الكمي الذي يؤدي إلى التغير الكيفي،
فقد امتلأت
المدينة
من أتباعه وحرص على نشر دعوته فيها قبل قدومه ليؤدي ذلك إلى التغير
الكيفي
بالتدريج
.
كما قال جابر رضي الله عنه : (( حتى لم يبق دارمن
دورالأنصارإلا ودخله الإسلام ). رواه أحمد
.
4-
واستعمل تغيير البيئة وإيجاد بيئة أفضل للدعوة كما في قصة
الهجرة ، فلم
يبق في مكة حيث البيئة لم تعد صالحة لبقية
الأهداف المرحلية
.
5-
واستعمل أسلوب تغيير بعض مراحل الخطة إذا اقتضى الأمر ذلك
كما فعل في الحديبية
.
6-
واستعمل أسلوب الحرص على مراكز القوة في المجتمع، ولهذا كان
– أحيانا
ينتقي
في الدعوة فأبو بكر الصديق رضي الله عنه كان معروفا في قريش مؤثرا في
الدعوة، وكان
صلى الله عليه وسلم حريصا على إسلام عمر. رواه أحمد وغيره
.
7-
وكان يستعمل أساليب الإعلام الأكثر تأثيرا كالشعر، فاتخذ شاعرا
هو كعب بن مالك
.
ومما يدل على تمام حكمته وعلمه عليه الصلاة والسلام
أنه عندما جاءه وفد الأنصار
فوافوه شعب العقبة آخر العهد المكي قال للعباس
هل تعرف هذين الرجلين قال
العباس : ( نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه
وهذا كعب بن مالك، قال كعب
: لا أنسى قول النبي صلى الله عليه وسلم :
الشاعر؟ قال نعم
.(
فكأنه أعجبه صلى الله عليه وسلم أن يكون معه شاعر ليكون
جهازا إعلاميا لدعوته في العرب
.
ولهذا اتخذ خطيبا أيضا هو ثابت بن قيس .
8-
وكان حريصا على السمعة الحسنة لدعوته وتكثير المؤيدين ، ومن
ذلك ما كان
يفعله
في المؤلفة قلوبهم، وقد عفا عن ذلك الأعرابي الذي سل سيفه وهو نائم
فوجده قائما
وبيده السيف على رأس النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول من
يمنعك مني ؟
قال : (( الله )) فسقط السيف من يده فأخذه النبي صلى الله عليه
وسلم ، وقال :
(( من يمنعك مني ؟ )) قال الأعرابي : كن خير آخذ، فعفا عنه
صلى الله عليه
وسلم ، وانطلق الأعرابي يثني على النبي صلى الله عليه وسلم
في قومه .
9-
وكان يسلك وسلية التربية القيادية الخاصة والتوجيه والإرشاد
العام لتوسيع القاعدة الشعبية
.
10-
واستعمل أسلوب التمرحل.
11-
وكان يقسم معارضوه إلى درجات متفاوتة ويحرص على تميز هذه
الدرجات ( مناصر، مؤيد، محايد ، عدو محارب ، عدو غير محارب
( .
12-
وكان يحرص على الروابط بين القياديين في دعوته، ويدل عليه
مصاهراته للقادة وهم خلفاءه من بعده
.
13-
واستعمل أسلوب الهيكل التنظيمي، كما نقب النقباء في بيعة
العقبة
.
14-
واستعمل أسلوب الإفادة من الوضع السياسي القائم، كما أمر
أصحابه بالهجرة إلى النجاشي لعدله
.
15-
وأسلوب التخلي عن بعض المصالح الجزئية طلبا لما هو أعظم
منها، والرجوع
خطوة إلى الوراء لكسب خطوتين إلى الأمام كما في
صلح الحديبية
.
16-
واستعمل أسلوب الثواب والعقاب المادي والمعنوي، كما في قصة
المخلفين وغيرها كثير
.
17-
وكان يستعمل في الجهاد الذي كان أعظم وسيلة لتحقيق أهداف
دعوته،

فاستعمل فيه –كل الوسائل المباحة المشروعة التي أتيحت له في
عصره
:
(
كالحصار، وضرب الخندق، والمباغتة، والمخابرات، والحرب
النفسية

"
شعر حسان "، ووسائل الاتصال كما في غزوة
حنين، ونداء أصحاب السمرة، ورفع
الروح المعنوية في الأنشودة كما في أثناء حفر
الخندق، وإرهاب العدو "نصرت
بالرعب " و قتل الأسرى "، والمهادنة،
والتوقيت المناسب للحرب، والاغتيال،
وجر الخصم إلى المعركة، وفتح الجبهات على العدو
لإشغاله كما في قصة الخندق
. (
ماذا يترتب على القول بأن وسائل الدعوة توقيفية :
والقول بأن وسائل الدعوة توقيفية يترتب عليه إلغاء أي
وسيلة لم تكن على عهده صلى الله
عليه وسلم، وإن كانت مباحة في شريعته وإن أدت
إلى تحصيل مصلحة شرعية توافق
سنته ودينه .
وفي هذا العالم المعقد المتطور تطورا سريعا، حيث يقف الدعاة
وأمامهم معركة متشابكة الأطراف متداخلة الأهداف، في عالم قامت فيه
أحدث المؤسسات
الثقافية والاتصالية والإعلامية والسياسية والتجارية
والتكنولوجيا المتطورة .
كيف ينتصرون في معركتهم مع أعداء الإسلام ؟ بل كيف يبقون في
ميدان الصراع مع عدم الأخذ بالوسائل والأسباب الحديثة التي
يكافئون أو
يقاربون بها أعداؤهم إذا لم تدل الشريعة على تحريمها
.
بعض صور الوسائل الحديثة :


(8/277)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


وفي مجال العمل
الدعوى المنظم ، يحتاج الدعاة –في كثير من البلاد إلى عمل منظم
جماعي حركي ذو
آلية متطورة – يتخذ فيه القرار بناء على معلومات دقيقة عن
المجربات
اليومية المتلاحقة فحسابات، فمعرفة بالبدائل، فدرجة مخاطرة ثم
ينتج القرار
الذي يكون مصيريا في كثيرمن الأحيان يحتاج فيه إلى معلومات
تجمعها لجان
متخصصة متابعة للأحداث، وذلك كله لا يتم على الوجه المطلوب إلا
باستعمال
وسائل الإدارة الحديثة ونظرياتها
.
ويحتاج فيه إلى منهجية دقيقة للاتصال الداخلي وتقويم للعلم الحركي
مستمر، ومناخ تنظيمي سليم
وتخطيط ومتابعة وتطوير، حتى لو لم يكن كل ذلك
سريا ، بل علني تسمح به
الدولة.
فهذا ما يتعلق بنظام الدعوة الداخلي .
أما في المجال الخارجي عن جسمها ، فإنها – مثلا –قد تواجه نظاما جديدا
تعيش فيه ، تضطر إلى سلوك
أساليب معينة للمحافظة على الدعوة قد لا تناسب
بيئة أخرى
.
ومن ذلك أنه قد يكون ( ولي الأمر ) هذا الاسم الشرعي ، هو
في الواقع عبارة عن مؤسسات
مترابطة، وشبكة من الإدارات السياسية تؤثر في
درجة وجودها وقوتها وبقائها
عوامل خارجية سياسية، وقوة اقتصادية، وثقل
عائلي أو طبقي
.
وقد تكفل هذه المؤسسات بطبيعتها، أساليب مسموح بها للضغط على
الحاكم، لأن الحكومة تعتبر
طرفا في هذه المؤسسات لا أكثر، ونظاما لنزع الثقة
من الحكومة أو من وزير
من وزارئها .
ويضمن أن لا يصيب الداعيين إلى ذلك ضررما يسمى بالحصانة
البرلمانية
.
فكيف تتعامل الدعوة مع هذا الوضع، وهل تفهم النصوص الشرعية
في ولاة الأمر بأن تضعها في غير موضعها كما في هذا المثال
.
وهل تبقى الدعوة بعيدا عن التأثير في الأحداث وكسب
المواقف لصالح أهدافها من
خلال الظروف الجديدة التي تكتسح العالم هذه
الأيام بما يسمى ( بالديمقراطية
(.
أم يجوز أن تسلك هذه الوسائل، مما يحتاج من الدعاة إلى فهم
ووعي
لأساليب
( العمل السياسي ) في الدولة وكيفية التعامل مع كل طرف منها ، وكيف
تناور لتكسب،
أو تخسر شيئا لتكسب شيئين، وكيف تحافظ على التوازن بين
الضوابط الشرعية والمواقف التي يضطرها إليها
دخولها المعترك السياسي لتحافظ
على نفسها ؟
مما يجعلها محتاجة إلى منظومة من الإدارات سريعة الحركة والحكيمة
والمترابطة ونظاما للمعلومات وانسيابا في الخطوات المرحلية يتناسب
مع سرعة
التغيرات في الساحة ؟

وقد يحتاج إلى قدر من السرية ، لأنها في معترك سياسي
تتنافس فيه الأحزاب على ضرب بعضها بعضا وتستفيد من المعلومات
الداخلية لكل
حزب بشكل مؤثر وخطير
.
توسيع دائرة وسائل الدعوة ضرورة لتغيير واقع المسلمين في
بعض البلاد
:
ومما يستعمله الدعاة في بعض البلاد –هذه الأيام
ويمكن بواسطته تغيير كثير من
واقع المسلمين إلى الأفضل، ولوج الاتحادات
الطلابية، ونقابات العمال،
والمعلمين ونحو ذلك ، والمجالس النيابية أو
غيرها مما يحتاج في القيام
بأعبائه إلى عمل دؤوب ولجان متخصصة، وهي وسائل
لم تكن على عهده صلى الله
عليه وسلم، ولو تركت بهذه الحجة بناء على أن
وسائل الدعوة متوقفة على نصوص
خاصة لأنها توقيفية ، لأدى ذلك – في بعض البلاد
–إلى استغلال أهل الفساد
وأعداء الدين وأصحاب المذاهب العلمانية لها
لاجتيال شعائر الدين في
المجتمعات الإسلامية وما أحرصهم على ذلك .
يجوز استعمال الوسائل المحرمة أحيانا :
بل إنه يجوز على الصحيح استعمال وسائل تقترن بمحرم
في الأصل إذا دخل ذلك في
قاعدة (ارتكاب أخف الضررين ) وقد جاء في
الشريعة ما هو أصل لذلك، وهو إباحة
الكذب في الإصلاح بين الناس، لأن مفسدة فساد
البين أعظم من مفسدة الكذب،
ولا يعني هذا استعمال الكذب في مصلحة الدعوة،
فإنه ليس من مصلحة الدعوة في
شيء، بل أعظم مصلحة للدعوة إنما تكون في الصدق،
والصدق يجب أن يكون شعارها،
والدعاة أولى الناس بأن يكونوا أصدق الناس فإن
الكذب من شعب النفاق
.
وإنما المقصود إعمال هذه القاعدة الشرعية في مواضعها إذا
تحققت شروطها، وأن هذا يجوز أيضا في وسائل الدعوة بحسب الضوابط الشرعية
.
خلاصة البحث :
وبهذا يتبين – إن شاء الله – أن وسائل الدعوة الأصل
فيها أنه يجوز استعمال
المباح منها ولا يتوقف ذلك على نص خاص يدل على
مشروعية استعمالها بخصوصها،
وأن القول بأنها توقيفية بعيد عن قواعد الفقه
وأصول الاستدلال الصحيح بأدلة
الشرع والله أعلم .
فتوى للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
ومما قاله العلامة الفقيه محمد الصالح العثيمين رحمه
الله : ( والوسائل ليس لها
حد شرعي، فكل ما أدى إلى المقصود فهو مقصود، ما
لم يكن منهيا عنه بعينه،
فإن كان منهيا عنه بعينه فلا نقربه، فلو قال :
أنا أريد أن أدعو شخصا
بالغناء والموسيقى لأنه يطرب لها ويستأنس بها
وربما يكون هذا جذبا له
فأدعوه بالموسيقى والغناء هل نبيح له ذلك ؟ لا
، لا يجوز أبدا ، لكن إذا
كانت وسيلة لم ينه عنها ولها أثر فهذه لا بأس
بها، فالوسائل غير المقاصد
وليس من اللازم أن ينص الشرع على كل وسيلة
بعينها يقول هذه جائزة وهذه غير
جائزة، لأن الوسائل لا حصر لها، ولا حد لها،
فكل ما كان وسيلة لخير فهو خير
) . لقاء الباب المفتوح رقم 15 ص 49 .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب
العالمين
.
((((((((((
الفهرس العام
الباب الثامن – دراسات وخلاصات
183
وسيلة دعوية للمرأة المسلمة.
تعاون الدعاة وأثره في المجتمع .
لكي لا يتناثر العقد .
الدَّاعِيَةُ البَصِير أخلاقُهُ وَصفاتُهُ وَمنهجُه
حراسة الفضيلة.
أهداف الدعوة ومنطلقاتها
المرأة في موكب الدعوة .
نصائح وتوجيهات في الحج
رسائل إلى المرأة في الحج.


(8/278)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


أعذار المتقاعسين
مقومات الداعية الناجح .
92
وسيلة دعوية
وثيقة حقوق المرأة وواجباتها في الإسلام
صفات الداعية
معالم الدعوة إلى الله
صدق الانتماء إلى الدعوة
شرفٌ كيف تناله ؟
الوجيز في مقومات الداعية
أساليب التربية والدعوة والتوجيه من خلال سورة إبراهيم
فرسان الدعوة ( الجزء الأول )
المعلم و المعلمة الداعية.
الدعوة إلى الله
دليل الفرص و الوسائل الدعوية
وسائل الدعوة
الدعوة الفردية وأهميتها في تربية الأجيال
سوق الدعوة
عوامل النصر و التمكين في دعوات المرسلين
واجب الأسرة المسلمة في الدعوة إلى الله.
تفاني السلف في الدعوة إلى الله
أيها الداعية قف وانتبه.
المرأة بين الحلال والحرام
دعاة لا أدعياء
دور المرأة في بناء المجتمع.
كيف تدعو فرداً.
حاجة الدعاة للعلم الشرعي.
المرأة في ذي الحجة .
زاد الحجيج.
(
عدة الداعية)
الدعوة إلى الله أهميتها - وسائلها
توجيهات للأخوات الداعيات
الوصايا العشر للعاملين بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى .
كيف تدعوا إلى الله (1-2)
رسالة عاجلة للدعاة
أفكار للداعيات
القول البيّن الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر ( 1/2
)
دعاة في البيوت
هم الدعوة
لابد أن تكوني داعية
المصلحون يصنعون الفرص
الخطاب الدعوى ومآسي المسلمين
الوسائل الدعوية
30
وقفة في فن الدعوة
من أخلاق الداعية
مميزات الدعوة المكية
حكمة الدعاة إلى الله .
الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت
دعوة المرأة وقفات تقويمية
الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة
حكمة الداعي وأدب المدعو
طريق الدعوة الإسلامية.
متطلبات الدعوة ووسائلها
أسس الدعوة
كُن داعياً
دور المرأة في العمل الإسلامي
الدعوة بالرفق والشدة
مسؤولية المرأة في الدعوة إلى الله
متطلبات في شخصية الدعاة ( 1- 2)
المنهاج النبوي في دعوة الشباب
وسائل الدعوة بين التوقيف والاجتهاد (1- 2)


(8/279)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


المفصل في فقه الدعوة
إلى الله تعالى (9
)
الباب التاسع- استشارات دعوية
جمعها وأعدها وفهرسها
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
الباب التاسع- استشارات دعوية
.
ما الأفضل في العمل الدعوي تعدد الأعمال أم التخصص ؟
لي أنشطة كثيرة ومشاركات في أعمال دعوية ، وأشعر
بالتعب لكثرتها وتشتتها ، مع
أني أجيد بفضل من الله تعالى كل عمل ألتحق به ،
فماهو الأفضل لي ؟ هل
أستمر بالنشاطات المتنوعة مع كثرتها وتشعبها ؟
أم أتخصص في نشاط أو نشاطين
ليكون عملي مركزا ؟؟!!
الجواب
في البداية أهنئك على أنشطتك ومشاركتك الدعوية ،
وأسأل الله لك الثبات وأن تكوني ممن قال فيهم : ( وَمَنْ
أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ
وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ
إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ? سورة فصلت (33) ..
أخيتي .. الأفضل هو ما يناسب حالك ، ويضمن استمرارك . والناس
يتفاوتون في قدراتهم ، فإذا كنت
تجيدين كل ما تلتحقين به ، وسيحصل منك نفع للمسلمين
فهذا هو الأفضل ، وأسأل
الله لك الإخلاص والسداد والعون .
وتوكلي على الله وخذي بالأسباب ومن أهمها الدعاء مثل :
" اللهم انفعني وانفع بي واجعلني مباركة أينما كنت
" .
أما إذا أحسست أنك غير قادرة تماما على العطاء في
كل جانب ، فانظري ما يناسبك
وتخصصي فيه ، وركزي عليه وابذلي جهودا كبيرة
فيه ، ولكن انتبهي من تخذيل
الشيطان ، كأن تتخصصي في نشاط أو نشاطين وتركزي
عليها ولا تأخذي من وقتك
إلا القليل ، ويبقى وقت طويل لا تستفيدين منه ،
بخلاف لو كان لديك أنشطة
عديدة تشغلين بها وقتك فيما يفيدك ويفيد غيرك .
وفقك الله وسدد خطاك .
المستشار : أ. فوزية الشِّدي .
=============
.
كيف أتصرف مع طالبتي ؟
أحسن الله إليكم... أنا معلمة للقرآن الكريم في دار
لتحفيظ القرآن ، لدي طالبة
في الفصل لاحظت عليها تضايقها من القرآن ، وبعض
الأحيان تصاب بحالة إغماء ،
سألت أهلها فأخبروني بأن لديها مرضا نفسيا
وأسموه ( عدم استقرار العاطفة
) ،
فما هو الأسلوب الصحيح في التعامل معها ؟ وبالنسبة لحالة الإغماء التي
تنتابها أمام
زميلاتها هل الأفضل استمرارها في الدراسة أم فصلها من الدار؟
!
أرشدوني جزيتم خيرا.
الجواب
الأخت معلمة القرآن ..
هنيئا لك فأنت من خير الناس كما قال صلى الله عليه وسلم :
" خيركم من تعلم القرآن وعلمه
"
ذكرت حفظك الله أن لديك طالبة تصاب بالإغماء وتتضايق
من القرآن ، تعلمين رعاك
الله أن أي مشكلة تبحثين لها عن حل لا بد أن
تعرفي أسابها فإذا وصلتي
للأسباب ستعرفين العلاج بعد ذلك ، فابحثي عن
سبب التضايق
..
هل تعتقدين أن الطالبة مصابة بمس أو سحر أو عين مثلا ؟
أو تتوقعين أن الطالبة مصابة بمرض نفسي مثل ما ذكر أهلها
أنها مصابة ( بعدم استقرار العاطفة ) ؟

من خلال تعاملك معها ، إن رجحت التوقع الأول فعليك
أن تحاولي مساعدتها
بالقراءة عليها بأي شكل من الأشكال ، والمداومة
على ذلك وعدم الانقطاع ،
وأنت مأجورة بإذن الله تعالى على مساعدتها ،
وتحتاج المسألة إلى صبر وتصبر
واحتساب خاصة أن أهلها غير متفهمين لوضعها .
وإن كان التوقع الغالب هو الثاني فلا بد من إرشاد أهلها لمراجعة طبيبة
نفسية ، ونصح والدتها
باحتوائها وإغداق الحنان عليها بمختلف صوره ،
والثناء عليها ومدحها
.
ويمكن أن تنسقي بينك وبين والدتها في خطة لعلاج
الطالبة التي تفقد الحنان وما
أكثرهن في مجتمعنا ، والمسألة أيضا تحتاج إلى
حكمة وصبر وتروي وستجدين
نتائجها بإذن الله تعالى ، ويكون لك بعد الله
الفضل في إنقاذ أم المستقبل
هذه البنية من هذه الحالة التي يمكن أن تدمر
حياتها
.
فالرحمة والحنان ، والحزم وحسن التوجيه ، عقد لا بد أن
يلبسه المربي حتى يتقن عمله ، وهو مأجور في كل أحواله بإذن الله تعالى
.
والشق الثاني من سؤالك .. هل الأفضل استمرارها في الدراسة
أم لا ؟

هذا يعود إلى المصلحة والمفسدة ..
هل الأثر سيئ على زميلاتها وحالتها مزعجة لهن ؟ ولها أثر في
تحصيلهن ؟

فالمصلحة العامة مقدمة على الخاصة . إن لم يكن لها كبير
أثر، فلعل في استمرارها مع أهل القرآن خير كثير
.
نسأل الله التوفيق والسداد وأن يجعلكم من خير خلقه والله
يحفظك ويرعاك
..
المستشار : د. الجوهرة المبارك .
=============== ...
.
أريد معرفة الطريقة الأفضل لدعوة زميلاتي ؟
أنا طالبة بالدراسات العليا أعمل كل ما بوسعي
لمساعدة زميلاتي و لكنني لا أجد
منهن تعاملا مماثلا لما أبذله معهن ، مع أنني و
الحمد لله لا أريد شكرا أو
ردا من إحداهن ، بل أبتغى مرضاة الله ، و لكن
هل أكون آثمة إذا لم أنكر
عليهن ما أراه منهن من مخالفات ، أم أنه ليس من
الضروري أن أخبرهم بكل شيء ؛
حيث أني أتقرب منهم لأدعوهم ؟ أم أنه سيؤثر
سلبا على دعوتي إياهم ؟
أفيدوني و جزاكم الله خيرا..
الجواب
أختي طالبة الدراسات العليا ...
ذكرت أنك تعملين ما بوسعك لزميلاتك ، لكن لا تجدين تعاملا
مماثلا ، ثم ذكرت أنك لا تريدين شكرا أو ردا من إحداهن ، وهذا هو المفترض
.
إذا قدمت لأحد خدمة قدميها وأنت ترجين ما وراءها من
الأجر والمثوبة ، وستعرفين
مدى إخلاصك في ذلك ، إذا انزعجت من عدم الرد
بالمثل ، فيعني ذلك أنك
تريدين الثناء وليست خالصة لله .


(9/1)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:31 pm

(9/1)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


فمن الأفضل إذا
رأى الإنسان في نفسه أنه ينزعج من الآخرين الذين لا يبادلونه
بالمثل ، أن
يكون طبيعيا ويكف أذاه عنهم فقط ، ولا يقدم ما يريد منهم رده ،
وهذا القول
تفسير لقوله عليه السلام : " قل خيرا أو اصمت " أي إن استطعت
أن تعودي نفسك
ببذلك الخير بدون أن تنظري للثناء فهذا خير عظيم ، وإن لم
تستطيعي
فاصمتي ، أي : كفي أذاك وعليك نفسك
.
والشق الثاني من سؤالك حفظك الله .. هل أكون آثمة إذا لم
أنكر عليهن ما أراه من مخالفات ؟ وهل سيؤثر سلبا على دعوتهم ؟

ما هي الدعوة أصلا يا عزيزتي إلا أمر بالمعروف
ونهي عن المنكر ، وترغيب في
الخير وتحذير من الشر وأهله ، والداعية الذي
يؤتى الحكمة في دعوته هو الذي
يرى نتائجها وثمارها يانعة سريعة .
فمن أهم صفات الداعية : أن يعرف متى يتحدث ؟ ولمن يتحدث ؟
وماذا يقول؟

فالأسلوب الراقي ، والعلم التأصيلي الموثق بالكتاب
والسنة ، والابتسامة والكلمة
الطيبة ، والخلق الحسن ، والتأني ، والشعور
بالآخرين ، وإظهار المحبة لهم
.... إلخ ، وغيرها كل هذه من العوامل التي
تجعل دعوتك لصديقاتك مقبولة ، بل
لن تنفر منك إلا الشواذ منهن ، قاسيات القلوب ،
المتكبرات المتغطرسات ،
ولكن تنبيهك للواحدة منهن على انفراد بدون
استعلاء ولا ترفع عليها ، مع
جعلها تحس أنك تحبين لها الخير ، مع حسن خلقك
الدائم معها ، وتقديم الخدمات
لها بدون ذلة أو تنطع أو مبالغة ، لا شك أن ذلك
سيجعل لك مكانة عندهن
ويجعل لك قبولا .
اعلمي أنك مثابة بإذن الله على كل ما تفعلينه حتى تفكيرك في
الأساليب وسعيك لنشر الخير ، وحرقة أعصابك ، وفي كل ذلك أجر؛
لأنه لله ومن
أجل الله
.
أسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك ...
المستشار : د. الجوهرة المبارك
=============== ...
.
دعوة المعلمات والمشرفات التربويات ..
يوجد ملحوظات كثيرة على المعلمات والمشرفات
التربويات ، سواء في اللباس أو
التصرفات ، وفي مدرستي وغيرها ، فما الطريقة
المناسبة لمناصحة المشرفات
أومعلمات المدارس القريبة التي قد أراها وقد
أسمع بها ؟
!!
الجواب
أختي الفاضلة .. الطريقة للمناصحة :
1-
أخلصي النية لله ليتحقق لك التيسير والتسديد .
2-
الاستعانة بالله لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله .
3-
كثرة الدعاء لك ولمن أردت مناصحته .
4-
حددي ملحوظاتك ، وتزودي بالعلم الشرعي الذي يتناول هذه
الملحوظات
.
5-
بداية الأمر يحتاج إلى كسب مودة من تريدين مناصحتهم ليتحقق
لك القبول لديهم بإذن الله
.
6-
عقد جلسة يومية أو أسبوعية للمعلمات عامة ، يشارك في
تنفيذها كل من لديها
الرغبة والقدرة ، وابدئي بمواضيع ( إيمانية )
تقوي الإيمان مثل : ( عظمة
الله – أسماء الله وصفاته – علامات قوة الإيمان
– اليوم الآخر ) ، ومواضيع
( اجتماعية ) مرغوبة لدى الجميع مثل :
(
حقوق الأبناء – الأساليب التربوية الناجحة في تربية الأبناء – حقوق
الزوج – الآداب الاجتماعية
) ، ومن المعلوم
أن القلوب فطرت على حب الخير ومجالس الذكر . واحذري توجيه
النقد المباشر .
بعد تحقق القبول بإذن الله ، ابدئي بالتوجيه الغير مباشر
للملحوظات دون جرح للمشاعر، وستلاحظين تلاشي المخالفات تدريجيا بإذن
الله ، ولكن
لا تستعجلي الثمرة ، فقد نفذت هذه الطريقة في الكثير من
الاجتماعات العائلية أو في مجال العمل ونفع
الله بها
.
أما إن كانت الملحوظات على معلمات في مدارس أخرى أو على
مشرفات تربويات ، فيمكن أن
تتواصلي مع من تثقين بها ، ولديها القدرة من
منسوبات المدارس أو مركز
الإشراف لتتولى المناصحة بنفس الطريقة السابقة
أو حسب ما تراه مناسبا
.
مع كثرة الدعاء للجميع بالتوفيق والسداد وصلاح القلوب ..
المستشار : أ. منيرة المفرج
=============
.
توقفت عن الدعوة بسبب المواصلات ..
في السابق كنت أذهب لإلقاء المحاضرات في كثير من
الأماكن وكنت أتكبد المشاق
بسبب عدم وفرة المواصلات ، وفي الفترة الأخيرة
توقفت عن المحاضرات بسبب ذلك
ولكني أود تعويض نفسي بالدعوة في مجالات أخرى ،
فما هي المجالات المناسبة
التي أدعو من خلالها إلى الله تعالى غير
المحاضرات ؟
!!
الجواب
أختي الفاضلة ..
المواصلات في مجال الدعوة قد تكون فعلا من الصعوبات التي
تواجهها الداعية ، ولكن يمكن التغلب عليها عن طريق
:
1-
الاتفاق مسبقا مع دار التحفيظ أو المسجد أو أي مركزعلى
تأمين المواصلات لك ، وخاصة أن البعض لديه الإمكانية ويبدي استعداده لذلك
.
2-
رتبي لزياراتك واجتماعاتك العائلية وغيرها لاغتنامها في
الدعوة إلى الله ،
ولا يشترط أن تلقي محاضرة كاملة ، ولكن يكفي
الاستعداد الذهني لما ستجدينه
من مخالفات ، أو ما ترغبين في الحث عليه من
أمور الخير ، فاجعلي لكل زيارة
هدف تحققينه حسب أهميته والحاجة إليه ، وحاولي
الوصول إليه بكل وسيلة
ممكنة مثل : ( المناقشة والحوار ، أو توزيع
شريط أو مطوية وغيرها
) .
3-
الدعوة إلى الله مجالها واسع ولا تقتصر على إلغاء المحاضرات
فمن الممكن
:
أ- المشاركة في مواقع الإنترنت مثل : ( لها أون لاين – موقع
دعوتها – موقع آسيا ) من المواقع الجيدة
.
ب- التواصل مع المجلات الأسبوعية والصحف اليومية
لطرح ما لديك ، ويمكن أن
يتحقق التواصل بسهولة عن طريق الفاكس أو البريد
الإلكتروني بهذه المجلات
والصحف .
ج- التواصل مع قناة المجد عن طريق المشاركات بالفاكس ، أو
عبر
شريط
الرسائل ، والتنوع في المشاركات ( مواضيع – مقترحات – آراء
.... ) .
د- المساهمة في جميع الأنشطة الدعوية في مكاتب الدعوة أو
المراكز المتخصصة عن طريق الدعم المادي لهذه الأنشطة
.


(9/2)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


هـ- إذا كنت غير موظفة يمكنك التعاون مع بعض
المعلمات في المدارس لمساعدتها في
تنفيذ بعض البرامج التربوية الهادفة داخل
المدرسة ، وفق ضوابط العمل
التربوي .
و- توزيع الشريط الهادف المناسب أو المطوية ولكن اختاري
الموضوع المناسب والوقت والمكان المناسب
.
ز- أنصح بالاطلاع على موضوع ( 1000 وسيلة دعوية ) .
المستشار : أ. منيرة المفرج
... ================
.
كيف أستطيع الوصول إلى الفتيات غير الملتزمات؟
أستطيع بسهولة الوصول إلى قلوب الفتيات الملتزمات ،
ولكن الفتيات غيرالملتزمات جد
صعوبة في الوصول إليهن ، مع العلم إني أتودد
إليهن وأعاملهن برفق ولين،فما
الطريق للوصول إلى قلوبهن؟
الجواب
أختي الفاضلة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بارك الله في جهودك وأعانك على إكمال الطريق ، ثم
احمدي الله الذي بفضله امتن
عليك بنعمة التأثير في قلوب ذوات الفطرة
السليمة ، واسأليه المعونة في
إرشاد توجيه غير الملتزمات ، وأخلصي النية لله
تبارك وتعالى
.
كما أن المداومة على النظر والتلاوة والتدبر في كتاب
الله ، وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم ، وسيرته ، والإلمام بفقه وهندسة
الدعوة ، كفيلة بإكسابك مهارات
الدعوة للفتيات غير الملتزمات .
اسأل الله للجميع الثبات في الحق والعزيمة على الرشد ، إنه جواد كريم والهادي
إلى سواء السبيل .. وصلى الله
وسلم على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
المستشار : د. سميرة حسن أبكر
=============
.
ما أفضل طريقة للاستفادة من عطلة عيد الحج دعويا .
لن أحج هذا العام ولكني أريد الاستفادة من أيام
عيد الحج في الدعوة إلى الله ،
فكيف أستثمر هذه الأيام المباركة في الدعوة إلى
الله تعالى ، وما هي الطرق
المناسبة لذلك ؟؟!!
الجواب
-
استغلال فترة توزيع لحوم الأضحية على الأهل
والمحتاجين ، فيوزع بعض الهدايا الدعوية مثل : ( المطويات – الأشرطة
مع بعض
الهدايا اللطيفة
) .
-
استغلال وقت اجتماع الأهل والأقارب في الاستراحة أو
غيرها ، بتصصميم بعض البطاقات الدعوية ، ثم وضعها في مغلف
جميل ، مع بعض
الهدايا ، سيكون لها الأثر الطيب
.
-
إرسال الرسائل عبر الجوال أيام فترة العيد ، واختيار
العبارات ذات الطابع الدعوي ، بأسلوب جميل وشائق
.
-
إعداد بعض الفقرات على شكل حفل مصغر ، ويوضع خلالها جوائز
ظرفية ، لتمرير بعض العبارات والأفكار الدعوية
.
-
وضع هدايا خاصة للأمهات بهذه المناسبة .
فهذه بعض الأفكار التي يمكن تنفيذها خلال إجازة عيد الأضحى .
المستشار : أ. عبد الله العيادة .
=================
.
عيد الأضحى واستغلال الاجتماعات في الدعوة ..
بعد أيام تطل علينا أيام عيد الأضحى المبارك ، فكيف
يمكننا استغلال اجتماعاتنا
العائلية للدعوة إلى الله تعالى في هذه الأيام
المباركة ؟

الجواب
يمكن الاستفادة من الاجتماعات العائلية السنوية
الكبرى في أيام العيد للدعوة
إلى الله بعدة أساليب اتخذتها كثير من العائلات
.. وذلك
:
-
بعقد اجتماع كبير للعائلة في إحدى الاستراحات وتنظيم بعض
الألعاب للأطفال
.
-
إجراء مسابقات مقيدة ومنح جوائز قيمة .
-
تكريم المتفوقين والمتفوقات بهذه المناسبة .
-
تكريم حفظة لكتاب الله ، وإجراء منافسة للحفظ من الحافظ
لخمسة عشر جزءا
مثلا من الحافظ لعشرة أجزاء ... إلخ ، واستعراض
بعض الأصوات الجميلة من
الصغار بسماع قراءاتهم.
-
سماع بعض الأشعار والقصائد من الموهوبين في العائلة .
-
يعتمد نجاح هذه الاجتماعات على الدقة في التنظيم ، توزيع
المسئوليات بين المهتمين بالاجتماع

-
الحرص على إشاعة روح التعاون وحسن التعامل بين الجميع
بالبشاشة وحسن الاستقبال والترحيب بلباقة
.
-
تنظيم الفقرات حسب الأولويات ومراعاة أسلوب التشويق والجذب
والانتقال من
فقرة لفقرة ، مع إسناد حفظ النظام والنظافة
لفئة من العائلة
.
-
الحرص على حسن انتقاء الأسئلة والألفاظ والمسابقات بما
يناسب الأعمار وبما يفيد الحضور وبما يناسب الجنسين
.
وعموما .. هذه المسألة تحتاج إلى إخلاص ، وصدق
وقوة إرادة ، وحكمة في اختيار
الأساليب النافعة والمفيدة في الدعوة لمختلف
الأعمار وفي الجنسين
.
أسأل الله أن يلهمكم الصواب ويعينكم على حسن الدعوة ..
المستشار : د. الجوهرة المبارك .
==============
.
خصوصيات النساء في الحج .
لقد عزمت على الحج هذا العام إن شاء الله ، فأرجو
تزويدي ببعض النصائح
والتوجيهات التي تنفعني في الحج . كما أود طرح
هذا السؤال : هل للنساء
خصوصيات في الحج تتميز بها عن الرجال ؟
الجواب
الحمد لله .. أختي المسلمة ..
هنيئا لك ما عزمت عليه من الذهاب إلى مكة المكرمة
لأداء فريضة الحج ، تلك
الفريضة التي غابت عن كثير من نساء المسلمين،
فبعضهن يجهلن أن الحج فريضة
عليهن ، وبعضهن يعلمن ولكن يركبن مركب التسويف
حتى يفجأهن الأجل وهن تاركات
للحج ، وبعضهن لا يدرين شيئا عن المناسك ،
فيقعن في المحظور والمحرم ،
وربما بطل حجهن دون أن يشعرن ، والله المستعان .
والحج فريضة الله على عباده ، وهو ركن الإسلام الخامس ، وهو جهاد
المرأة ؟ لقول النبي صلى الله
عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : ( جهادكن
الحج ) رواه البخاري

-
وهذه أختي المسلمة - بعض النصائح والتوجيهات
والأحكام التي تختص بها من أرادت
الحج ، وهي مما يعين على جعل الحج متقبلا
مبرورا ، والحج المبرور كما قال
النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس له ثواب إلا
الجنة) متفق عليه
.
1-
الإخلاص لله شرط في صحة وقبول أي عبادة ومنها الحج ، فأخلصي
لله تعالى في حجك ، وإياك والرياء فإنه يحبط العمل ويوجب العقوبة
.


(9/3)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


2- متابعة
السنة ووقوع العمل وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم شرط ثان في
صحة وقبول
العمل ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه
أمرنا فهو رد
) رواه مسلم
.
وهذا يدعوك إلى تعلم أحكام الحج وفق سنة النبي صلى
الله عليه وسلم مستعينة على ذلك بالكتب المفيدة التي تعتمد على
الأدلة
الصحيحة من الكتاب والسنة
.
3-
احذري الشرك الأكبر والأصغر والمعاصي بجميع أنواعها ، فإن الشرك الأكبر
يوجب الخروج من الإسلام وحبوط
العمل والعقوبة ، والشرك الأصغر يوجب حبوط
العمل والعقوبة ، والمعاصي توجب
العقوبة .
4-
لا يجوز للمرأة أن تسافر للحج أو لغيره بدون محرم ؛ لقول النبي صلى
الله عليه وسلم : (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ) متفق عليه
.
والمحرم هو الزوج وكل من تحرم عليه المرأة تحريما دائما
بقرابة أو رضاعة أو
مصاهرة، وهو شرط في وجوب الحج على المرأة ،
فإذا لم يكن للمرأة محرم يسافر
معها لم يجب عليها الحج .
5-
للمرأة أن تحرم فيما شاءت من الثياب من أسود أو غيره
، مع الحذر مما فيه تبرج أو شهرة كالثياب الضيقة والشفافة
والقصيرة
والمشقوقة والمزخرفة ، وكذلك يجب على المرأة الحذر مما فيه تشبه
بالرجال ، أو
مما هو من ألبسة الكفار
.
ومن هنا نعلم أن تخصيص بعض العامة من النساء للإحرام لونا
معينا كالأخضر أو الأبيض ليس عليه دليل ، بل هو من البدع المحدثة
.
6-
يحرم على المحرمة بعد عقد نية الإحرام التطيب بجميع أنواع
الطيب ، سواء كان في البدن أو في الثياب
.
7-
يحرم على المحرمة إزالة الشعر من الرأس وجميع البدن بأي
وسيلة وكذلك تقليم الأظافر
.
8-
يحرم على المحرمة لبس البرقع والنقاب ، ولبس القفازين ؛
لقول النبي صلى
الله عليه وسلم : (لا تنتقب المرأة ولا تلبس
القفازين ) رواه البخاري
.
9-
المحرمة لا تكشف وجهها ولا يديها أمام الرجال الأجانب ،
متعللة بأن النقاب
والقفازين من محظورات الإحرام ، لأنها يمكن أن
تستر وجهها وكفيها بأي شيء
كالثوب والخمار ونحوهما، فقد قالت أم المؤمنين
عائشة رضي الله عنها : ( كان
الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم محرمات ، فإذا
حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها
، فإذا جاوزونا كشفناه
) رواه
أبو داود وصححه الألباني في حجاب المرأة المسلمة
.
10-
بعض النساء إذا أحرمن يضعن على رءوسهن ما يشبه العمائم أو
الرافعات حتى لا يلامس الوجه
شيء من الخمار أو الجلباب ، وهذا تكلف لا داعي
له ؛ لأنه لا حرج في أن يمس
الغطاء وجه المحرمة .
11-
يجوز للمحرمة أن تلبس القميص والسراويل والجوارب
للقدمين ، وأساور الذهب والخواتم والساعة ونحوها ، ولكن يتعين
عليها ستر
زينتها عن الرجال غير المحارم في الحج وفي غير الحج
.
12-
بعض النساء إذا مرت بالميقات تريد الحج أو العمرة
وأصابها الحيض ، قد لا تحرم
ظنا منها أن الإحرام تشترط له الطهارة من الحيض
، فتتجاوز الميقات بدون
إحرام ، وهذا خطأ واضح ، لأن الحيض لا يمنع
الإحرام ، فالحائض تحرم وتفعل
ما يفعله الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت ،
فتؤخر الطواف إلى أن تطهر ، وإن
أخرت الإحرام وجاوزت الميقات بدونه ، فالواجب
عليها الرجوع لتحرم من
الميقات ، فإن لم ترجع فعليها دم لترك الواجب
عليها
.
13-
للمرأة أن تشترط عند الإحرام إذا خافت من عدم إكمال نسكها
فتقول : ( إن حبسني حابس
فمحلي حيث حبستني ) فلو حدث لها ما يمنعها من
إتمام الحج تحللت ولا شيء
عليها .
14-
تذكري أعمال الحج :
أولا :- إذا كان يوم التروية ، وهو اليوم الثامن
من ذي الحجة، اغتسلي وأحرمي ولبي قائلة : لبيك اللهم لبيك،
لبيك لا شريك
لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك
.
ثانياً : اخرجي إلى منى ، وصلي بها الظهر والعصر والمغرب
والعشاء والفجر مع قصر الصلاة الرباعية ركعتين بدون جمع
.
ثالثاً :- إذا طلعت شمس يوم التاسع سيري إلى عرفة
، وصلي بها الظهر والعصر جمعا
وقصرا في وقت الظهر ، وامكثي في عرفة داعية
ذاكرة مبتهلة تائبة إلى غروب
الشمس .
رابعاً :- إذا غربت الشمس اليوم التاسع سيري من عرفة إلى
مزدلفة
، وصلي بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا
، وامكثي بها إلى صلاة الفجر،
واجتهدي بعد الفجر في الذكر والدعاء والمناجاة
حتى يسفر جدا
.
خامساً :- انطلقي من مزدلفة إلى منى قبل شروق شمس يوم
العيد، فإذا وصلت إلى منى فافعلي ما يلي
:
أ - ارمي جمرة العقبة بسبع حصيات ، وكبري مع كل حصاة .
ب - اذبحي الهدي بعد ارتفاع الشمس .
ج - قصري من كل أطراف شعرك قدر أنملة ،2سنتيمتر تقريبا
د - انزلي إلى مكة ، وطوفي طواف الإفاضة ، واسعي
بين الصفا والمروة سعي الحج
إذا كنت متمتعة ، أو لم تسعي مع طواف القدوم
إذا كنت مفردة أو قارنة
.
سادساً : ارمي الجمرات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر
والثالث عشر بعد الزوال
إذا أردت التأخر،أوالحادي عشر والثاني عشر إذا
أردت التعجل ، مع المبيت
بمنى تلك الليالي .
سابعاًَ : إذا أردت الرجوع إلى بلدك فطوفي للوداع ، وبهذا
تنتهي أعمال الحج
.
15-
المرأة لا تجهر بالتلبية ، بل تسر بها فتسمع نفسها ومن
بجوارها من النساء ،
ولا تسمع الرجال الأجانب حذرا من الفتنة ولفت
الأنظار إليها ، ووقت
التلبية يبدأ من بعد الإحرام بالحج ويستمر إلي
رمى جمرة العقبة يوم النحر
.
16-
إذا حاضت المرأة بعد الطواف وقبل السعي ، فإنها تكمل بقية
المناسك فتسعى ولو كان عليها الحيض؛ لأن السعي لا يشترط له الطهارة
.
17-
يجوز للمرأة استعمال حبوب منع الحيض لتتمكن من أداء نسكها
بشرط عدم حدوث ضرر عليها
.


(9/4)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


18- احذري
مزاحمة الرجال في جميع مناسك الحج ، وبخاصة في الطواف عند الحجر
الأسود والركن
اليماني ، وكذلك في السعي وعند رمي الجمرات ، وتخيري الأوقات
التي يخف فيها
الزحام ، فقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تطوف في
ناحية منفردة
عن الرجال ، وكانت لا تستلم الحجر أو الركن إن كان هناك زحام
.
19-
ليس على المرأة رمل في الطواف ولا ركض في السعي : والرمل هو إسراع الخطا
في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف ، والركض يكون بين
العلمين الأخضرين في جميع أشواط السعي، وهما
سنة للرجال
.
20-
احذري هذا الكتاب : وهو كتاب صغير يحوي بعض الأدعية
المبتدعة، وفيه دعاء مخصوص لكل
شوط من أشواط الطواف أو السعي، وليس في ذلك
دليل من كتاب أو سنة، فالدعاء
مشروع في حال الطواف والسعي بما شاء الإنسان من
خيري الدنيا والآخرة، وإن
كان دعاء مأثورا عن النبي صلى الله عليه وسلم
كان أولى
.
21-
للمرأة الحائض أن تقرأ كتب الأدعية والأذكار الشرعية ،
ولو كان بها آيات من القرآن
،
ويجوز لها أيضا أن تقرأ القرآن دون أن تمس المصحف
.
22-
احذري كشف شيء من بدنك : وبخاصة في الأماكن التي يمكن أن
يراك فيها الرجال ، كأماكن
الوضوء العامة ، فإن بعض النساء لا تبالي بوجود
الرجال قريبا من تلك
الأماكن ، فينكشف منها حال الوضوء ما لا يجوز
كشفه من وجه وذراعين وساقين ،
وربما خلعت ما على رأسها من خمار ، فتظهر الرأس
والرقبة ، وكل ذلك محرم لا
يجوز ، وفيه فتنة عظيمة لها ولغيرها من الرجال .
23-
يجوز للنساء الدفع من مزدلفة قبل الفجر : فقد رخص النبي صلى الله
عليه وسلم لبعض النساء ولا
سيما الضعيفات بالانصراف من مزدلفة بعد مغيب
القمر في آخر الليل ، وذلك حتى
يرمين جمرة العقبة قبل الزحام ، ففي الصحيحين
عن عائشة رضي الله عنها أن
سودة رضي الله عنها استأذنت النبي صلى الله
عليه وسلم ليلة جمع- أي مزدلفة
- أن تدفع قبل حطمة الناس ، وكانت امرأة ثبطة -
أي ثقيلة- فأذن لها
.
24-
يجوز تأخير الرمي إلى الليل إذا رأى ولي المرأة أن الزحام
قد اشتد حول
جمرة العقبة ، وأن في ذلك خطرا على من معه من
النساء ، فيجوز تأخير رميهن
الجمرة حتى يخف الزحام أو يزول، ولا شيء عليهن
في ذلك
.
وكذلك الحال عند الرمي في أيام التشريق الثلاثة ، يمكن أن يرمين
الجمرات بعد العصر ، وهو
وقت يخف فيه الزحام جدا كما هو مشاهد ومعلوم ،
فإن لم يمكن فلا حرج في
تأخير الرمي إلى الليل .
25-
احذري .. احذري :
لا يجوز للمرأة أن تمكن زوجها من جماعها أو مباشرتها طالما
أنها لم تتحلل التحلل الكامل ، ويحصل هذا التحلل بثلاثة أمور
:
الأول : رمي جمرة العقبة بسبع حصيات
الثاني : التقصير من جميع الشعر قدر أنملة ، وهي ما يقدر بـ
2 سنتيمتر

الثالث : طواف الحج طواف الإفاضة
-
فإذا فعلت المرأة هذه الثلاثة مجتمعة جاز لها كل شيء حرم
عليها بالإحرام
حتى الجماع ، وإذا فعلت اثنين منها جاز لها كل
شيء إلا الجماع
.
26-
لا يجوز للمرأة أن تبدي شعرها للرجال الأجانب وهي
تقصر من أطرافه ، كما تفعل
كثير من النساء عند المسعى ؛لأن الشعر عورة لا
يجوز كشفه أمام أحد من
الرجال الأجانب .
27-
احذري النوم أمام الرجال : وهذا ما نشاهده من كثير من النساء
اللاتي يحججن مع أهاليهن دون مخيم أو أي شيء يسترهن عن أعين
الرجال، فينمن
في الطرقات وعلى الأرصفة وتحت الجسور العلوية وفي مسجد الخيف
مختلطين مع
الرجال ، أو قريبا من الرجال ، وهذا من أعظم المنكرات التي يجب
منعها والقضاء
عليها
.
28-
ليس على الحائض والنفساء طواف وداع ، وهذا من تخفيف الشرع
وتيسيره على النساء ، فللمرأة الحائض أن تعود مع أهلها وإن
لم تطف طواف
الوداع ، فاحمدي الله أيتها المرأة المسلمة واشكريه على هذا
التيسير وتلك
النعمة
.
المصدر : صيد الفوائد .. نقلا عن الإسلام سؤال وجواب .
... =============
.
الوسواس القهري ..
أنا فتاة أعاني من الوسواس القهري ، وأقول في نفسي
كثيراً إن الرسول - صلى لله
عليه وسلم - قال : ( من رغب عن سنتي فليس مني )
، وأخشى أن أكون ممن رغب
عن سنته ، وبعض المرات أقول : إن كلمة ( لا إله
إلا الله ) تقتضي الإخلاص ،
و( محمد رسول الله )تقتضي الاتباع ، وأخشى أني
لست متبعة لسنة الرسول ،
صلى الله عليه وسلم ، لعدم خدمتي لهذا الدين ،
ولأن الكثير من أفعالي
مخالفة للسنة .
أنا أريد أن أصبح داعية إلى الله تعالى ، فكيف الطريق إلى
ذلك ؟ وكيف أتخلص مما ينتابني من وساوس ؟

الجواب
أختي الفاضلة :
مشكلتك ذات شقين ، أحدهما يتصل بالدعوة ، والآخر يتصل
بالوسواس القهري ؛ أما
بالنسبة للوسواس القهري فهو شتلة مزعجة تنشأ في
لحظة ضعف .. وما لم تدفع
بقوة ، وتحاصر فإنها تمثل إزعاجاً لا ضفة له ،
تظل دوائره تتسع .. والوسواس
القهري ألوان المخاوف ، التي يفترض أن يقابلها
الإنسان بقدر من الشجاعة
والقوة .. وقد يتعب الإنسان في البداية ، وهو
يتحامل على نفسه لدفعها ،
وعدم الاستجابة لها ، لكن ( لذة ) التخلص
ستنسيه ( كل ) الأتعاب التي شعر
بها في رحلة المدافعة .
والطب النفسي يفسر الحالة ويقدم لها العلاج ، لكن العلاج
وحده قد لا يكون كافياً دونما مدافعة ، وتقوية للإرادة .. خاصة
حين يكون
الوسواس قد أمضى وقتاً طويلاً نسبياً ، ومن المهم حين نتشجع ونقدم
على العيادة
النفسية أن ندرك أنه لا صحة لما يشاع من أن العلاج النفسي قد
يدفع للإدمان
.. وليس ثمة سلبيات سوى جفاف في الحلق أحياناً ، وخاصة في
بدايات العلاج
، وزيادة في الوزن أثناء تعاطيه
.


(9/5)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:33 pm

(9/5)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


وحين يقرر مراجعة
العيادة وتعاطي العلاج فمن المهم الالتزام بتعليمات الطبيب في
تعاطي الجرعة
، زيادة ، أو تخفيفاً ، أو تركاً .. وعدم التعجل بالترك
لمجرد الشعور المبدئي بالتعافي ، أو مشورة من
صديقة ، ولو كانت مخلصة
!!
أما بالنسبة للدعوة إلى الله ، فلا شك أنها من أشرف
الأعمال .. ولكن من المهم
حين الرغبة في ( ولوج ) بابها ، وسلوك طريقها ،
أن يتزود الإنسان بـ
( الثقافة
) المناسبة ، التي تعينه في سلوك ذلك الطريق ؛ سواء في كيفية
الدعوة ، أو (
ترويض ) الإنسان نفسه على ما يمكن أن يلقاه في سبيلها ، أو
في ( ترقية )
مهاراته ، وهناك كتب وأشرطة كثيرة يمكن أن يفيد منها الإنسان
.. خاصة منها لمن كان له ( إسهام ) في حقل
الدعوة
.
أسأل الله أن يعافيك ، ويحقق لك أمانيك ، وأن يرزقك الإخلاص
والثبات
.
المستشار : د. عبد العزيز المقبل.
================
.
أحب الدعوة وأخاف الرياء..
دخلت في المجال الدعوي منذ سنوات ومن فضل الله تعالى
أني أنجح في كل منشط أشارك
فيه فأفرح ولكن بعد هذا الفرح أحزن لأني أخشى
أنني أفرح لنجاحي الشخصي لا
لنجاح الدعوة،وأخاف أن أكون مرائية دون أن
أشعر،أتمنى أن أتخلص من هذا
الشعور،وأحياناً أفكر بترك الدعوة تماماً لأضمن
أن لا أكون مرائية وأمنع
نفسي من الظهور، وفي الوقت نفسه أخشى الإثم
وأشعر بالغيظ من أخبار المنصرين
في نصرة دينهم ومبادئهم. كيف أتخلص من هذا
الشعور؟وهل هذا وسواس؟ماذا أفعل
لأعمل بطمأنينة وراحة؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى
آله وصحبه وسلم .. وبعد
..
الأخت الفاضلة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أولاً : أهنئك على هذا النجاح كما ذكرت في رسالتك وأسأل
الله تعالى أن يجعل ذلك
من عاجل بشرى المؤمن , وأنصحك بمواصلة الدعوة
إلى الله مع الاجتهاد في طلب
الإخلاص وسؤال الله تعالى ذلك , وإياك
والاستسلام لهذا الشعور لأنه مدخل
شيطاني وهدف إبليسي يجعلك تركنين إلى الراحة
وتتركين الدعوة
.
يقول الفضيل بن عياض رحمه الله : ( العمل من أجل الناس شرك
وترك العمل من أجل الناس رياء والإخلاص أن يعافيك الله منهما ) أ.هـ

ويقول إبراهيم النخعي رحمه الله : ( إذا أتاك الشيطان وأنت
في صلاة فقال إنك مراءٍ فزدها طولاً) أ.هـ

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( ومن
كان له ورد مشروع من صلاة
الضحى أو عند قيام ليل أو غير ذلك فإنه يصليه
حيث كان , ولا ينبغي أن يدع
فعل المشروع لأجل كونه بين الناس إذا علم الله
من قلبه أنه يفعله سراً لله
مع اجتهاده في سلامته من الرياء ومفسدات
الإخلاص) أ.هـ

لذا أوصيك بمواصلة الدعوة إلى الله , مع الإكثار من
العبادات الخفية كقيام الليل
وصدقة السر , والإلحاح على الله والتضرع بين
يديه , وعدم الالتفات لثناء
الناس ومدحهم , ومجالسة أهل الإخلاص والصلاح .
كما أوصيك أن يكون هدفك رضا الله عز وجل والعمل له , دون النظر لما
يتعلق بأمور الخلق .. وكوني على
ثقة بالله أنك إذا صدقت معه أعطاك من فضله
وكرمه ما لا يخطر لك على بال
.. وجددي النية كلما شعرت أنه دخلها شيء من
الرياء
.
ومما أثر عن يحيى بن أبي كثير قوله : ( تعلموا النية فإنها
أبلغ من العمل
)
أسأل الله تعالى أن يثبتك ويرزقنا وإياك الإخلاص في القول
والعمل في السر والعلن .. آمين

المستشار : د. قذلة القحطاني .
==============
.
خوفي من دعوة طالبات مدرستي ..
أنا معلمة في المرحلة الابتدائية ويوجد أيضاً
المرحلة المتوسطة و الثانوية
, فأجد على بعض طالبات الثانوي مخالفات شرعية
ولكن خوفي منهن يمنعني أن
أوجههن..
فماذا أفعل حتى أكسر هذا الخوف ؟
الجواب
الأخت الفاضلة : وفقها الله ...
من الجميل – حين نكون قد مررنا بتجارب تربوية
ناضجة – أن ( نهجم ) على الأمور
دون ( كبير ) تفكير . . خاصة حين تكون تلك
أموراً عادية مطروقة ، لكن كثرة
(التحسيب ) قد تعوقنا عن المضي ، و( تضخّم ) في
عيوننا العوائق ، التي قد
لا تكون موجودة أصلاً .
إن التفكير ( الطويل ) - لدى بعض النفوس - قد يبني ( مطبات
) تعيق عن المضي ، كما هو حالك.. وصدق عليٌّ - رضي الله عنه
- في قوله : (( الهيبة خيبة )).
حين تكون بعض المجالات جديدة علينا قد تنتابنا ألوان
من التخوفات ، لكن حين نغض الطرف عنها ، ونحاول دفع أنفسنا ،
سيكون الأمر
مختلفاً .. إننا بحاجة إلى ( تقنية ) ، في الاتصال ، و جودة
في ( توليد )
الفِكَر السريعة ، التي يمكن أن تعمل على ( مدّ ) حبال بيننا
وبين من نروم
دعوتهن ، أو توجيههن ، إن ( أكبر ) هيبة قد تعترض طريقنا هي
تخوّفنا من (
ردة ) الفعل ،التي قد تواجهنا من هذه الفتاة أو تلك ، باعتبار
أن لا ( خلفية
) لدينا عنها

، لكن من الممكن
جداً أن تكون موضوعات
التواصل ، أو( طرق الباب ) - إن صحت التسمية -
( أيّ ) سؤال عفوي (عام
) ، ولو كان سؤال
الفتاة في أي صف هي ؟!.. ثم هل تعرف فلانة ... ؟! لنكتشف بعد
قليل أن (
بذرة ) تعارف قد ( وُضعتْ ) بيننا وبينها يمكن سقيها بالأسئلة
،ويمكن - من جهة ثانية - معرفة ( معالم ) مبدئية عن شخصية الفتاة .
وما دامت الفتاة طالبة في المدرسة فأعتقد أن رصف
طريق ( التهيئة النفسية ) لن
يكون صعباً،فثمة أسئلة كثيرة ، كلها تدخل تحت
دائرة ( المواد الدراسية
) ، سواء منها ما
يتصل بمدرسات المواد ، أو يتصل بالصفوف الدراسية والزميلات
.


(9/6)


{{ المكتبة الإسلامية
الشاملة
...
SH.REWAYAT2.COM }}


كثيراً ما يلفت نظرنا
شخص يمتلك قدرة ( عجيبة ) على الدخول ( السريع ) إلى عالم
الآخرين،وربما
تمنينا لو كنا مثله .. وغالب من يكون كذلك يتسم بالمرح
والعفوية ، والجرأة المحسوبة، وبعض المهارات
المتصلة بقراءة الملامح
والنظرات ، وهي أمور بالإمكان تحقيقها حين توجد
إرادة ( محركة ) ، وعزم
( فَتيّ ) ، وتلك الأمور ميزتها أنها تجعل الدعوة
لوناً من المتعة، وتختصر
المسافات ، وتدفع لممارسة الإفادة السريعة ،
بصورة عفوية
.
وفقك الله إلى كل خير ، وهداك الصراط المستقيم .
المستشار : د . عبدالعزيز المقبل .
============
.
أريد أن أدعو ولكن .. أخي يمنعني
عندما أذهب إلى السوق مع أخي وأرى منكراً من بعض النساء
هداهن الله أحاول أن أنصحهن ولكن أخي يرفض .. ماذا أفعل؟؟

الجواب
الأخت الفاضلة .. وفقها الله ..
أنت لم تذكري شيئاً عن سمات أخيك ، فإن يكن رجلاً
عاقلاً ، قادراً على
الموازنة بين المصالح والمفاسد ، فقد يكون غلب
على ظنه – لأسباب لا
تعرفينها – بأنه ليس من الحكمة ممارستك الأمر
والنهي ، في تلك الأجواء
.
وسواء أكان ذلك واقعاً أم كان منعه لك نوعاً من فرض
الرأي ، أو التخوفات المبالغ
فيها ، فإني أحسب أن منكرات الأسواق – في
جملتها – محصورة .. وحين تفكرين
بطريقة إيجابية يمكن أن يتحقق لك ذلك الغرض ،
وربما بصورة أفضل ، تترك
أثراً أعمق ، وكلامي يعني أن منع أخيك إياك من
ممارسة الأمر والنهي
( المباشرين
) ، بالصورة ( المعهودة ) ، لن توقفك عن الأمر والنهي ، وستدفعك
غيرتك وحماسك
لعدد من الطرق ( الإبداعية ) الجديدة ، فمثلاً يمكنك أن تكتبي
صفحة أو
صفحتين عن كل موضوع ، من منكرات السوق ، على صورة رسالة موجهة
: ( الأخت الكريمة : ... ) ، تجتهدين – جداً
– في صياغتها ، ولو تعاونت أنت
وبعض إخوانك أو أخواتك أو زميلاتك ، ممن
يشاركنك الهمّ ، في ذلك ، وختمتيها
بأدعية مختارة جميلة ، ثم اخترت لوناً جميلاً
من الورق تطبع أو تصور عليه ،
وظروفاً لتودع إياها .. ثم تكون معك،وحين يعترض
طريقك موقف ، من المواقف
التي تحتاج للأمر والنهي ، تبادرين إلى تناول (
لون) المغلف المناسب من
حقيبتك ، ويكون دورك السلام السريع ، ودفع
الخطاب
.
إن بعض الأخوات الفاضلات ، من أمثالك ، ممن يجتهدن في إنكار
المنكر ، قد لا يكون لديها
الوقت الكافي للسلام والتحية ، وبناء ( جسر )
يهيئ لعبور مركبة النصيحة
بسلام ، ومن ثم قد يهمّها مجرد الإنكار ، وهو
ما قد يدفع – كردّ فعلٍ
للاستكبار ، لكني أحسب أن هذه الطريقة تتيح
للمرأة ( المنصوحة ) فرصة أكبر
للتأمل ، خاصة وقد صُبغت بأسلوب جميل محبب ،
وربما تضمنت توجيهاً ( مغرياً
) للمرأة ( المنصوحة ) بالاستفادة من بعض
التجمعات التربوية النسائية،كدور
القرآن ... من أجل الوصول إلى مستويات كبيرة ،
من الراحة النفسية ، والزاد
العلمي .
وفقك الله إلى كل خير .
المستشار : د. عبدالعزيز المقبل
==============
.
متبرجات ويستأن من نصحي.
أشاهد بعض الطالبات يتفاخرن بإبداء وإظهار بعض أجزاء
من أجسادهن بكل فخر وعندما
أنكر عليهن تظهر عليهن بوادر الاستياء مني ،كيف
أقنعهن وأدعوهن إلى التستر
والاحتشام؟
الجواب
عزيزتي السائلة :
أولاً : احمدي الله على نعمة الهداية و أن جعلك في منزلة اليد العليا ثم
اعلمي أن القلوب بيد الرحمن
يقلبها كيف يشاء ، وأن الله هو الهادي إلى سواء
السبيل
.
ثانياً : استعيني بالله واطلبي منه العون والتيسير لأمر
الدعوة
.
ثالثاً : حقائق لابد منها :
1-
أن الداعي عليه إنكار المنكر ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
2-
أن الداعي عليه الصبر في سبيل إنكار المنكر يقول تبارك
وتعالى : ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا
وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) آل عمران
200
.
3-
أن الداعي عليه احتمال الأذى واحتساب الأجر عند الله ،
تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم في موقفه مع الغلام اليهودي
.
4-
أن وظيفة الداعي التبليغ ولا يملك التغيير والتعديل في
المبلغ ، وأن الله
هو الهادي يقول تبارك وتعالى : (فَإِنْ
أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا
وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ
الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ
بِالْعِبَادِ ) آل عمران : 20.
5-
الدعوة إلى الله تقتضي الحكمة : يقول تبارك وتعالى
: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
) النحل 125 .
6-
حسن المخاطبة والتلطف مع المسيء قال تبارك وتعالى : (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى
فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ
تَزَكَّى ) النازعات ( 17، 18), وفي آية أخرى :
( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا
لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى )
الأنبياء 44
.
-
النظر في حالك عند التبليغ فقد يكون لك بعض التعبيرات
المصاحبة التي تجعل المبلغ يدرك تعاليك أو نفورك أو استنقاصك أو تحقيرك له
.
-
العمل على الاستزادة من الحسنات والبعد عن المعاصي والسيئات
لأن بها يتقرب
العبد من الله ويتأثر بمن هو أفضل ديناً منه
ويؤثر فيمن هو أقل منه
.
-
النظر في سير الدعاة والصالحين وفي مقدمتهم سيد المرسلين
صلى الله عليه وسلم فبذلك تجدين القدوة الحسنة التي تنير لك الطريق
.
طريق الدعوة طريق شاق وشائك ومليء بالعقبات فعليك الصبر
وإزاحة ما تستطيعين من العوائق برضا واحتساب للأجر عند رب العالمين
.
أسأل الله لنا و لك الثبات في الحق والعزيمة على
الرشد إنه خير هادياً وهو نعم
الوكيل وصلى الله وسلم على سيد المرسلين وعلى
آله وصحبه أجمعين
.


(9/7)


{{ المكتبة الإسلامية
الشاملة
...
SH.REWAYAT2.COM }}


المستشار
: د. سميرة حسن أبكر
.
============
.
داعية.. لم أستطع تحصيل العلم الشرعي .
دخلت المجال الدعوي منذ أكثر من عشر سنوات، وحرصت
على العلم الشرعي بجميع فروعه
،
وحفظت أكثر من عشرين جزءاً من كتاب الله ، ولكن آفة النسيان تقف لي
بالمرصاد ,
وكل علم لا يبقى في ذاكرتي منه إلا النصف أو الثلث، فما علاج
ذلك ؟ وهل
أدعو الناس مع قلة علمي؟

الجواب
عزيزتي :
التي ذكرت أنك تحرصين على تحصيل العلم الشرعي وتعملين في مجال
الدعوة , مشكلتك التي
تعانين منها تعاني منها الكثيرات, ولكن إذا
حرصت الداعية على مجاهدة نفسها
وتنظيم وقتها وعالجت النسيان بعدة أمور منها:
1-
عدم تشتيت اهتمامها في الأمور التافهة وحاولت التركيز
والتخطيط لقضاء أمورها الدينية والدنيوية
.
2-
حاولت استغلال وقتها بحيث لا تقصر في المجالات المطلوبة
منها علمياً واجتماعياً ودعوياً
.
3-
حرصت على محاسبة نفسها وجددت إخلاصها من وقت لآخر, والله عز
وجل يعين
العبد
الذي يرى منه الإقدام والحرص قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا
فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ
الْمُحْسِنِينَ) سورة العنكبوت (69).
4-
أن من آفة النسيان المعاصي وأن صغرت كما ذكر الشافعي:
سألت و كيع عن سوء حفظي : فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال إن العلم نور : ونور الله لا يهدى لعاصي
5-
تبليغ العلم ولو بآية منه كما قال عليه الصلاة السلام : (بلغوا
عني ولو آية
).
6-
إن كل شيء إذا أنفقت منه يقل إلا العلم إذا أنفقت منه يكثر؛
لأنك
بتكرارالمحاضرات
وحفظها باستمرار ستزدادين إتقانا ولكن احتسبي في هذا
التكرار وما يجب على كل داعية أن يخشى على نفسه
من العجب , والعمل لغة الله
ومحبة المدح من الآخرين , وأن يدخل جهاده هذا
زهوا وكبرياء لا سمح الله
أعاذه الله من ذاك، وإنني ألمس حرصك حفظك الله
وحفظك لعشرين جزءاً من كتاب
الله ؛ فهذا أمر عظيم ورائع فلا تستهيني بنفسك
,وعليك بالاستمرار وتذكر
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلمSadلئن يهدي
الله بك رجلاً واحداً خير لك
من حمر النعم) وأوصيك بدعوة الناس بفعلك قبل
قولك بتطبيق سمات المسلمين
كحسن الخلق وإتقان العمل والصدق والإخلاص
والأمانة وإحسان الظن بالآخرين
والحذر من كل ما يسيء لكِ كداعية كالغيبة
والنميمة وغير ذلك مما قد تقع فيه
بعض النساء بدون أن يشعرن.
7-
اعملي قدر استطاعتك فالله عز وجل يعلم نيتك وقصدك وهو
القائل (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) سورة التغابن (16
) .
بارك الله في جهودك والله الموفق.
المستشار : د. الجوهرة المبارك .
================
.
تصنيف الدعاة والداعيات هل هو واقع أم وسواس ؟
أتعامل مع كثير من الداعيات في شتى المناطق ، ولكني
استغربت تصنيفهن من قبل
أخريات ،فبعضهن تشير إلى بعضهن الآخر مستواها
جيد وبعضهن مستواها دون
المطلوب ، وبعضهن تصنف على حسب أحزاب وجماعات،
وأنا أتعامل معهن جميعا ولا
ألاحظ هذه الأشياء بل أجدهن جميعا طيبات
وخدومات وتعاملهن حسن،فهل نظرتي
صحيحة أم أراجع نفسي وأدقق لكي لا أقع في الخطأ
من تعاملي معهن جميعا بنفس
الأسلوب؟
الجواب
عزيزتي السائلة:
إن نظرتك صحيحة وهذا الأمر الذي تذكرينه من أشد الابتلاءات التي ابتليت بها
الأمة ,وإنني لأتساءل إذا كان
الداعية يغتاب ويسخر ويستهزئ بالأخرين فكيف
ننكر على عوام الناس؟ وإذا قلت
إن هذا من الحكم على الأشخاص وفيه مصلحة حتى
نحذر الناس ؟ وما يحذرونهم هل
دعت هذه المرأة إلى شرك أو سحر أو قطيعة رحم؟
وها أنت تقولين إنني لا أجد شيئاً مما يقولونه، إذاً إياك ثم إياك من
تكرار أقوال الناس بدون أن
تفكري في صحتها فتكوني إمعة إن أحسنوا الناس
أحسنت وإن أساءوا أسأتِ، ثم
إذا كانت الداعية مخطئة في أي أمر من وجهة نظر
هذه التي تغتابها فلما لا
تناصحها بأسلوب لبق وحسن من أخت محبة لها؟
فأهدافهن واحدة وهي نصرة الإسلام
والمسلمين, ورغبة منهن في رضا رب العالمين ,
وأمل منهن في الفوز بجنته
والخوف من عقابه وحسابه , ولكن الشيطان أكثر ما
يحرص على هذه الفئة ليشتتها
ويشغلها ببعض وينسيها هدفها الأساسي فيبقى كل
واحدة منهن تستعلي على
الأخرى تنظرإلى مساوئها وتنسى محاسنها ولاتجد
لها عذر في أي خطأ تخطئه
فيتفرقوا وتذهب ريحهم والله عز وجل يقول:
(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ
أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ
وَالْبَغْضَاء ) (91) سورة المائدة
.
ولا يعني ذلك أننا نتغافل عن أخطاء الآخرين , لكن
انظري لنفسك لو وقعت في خطأ
وكلنا بشر خطاؤون ما هي الطريقة التي تتمنين أن
تسلكها أختك الداعية
لتناصحك وتنفعك بدل الشماتة والغيبة والنميمة
التي لا تزيد المجتمع إلا
فرقة وعداوة وعجب واستعلاء؟ فنحن نرصد الأخطاء
وننسى المحاسن وكأن رب
العالمين جعلنا أوصياء على خلقه, نسأل الله أن
يبصرنا جميعاً بعيوبنا
ويكفينا شر ذنوبنا ويعفو عن الجميع وجمع الكلمة
فاحرصوا على جمع الكلمة،
واجعلي لكٍِ دور في المناصحة السرية فقد
تتقبلها الكثيرات , وهناك شواذ لا
يمكن أن تأخذ منك , ولكن عليك بالحكمة والحرص
على جمع الكلمة وتوحيد الصف
,فنحن في هذه الأوقات بالذات بحاجة للالتفات على
علمائنا وأمرائنا وتوحيد
صفوفنا, فالفتن من حولنا يمنة ويسرة أعاذنا
الله منها
.
ونفع الله بك وأعانك ، وأرشدك إلى قراءة كتاب (تصنيف الناس
لبكر أبو زيد) جزاه الله عن
الإسلام والمسلمين خيرا، فتستفيدين منه بإذن
الله تعالى
.
والله يحفظك ويرعاك.
المستشار : د.الجوهرة المبارك.
===============
.
طرق الاستفادة من مناسبة العيد في دعوة غير المسلمين


(9/Cool
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:38 pm

(9/Cool


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


ما هي طرق الاستفادة
من مناسبة العيد في دعوة غير المسلمين ؟؟

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فاستغلال المناسبات الإسلامية
كشهر رمضان والعيدين والحج في دعوة غير
المسلمين ،أمر في غاية الأهمية ،
لاسيما أن لها طابعاً خاصاً في المملكة ، ولعلي
أشير هنا إلى ذلك من خلال
ما يلي :
1-
أهمية تكثيف البرامج الإعلامية التي تخاطب غير المسلمين وتعرفهم
بالإسلام من خلال هذه المناسبات , وهذا يستلزم - في المجتمع
النسائي على
وجه الخصوص- إعداد مواد دعوية موجهة للنساء غير المسلمات تراعي
شخصية المرأة
، وتستميل عواطفها ، وتبين تكريم الإسلام للمرأة،ومكانة الأم
في المجتمع ،
حيث إن كثيرا من أعداء الإسلام يركزون على المرأة ويثيرون
مشاعرها ،
ويزيفون حقائق الإسلام ويتجاهلون مكانة المرأة في الإسلام
وتكريمه لها.
2-
العيد فرصة للتعريف بشعائر الإسلام لاسيما أنه يثير تساؤلات لدى
غير المسلمين وهم يرون المسلمين يقومون فيه بتغيير شامل
لبرنامج رمضان ويؤدون فيه عبادات مخصوصة كزكاة
الفطر وصلاة العيد والتكبير
وأحكام هذه العبادات وحكمة مشروعيتها قد تخفى
على كثير من المسلمين فكيف
بغير المسلمين .
3-
ينبغي أن يعنى القائمون بالدعوة بالتعريف بالإسلام لغير المسلمين
واستغلال هذا المناسبة من خلال إقامة المعارض والأنشطة التي
تعرف بالإسلام
وتاريخه وشعائر الإسلام وأركانه،فالمعارض أنسب في أوقات
الأعياد من كثير من المناشط ، مع مراعاة أن
تكون هذه المعارض في أماكن
تجمعات المدعوين الكبرى كالأسواق الكبيرة
والحدائق ، ويتم في هذه المعارض
إعداد اللوحات والملصقات التي تعرف بالإسلام
والحضارة الإسلامية ، كما يركز
فيها بيان الصورة الحقيقية للعبادات في الإسلام
ولأثرها في تهذيب الفرد
والمجتمع.
4-
في مجال الدعوة الفردية ينبغي أن لا يغفل عمن يعيشون بيننا من خدم
وسائقين وغيرهم برا وإحسانا بهم وتأليفا لهم على الخير ولقد جوز
بعض السلف أن
يعطى من زكاة الفطر لغير المسلمين تأليفا لهم على الإسلام
.
5-
زيارة غير المسلمين في مثل هذه المناسبة أو استضافتهم من
وسائل دعوتهم
وأشير هنا إلى أن من المسلَّمات أن الإسلام لم
يشرع لغير المسلمين أن يبقوا
في ديار الإسلام إقامة دائمة أو مؤقتة إلا وقد
شرع أيضا سبلا عديدة
للتواصل معهم ، فلا يتصور أن يبقوا على هامش
المجتمع وكان من هدي النبي صلى
الله وعليه وسلم في معاملتهم في الأخذ والعطاء
والبيع والشراء ما هو ظاهر؛
ولذا كان من حقهم علينا أن نتواصل معهم ، وأن
نبين لهم محاسن الإسلام ،
ونكشف لهم كثيرا من الشبه العالقة في أذهانهم
عن هذا الدين ونبين لهم من
صور سماحته وعظمته مما يجهلونه ولم يسمعوا به
من قبل ، وندعوهم إلى الدخول
فيه، وهذا من مقتضى الخيرية التي وصف القرآن
المؤمنين بها ، في قوله تعالى
: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون
بالمعروف وتنهون عن المنكر)،ومقتضى
الوصية النبوية التي قال فيها عليه الصلاة
والسلام فيما رواه
البخاري(3461): (بلغوا عني ولو آية ) .
وهذا قد لا يكون أحيانا إلا بزيارتهم واستضافتهم ، ويقرر علماء المملكة ذلك
فقد جاء في فتاوى اللجنة
الدائمة ج3 ص65ما نصه : " ويجوز أن نأذن
لهم بزيارتنا في بيوتنا مع الأمن
من الفتنة والمحافظة على حرمات الأسرة ما دام
في ذلك تأليف لقلوبهم والنصح
والإرشاد ، عسى أن يجدوا في حسن المعاملة ومراعاة
آداب الزيارة سماحة
الإسلام فيستجيبوا للنصيحة ويدخلوا في الإسلام ".
إن كثيراً من غير المسلمين قدموا إلينا ولديهم صورة مشوهة وخاطئة
عن الإسلام ، ومن حقهم
علينا أن نبين لهم صورة الإسلام الصحيحة والعيد
مناسبة إسلامية عظيمة ينبغي
أن يستغلها الدعاة .
6-
خطبة العيد يحسن أن تحوي شيئا من التوجيهات والوصايا في
مجال دعوة غير المسلمين وتوعية المجتمع وإشعاره بأهمية وفضل
الدعوة
ومسؤولية كل مسلم في إيصال ما يستطيع من الدعوة إلى غير المسلمين
.
7-
وأخير فمن المهم التأكيد على أهمية التوسعة على الصغار في
يوم العيد
واستشعار
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وتأكيده على أن في دين
الإسلام فسحة
فعن عائشة رضي الله عنها قالت وضع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذقني على
منكبه لأنظر إلى زفن الحبشة حتى كنت التي مللت فانصرفت عنه ،
قال عروة إن
عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ " لتعلم
يهود أن في
ديننا فسحة إني أرسلت بحنيفية سمحة " وأصل الحديث مخرج في
الصحيحين قال
شيخ الإسلام ابن تيمية : "والصغار يرخص لهم في اللعب في
الأعياد كما
جاء في الحديث ( ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة ) وكان
لعائشة لعب تلعب بهن ويجئن صويحباتها من صغار
النسوة يلعبن معها" , وتقريب
ذلك إلى غير المسلمين أمر يرغب في الإسلام
ويبين عظمته وشموله
.
المستشار : أ.د.عبد الله بن إبراهيم اللحيدان
==============
.
الطرق المناسبة للدعوة إلى الله في العيد ...
ما هي الطرق المناسبة للدعوة إلى الله في العيد ؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد
:


(9/9)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


فإن الدعوة إلى
الله جل وعلا من أفضل القرب وأجل الطاعات , إذ هي مهمة
المرسلين وصالحي الأمة ,ومن المعلوم أن الدعوة
إلى الله تعالى لها شروطها
وأسلوبها ولكل مقام مقال , وبالنسبة للطريقة
المناسبة لاستثمار مناسبة عيد
الفطر دعوياً , فإن عيد الفطر موسم شرعي جعله
الله تعالى يوم عيد وفرح
وسرور وإظهار لشكر الله تعالى على عباده بإكمال
شهر رمضان صياماً وقياماً ؛
لذا حرم الإسلام صيام ذلك اليوم , وبما أن هذا
اليوم يسيء فهمه بعض أبناء
المسلمين ظانين بما أنه يوم فرح وسرور أن يكون
موسماً للمعصية وإظهار الفرح
حتى بما يغضب الله تعالى باقتراف السيئات
والمعاصي , وهذا فهم خاطئ إنما
هو فرح بتمام عبادته وإظهار السرور شكراً لله
تعالى على آلائه وفضله , ومن
هنا يتأكد أمر الدعوة في هذا اليوم بالأسلوب
المناسب والأمثل , فهو يوم
يحصل فيه اللهو المباح فقد أذن النبي صلى الله
عليه وسلم فيه باللهو المباح
والترفيه الحلال ترويحاً على النفس واستجلاباً
للنشاط وإعطاء للنفس حظها
مما أباح الله تعالى , وفي هذا اليوم تصفو
النفوس وتزول منها الأحقاد
والضغائن فرحاً واستبشاراً بهذا اليوم ؛ فيكون
فرصة مناسبة للدعوة إلى الله
تعالى , وأفضل طريقة لذلك ألاَّ يطغى الوعظ
والإرشاد على المجلس بل بقدر
مناسب , وأن يذكر في هذا اليوم ضابط إظهار
الفرح والسرور , ويستحسن اصطحاب
الهدايا ولو كانت قليلة للمدعوين , وأن يجعل
فقرة لإيضاح مفهوم هذا اليوم
يوم العيد – في الإسلام وكيفية استغلاله على
الوجه الأمثل وأن تعطى النفوس
حظوظها من الترويح المباح وأن يظهر الفرح
والسرور , ولا يمنع من ذلك إذا
لم يكن فيه معصية لله جل وعلا , وأن يظهر
الداعية النصح والشفقة على
المدعوين ليحفظ عليهم أجورهم وصحة عبادتهم .
إن ما ذكر من الأسلوب الأمثل في استثمار مناسبة عيد الفطر
المبارك في الدعوة إلى الله تعالى
.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وتقبل منا جميعاً
صالح أعمالنا وتجاوز عن
سيئاتنا , إنه سميع مجيب , والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
.
المستشار : د.حسين بن عبد الله العبيدي
=================
.
أقبل العيد فكيف نستثمره دعوياً في الاجتماعات ؟؟
أقبل العيد فما هي الطرق المناسبة لاستثمار الاجتماعات
العائلية وغيرها في الدعوة إلى الله ؟

الجواب
اجتماع العوائل في العيد فكرة رائعة , وتصميم بعض
البرامج الهادفة لشغل وقت
الفراغ الطويل الذي تقضيه العوائل,وقطع الطريق
على السلوكيات التي تعكر صفو
هذه المناسبات وعليه هذه بعض النقاط
والاقتراحات لعلها تساهم في إثراء هذه
المناسبات :
-
نفسيات الناس في هذه المناسبات لديها قبول لتلقي النصح إذا
توفر عنصر التشويق
.
-
الهدية في هذه المناسبة لها وقع كبير عند الناس , وهي تساعد
على التقبل
.
-
الاندماج التام من قبل منظمي هذه المناسبات مع بقية أفراد
الاجتماع يعطي فرصة أكبر للقبول,والابتعاد والتعالي والتكبر
.
كيف ننجح في جذب الناس في هذه المناسبة ؟
لاشك أن هذه المناسبة يغلب على المجتمعين فيها طابع القربى
, حسب درجاتهم,إذا لابد أن تتحلى الداعية بالأمور التالية
:
-
إخلاص النية لله , وطلب المعونة منه , والحرص على إيصال
الخير بغض النظر عن النتائج؛لأن النتائج بيد الله سبحانه
.
-
الابتسامة المشرقة على المحيا , خاصة أنك في يوم العيد .
-
ملاطفة الكبار والصغار ( سعة الصدر مطلب لنجاح المسعى ) .
-
هناك بعض القلوب لا تفتح إلا بصعوبة , عليك بالذي يذيب
الجليد , الثناء
والإطراء , ومدح ما يلبس الأهل والأقارب ,
فستانك رائع , تسريحتك أروع
, ذوقك جداً رفيع يدل على ثقافتك....الخ.
-
تقبيل الأطفال وأمهاتهم يشاهدن ذلك , دون تفريق , فهذا له
تأثير عجيب على نفسيات الأمهات
.
-
إعداد العدة من الآن لتصميم برامج دعوية ومسابقات جميلة
تجذب الحاضرات
.
برامج مقترحة لهذه المناسبة :
-
تنظيم مسابقة ثقافية خفيفة , وسهلة لإتاحة الفرصة للجميع
للمشاركة والفوز
, فإذا
رجعت العائلة وأحد أفرادها قد حصل على جائزة سيكون لها وقع جميل
.
-
كتابة بطاقات تهنئة من الآن باسم كل عائلة , توزع أثناء
الاجتماع , ويكتب اليوم والتاريخ
.
-
إرسال رسائل قصيرة عبر الجوالات من الآن لطلب الاقتراحات .
-
وضع لوحات من الفلين بشكل جميل , أو سجل مذهب , ثم يمرر على
أفراد العوائل
بلا استثناء ويطلب من كل شخص كتابة تهنئة خاصة
, ثم يوقع مع كتابة التاريخ
, ويحتفظ بها للأعوام القادمة
-
وضع برنامج حفل يلقى فيه كلمات وأناشيد ومشاركات ويتم توثيق
ذلك عبر الفيديو,وبعد العيد تأخذ كل عائلة نسخة
.
-
عمل استبانه توزع على الجميع قبل المغادرة , لتقييم هذا
البرنامج
.
-
بغية حصول الاندماج أكثر عند المشاركات يراعى عدم التكتل ,
لقطع الطريق على التنافس الذي يولد الكراهية
.
-
الانتباه للأمهات الكبيرات في السن وضرورة تصميم فقرات
تخصهن ليشاركن فيها,مثل التحدث عن أعياد زمان , ويحضر لهن جوائز خاصة
.
تنبيهات عامة :
عند ذروة الاجتماع لابد من ملاحظة الأمور التالية :
-
الانتباه للأطفال الصغار والذين قد نغفل عنهم في زحمة الفرح
فيتعرضوا للخطر أو الأذى خاصة أثناء اللعب
.
-
الانتباه لبعض السلوكيات الشاذة من ضعاف النفوس من الشباب ,
وتحذير الأبناء منهم , فقد يقعون ضحايا وهم لا يشعرون
.
-
تذكير الحاضرات بعدم الغفلة عن ذكر الله في مثل هذه
المناسبات والتي يكثر فيها اللغو والفرح
.
اسأل الله العلي القدير أن يجعل كل مناسباتنا عامرة بذكره سبحانه
وتعالى
.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


(9/10)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


المستشار : أ.عبد الله
بن عبد الرحمن العيادة
.
===============
.
الوصايا العشر لاستثمار رمضان دعوياً
ما هي الطرق السليمة لاستثمار هذا الشهر الكريم،
وكيف يمكننا الاستفادة منه
على المستوى الشخصي والإيماني، وكذلك كيف
يمكننا الاستفادة منه دعويًا؟

الجواب
نقدم لك أخي هذه النصائح الطيبة من مطوية للأستاذ
خالد عبد الرحمن الدرويش، مع
بعض التصرف، يقول فيها: ينبغي للمسلم أن لا
يفرط في مواسم الطاعات، وأن
يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها،
قال الله تعالىSad وَفِي
ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ...
) (26) سورة المطففين
, فاحرص
أخي على استقبال رمضان بالطرق التالية، التي نأمل أن تقدم فائدة
ونفعا بإذن
الله
.
1-
الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية ,
حتى تنشط في عبادة الله تعالى: في الصيام والقيام
والذكر، فقد روي عن أنس بن
مالك رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلى الله
عليه وسلم إذا دخل رجب قال
: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)
رواه أحمد والطبراني
.
وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه
أن يتقبله منهم
.
فإذا أهل هلال رمضان فادع الله وقل: "الله
أكبر،الترمذي والدارمي وصححه ابن حبان
.
2-
الحمد والشكر على بلوغه :
قال النووي رحمه الله في كتاب الأذكار: "اعلم
أنه يستحب لمن تجددت له نعمة
ظاهرة، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرًا
لله تعالى أو يثني عليه بما
هو أهله"، وإن من أكبر نعم الله على العبد
توفيقه للطاعة والعبادة، فمجرد
دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي
نعمة عظيمة تستحق الشكر
والثناء على الله المنعم المتفضل بها، فالحمد
لله حمدًا كثيرًا كما ينبغي
لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
3-
الفرح والابتهاج :
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء
شهر رمضان فيقول: (جاءكم
شهر رمضان، شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم
صيامه، فيه تفتح أبواب
الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم..) أخرجه أحمد.
وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين
لهم بإحسان يهتمون بشهر
رمضان ويفرحون بقدومه، وأي فرح أعظم من الإخبار
بقرب رمضان موسم الخيرات
وتنزل الرحمات.
4-
العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان:
الكثير من الناس وللأسف الشديد -حتى الملتزمين بهذا
الدين- يخططون تخطيطًا دقيقًا
لأمور الدنيا، ولكن قليلين هم الذين يخططون
لأمور الآخرة، وهذا ناتج عن
عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة،
ونسيان أو تناسي أن للمسلم فرصاً
كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسه حتى
تثبت على هذا الأمر، ومن أمثلة
هذا التخطيط للآخرة ، التخطيط لاستغلال رمضان
في الطاعات والعبادات، فيضع
المسلم له برنامجًا عمليًا لاغتنام أيام وليالي
رمضان في طاعة الله تعالى،
وهذه الرسالة التي بين يديك تساعدك على اغتنام
رمضان في الطاعة بإذن الله
.
5-
عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال
الصالحة
:
فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل
الخير، قال الله عز وجل
: ( فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ
خَيْرًا لَّهُمْ)(21) سورة محمد
.
6-
العلم والفقه بأحكام رمضان:
فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم، ولا يعذر
بجهل الفرائض التي فرضها الله
على العباد ومن ذلك صوم رمضان.. فينبغي للمسلم
أن يتعلم مسائل الصوم
وأحكامه قبل مجيئه، ليكون صومه صحيحًا مقبولاً
عند الله
تعالىSadفَاسْأَلُواْ
أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (43
) سورة النحل .
7-
علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات، والتوبة
الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها، فهو شهر
التوبة.. فمن
لم يتب فيه فمتى يتوب؟

قال الله تعالى: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا
الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (31) سورة النور
.
8-
التهيئة النفسية والروحية :
من خلال القراءة والاطلاع على الكتب والرسائل،
وسماع الأشرطة الإسلامية من
المحاضرات والدروس التي تبين فضائل الصوم
وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعة
فيه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يهيئ نفوس
أصحابه لاستغلال هذا الشهر
فيقول في آخر يوم من شعبان: (جاءكم شهر
رمضان..) أخرجه أحمد والنسائي
.
9-
نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع :
-
الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة.
-
الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى
عنه وزجر
.
-
مع الوالدين والأقارب والأرحام والزوجة والأولاد بالبر
والصلة
.
-
مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبدًا صالحًا ونافعًا،
قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الناس أنفعهم للناس
).
10-
الإعداد الجيد للدعوة إلى الله فيه، من خلال :
-
تحضير بعض الكلمات والتوجيهات تحضيرًا جيِّدًا لإلقائها في
مسجد الحي
.
-
توزيع الكتيبات والرسائل الوعظية والفقهية المتعلقة برمضان
على المصلين وأهل الحي
.
-
إعداد "هدية رمضانية"، وذلك بإعداد مظروف يحتوي
على كتيب رمضاني، مطوية، شريط جديد، رسالة عاطفية، سواك...؛ وتكتب عليه هدية رمضان
.
-
التعاون الدعوي مع المؤسسات الإسلامية.
-
طرح مشروع إفطار صائم أثناء التجمعات الأسرية العامة
والخاصة
.
-
التذكير بالفقراء والمساكين، وبذل الصدقات والزكاة لهم.
فريق الاستشارات الدعوية .
المصدر : إسلام أون لاين
=============
.
كيف أستثمر رمضان دعوياً ؟؟
الجواب


(9/11)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على النبي الهادي إلى أقوم السبل وبعد
:
فإن الدعوة إلى الله في كل زمان هي وظيفة الرسل أجمعين
ومنهاج المصلحين فهي أشرف عمل وأنبل غاية
.
تشرف بشرف الزمان والمكان وحاجة المدعو ويشرف الداعي
بشرف ما يدعو إليه سواء
كان الداعي والمدعو رجلاً أو امرأة فلا فضل
لجنس على آخر في الدعوة
.
وإذا كانت الدعوة يزيد فضلها في الزمان فإن شرف شهر
رمضان عظيم تضاعف فيه
الحسنات وتكفر فيه السيئات وتفتح فيه أبواب
الجنان وتغلق فيه أبواب النيران
وتصفد فيه الشياطين فلا يقدرون على ما كانوا
يقدرون عليه سائر الأزمان ؛
ولهذا نرى في رمضان كثرة المصلين حتى تضيق بهم
المساجد وتكثر فيه الصدقات
وتلاوة القرآن وسائر أعمال البر والإحسان
؛فيتعين على كل من يدعو إلى الله
أن يحسن استثمار هذا الشهر الفضيل بأعمال الخير
وأعظمها الدعوة إلى الله في
أيامه ولياليه وعليه أن يأخذ بالأسباب النافعة
ويستحضر ما يلي
:-
1-
أن تكون أعمال الداعية إلى الله في رمضان أكثر
منها في غيره ليكون ذلك له
وقوداً وطاقة تتحرك بها ولأنها أسوة وقدوة
لغيرها ومن حولها
.
2-
أن تستحضر النية والقصد قبل وبعد وأثناء دعوتها .
3-
أن تأخذ باللين والحكمة في خطابها وتعاملها مع الغير وأن
تحب لمن تقوم
بدعوته كما تحب لنفسها ومن ذلك أن تبدأ خطابها
في الدعوة بالدعاء للمدعو
بما تراه أحب إليها وأن تختم كلامها بالدعاء
لها مع البشاشة وطلاقة الوجه
.
4-
حبذا لو كانت البداءة في الخطاب ونهايته بتلاوة آية أو ذكر
حديث من جوامع الكلم
.
5-
يختلف أسلوب الدعوة باختلاف حال المدعوين ما بين الحوار
والنقاش أو ذكر قصة تحكى أو موعظة تؤثر
.
6-
يتعين التركيز في كل وسيلة على بيان فضل هذا الشهر بأيامه
ولياليه وأن أجر
العبادة فيه مضاعف كما أن عاقبة المعصية فيه
عظيمة جداً ، وأن الآجال
والأعمال في هذه الدنيا محدودة ومعدودة فيتعين
حينئذ استغلال الوقت في
الطاعات والمباحات واجتناب المعاصي والسيئات .
7-
ويحسن أن يصحب ما سبق هدية خفيفة ومختصرة من كتيب أو شريط أو مطوية
وكلما كانت مادتها تدور على
فضل الأوقات واستثمارها بما ينفع لاسيما في هذا
الشهر أو كانت في التحذير
من التسويف والتفريط في التوبة وتأخيرها - فكل
ما كانت الهدية تدور في هذا
المجال - فهو أحسن وأجمل .
وفق الله الجميع إلى كل خير . آمين ..
المستشار : أ.د.سعود بن عبد الله الفنيسان .
يمكن العودة إلى هذا الموضوع للفائدة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
... =============
.
كيف يستقبل الدعاة شهر رمضان المبارك ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن شهر رمضان شهر
مُعظّم وفيه من الخير
والبركات والنفحات ما يعلمه الجميع، واستقبال
رمضان بالنسبة للدعاة أو
غيرهم يكون بالتوبة أولا، التوبة النصوح من كل
ما يشوب الإنسان من كدر
وغفلة وإعراض ...
فالداعي ليس معصوما بل يهمه ما يهم الناس أجمعين من التفات إلى
نفسه وتقويمها وتهذيبها حتى تستقيم على أمر الله عز وجل،
والاستعداد يكون في شهر شعبان بالإكثار من
الصيام فيه كما كان يفعل صلى
الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك يفكر الإنسان في
الدعوة وإرشاد الناس، خاصة أن
رمضان تكون فيه القلوب مهيأة أكثر وتسلسل
الشياطين مما يشكل فرصة سانحة
بإذن الله عز وجل لإرشاد الناس ورجوعهم إلى
طريق الخير
.
المستشار : الأستاذ حسن قبيبش .
المصدر : إسلام أون لاين
==============
.
ما أنسب طريقة لدعوة زميلاتي ؟!
أنا طالبة في الصف التاسع وأريد القيام بنصح بعض الطالبات
لحبي لهن
..
فما الطريقة المناسبة لنصح طالبة في مثل سني، حيث إن صفات
هذه الطالبة جميلة إلا أنها تسمع الأغاني بكثرة، وكذلك مشاهدة الأفلام؟

أفيدونا جزاكم الله عنا خير الجزاء.
الجواب
أفضل طريقة لدعوة الآخرين:
القدوة الحسنة، والمصاحبة المستمرة، مع تلمس حاجاتهم،
ومعرفة مشاكلهم ومساعدتهم على حلّها
..
ويتخلل ذلك إهداء بعض الكتيبات النافعة، والأشرطة المفيدة
المؤثرة
.
وأهمّ من ذلك كله: الإخلاص لله عزّ وجل في ذلك،
والتجرد من حظوظ النفس، فلا يكن
لك هدف من دعوتهم إلا ابتغاء وجه الله وإنقاذهم
من النار
.
المصدر : لها أون لاين
==============
.
كيف تدعين غير مسلمة للإسلام؟!
بالتأكيد الكل يعرف أن الهداية بيد الله، وأن الله يهدي من
يشاء، ولكن أريد بعض
النصائح والإرشادات تساعدني على أن أدعو فرنسية
غير مسلمة إلى الإسلام
.. فأنا
أعيش في فرنسا، ولقد تعرفت مؤخراً على امرأة لفت نظري فيها أنها من
الممكن أن
تسلم، فهي قالت لي إنها قضت منذ سنوات بعض الظروف الصعبة ولجأت
إلى أسرة
مسلمة أعانتها على تفريج كربها وأعطوها القرآن الكريم المترجم؛
لكي تتعرف على
الإسلام، وعندما قرأته شعرت براحة القلب والسكينة، وانشرح
صدرها، هذا
حدث بعد أن طلقت مرتين، الآن هي متزوجة من رجل أفريقي (طبعا غير
مسلم) وأنجبت
3 بنات، وهي حتى الآن معجبة بالإسلام، قائلة إنه دين كامل
ودين
الطهارة.. إلخ، ولكن لم تسلم بعد، والملفت للانتباه أنها عكس غيرها من
الفرنسيات، لا
تتبرج للأجانب.. نستطيع أن نقول إنها تريد أن تستر جسدها،
وهي قالت لي
أنها تأمر بناتها بذلك.. أيضا باختصار أرى فيها بوادر خير
كثيرة..
أرجو أن تقولوا لي كيف يجب أن أتعامل معها، أو أن تعطوني
نصائح عملية لربما يهديها الله عز وجل إلى الإسلام
..
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء، والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
..
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:


(9/12)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


فأشكر للأخت السائلة
حرصها واهتمامها بدعوة غير المسلمين للإسلام، فإن هذا مما
يضاعف الله به
الأجر ويعظم به المثوبة، كما قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن
أبي طالب رضي
الله عنه: "فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من
حمر النعم".
ولا شك أن إهداءها ترجمة لمعاني القرآن الكريم وشرحاً مختصراً لبعض
سوره من أعظم ما يعين الكافر ويهديه لدين الإسلام بتوفيق الله
تعالى،
وبإمكان الأخت السائلة أن تحرص على الحصول على بعض الكتيبات
والنشرات
والمطويات التي تخاطب غير المسلمين، مع الأخذ في الاعتبار أن تكون
تلك الكتب
والنشرات موجهة للكافر حسب معتقده ودينه، مع الحرص أن تكون تلك
الكتب سليمة
في تصوير حقائق الإسلام وبيان قواعده وأسسه ومعالمه وفق المذهب
الحق، مذهب
أهل السنة والجماعة
.
ويمكن الاستعانة بالمكاتب والجهات الخيرية التي تعمل في بلاد العالم كرابطة
العالم الإسلامي والندوة العالمية
للشباب الإسلامي والمنتدى الإسلامي، فلدى تلك
الجهات كتب ونشرات كثيرة
موجهة لغير المسلمين حسب لغاتهم ومعتقداتهم.
كما أنَّ المعاملة الحسنة والخلق الطيب مع هذه المرأة يحببها في دين
الإسلام، وكذا إهداؤها وإعطاؤها
الزكاة لتأليف قلبها للإسلام، فإنَّ من الأصناف
الثمانية الذين تصرف لهم
الزكاة "المؤلفة قلوبهم" وهم أصناف
منهم من يعطى رجاء إسلامه وكذا إن كان
حديث عهد أعطي لتقوية إسلامه ولو كان غنياً.
ولا تنسي دعاء الله تعالى لها بالهداية والدخول في دين الإسلام، مع
مناقشتها ومحاورتها بالتي هي
أحسن، بشرط أن تكون لديك القدرة على تفنيد ودحض
شبهاتها وتشكيكها في دينها
ببيان أوجه بطلانه وعدم موافقته للفطرة والعقل.
وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يرزقك العلم النافع
والعمل الصالح، وأن يهدي على يديك
هذه المرأة للإسلام، إنَّه جواد كريم.
المصدر : لها أون لاين
المستشار : هتلان بن هتل
==============
.
أرى منكرات كثيرة فماذا أفعل ؟
أرى مخالفات كثيرة تقع من بعض النساء أو الفتيات في
الجامعة , وفي الأسواق
, وفي
الطرق العامة ولا أقوم بنصحهن بل أسكت , مع إنكاري لها وحزني على
صاحبتها ,
ورغبتي بنصحهن , خوفاً من الفشل والرفض , وجهلي بالطرق الصحيحة
لنصحهن ,
أفيدوني مأجورين
.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
إجابة السؤال:
أرى منكرات كثيرة فماذا أفعل ...؟
ما من شك أن الحياة لا تخلو من المنكرات ، فهذه
سنة الله في هذا الحياة ،
الخير والشر يتصارعان إلى يوم القيامة ، (
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا
فَعَلُوهُ ) (112) سورة الأنعام .
(
لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ
حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ) (42) سورة الأنفال
.
ومن ثم هناك قاعدة عظيمة بالنسبة للمسلم الذي يشاهد
المنكر ، حال وقوعه أو بعد
وقوعه ، وهي قاعدة التدرج في التغيير والإنكار
، (من رأى منكم منكراً
فليغيره بيده .... الخ الحديث ) .
فأنت يا ابنتي إذا رأيت منكرا ، حددي درجة هذا
المنكر ، ثم حددي درجة قدرتك إزالة هذا المنكر ، ثم أين وقع هذا
المنكر ، وهل
هو منكر عام أو خاص ، وهل هو في محيط تستطيعين التحكم فيه أم
لا ..؟
فإذا اتضحت لكِ الصورة يكون الإنكار على قدر الصورة التي
خرجت لك
، الإنكار باليد لا يكون إلا في
المحيط الذين تستطيعين التحكم فيه ،
كالبيت مثلاً ، والدرجة الثانية ، والدرجة
الثانية لباقي المنكرات التي
ترين ، ثم قبل بدء عملية الإنكار لا بد من
التأكد من موقع المنكر على خريطة
الأمور المنهي عنها في الشرع ، فقد تنكرين أمرا
يسع الخلاف فيه ، أو قد
تنكرين أمرا مباحا ، فيحدث منكر أعظم (قاعدة
المصلحة والمفسدة ) إذا كان
الإنكار سيؤدي إلى منكر أعظم ، يترك هذا المنكر
على حالة
.
كيف أبدأ بالإنكار إذا وقع منكر أمام عيني ، أو رأيت منكراً
؟

هناك بعض الطرق تعين بإذن الله على حصول نتائج
إيجابية في مثل هذا الأمر ، إذا
اتبعها كل من يريد أن يقدم النصح والإرشاد
وإزالة المنكرات وهي
: -
-
طلب المعونة من الله ، والتثبيت على قول الحق .
-
الشيطان يخذل ويرجف ، فإذا أحسست بهذا الأمر فامضي واعلمي
أنكِ على الحق ،
لأنك على الطريق الصحيح ، وسيوهمك الشيطان
بأوهام تحبطك عن إتمام النصح
.
-
لا بد من معرفة درجة هذا المنكر ، لتحديد الأسلوب الأمثل
لإنكاره
.
-
ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، فالرفق واللين يفتحان
الأبواب والأنفس المغلقة
.
-
الصدق في المشاعر تجاه المنصوحة ، اجعليها تحس بدفء كلماتك
النابعة من الأعماق
.
-
إياك والتشمت بأحد مهما عمل .
-
لا تجعلي المنصوحة تحس أنكِ ندٌّ لها ,وأنك تنتصرين لنفسك
بسبب ما قالت
.
-
قد تسمعين ما يسؤوك، فماذا أنت فاعلة .. ؟ وما هي ردة فعلك ..؟
-
هل تعلمين أن قدوتنا ، صلى الله عليه وسلم ، ناله الأذى في
هذا الأمر ..؟

-
لا تحقري أي كلمة ، فرب كلمة قيلت لحظة صدق أنقذت غريقة من
الهلاك
.
-
الهدية لها تأثير عجيب في هذا المجال .
-
كل شخص يحب المديح والإطراء ، حاولي أن تثني على المنصوحة
بما فيها من
صفات إيجابية ، ثم اذكري الملاحظ التي وجدت ،
ففتح أبواب القلوب مطلوب
للدخول .
-
لكل شخصية مفاتيح تؤثر عليها ، ممكن استثمارها عند تغيير
المنكر
.
-
عليك أن تسلكي أسلوباً آخر إذا تعذر الكلام المباشر مع
المنصوحة ، الرسالة المكتوبة أو المكالمة
.
-
احذري مناصحة الرجال ، فقد تقعين في الفخ ، وأنتِ لا تدرين .
-
حاولي أن يكون معك أحد من صويحباتك وأنت تنكرين ، لتتقوي
بها
.
-
تجنبي رفع الصوت عند الإنكار.


(9/13)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:40 pm

(9/13)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


- خذي
المخالفة إلى زاوية بعيدة عن الأعين، ثم وجهي لها الكلمات الرقيقة، ستجدين أنها قد
تستجيب لكِ
.
-
اشكري المنصوحة على سعة صدرها ، واستجابتها لكِ .
-
اعلمي أنكِ لست وكيلة على أحد ، وأن التأثير بيد الله ، ما
علينا إلا أن نزرع الثمرة ، ونلقى الكلمة ، ومفاتيح القلوب بيد الله
.
-
تأملي ثمرة هذا العمل ، وما هو الأجر المدخر لك عند الله لو
أن هذه قد استجابت لكِ . (لأن يهدي الله بك رجلاً واحد) ... الحديث
.
-
أخيراً أسأل العلي القدير أن يوفقكِ في مسعاكِ، وأن يكتب
الخير علي يديكِ
....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
المستشار : عبد الله بن عبد الرحمن العيادة ( بريدة ) .
... ===============
.
كيف أوجههن ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أدرس بالجامعة
بأحد الأقسام العلمية وجميع
صديقاتي ( غير متدينات ) ، مع أن شخصياتهم طيبة
وصاحبات دعابة .. بعضهن
مُسالمات ، والبعض يتسمن بالجدال .. كيف أوجههن
علماً بأنني من النوع
الهادئ جداً ونفسي قصير في النقاش .. أرجو
التوجيه والإرشاد خاصة ممن لديه
المعرفة في دعوة الفتيات .. جزاكم الله خيرا ..
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فالدعوة تكون بأسلوب النبي عليه أفضل الصلاة والسلام,
دعوة في كل زمان ومكان ومع
كل أحد وهي لا تنفك عن القول والعمل , وتبدأ
بالقدوة وحسن المعاملة , مع
الخلق واختيار الأوقات المناسبة والألفاظ
المحببة إلى النفس , واستخدام
الوسائل المعينة على ذلك كل بحسبه , وينبغي أن
تتوخى الأخت الحذر من النقاش
العقيم و المراء الذي يفسد القلوب ويوغر الصدور
فقد قال النبي صلى الله
عليه وسلم "طوبى لمن ترك المراء وإن كان
محقاً
" .
وقد أمر الله تبارك وتعالي نبيه أن يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة
قال تعالى (ادع إلى سبيل ربك
بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن
) , فالدعوة تكون بالحكمة
والموعظة الحسنة, والجدال إنما يلجأ إليه عند
الحاجة , ويكون بالتي هي أحسن
أيضا , ولا مانع أن يستعين المرء بمن هو أقدر
منه على الدعوة , لاسيما إن
كان أفصح منه لسانا وأقوى حجة , ولابد مع ذلك
أن يتحلى الداعية بالعلم قبل
الدعوة , وبالرفق أثنائها , وبالصبر بعدها لتؤتي
دعوته الثمرة المرجوة

ثم إن لي ملاحظة على قول الأخت : ( جميع صديقاتي
غير متدينات ) ثم تقول
: ( بعضهن
مُسالمات ) , ومن الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يعنى باختيار أخلائه
وأصدقائه وقد
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المرء على دين خليله فلينظر
أحدكم من يخالل
) , وأثر الجليس الصالح وجليس السوء لا يخفى على ذي لب
.
والله الموفق ,,,
المستشار : عبد الله اللحيدان .
============
.
كيف أدعو إلى الله ؟؟!!
السلام عليكم ورحمة الله
ابنتكم محبة الدعوة على اسمها تحب الدعوة ولكنها لا
تعلم من أين تبدأ , بدأت في
حفظ القرآن بعد فراغي من الجامعة ولازلت أحفظ
وأقرأ باستمرار عن فنون
الحوار والأساليب الدعوية , وكل ذلك رغبة في
انخراطي في عمل دعوي أفرغ من
خلاله طاقتي وأقوم بواجبي نحو ديني , ولكني
أخجل من إلقاء المحاضرات مهما
حاولت أن أتدرب , فصرفت نظري عن الإلقاء واتجهت
إلى كتابتها أو جمع
مواضيعها لبعض الأخوات كي تلقيها بحكم سرعة
قراءتي وبحثي في
الانترنت...ووجدت في ذلك سعادة ثم تشجعت أن
أوزّع كتيبات على العاملات
والممرضات من مختلف الجنسيات وفعلت إلا أن لغتي
الإنجليزية ليست قوية فلا
أستطيع محاورتهن , فاكتفيت بوضع الكتيبات مع
الدعاء بأن يهدي الله بها
, ولكني أطمح في عمل يمتاز ببصمتي فيه , فأنا
كثيرة القراءة في علوم مختلفة
.
لا ادري ماذا أفعل , أرجو منكم الإجابة علي بما
يفتح أمامي آفاق في الدعوة
, ولكم مني خالص الدعوات , والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و بعد
لاحظت في رسالة الأخت محبة الدعوة أموراً منها :
1-
أنها أسهمت في أكثر من مجال في الدعوة .
2-
أن قراءتها متنوعة و غير مركزة .
3-
أنها تطمح إلى عمل يظهر فيه بصمتها .
ووصيتي للأخت بالآتي :
1-
التركيز على طلب العلم الشرعي من خلال مواقع العلماء .
2-
الاهتمام بالمجال الذي ترى أنها تحسن و ينفع الله به على
يديها , فالله
تعالى يفتح لكل أحد في مجال أو أكثر وقد لا
يفتح له في مجالات أخرى , فليست
الدعوة محصورة في إلقاء المحاضرات و لا في
المقابلات بل لها مجالات كثيرة
.
3-
أن تحرص على الدعوة المؤسسية من خلال التعاون مع بعض
الأخوات , سواء في
عملها أو أسرتها أو بعض دور التحفيظ أو المواقع
النسائية أو غير ذلك
.
4-
الإخلاص لله تعالى وسؤاله التوفيق , فليس المراد من الدعوة
ظهور البصمة
, بل
قد تعمل الداعية أعمالاً كثيرة و ينفع الله بها ولا يعلم أحد بما تقوم
به من جهود
كبيرة ولكن الله تعالى يأجرها على ذلك
.
أسأل الله تعالى للأخت الكريمة مزيدا من التوفيق و العون و
أن يثبتنا و إياها على الصراط المستقيم

وصلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
المستشار : سليمان الغصن .
=============
.
الوالدان والجامعة والدعوة .. فيهما فجاهد
أعمل مدرِّسًا بالجامعة بإحدى الجامعات الحديثة في
محافظة تبعد عن محافظتي
حوالي 100كم "1.5-2ساعة بالمواصلات"
وكنت أودُّ الاستقرار السكنيّ في
محافظة عملي، ولكن والدي ووالدتي وهما كبارٌ في
السنّ فوق 65 سنة، كما أنَّ
وجودي في بلدي وبها جامعةٌ كبيرةٌ تساعدني في
الاحتكاك العلمي وعمل أبحاث
مشتركة مع زملائي في هذه الجامعة.


(9/14)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


ولكن بعض الإخوة
ذكروا لي بأنَّ وجودي مستقرًّا في جامعتي سيكون له أهميَّةٌ
كبرى من
الناحية الدعويَّة وناحية الاستقرار الأسري والراحة من عناء السفر
.
علما بأنَّني أسافر حوالي 2-4 أيام أسبوعيّا وأعود،
وأنا مقتنعٌ بذلك، ولكني
أشعر بمسئوليِّتي تجاه والديّ، وقد كبُرا في
السنّ، خاصَّةً أنَّه ليس لي
إلا أخٌ واحدٌ، ولا يوجد بنات، وهو يسعى للسفر
الآن لتحسين وضعه المادي لكي
يستطيع الزواج، فأرجو أن آخذ مشورتكم، وأن
ينفعنا بكم بإذن الله
.
مع خالص شكري وتقديري.
الجواب
أخي الكريم الدكتور عصام رعاك الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بعد اطلاعي على رسالتك، وسابق خبرتي وتجربتي في
أمثال هذه الحالات والخيارات
المتعارضة، ولا أقول المشكلات لأنَّها ليست
كذلك، إذ الأمر لا يعدو أن يكون
تمحيصًا لقضيَّةٍ عاديَّةٍ في ضوء الشرع
أوَّلاً، وأبرز قواعده التي تقول
: "إنَّ درء المفاسد يقدَّم على جلب
المنافع" ، كما في ضوء المصلحة ثانيًا،
إذ المعروف من الدين بالضرورة أنَّ الإسلام
إنَّما جاء لمصلحة العباد في
الحياة الدنيا ويوم التناد، أجيب بالتالي:
-
لقد امتنّ الله عليك بالتوفيق في الدراسة حتى نلتَ شهادة الدكتوراه،
وهذه نعمةٌ قد لا يحصل
عليها كثيرٌ من الناس.. وأكرمك بالزواج الذي
يكتمل به الدين، وهنالك
الكثيرون الذين لا يستطيعون إليه سبيلاً، ولا
أدري إن كنت قد رزقت ولدًا،
وهذه من مفردات زينة الحياة الدنيا، ثمَّ وفقك
الله بأن هيَّأ لك عملاً في
مؤسَّسةٍ جامعيَّة هامَّة، وهنالك آلافٌ من
حملة الشهادات العليا عاطلون عن
العمل.
-
يجب أن تدرك يقينًا أنَّ كلَّ ما أنت عليه اليوم من نعم هو
من
توفيق
الله تعالى، ونتيجة برّ والديك، فإن أوصلك برُّك بهما ورضاهما عنك
في الماضي إلى
مثل ما أنت عليه من خيرٍ عميم، فإنَّهما اليوم – وقد أصبحا
كبيرين -
لبمسيس الحاجة إليك والأُنس بك وبأهلك وولدك، لتقرَّ أعينهما
وتكتمل
سعادتهما، ممَّا يعوِّضهما عن ضعف وعجز ووحشة الكِبَر، ولو كان على
حساب وقتك
وراحتك.. والأعمال بخواتيمها
.
-
إنَّ رأس مال المسلم في الحياة بعد نيله رضا الله تعالى، حصوله على رضا
والديه مصداقًا لقوله
تعالى: "وقضى ربُّك ألا تعبدوا إلا إيَّاه
وبالوالدين إحسانًا
".
وتذكَّر - أخي الكريم - أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم
قال لأحدهم وقد جاء
يستأذنه للخروج إلى الجهاد - وهو ذروة سنام
الإسلام - لمَّا علم أنَّ له
أبوين عجوزين، التفت إليه وقال: "ففيهما
فجاهد" من حديث رواه أبو داود بسند
صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم لآخر وقد جاء يشكو أباه من كثرة
الطلب: "أنت ومالك لأبيك" رواه ابن ماجة بسندٍ صحيح
.
أخي الكريم؛
احرصْ على أن تكون قريبًا من أبويك، وإيَّاك أن تفكِّر في
تركهما إلى المحافظة الأخرى، بدعوى طلب الاستقرار والراحة والعمل الدعوي
.
وكن على ثقةٍ أنَّك إن فعلت هذا ابتغاء وجه الله وطمعًا في
رضا أبويك فإنَّ الله
:
سيبارك لك في وقتك الذي تحسب أنَّك أضعتَه في السفر.
وسيخفِّف عنك عناء السفر ويطوي لك الأرض.
وسيهيئ لك من الراحة والاستقرار أضعاف ما كنت تنشده في
الخيار الآخر
.
وسيفتح لك أبواب العمل للإسلام، ويسخر لك العديد من فرص
الدعوة إلى الله
.
سأكون سعيدًا بمعرفة قرارك، وإنَّني لواثقٌ بسديد رأيك.
وفقك الله لما فيه رضاه.
المستشار : فتحي يكن .
المصدر : إسلام أون لاين
==============
.
درجات المناصحة
إذا كان المدعو يكابر ويزايد ويعاند، فإن نصحته بأمر أصر
عليه وبالغ في إظهاره.. هل ترك مناصحته أفضل؟

لي شقيق من هذا النوع إذا ناصحته صمم على ذنبه
وحاول أن يظهر لي فرحته به
وكأنه يستمتع بإغاظتي، وأنا أشفق عليه من
العقاب، فهل الدعاء له كاف وترك
المناصحة أفضل، علماً بأنني أدعوه برفق وحكمة
وأحاول التقرب إليه بما يحب
.
الجواب
من الحكمة في دعوة الآخرين والإنكار عليهم مراعاة
تحقق النتيجة المرجوة، أو
بعضها، ومقابلتها بالمفاسد والنتائج السيئة
المتوقع حدوثها والتي قد لا
يكون معها أي مصلحة مرجوة، ويكون ذلك بحسب فطنة
الناصح ومعرفته بالآخرين
وردود فعلهم، معرفة أكيدة وليست متوهمة، أعني
بذلك أنه قد يوجد شعور مثبط
في النفس يوهم بأن هذه النصيحة أو الكلمة ستؤدي
إلى شر فيقعد عنها ويتركها،
ولكن المقصود أن يعلم بتجربة سابقة- مثلاً- أنه
سيترتب على النصيحة مفسدة
ومنكر أعظم من الخطأ الذي كانت لأجله النصيحة
كالحال الذي ذكرت
.
فعلى ذلك أرى أن تقصري من نصح أخيك حماية له من
الوقوع في المجاهرة والمكابرة
وإظهار الفرح بالذنب الذي يظهر منه عند نصحك له
, وفي هذه الأمور من
الخطورة والوعيد ما يجعلك تكفين عن مناصحته
حماية له منها، خاصة أنه لم
يظهر منه أي استجابة.
وإذا رأيت أن طريقة النصح غير المباشر قد تكون مجدية معه ولا
يحدث معها مثل ذلك فقومي بها؛ كإهداء الشريط والكتاب أو
الرسالة مع مواصلتك الدعاء له، هداه الله تعالى
بمنه وكرمه
.
المستشار : أسماء الرويشد .
المصدر : الشبكة النسائية العالمية .
... ==============
.
مذبذبة وأريدها داعية.. الأهم فالمهم
السلام عليكم ورحمة الله، أعرض عليكم مشكلتي بارك الله
فيكم، والتي تتضمن حال
إحدى المدعوات التي تعاني من شعور سيئ؛ وهو
-كما تدعي- كراهيتها لأن تفعل
أي عمل فيه خير، وذلك يشعرها بضيق، وتقول:
"أحس أني أنا لست أنا عند عمل
الخير، وأن هذا العمل ليس لي".


(9/15)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


والغريب أنها لا تمقت
الخير؛ بل تحبني كداعية لأني على خير كما تقول، ودوما تشجعني
على الثبات،
وتقدر تفكيري وتُجلُّه، وتقول: "أتمنى أن أكون مثلك، ولو ليوم
واحد ثم
أموت". وقد يكون نتج هذا الشعور لديها بعد محاولات لعمل بعض
الأعمال
الخيرة ثم التراجع عنها، وكم أنصحها وأعلمها أن الله غفور رحيم،
إلا أن التقدم
بطيء
.
وفي بعض الأحيان ورغم معزتها لي وقناعتها بصحة طريقي تفكر
بالبعد عني بحجة أنها تعاني من صعوبة في سلوك طريق الخير! فتحس
بأنها تائهة
ومذبذبة وعاجزة عن إيجاد الراحة النفسية وهي بحالة التذبذب،
وأن ما يمنعها
من العودة للشر هو معرفتي، حتى إنها أحيانا تقول: "أتمنى أن
أرجع كما كنت
ولو أسوأ إنسانة بالكون، ولكن أريد أن أرتاح وأجد نفسي
"!! فماذا تنصحونني؟ وهل
من المجدي الاستمرار معها، علما بأنها تحسنت كثيرا،
لكن ما زالت تحتاج للكثير من الصبر؟؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
الأخت الفاضلة، نرحب بك في موقعنا، ونسأل الله تعالى أن
يوفقنا لما فيه فائدتكم وعونكم
.
أختي العزيزة، كم هو جميل هذا الشعور المتأصل في
داخلك بشعورك بمشاكل غيرك،
واعتبارها مشكلتك الخاصة، وهذا دليل واضح على
حرصك الشديد على العون ونشر
الخير، والأخذ بيد الناس، فبارك الله فيكِ.
عزيزتي، لا بد من توضيح أمر سيسهل علينا كثيرا حل هذه المشكلة؛ وهو ما
المقصود بالعمل الخيري أو
التطوعي بشكل عام؟ هو ما تبرع به الإنسان من
تلقاء نفسه؛ بحيث يقوم بعمل
إيجابي تبرعا منه دون أن ينتظر مقابلا ماديا؛
بل ابتغاء رضا الله عز وجل
وثوابه.
من التعريف السابق نستنتج أن الوصول لهذه المرحلة من العمل الخيري تحتاج
تأهيلا مسبقا وإعدادا قويا في جوانب مهمة؛ فالعمل الخيري
مرتبط برباط قوي بقوة إيمان الفرد؛ لأن هذا
الإيمان القوي هو المحرك
والدافع للقيام بأعمال خيرية بكل حب وطواعية.
لذا يا أختي العزيزة فمن المجدي الاستمرار مع صاحبتك هذه والصبر عليها،
ولكن السؤال الهام هو: في أي
اتجاه ستستمرين معها؟ لا بد من العمل في
الاتجاه الذي تحتاجه هي في هذه
الفترة. وأرى أنها الآن بحاجة للارتقاء بها
إيمانيا وأخلاقيا؛ فنمو الناحية
الإيمانية والأخلاقية هو ما يحض الفرد على
العمل الخيري، ويشعره
بالمسئولية تجاه الآخرين، ويجعله أكثر تحملا
وصبرا، وبالتالي يكون ما سبق
هو نقطة البداية لزميلتك.
إن هذه الأخت المدعوة فيها الخير الكثيرُ، ولكنها تحتاج
تأصيلا وتأسيسا لهذا الخير حتى تقوى وتتشجع للاستمرار فيه،
ولنبدأ
بالأولويات التي تحتاج لها في هذه الفترة، وإليك بعض النصائح
والخطوات التي
يمكن أن تتبعيها معها
:
-
ساعديها في البداية على تقوية إيمانها والتقرب من الله تعالى أكثر بالحفاظ
على الفرائض، وأداء النوافل،
وأبواب النوافل من العبادات كثيرة، وذات تأثير
قوي في زيادة الإيمان
وتقويته، كما قال تعالى في الحديث القدسي:
"وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب
إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي
بالنوافل حتى أحبه، فإذا
أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر
به، ويده التي يبطش بها،
ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه،
ولئن استعاذني لأعيذنَّه
".
-
نوِّعي في أساليب دعوتك لها، وحاولي استكشاف أكثر الأساليب
التي تحبها،
وحافظي على دعوتها بين كل فترة وأخرى لمجالس
الذكر معك؛ لتزكية النفس
ومجاهدتها.
-
ابتعدي عن أسلوب الدعوة المباشرة، ولا تطلبي منها بشكل مباشر مشاركتك
في أعمال خيرية، ولكن حاولي تفعيلها معك في بعض الأعمال التي
تتناسب
واستعدادها في هذه الفترة
.
-
تذكري أن أبواب الخير كثيرة ومتدرجة، وهي دائما تكون نقطة البداية، كما قال
عليه السلام " "الإيمانُ
بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وستُّون شعبة؛ فأفضلها قول
لا إله إلا الله، وأدناها
إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من
الإيمان" (متفق عليه
).
-
قفي بجانبها وذكريها بأن أحب الأعمال إلى الله
تعالى أدومها وإن قل، وساعديها
أن تحافظ على تقربها من الله، وتقوية ثقتها
بنفسها؛ فجهاد الإنسان لنفسه
ومحافظته على ما أمر الله تعالى من أحب الأعمال
إلى الله، وبها ننال رضاه
وجنته إن شاء.
تلك بعض النصائح التي أسأل الله تعالى أن تفيدك وتعينك في دعوتك، ولا
تنسي أن من أهم صفات الداعية إلى الله الصبر على المدعو،
والدعاء له، ونحن نقوم بواجبنا، والهداية بأمر
رب العالمين
.
أخيرا.. من المؤكد أنه ليس كل المسلمين سيطرقون أبواب
الخير والمشاريع الخيرية؛ فلكل
فرد اتجاهات وميول يستطيع بها أن يخدم دينه
وبلده بما يناسب قدراته
وإمكانيته؛ لذلك لنضع جميعا هذا الأمر أمام
أعيننا؛ فأبواب الخير لا تقتصر
على المشاريع الخيرية والتطوعية؛ بل هي أوسع
بكثير؛ فكل أمر يخدم شباب
الوطن ويطورهم ويساعدهم هو باب من الخير، لنا
فيه الأجر والثواب بعون الله
.
نسأل الله تعالى التوفيق لكِ في دعوتك، وأن يرشدك
دائما لما فيه خير الإسلام
والمسلمين، وتابعينا دائما بأخبارك، ولا تنسينا
من صالح دعائك
.
السائل : ر.ع.غ - السعودية .
المستشار : نور الإيمان محمد .
المصدر : إسلام أون لاين
==============
.
لا بد من التدرج مع المدعو
في البداية يطيب لي أن أوجه شكري الجزيل على ما
تقدمونه من جهود، أسأل الباري
أن يجعلها في موازين حسناتكم. ولي استشارة أرجو
أن يتسع وقتكم لتشيروا علي
بما يمكن أن افعله.


(9/16)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


أنا وكيلة لمدرسة
فيها جميع المراحل الدراسية، وقد بدأت عملي منذ ثلاثة أشهر
فقط، من
خلالها بدأت التعرف على الطالبات والاحتكاك بهن، ومحاولة علاج
جوانب القصور
الديني لدى بعضهن، خصوصاً طالبات المرحلة الثانوية، محتسبة
أجري على الله
تعالى
.
أردت استشارتكم في طالبة كانت على غير طريق الاستقامة،
فقد كانت غير محجبة وتستمع إلى الأغاني، إلى غيرها من المعاصي
- أسأل الله أن يعفو عنها ويغفر لها -. ومنذ
شهرين تقريباً تركت الأغاني
وعزمت على عدم العودة إليها، وبدأت تستمع إلى
المحاضرات الدينية، والأناشيد
الإسلامية، استغللت الفرصة فحادثتها على
انفراد، وطلبت منها أن تعتبرني
أختها، وأخذت أحادثها بين الفينة والأخرى
وأناصحها ، وطلبت منها أن تبتعد
عن كل سلوك غير لائق. منذ ثلاثة أيام تقريباً
لاحظت تأخرها عن صلاة الجماعة
التي تقام في المدرسة فأبديت استيائي منها
وتضايقي، ولما جاءت إلي في
نهاية الدوام الدراسي لتسلم علي رفضت علامة
غضبي عليها. بعد هذا اليوم لم
أشاهدها تصلي في المسجد، ولما تأكدت تبين لي
هروبها وعدم صلاتها لغير عذر،
مما جعلني أتضايق من نفسي، وأتهم نفسي بأني
المتسببة لما وصلت إليه. أرجو
أن تشيروا علي بما ينبغي علي عمله، جزاكم الله
خيراً
.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه
وسلم
..
نشكرك يا من رمزت لنفسك بـ "مستشيرة" على
ثقتك بالموقع وتواصلك معه. ونرجو أن
نقدم لكِ ما ينفعك، ذكرت في رسالتك أنك وكيلة
مدرسة وأنك مهتمة بمشاكل
الطالبات، وأنك تحاولين معالجة جوانب القصور
لديهن. اعلمي ـ يا عزيزتي ـ
أنه لا يبقى لكِ من عملكِ إلا ما احتسبت به وجه
الله تعالى، وأن العمل
الدعوي من خير الأعمال وأحبها إلى الله (
وَمَنْ أَحْسَنُ قَولاً مِّمَّن
دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ
إِنَّنِي مِنَ
الْمُسْلِمِينَ ) . وللدعوة في هذا الزمان
أهميتها العظمى، خاصة بين فتيات
في عمر الزهور مقبلات على الحياة بحلوها ومرها؛
فهؤلاء هن ربات بيوت
المستقبل وأمهات الجيل القادم، فاجتهدي لتقديم
كل ما بوسعك لتكوني سبباً
لصلاحهن؛ فإن صلاحهن صلاح المجتمع.
ذكرت ـ يا عزيزتي ـ طريقة معالجتك لسلوكيات تلك الفتاة التي تحسنت بعض الوقت ثم
رجعت إلى ما كانت عليه، اعلمي
ـ يا أختي ـ هذه النتيجة طبيعية، إذا لم يكن
هذا التغير على أساس سليم من
فهم كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم
– والعقيدة السليمة في
الخوف من الله والرجاء في عفوه ومغفرته.
لا بد أن تراجعي نفسك في الأساليب التي استخدمتها مع هذه الطالبة، هل
كان اهتمامك منصبا على الشكل
ونسيت الاهتمام بالقلب وترسيخ الإيمان بالله
والخوف من عقابه والرجاء في
ثوابه، لا تلومي نفسكِ كثيراً، بل راجعيها، وما
زال لكِ في الوقت متسع
.
إياكِ واليأس والقسوة والعنف أو الهجران في غير محله،
بل لا بد من التغاضي
أحياناً والدعوة بلطف ومحبة وصبر وود ( وَلَوْ
كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ
الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) .
كما لا بد من التدرج مع المدعو في اللين والقسوة، لا تستخدمي القوة
والتوبيخ إلا إذا كان هناك أمر
عظيم وبعد محاولات شتى ولمدة طويلة.
لا تيأسي وأعيدي علاقتك الطيبة بتلك الطالبة
وتناسي أخطاءها وركزي على محاسنها، احرصي على الاهتمام بها
وتشجيعها، ولا
تكثري النصح كلما قابلتها، واسألي عن أحوالها وحاولي حل
مشكلاتها.. حببيها لنفسك بالكلمة الطيبة،
بالابتسامة الصادقة، بإهداء
الأشرطة والكتيبات المؤثرة؛ فلعل لها أثرها..
ثم انتبهي لصاحباتها، واطلبي من الطالبات الموثوقات احتواءها ومد
جسور الود والمحبة معها، وذلك
بتقديم المساعدات التي تحتاج لها، سواء في شرح
درس لها أو تلبية طلب من
طلباتها، والتعاون معها بأي شكل من الأشكال،
ومصلى المدرسة خير محتضن
لأمثال هؤلاء.
نسأل الله لك المعونة والثبات، وأن تكون هؤلاء الطالبات
شاهداً لنا لا علينا
.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المستشار : الجوهرة حمد المبارك .
المصدر : لها اون لاين
=============
.
رفقاء الدعوة.. أدوات تثبيط ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إخواني:
أنتم تعلمون أنَّ اختلاف الدعاة مصيبةٌ من مصائب الدعوة،
ولكنَّها تحدث
.
أنا أمارس العمل الدعويَّ في الجامعة والحمد لله، لكنَّني
كلَّما أردت القيام
بأيٍّ نشاطٍ مفيدٍ في مجال الدعوة في
الكلِّيَّة، أجد معارضةً من أحد
الزملاء معي في موقع العمل.. وهذه المعارضة
ليست على العمل.. إنَّما لتثبيط
العزيمة.
أنا والله أحبُّ مجال الدعوة هذا، لكنَّني لا أجد قبولاً أو
مؤازرةً عند التنفيذ
.
أعمل كثيراً على جذب هذه الأصوات المعارضة واستشارتها في
كلِّ الأعمال، وما من فائدة
.
خلافاتنا تؤثِّر كثيراً على جوِّ العمل، وأنا أخاف على
عزيمتي وحبِّي للعمل
.
الجواب
الأخت الكريمة هبة حفظها الله ووهبنا وإيَّاها الصبر
والمصابرة، وثبَّتنا على دينه القويم وصراطه المستقيم
.
اعلمي -أختي الكريمة– أنَّ ما تكابدينه في موقع العمل
من مثبِّطاتٍ ومعوِّقاتٍ
يكاد يكابده كلُّ داعيةٍ في موقعه، ومن
الأقربين قبل الأبعدين... ما عليك
إلا الصبر، والثبات، وكظم الغيظ، ومتابعة
الطريق، مع صعوبة ذلك ومراراته،
كما يصوِّره الشاعر بقوله:
وظلم ذوي القربى أشدُّ مرارةً...على النفس من وقع الحسام
المهنَّدِ
.


(9/17)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:41 pm

(9/17)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


واعلمي كذلك أنَّ
الناس معادن، وأنَّهم أنواعٌ شتى، وإن كانوا مسلمين أو
إسلاميَّين، فمنهم المنتِج، ومنهم المستهلِك،
ومنهم العامل المتحرِّك،
ومنهم القاعد عن العمل الكسول، ومن هؤلاء من هو
متعاونٌ مشجِّع، وآخر
مثبِّطٌ مقرف، بل إنَّ بين أولئك وأولئك من هو
منشغلٌ في الإعمار والبناء،
ومن هو للهدم والإرجاف، وصدق الشاعر حيث يقول:
متى يبلغ البنيان يوماً كماله....... إن كنتَ تبنيه وغيرك
يهدم

لو ألف بانٍ خلفهم هادمٌ كفى....... فكيف ببانٍ خلفه ألف
هادم

إنَّ من الشكر لله على نعمة العمل للإسلام والدعوة
إليه والجهاد في سبيله، أن
نصبر على وعثاء الطريق ومكارهها، وطريق الجنَّة
كما أخبرنا

رسول الله صلى الله عليه وسلم محفوفةٌ بالمكاره:
"حُفَّت الجنَّة بالمكاره، وحُفَّت
النار بالشهوات"رواه مسلم، والشكر إنَّما
يكون بالمثابرة والمجالدة مع نصح
هؤلاء، لأنَّ الدين النصيحة.
ثمَّ لابدَّ من إدراك حقيقةٍ من حقائق خلق الله تعالى،
وهي أنَّ كلَّ إنسانٍ ميسَّرٌ لما خُلِق له، وإنَّ كلَّ واحدٍ
يعمل على
شاكلته، وصدق ربُّنا سبحانه حين قال: "قل كلٌّ يعمل على شاكلته
فربُّكم أعلم
بمن هو أهدى سبيلا
".
وحقيقةٌ أخرى –ولكنَّها مخيفة– وهي أنَّ ما يُنعِم
الله على عبدٍ من عباده من خير له ثمنه، وعليه شكره، وثمنه
وشكره
المحافظة عليه، وعدم التبرُّم به والتضجُّر منه، وإلا سلبه إيَّاه،
وأعطاه عبداً
آخر من عباده، ولن يضرَّه شيئا، وسيجزي الله الشاكرين
:
"
ومن جاهد فإنَّما يجاهد لنفسه إنَّ الله لغنيٌّ
عن العالَمين
".
وأخيرا، أيَّتها الأخت الكريمة، أدعوك إلى تجديد نمط
وأسلوب العلاقة بزميلاتك،
فالقلوب جُبِلت على حبِّ من أحسن إليها، وحاولي
أن تستكشفي سبب مواقفهنَّ
السلبيَّة، فلعلَّ لهنَّ عذراً لا تعرفينه
فتوفَّقين إلى معرفته ومعالجة
أسبابه، وإن لم تتمكَّني من استكشاف شيءٍ
فالتمسي لهنَّ العذر، وقولي
: "لعلَّ لهنَّ عذراً لا أعرفه"، ثمَّ
لا تنسَي أن تدعي لهنَّ بالهداية في
ظهر الغيب، وبذلك تنالين شرف الإحسان.
فصبرٌ جميل، وبالله المستعان، وعليه التكلان.
المستشار: د.فتحي يكن.
المصدر : إسلام أون لاين
==========
.
التأنِّي.. التسويف.. التخذيل.. ودعوة أخي
السلام عليكم، سؤالي هو كيف يفرق الداعية بين التأنِّي
والحكمة في الدعوة وبين التسويف وتخذيل الشيطان له؟

مثال: لديَّ أخٌ أعلم منه أخطاء، وقد يعلم أنَّني
أعلم بعضها، ولديَّ الرغبة في
نصحه، لكنِّي أجد من نفسي ترددا، فأحياناً أجد
الحماس لمناقشته ونصحه،
وأحياناً أخرى أجد منها نوعاً من التريُّث
أوالتكاسل بحجَّة الخوف من ردَّة
الفعل والعواقب، فكيف أعلم أيُّهما أصحّ؟
السؤال عامٌّ ومتفرِّع، وأظنُّ الإجابة تختلف باختلاف
الأحوال، فأرجو التفصيل، وأودُّ سماع تعليق الدكتور فتحي يكن
.
الجواب
أخي السائل الكريم، إنَّ مهمَّتك حيال الحالة التي
طرحتها دقيقة، وتحتاج إلى
كثيرٍ من الصبر والأناة والحكمة، وقد يكون
مطلوباً ابتداءً اطمئنان نفسك
إلى أنَّ ما تقوم به من عمل إنَّما تبتغي به
وجه الله، بعيداً عن الهواجس
الشيطانيَّة المثبِّطة للهمَّة، المسبِّبة للحيرة
والقلق
.
يجب أن تدرك ابتداءً أنَّ مهمَّة الداعية هي من أشرف
المهمَّات وأكرمها عند الله تعالى،
وأجزلها أجراً وثوابا، لما تحتاجه من صبرٍ
ودرايةٍ ورعاية، وحكمةٍ وقدوة،
وتجرُّدٍ وتضحية،
وصدق الله تعالى حيث يقول: (ومن أحسن قولاً ممَّن دعا إلى الله وعمل
صالحاً وقال إنَّني من المسلمين)، ورسول الله صلى الله عليه
وسلم لامَسَ
صميم هذا المعنى بقوله لعليٍّ رضي الله عنه: "فوالله لأن يهدي
الله بك رجلاً
واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمُر النَّعم"متَّفقٌ عليه
.
وأودُّ أن أخلص من كلِّ ما سلف إلى القول بأنَّنا
كدعاةٍ مدعوُّون إلى الكثير
والكثير من حسن الظنِّ بالله، ممَّا يولِّد
الثقة بالنفس، والأخذ بالأسباب
ومتابعة المهمَّة الرساليَّة بالحكمة والموعظة
الحسنة، والتي تفرض تخوُّل
الآخرين بالنصيحة، والتيسير لا التعسير،
والتبشير لا التنفير، فما يحتاج
إلى الملامسة لامسناه، وما يحتاج إلى الإنكار
أنكرناه، وما يستوجب التحذير
حذَّرنا منه، وما يتطلب التشجيع شجَّعنا عليه،
كلُّ ذلك بحسب طبيعة من
نرعاه ونتعهَّده، مصداقاً
لقول عليٍّ رضي الله عنه: "أُمِرتُ أن أخاطب الناس على
قدر عقولهم
".
إنَّ علينا أن ندرك ونحن نقوم بكلِّ ذلك أنَّنا نفرغ
جهدنا ونبذل وسعنا،
وأنَّنا قد نخطئ ونصيب، وقد نحسن ونسيء، إنَّما
من غير تعمُّدٍ لخطأٍ أو
إساءة، مُحتسبين أمرنا عند الله الذي لا يخفى
عليه شيء في الأرض ولا في
السماء، وكفى به رقيباً وحسيبا.
أخي الكريم، إنَّ ممارستك لمهمَّتك الدعويَّة على
هذا النحو من شأنه أن يقذف في قلبك السكينة والاطمئنان،
ويجعلك على بيِّنةٍ من الأمر، ووضوحٍ في
التصرُّف، فلا يخالط "التأنِّي
والحكمة" هاجس "التسويف
والتكاسل"، قال سبحانه: (… ومن يتوكَّل على الله
فهو حَسْبه إنَّ الله بالِغُ أمْرِهِ قد جعل
الله لكلِّ شيءٍ قَدْرا)، ومع
صادق الدعاء لك بالتوفيق والسداد.
المستشار: د.فتحي يكن.
المصدر : إسلام أون لاي
=============
.
عدم خدمتي لهذا الدين يؤرقني
بسم الله الرحمن الرحيم..
سلام من الله عليكم ورحمة الله وبركاته..


(9/18)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


أستاذتي الحبيبة رقية المحارب
وفقك الله، أنا أسطر هذه الكلمات بكل حرقة والله
شهيد على ما أقول، منّ الله علي بنعم كثيرة من
أكبرها وأتمها الإسلام، أحفظ
كتاب ربي بل وأدرس في خير الأقسام (القرآن) لكن
ما يؤرقني ليل نهار ويقض
مضجعي عدم خدمتي لهذا الدين، نعم حتى وإن بدت
كبيرة أريد أن أخدم ديني،
طالما رددت عندما كنت صغيرة (أريد أن أصبح
داعية)، العمر يتقدم وأرى الدين
يحتاجنا وأظل مكتفة اليدين لا أسهم ولو بالشيء
القليل، أحاول وأحاول لكن
أجد كل الأبواب مغلقة، أملك كثيراً من
المقومات، أريد أن أطور نفسي، لا أحد
يساعدني، أريد من يشير علي حتى ولو بتوزيع
المنشورات، أفرح كثيراً حينما
أرى هذا المنظر وأتمنى أن أشاركهم ما الحل؟
أوقاتي ضائعة مهدرة لكن لعل
وعسى يكتب الله لي الأجر وأنا أتدارس كتابه
أحتسب ذلك إن شاء الله، أريد أن
أصبح فاعلة، أريد تطبيق ما أحفظه وتعليمه
للناس، هل أنتظر إلى أن أتخرج
وأواصل رسالة القرآن عن طريق التدريس لكني
عاهدت الله أن لا أسعى لهدف
دنيوي من دراستي للقرآن وعلومه.
أستاذتي العزيزة يعلم الله نيتي وكم أفكر في هذا
الموضوع، أرشديني ماذا أفعل؟ وكيف ابدأ؟ وهل مازال هناك وقت أم
فات الأوان؟
جمعني الله وإياك في مستقر رحمته
.
الجواب
الأخت السائلة بارك الله فيك ونفع بك، أنت على خيرمادمت تعلمت
لهذا الهدف، والحمد لله
الذي وجهك لتعلم كتابه، وهذه النية المباركة
لتدريس القرآن من العمل
الصالح، وإذا كنت لا تزالين في مرحلة الدراسة
فلديك مناشط كثيرة تحتاج منك
إلى مشاركة كالبرامج الدعوية من توزيع نشرات
وإعلانات وتدريس طالبات
الجامعة في المصلى والأخذ بيد من هم أصغرمنك
خاصة المستجدات، والسؤال عنهن
وإهداؤهن الكتب أو الأشرطة، والاتصال بمن
تعتقدين قدرتك التأثير عليها،
كذلك الاجتهاد في طلب العلم واكتساب المهارات
التي ستحتاجين إليها مستقبلا،
كما أوصيك بضرورة ملازمة القرآن حفظا وتفسيرا
وقياما به: (قل هذه سبيلي
أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)،
وعليك باستغلال وقتك بكثرة
القراءة في الكتب النافعة، واحرصي كثيرا على
الاجتهاد في دراستك خاصة وأنت
تدرسين في قسم القرآن، ولا يفوتك احتساب الأجر
في دراستك والله يحفظك
وينفعك بعلمك.
المستشار : الدكتورة رقية المحارب.
المصدر : لها أون لاين.
... =============
.
الصحبة للصالحات والدعوة لكل أحد
السلام عليكم.. أنا طالبة في الثانوية، التزمت قبل سنة
تقريبا، لكني وجدت من حولي
دائما يسخرون مني، ويعتبروني متشددة، مع أنه
ليس فيّ تشدد، وهذا حتى مع
أقرب صديقاتي، فكلما أريد نصحهم وتوجيههم، سواء
بأسلوب مباشر أو غير مباشر،
يصدون عني ولا يتقبلون مني، حتى ولو كلمة
واحدة.. على الرغم من أن أسلوبي
- ولله الحمد والمنة - أسلوب سلس جدا، وأحاور
الناس بالعقل، وأحاول ترغيبهم
دائما، وأخبرهم أن محبة الله هي أساس الحياة
السعيدة، وأخبرهم عن سعادتي
حين وجدت الطريق للالتزام..
لكن المشكلة أن صديقاتي قد ساروا في طريق العلاقات
المشبوهة وغيرها، وأنا لم أكن أعلم بهن، ولم تُظهر لي أي واحدة
منهن ذلك؛
لأنهن يخفن أن أنصحهن أو أتركهن.. ولما علمت بهذا الأمر ابتعدت
عنهن، وحاولت
أن أكون دائما في المصلى، ومع الطالبات الصالحات، و أقوي
علاقتي بهن.. والآن سمعة صديقاتي قد تشوهت في
أفكار الجميع، فأصبحوا
يعتبرون كل من تمشي مع هذه المجموعة أخلاقها
كأخلاقهم.. وأنا لا أريد أن
أبتعد عن صديقاتي كثيرا؛ لكي أستطيع دائما أن
آمرهن بالمعروف وأنهاهن عن
المنكر..
ومنذ أن التزمت أصبحت مهتمة بالدعوة، فأحاول أن أدعو كل من حولي، وأريد
أن أصلح مجتمعي .. وأريد أن أصاحب الصالحات، ولكن الصالحات
منغلقات على
أنفسهن، ولا يتقبلن أي زميلة تريد أن تنضم إليهن. لا أدري ما
أفعل؟
أرشدوني كيف أصلح من حولي؟ وكيف أغير هذه الفكرة التي في
أذهان زميلاتي بحيث أنضم إلى الصالحات؟

جزاكم الله خيرا،ً وبارك فيكم، ورزقكم أعلى جنانه.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. الأخت المباركة ـ وفقها
الله ـ
:
أولاً: شكر الله لك، وكثر من أمثالك. ثم إياك إياك..
أن يأخذك الحماس للدعوة
فتنسي نفسك، بل ينبغي لك بدءاً أن تعتني عناية
كاملة بتزكية نفسك قلبا
وقالبا، روحا وبدنا، علما وعملاً، عبادة ودعاء،
خوفا ورجاء، محبة وخضوعا،
بكاء وطمعا، صلاة وصياما، برا وصلة وإحسانا.
ثانيا: عليك أن تنتقلي من صحبتك السابقة السيئة إلى الصحبة الجديدة
الصالحة، ولا يجوز لك أن تستمري
في صحبة تلك الفتيات البعيدات عن الاستقامة على
الدين، كما قال تعالى
: {الأْخِلاء
يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ
}، وفي السنن عن
أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من
يخالل"، قال الترمذي: هذا حديث حسن
غريب، وصححه الحاكم والنووي، وقال ابن مفلح:
إسناده جيد. وعلى هذا فقولك
: "مع العلم بأنني لا أريد أن أبتعد عن
صديقاتي كثيرا"، ليس بصواب؛ فهؤلاء
الفتيات لسن صديقات لك، وعليك بالحذر الشديد؛
فقد ينعكس الأمر سلبا عليك في
دينك وأخلاقك وسمعتك.


(9/19)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


ثالثاً: لا يعني هذا ترك الدعوة أبداً، ولكن الصاحب شيء
والمدعو شيء آخر، فالصحبة
لا تكون إلا للصالحات، وأما الدعوة بالحكمة
والموعظة الحسنة فلكل أحد
. رابعاً: أنت في بداية طريق سلكه الأنبياء عليهم
السلام، وهو طريق صعب فيه
بلايا ومحن، كما جاء في الحديث الصحيح:
"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم
الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على
حسب دينه فإن كان في دينه
صلابة زيد له في البلاء". ومهما بذلت من
أساليب الدعوة الحكيمة والحسنة؛
فلا تطمعي أن يستقبل الناس كلهم أو أكثرهم
دعوتك بالثناء والمدح.. لا؛ فإن
هذا لم يتحقق حتى لأعلم وأحكم وأصدق وأفصح
وأحسن وأجمل وأكمل الدعاة رسولنا
صلى الله عليه وسلم. فلا تضيقي من هذا الأمر؛
فقد بشرنا الحبيب صلى الله
عليه وسلم بقوله "ما يبرح البلاء بالعبد
حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه
خطيئة" صححه الترمذي وابن حبان والحاكم
وغيرهم
.
رابعاً: ما ذكرته عن الصالحات أنهن "منغلقات على أنفسهن ولا
يتقبلن أي زميلة تريد أن تنضم
إليهن".. إن كان ذلك وقع منهن بالفعل؛ فهو
خطأ بيِّن ظاهر، كيف وقد قال
الله عن حال أهل الإيمان مع من كان على الكفر:
{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا
الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ
يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ
إِلَيْهِمْ}، وقد قال صلى الله عليهم وسلم:
"المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر
على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر
على أذاهم" أخرجه ابن ماجه
بإسناد حسن قاله الحافظ، وقال ابن مفلح: إسناده
صحيح
.
جعلك الله من أهله وخاصته، و وفقك لمرضاته، ورزقك أنت أيضا
أعلى جناته
.
المستشار:عصام بن صالح العويد .
المصدر: لها أون لاين
================
.
أريد فعل الخير ونشر الدعوة.
أرغب في نشر الدعوة، ولا أجد من يساعدني في ذلك،
وأنفعل دائما وأكون في حاله
مزاجية سيئة.. أرغب في فعل الخير ولا أجد من
يساعدني؛ حتى إني أصبحت أطلب
بعض النشرات الدعوية من زوجة جاري التي بدورها
تطلبها من زوجها، وأشعر أني
أثقل عليها.. أريد فعل الخير بشكل أوسع..أرجو
تزويدي بأساليب أستطيع
فعلها..
وادعوا لي بزوج صالح.
الجواب
أولاً: أشكر لك حرصك على الدعوة ... ومجالات الدعوة ـ ولله الحمد ـ
كثيرة جداً، وكذلك الأساليب
والوسائل، والحديث في ذلك يطول، لكني أحيلك إلى
الكتب والرسائل المؤلفة في
ذلك، وهي أيضاً كثيرة، وما عليك إلا أن تقصدي
إحدى المكتبات الكبيرة، أو
دور النشر، وتتوجهي إلى قسم الكتب الدعوية،
وتختاري منها ما يعينك على
الدعوة. وأوصيك مع ممارسة الدعوة: بالحرص على
طلب العلم الشرعي من مصادره
الموثوقة؛ حتى تكون دعوتك على بصيرة، فإنَّ
العلم هو أساس الدعوة
.
والله الموفق.
المستشار : محمد عبد العزيز عبد الله المسند .
المصدر : لها أون لاين
==============
.
تعبت مع نفسي الأمارة بالسوء .
أشكر لكل القائمين هنا، وجعلها الله في موازين حسناتكم...
أنا طالبة في ثالث ثانوي... أحببت الدعوة إلى الله
فاتخذته منهجيتي في
الحياة.. وسلكت مسلكه.. فأخذت اطرق أبواب الخير
ولكن فوجئت بعدم الإجابة
.. مثلا في يوم أردت توزيع الملابس على الفقراء
ولكن سد الباب في طريقي، ليس
من الأهل.. ولكن من عدة جهات... ومرة أردت جمع
الحقائب المدرسية المستعملة
ومن ثم توصيلها لمن يحتاجون إليها... ولكن كلما
أخبر أحدا عن هذا المشروع ـ
وأنا لا أذكر أنني أنا التي أجمعها كي لا يدخل
الشيطان ـ يتحمس في
البداية.. ولكن مثلا يصاب بالعجز، وكنت احرص
على تذكيره فأبوء بالفشل
..
وحصل معي هذا عدة مرات، فعلمت إنه يجب علي إخلاص
النية، ولكن الشيطان يدخل علي
من حيث لا أحتسب، وأتعوذ وأدعو ربي أن أكون
صادقه معه.. فتعبت مع نفسي
الأمارة بالسوء، وأيضا في رمضان كنت لا أبكي
أثناء الصلاة إلا قليلا فيضيق
صدري ضيقا عظيما، وأيضا أدعو ربي أن أكون بكاءة
من خشيته.. ولكن حينما أصلي
بجانب صديقتي أو من أعرف فإني أبكي بكاء
متواصلا لدرجه أنك تقولين لي
حينما ترينني: هذه "إنسانة" تقية..
فأرى الرياء قد سيطر على قلبي، وجاهدت
نفسي مرارا وتكرارا، فكيف أتخلص من ذلك.
الجواب
أختي المباركة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ما أجمل أن يكون الإنسان داعياً إلى الخير؛ لأننا
لا نريد أن نعيش في هذه
الحياة لأنفسنا واهتماماتنا فقط، بل نريد أن
تكون أعمارنا عامرة بفعل
الخيرات لله رب العالمين.. إنَّ الإحسان إلى
الفقراء دليل خير على صدق
الدعوة إلى الله، وهذا يبشر بامرأة قادمة تنتظر
الأمة منها الخير الكثير،
لكن تحتاجين إلى أن تكوني متفائلة ومستفيدة من
خبرات الغير في أعمال الخير
بهذا المجال، بما في ذلك مجالسة صاحبات الهمم،
ويصاحب ذلك خطوات في التنفيذ
حتى لا تكون الفكرة أسيرة في ذواتنا، لأنَّ
هناك فرق بين من يفكر ومن
ينفذ، وتذكري أنَّ ربّ همة أحيت أمة.
أختي: أوافقك في الرأي بأنَّ النفس أمارة بالسوء
إلا من رحم ربي؛ لأنَّ النفوس بطبعها تحتاج إلى غسل النوايا
من حين إلى
حين (ربنا آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها).. ولكن ثقي
بأنَّ الإنسان
متى ما صدق مع ربه أتاه التمكين ولو بعد حين، وكثيراً ما
يحرمنا الخوف من الرياء من الخيرات، ولو أننا
خفناه لما كتبت إليك هذه
السطور، وخير معين في هذا "اللهم إني أعوذ
بك أن أشرك بك وأنا أعلم
وأستغفرك لما لا أعلم".
وأما الضيق الذي تجدينه فهو دليل على صدق العمل مع الله..
أختي المباركة: إننا في هذه الحياة كعابري سبيل، فأوقدي
شمعة ضياؤها حب الدعوة إلى الله في هذه الأمة
.
شرح الله صدرك وأنار دربك بمحبته ورضاه.


(9/20)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:44 pm

(9/20)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


المستشار : يوسف بن
عبدالله بن عبدالعزيز الحميدان
.
المصدر : لها أون لاين
=============
.
ما حكم استخدام الصور للأمور الدعوية؟
ما رأيكم في تضمين المواضيع الدعوية أو النافعة من
نوع العروض التقديمية
باستخدام الحاسوب (شيئاً من الصور كصور
الأطفال)؛ وذلك لجذب الجمهور حول
القضية المطروحة وترغيباً فيها؟
الجواب
التصوير من المحرمات التي شدد الشارع الحكيم في الزجر عنها،
فتوعد صاحبها بالنار، واللعن، في عدة أخبار معلومة في هذا الباب
.
ولذا فإن الأصل في التصوير والصور المنع والتحريم، حتى تقوم
حاجة تبيح هذا المحرم وترفع هذا الأصل
.
وقد اختلف أهل العلم المعاصرون في حكم استخدام الصور للأمور
الدعوية والثقافية ونحوها
.
والذي يظهر لي أن في الأمر تفصيلاً فيقال:
-
إن لم تقم حاجة داعية إلى ذلك، أو لم يكن الأمر ذا بال،
فيبقى الأصل محفوظاً وهو المنع
.
-
أما إذا قامت حاجة إلى التصوير، وعرض الصور، وكان الأمر
مهماً، ويفيد في
قناعة المشاهدين، كالأمور التي تتعلق بمآسي
المسلمين وعرض صور عنها؛ فأرجو
أن لا بأس بذلك.
وبذلك فإنك – وفقك الله – تنظرين: إن كان لأمر مجرد جذب
وتقديم ونحوه؛ فالأصل المنع. وإن كان الأمر يتعلق بأمر مهم فلا بأس حينئذ
.
وبكل حال فإنه لا ينبغي التعنيف على من أخذ بأحد القولين في
المسألة، إلا فيمن تجاوز الحد، ويبقى الأصل كما ذكرنا بالمنع منه
.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يشرح صدرك للإسلام، وأن
ينفع بك المسلمين، وأن يزيدك
حرصاً واهتماماً وإخلاصاً، وأن يوفقك لكل خير..
وجميع أخواتنا المؤمنات
.. آمين.
المستشار : محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم الفائز .
المصدر : لها أون لاين .
===============
.
حكم صرف الزكاة للمناشط الدعوية
هل يجوز إخراج الزكاة إلى قنوات الدعوة إلى الله ونشر
الإسلام مثل مراكز الإرشاد وتوعية الجاليات وغيرها ؟
.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الخلاف بين العلماء من السلف والخلف في هذا الأمر
معلوم، بناء على مفهوم معنى
(سبيل الله)، في آية مصارف الزكاة: "إنما
الصدقات للفقراء والمساكين
والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب
والغارمين وفي سبيل الله وابن
السبيل" [التوبة: 60]، وهل المراد بـ
"سبيل الله" في الآية هو الجهاد
بمعناه العام كما في الحديث: "جاهدوا
المشركين بأموالكم وألسنتكم وأنفسكم
" أخرجه أبو داود (2504)، والنسائي (3096).
وقد أجاز سماحة المفتي العام للملكة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه
الله (صحة صرف الزكاة في إعداد
القوة بالدعوة إلى الله، وكشف الشبه عن الدين،
وهذا يدخل في الجهاد، وهو
من أعظم ما يكون في سبيل الله) ا.هـ.
وقد نظر المجمع الفقهي بمكة برئاسة سماحة الشيخ
عبد العزيز بن باز – رحمه الله- هل تدخل الدعوة في معنى "سبيل
الله؟"
في آية الزكاة قال: (ينتهي المجلس إلى أن أجاز بالأكثرية المطلقة
دخول الدعوة
إلى الله وما يعين عليها ويدعم أعمالها في معنى "سبيل الله" في
الآية
الكريمة) ا.هـ
.
ولي بحث منشور في هذا الخصوص استوفيت فيه الأقوال وأدلتها،
ورجحت الجواز، واسم الكتاب (مصرف "وفي سبيل الله" بين العموم
والخصوص). من
أراد التوسع فليقرأه. والله أعلم
.
المراكز الدعوية من الزكاة
المجيب أ.د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
سابقاً

التصنيف الزكاة/مصارف الزكاة
التاريخ 16/02/1426هـ
المصدر : منتدى الرائد للدعاة المتميزين - ناصح
===============
.
مشكلة ملل الدعاة .
هناك ظاهرة سلبية في أوساط الشباب الذين بقوا فترة
غير يسيرة مثلاَ عقد من
الزمن أو أكثر في مجال النشاط التربوي فالآن
بعد هذه الفترة عدد منهم لا
يرغبون في النشاطات التربوية من الدرس الأسبوعي
إلى الحضور إلى مجالس
إيمانية أو استماع محاضرة أو مجلس وعظ وتذكير
وما إلى ذلك مع اقتناعهم
الكامل بالأخذ بالمنهج وبضرورة العمل التربوي
كحجر أساس للعمل الدعوي
السليم. ما سبب هذه الظاهرة وكيف نعالجها؟ و
جزاكم الله عنا وعن المسلمين
خير الجزاء
الجواب
هذه المشكلة أخي الكريم مشكلة عامة شائعة، وأسبابها
متشعبة كثيرة، منها ما هو متعلق بالأفراد أنفسهم، ومنها ما هو
متعلق بطريقة
تربيتهم، ومنها ما له كبير الصلة بحالة الجمود وعدم مواكبة
العصر، وهي
الحالة التي اعترت الكثير من القائمين على العمل الإسلامي،
فلزموا حالة
واحدة لم تراع اختلاف الزمان، ولا تغير الأفكار، ولا تعدد
البلاد، ولا
تنوع طرق التفكير
.
يقول الدكتور فتحي يكن في توصيف المشكلة: "هذه المشكلة تعكس حالة الجمود وعدم
التجدد في واقع العمل الإسلامي
المعاصر، فضلاً عن التخلف عن واقع العصر وعدم
الأخذ بالأسباب والإمكانات
المتوافرة فيه.
إن السبب الرئيسي لهذه المشكلة يكمن في سوء فهم المقاصد التربوية
والدعوية، وبذلك تبقى "التربية" استفادة بدون إفادة، كما تبقى
"الدعوة" أخذاً بدون عطاء.
أما المنهج الإسلامي – قرآناً وسنّة وسيرة وتاريخاًً –
فيعتبر العطاء ثمرة الأخذ والتلقي، مصداقاً لقوله صلى الله
عليه وسلم
"بلغوا عني ولو آية"رواه البخاري والترمذي
.
وهل أدل على هذا المعنى من قوله تعالى "لا خير في كثير
من نجواهم، إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس... الآية"؟
.
وفي ضوء هذا التصور تصبح "التربية"
كما"الدعوة" مفردات في إطار "المشروع
الإسلامي" الذي يهدف إلى إصلاح وتغيير
الواقع الاجتماعي، كما يصبح لكل فرد
دوره في هذا المشروع.
*
النظرية التربوية:


(9/21)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


إن هذه
الاعتبارات الموضوعية وغيرها تفرض على الحركة الإسلامية أن تعمل على
إعادة النظر
في نظريتها التربوية، وتعمد إلى تطويرها بما يتكافأ والدور
الموكول إليها.
إن النظرية التربوية للمشروع الإسلامي يجب أن ترتقي من إطار تربية
الشريحة إلى مساحة تربية الأمّة، وإلى نظرية تصلح لأن تُبنى
عليها
السياسات التربوية في المؤسسات الأهلية والرسمية على حد سواء
.
*
النظرية الدعوية:
وما يقال عن ضرورة إعادة النظر في النظرية التربوية
يجب أن يُقال كذلك في
النظرية الدعوية، تربية وخطاباً وأداءً ونهجاً
ووسائل وآليات
.
لم يعد جائزاً بقاء الدور الدعوي محصوراً في خطبة
الجمعة والمناسبات التاريخية،
على كبير أهميتها وقيمتها، فالمجتمع من حيث
المساحة يتعدى مساحة المسجد
والقاعة أو المنتدى.. والدعوة يجب أن تصل إلى
كل موقع وتبلغ كل قطاع،
ليتحقق الشهود العام على الناس، أفراداً
ومؤسسات، "لئلا يكون للناس على
الله حجة بعد الرسل".
والنظرية الدعوية – منهجية ومادة – غير محصورة بطبقة معينة
من الناس، فهي ليست وظيفة علماء الشريعة لوحدهم - على سبيل
المثال -
وإنما هي وظيفة الجميع في كل مواقعهم واختصاصاتهم ومنابرهم
.
من خلال هذا التصور يبقى المسجد منبراً دعوياً
رئيسياً، مضافاً إليه المنبر
التعليمي (المدرسي والجامعي) والمنبر الإعلامي،
والمنبر الاجتماعي الخيري،
والمنبر النيابي والسياسي وسائر المنابر الأخرى.
إن النظرية التربوية والدور الدعوي يجب أن يتجاوز حدود الشريحة
الإسلامية الواحدة ليبلغا آفاق
الأمة الإسلامية، فضلاً عن آفاق العالم أجمع،
تحقيقاً لعالمية الخطاب
القرآني الدعوي: "يا أيها الرسول بلّغ ما
أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما
بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا
يهدي القوم الكافرين
".
وإذا كان الدكتور فتحي قد تطرق لجوانب على الحركة
الإسلامية مراعاتها، وهي
جديرة بالنظر والانتباه، إلا أن هناك جانبا آخر
جدير بالذكر والملاحظة
أيضا، وهو ما يتعلق بالفرد نفسه، الذي يتحول –
كنتيجة لعدة عوامل داخلية
إلى شخصية سلبية غير فاعلة، رغم اقتناعها
الكامل بضرورة العمل، وهذا ما
يزيد الأمر تعقيداً وصعوبة في تغيير هذه النفوس
ويمكن إجمال هذه العوامل الداخلية بما يلي:
1-
الإحباط لعدم رؤية نتائج العمل ظاهرة بينة.
2-
الملل والفتور نظراً لطول الفترة وامتدادها.
3-
ضعف الوازع الديني وهو الشعلة المحركة، والجذوة الموقدة
لنار الحركة والفعل
.
4-
كثرة الأعباء التي تثقل كاهل الدعاة، مما يصيبهم بالإرهاق
والإنهاك
.
وقد تم مناقشة هذه العوامل، ووضع بعض البرامج
العملية لها في أكثر من استشارة،
ويمكنك لو تكرمتَ مطالعتها من خلال آلية البحث
في الصفحة أو من خلال
عناوينها، وهي:
الفتور.. الإيمانيات.. كثرة الأعباء: مشكلات الدعاة
بين الغربة واليأس.. أننعزل؟
كيف أحافظ على إيمانياتي؟
الانعزال مرة أخرى.. ما الحل؟
تناقص الإيمانيات.. إلى الإيمان من جديد
استشارة : د.فتحي يكن.
المصدر:إسلام أون لاين.
==============
.
أريد أن أدخل غمار الدعوة.. كيف؟
السلام عليكم.. أولاً نشكركم على هذا الموقع المميز،
وسدد الله خطاكم ورفقكم..أنا
فتاة أريد أن أدخل غمار الدعوة في محيط الأسرة،
فكيف أكسر الحاجز بيني
وبين أهلي والتخلص من الرهبة والخوف في
البداية؟.. وكيف أحتسب الأجر
والتخلص من حظوظ النفس في الدعوة وسبل
الدعوة؟.. وعذراً على الإطالة وجزاكم
الله خيراً.
الجواب
مجال الدعوة مجال شريف رحب وهي منة من الله لمن يصطفي من
عباده وهنيئاً لك هذا الهم وهذا الشعور وتلك الرغبة في إرشاد
ودلالة الناس
على الخير فهي سبيل محمد صلى الله عليه وسلم ومن اقتفى أثره
قال تعالى:
(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) ودعوة
الأسرة هي
أولى الأولويات لكل داعية فقدوتنا عليه الصلاة والسلام أمره الله
جل وعلى أول
دعوته بعشيرته كما في قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين
)..


(9/22)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


أما ما يتعلق
بالخوف الذي تجدينه في نفسك فهذا خوف طبيعي يصاحب كل إنسان عندما
يدخل ميداناً
جديداً عليه فلا تتحرجي من هذا الشعور ولا يمنعك عن هدفك
ومقصودك وعليك البدء بصغار العائلة من جمعهن
والتكلم أمامهن ووعظهن
بالمواعظ والقصص النافعة والمعبرة التربوية
وليكن مدخلك من خلال سيرة نبينا
عليه الصلاة والسلام فهناك كتاب مختصر الرحيق
المختوم مفيد في بابه, فأنت
ادخلي باب الدعوة من باب القصص من السيرة ولا
تنسي سيرة الصحابيات من أمهات
المؤمنين, ثم بعد ذلك توسعي في دعوة من هن في
سنك من زميلات الدراسة من
خلال درس التعبير فلا يمنع أن تعودي نفسك بأن
تتكلمي بكلمة قد أعددتها لهن،
فاستأذني معلمتك وليكن بداية إلقائك أن تقرئي
من ورقة مكتوبة أمامك, ثم
بعد فترة توسعي بوعظ وتذكير من هن أكبر منك
سناً وليكن في محيط العائلة ثم
شيئاً فشيئاً حتى يكون الأمر لديك طبيعياً, ثم
اعلمي أن الدعوة إلى الله
عبر الكلمة الطيبة والنصيحة المبذولة هي جزء من
الدعوة إلى الله فهناك
الدعوة إلى الله من خلال ما تنفقي من مال لأجل
الدعوة إلى الله من خلال
طباعة الكتب والمطويات والأشرطة بل وحتى
الدعايات المطبوعة لمجالس الذكر
والدعوة إليها أو غيرها من أبواب الخير، فالدال
على الخير كفاعله, وهناك
الشريط الطيب الذي توزعينه على بنات جنسك وهناك
المطوية المكتوبة والكتيب
الإسلامي وغيرها من مجالات الخير والإرشاد,
وأما ما تجدين من حظوظ النفس
فهو مما لابد أن تشعري به في بداية أمرك ثم يخف
بإذن الله مع المجاهدة
وتقريع النفس بأهمية الإخلاص وعدم الاسترسال مع
هذا الشعور
.
لذا أوصيك دائماً بأهمية محاسبة النفس ومراجعتها وتقويمها
ولو وجدت أن هناك حظاً
للنفس فعليك بالإمساك، لكن انتبهي فقد يكون ما
تجدينه وساوس شيطانية لصرفك
عن أعظم مجال للخير ألا وهي الدعوة إلى دين
الله قال تعالى: (ومن أحسن
قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني
من المسلمين
)..
وأذكرك بأمر تعرفينه ولكن من باب التذكير ألا وهو
الدعوة إلى الله من خلال القدوة
بأن تكوني داعية لدينك دين الإسلام من خلال
شخصيتك أي كوني داعية من خلال
الاقتداء فكلامك كلام مؤدب ومنطقي ومبني على
كلام الله وكلام رسوله صلى
الله عليه وسلم وفعلك يوافق قولك, عبادتك من
صلاة أو صوم أو حج تكون على
السنة متأسية بهدي محمد فالصلاة مثلاً تصلين
بخشوع متأنية ومطبقة للسنة في
حال ركوعك وسجودك.. إلخ فتعطين كل ركن حقه,
وشخصيتك شخصية امرأة مسلمة
متمسكة بدين الإسلام ولباسك لباس إسلامي من
خلال حجابك وملابسك فحجابك ليس
حجاباً مزركشاً ولا مخصّراً ولا ملوناً.... إلخ
بل عباءة ساترة سوداء من
أعلى رأسك لأخمص قدمك وملابسك كذلك لباس ساتر
وليس لباس فتنة بسبب ضيقه أو
شفافيته أو فتحات تبين بعض أعضاء الجسم
وهكذا,وحتى يكون كلامك مقبولاً
انتبهي أن تقولي قولاً أول من يخالفه أنت بل لا
تقولي قولاً إلا وتكوني أنت
أول المطبقين والفاعلين له واجعلي أمامك قول
الله تعالى: (يا أيها الذين
آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند
الله أن تقولوا ما لا تفعلون
).
أسأل الله العظيم أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه ويجعلنا
من الآمرين بالمعروف الفاعلين له ومن الناهين عن المنكر المتجنبين له
.
وادعي ربك العظيم أن يفتح لك مجالات الخير ويجعل لك القبول
بين خلقه ويجعل ذلك كله خالصاً لوجه الله تعالى

المصدر : نقلا من "لها اون لاين".
==============
.
أمنيتي الدعوة ولا أدري كيف أبدأ!
أنا فتاة في المرحلة الجامعية، وتخصصي دراسات إسلامية..
أمنيتي أن أكون داعية، ولكن لا أعرف من أين ابتدئ وكيف؟
!
الجواب
اعلمي - رحمني الله وإياك - أن الدعوة إلى الله شرف
وأيما شرف، وهي منة من الله
سبحانه، وقد أخبر جل وعلى أن طريق نبينا وطريق
أتباعه هي الدعوة إلى الله
قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو
إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي... }الآية.
ووصفهم سبحانه بقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ
وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ
إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، وقال عليه
الصلاة والسلام: "بلغوا عني ولو
آية".
فالإنسان يدعو للدين بما يعلم، وليس شرطا أن يظل قابعا
يستزيد من
العلم
دون أن يكون له نشر لهذا العلم ودعوة إليه, بل يطلب العلم ويدعو لما
علم.
والدعوة إلى الله تكون ببذل النفس وتقديمها رخيصة في سبيل
الله،
وتكون
كذلك ببذل الجاه والقيام بالشفاعة، وتكون كذلك ببذل المال في سبيل
الله ونصرة
دين الله، وتكون ببذل الوقت، والذي هو الحياة في نشر الخير ونفع
الناس، سواء
نفع علمي أو نفع بدني، من خلال بذل البدن وراحته مثلا في
الإغاثة، كالسعي على الأرملة والمسكين
والمحتاج، أو السعي في إنجاح البرامج
الدعوية التي تقام هنا أو هناك من خلال
المشاركة الفاعلة فيها
.
فالدعوة ليست محصورة بمجال محدد، بل هي عامة وسبلها
كثيرة.. فأنت - يا رعاك الله
- يمكنك الدعوة لدين الله عبر بنات جنسك، بل هذا
هو المطلوب، سواء من خلال
جامعتك عموما، أو كليتك خصوصا؛ وذلك من خلال
النصح والتوجيه للزميلات،
وتقديم الشريط والمطوية لهن، وتذكيرهن بمناسبات
الخير وطرق الخير، أو مع
معلماتك بما تقدم، وكذلك بحثهن بإقامة البرامج
الدعوية للكلية أو الجامعة
والتعاون فيما بينكن.
ويمكنك كذلك الدعوة للجارات، سواء من خلال حضورهن إليك، أو من
خلال مسجد الحي والتعاون مع إمام المسجد، عن طريق زوجته أو
أخته، وذلك
بإلقاء الدروس والمواعظ وتقديم ما تستطيعين تقديمه لهن
..


(9/23)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:46 pm

(9/23)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


كذلك يمكنك ممارسة
الدعوة، باستغلال اللقاءات العائلية أو المناسبات الاجتماعية
الكبيرة، من
أعراس أو غيرها، بالكلمة الناصحة للأخوات وبالشريط الهادف
والمطوية
النافعة بالتعريف بالمناشط الدعوية والدعوة إليها, فإن لم
يكن فكوني
قدوة صالحة
..
كذلك حضورك لدروس العلم والمحاضرات، هي بحد ذاتها دعوة
إلى الله، فأنت ينبغي - كما ذكرت - أن تكوني قدوة صالحة، وأركز
على أهمية
القدوة، فينبغي ، وكذلك أن تكوني متميزة في عقيدتك، وأنك رضيت بالله ربا
وبالإسلام
دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، وتديني بالتوحيد لله
وتحقيق
العبودية الحقَّة لله، وتكوني متميزة كذلك بعبادتك متمثلة هدي النبي
في ذلك، كذلك
يتمثل فيك الإسلام بآدابه وأخلاقه، ويكون سمتك سمت الصالحات،
من حديث ومن
معاملة حسنة وطيبة للآخرين من حولك، وكذلك من نظرة ورؤية لما
حولك، من خلال
لباسك، فيكون لباسا ساترا وحجابك كذلك حجاب ستر وحشمة لا
حجاب زينة وتفاخر وفتنة، كما يوجد لدى البعض
هداهن الله
.
ثم اعلمي أن كل ماذكر يكون بحسب الوسع، فأنت لا يلزم أن تكوني
مثالية في كل شيء، بل ابذلي
الوسع في تطبيق أوامر الدين، وادعي الله عز وجل
أن يرزقك العلم النافع
والعمل الصالح ويثبتك عليه، واجتهدي دائما في
الترقي والاستزادة من العلم
والعمل، ومن ثم الدعوة إليها، لكن لا يمنع أن
تدعي لدين الله حتى ولو لم
تقومي ببعض الأوامر، من السنن القولية أو
العملية؛ لأن الواجبات ليس فيها
خيار، ويندرج فيها الوعيد الوارد بعدم العمل,
فحتى لو كان هناك تقصير في
بعض الأمور؛ فهذا لا يمنع من تبليغ دين الله؛
فلا نجمع بين سوأين، سوء عمل
وعدم دعوة، وكما قال ابن تيمية - رحمه الله - :
ينبغي لأصحاب الكؤوس أن
ينكر بعضهم على بعض.
نعم.. احرصي على أن تكوني مطبقة لما تدعين له، لكن عدم
العمل لا يمنع من الدعوة لدين الله ونشره بين الناس
.
والدعوة هي أمر ونهي؛ فالأمر يكون أمرا بمعروف، والنهي
جانب آخر، وهو النهي عن
المنكر؛ فليست الدعوة - فقط - طلب فعل أمر، بل
قد تكون طلب ترك أمر
.
المصدر : نقلا من "لها أون لاين"
=============
.
شردت عنا ثم اطمأنت لي.. كيف أدعوها؟!
سلام عليكم..
الإخوة الأفاضل.. أود استشارتكم في أخت لي في الله
كانت من الداعيات النشيطات
تحمل هم الدعوة في المرحلة الثانوية، وبعد ذلك
توجهت لمدارس تحفيظ القرآن
فترة..
ثم أصيبت ببعض الصدمات منهم فتركت التحفيظ والدعوة ولجأت
إلى
رفيقات
سوء ومغنيات، وانحرفت فأصبحت تدخن وترتدي البنطال، ولها الكثير من
السلوكيات
السيئة والعادات القبيحة التي تمارسها مع هؤلاء الفتيات
..
حاولنا كثيرا أن ندعوها في اجتماعاتنا ومجالس الذكر،
ولكنها ترفض وتسب الداعيات
وتنفي كل معاني الأخوة والمحبة في الله، ولا هم
لها سوى هؤلاء الفتيات
. ولكنها
اطمأنت لي قليلا وزارتني في البيت.. ولا أدري ما الأسلوب الأمثل
لدعوتها وردها
لنا، وهل أعمل بمفردي معها أم أدعو باقي أخواتي وأفرضهم
عليها فرضا؟!
أفيدوني جزاكم الله خيرا..
الجواب
السلام ورحمة الله وبركاته..
الحمدلله وحده، وبعد:
فأشكر للأخت حرصها وغيرتها على أختها، وأسأل الله جل
وعلا أن يرد زميلتها رداً
جميلاً وأن يهديها للحق والصواب، وأن يكفيها شر
الأشرار وكيد الفجار
..
وأنصح الأخت السائلة أن لا تفرض على زميلتها باقي
أخواتها الصالحات، وأن تقوي
صلتها بها، وأن تهتم بجانب الدعوة الفردية معها
إذا كانت قادرة على ذلك ولا
ضرر عليها من التأثر بزميلتها.
وأنصح الأخت بقراءة إحدى الرسائل المفيدة في هذا الباب، وأهمها: الحور بعد
الكور، للشيخ محمد الدويش. وسائل
الثبات على دين الله، للشيح محمد المنجد.
مقومات الثبات على الهداية، للشيخ
محمد الدحيم. والاستفادة منها.
ولا مانع من إهدائها لزميلتها بطريقة مناسبة.
ومن أهم الوسائل المناسبة: تذكير الأخت السائلة
لزميلتها عاقبة سوء الخاتمة،
وسوء أخبار المنتكسين. ويمكن الاستفادة من كتاب
بعنوان: من أخبار
المنتكسين، للشيخ صالح العصيمي. وتذكيرها فضل
وحلاوة الإيمان، وقصص
التائبين، وبيان خطر الصديق والصاحب السيئ، وأن
المرء على دين خليله كما
جاء في الحديث.
وأن تلجئي إلى الله عز وجل بالدعاء بظهر الغيب وفي ساعات الاستجابة بأن
يرد زميلتك ويهديها إلى الصراط المستقيم، وأن تُحسني النية
في ذلك العمل.
والله الموفق
.
المصدر : عبد العزيز العمر "لها اون لاين"
=============
.
لدي طاقة وحماس
أنا شابه أجد في نفسي طاقة وحماسة ، ولكن وظعي
كالتالي : أسكن مع والدي
ووالدتي وأخواتي وليس لي اخوات ، وطلبات أهلي
كثيره جدا تمنعني من حظور
المحاضرات والدروس العلميه .
كيف أفعل معهم في اشغالهم لي الكثير مع العلم بأنني طالبه
في المرحلة الثانوية وعندي واجبات مدرسية تأخذ جزء من وقتي ؟

الجواب
الحمد لله , أخيتي إن كان عدادك في الداعيات إلى الله
تعالى فإن كل داعية على
وجه الأرض له انشغالات و احتياجات شخصية و
أسرية كسائر البشر , لكن الدعاة
الموفقون المخلصون يمن الله عليهم بتيسير
الأمور, و خفة المؤنة , وجمع
الشمل , و البركة في الوقت , و الرضا بقضاء
الله و قدره , و هذه المعاني
يعيشها الربانيون من الدعاة , المتصلة قلوبهم
بالله سبحانه و تعالى كبارا و
صغارا , قادة و أفرادا , متقدمين و مبتدئين........
و لما سئل الإمام البخاري عن حاجاته كيف كان يقضيها مع شدة
إنكبابه على العلم قال : (( كنت أُكفى
))


(9/24)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


و كان الفضيل بن
عياض ( رحمه الله ) مشتغلا بالعلم ثم بالعبادة و كان له
ابنا اسمه عليا فقال (( اللهم إني قد عجزت عن
تأديب علي فأدبه لي )) فصار
عليٌ هذا من سادة المسلمين و لمّا يتجاوز
العشرين من عمره بل و تفوق على
أبيه في بعض منازل الورع و الخشية .
و طلب البركة في الأوقات و تيسير الأمور من الله تعالى ليس شيئا ثانويا في حياة
الداعية بل هو من أهم
الأسباب التي تعينه على أداء الحقوق و تأدية
الواجبات مهما كثرت و تنوعت
, كما أن البركة في الوقت تعين الداعية على
الصبرعلى مشاق الطريق و تعصمه من
الركون إلى الدنيا و الهلكة في أوديتها وشعابها
, وبركة الأوقات و الأعمار
أمر ظاهر مستفيض في حياة السلف و الموفقين من
علماء و دعاة الخلف حيث
التوفيق لتحقيق الإنجازات الكثيرة في الأوقات و
الأعمار القصيرة
.
ومع ذلك فالداعية الموفقه تأخذ بأسباب النجاح لدعوته و لا
تخبط خبط عشواء . . و من ذلك

-
تنظيم الوقت تنظيما دقيقا مع حسن استغلاله و الاستفادة منه
-
تحديد الأهداف والأولويات بدقة و وفق منهجية شرعية و دعوية
واضحة ( على أن يكون ذلك تحت إشراف و استشارة السابقين من أهل الفضل
)
-
الحذر من الانخراط في ممارسات دعوية تتعارض مع فرائض و
واجبات دينية أكبر ( مثل بر الوالدين
)
-
اطلاع ذوي الحقوق من أهل بيتك ( كزوجك و والديك ) على
أهدافك الخيرة و
طموحاتك المشروعة حتى يكونون عونا لك على
تحقيقها ويعذرونك عند و وقوع أي
تقصير و الأهم حتى لا يدور في خلدهم أنك شخص
لاه أو مضيع للحقوق
.
-
على الداعية و طالب العلم أن يتعلم مهارة (( تنفيذ أعمال
متعددة ( لا تتعارض ) في وقت واحد
))
-
عليه التعرف على مواهبه و قدراته الذاتية و دراسة الظروف
الشخصية و
الأسرية
و العملية المحيطة به بشكل مستفيض قبل قبول التكليفات الدعوية مع
الحذر من
إعطاء الدعوة إلى الله فتات أو فضول الأوقات أو تأخير الدعوة إلى
الله في سلم
الأولويات

المصدر : أ.محمد فرغل"وسط نت"
... ================
.
الإسلام أم التنظيم ؟؟
لإخوة الكرام .. أرجو منكم أن تبينوا لنا مقالاً
شافيًا، وجوابًا قاطعًا في
مسألة: أيهما أولى بالعمل عند التعارض: العمل
لمصلحة التنظيم والجماعة التي
يعمل من خلالها الداعية، أم العمل لمصلحة
الإسلام ؟؟ وجزاكم الله كل خير
.
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين، بلّغ
الرسالة وأدَّى الأمانة وخدم الدين، وجاهد في
سبيل الله حقَّ الجهاد حتى
أتاه اليقين، وبعد ..
لكَم عجبت لهذا السؤال الذي وصلني، وتلكم الإشكاليَّة
التي طُرِحَت عليَّ، ذلك أنَّه لا وجه للمقارنة بين أهمِّيَّة
العمل لمصلحة
التنظيم وأهمِّيَّة العمل للإسلام عند التعارض أو عدم
التعارض.
إنَّ انتماءنا للإسلام في الأصل هو الذي يجعلنا مسلمين، ويحشرنا في
زمرتهم يوم الدين، والانتماء للتنظيم ليس بديلاً عن ذلك،
وإنَّما هو وسيلةٌ لحسن تحقيق ذلك، وصدق الله
تعالى حيث يقول: "هو سمَّاكم
المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدًا
عليكم وتكونوا شهداء على
الناس".
إنَّ الأنبياء والمرسلين والعلماء والدعاة، كما المؤسَّسات والتنظيمات
والجماعات والحركات الإسلاميَّة، إنَّما هم مكلَّفون بخدمة
الإسلام، وحمل
رسالته، وتبليغ دعوته، والجهاد في سبيله: "يا أيُّها الرسول
بلِّغ ما أنزل
إليك من ربِّك وإن لم تفعل فما بلَّغت رسالته والله يعصمك من
الناس إنَّ
الله لا يهدي القوم الكافرين
".
ثمَّ إنَّ الحكم الإسلامي والحكومات الإسلامية والخلفاء، ليسوا إلا أداة
لخدمة الإسلام وتنظيم
الاحتكام إلى شرعه، وليس لهم أن يحيدوا عن
الإسلام قيد أنملة: "وما كان
لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمرًا
أن يكون لهم الخيرة من
أمرهم".
إنَّ الإسلام هو دين الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا
من
خلفه، وهو المنهج الذي يتعبد المسلمون به ربهم، أفرادًا وتنظيمات
وحكومات،
أمَّا التنظيمات وأهلها والعاملون فيها، فهم خُدَّام للدين،
والمسخرون
للعمل من أجله، وليسوا بمعصومين عن الخطأ والزلل، وجميعهم يُؤخَذ
منه ويردّ
عليه، وهؤلاء كلهم يُعرَفون بالدين، ولا يُعرَف الدين بهم
.
فالتنظيمات تخطئ وتصيب، وتنجح وتفشل، وهي تزدهر ثم تندثر،
فلكم قامت تنظيمات عبر
التاريخ الإسلامي، ثم أصبحت أثرًا بعد عين، أما
الإسلام فهو الباقي
والمستمر والمحفوظ، مصداقًا لقوله تعالى:
"إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له
لحافظون".
إنَّ مجرَّد استهداف التنظيم بالعمل هو لونٌ من ألوان الشِّرك،
والله تعالى أغنى الأغنياء عن الشرك، وهو سبحانه القائل: "قل
إنَّما أنا
بشرٌ مثلكم يوحَى إليّ أنَّما إلهكم إلهٌ واحد فمن كان يرجو
لقاء ربِّه
فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربِّه أحدًا
".
ولقد وعى مؤسسو الحركات والتنظيمات الإسلامية الراشدة
تلك الحقيقة الثابتة، فنجد
على سبيل المثال - يوم أسَّس الأستاذ حسن البنا
"جماعة الإخوان المسلمين
" واختار لها شعاراتها، لم يجعل للتنظيم
أدنى نصيب بينها، فقال: "الله غايتنا
الرسول قدوتنا – القرآن دستورنا – الجهاد
سبيلنا – الموت في سبيل الله
أسمى أمانينا".


(9/25)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


أذكر أنَّني - في
الستينيات - ألقيت خطابًا بمناسبة افتتاح مركز للعمل الإسلامي
في مدينة
صيدا، وكان في الحضور حشد من العلماء، قلت في مطلع الكلام
: "هنالك قضيَّةٌ يجب أن ندركها تمام
الإدراك، ونعيها تمام الوعي، ونذكرها
دائمًا ولا ننساها، وبخاصَّةٍ لدى افتتاحنا
اليوم لمركزٍ من مراكز العمل
الإسلاميِّ في لبنان، وهي أنَّنا مسلمون قبل أن
نكون "إخوانًا مسلمين
"، وأنَّنا جماعةٌ من المسلمين ولسنا جماعة
المسلمين.. فالإسلام قبلنا وبعدنا،
وبنا وبدوننا، وإن نتولَّى يستبدل الله قومًا
غيرنا ولن نضره شيئًا،
وسيجزي الله الشاكرين، أوَليس هو القائل في
محكم كتابه: "ومن جاهد فإنَّما
يجاهد لنفسه إنَّ الله لغنيٌّ عن العالمين".
إن التنظيم الذي يخلص عمله لله، بعيدًا عن أية نفعية أو وصولية، هو
التنظيم الذي لا يرى له مصلحة إلا
مصلحة هذا الدين، ويرى في غير ذلك لونًا من
ألوان الشِّرْك، ووقوعًا فيما
نهى الإسلام عنه وحذر منه، إن هذا التنظيم – إن
وُجدَِ - هو الجدير بنصر
الله وتأييده، وبإمامة المسلمين وقيادتهم.
في ضوء كلِّ ذلك يكون المطلوب دائمًا وأبدًا تجريد العمل للإسلام من كلِّ
لوثةٍ وصوليَّةٍ، أو غرضٍ
فرديٍّ أو جماعيٍّ أو تنظيميّ، انسجامًا مع
خلوص العبوديَّة لله تعالى،
الذي أكَّدته وأكَّدت عليه الآية الكريمة في
قوله تعالى: "قل إنَّ صلاتي
ونسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين . لا
شريك له وبذلك أمرت
".
وبحسب هذه المعادلة، يكون الولاء لله تعالى وحده، كما
يكون شرط السمع والطاعة
للقيادة: طاعتها له والتزامها شرعه، فالطاعة
بالمعروف ولا طاعة بالمعصية،
وفي الحديث: "السمع والطاعة على المرء
المسلم فيما أحبَّ وكره ما لم يُؤمر
بمعصية، فإن أُمِر بمعصيةٍ فلا سمع عليه ولا
طاعة" رواه الترمذي، وقال
: حسنٌ صحيح.
وفي خطبة الولاية لأبي بكر الصديق رضي الله عنه:
"أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم، فإن عصيتُ فلا طاعة لي عليكم
".
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "ألا
كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته" رواه أبو داود بسندٍ صحيح
.
ووفق هذه القاعدة يصبح شرط الانتماء إلى التنظيم
تحقيق الانتماء للإسلام
والتزام مبادئه وقيمه، وحمل رسالته، وتبليغ
دعوته، والاحتكام إليه، والجهاد
في سبيله.
إنَّ أوَّل ما يُسأَل عنه العبد يوم القيامة هو الإسلام،
ماذا عمل به، وماذا أخذ منه أو قصَّر فيه ؟
.
مع الإشارة والتأكيد على أنَّ هذا المفهوم ليس
مدعاةً للتقليل من أهمِّيَّة
التنظيم، وإنَّما سيق للتمييز والتفريق بين
الوسيلة والهدف، كما بين الخادم
والمخدوم سواءً بسواء، سائلاً الله تعالى الهدى
والسداد واتِّباع طريق
الحقِّ والرشاد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين
المستشار : فتحي يكن
المصدر : "اسلام اون لاين"
=============
.
دعوتنا تهدم إيماننا.. لا رهبانية بالإسلام
أنا طالبة جامعية ..أكرمني الله تعالى بأن لحقت
بركب الدعاة إلى الله ..ولكن
كما تعلمون فمن صفات العمل البشري النقص، فنحن
هنا في الجامعة تواجهنا
مشكلة الانخراط بالعمل في الدعوة على حساب
تربية أنفسنا الروحية، قد تشيرون
علينا بالإخلاص..بكثرة القراءة ..بالتنظيم
..نعلم رعاكم الله بهذا ولكننا
نطلب منكم مساعدتنا بنقاط عملية حقاً تجبر فيها
النفس على التوازن رعاكم
الله وجزاكم الله خيرا
الجواب
أختي الطالبة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إن أول إيجابية تضمّنها سؤالك هو يقينك بكرم الله
الذي وفقك للّحاق بركب
الدعوة، وهذه خطوة مهمة على طريق النجاح، لأن
الشعور بفضله دليل على إدراكك
سموّ المهمة، ومن ثم تجاوز العقبات التي تعترضك.
لكن الشطر الأخير من السؤال قطع عليّ طريق الحلّ برفضك ما أشرت إليه
من علاج؛ لأن الله تعالى
يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلَنَا
} [العنكبوت:
69]؛ إذ لا هداية ولا توفيق إلا تبعا لمجاهدة النفس وتزكيتها
بالطاعة.
والسنّة الإلهية واضحة {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّى
يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].. مع العلم -أختي
الطالبة- أن
دورك في الجامعة قطافه وفير وثمراته يانعة؛ لأن سن الشباب هو
مرحلة الحماس
والاندفاع نحو التغيير في المجتمع، والثقافة عامل مساعد على
قوة التأثير
في النفوس
.
المصدر : سميرة المصري"زاد المسير"
==============
.
المناشط الدعوية كثيرة
نواجه في مناشطنا الدعوية الاستجابة بطيئة لدى بعض المدعوين
رغم تعدد الوسائل والطرق المستخدمة معهم ما هو السبب في وجه نظركم؟
`
الجواب
الحمد لله , لا شك أخيتي أننا جميعا نؤمن بأن الهداية
من الله تعالى و أننا لا
نملك هداية أحد من الناس مهما امتلكنا من
المواهب أو اتيح لنا من الإمكانات
و الوسائل قال تعالى (( ليس عليك هداهم )) إلا
أنا مع ذلك مطالبون بالأخذ
بالأسباب و البعد عن الفشل و بذل كامل الجهد
للوصول إلى عقول و قلوب
مدعوينا و إحداث التغيير الحقيقي الذي ينقلهم
من حال الغفلة و التراخي إلى
الحال الذي يُرضي الله سبحانه و تعالى .
و من أبرز أسباب الفشل في المناشط الدعوية العامة
-
ضعف الإخلاص , و عدم تمحيص نية الدعوة إلى الله , و
الانجرار وراء المغانم
المادية و تعلق القلب بها و تقديمها في سلم
الأولويات , و التطلع إلى
المناصب و الجاه و الحرص الشديد على الراتب أو
المكافأة , و أنانية بعض
العاملين و تمحورهم حول ذواتهم . . . . .


(9/26)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


- اختلاف
قلوب العاملين , و الوقوع في آفة التنازع , و تسفيه أراء الآخرين
, و الإعجاب بالرأي , و العجب بالعمل , و الشعور
المقيت بالتفوق و احتقار
الآخرين أ و انتقاصهم , وانتقاص قيادة المنشط و
تسفيهها , و عدم الطاعة في
المعروف , و الإنفراد بالقرارات , و عدم
الالتزام بالقرارات الصادرة عن
اجتماعات اللجان , و التجيب , و وجود الأجنحة
المتصارعة في المنشط , و
تشكيل مجموعات الضغط للتأثير على القرارات , و
عدم الاتفاق على منهجية
واحدة في العمل , و عدم وجود مرجعية شرعية و
دعوية متفق عليها بين العاملين
, و ضعف العاملين إيمانيا , و الملل و اليأس من
جدوى العمل , و الإنسحابية
, ..... و غيرها من الآفات
المدمرة لكل عمل دعوي مهما توافرت له أسباب
النجاح , حيث أن الدعوة إلى الله ليست حزبا
سياسيا و لا ينبغي أن تستشري
فيها الآفات التي تستشري في الأحزاب السياسية
العلمانية
.
-
عدم وجود القيادة الآسرة الملهمة القادرة على الإنجاز و
تحقيق الأهداف و قيادة الناس
نحو الهدف بثقة و ثبات , بحيث يلتف حولها الناس
و يُسلموا لها القياد و
يمنحوها الثقة و الطاعة و الولاء قال الشاعر ((
لا يصلح الناس فوضى لا سراة
لهم . . و لا سراة إذا جهالهم سادوا )) و هذه
الثقة لا تنتزع و لا تفرض
بقوة النظام و القانون و لا يأتي بها النفوذ و
الرتب القيادية العالية و
لكن القلوب تمنحها و تجيزها لأهل الإخلاص و
الصدق من قيادات المناشط
الدعوية
-
التسيب الإداري و غياب الأهداف عن العاملين و عدم وجود خطة
و تفشي الفوضى و العشوائية في برامج المنشط

-
خمول العاملين و كسلهم و تخصيص فضول الأوقات و الطاقات و
الجهود لبرامج المنشط و واجباته الدعوية

-
انشغال أو إشغال العاملين بتكليفات كثيرة متضاربة يفسد
بعضها بعضا

-
غياب الأجواء الإيمانية و الروح الأخوية الصادقة و المحبة و
العاطفة
الجياشة
و تحول المرفق الدعوى إلى شبه بدائرة حكومية أو شركة تجارية تحكمها
الأنظمة و
القوانين و اللوائح المجردة من المشاعر و الأحاسيس

-
تكرار البرامج و رتابتها و عدم تلمسها لحاجات
المستهدفين و افتقارها إلى الجاذبية
و اللمسات الإبداعية و استخدام الوسائل العصرية
الحديثة

-
البعد عن الهدي النبوي في التربية و تقليل الجرعات
الإيمانية في البرامج و الانغماس
في الترفيه و الرفاهية و التوسع في المباحات و
تتبع الرخص من غير فقه و لا
ورع و انتشار فقه ( التقصير بحجة التيسير ) و
تفشي روح الانهزامية و
التقليد الأعمى
-
التركيز على البرامج العامة و إهمال الدعوة الفردية أو
القيام بها بطرق عشوائية و خاطئة

-
الاستعجال واستبطاء نضوج الثمار و طلب الحصاد قبل أوانه و
من ثم الوقوع في
اليأس والملل و إساءة الظن في المدعوين و اتهام
قابليتهم لقبول الخير و
التشكيك في قدراتهم و مواهبهم مما يزيد في
اتساع الفجوة و تعميق الهوة بين
الدعاة و مدعويهم.
المستشار : أ.محمد فرغل
=================
.
داعية ناجحة.. معاصيها تستوقفها
إنِّي والحمد لله أتمتَّع بمستوى ثقافيٍّ وعلميٍّ
واجتماعيٍّ جيِّد، وعلى قدرٍ
طيِّبٍ من الالتزام، وقد لاقيت والحمد لله
توفيقاً في مجال الدعوة، وتعلَّق
الناس في بلدتي بي كثيرا.
ولكنِّي في الفترة الأخيرة وجدتني أقع في الكثير من
المعاصي التي لم يكن من السهل الإقلاع عنها، ففكَّرت جِدِّياً في
الكفِّ عن
الدعوة، وذلك خوفاً من عقاب الآخرة، لأنِّي قرأت عن ذلك كثيراً
.
فبمَ تنصحني؟
الجواب
أختي الكريمة حفظها الله، وثبَّتنا وإيَّاك على طريقه
القويم وصراطه المستقيم
.
هالني حالك، وأفزعني مقالك وسؤالك.. أيُعقل أن تستبدل الذي
هو أدنى بالذي هو خير؟

القضيَّة الأساسيَّة لا تكمن في اقتراف أحدنا لمعصية،
فكما قال النبيُّ صلى الله
عليه وسلم: "كلُّ بني آدم خطَّاء، وخير
الخطَّائين التوَّابون"رواه أحمد
والترمذيُّ والنسائيُّ وابن ماجه، بسندٍ صحيح،
وفي الحديث الشريف قوله صلى
الله عليه وسلم: "لو لم تخطئوا لجاء الله
عزَّ وجلَّ بقومٍ يخطئون ثمَّ
يستغفرون فيغفر لهم"رواه الإمام أحمد،
بسندٍ صحيح، وروى الإمام مسلم نحوه
.
إنَّني هنا لا أهوِّن من أمر المعصية، وإنَّما أعجب
لخيار المعالجة، الذي من شأنه
أن يزيد المشكلة تعقيداً والأمر سوءا -لا قدَّر
الله
-.
ألا تعلمي يا أختي الكريمة أنَّ قيامك بأمر الدعوة هو في
حدِّ ذاته علاج، وأنَّ هذا
العلاج إن لم ينفع اليوم فسينفع غداً بإذن
الله، فعن أبي هريرة رضي الله
عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه
وسلم فقال: إنَّ فلاناً
يصلِّي بالليل، فإذا أصبح سرق، فقال:
"سينهاه ما تقول"رواه الإمام أحمد،
بسندٍ صحيح.
إنَّ "الكفَّ عن الدعوة" يعني الخروج من دائرة
الرعاية
والحماية
الربانيَّة، ويعني الانغماس أكثر فأكثر فيما أنت تشكو منه، ويعني
اختيار طريق
الغواية لا الهداية، أعاذني الله وإيَّاك أن نكون من سالكيها
.
ثم إنَّ ما تقعين فيه من المعاصي –على حدِّ قولك–
لَيحتاج إلى توقُّفٍ
وتأمُّلٍ وتفكير، وإلى استكشاف أسباب ذلك
ومعالجته، وليس إلى الهروب منه،
فأعمال الإنسان هي ثمرات غرسه ونِتاج تكوينه،
وقد يحتاج أحدنا إلى إعادة
النظر في الغرس والتكوين، إن جاء الثمر سقيماً
وغير سليم
.
فمن أسباب الخلل أحيانا: عدم ترتيب الأعمال والاهتمامات
وفق الأولويَّات الشرعيَّة
والمراتب التكليفيَّة، كأن يكون اهتمامنا
بالآخرين أكثر من اهتمامنا
بأنفسنا، وهو مخالفٌ لقوله تعالى في تبيان
الأولويَّات: "يا أيُّها الذين
آمنوا قُوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس
والحجارة
".


(9/27)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:47 pm

(9/27)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


ومن أسباب الخلل
كذلك: عدم معرفتنا لعوامل نجاحنا وتوفيقنا كدعاةٍ في مجال
دعوة الآخرين،
والثبات على ما ندعو إليه، كتنقيتنا وتصفيتنا الدائمة لشوائب
أعمالنا
وتصرُّفاتنا، ممَّا يداخلها ويدخل عليها ويعتريها من نوازع الرياء
والشهرة
والمصلحة وغيرها، والذي أشار إليه سيِّدنا عليُّ بن أبي طالبٍ رضي
الله عنه
بقوله: "من نصَّب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل
تعليم غيره،
وليكن تهذيبه بسيرته قبل تهذيبه بلسانه، ومعلِّم نفسه
ومهذِّبها أحقُّ بالإجلال من معلِّم الناس ومهذِّبهم".
ثم إنَّنا في زمنٍ يستهلك الإيمان والقِيَم والأخلاق
استهلاكاً كبيرا، ممَّا يحتاج إلى
مضاعفة الإنتاج الإيمانيِّ والقِيَميِّ
والأخلاقيّ، خوفاً من التعرُّض
للإفلاس.
وأخيرا، فإنَّ علينا كمسلمين وإسلاميِّين ودعاة، أن نجعل التوبة
والإنابة إلى الله مخرجنا من كلِّ ضيق، وملجأنا من كلِّ مكروه،
والكير الذي
ينفي خبثنا، ويشحذ همَّتنا، ويوقظنا من غفلتنا
.
فكيف نقنط ونحبَط ونحن نقرأ قوله تعالى:"قل يا
عباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم لا
تقنطوا من رحمة الله إنَّ الله يغفر الذنوب
جميعاً إنَّه هو الغفور الرحيم،
وأنيبوا إلى ربِّكم وأسلموا له من قبل أن
يأتيكم العذاب ثمَّ لا
تُنصَرون".
إنَّ لمعالجة ما يعترض طريقنا من عقبات، وما نقع فيه من معاصٍ
ومخالفات، طرائق أخرى شرعيَّة، وليس في تخلِّينا عن دعوتنا، وخسارتنا
الكلِّيَّة
لأنفسنا
.
ولقد عبَّر الإمام البوصيري عن هذه المعاني مجتمعةً فيما
نظم شعراً جاء فيه قوله
:
يا نفسُ لا تقنطي من ذِلِّةٍ عَظُمَت....... إنَّ الكبائر
في الغفران كاللَّممِ

لعلَّ رحمة ربِّي حين يقسمها....... تأتي على حسب الغفران
في القسمِ

فاصرف هواها وحاذر أن تولَّيَه....... إنَّ الهوى ما تولَّى
يُصْمِ أو يَصِم

وخالف النفس والشيطان واعصِهما....... وإن هما محَّضاك
النصح فاتَّهمِ

ولا تطع منهما خصماً ولا حَكَماً....... فأنت تعرف كَيد
الخصم والحكَمِ

واستفرغ الدمع من عينٍ قد امتلأت....... من المحارم والزم
حمية الندم

ولا ترُم بالمعاصي كسر شهوتها....... إنَّ الطعام يقوِّي شهوة
النهِم

المصدر : د/فتحي يكن"اسلام اون لاين"
... =================
.
اعاني من برودة في النشاط
أنا أعمل في أحد المراكز الصيفية.. شعلة نشاطي،
أفكاري، إبداعي، تزداد من عام
إلى آخر، ولكن لاحظت في الأعوام الأخيرة بروداً
عجيباً في النشاط حتى وصل
إلى مرحلة التجمد في هذا العام الأخير.. أرجو
إذابة هذا التجمد إلى درجة
النشاط الطبيعي المئوي باستشارة ثاقبة من الأخت
الفاضلة "هند حسن عبدالكريم
القحطاني".. ولكم ولها جزيل الشكر، وأرجو
أن يكون ذلك عاجلاً
.
الجواب
أشعل الله قلبك بالإيمان، وأنار دربك بحبه ورضاه..
وبعد يا غالية:
قرأت سؤالك فتراءى وجهك المكدود أمامي..
أحسّ بكل كلمة كتبتها.. فمن منا لا يمر بمثل ما عشت وكتبت؟!
دعينا نحاول معاً أن نجمع الكلمات، ونضع النقاط على الحروف..
أنت شخصية مبدعة ومتجددة دوماً، أفكارك تتوارد
كالنهر الجاري.. يظهر ذلك من
طريقة كتابتك للسؤال.. قد تكونين أقل مما
أتصوره أو أكثر.. مما لم أستطع
تصوره..
لكن حتماً لست إنسانة عادية.. بارك الله فيك ولك فيما أعطاك
وحباك
.
تُرى..
شخصية في مثل صفاتك وإبداعك، من أين يكون قد دخلها
الفتور؟! وحتى نستطيع
الإجابة.. عودي بي إلى تلك الفترة التي كنت
فيها الشعلة المتوقدة ودعينا
نراك.. وقد التفت الناس إليك.. المكان الذي
تكونين فيه يمتلئ حيوية
ونشاطاً، وحين تغادرين من المكان يعود هامداً
مواتاً
!
أراك..
والناس تتسابق لتشركك معهم في برامجهم وأنشطتهم.. أيهم
يفوز بك.. أراك هناك فوق
المنصة ومن خلفها.. تتقنين فن جذب الناس وإدارتهم..
ويملأ اسمك المكان
..
أنت هناك..
كيف كان قلبك؟! كيف كان حالك مع سيدك ومولاك؟! حين
كنت تعدين برنامجاً أو
مسابقة.. هل كنت ترمين الأوراق جانباً وتنطرحين
ساجدة بين يدي ربك تسألينه
أن يوفقك ويفتح عليك.. وأن لا يكلك إلى نفسك
أبداً؟
!
غوصي في خبايا نفسك.. في تلك اللحظات.. ماذا كان يتراءى في
خيالك وأنت تفكرين وتعملين
وتعدين الأفكار والأنشطة.. أهو مدح الناس
وابتساماتهم.. نظرات الإعجاب
منهم.. أم هو التفكير في استنقاذ قلب من ظلام
المعصية إلى نور الطاعة
وإنقاذ روح من درك الناس إلى جنَّات النعيم؟!
عفواً..
أنا لست أشكك في نواياك أبداً.. ولكنه الشيطان لا يرضى أن
يترك صالحاً لوحده.. فما يزال
يحبب إليه كلام الناس ومدحهم ويخوفه من ذمهم
دون أن يشعر ذلك الصالح
بنفسه.. حتى يحبط عمله.. وللشيطان في ذلك حيل
وأساليب، ولكنها دوماً ضعيفة
إن صدمت بجدار قوي..
في أحيان كثيرة..
نقبل العمل ونقدم عليه ونعرض أنفسنا في مكان ما، ثقة بما نملك من طاقات
وقدرات.. وحين نمسك المكان، ندخل
في معركة إثبات النفس والجدارة.. وذلك كله تحت
عنوان عريض اسمه العمل
لله.. متناسين في خضم ذلك كله، أن نتكل على
الله، لا على أنفسنا ولا على
قدراتنا.. متناسين أن نستمد القوة ممن يبارك في
العمل القليل ويزكيه إن
صفا، ويحبط الجهد الكبير ويرفضه إن اختلط
وتكدَّر
.


(9/28)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


إنَّه الإخلاص لله
في العمل.. يشعل في القلب جذوة من إيمان لا تطفأ في قلب
المؤمن، إلى أن تطفأ روحه تحت التراب.. تخبو
أحياناً وتبرق أحياناً
.. ولكنها
أبداً لا تطفأ.. ابحثي عنها.. تجدينها هناك قد خبت.. زكيها باللجوء
إلى الله
والضراعة له، جددي إيمانك فهو يخلق في الجوف كما يخلق الثوب
.. وثمة سحر في المسألة اسمه قيام الليل.. يفعل في
الثوب الأعاجيب.. يبعث في
القلب نشاطاً وحيوية لا يعرف الإنسان سرها..
ويبارك في العمر ويزكيه
.. فليكن لك منه أوفر الحظ والنصيب.. هذه واحدة..
ثم دعينا نقف وقفة مع زادنا.. وتحركنا.. ومبعث الطاقات فينا..
يقول ربنا تبارك وتعالى: {إنَّما يخشى الله من عباده
العلماء
}..
فكلما زاد الإنسان علماً كلما ازداد خشية وإنابة.. كلما
ازداد توقد قلبه واشتعاله بحرارة الإيمان
..
فهو يعرف من يعبد ولمن يركع ويسجد ويحفد، يعرف
الحلال والحرام.. كل يوم يحيي
فيه سنة ويميت فيه بدعة.. ذلك العلم يجعل من
الإنسان "زنبركاً" لا يتوقف
.. فهو لا يكل ولا يمل.. وكيف لا وهو يعلم أنه يسعى
ما بين مولده إلى مماته
..
يعلم أنَّ الجنة والنار أمامه، والموت يطلبه، وربه فوقه،
والملائكة تشهد وتسجل
.
تقولين إنك تعملين في أحد المراكز الصيفية، فهل أفهم
أنك موظفة أثناء بقية
السنة؟! فإذا كنتِ كذلك فحتماً أنتِ مثقلة
ومجهدة بروتين يومي ثقيل يقعدك
عن كثير من العلم، ويجعلك تملين من كل شيء فلا
جديد
..
ولكن دعيني أسألك: هل صقلت مواهبك وإبداعك بعلم شرعي أصيل؟ أتصورك
أنك بالتأكيد منضمة إلى
إحدى حلق طلب العلم التي مرت عليها السنون
والأيام
..
تنتقلون فيها من كتاب إلى آخر.. وهذا خير بل هو مطلوب.. ولكني
لست عن هذا أسألك.. إني أسألك
عن آخر آية قرأتِ تفسيرها في خلوة فدمعت
عيناك.. أسألكعن حديث قرأتيه
..
فسبرتِ أغواره تبحثين عن أسراره ثم انطلقتِ به داعية،
وإليه حامية.. أسألك عن ذلك
الكتاب الذي حرَّك قلبك وذلك الشريط الذي فتح
أمامك آفاقاً وآفاقاً
..
حين قال جلَّ جلاله: {وذكِّر فإنَّ الذكرى تنفع
المؤمنين} كان يعلم أنَّ
نفوسنا تصدأ ويعلوها الغبار.. تلك الهمزات
والهنَّات والنظرات والمزحات؛ لا
بدَّ أن ندفع ثمنها عاجلاً أم آجلاً.. إن لم
يغفرها لنا ربنا ويرحمنا
..
فالعلم لا يقاس بالسنين ولا بالمجلدات، بل بما يورث في
قلوبنا من خشية وخوف ورجاء.. وبما يورثه في أرواحنا من يقين ونشاط وعزم
..
راجعي طلبك للعلم.. قفي معه وقفات.. ووقفات.. افتحي
تلك الكتب القديمة.. اقرئي
أكثر في أعمال القلوب.. وشدي الرحال إلى منازل
{إياك نعبد وإياك نستعين
}.. نوِّعي الأشرطة والمحاضرات..
واعلمي أنَّ نفسك لم تفتر إلا حين ملَّت.. ولا تملُّ النفس إلا إذا ضعف الزاد.. أو خلت
الطريق.. فأما الزاد فأمامك
النبع الصافي انهلي منه.. وأمَّا الطريق
فطريقنا واضح أبلج.. ليله كنهاره
لا يزيغ عنه إلا هالك.. فالزميه.. هذه الثانية.
والثالثة..
لعله ذنب من هنا أو هناك.. استصغرته عيناك فعظم قدره عند
الله وكبر.. أو لعله ذنب
أحدثت له استغفاراً لسانياً وما استشعر قلبك
صدق التوبة والأوبة.. لقد أذنب
أحدهم ذنباً فقال: لأجدنَّ مغبتك ولو بعد حين،
فوجده بعد أربعين سنة
!!
اعذريني يا أختي إن شددت عليك أو قسوت.. لكنَّا إن
"طبطبنا" على أنفسنا "طبطبنا" على ركام وذنوب
..
نشتكي من الفتور والكسل وضعف الإيمان.. وقد ملأنا
قلوبنا بمحقرات الذنوب
والتقصير في الواجبات.. فأنَّى لهذه القلوب أن
تتحرك أو تعمل وقد خنقناها؟
!
هي التصفية لا بدَّ لها دوماً قبل أن نبدأ بالتحلية..
فتعاهدي نفسك.. وجددي التوبة.. وحين تدعين الليلة بهذا
الدعاء: "اللهم اغفر لي ما
قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت
أعلم به مني" استشعري كل حرف
منه وتخيلي أنك تدعين وقد سجل الله عليك ذنوبك
منذ عشرات السنين.. أحصاها
عنده ونسيتها.. فادعي الله على خوف ووجل.
وأخيراً..
تعاهدي أورادك وأذكارك في الصباح والمساء.. لا تفرطي فيها
مهما كان.. اجعليها جزءاً لا
يتجزأ من يومك.. تحصني بالله ولوذي بحماه..
ابدئي يومك بذكره.. تكونين معه
في حصن حصين، لا يضرك كائن من كان.. إلا شيء
كتبه الله لك
.
اجعلي سورة البقرة ضمن أورادك اليومية.. فالشياطين لا
تطيقها ولا تستطيعها، فالداعية
محط أنظار الخلق.. وهو ضعيف بنفسه قوي بربه،
وذكر الله يجعله في مناعة من
كيد الكائدين وأعين الحاسدين.
لقد كان ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يمكث في مصلاه بعد
الفجر إلى قرب انتصاف النهار، ثم يلتفت إلى من خلفه ويقول: "هذه
غدوتي ولو لم
أتغدها لسقطت قوتي
"!!
فكري في كلمته مراراً.. ما الذي وجده ابن تيمية في
مصلاه حتى إنَّه لو لم يجلس تلك الجلسة لسقطت قواه؟! أي توكل
إذن وأي
احتساب؟! أي تجديد للتوبة وإعلان للعبودية إذن؟! أي استمداد للقوة
من الرب القوي
الجبار؟ أترى من يبدأ يومه بالانطراح بين يدي مولاه ذلة
وخضوعاً ورغبة ورجاء، كيف يكون سائر يومه وكيف
يكون نشاطه وحاله؟
!
لا عجب إذن أن يكون ابن تيمية من كان.. وهو الذي
مع ذلك يقول: "والله إني
لأجدد إسلامي في كل حين"! إعلاناً
لعبوديته وتجديداً للبيعة
.
تلك نقاط عابرة.. لعلها لامست شيئاً من الحقيقة أو لم تلامس..
حسبي وأملي.. أن تكون قد فتحت لكِ مع نفسك أبواباً
من الصدق والصراحة تطّلعين
فيها على تلك الملفات القديمة.. وتجددين فيها
البيعة مع الله.. في يوم أن
أنزل: {إنَّ الله اشترى...}.
شرح الله صدرك بالإيمان، وبارك فيك ولك فيما أعطاك
وحباك، وجعلك جنداً من جنده تدافعين عن حوزة الإسلام بالقليل
والكثير،
ونوَّر قلبك بطاعته واستعملك في محبته ورضاه
..


(9/29)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


وجمعنا وإياك ووالدينا
مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً
.
ومن عرف المنتهى.. قدَّم المُهَج.
والحمد لله ربّ العالمين.
المستشار : هند القحطاني
... ==============
.
أريد أن أدخل غمار الدعوة.. كيف؟
السلام عليكم.. أولاً نشكركم على هذا الموقع المميز،
وسدد الله خطاكم ورفقكم..أنا
فتاة أريد أن أدخل غمار الدعوة في محيط الأسرة،
فكيف أكسر الحاجز بيني
وبين أهلي والتخلص من الرهبة والخوف في
البداية؟.. وكيف أحتسب الأجر
والتخلص من حظوظ النفس في الدعوة وسبل
الدعوة؟.. وعذراً على الإطالة وجزاكم
الله خيراً.
الجواب
أختي الفاضلة :
مجال الدعوة مجال شريف رحب وهي منة من الله لمن يصطفي من عباده وهنيئاً لك
هذا الهم وهذا الشعور وتلك
الرغبة في إرشاد ودلالة الناس على الخير فهي
سبيل محمد صلى الله عليه وسلم
ومن اقتفى أثره قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو
إلى الله على بصيرة أنا ومن
اتبعني) ودعوة الأسرة هي أولى الأولويات لكل
داعية فقدوتنا عليه الصلاة
والسلام أمره الله جل وعلى أول دعوته بعشيرته
كما في قوله تعالى: (وأنذر
عشيرتك الأقربين) ..
أما ما يتعلق بالخوف الذي تجدينه في نفسك فهذا خوف طبيعي يصاحب
كل إنسان عندما يدخل ميداناً جديداً عليه فلا تتحرجي من هذا
الشعور ولا
يمنعك عن هدفك ومقصودك وعليك البدء بصغار العائلة من جمعهن
والتكلم
أمامهن ووعظهن بالمواعظ والقصص النافعة والمعبرة التربوية وليكن
مدخلك من خلال
سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام فهناك كتاب مختصر الرحيق
المختوم مفيد في بابه, فأنت ادخلي باب الدعوة
من باب القصص من السيرة ولا
تنسي سيرة الصحابيات من أمهات المؤمنين, ثم بعد
ذلك توسعي في دعوة من هن في
سنك من زميلات الدراسة من خلال درس التعبير فلا
يمنع أن تعودي نفسك بأن
تتكلمي بكلمة قد أعددتها لهن، فاستأذني معلمتك
وليكن بداية إلقائك أن تقرئي
من ورقة مكتوبة أمامك, ثم بعد فترة توسعي بوعظ
وتذكير من هن أكبر منك سناً
وليكن في محيط العائلة ثم شيئاً فشيئاً حتى
يكون الأمر لديك طبيعياً, ثم
اعلمي أن الدعوة إلى الله عبر الكلمة الطيبة
والنصيحة المبذولة هي جزء من
الدعوة إلى الله فهناك الدعوة إلى الله من خلال
ما تنفقي من مال لأجل
الدعوة إلى الله من خلال طباعة الكتب والمطويات
والأشرطة بل وحتى الدعايات
المطبوعة لمجالس الذكر والدعوة إليها أو غيرها
من أبواب الخير، فالدال على
الخير كفاعله, وهناك الشريط الطيب الذي توزعينه
على بنات جنسك وهناك
المطوية المكتوبة والكتيب الإسلامي وغيرها من
مجالات الخير والإرشاد, وأما
ما تجدين من حظوظ النفس فهو مما لابد أن تشعري
به في بداية أمرك ثم يخف
بإذن الله مع المجاهدة وتقريع النفس بأهمية
الإخلاص وعدم الاسترسال مع هذا
الشعور.
لذا أوصيك دائماً بأهمية محاسبة النفس ومراجعتها وتقويمها
ولو
وجدت
أن هناك حظاً للنفس فعليك بالإمساك، لكن انتبهي فقد يكون ما تجدينه
وساوس شيطانية
لصرفك عن أعظم مجال للخير ألا وهي الدعوة إلى دين الله قال
تعالى: (ومن
أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من
المسلمين)..
وأذكرك بأمر تعرفينه ولكن من باب التذكير ألا وهو الدعوة إلى الله من
خلال القدوة بأن تكوني داعية لدينك دين الإسلام من خلال شخصيتك
أي كوني داعية
من خلال الاقتداء فكلامك كلام مؤدب ومنطقي ومبني على كلام
الله وكلام
رسوله صلى الله عليه وسلم وفعلك يوافق قولك, عبادتك من صلاة أو
صوم أو حج
تكون على السنة متأسية بهدي محمد فالصلاة مثلاً تصلين بخشوع
متأنية ومطبقة
للسنة في حال ركوعك وسجودك.. إلخ فتعطين كل ركن حقه, وشخصيتك
شخصية امرأة
مسلمة متمسكة بدين الإسلام ولباسك لباس إسلامي من خلال حجابك
وملابسك
فحجابك ليس حجاباً مزركشاً ولا مخصّراً ولا ملوناً.... إلخ بل
عباءة ساترة
سوداء من أعلى رأسك لأخمص قدمك وملابسك كذلك لباس ساتر وليس
لباس فتنة
بسبب ضيقه أو شفافيته أو فتحات تبين بعض أعضاء الجسم وهكذا,وحتى
يكون كلامك
مقبولاً انتبهي أن تقولي قولاً أول من يخالفه أنت بل لا تقولي
قولاً إلا
وتكوني أنت أول المطبقين والفاعلين له واجعلي أمامك قول الله
تعالى: (يا
أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن
تقولوا ما لا
تفعلون
).
أسأل الله العظيم أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه ويجعلنا
من الآمرين بالمعروف الفاعلين له ومن الناهين عن المنكر المتجنبين له
.
وادعي ربك العظيم أن يفتح لك مجالات الخير ويجعل لك القبول
بين خلقه ويجعل ذلك كله خالصاً لوجه الله تعالى
.
المستشار : خالد بن سليمان بن عبد الله الغرير
... ==============
.
اشكو من التثاؤب الدعوي
كنت يوما ما يشار إلي في الدعوة إلى الله والعمل
والحركة بل كنت موجهه في
المحاضن التربوية ولكني اليوم أصبحت أتعلم فن
التثاؤب وقصرت كثيرا في
الواجب بل أصبحت لا أجد في نفسي حرقة على أمتي ومجتمعي
كما كنت من قبل ولا
حول ولا قوة إلا بالله ,أحاول أن أعود وأتحرك
كما كنت من قبل ولكني إلى
الآن لم أفلح فبماذا تنصحني يا رعاك الله
وأرجوك أيضا أن تدعو لي ؟

الجواب
الحمد لله , أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن
يشرح صدورنا جميعا لما فيه
صلاح ديننا ودنيانا وأن يستعملنا في طاعته وأن
ييسر لنا أعمالا زاكية يرضى
بها عنا ... و بعد :..


(9/30)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


فإن آفة الفتور قد
تعتري الدعاة إلى الله تعالى خلال مسيرتهم في الدعوة إلى
الله سبحانه وتعالى وقد جاء في الحديث النبوي الشريف
(( لكل عمل شرة ولكل
شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى
ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك
)) (أخرجه البيهقي )
وقبل أن أخوض في الأسباب التي توقع المسلم في مثل هذه الآفة ,
أذكِرك أختي في الله بأن عجلة الحياة ماضية , وكنز العمر ينفذ
سريعا ,
والأرحام تدفع بالرجال ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا
يكونوا
أمثالكم ) , والدعوة ماضية وهي دعوة الله لا يضرها من تقاعس فقعد أو
أعرض فانتكس (
لا قدر الله ) مهما علا قدره وعظم شأنه , والميدان مليء
بالرجال , والتنافس شديد , والهمم بلغت عنان
السماء , وأبواب الجنة مشرعة
للسابقين , والنصر حليف من يصبر في الساعة
الأخيرة , والقوم في شوق إلى
الله وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
أهمهم مجلسهم منه يوم القيامة
فهم ماضون في نصرة دينه لا يألون على شيء ولا
يضرهم من قعد أو تأخر( ومن
يبخل فإنما يبخل عن نفسه ) , والذين التفتوا
تأخروا على قدر التفاتهم
.
ومن أسباب الفتور :
§
طول الأمد وقسوة القلب . ولا يحصل ذلك إلا إذا أهمل الداعية
أوراده
الإيمانية
وأضعف صلته بالله سبحانه وتعالى وتأخر في ميدان التنافس الإيماني
وأعمال القلوب
وفترت نفسه وضعفت همته وثقل وتثاقل وآثر الراحة والدعة
واشتغل بمباهج الحياة وتأخر في صفوف الصلاة .
§
تسلل الآفات إلى قلب الداعية دون أن يشعر كالرياء والعجب والكبر
والحسد . . . وما إلى ذلك من
الآفات التي تورثه فساد الرأي وعمى البصيرة
وانطفاء نور القلب
.
§
الركون إلى الدنيا والاشتغال بزينتها وزخرفها ونسيان الآخرة
وتأخير الدعوة
إلى الله في سلم الأولويات , ويحدث ذلك من خلال
بعض المنعطفات الخطيرة في
حياة الداعية كالزواج أو التجارة أو الوظيفة أو
البناء أو الاشتغال
بالشهوات المباحة أو المحرمة .......
§
الضغينة والشحناء , والتنازع والاختلاف الذي يقع بين الدعاة إلى الله تعالى
ويؤدي إلى الفشل والانسحاب
والبعد عن العمل الدعوي ( ونسيان أن الدعوة لله
وليست لفلان وفلان
)
§
ضعف الفقه الشرعي والفقه الدعوي الذي يعصم الداعية من اتخاذ
القرارات
الخاطئة
التي تقذف به خارج صفوف الدعاة وتقوده إلى الإحباط واليأس
والانضمام إلى
جحافل القاعدين ( عن نصرة دين الله
)
§
التأثر بقالة السوء , وما تلوكه الألسن المغرضة وتنفثه
القلوب الحاقدة والخيالات المريضة حول الدعوة والدعاة
.
§
الوقوع في شرك الترهيب والتخويف وتهويل الأمور الذي ييثه
بعض العوام
والتافهين
, وأن الويل والثبور ينتظر العلماء المخلصين والدعاة العاملين إن
هم تحركوا
لنصرة الدين أو خالفوا إرادة أهل الأهواء وأرباب الشهوات
.
ومن وسائل العلاج :
§
الدعاء والتضرع وسؤال الله بصدق وإلحاح , والتماس الأوقات
والأزمنة الفاضلة التي ترجى فيها الإجابة
.
§
إخضاع القلب لدورة إيمانية مكثفة تكون بمثابة دورة إعادة
تأهيل تمكنه من الانطلاق من جديد
.
§
إخضاع العقل لدورة ثقافية علاجية (( حيث أن الداعية إذا
تأخر وقعد يفقد
ملكاته وقدراته الدعوية , بل حتى لغة الخطاب
الدعوي ترحل عنه , ولا يتصور
أنه سيعود منذ اليوم الأول إلى ما كان عليه قبل
القعود
)) .
§
المسارعة بالبدء والانطلاق واستغلال حال الإقبال والانشراح
وعدم إعطاء النفس أي فرصة للتردد والتبرير
.
§
تخطي المعوقات الزائفة (التي يصورها الشيطان) والعمل على
شحن النفس بجرعات عالية من التفاؤل والثقة
.
§
التغاضي عما قد يبدر من البعض من معاتبة أو تعليقات ساخرة
أو أي أذى نفسي
, فإن
ذلك سرعان ما يضمحل ويذهب في خضم الحركة والعمل لدين الله تعالى
. والسلعة غالية والصفقة مربحة تستحق التضحيات .
§
الإخلاص والاحتساب واستحضار ما حصل من التقصير وعدم التطلع إلى
المنازل القديمة في الدعوة إلى
الله والتركيز على العمل والعطاء وتعويض ما فات .
المستشار : محمد فرغل ( بتصرف )
================
.
كيف أحافظ على من دعوتهم ؟
كيف أحافظ على من تمكنت - بفضل الله تعالى - من
دعوتهم إلى الله وإرشادهم إلى
الطريق المستقيم من عدم الانحراف ، مع العلم
بأن بعضهم من أسر يكثر فيها
الاختلاط من والديه وأخوته مع أعمامه وأخواله
وأبنائهم ، وهي تشكو لي
دائماً من هذا الحال ، ولا أجد بيدي حلاً ؟ كيف
أستطيع مساعدتها ؟

الجواب
الحمد لله , لاشك أخيتي أن من توفيق الله تعالى لعبده
المسلم أن يكتب على يديه
هداية إنسان ( كافر أو مسلم ) قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لعلي بن
أبي طالب رضي الله عنه (( لأن يهدي الله بك
رجلا واحدا خير لك من حمر النعم
)) . أما المحافظة على من هداهم الله على
أيدينا فيكون بإتباع المراحل
المعروفة في الدعوة الفردية فهي كفيلة بأن تعين
الداعية على الانتقال
بالمدعو من مرحلة إلى مرحلة بثبات و استقرار ,
و هذه المراحل مدونة و
مشروحة في العديد من الكتب الدعوية مثل كتاب (
الدعوة الفردية ) لمصطفى
مشهور ( رحمه الله ) . أما بالنسبة لهذا
المدعوة و ما ذكرت من وضع عائلتها
فإني أنصحك بالأمور التالية :
-
مناصحة المدعوة بالتعقل و عدم القيام بأي عمل أرعن مع
عائلتها لأن ذلك سيشكل حاجزا يحول دون تقبلهم للنصح مستقبلا

-
دراسة نفسيات أفراد العائلة وتصنيفهم بحسب قربهم و بعدهم من
تقبل الخير و الاستجابة للنصح

-
تدارس أساليب تعين المدعوة على كسب ثقة العائلة
-
البدء بدعوة أفراد الأسرة القريبين من الخير و كسبهم
للمساعدة على تغيير سلوك العائلة



(9/31)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الغزال
مشرف الزاوية الاجتماعية
مشرف الزاوية الاجتماعية
الغزال


عدد المساهمات : 1898
نقاط العضو : 3898
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
العمر : 51

المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى   المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:48 pm

(9/31)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


- البعد
عن مناسبات العائلة المشتملة على منكرات معلنة و ظاهرة إلا في حال وجود مصلحة
دعوية راجحة تعين على قطع هذه المنكرات مستقبلا

-
تنبيه المدعوة إلى أن صقل شخصيتها و ثباتها على مبادئها
يورثها حب الناس و
احترامهم و كسب ثقتهم مما يعينها على تغيير
حالهم بإذن الله تعالى

-
اختيار تشكيلة مناسبة و مؤثرة من الكتيبات و الأشرطة و
إهدائها و توزيعها على أفراد الأسرة

-
دراسة و اقتراح بدائل شرعية مريحة للعائلة ( قدر المستطاع )
لجميع المخالفات المرتكبة أثناء الزيارات و اللقاءات
.
و الأهم من ذلك كله الدعاء الصادق في ظهر الغيب و
التضرع إلى الله تعالى بأن
يشرح صدورهم و يحبب إليهم الهداية و الاستقامة
( و تخصيص الوالدين و
القرابة القريبة بمزيد من الدعاء و تسميتهم في
الدعاء
)
المستشار : محمد فرغل
المصدر : وسط نت ( بتصرف )
=============
.
كيف نجمع بين الأثنين
كيف توفق الداعية بين أمورها الخاصة التي لا تتعلق
بأمور الدعوة وبين أمور
الدعوة المكلفة بها ، أو أن تلزم الداعية نفسها
بأمور دعوية تجهدها مع
أمورها الخاصة ؟
الجواب
من التعارض بين متطلبات الدعوة وشئون المسلم إنما ينشأ من
أحد أمرين
:
1.
كثرة الأعباء وتحميل النفس مالا تطيق من الأعمال .
2.
سوء الترتيب وضعف التنسيق بين هذه المطلبات جمعها .
وعلاج ذلك يكون بمراجعة الداعية لوضعها ، والنظر في
أعمالها هل فيها شيء من
المبالغات والحماس الزائد في جانب متطلبات
الدعوة أو في جانب المصالح
الخاصة ، ومعالجة ذلك بالاعتدال والتوازن .
ثم بعد مراجعة التنسيق والتنظيم للوقت والأعمال بوضع جدول واضح ،
وتوزيع أعمالها ومسؤولياتها بحسب
الأولوية وتحديد الوقت المناسب لكل عمل تحت
شعار " أعط كل ذي حق حقه
" .
وإذا لم تنجح الداعية في تنظيم حياتها ومسؤولياتها فإنها
بالبديهة لن تنجح في تنظيم حياة الآخرين وتوجيههم
.
المصدر : نقل بتصرف من موقع "الوسط نت"
==============
.
أصاب بقنوط
الحمد لله الذي منّ علي بالالتزام من حوالي 4 أعوام
وبعد الالتزام بفترة سلكت
طريق الدعوة إلى الله مع أخواتي الآخريات،
وانغرست في حقل الدعوة، ولكن
هناك مشكلة تقابلني هي أنني عندما أقع في بعض
الذنوب المعينة تتدهور علاقتي
مع الله وأصبح في فتور، وربما تؤدي بي إلى
القنوط وتكون النتيجة أنني
أنقطع عن الدعوة في هذه الفترة بدعوى أن أهم
شيء هو إصلاح نفسي أولاً حتى
أستعيد قوة إيماني من جديد، فهل أجد عندكم من
حل لهذه المشكلة الصعبة؟

الجواب
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحبًا بك،
وشكر الله لك ثقتك بإخوانك
في شبكة "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل
الله عز وجل أن يجعلنا أهلاً لهذه
الثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن
يجعلها خالصة لوجهه الكريم،
وألا يجعل فيها لمخلوق حظًّا.. آمين، ثم أما
بعد
:
فاعلمي-أخييتي - أن الله عز وجل قد منّ عليك بنعم كثيرة، في
مقدمتها، نعمة الإسلام، ونعمة
الالتزام، ثم أكرمك بأن اختارك للقيام بأشرف
مهمة ألا وهي مهمة "الدعوة إلى
الله"، قال تعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ
قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ
وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ
الْمُسْلِمِينَ"، فاحمد الله
-أختي - على هذه النعم الكثيرة، وأدِّ شكرها
ليزيدك الله من نعمه وفضله قال
تعالى: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ
لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي
لَشَدِيدٌ"، ومن أداء شكر هذه النعم أن
تستمري في تبليغ دعوته سبحانه وتعريف عباده
عليه، بإرشادهم لطريق طاعته
وتحذيرهم من مغبة معصيته.
أما عما وصفتيه في رسالتك بأنه (مشكلة) تقابلك وأنت في طريق
الدعوة، عندما تقعين في بعض الذنوب، فإنني أعتقد أن هذا
أيضًا من نعم الله عليك، ذلك أنك -كداعية-
بمجرد أن تقعي في ذنب تستشعرين
بالخطر، هذه صفة طيبة، فلتحمدي الله عليها،
نعم. احمدي الله أن رزقكِ قلبًا
يستشعر خطورة الذنب في حق الخالق سبحانه، فكم
من الناس لم يمن الله عليهم
بهذه النعمة (نعمة استشعار خطورة المعصية)، غير
أن هذا الاستشعار يجب أن
يدفعك إلى مراجعة نفسك والمبادرة بالاستغفار
امتثالاً لقوله تعالى
: "وَالَّذِينَ
إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ
وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا
فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ
".
فحري بك أن تسارعي إلى التوبة والعودة إلى الله، لا
أن تصيبك المعصية بنوع من
اللامبالاة فتستمري المعصية، واعلمي أن الداعية
إلى الله ليس نبيًّا
معصومًا، وإنما هو بشر، يخطئ ويصيب، قد يقع في
ذنب أو معصية لكنه سرعان ما
يرجع إلى الله طالبًا منه العفو والغفران، وأنه
عندما يرتكب ذنبًا ولو كان
صغيرًا جدًّا فإنه يستشعر الخطر، فيؤنب نفسه،
ويعاتبها.. كيف لي أن أتجرأ
على معصية الله بعدما منّ عليّ بكل هذه النعم؟!
أما ما قلتيه من أن ارتكابك لبعض الذنوب يدهور علاقتك بربك، فهذا
هو الخطر، فالفارق بين المؤمن
والمنافق أن المؤمن إذا أذنب ذنبًا في حق الله
دفعه ذلك إلى المبادرة
بالتوبة وتحسين الصلة بالله، والإكثار من
الاستغفار، كما أنه ينظر إلى ذنبه
-ولو كان صغيرًا- على أنه كالجبل يوشك أن
يتهدمه، أما المنافق فإنه ينظر
إلى ذنبه -ولو كان عظيمًا- على أنه كالذبابة
وقفت على وجهه فيهشها بيده
!!!


(9/32)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


فإياكي إياكي أن
تتدهور علاقتك بربك، وليكن استشعارك الخطر لارتكابك بعض الذنوب
دافعًا لك
لمزيد من الفرار إلى الله لا من الله، واحذري أن تطول بك مدة
الفتور، فإنها
تؤدي على الكسل عن الدعوة، ثم إلى التثاقل عن حمل مهامها، ثم
إلى تركها
والبعد عنها، ثم... ثم... إلى القنوط من رحمة الله قال تعالى
: "وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ
إِلاَّ الضَّالُّونَ"، فاتقِ الله
في نفسك ودينك ودعوتك، وشمري عن ساعد الجد،
وعودي إلى ربك وخذي من معصيتك
دافعًا لمزيد من الطاعة.
وختامًا،
فإن من الأخطاء الشائعة في عالم الدعوة على الله قول البعض -ممن يستشعرون
التقصير أو يرتكبون بعض الذنوب
الصغائر- قولهم: إنني غير صالح لمواصلة الطريق،
عليّ أن أتوقف -لفترة- حتى
أصلح نفسي!!. وهذه هي بداية النهاية في حياة
الدعاة، عندما تسول لهم نفوسهم
أن انقطاعهم عن طريق الدعوة سيصلح حالهم!!،
فاعلمي أخيتي -حفظك الله- أن
الداعية تدعو إلى الله فإن الله يكرمها بإصلاح
حالها، فمثلاً لو كانت هذه
الداعية مقصرة في صلاة النوافل، أو مقصرة في
وردها القرآني، فإنه عندما
تذكر الناس بفضل وأجر النافلة وعظيم الثواب
المنتظر من المحافظة على الورد
القرآني فإنه -ولا شك- سيكون بعدها أشد حرصًا
عليهما
.
نعم الأصل أن الداعية يدعو الناس إلى ما يؤمن به، ويحافظ على
فعله، لكنه أيضًا لا يحرم
الأجر من الله إن ذكر الناس بسنة أو دعاهم إلى
الحفاظ على نافلة، أو فضيلة،
ومن إكرام الله له أن يصلح له نفسه وأن يرزقه
الحفاظ على ما يدعو الناس
إليه.
فامضي في دعوتك، ولا تتوقفي في الطريق، ولا تستسلمي لنوازغ الشيطان،
واجتهدي في الاستغفار والتوبة، واعلمي أن الله سيصلح لك قلبك،
وسيعيد إلى
إيمانك شبابه، فتوكلي على الله تعالى.. نسأل الله تعالى أن
يهديكِ إلى
الخير، وأن يصرف عنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول
.. وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
اسلام أون لاين - نقل بتصرف
=================
.
لا أريد أن أفشل في منزلي !
الأستاذة حفظك الله، دعيني لأشكو إليك همي، فأنا أعمل في
مجال الدعوة منذ سنوات
ومحملة -وربنا يتقبل- بكثير من الأعباء
الدعوية، حيث لا يخلو يوم من عمل
دعوي، وكذلك زوجي ولله الحمد داعية مجاهد على
نفس المنهج
.
ورغم كوننا هكذا، فإن أبناءنا للأسف الشديد لم يشبوا على
ما نريده ونتمنى، فابنتي عشر
سنوات لا تريد الصلاة ونلح عليها دائما
وتهملها، ولا تصلي إلا إذا أنبناها،
والابن الأصغر أيضا كذلك، غير أنهما أيضا لا
يتسمان بالهدوء والسكينة التي
أراها في أبناء أخواتي الداعيات. ولا أدري
لماذا وما العمل؟؟؟ لا أريد أن
أنجح خارج البيت وأفشل داخله، أرجوك ساعديني،
وقولي لي ماذا أفعل مع أبنائي
ليكونوا كما أريد؟
الجواب
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخت الكريمة.. تقبل منك
صالح الأعمال ورزقك التوفيق والنجاح في عملك وبيتك وكل حياتك
.
أول ما بادرني من شعور عندما قرأت سؤالك هو القلق
الشديد على أبنائك؛ فالأطفال
جد صغار!! وأنا أقدر قلقك على عدم انضباط ابنتك
في
الصلاة،
لكني أدعوك إلى
الرفق ثم الرفق ثم الرفق بأبنائك، وليكن
اهتمامك الأول الآن هو تنمية
وتعميق صلة وعلاقة جميلة بابنك وابنتك؛ فقد
يكون رفض الفتاة لأداء الصلوات
نوعا من الاحتجاج على انشغالك الدائم عنها!! أو
نوعا من التمرد المصاحب
للمراهقة المبكرة.
ولكن دعيني أنصحك بخطوات عملية لتحبيب ابنتك في أداء الصلاة:
1-
أن تكفي تماما عن زجرها وتعنيفها في أي شيء يمس للصلاة!!.
2-
أدعوك إلى تحبيبها في الصلاة بكل ما هو جميل من الأحاديث
وحياة الصحابة
رضي الله عنهم وأحاديث الجنة مما يفتح شهية
الصغار لحب الصلاة
.
3-
لا مانع من أن تحضري لها ملابس صلاة جميلة جديدة وأن تعملي
جاهدة على أن تصلي مع أبنائك الصلوات الخمس
.
4-
أن تعتبري هذا الأمر مسألة لا تنجز في يوم أو أسبوع، ولكنها
تحتاج إلى
مثابرة
واستمرارية وصحبة جميلة بينك وبين ابنتك على وجه الخصوص
.
5-
لعل ذلك الأمر هو فرصة طيبة للغوص في شخصية أبنائك
وفهم خصائصهم النفسية؛
فتتعرفين على أنسب الوسائل التي تنفذين بها إلى
قلوبهم وبناء صداقة مع
الأبناء يساعد كثيرا على في التواصل معهم بصورة
سلسلة تجنب كثير من
المشكلات في فترة المراهقة وما بعدها.
6-
اعلمي أختاه أن كل ابن وكل ابنة نسخة فريدة؛ فلا تقارني أبناءك بأبناء
الأخريات، ولا تطلبي منهم أن
يكونوا مثل فلان أو فلانة، بل اعملي على أن
يكون ذواتهم بما منحهم الله من
صفات وخصائص، ودورك الأهم هو في اكتشاف هذه
الصفات والخصائص وتنميتها
وتقويمها إذا لزم الأمر.. وفقك الله لما يحب
ويرضى
.
المصدر : اسلام اون لاين ( بتصرف )
==============
.
أصاب بفتور
داعية لها انشغالات كثيرة في أمورها الخاصة ، وتعطي
ما تبقى من وقتها لأمورها
الدعوية ماذا تفعل في هذه الحالة مع حرقتها
الكبيرة على الأمة؟
.
الجواب
هو أن الداعية التي تعطي دعوتها فضول الأوقات
وزوائد الجهود ، بينما تقع
اهتمامها على الأكبر بمصالحها الدنيوية الخاصة
هي داعية تجوّزاً لا حقيقة ،
وصورة لا واقعاً ..
إن الدعوة إلى الخير لن تنتشر في الأمة ، وسلبيات المجتمع لن
تتغير بمثل هذه المساهمات الضعيفة ، وإذا لم نعط الدعوة
الأولوية فعلى الأقل اجعليها في درجة اهتمامك
بمصالحك الخاصة
.
لن تفلح أمة تجعل سعيها للدينار والدرهم أهم من سعيها للدين
ونشر الخير في نفوس الناس : (وجاهدوا في الله حق جهاده
) .
المستشار : د.مصطفى مخدوم
المصدر : الوسط نت
=============
.
أحب الدعوة.. دلوني على الطريق


(9/33)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


السلام عليكم، أنا
أحب الدعوة إلى الله، ولكني أرى المنكر ولا أعرف كيف أغيره،
ولا يوجد عندي
أسلوب؛ لدرجة أنه يوجد معي فتاة غير محجبة ولا أعرف كيف أبدأ
معها
وأناقشها؟
.
الجواب
السيدة الفاضلة ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فإن حبك للدعوة أمر محمود، وقد قال الله تعالى:
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً
مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ
الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33].
ورغّب فيه النبي صلي الله عليه وسلم فقال يوما لعلي بن
أبي طالب رضي الله عنه: "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك
من حمر
النعم". رواه البخاري
.
والدعوة إلى الله لا بد لها من علم {قُلْ هَذِهِ
سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ
اتَّبَعَنِي}
[يوسف: 108
].
ولحمة الدعوة وسداها هي الحكمة والموعظة الحسنة:
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"} [النحل: 125]؛ فهذا
أمر ينبغي
تحصيله قبل الدعوة وفي أثنائها وبعدها وفي كل وقت، ولا يمتنع
المسلم عن
الدعوة مخافة الوقوع في الخطأ أو لقلة علمه، وقد قال النبي عليه
السلام:
"بلغوا عني ولو آية" [رواه البخاري
].
بالإضافة لذلك الجزء النظري لا بد من الاطلاع على سيرة من مارسوا
هذا الأمر، والاستفادة من
تجاربهم، فمن وعى التاريخ في صدره أضاف أعمارا
إلى عمره. وبهذا يتكون لديك
الكيفية والأسلوب.أ
وهكذا لا بد من التدرج وغرس العقيدة أولا، وملء قلبها بحب
الله والخوف منه واليوم الآخر، فإذا صح الأساس صح فوقه كل شيء،
وإذا فسد فسد
كل شيء، حتى لو صح إلى حين
.
ويمكنك بعد إيقاظ قلبها أن تعيريها أشرطة عن مناسبة عن
الحجاب ففيها فائدة إن شاء الله

المصدر: اسلام اون لاين..." بتصرف"
==============
.
أحس أني داعية فاشلة !
أنا مسلمة ملتزمة والحمد لله، وأحتسب نفسي داعية
إلى الله، أقوم بإلقاء الدروس
والمحاضرات كما أقوم بالدعوة بين طالباتي حيث
إني معلمة، أعيش مع والدي
حيث أني مطلقة (و ليس لدي أبناء) و لدي ثلاث
أخوات في سن المراهقة 13-15-18
سنة، المشكلة تكمن في أخواتي لأني كنت بعيدة
عنهن في صغرهن (عندما كنت
متزوجة لمدة 6 سنوات)، ولما عدت إلى بيت والدي
كن قد كبرن وأصبح من الصعب
التأثير فيهن، فهن عنيدات، ولديهن تصرفات كثيرة
خاطئة، كعدم الالتزام
بالحجاب الصحيح، وكثرة الخروج للأسواق و
المراكز، والجلوس على برامج الشات
.. واكتشفت منذ فترة أن إحداهن (15سنة)
تكلم شابا بالهاتف، دارت بي الدنيا
ولا أعرف حتى الآن كيف أتصرف وكيف أتأكد من
الموضوع، إن أخبرت أخوتي الرجال
سيحدث ما لا تحمد عقباه؛ خصوصاً وأني غير
متأكدة.. وإن كانت هناك دلائل
تؤكد ذلك لكن ليس قطعياً.. علاقتي معهن طيبة
إلا فيما يختص بالنصح
والإرشاد؛ فهن لا يقبلن مني النصح، بل ويتطاولن
علي أحياناً، وأحياناً
كثيرة يخفين أمورهن عني حتى لا أنصحهن وقد يؤدي
هذا الأمر بهن إلى الكذب،
وغالباً ما أكتشف الحقيقة فيؤلمني تصرفهن هذا
كثيراً.. عندما أرى تصرفاتهن
أحس أني داعية فاشلة.. حيث إني أصلح بنات الناس
ويسمعن لي ولا أستطيع أن
أصلح أهل بيتي.. ماذا أفعل وكيف تكون الطريقة
المثلى للتعامل معهن؟

الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ذكرت تصرفات أخواتك التي يظهر عليهن بعض السلوكيات
المنحرفة، وتشعرين بأنك
داعية فاشلة؛ لأنك تستطيعين نصح الناس ولم
تستطيعي التأثير في منزلك.. هذا
الشعور إحباط من مداخل الشيطان على أي داعية،
ويجب أن نعلم أنه ليس بأيدينا
قلوب البشر، وأننا نعمل الأسباب، والتوفيق بيد
ربّ العالمين سبحانه، فرسول
الله صلى الله عليه وسلم لم يهد عمَّه،
وإبراهيم عليه السلام لم يهد أباه،
ونوح لم يهد ابنه..
ولكن علينا أن نقوم بكل ما في وسعنا من أسباب إنقاذ من حولنا من
النار {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها
الناس
والحجارة
}.
لا شكَّ أنَّ الأسلوب اللبق والخلق الحسن والكلمة الطيب مفتاح
القلب، وأننا لو نشعر من أمامنا بحبنا له وخوفنا عليه، نعمل
الأسباب من
التشجيع والتفاؤل أحياناً واتخاذ الأساليب المتنوعة لدعوته من
داخل البيت
ومن خارجه
.
عرفي أخواتك على الأخوات الطيبات وعلى دور القرآن، ولا
شك في أنَّ بعضهم ألين من بعض، فابدئي بأقربهن إلى الخير ولا
تتحدثي عنهم
أمام الآخرين وحافظي على أسرارهن، ولا بدَّ أن تصلي إلى نتيجة
بإذن الله،
وعليك بالدعاء وستصلين إلى مبتغاك عاجلاً أو آجلاً، فلا تتسرعي
النتائج،
فيمكن أن لا يظهر أثر نصحك عليهن إلا بعد عدة سنوات
.
أما بالنسبة لأختك التي تتحدث في الهاتف؛ فبإمكانك
التأكد من ذلك عن طريق مسجل
الهاتف الذي يستخدم داخل المنزل، ثمَّ اختاري
الأسلوب المناسب للمعالجة،
إما بالمصارحة وإسماعها صوتاً، أو بالتلميح بعد
أن تتأكدي، وهناك قصص
واقعية مؤثرة للأخوات نوال عبدالله وأمل
عبدالله عن (رسائل حب) تحكي واقعاً
أليماً لفتيات سلكن هذا الطريق المؤلم، فحبذا
لو أهديتيها لأختك حتى تعتبر
بها، وعليك بكثرة الدعاء، وأسأل الله لكِ
الحكمة؛ فالحكمة: أن تضعي الشيء
في موضعه، سواء كان الموقف يتطلب ليناً أو
حزماً
.
أعانك الله وسدد خطاك.
د/ الجوهرة المبارك / لها أون لاين
=============
.
المرأة الداعية.. مشكلات من نوع خاص
ما هي المشاكل ذات الطابع الخاص التي تمس الدعوة النسائية؟
الجواب


(9/34)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


الدكتورة منى حداد: بسم
الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، إن المشاكل
ذات الطابع الخاص التي تمس الدعوة النسائية هي
عديدة، وربما لا نستطيع
حصرها في كلمات، من أهم هذه المشاكل المرأة
المسلمة ذاتها. فهي -أي المرأة
- إذا لم تعي دورها كما يجب فستقع في مشاكل عديدة
أثناء قيامها بواجب
الدعوة، وفي كامل سلوكها في الحياة. فمطلوب إذن
أولاً من المرأة الداعية
كما أراده الله لها، لا سيما أنه قال تعالى
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن
ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ}. هذا
العمل الصالح إنما أراده الله للمرأة كما أراده
للرجل، فحين تبدأ الداعية
المسلمة بإصلاح عملها سواء في حياتها الخاصة أو
في دعوتها لسائر بنات جنسها
ولكامل مجتمعها لا بد أنها ستحيا حياة طيبة
وستوفى أجرها بأحسن مما كانت
تعمل. المشكلة الأساسية إذن هي المرأة نفسها،
لا سيما أنها كما تشكل نفسها
تساهم في تشكيل باقي أعضاء المجتمع حين تربي
هذا الباقي على ما يريده الله
عز وجل من قواعد وسلوك، فهي الأم وهي الزوجة
وهي الأخت وهي الابنة. فلتنظر
المرأة إلى نفسها ماذا قدمت بحق ذاتها وبحق
مجتمعها ولتحدد خطها وطريقها
بعد ذلك. هذه المشكلة الأولى، وهناك مشاكل
عديدة، لا سيما منها ما تتعرض له
الأخت الداعية في المجتمع من ضغوطات أسرية كانت
أو اجتماعية أو اقتصادية
أو ربما حركية (تنظيمية).. كل هذه الأمور قد
تتعرض لها الأخت الداعية ولكن
نقول إذا تجاوزت المشكلة الأولى بالنظر لتحديد
قيمتها دورها وإنسانيتها فلا
شك أنها ستستطيع بعون الله تجاوز المشاكل
الأخرى مهما تعددت. أما عن تسمية
الدعوة النسائية على نسق الحركة النسائية فإنني
أقول: إذا ما بدأنا بدعوة
نسائية بحتة الآن فنحن على طريق العمل الدعوي
الإسلامي العام؛ لأن الله
سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم:
{والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء
بعض}؛ فهو يقرن المؤمنين بالمؤمنات حين يأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر
ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله
ورسوله. لقد حدد لنا سبحانه
وتعالى بل بشرنا بأنه سيرحمهم {أولئك سيرحمهم
الله}. نعتبر نفسنا في طريق
العمل الدعوي العام، ولا داعي لتسمية دعوتنا
بالدعوة النسائية على نسق
الحركة النسائية؛ لأنه عند ذلك سنضع الفوارق
والحواجز وبأيدينا بين المرأة
والرجل، وسنعود إلى الصراع الذي عاشته المرأة
مع الرجل منذ نشأة الحركات
النسائية، علمًا أننا في الإسلام لا نجد مطلقاً
داعياً لهذا الصراع طالما
أن الله سبحانه وتعالى أعد للجميع مغفرة وأجراً
عظيما وثواباً لكل عمل قدمه
الإنسان من ذكر أو أنثى.
المصدر : إسلام أون لاين
===============
.
تسمية الدعوة النسائية
س: هل صحيح تسمية الدعوة النسائية.. على نسق
الحركة النسائية؟ نحن الداعيات
المسلمات لا نجد مطلقاً فارقاً بين الرجل
الداعية والمرأة الداعية من حيث
الواجب ومن حيث الدور ومن حيث الأجر، فلِم
الصراع إذن؟ ولِم نكون دعوة
نسائية فحسب؟
الجواب
الأستاذة حكيمة المختاري: إن حمل أمانة عظيمة مثل أمانة
الدعوة إلى الله تعالى، وتبليغ كلمته عن رسوله صلى الله عليه
وسلم، مهمة
عظيمة كلف الله تعالى بها المرأة كما كلف الرجل. وخصوصية المرأة
أنها ذلك
المحضن الذي تتربى فيه الأجيال، منذ نعومة أظافرها، خصها الله
تعالى بالحلم
وسعة الصدر واللين واللطف ما تنفق به على النساء كافة على
الأقرب
فالأقرب. لا بد من الحديث أولا عن مصطلحي الدعوة والمرأة، فماذا
نقصد بالدعوة
ومَن هي المرأة الداعية والمدعوة؟ الدعوة هل هي دعوة للحجاب؟
أم للصلاة؟ أم
هي ربط بالله سبحانه وتعالى؟ وبالتالي اختيار الإنسانة
المدعوة بين زينة زائفة وبين ما عند الله عز
وجل. ولا بد أيضا للحديث عن
الدعوة في صفوف النساء من التعرض للسياق
التاريخي الذي مرت منه المرأة
موءودة تحت التراب إلى أن كرمها النبي صلى الله
عليه وسلم، وأرجعها إلى
المسجد؛ المكان الذي تلتقى فيه الدعوة بالدولة.
مرورا بعهد الخلفاء
الراشدين إلى الانكسار التاريخي الأول والذي
أصبحت فيه المرأة حبيسة
الجدران فانحبست بذلك قدرتها على التربية
والعطاء والمشاركة في الحياة
العامة للمسلمين. إن مشاركة المسلمة في الدعوة
إلى الله سبحانه وتعالى ركن
أساسي من أركان الدين. فمن الآيات التي نص فيها
الحق سبحانه على مكانة
المرأة في واجب السهر على دين الله قوله تعالى:
{وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ
بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ}؛ فهذا تكليف من الله سبحانه
وتعالى للمرأة بحمل العبء ودعم بناء المجتمع
الإسلامي ، تكليف من صميم
الدين.
المصدر:إسلام أون لاين
=============
.
مجتمع غربي
أنا أعيش حالياً في بلد غير إسلامي وحولي بعض
المسلمات منهن المتزوجات ومنهن
صغيرات السن والشابات، كيف أستطيع أن أدعوهن
إلى التمسك بقيم الإسلام
وأخلاقه في ظل المجتمع الغربي المفتوح الذي
نعيش فيه؟

الجواب
هذا المجتمع الغربي الذي تصفينه بأنه مفتوح
وتتساءلين عن كيفية الدعوة فيه
للتمسك بقيم الإسلام وأخلاقه هو مجتمع يستحق
منك الشفقة والاهتمام أيضاً
.
هذا المجتمع بكل سيئاته يحتاج إليك وإلى جميع الدعاة الذين
انتهجوا نهج الإسلام عملاً والتزاماً ومقولاً
.
هو بحق يحتاج إليك لتبرزي هذا الإسلام الذي في داخلك لتفوح
منك ريح المسك من خلال تعاطيك معه
.


(9/35)


{{
المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}


أما أخواتك المتزوجات
وصغيرات السن والشابات فعندما تكونين قدوة صالحة لهم فسيحببن فيك الدين والإيمان
والالتزام
.
افتحي للجميع قلبك ووسّعي صدرك لترتاح عليه كل مسلمة
وكل محتاجة إلى سماع كلمة
الحق ودعوة الإسلام. هذه الدعوة الربانية التي
يمكنها أن تستنقذ البشرية من
عثراتها ومن آلامها وأمراضها.
الجميع بحاجة إليك في ذلك البلد المفتوح، والذي يعني
الاستعداد للتلقي وللتبصر وللفهم وللأخذ
.
فهلا كنت تلك الداعية التي بإمكانها أن تكون شامة في
مثل هذا المجتمع الضائع
والتائه؟ أما بالنسبة للفريق من النساء
والشابات حولك فبإمكانك الاطلاع على
العديد من التوجيهات والبرامج التي تستطيعين
قراءتها ومتابعتها على جميع
المواقع الإسلامية، ما دمت تستعملين الإنترنت
فبإمكانك أن تستفهمي عن أي
أمر أو أي موضوع ولكن لا بد أولاً وابتداءً من
التزود بالثقافة الإسلامية
المطلوبة والضرورية دون أن تدعي إمكانية
الإحاطة في كل أمر وكل شيء
ولتنطلقي داعية مخلصة لدعوتها بين من تعرفين من
النساء
.
ولا تنسي مطلقاً أن تنشري عطرك في كل الأجواء التي تمرين بها من
خلال موقف صادق أو كلمة
طيبة أو معاملة حسنة أو منظر لائق أو استقامة
واضحة حتى يشار إليك بالبنان
وحتى تحببي الآخرين بدينك وبإسلامك.
المستشار : د.منى حداد
المصدر : إسلام أون لاين
... ================
.
نصائح لدعوة الجيران في رمضان
أريد منكم برنامجا دعويا أقوم به مع جيراني في رمضان، حتى
يكون هذا الشهر نقطة فارقة معهم
.
الجواب
إن نقطة البداية في دعوة الجيران هي إدراك المسلم
ما للجار من حق في الشريعة،
وذلك يجعل المرء يدرك أن عونه لجيرانه والأخذ
بأيديهم في سبيل عمل
الصالحات، والسعي لتقريبهم إلى الله تعالى واجب
شرعي، وحق اجتماعي، فالمسلم
لا يعيش منعزلا، ولا يعيش في المجتمع فردا،
ولكنه لبنة صالحة دءوبة تسعى
للحفاظ على هذا المجتمع. وليس الحفاظ هنا
محصورا في المحافظة على المنشآت
والمباني، والالتزام بقواعد المجتمع وقوانينه
فحسب، بل أساس صلاح المجتمع
قائم على صلاح الناس الذين يمثلون هذا المجتمع،
لأنهم هم المجتمع، وما
سواهم عوامل مساعدة، أو أدوات لازمة لتيسير
حياتهم. وفي ظني أنه ليست هناك
عقيدة أولت الجوار أهمية مثل الإسلام، حتى
أوصله النبي صلى الله عليه وسلم
إلى أن يكاد وارثا حين قال: (ما زال جبريل
يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه
سيورثه) رواه البخاري، وهذا الحديث المحفوظ
يحتاج إلى معرفة فقهه، حتى ندرك
ما فيه من معاني سامية لتلك "الرابطة
الجيرانية".. والأمر الأول: الذي
يُلحظ في الحديث أن الوصية بالجار تكررت بشكل
كبير جدا، على غير العادة في
كثير من شرائع الإسلام التي جاء الأمر بها،
وربما تكررت التذكرة فيها، لكن
لم نلحظ التكرار في الوصية على فعل شعيرة من
الشعائر مثل ما جاء في الجار،
وبعض الشرائع الأخرى، كالصلاة وحسن الخلق.
الأمر الثاني: أن الأمر تعدى
التكرار، بل وصل إلى حد الصلة الوثيقة التي
تعتبر الجار واحدا من الأسرة،
وبهذا المعنى يجعل الإسلام الجيران أسرة واحدة،
بل بالنظر في المجتمع نجد
بعض الجيران هم أقرب للإنسان من إخوته ومن أبيه
وأمه، وهذا يشير إلى إعجاز
الحديث من الناحية الاجتماعية. إذا كان هذا
التمهيد، فإن البرنامج المطلوب
لن يكون خطوات مرسومة بقدر ما هو تفتيح
للأذهان، ومحاولة للتفكير بشكل
جماعي يثير الاهتمام، ويدعو للإبداع والتجديد،
وفق قراءة الإنسان لحاله
ومعرفته بجيرانه، وما يمكن أن يقدمه لهم.
ومن أهم ملامح هذا البرنامج ما يلي:


(9/36)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» كتب في فقه الدعوة الى الله
» تشافيز واردوغان ومانديلا في غزة مطلع العام المقبل ان شاء الله تعالى
» إن الرجل إذا نظر إلى امرأته, ونظرت إليه, نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى لمسات للثقافة العامة :: الزاوية الدينية :: مباحث في المعاملات الاسلامية-
انتقل الى: