موضوع: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الإثنين ديسمبر 12, 2011 11:48 pm
الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى
قال جماعة من السلف: معنى ذلك: ادخلوا في السلم جميعه، يعني: في الإسلام، يقال للإسلام: سلم؛ لأنه طريق السلامة، وطريق النجاة في الدنيا والآخرة، فهو سلم وإسلام، فالإسلام يدعو إلى السلم، يدعو إلى حقن الدماء بما شرع من الحدود والقصاص والجهاد الشرعي الصادق، فهو سلم وإسلام، وأمن وإيمان؛ ولهذا قال جل وعلا: (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) أي: ادخلوا في جميع شعب الإيمان، لا تأخذوا بعضا وتدعوا بعضا، عليكم أن تأخذوا بالإسلام كله ، (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) يعني: المعاصي التي حرمها الله عز وجل فإن الشيطان يدعو إلى المعاصي وإلى ترك دين الله كله، فهو أعدى عدو؛ ولهذا يجب على المسلم أن يتمسك بالإسلام كله، وأن يدين بالإسلام كله، وأن يعتصم بحبل الله عز وجل، وأن يحذر أسباب الفرقة والاختلاف في جميع الأحوال، وإياك أن توالي أخاك لأنه وافقك في كذا، وتعادي الآخر لأنه خالفك في رأي أو في مسألة، فليس هذا من الإنصاف، فالصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في مسائل ومع ذلك لم يؤثر ذلك في الصفاء بينهم والموالاة والمحبة رضي الله عنهم وأرضاهم. والخلاصة: أن الواجب على الداعية الإسلامي أن يدعو إلى الإسلام كله، ولا يفرق بين الناس، وأن لا يكون متعصبا لمذهب دون مذهب، أو لقبيلة دون قبيلة، أو لشيخه أو رئيسه أو غير ذلك، بل الواجب أن يكون هدفه إثبات الحق وإيضاحه، واستقامة الناس عليه، وإن خالف رأي فلان أو فلان أو فلان، ولما نشأ في الناس من يتعصب للمذاهب، ويقول: إن مذهب فلان أولى من مذهب فلان، جاءت الفرقة والاختلاف، حتى آل ببعض الناس هذا الأمر إلى أن لا يصلي مع من هو على غير مذهبه، فلا يصلي الشافعي خلف الحنفي، ولا الحنفي خلف المالكي ولا خلف الحنبلي، وهكذا وقع من بعض المتطرفين المتعصبين، وهذا من البلاء ومن اتباع خطوات الشيطان، فالأئمة أئمة هدى: الشافعي، ومالك، وأحمد، وأبو حنيفة، والأوزاعي، وإسحاق بن راهويه، وأشباههم كلهم أئمة هدى ودعاة حق، دعوا الناس إلى دين الله، وأرشدوهم إلى الحق، ووقع هناك مسائل بينهم، اختلفوا فيها؛ لخفاء الدليل على بعضهم، فهم بين مجتهد مصيب له أجران، وبين مجتهد أخطأ الحق فله أجر واحد، فعليك أن تعرف لهم قدرهم وفضلهم، وأن تترحم عليهم، وأن تعرف أنهم أئمة الإسلام ودعاة الهدى، ولكن مع ذلك تحتاط لنفسك ودينك، فتأخذ بالحق وترضى به، وترشد إليه إذا طلب منك، وتخاف الله وتراقبه جل وعلا، وتنصف من نفسك، مع إيمانك بأن الحق واحد، وأن المجتهدين إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطئوا فلهم أجر واحد - أعني: مجتهدي أهل السنة أهل العلم والإيمان والهدى - كما صح بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. المقصود من الدعوة والهدف منها : أما المقصود من الدعوة والهدف منها : هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وإرشادهم إلى الحق حتى يأخذوا به، وينجو من النار، وينجو من غضب الله، وإخراج الكافر من ظلمة الكفر إلى النور والهدى، وإخراج الجاهل من ظلمة الجهل إلى نور العلم، والعاصي من ظلمة المعصية إلى نور الطاعة، هذا هو المقصود من الدعوة، كما قال جل وعلا: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) . الأمر الرابع: بيان الأخلاق والصفات التي ينبغي للدعاة أن يتخلقوا بها وأن يسيروا عليها: أما أخلاق الدعاة وصفاتهم التي ينبغي أن يكونوا عليها، فقد أوضحها الله جل وعلا في آيات كثيرة، في أماكن متعددة من كتابه الكريم منها: أولاً: الإخلاص: فيجب على الداعية أن يكون مخلصا لله عز وجل، لا يريد رياء ولا سمعة، ولا ثناء الناس ولا حمدهم، إنما يدعو إلى الله يريد وجهه عز وجل، كما قال سبحانه : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ) ، وقال عز وجل : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّه) . ثانياً: أن تكون على بينه في دعوتك - أي: على علم - لا تكن جاهلا بما تدعو إليه: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ). فلا بد من العلم، فالعلم فريضة، فإياك أن تدعو على جهالة، وإياك أن تتكلم فيما لا تعلم، فالجاهل يهدم ولا يبني، ويفسد ولا يصلح، فاتق الله يا عبد الله، إياك أن تقوله على الله بغير علم، لا تدعو إلى شيء إلا بعد العلم به، والبصيرة بما قاله الله ورسوله ، فعلى طالب العلم وعلى الداعية أن يتبصر فيما يدعو إليه، وأن ينظر فيما يدعو إليه ودليله، فإن ظهر له الحق وعرفه دعا إلى ذلك، سواء كان ذلك فعلا أو تركا، فيدعو إلى الفعل إذا كان طاعة لله ورسوله، ويدعو إلى ترك ما نهى الله عنه ورسوله على بينة وبصيرة. ثالثاً: أن تكون حليما في دعوتك، رفيقا فيها، متحملا صبورا، كما فعل الرسل عليهم الصلاة والسلام، إياك والعجلة، إياك والعنف والشدة، عليك بالصبر، عليك بالحلم، عليك بالرفق في دعوتك، وقد سبق لك بعض الدليل على ذلك، كقوله جل وعلا: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ، وقوله سبحانه : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ) ، وقوله جل وعلا في قصة موسى وهارون: (فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) . وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه) أخرجه مسلم في الصحيح
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الإثنين ديسمبر 12, 2011 11:50 pm
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
فعليكيا عبد الله، أن ترفق في دعوتك، ولا تشق على الناس، ولا تنفرهم من الدين،ولا تنفرهم بغلظتك ولا بجهلك، ولا بأسلوبك العنيف المؤذي الضار، عليك أنتكون حليما صبورا، سلس القياد، لين الكلام، طيب الكلام؛ حتى تؤثر في قلبأخيك، وحتى تؤثر في قلب المدعو، وحتى يأنس لدعوتك ويلين لها، ويتأثر بها،ويثني عليك بها، ويشكرك عليها، أما العنف فهو منفر لا مقرب، ومفرق لا جامع. ومن الأخلاق والأوصاف التي ينبغي - بل يجب - أن يكون عليها الداعية: العملبدعوته، وأن يكون قدوة صالحة فيما يدعو إليه، ليس ممن يدعو إلى شيء ثميتركه، أو ينهى عنه ثم يرتكبه، هذه حال الخاسرين، نعوذ بالله من ذلك. أماالمؤمنون الرابحون فهم دعاة الحق يعملون به وينشطون فيه ويسارعون إليه،ويبتعدون عما ينهون عنه، قال الله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِأَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) ، وقال سبحانه موبخا اليهود على أمرهمالناس بالبر ونسيان أنفسهم: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّوَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاتَعْقِلُونَ) . وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يؤتى بالرجليوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور فيها كما يدور الحماربالرحى فيجتمع عليه أهل النار فيقولون له يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمربالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول بلى كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكمعن المنكر وآتيه)، هذه حال من دعا إلى الله وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر،ثم خالف قوله فعله وفعله قوله، نعوذ بالله من ذلك. ومن الأخلاق الفاضلةأن يدعو لهم بالهداية فيقول للمدعو: هداك الله، وفقك الله لقبول الحق،أعانك الله على قبول الحق، تدعوه وترشده وتصبر على الأذى، قال النبي عليهالصلاة والسلام لما قيل عن (دوس): إنهم عصوا، قال: (اللهم اهد دوسا وائتبهم) ، وعليك أن تصبر وتصابر في ذلك، ولا تقنط ولا تيأس، ولا تقل إلا خيرا،لا تعنف ولا تقل كلاما سيئا ينفر من الحق، ولكن من ظلم وتعدى له شأن آخر،كما قال الله جل وعلا: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِيهِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ). و تصفح عما يتعلق بشخصك من بعض الأذى، كما صبر الرسل وأتباعهم بإحسان. أسألالله عز وجل أن يوفقنا جميعا لحسن الدعوة إليه، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا،وأن يمنحنا جميعا الفقه في دينه، والثبات عليه، ويجعلنا من الهداةالمهتدين، والصالحين المصلحين، إنه جل وعلا جواد كريم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله و أصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين. ========== حكمة الداعي وأدب المدعو اسم المحاضر : الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – الحمدلله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على عبده ورسولهوخليله وأمينه على وحيه ، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله ، وعلىآله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى إلى بهداه إلى يوم الدين . أما بعد : فإنالتذكير بالله والدعوة إليه سنة المرسلين عليهم الصلاة والسلام ، فقدبعثهم الله دعاة للحق وهداة للخلق ، مبشرين ومنذرين ،لإقامة الحجة ورفعالمعذرة كما قال الله تعالى : ( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علىالله حجة بعد الرسل ) . وقال جل وعلا : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ). وهكذا خلفاؤهممن أهل العلم و ورَّاثهم ، هذا طريقهم وسبيلهم ؛ الدعوة إلى الله تعالى ، والتذكير به والتبشير والإنذار لغيرهم . فاللهخلق الخلق لعبادته وأرسل الرسل لتبين ذلك وتدعوا إليه ، قال تعالى : ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ، فالثقلان الجن والإنس خلقوا ليعبدواالله ، وهذه العبادة هي حق الله على عباده المكلفين من جن وإنس ، ثم بعثالله الرسل ليبينوا هذه العبادة ويدعوا إليها ويشرحونها للناس ، وأنزلالكتب لهذا الأمر ، وكان أعظمها وأفضلها وأكملها وخاتمها القرآن العظيم ،فيه بيان الهدى وطريق السعادة ، فيه بيان ما يرضي الله وما يقرب إليه منأقوال وأعمال ومقاصد ، وبيان ما يغضب الله وما يبعد عن رحمته. فجدير بكلمؤمن ومؤمنة التدبر لكتاب الله والإكثار من تلاوته لمعرفة ما فيه وللعملبما دل عليه، كما قال تعالى : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) وقالتعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ). فجديربنا جميعا الرجال والنساء ، العلماء وغير العلماء التدبر لكتاب اللهوالعناية به لمعرفة الحق و اتباعه ، ولمعرفة ما يقرب إلى الله فنعمل به ،ومعرفة ما يغضب الله ويباعد من رحمته حتى نجتنبه ، وحتى نقوم بالدعوة إلىالخير وإلى كف الشر على بصيرة وعلى علم . فالرسل – عليهم السلام - بعثوالهذا الأمر قال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا اللهواجتنبوا الطاغوت ) ، وكذلك الكتب أنزلت لهذا الأمر قال تعالى : ( كتابفصلت آياته ثم أحكمت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله ) . وعنوانكلمتي ( حكمة الداعي وأدب المدعو ) قد اخترته لأن الحكمة من الداعية لهاشأن عظيم، فمن الحكمة مثلا أن يتحرى في دعوته الكلمات المناسبة والأوقاتالمناسبة والأسلوب المناسب حتى يكون ذلك أقرب إلى النجاح .
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الإثنين ديسمبر 12, 2011 11:50 pm
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
إنمن أسماء الله تعالى ( الحكيم العليم ) لأنه سبحانه يضع الأمور مواضعها عنعلم ،فقد قال تعالى : ( إن ربك حكيم عليم ) فهو يعلم الأشياء على ماهيعليه، ويضع أفعاله وأحكامه على ما هو لائق ومناسب لمنفعة وصلاح العباد . فهوسبحانه عليم حكيم في قوله وعمله ، وفي أمره ونهيه ، فالحكيم هو الذي يعلمالأشياء، ويضع الأعمال والأقوال مواضعها ، وهذا الوصف إنما يصدق على اللهتعالى فقط دون غيره . إذن من حكمة الداعي أن يدعو الله على علم ، فيكونعنده علم ، لأن الحكمة هي العلم كما قال تعالى : ( ادع إلى سبيل ربكبالحكمة ) أي : بالعلم ؛ قال الله وقال رسوله . ومن حكمة الداعي أن يأتيبالأسلوب المناسب والبيان المناسب ، وأن يخاطب كل قوم بما يفهمون ويعقلون ،قال الله تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهمبالتي هي أحسن ) فالحكمة معناها العلم ، والموعظة الحسنة : هي الموعظة التيتلين القلوب وتقربها لقبول الحق ، وجادلهم بالتي هي أحسن : أي ليس بالعنفوالشدة بل بالتي هي أحسن، وذلك حتى يقبلوا الحق ، قال الله تعالى في أهلالكتاب : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) وهم اليهودوالنصارى ، إلا من ظلم منهم فهذا له شأن آخر . وقال الله تعالى : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) لنت لهم : أي للمدعوين . وقال تعالى لموسى وأخيه عندما أرسلهما لفرعون : ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ). وهذالاسيما في عصرنا هذا ، فإن الحكمة والأسلوب الحسن والرفق من أهم المهمات ،في كل وقت وفي هذا الوقت بوجه أخص ، وذلك لكثرة الجهل وغلبة الهوى علىأكثر الحق ، فبالشدة يُنفر منك ، ويُبتعد عنك ، ولا يقبل أي أحد إلا من رحمالله . إذن المطلوب من كل داعية أن يختار الألفاظ المناسبة ويتحراها ،مع الأخذ بالرفق وليتذكر قوله صلى الله عليه وسلم : ( من يُحرم الرفق يحرمالخير كله ). ثم إن لكل مقام مقال ، فعلى الداعي أن ينظر لحاجة المجتمعالذي يتكلم فيه ، وينظر لما فشي فيه من منكرات ، فيعالج تلك الأمور بالأدلةمن الكتاب والسنة . وعليه أن يرفق بمن سأل أو طرح شبهة ، حتى يوضح لهالحق ، وحتى تزول الشبهة ، إذ أن المقصود هو هداية الخلق ، ودعوتهم للخير ،وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، وليس المقصود إظهار علمك أو توبيخهموإظهار جهلهم . والواجب على كل داعية الأخذ بالطرق والوسائل التي تؤدي لهذا الأمر ليحصل منها المنفعة بإذن الله . وكذلك المدعو له آداب : منها الإنصات والإقبال على ما يسمع من الدعوة ليستفيد ويفهم . ومنها إخلاص النية ، فيكون قاصدا الفائدة ونيل العلم والمعرفة . ومنها أدب السؤال إذا سأل . هذاكله من أدب المدعو : الإنصات والإقبال على الناصح ، والإخلاص في ذلك ،والرغبة في طلب الحق ، والعزم على فعل الخير ، والأخذ بالنصيحة ، قال اللهتعالى : ( فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهمالله وأولئك هم أولوا الألباب ). فالمدعو مشروع له أن يقبل بقلبه وقالبهعلى الدعوة ، وأن يريد بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة ، وأن يؤسس فيقلبه ونيته قبول الحق والعمل به متى عرفه ، ومحاربة الهوى والشيطان. وهناأود التنبيه على أمر من أهم الأمور التي يجب التنبيه عليها دائما : ألاوهو أمر إخلاص العبادة لله وحده ، وأن يحاسب العبد نفسه ، حتى تكون جميعأعماله وأقواله لله وحده ، وأن يكون هدفه هو طاعة الله ورسوله وإرضاؤه. فإن أصل الدين وأساسه هو توحيد الله تعالى والإخلاص له ، قال الله تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) . ( وقد ختم الشيخ – رحمه الله – محاضرته بالتحدث عن عدة نقاط منها : إخلاصالتوحيد لله وحده سبحانه ، وأنه أساس دعوة الرسل ، وحذر من الشرك بجميعأنواعه ، ثم على كل مسلم أن يؤدي الحقوق التي عليه من صلاة وصوم وزكاة وبرللوالدين وصلة للرحم وغيرها ، وعليه أن يترك كل ما يغضب الله عز وجل ،وأخيرا تحدث عن فضل العلم بالكتاب والسنة ، وبيان أهميته، ووجوب التفقه فيالدين ) . ============ طريق الدعوة الإسلامية. للمؤلف: جاسم بن محمد الياسين. بسم الله الرحمن الرحيم أولاً: أسرار في العمل الإسلامي. مقدمة: الإنسانمطلق إنسان يبحث عن الأسرار في القديم والحديث، ولكن حقيقة البحث تختلف منإنسان لآخر كل حسب اهتماماته، فهذا إنسان يبحث في أسرار الكون والحياةوعلاقة الإنسان بها، وذاك آخر يبحث في أسرار الناس وحياتهم الخاصة وهكذاالناس. وفي هذا المبحث سنتطرق إلى بعض الأسرار المتعلقة بالدعوة إلى الله عزوجل. ... وقد يطرح سؤال لماذا البحث في الأسرار الخاصة بمصلحة الدعاة؟ فالجواب هو ماقاله الأقدمون: "همك على قدر ماأهمك، خواطرك من جنس همك". فهذهقاعدة مستمرة في حياة البشر لها واقعها الملحوظ على كل صنف واتجاه،فاهتمامات الإنسان تأتي من تفكيره في محبوبه، ومامن شيء أكثر تفكيرا وحباًلدى المسلم من الإسلام وقضاياه، والإناء الذي يحمله، وهذا الإناء هو الذييجب أن يأخذ الحظ الوافر في تفكير أهل الدعوة، فالإسلام كمباديء ونظمموجودة في الكتاب والسنة وشروحها وقد تكفل الله بحفظهما من التحريف، قالتعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". سورة الحجر (9).
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الإثنين ديسمبر 12, 2011 11:51 pm
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
... فظل المنهج الإسلامي نقيا صافيا ينتظر من يحمله، وفق حكمة الله التي اقتضتألايتحقق الإسلام بمعجزة خارقة للعادة، بل يتحقق وفق الجهد البشري الذيخلق الله البشر عليه، على أن الدعوة إلى الله تبارك وتعالى قد تشابكتقضاياها وتداخلت، لهذا الأمر ولغيره من القضايا التي تشابكت على أصحابالدعوة كان التفكير المستمر، وكانت هذه الكلمات التي لا تعدو أن تكون نظراتوتأملات للخطأ والصواب. والله نسأل السداد والتوفيق. أسرار نبوح بها للدعاة. أولاً: أسرار في العمل الصالح: إنللعمل الصالح طرقاً كثيرة، بينها الكتاب ووضحتها السنة، وليس موضوع البحثتفصيلها، بل التطرق إلى بعض من أسرار هذا النوع من العمل التي يغفل عنهاكثير من الناس، وهم بذلك يظنون أن لهم رصيداً كبيراً من الأعمال فإذا أتوهايوم القيامة وجدوها سراباً لاحقيقة لها –والعياذ بالله- ولهذا الأمرولأهميته نذكرهذه الأسرار تعداداً: (1) الإخلاص في القصد والعمل مع موافقة الشرع في الأعمال. (2) العمل بالخفاء. (3) الاعتزاز بالعمل الصالح. ثانياً: سر فعالية وتأثير السيرة: ... من الأسرار العجيبة في السيرة أن الإنسان عندما يسرح في قراءتها متنقلاًفي رياض سيرة ابن هشام، خائضاً معارك وغزوات باشميل، وقفا عند مامتاز بهالإمام الممتحن...وغيرها من الكتب، أقول عند القراءة في هذه الكتبوأمثالها، وتقشعر الأبدان فإذاالدموع الساخنة تتلألأ على سبحات الوجه، وقوةعظيمة تحرك الوجدان لتبعث فيه نفحات حب العمل والتضحية، وإذا بأحلاماليقظة تأخذ بالقاريء إلى حيث المواقف التي يعيش فيها من خلال قراءته،وهكذا تفعل السيرة في حياة الناس من مستمع وقاريء فما السر في ذلك؟ ولماذا لانرى المستمع للقرآن والباحث في الحديث والمقلب لأمهاته يتأثر التأثر السابق الذي ذكرناه؟؟ إنهأمر لابد من الوقوف والتأمل فيه، ولذلك كان لابد أن نفكر: هل في ذلك تعارضمع ماأخبرنا به الرب تبارك وتعالى عن القرآن أنه "لاريب فيه هدىً للمتقين" سورة البقرة(2). وقوله: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون" سورة الحشر(5). وغيرها من آيات الذكر الحكيم التي تبين أثر القرآن الكريم!! ... عند التحقيق يتضح أنه ليس هناك تعارض بل هو سر لابد من فهمه وهو: "أنالسيرة النبوية, ومواقف الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم ماهي إلاالترجمان الحقيقي العملي لآي الفرقان العظيم، فأخلاقيات وسلوكيات الرسولصلى الله عليه وسلم وصحابته ليست منفكة عن المحجة البيضاء بل هي التطبيقوالإمتثال لما تركه النبي صلى الله عليه وسلم، بدليل حديث عائشة رضي اللهعنها عندما سئلت عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: "كان خلقهالقرآن"، وقس على ذلك بقية السيرة فالتأثر بالسيرة إنما هو في حقيقة الأمرعيش مع الآيات والأحاديث في تطبيقها العملي الذي من أجله نزلت، كما قال ابنمسعود رضي الله عنه: "كنا لانتجاوزالعشر الآيات من القرآن حتى نحفظهاونطبقها..." . ثالثاً: سر تأخر النصر عن الحركة الإسلامية: ... لتأخر النصر عن الحركة الإسلامية عدة أسباب، نذكرها تعداداً: 1- نقص النضج القيادي في الحركة الإسلامية. 2- نسيان الضابط الشرعي. 3- عدم متابعة العمل عند التكليف به. 4- عدم معرفة حقيقة العهد المكي الذي تقول الحركات الإسلامية بأنها تعيشه في مسيرتها وخطواتها. 5- الاعتماد على الجهد البشري. رابعاً: أسرار في قواعد العمل الإسلامي: القاعدة الأولى: سر الترابط بين الغاية والوسيلة: ... في كل عمل منظم لابد من وضع لوائح ونظم لتسيير العمل لمصلحة الدعوة، وهيالتي تسمى بالإداريات، وتختلف هذه الإداريات من حيث الكثرة والتعقيد حسباتساع العمل ونمائه الأفقي والعمودي، وإلى هذا الأمر فلا إشكال ولا اختلاففي وجهات النظر، ولكن عند طرح السؤال الآتي يكون الاختلاف في وجهات النظر، "هل الضوابط الإدارية وضعت لذاتها، وهي غاية في نفسها، أم هي وسيلةللغاية؟" فتتباين وجهات النظر، فيتم الاتفاق على أنها وسيلة من الوسائل،ولكن لابد من جعل هذه الضوابط الإدارية مرنة لأن هذه الضوابط إنما وضعناهابأنفسنا ولمصلحتنا فلا يمنع من أن نغيرها متى اقتضت المصلحة ذلك. القاعدة الثانية: معرفة سبيل المجرمين: ... لابد لأصحاب الحركة الإسلامية من معرفة الجاهلية وطرقها وأساليبها، وكيفية تفكيرها، ومن سبل المجرمين على سبيل المثال: 1- إخراج الجماعة من الطريق المستقيم الوسط. 2- توظيف الجماعة الإسلامية في إجهاض الحركة الإسلامية ذاتها عن طريق سبل المجرمين الكثيرة. القاعدة الثالثة: حتمية التأمير: ... وهذه بدهية من البدهيات وحقيقة مسلم بها لدى أبسط الناس وأقلهم فهماً في أوليات الإسلام. ... أما من حيث الشرعية فنقول: من المسلم به عند جميع المسلمين الإقتداءبالنبي صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوةحسنة"، وقد داوم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعث السرايا وأمر عليهمفي كل مرة، ولم يترك هذا الأمر ولم يتركه من بعده من الخلفاء، ولو جاز تركهلفعله صلى الله عليه وسلم مرة تعليماً لنا على الجواز، ولكنه لم يفعل.
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الإثنين ديسمبر 12, 2011 11:52 pm
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
... وأما من حيث خطورة منهج هؤلاء على أنفسهم وعلى مجموعة القوى العاملةللإسلام فنقول: إن هؤلاء قد قاموا بما تقوم به أجهزة الرصد لمحاربة الحركاتالإسلامية من غسيل للمخ، فجلسوا مع أنفسهم وحصروا تفكيرهم فيما بينهموبدءوا يقرؤون النصوص ويفهمونها حسب ما لديهم من قناعات وخلفيات، وهكذاسهلوا على المجرمين ما أرادوه، وهؤلاء إن استمروا على هذا المنوال فسيؤولالأمر بهم إلى تصرفات هستيرية تدمرهم وتدمر من حولهم من الاتجاهاتالإسلامية، فيفوز بها المحاربون للدعاة. القاعدة الرابعة: الداعية لايغير مبادئه: ... مع تتبع النظر وتقليبه في واقع بعض الحركات الإسلامية نرى أنها: كثيراًماتغير بعضاً من مبادئها مع تغييرها لمواقع دعوتها، ويكفي في هذا الأمرخطورة أنه مخالف لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان صلى الله عليهوسلم يتغير مكانه ومنصبه ومع ذلك لم يتخل عن شيء من مبادئه قيد أنملة،وهكذا يجب أن تكون الحركة الإسلامية. القاعدة الخامسة: الداعية يذكر الدوافع كلها: ... من الأمور التي قد نراها في بعض الدعاة إمتطاء ظهر الدعوة بدافع نصرةالإسلام وإظهار شرائعه وإصلاح المجتمع وإخفاء الدافع الحقيقي، فهناك نسيانلدافع كامن بالنفس البشرية، وهو تحسين الوضع الاجتماعي وتأمين المستقبل،لذلك فإنه يجب على من يتصدر للحركة الإسلامية أن يصدق مع الله ويعلم أنهيتعمل مع رب يعلم السر وأخفى سبحانه. القاعدة السادسة: مبدأ الموالاة ليس حصراً على أفراد جماعة بعينها: ... مما تناساه كثير من أصحاب الحركة الإسلامية: أنهم جسد واحد، يفرح بعضهملأفراح بعض ويحزن لمصائبه، ولكن مما يحز في النفس ذهاب هذا المبدأ الأصيلمن حس وشعور بعض أفراد الحركة الإسلامية، فنرى العجب العجاب، حيثما وفقالله جماعة من الجماعات لعمل يعود على الإسلام والمسلمين بالخير نرى جماعةأخرى إن استطاعت أن تقلل من أهمية هذا العمل فعلت، وصور ذلك كثيرة نراهاونسمعها من حولنا فلا حول ولاقوة إلا بالله. القاعدة السابعة: إثبات الحق لأهله: ... أهل الدعوة لاينسون الفضل لأهله في زحمة العمل الإسلامي ومناشدة الأحسنللدعوة، ولكن في الحرص على السرعة في الوصول للهدف تنسى طاقات أهل الفضلالتي كانت تواصل الليل مع النهار، ولكنها لم تنل حظاً وافراً من الشهاداتالعالية أو الوجاهات الاجتماعية والمادية، وبذلك يخطيء أصحاب الحركةالإسلامية لأنهم سيكونون قد نسوا منهج النبي صلى الله عليه وسلم الذي لمينس فضل زيد وابنه أسامة رضي الله عنهما. القاعدة الثامنة: الدعاة متكافلون فيما بينهم: ... الناظر في واقع الناس يرى أن كل دعوة من الدعوات قد أمسكت بمكبر صوتوقالت:"من يقترب منا ويخضع فلا يخش ظلماً ماأقام" وهذا هوداء الأنانية الذيكرهه صلى الله عليه وسلم، فكفى يادعاة الحق ركضاً وراء الشهرة وانبطاحاًفي سراب المجد الخادع، وهلموا إلى دين يقول فيه ابن عباس: وهل الدين إلاالحب في الله والبغض في الله، إلى دين يقول فيه الشافعي: ماجادلت أحداً إلاوتمنيت أن يكون الحق على لسانه، إلى دين لانرى فيه صاحب الدعوة الإسلاميةيكشر عن أنيابه على من معه في ظل الدعوة إذا اختلف معه، وبذلك نكون غافلينعن قوله تعالى: "أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين"سورة المائدة (54). خامساً: أسرار في أسباب السقوط من قطار الدعوة إلى الله: هناك عدة أسباب نعدد منها مايلي: 1- الكبر: وهذا داء فتاك حذرت منه الشرائع، وكثرت فيه الأحاديث والأقوال عنسلفنا الصالح رضوان الله عليهم، فمن المتفق عليه أن السبب الرئيسي في سقوطإبليس من منزلة الملائكة: هو الكبر وقد ورد في ذلك قوله تعالى : " قالفاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها" سورة الأعراف (13). 2- الخوف على الأولاد والأهل والنفس والرغبة في معونة الجاهلية. 3- العلم: فمن يأتي إلى قطار الدعوة ويأخذ في أساليب العلم والمعرفة تراهينبهر بأول شعاع من نور المعرفة، ويظن أنه قد حصل على خزائن العلم وأمسكبمفاتحها، ويبدأ الغرور يدب إليه، فيبدأ بالاستنباط والإفتاء فقد ينحرف عنالطريق الصواب فيكون العلم وبالاً على صاحبه كما قال تعالى: "أفرأيت مناتخذ إلاهه هواه وأضله الله على علم" . 4- افتراض الصواب المطلق فيالرأي الشخصي: من المعروف أن الداعية النشط في الجماعة هو الذي يبادر برفعالآاراء واقتراح الأسباب الناجحة لسير العمل، والعيش مع الدعوة في مشاكلهاوصراعاتها، وإلى هذا الحد فالأمر طبيعي بل والسير فيه ممدوح، ولكن بغفلة عنالضوابط الشرعية بسبب زحمة العمل، وتكالب الجاهلية، نرى بعض الدعاة بحسننية يعرض الرأي ويتعصب له، فإذا تداركته رحمة الله رجع إلى أسسه التي تربىعليها وفهم حقيقة الاقتراح، ورجع إلى القاعدة الأصولية التي تقرر أن الخطألايكون صواباً مع حسن النية، وقول العلماء المحققين"قولنا صواب يحتملالخطأ، وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب" فإن لم يرجع إلى هذه الأصول فسيكونهذا التعصب بداية السقوط!!.
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الإثنين ديسمبر 12, 2011 11:57 pm
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
5- طول الجهاد وتأخر النصر: الناظر في المنهج القرآني يرى أن هناك قضية يجبعلى الدعاة أن يجعلوها دائماً نصب أعينهم هي: " أن المطلوب منهم هو الجهادوالحركة عند إيمانهم بهذا المنهج إلى أن يتوفاهم الله سبحانه" أما النصرفهو من أمر الله إن شاء جعله في عصرهم وعلى أيديهم، وإن شاء أمضاه على أيديالأجيال من بعدهم، ولكن مع زحمة العمل ينسى الإنسان هذا الأمر فلا يلقي منيثبته فتبدأ قدمه بالانزلاق، فإذا رأى الدعاة هذا الأمر وطال بهم الأمدبدأ الإنهيار يدب في صفوفهم، وبدأوا يتساقطون في الطريق مالم تكتنفهم عنايةالله سبحانه بتسخير قادة الخير لمتابعتهم وتوجيههم. ثانياً: عوائق وعلاجات في طريق الدعوة. المقدمة: ... الحمد لله رب العالمين، أرسل الرسل دعاة للعالمين، وبشر المهتدين الطائعين بجنة النعيم، وأنذر الضالين المبتدعين بعذاب أليم، ختم بأمة محمد صلى الله عليه وسلم الأمم، وشرفهم بخاتم الأنبياء وسيد الرسل صلى الله عليه وسلم. ... وبعد:- ... فإن الداعية لن ينفك بين جذبين: جذب إيمانه ونيته وهمته ووعيه وشعورهبمسؤوليته، وجذب الشيطان من جهة أخرى، وتزيينه الفتور وحب الدنيا. ... فكان بعذ ذلك لزاماً علينا في مثل هذا المبحث أن نتحدث عن قضية مهمة في الحركة الإسلامية وهي: العوائق الداخلية في الحركة الإسلامية. ... ... وتأتي أهمية معرفة العوائق، وضرورة مدارستها من عدة أمور منها: 1- أن هذه المعرفة هي الطريق لتحقيق النصر. 2- أن المجتمع المسلم لايبنيه إلا أصحاب الحركة الإسلامية. 3- أن النظر بالعوائق ومعرفتها ليتجنبها الدعاة منهج سلفي أصيل. 4- أنه السبيل إلى إتمام البناء الإسلامي الشامخ. 5- وحتى لايخدع أصحاب الدعوة والحركة الإسلامية فتنخر بهم دابة البشر من حيث لايشعرون. ... وبعد معرفة أهمية دراسة العوائق لابد من الوقوف عند صاحب الموضوع الذي تتحدث عنه وهو الدعوة والداعية: تعريف الدعوة: ... لغة: يقول صاحب القاموس المحيط: دعا ودعاء ودعوى، أي الإمالة والترغيب. ... اصطلاحاً: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الدعوة إلى الله هيالدعوة إلى الإيمان به، وبما جاءت به رسله بتصديقهم فيما أخبروا به وطاعتهمفيما أمروا به. الفتاوى (15/157). مصادر الداعية: 1- القرآن الكريم. 2- السنة النبوية. 3- سيرة السلف الصالح. 4- استنباطات الفقاء. ... ... ... ... 5- التجارب. ضوابط الدعوة: ... أولاً: وضوح الغاية في أعماق الداعية حتى لا يزيغ به الهوى أو تنحرف له رغبة. ... ثانياً: سلامة الوسيلة وضمان مشروعيتها. ... ثالثاً: القدوة الحسنة. ... رابعاً: قواعد عامة فيمن يعمل على إزالة المنكر وأهم هذه القواعد: ... القاعدة الأولى: الإيمان لمن يتولى هذه المهمة. ... القاعدة الثانية: الاستقامة في المزيل للمنكر والرفق واللين. ... القاعدة الثالثة: القدوة في تغيير المنكر. ... القاعدة الرابعة: أن يكون المنهي عنه منكراً. ... القاعدة الخامسة: أن يكون المنكر ظاهراً بغير تجسس. ... القاعدة السادسة: ألا يسبب الإنكار منكراً أكبر منه. ... وفي نهاية هذه المقدمة نقول: إن الدعاة في العمل الإسلامي إذا لم يتعرفواعلى العوائق التي تعترضهم في الطريق، ويعملوا على تلافيها ومعالجتها فإنهمسيرون في دعوتهم وبنائهم صعود المنكرات وتمكين أهل البدع، وتوسيد الأمورإلى غير أهلها، فيصدق قول الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: "إذا رأيتماليوم شيئاً مستوياً فتعجبوا". رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرللخلال ص (113). المعوقات الداخلية للحركة الإسلامية. العائق الأول: وجود المنشقين عن جسك الحركة الإسلامية: ... ... وهذا العائق الضخم إنما يأتي من أمور لابد من ذكرها: ... 1- الإشاعة. ... 2- غياب معنى الحب والإعتراف بالود. ... 3- عدم الحركة والعمل من قبل المنشقين. ... 4- الاشتغال بالغيبة والنميمة والغمز واللمز. ... 5- التحدث في المجالس العامة والخاصة بأخطاء الدعاة والقيادات. العائق الثاني: ضعف الرابط بين القيادة والقاعدة من حيث الثقة والصلة: ... وهناك أسباب قد تؤدي إلى ضعف الرابط يجب الحذر منهاوهي: ... 1- سوء الظن من الطرفين. ... 2- طلب القيادة للإمارة والحرص عليها. ... 3- عدم إنصاف القاعدة للقيادة. العائق الثالث: ضعف الروح العلمية في الحركة الإسلامية: ... صور الضعف: ... 1- النظر إلى الأمر لا باعتبار الحق الذي فيه بل باسم وشخص من يقول. ... 2- عدم الحرص على الازدياد العلمي. ... 3- الغفلة عن التأصيل الشرعي لأعمال الحركة اليومية. العائق الرابع: شبه العزلة عن قوى الشعب: ... وهو عدم انفتاح الحركة ودورانها في داخلها وهذه آتية من: ... 1- عدم فهم قضية الاستعلاء الإيماني وكون المسلم متصل بجسمه منفصل بروحه. ... 2- اليأس من استجابة الجماهير باعتبار أن الجماهير يصفقون لكل حاكم، ورميهم بالفسق. ... 3- مطالبة الجماهير بما يطالب به أصحاب الحركة. ... 4- عدم التفريق بين الثبات على الأسس والقواعد والضوابط ومفهوم تجديد الأساليب والتحرك. ... 5- عدم مشاركة الجماهير في احتياجهم وأعمالهم. العائق الخامس: حب الدنيا وتعظيم الذات: ... ولهذا الأمر كان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الوهن الذي هو"حبالدنيا وكراهية الموت"، وهذا العائق هو الفتور إلى البدعة بعد نشاط الدعوةوالتراخي بعد الجد والجنوح إلى الكسل والسكون، وحب الدنيا هذا هو الطريقبعد ذلك إلى حب الذات المتمثل في حب البروز والبحث عن الأضواء. العائق السادس: ضعف التخطيط:
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الإثنين ديسمبر 12, 2011 11:58 pm
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
... إن الحركة لاتدع نفسها للظروف والمصادفات تسيرها سيراً عشوائياً، تعملمالا تريده، وتريد مالا تعلمه، وتدفع دفعاً إلى السير في غير طريقها، ولكنيجب أن تسير في خط واضح المعالم، محدد المراحل، بين الأهداف معلوم الوسائل،على أن هذا التخطيط يكون بقدر الاحتياج مناسباً للمرحلة متناسباً معالمرحلية زيادة ونقصاً، لأن كثرة التخطيط من غير احتياج ستحول الإسلام إلىترف فكري ومعرفة ذهنية باردة جدلية، ويصدق فيهم قول النبي صلى الله عليهوسلم: "ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل".صحيح الجامع (5509). العائق السابع: إثارة الشبهات على الدعوة والدعاة في أوساط الدعاة: ... المراد بالشبهة: ... هي مايثير الشك والارتياب في صدق الداعي، وحقيقة مايدعو إليه،فتمنع المدعومن رؤية الحق والاستجابة له، كما أنه غالباً ماترتبط إثارة الشبهة بعادةموروثة، أو مصلحة قائمة، أو شهوة دنيوية، فتتأثر النفوس الضعيفة المتصلةبهذه الأشياء، وتجعلها حجة وبرهاناً تدفع الحق. ... مراد مثيري الشبهات: ... يحتج الكثير ممن يثيرون الشبهات حول الدعوة والدعاة، أن هذا من قول الحق،وإنكار المنكر!! وهم في الغالب ليسوا كذلك، إذ يقترن بقولهم الحق الذييزعمون الكثير من المفاسد التي تشير إلى أن هدفهم هو الفضيحة لاالنصيحة...!! ... أصول رد الشبهات: ... الأصل الأول: الإحتكام إلى الكتاب والسنة "ومااختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله". ... الأصل الثاني: إن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم. ... الأصل الثالث: أن رجالات الدعوة ليسوا مجرد علماء يلقون الدرس على طلبةالعلم، ويحققون المسائل العلمية، ولكنهم رجال أبصروا تضعضع الأمة الإسلاميةوتأخرها بعدها عن دينها إلى غير ذلك مما تعانيه الأمة الإسلامية فأخذواعلى أنفسهم بعد توفيق الله أن يعيدوا بناء الأمة من جديد ببناء الشخصيةالإسلامية، والجماعة الإسلامية التي تعيد للأمة أصالتها وحيويتها وخيريتها. العائق الثامن:الضعف في الإهتمام التربوي: ... 1- التوسع العددي مع عدم وجود القاعدة الصلبة. ... 2- عدم اعتماد المرحلية والتدرج في الخطوات. ... 3- الاستعجال واعتساف الطريق. ... 4- عدم القدرة على الاحتفاظ بالأعضاء. العائق التاسع: محاولة ادخال الدعوة في عموميات العوام: ... بات من المقرر عند الدعاة أن هناك قواعد أثبت الواقع والفهم السليم أنه لاخلاف عليها نحو:- ... أ- أن مهمة الدعوة إدخال الملك في دين الله لادخول الدعوة في دين الملك. ... ب- أنه لا إلتقاء مع المخالفين في أصول الدين في منتصف الطريق. العائق العاشر: حب الدعاة والتعلق بهم لدرجة عمى العيون والأبصار والافتتان بهم: ... قديما قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه مبيناً منهج معرفة الحق: "لايعرف الحق بالرجال بل يعرف الرجال بالحق، اعرف الحق تعرف أهله"، وهذهالقاعدة تظل مستمرة مالم يحدث الغبش والافتتان. ... فعندما يفتن الإنسانبشيخه لايرى عيبه، بل الأكثر من ذلك أن ينظر إلى شذوذ شيخه على أنه قاعدةعلمية، على الناس أن يأخذوا بها، والله الهادي إلى سواء السبيل. العئق الحادي عشر: نسيان قاعدتي القبول – الإخلاص وموافقة الشرع: ... كثرة الإنتصار، وتصفيق المؤيدين هذه وأمثالها تنسى الداعية الضوابط الأولى التي كان يرتكز عليها في بداية الطريق. العائق الثاني عشر: حلاوة المظهر وخداع البصر: ... هذا المرض عادة عند صاحب الاحتياج، فالمحتاج إلى الماء يظن السراب ماء،وغيرها من الصور التي نراها في حياتنا، وهذه خطورتها تقل لكونها طبيعيةوتأثيرها فردي أما التي تمثل خطراً على الدعوة الإسلامية هي تلك التييصطنعها أعداء الله ليخدعوا بها الحركة، فحذار من هذا المرض الخبيث،فالمريض الذي يعرف مرضه من أول الأمر يمكنه بعون الله معالجته، أما الخطورةفتتجسد عندما لايكتشف المرض إلا في نهاية مرحلته التي لاينفع فيها العلاجلاقدر الله ومن أمثلة هذه الصورة مايظنه الكثير من المسلمين في البلاد التيتنتشر فيها المظاهر الإسلامية أنهم على الخير، وأن الأحزاب الباطلةكالشيوعية والماسونية وغيرها من الاتجاهات اللادينية محاربة، ومقضي عليها،فلذلك لسنا بحاجة إلى حركة إسلامية، فالناس بخير، والمساجد منتشرة والجمعقائمة. العائق الثالث عشر: سقوط قيادة العمل الإسلامي في الدنيا وحبها: ... إن قيادة العمل الإسلامي تكليف وتعب وجهد أكثر مما هي تشريف وهي مغرموليست مغنما هذه حقيقة يعرفها الجميع ولكنها تخفى على الجميع في لحظاتإقبال الدنيا وبهرجها وزينتها. العائق الرابع عشر: ظهور مفاهيم مغلوطة من جراء نظرات ضعيفة محصورة: ... لتوضيح هذا الموقف نذكر هذه الصور: ... الصورة الأولى: ... انقسم أهل الدعوة على رأيين: هل الحركة الإسلامية حركة تغييرية أوإصلاحية؟ وفي هذا المجال نقول لاخلاف بين الفريقين، فالحركة الإسلاميةإصلاحية في مجال الإصلاح, وتغييرية في مجال التغيير. ... الصورة الثانية:
(8/256)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
... يدور الحوار بين أصحاب الحركة الإسلامية حول أسلوب العمل الأصلح، هل البناء والتركيز في الصياغة الفردية لإنسان الحركة الإسلامية؟؟ أم العمل الجماهيري العام والتوعية الإسلامية الوعظية؟؟، ويحمي النقاش بين أنصار كل فريق من الفريقين، وفي هذا نقول لامبرر للصراع إذا كان الاتجاهان يكمل أحدهما الآخر حيث إنه لابد من صياغة الفرد الرباني الذي يحمل الرسالة ويقوم بالتغيير، كما أنه يلزم وجود الجماهير المسلمة الواعية التي ترضى بتوجيه الفرد الرباني عن قناعة وإيمان، وإن لم يكن هناك استعداد لتحمل الرسالة وتبعاتها، وهذا التوافق بين الرأيين كان منهج النبي صلى الله عليه وسلم. ... الصورة الثالثة: ... بماذا نتحدث وماذا نكتب؟؟ حوار يدور مع كل خطبة ومع كل كتاب ورسالة، فإلى هؤلاء نذكر واقع النبي صلى الله عليه وسلم الشمولي في البيان والحديث والتوجيه، فالرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي كان يسير الجيوش لقتال الكفار، هو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يداعب الصبيان، هو الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم الذي كان يجلس مع المرأة فيشرح لها عن خصائص نفسها في أدق أمورها وحكم شرع الله فيها، ولم يكن ذلك ينقص من اهتماماته الأخرى، فإلى إخواننا الذين نحبهم في الله، إلى المعتمدين على جهودهم وعقولهم، نقول "لا إفراط ولا تفريط" فكما تهتم بالبيان السياسي، والتوجيه الاقتصادي، اهتم بالحكم الفقهي، واعلم أن علماء المسلمين الذين كتبوا بالأحكام السلطانية هم الذين كتبوا بالطهارة والعبادات، فلا تعارض بين الأمرين بل يكمل كل واحد منهما الآخر. ... العائق الخامس عشر: ... الافتتان ببهرج التخطيط والعلم الإداري: ... نتيجة لاحتكاك شباب الدعوة في العلوم الإدارية والتقسيمات الفنية من خلال دراستهم الجامعية، واحتكاكاتهم اليومية في مجالات الوظائف العامة والخاصة وعن طريق سماع المحاضرات العامة، حصاد هذه الأمور كلها خرجت نبتة غريبة عن الحس الإيماني والضوابط الشرعية والأدب الإسلامي. ... وفي الختام، نطلب من إخواننا الذين انفتنوا بالدراسات الغربية أن يتريثوا في أخذهم وتعلقهم ويزنوا كل أمر بضوابط الشريعة وليعلموا أن الشر لايأتي إلا بشر والخير لايأتي إلا بخير. علاجات داخلية لما ذكرنا من العوائق الداخلية : العلاج الأول: البناء العقدي النظري الواضح: ... إن من أهم الأمور التي يجب أن ينتبه إليها أصحاب الحركة الإسلامية في بنائهم وتكوينهم لقواعدهم وخلاياهم أن تكون الأسس واضحة جلية مستقاه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مهتدية بهدى سلفنا رضوان الله عليهم فيكون العمل قائماً على قواعد وتأصيلات مستقرة، لاتتزح ولاتضطرب ولاتتغير. العلاج الثاني: الثقة وأثرها في الاطمئنان: ... إن الهزات التي تنتاب الفرد في أثناء مسيرته وتكاد تسقط به من قافلة المسير إنما مرجعها إلى الاختلال الذي يحصل للنفس البشرية المتعلقة ببحثها عن ذاتها، ففي غيبة الثقة الرابطة والماسكة لبناء الحركة ترى الفرد المضطرب بعد أن ينظر إلى نفسه وما يجوزه من ملكات فطرية أو صناعات تكوينية من قوة في العبارة وسلاسة في الأسلوب وفصاحة باللسان ورصانة بالقلم، فيعتلي المنبر خطيبا يهز الجماهير ويركب الصحيفة كاتباً يشد إنتباه المشاهير، ثم يعاود النظر إلى نفسه وذاته ومكوناته ثم يلتفت في الجهة الأخرى إلى ماأعطى من كرسي في العمل الإسلامي فيرى الفارق الكبير بين ذاته في المجتمع وبين ذاته في إطار خير الحركة الإسلامية فيرى الفارق بين المكانين فيقع بين نظرتين نظرة بعيدة عن ميزان الثقة، ونظرة أخرى قد ملئت ثقة بقيادتها وموجهيها، شعارها تربية إيمانية. العلاج الثالث: الاهتمام بالفرد قبل مؤسسة العمل: ... إن الأساس في العمل الإسلامي هو تحسس نهج النبي صلى الله عليه وسلم في واقعه العملي في المرحلة المكية، والحياة المدنية في مراحلها التي دارت بين التأسيس والتكوين إلى مرحلة الخروج والجهاد لمقارعة الباطل في دولته ومن خلف حصونه، فنرى أن النبي صلى الله عليه وسلم لايهتم فقط بالعلاقات الحسية بين الأفراد وبين قيادتهم بل حتى بالعواطف النفسية. العلاج الرابع: أهمية ترابط أصحاب الحركة الإسلامية في إطار واحد: ... إن من أهم أسباب النصر وتحقيق الهدف وحدة الصف ووحدة القيادة ووحدة التوجيه، فإن أهم ماتسعى إليه القوى الضاربة للقوى الإسلامية بشتى لباسها سواء كانت بمسوح الرهبان أو بلباس القبطان، تسعى لتفتيت القوى الإسلامية. العلاج الخامس: المحاسبة: ... إن محاسبة النفس البشرية لذاتها المفردة أمر حرص عليه الأقدمون والمحدثون حين يؤمنون الاستمرارية بالخير والانقطاع عن الشر. العلاج السادس: بناء الحركة بالفرد: ... الحركة والعمل قوامها الفرد والمؤسسة فإذا أحكمنا هذا وهذا ضمنا بعد توفيق الله حسن السيرة وقوة الإنتاج. العلاج السابع: انغماس ومشاركة علماء الشريعة في الحركة الإسلامية: ... في هذا العلاج نعلن بجميع موجات البث الإعلامي: "ياعلماء الشريعة: مكانكم في أوساط الدعاة فلا تبخلوا ولاتجبنوا ولاتضعفوا ولاتركنوا" نعم من خلال الحركات الإسلامية يتم التغيير والإصلاح فهي الأبواق التي بينت الحوادث صلابة معدنها، ونقاء سريرتها، وصدقها مع ربها بعد أن تكتشف الأنظمة الزائفة. العلاج الثامن: الإلتزام الصحيح بمنهج الدعوة
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الإثنين ديسمبر 12, 2011 11:59 pm
(8/257)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
... على الدعاة اليوم أن يعرضوا الإسلام كما أمر الله وبالذي أمر الله بدونخلط، يعرضونه بإخلاص مبتغين من عملهم وجه الله تبارك وتعالى، لايبتغونمدحاً ولاثناءً، يتخلصون من حظوظ أنفسهم، لاينتظرون نتاج دعوتهم في الدنياولايأملون حتى تحقيق نصر هذا الدين في حياتهم، وهذا هو ماكان يربي اللهتبارك وتعالى نبيه عليه فيقول سبحانه: "إمانرينك بعض الذي نعدهم أونتوفينك" وعلى ذلك فالدعاة إلى الله غير محاسبين على مايحققون من النصر قالتعالى: "ليس عليك هداهم" . العلاج التاسع: إيجاد الحماسة في نفوس الشباب: ... إن الشباب الذين يتخبطون في الظلمات ينادون الدعاة لإنقاذهم من الظلمةالتي يعيشون فيها وحتى يستطيع الدعاة ذلك لابد لهم من الحماس الذي يدفعهمللتحرك والسهر والجد للأخذ بأيدي التائهين إلى الطريق المستقيم. العلاج العاشر: بناء رجل الدعوة: ... من المسلم به أن قوة الأساس في أي بنيان يتناسب طردياً مع الثقل الذيسيقام عليه ولما كان حمل الدعوة الإسلامية هو أثقل مايمكن أن يحمله الإنسانفلا بد أن يكون حملة الدعوة من القوة والصلابة مايجعلهم أهلاً لحمل هذهالدعوة العظيمة. العلاج الحادي عشر: أهمية وجود المربي: ... لابدللداعية من أن يجعل من نفسه أداة تربوية تربي الناس بصغار الأخلاق وكبارها،مستنيرة بالقرآن الكريم وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فهو شجرة أصلهاثابت وفرعها في السماء فالمربي ليس بدعاً من الأمر، فهو عنصر مهم في مهمةالأنبياء. العلاج الثاني عشر: زيادة الفهم والفقه للدعوة: ... لقدأثبت الواقع أن الدعاة بحاجة إلى مانطلق عليه الآن مصطلح "فقه الدعوة"،والذي نعني به "الفهم والإدراك العميق لماهية الدعوة الإسلامية وحقيقتهاوسبيلها ومقتضياتها". ثالثاً: وقفات لأصحاب الدعوة. مقدمة: ... الحمدلله رب العالمين، اللطيف بخلقه أجمعين، أمرهم بالتوقف والتفكر للعبرةوالسير في طريق المؤمنين، المقتدين بمنهج خيرة خلق الله من الأنبياءوالمرسلين، وبعد:- ... إن الدعاة اليوم في هذه المجتمعات المتخبطة يحتمعليهم أن يقفوا في واحات الخير ومنابع النور التي تمثل الكتابات الإسلاميةشيء منها فهم يحتاجون إلى صبر لمواصلة الطريق، وإلى علو يعتلون به علىالجاهليات المتضاربة وإلى صفاء في العقيدة والسلوك والمنهج لايضره سحابالجهل ولايعكره غبار المادة، فإلى هذه المحطة وإلى وقفاتنا الفكرية فإن كانبه خير فخذ ولاتنظر إلى قائلها، وإن لم يكن بها فائدة فاعرض عنها وتجاوزصفحاتها. الموقف الأول: إستشعار صعوبة العملية التربوية: ... إنمن أشق الأشياء هي العملية التربوية، وماذاك إلا لأنها تعامل مع نفوسلايحكمها قانون محدد يسير عليه، حيث أن كل نفس لها تشكيلها الخاص بها، ومنثم الوسيلة الخاصة لمعالجتها هي التي تنفع وتقيد، وهكذا الناس في تمايزظاهر في القدرات والميول، وعلى المربي هنا أن يعطي كل واحد حسب ميوله, فإذنأخي المربي كل إنسان خلق لما يسر له ففتش في نفسية أخيك وحاول اكتشافمواهبه وقدراته ثم وجهه على حسب تلك القدرات والمواهب. الموقف الثاني: إستشعار المربي لأهمية القدوة في التربية: ... إن السعادة الحقيقية للمربي تتمثل في رؤيته لأخيه الجديد معه وهو ينمو كماتنمو النبتة الطيبة في الأرض المباركة، فالسعادة الحقيقية تكون في النظرإلى أخلاقه وهي تستقيم، وإلى أفكاره وهي تعتدل، وطباعه وهي تتهذب. ... إنها الفرصة التي تغمر القلب والروح، يوم أن يراه بعد شهور وسنين قد أصبحامتداداً لجهده وجهاده فإحسانه من إحسانه، وصدقه من صدقه، ياله من موردللحسنات عظيم يثقل الله به الميزان، وصدق الرسول الكريم "لأن يهدي الله بكرجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم".البخاري (9/18). ... ولهذا الأمركانت أهمية القدوة في الحياة التربوية. الموقف الثالث: المحن في الدعوات: ... ليس غريباً ولابدعاً أن تصاب الجماعات العاملة في سبيل الله بأذى وفتنة،فإن الفتنة والابتلاء مما سنه الله على حملة دعوته منذ أن كانت هنالك دعوةودعاة، حيث إن الله تعالى جعل المحن ميزاناً يوزن به الفرد المسلم ويعرف بهثباته وصلابته وصبره وتعلقه بالله وبدعوته، ولذا كان لزاماً أن تمتحن هذهالقلوب لتخلص لله ويخرج منها درنها، ويمتاز الطيب من الخبيث، والمسلمالممتحن عليه أن يصبر ويثبت إزاء هذه الفتن الضاربة ويتقي الله في كل شيءفلا تخرجه محنته عن التقوى ولذا يقول ربنا سبحانه: "وإن تصبروا وتتقوافإنذلك من عزم الأمور"سورة آل عمران (186). الموقف الرابع: آداب في طريق الدعوة: ... أخي الداعية هذه طائفة من آداب الإسلام نقدمها لك بعبارة واضحة مفهومةلتعمل بها وتسير عليها، روى البخاري ومسلم، أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلىالله عليه وسلم فقال: يارسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة مني؟ قال" أمكثم أمك ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك أدناك"البخاري (فتح13/4-6) ومسلم (2548). ... فحذار أيها الأخ أن تتساهل مع أحق الناس بحسن الصحبة منكوتتكايس –أي تتظارف- مع غيرهم، فإنك إن فعلت ذلك غبنت نفسك، وظلمت الحقالذي عليك. ... الأدب الأول: ... إعرف لأخيك الكبير حقه. ... الأدب الثاني: ... لاتكن ثقيلاً وتلطف مع إخوانك. ... الأدب الثالث: ... استعمل الرفق في شأنك كله. ... الأدب الرابع: ... التمس لأخيك عذراً. ... الأدب الخامس: ... مراعاة آداب الزيارة. ... الأدب السادس: ... مراعاة آداب الإستئذان. رابعاً: إشارات ضوئية. مقدمة:
(8/258)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
... طريق الدعوة طويل فهو طريق الإدراك والتكليف فما دام المسلم في إدراكهووعيه فهو في سيره في قافلة المؤمنين العاملين، فإذا كان السير مستمراًوالحركة دائبة، واستيعاب جميع فرعيات مستلزمات المعرفة اللازمة للطريق أمرصعب كان لابد من هذه الإشارات الضوئية التي تلفت الانتباه إلى معانيتأصيلية يحتاجها السائر في طريق الدعوة الربانية. ... والله أسأل أن ينبهنا لخطوات طريقنا وهو ولي ذلك والحمدلله رب العالمين. ... 1- التحرك الذاتي: ... لاينبغي للأفراد أن يكون تحركهم ونشاطهم ناتجاً عن تأثرهم بالمربي وشخصيتهفقط، وإنما يجب أن يكون نابعاً من ذاتيتهم وإيمانهم بضرورة العمل. ... ... 2-الفهم لتلميح الموجه: ... إن أحوج مايحتاج إليه الداعية هو سرعة الفهم الذي يدفع به إلى العمل السريع المفيد للحركة. ... 3- البيان ثم الأمر: ... إن مايخطيء به كثير من المربين في توجيهاتهم هو أن يجعلوها مقرونه بأسلوبالأمر قبل البيان مستغلين بذلك طاعة الدعاة لهم وظنهم أنهم بذلك يوفرونلأنفسهم وقت الحجة والبيان، وهم بذلك يرتكبون خطأين الأول: تربوي حيث أنالأخ يتعود على تلقي الأوامر دون أن يتبينها فتقتل فيه روح القيادةوالإبداع، والآخر شرعي: حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبين ثميأمر وهذا واضح في منهجه عموماً. ... 4- التوكل على الله: ... كثيراًمايغفل الدعاة عن القوة الحقيقية في هذا الكون، التي يرتكن إليها المسلموهو الله، وذلك في خضم الدعوة، ومعاناة الباطل، فتوكل أخي الحبيب على اللهووجه إخوانك إلى هذه الحقيقة تكن لهم المعين على مواصلة هذا الطريق الطويل. ... 5- الدعاء: ... في فترة الضياع التي يعيشها المجتمع الإسلامي، وكثرة الآراء والإجتهادات،تعتري الإنسان بعض الحيرة في معرفة الصواب أحياناً، وهذه المعرفة لاتكونإلا بتوفيق الله تبارك وتعالى، وهذه سبيلها الدعاء الخالص، وتأتي أهميةالدعاء لكون الله تعالى قال فيما رواه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "ياعبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم". ... 6- انتبه لأمانتكـ: ... كان طاوس جالساً وعند ابنه، فجاء رجل من المعتزلة فتكلم في شيء، فأدخلطاوس اصبعيه في أذنيه، وقال: يابني أدخل اصبعك في أذنك حتى لا تسمع من قولهشيئاً فإن هذا القلب ضعيف، هكذا كان السلف يخشون على أبنائهم والأخ الذيبين يديك بمثابة إبنك، فاحرص أخي المربي على أمانتك وأعلم أن صفاء الإبتداءله أثر كبير على أخيك عندما يبلغ سن الإنتاج وهذه قضية من قضايا الولاءفلا تلتفت عنه إلا وهي واضحة فيمن معك. ... 7- زدها ولا تخشى: ... عن الحارث بن قيس رضي الله عنه قال: "إذا أتاك الشيطان أنت تصلي فقال إنك ترائي فزدها طولاً". ... فللشيطان مدخلان إما إفراطاً أوتفريطاً فإذا عجز عن الإفراط لجأ إلىالتفريط، فيا معشر العاملين نظراً لكثرة أعمالكم وبروزكم في كل مكان وفي كلميدان فإنكم تحتاجون إلى وصية الحارث حيث يوسوس الشيطان لكم ليقعدكم عنعمل يزيدكم محبة عند الله ويبعدكم عنه فخالفوا الشيطان وأكثروا من الأعمالفي جميع الميادين. ... 8- لأهل الفضل مافعلوا والمعصوم هو صلى الله عليه وسلم: ... المسيرة في طريق الدعوة تلزم صاحبها بأن يثبت على طريق طويل يمتد إلى آخرالأجل لذلك كان على صاحبها أن يعلم أن ماقدم سيكتب عند الله أن توفرت فيهشروط القبول، وأن ما سيأتي من الأعمال هو محاسب عليه إن خيراً فخير وإنشراً فشر. ... 9- التربية والمداراة: ... كثيراً مايخطيء الأخ فيتربيته لأخيه ويسيء إليه من حيث لايدري، بأن يظن بأن حسن النية بمن معهوالإحسان إليهم أن يفعل مايرغبون فيه ويترك ما يكرهونه، فإذا رأيت في أخيكماينقصه كأخ قدوة فعليك بإسداء النصح إليه وعدم تركه، حتى لاتتهمه بالضعفوالخور والفوضى وعدم النظام وغيرها من السلبيات. ... 10-التخطي: ... إن الأخ المسلم الداعية ، وخصوصاً المربي، لابد أن يكون ذا طبيعة تميزه عنسائر الناس، وخلقاً يعطيه من التوقير والمكانة في نفوس إخوانه، وصبراًيجعله قدوة لمن يدعوه، فالمؤمن إذاً لين يتحلى بالرفق مع الإخوان والأحبابالذين جمعته بهم رابطة العقيدة وهو إلى جانب ذلك يتميز بالشدة والعزيمةوالقوة والخصومة لأعداء هذه العقيدة. ... ولا يخفى على الداعية أن نفوسالناس مختلفة الطباع والمزاج تحب دائماً أن تكون هي المصيبة والمحقة فإذامابدا وظهر أنها أخطأت فإنها تدافع عن خطئها إما بالقول أو العمل أوالإخفاء حتى لايظهر عجزها وزلتها، وفي مجال الدعوة يتعرض الداعية لأنواعمختلفة من المواقف من قبل المدعوين أو الأفراد أنفسهم يظهر فيها خطؤهم. ... فهنا يأتي دورنا كمربين ودعاة فما رأيناه مخالفاً لأصول هذا الدين وقواعد الخير فهو يحتاج إلى تصويب ويتطلب حكمة في العلاج. ... 11- قاعدة من قواعد التربية الربانية: ... عندما يتعلق الأمر أو النهي بعادة أو تقليد، أو بوضع اجتماعي معقد، فإنالإسلام يتريث به ويأخذ المسألة باليسر والرفق والتدرج، ويهيء الظروفالواقعية التي تيسر التنفيذ والطاعة. ... ولكن عندما يتعلق الأمر بقاعدةمن قواعد التصور الإيماني، أي بمسألة اعتقادية فإن الإسلام يقضي فيهاقضاءً حاسماً منذ اللحظة الأولى، لاتردد فيها ولا تلفت، ولامجاملةولامساومة ولا لقاء في منتصف الطريق لأن هنا مسألة قاعدة أساسية للتصور،لايصلح بدونها إيمان ولا يقام إسلام. ... 12- الغضب للدعوة وماينالها من غمز الغامزين ولمز اللامزين:
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 12:00 am
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
... من المعروف سلفاً أن الناس في الغضب ثلاثة أقسام: قسم يغضبون لنفوسهمولربهم، وقسم لا يغضبون لنفوسهم ولا لربهم، والثالث هو الوسط أن يغضب لربهلا لنفسه، كما ورد في في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: "ما ضرب رسولالله صلى الله عليه وسلم بيده خادماً له ولا امرأة ولا دابة ولا شيئاً قطإلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا نيل منه شيء فانتقم لنفسه قط إلا أن تنتهكحرمات الله، فإذا انتهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء حتى ينتقم لله"، أمامن يغضب لنفسه لا لربه أو يأخذ ولا يعطي غيره، فهذا شر الخلق. ... 13-الموازنة بي الرحمة والقسوة: ... إن المتابعة والمحاسبة تستلزم إتخاذ القرار الذي يجب أن يكون حاوياًللرحمة والقسوة، فإن كل من الرحمة والقسوة تحمد عند اعتدالها، وفي موضعهاوتذم عند غلبتها وميلها. ... 14- الرجوع إلى الحق: ... إن الداعية فيالمتابعة والمحاسبة بين شخصين إما أن يكون مُتابِعاً أو مُتَابَعاً وفي كلالحالين عليه أن يرجع إلى الحق إذا ظهر له، ولاتأخذه العزة بالإثم فالحقلايعاند. ... 15- استعمال الحزم وبسط العدل: ... لابد لصاحب الولايةمن الحزم والعدل، فلا يغفل عن الحزم في صغير ولا كبير، كما لا يترخص فيالجور من قليل ولا كثير، وهذا يستدعي تصفح أحوال الدعاة، فإذا وقف الداعيةعلى مواد الفساد، وأسباب آفاتهم قطع أسبابها وحسم موادها. ... 16- حسن الأدب مع المربين في العبارة والإستجابة: ... أصل هذه المسألة قوله تعالى: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطانينزغ بينهم" سورة الإسراء (53). وقد كان سلفنا الصالح يحرصون على العبارةالجميلة، فهذا عمر رضي الله عنه يقول لأناس جلسوا حول النار: ياأهل الضوء،وكره أن يقول ياأهل النار، فيكون الأدب والإحترام المتبادل بين المؤديلواجبه والمطالب لحقه. ... 17- الإرتباط بالدعوة ومنهجها في جميع الظروف والأحوال: ... قال الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلممن شدة الحزن: "ليتنا متناقبله ولم نشهد موته" فقال معن بن عدي أما أنا فما أحببت أن أموت قبله،قالوا: ولم؟ قال: لكي أصدقه ميتاً كما صدقته حياً!! "ومامحمد إلا رسول قدخلت من قبله الرسل". سورة آل عمران (144). خامساً: همسات في آذان الدعاة: مقدمة: ... "إن على الديك أن يصيح وليس عليه أن يُطلع الصباح" فنحن نصرخ تارة ونهمستارة أخرى، وفي كلتا الحالتين لايخيفنا كثيف الظلمة ولاضجيج الفساد، فأملنابالله كبير، واعتقادنا بخروج الصبح لاريب فيه، فشمس الحق ساطعة، وزيفالباطل زائل، فإن كان شيطان الجن يوسوس فيهمس بوسواسه في صدر ابن آدم ليضلهعن الصراط المستقيم فإن داعي الإنس يهمس بالآذان لطرد وسوسة الشيطانالرجيم وإقرار منهج رب العالمين فإلى محادثة هادئة، وإلى طرح خفي بعيد عنجلبة الآخرين، والله سبحانه هو المعين. ... (1) لاإفراط ولا تفريط: ... من أخطر مايلبس الشيطان على الإنسان الإفراط أو التفريط، فكيف إذا اجتمعتهاتان الخصلتان في جماعة أو إنسان، فعلى كل مسلم داعياً إلى الحق أن يجعلنصب عينيه قوله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً" سورة البقرة (143). وسطاً في تحمل الواجبات، ووسطاً في أخذ الحقوق، ووسطاً في التوغل والدخولفي الدين والأخذ به. ... (2) غذاء الداعية: ... من البديهيات أن جسمأي كائن حي لا يتحرك ولا يعمل بدون غذاء، لأنه هو مولد الطاقة التي بهاتتحرك هذه الأجسام الحية، أخي المربي إن هذا الجسم هو دعوتك التي من أجلهانذرت نفسك وهذا الغذاء جنودها، فأنت مسؤول عن نظافة وجودة هذا الغذاء، ألاوهم الإفراد الذين أودعتهم الدعوة بين يديك، فهم وديعة عندك. ... فبقدر اهتمامك بهم وتفانيك في الحفاظ على هذه الوديعة بقدر مايكون ذلك واضحاَ في مسيرة دعوتك. ... (3)المربي: ... أخي المربي إنك لست بدعاً من الأمر في وجودك هذا في العمل الإسلامي، بلإنك من شجرة "أصلها ثابت وفرعها في السماء" سورة إبراهيم (24). ... احرصعلى أن تكون عند حسن الظن فيك، وخير خلف لخير سلف، مستعيناً على التربيةبالفهم الدقيق والإيمان العميق، والعمل المتواصل مردداً ماكان يردده الإمامحسن البنا: قد رشحوك لأمر لو فطنت له ... ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل. ... (4) عهود ومواثيق: ... لقد دلت السنة على أن الولاية صغيرها وكبيرها أمانة لابد من أخذها بحقهاوإعطائها لأهلها، ومن هذا الذي ذكرنا قوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضيالله عنه: "إنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها،وأدى الذي عليه فيها" مسلم (1825). ... فإلى دعاة الحق نقول: إنالأمانة عظيمة والحمل ثقيل، فحتى تستطيع الحركة أن تبدأ بالمسير لابد وأننهمس في آذانكم فإن رأيتموه خيراً وحقاً، وإن رأيتم خلاف ذلك فانبذوا علىسواء، فإنما هي عهود مواثيق ندين الله بها ونرجو ثوابه ونخاف عقابه. ... (5) الجمال في كل شيء: ... ورد في حديث مسلم (91): "إن الله جميل يحب الجمال" وماأعظم الجمال فيتربية الدعاة ومخالطتهم، فليكن صبرك جميلاً، وصفحك جميلاً، وهجرك جميلاً،تكن بذلك متأسياً بنبيك ومربيك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمره اللهبأن يصبر بغير شكوى إلا لله، وأن يهجر بغير أذى، وأن يصفح بلا عتاب، والصبرنهايته النصر والفرج من الله فاصبر على ضعف إخوانك وقلة همتهم، وادع اللهلهم وتفان في تربيتهم. ... (6) التثبت:
(8/260)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
... من الأحاديث النبوية الشريفة التي عليها مدار الفقه والعلم، ولعلم معظمأخطاء من يخطئون في أحكامهم، إنما تكون من التسرع والتأثر بالمظاهرالخادعة، فالتثبت هو: الأدب الذي تقتضيه طبيعة العمل الحركي المنظم حتىتأخذنا نزوة جامحة، أو طفرة طافحة، أو زمجرة جانحة. ... (7) الإستئذان والإستشارة: ... خير مايحفظ الإنسان من الخطأ الزلل اتباع أسلوب "الوقاية خير من العلاج"،ومن الوقايات التي تعين الأخ على تلافي الخطأ هو كثرة استشارته واستئذانهمن أخيه الموجه أياً كان وضعه في العمل، فالناس أصناف، رجل، ونصف رجل،ولاشيء، فالرجل من له رأي صائب ويشاور، ونصف رجل من له رأي صائب ولا يشاور،أو لا رأي له ولايشاور. ... فاحرص أخي المربي على الاستشارة وحث إخوانكعلى مثل هذا الأمر الدقيق وبين لهم من واقع حياة الدعوة نتيجة عدمالاستشارة وماتؤول إليه من عملية التفرد في الرأي. ... ( الفكرة والخاطرة: ... قال ابن القيم "دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت شهوة فحاربها، فإن لم تفعلصارت عزيمة وهمة فإن لم تدافعها صارت فعلاً، فإن لم تتداركه بضده صار عادة،فيصعب عليه الانتقال عنها". ... حيث أن مبدأ كل علم اختياري هو الخواطروالأفكار، فإنها توجب التصورات وهذه تدعو إلى الإرادات، والإرادات تقتضيوقوع الفعل وكثرة تكراره تعطي العادة فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطروالأفكار وفسادها بفسادها. ... فيا أخي: لاتنس أن تحاسب نفسك في كل خطرة وفكرة، وجاهد نفسك في هذه المحاسبة حتى تكون من الفائزين. ... (9) النصيحة شعاري وشعاركم: ... فالنصيحة للجميع ورحم الله من أهدى إلي عيوبي والدين النصيحة والدعوةالنصيحة، فأصلحوا قلوبكم بالتقوى والإيمان تصلح ألسنتكم وإذا صلحت ألسنتكمصلحت أعمالكم، وإذا صلحت أعمالكم غفرت ذنوبكم ، وإذا غفرت ذنوبكم حفظتم منالمصائب. ... وتبليغ الدعوة طاعة لله ولرسوله والإنابة للدعوة والتوضيح أمر مطلوب من العاملين. ... اللهم نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لناوترحمنا وإذا أردت بعبادك فتنة فتوفنا إليك غير مفتونين، واهدنا لما اختلففيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. ... واجعل الدنيابأيدينا ولاتجعلها في قلوبنا واجعل حظنا الأفر يوم أن نلقاك ونعوذ بك اللهممن عجز التقى وصولة الجائر ونعوذ بك من الكذب عند التقصير فما أنجى كعب بنمالك إلا الصدق. والحمد لله رب العالمين ... الخاتمة : وبعهذه التنقلات الكثيرة في مجال الدعوة والعمل الإسلامي –أسرار, وعوائقوعلاجات ومواقف وهمسات- بعد هذا كله أرجو من الله أن أكون قد وضعت معالمالإخواني الدعاة يستفاد منها لتوحيد الصف, وتقريب وجهات النظر, لعمل جادلإنقاذ البشر من حافة الهاوية فإنه كما قال عمر رضي الله عنه: "لاإسلام إلابجماعة، ولاجماعة إلا بإمارة، ولاإمارة إلا بطاعة" الدارمي (1/79). فلبناءجماعة ربانية ولإقامة إمارة قرآنية كانت هذه المحاولات وتلك التنقلات. والحمد لله رب العالمين. ============ متطلبات الدعوة ووسائلها . اسم المحاضر: الدكتور عمر عبد الكافي - حفظه الله - . - (بدأ الشيخ محاضرته بمقدمة لطيفة تبين فضل الإسلام وأهمية أمر الدعوة ) فقال : الإسلامنشأ في جماعة، ونحمد الله أن جعلنا من جماعة المسلمين، وندعو الله أن يطردشياطين الإنس والجن عنا، وأن يتقبلنا في عباده الصالحين. كان علماؤناالأجلاء يعلموننا ونحن صغار دعاءً عظيما جليلا، هذا الدعاء يقول : ( اللهمكُن لي كما كنت لي حيث لم أكن ) أي عندما كنت جنينا في بطن أمي لا أملكعلما ولا قوة ولا إدراكا ولا فهما ولا لغة ولا فقها. والله تعالى عودناالكرم دون أن نعطي لأنه الغني عن عطائنا، وقبل منا القليل على قدرناوأعطانا الكثير على قدره ؛ قبل منا العمل القليل، لكن لابد من إخلاص النيةلذلك قال ربنا : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) ما قال لنا : ليبلوكم أيكمأكثر أعمالا . ( ثم بين معنى " حيث لم أكن " ) أي: أني عبد ضعيف لاأساوي شيئا لولا الإسلام، فعمر بن الخطاب – رضي الله عنه – كان يردد دائما: ( ما عمر لولا الإسلام) ونحن نقول أيضا: ما نحن لولا الإسلام ؟؟ فلا شيءلنا في هذا الوجود ولا كيان لنا لولا الإيمان، وأن يرى الناس فينا نسخامصحفية تتحرك على قدمين . لكنا لن نصل إلى هذا المستوى إلا عندما نفهمأن هذه الأمة هي أمة دعوة. فنحن لا ندًّعي أننا أمة خاصة، ولسنا نقول أنالجنة وقفا علينا، فنحن في كل يوم نكرر ( الحمد لله رب العالمين ) فهو ليسرب المسلمين وحدهم، ولا رب النصارى وحدهم، فالله تعالى رب كل مخلوق، فنحنأمة عالمية منذ بدايتها، قال تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ). - (ثم بدأ الشيخ بالتكلم عن الموضوع الأساس ) فقال : الدعوة إلى الله لها ركائز، ثم بعد ذلك لها أخلاقيات، ثم لها تبعات ومسؤوليات. الأمةالإسلامية جعل الله خيريتها في أمر الدعوة، فالدعوة ليست خاصة بالدعاةفقط، قال الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهونعن المنكر وتؤمنون بالله ) فجعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسبق عنالإيمان لفظاً. إذاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طبيعة هذه الأمة. - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له صفات، فاشترط أهل العلم في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثلاثة شروط: 1- أن أكون عالما بما آمر، عالما بما أنهى. 2- أن أكون رفيقا فيما آمر، رفيقا فيما أنهى. 3- أن أكون عاملا بما آمر، عاملا بما أنهى. – أن أكون عالما بما آمر به:
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 12:00 am
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
( ذكر عدة أمثلة على هذا من الأنبياء والصحابة منها (: كان ابن مسعود (سنة 36 للهجرة ) يقول: يسأل الواحد منكم في اليوم عشر فتاوى لو سئل عمر بن الخطاب في واحدة منها لجمع لها أهل بدر. (أيضا) أهل مصر أرسلوا لمالك إمام دار الهجرة بالمدينة المنورة مع رجل اثنانوأربعين سؤالا، فأجاب عن ستة أسئلة، وقال في ست وثلاثين: ( الله أعلم)،فالرجل المصري قال: ماذا أقول لأهل مصر ؟ ذهبت لمالك صاحب الموطأ فأجاب عنستة أسئلة فقط وقال في الباقي : لا أعلم ؟ فضحك مالك وقال : ( أقول : اللهأعلم وأدخل الجنة خير لي من أن أفتي بجهل وأدخل النار ). _أن أكون عالما بما أنهى: فإذا نهيت عن شيء يكون عندي تأصيل للمسألة ( ذكر عدة أمثلة منها ): دخلرجل على ابن عباس – رضي الله عنه – فقال: يا ابن عباس أللقاتل توبة ؟فصَّعد ابن عباس النظر في وجه الرجل وقال: لا ليس للقاتل توبة. الجالسينحول ابن عباس تعجبوا وقالوا: يا ابن عباس أفتيت البارحة لرجل سأل: أللقاتلتوبة ؟ قلت له : نعم . ويسأل السائل اليوم أللقاتل توبة ؟ تقول له : لا . قال ابن عباس: نظرت في وجه السائل اليوم رأيته مُغضبا ثائرا يريد أن يقتلبفتية ابن عباس، فقلت له: لا. أما صاحب السؤال بالأمس كان قد قتل، والفتيةقبل الفعل إجابتها تختلف عن الفتية بعد الفعل. - أن أكون رفيقا بما آمر: إنأعظم ما وصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد: ( وإنك لعلى خلق عظيم ) قوله تعالى: ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوامن حولك). ( ذكر أمثلة منها ): أن رجلا رأى رؤية وذهب لابن سيرينليفسرها، فقابله أحد المتعالمين في الطريق وسأله: إلى أين ؟ قال : لابنسيرين . قال: أرأيت رؤية ؟ قال له: نعم . قال : خبرني بها . قال: رأيت أنأسناني قد وقعت كلها. قال الرجل : تموت أنت وأهلك . الرجل خاف وواصل المسيرلابن سيرين، وقال: يا ابن سيرين رأيت أن أسناني قد وقعت كلها. قال ابنسيرين : تكون آخر أهلك موتا. نفس التفسير لكن بطريقة مهذبة . - رفيقا فيما أنهى : ( ذكر أمثلة ونماذج منها ): الأعرابيالذي دخل المسجد وبال فيه، ثم أسرع الصحابة ليمنعوه من فعله هذا فمنعهمالنبي صلى الله عليه وسلم، وانتظر حتى انتهى الرجل مما يصنع، ثم اقترب منهالنبي صلى الله عليه وسلم وقال : ( هذا مكان لا يصلح لما صنعت ) الرجل رأىرقة النبي صلى الله عليه وسلم وحنانه فرفع يده إلى السماء وقال : اللهمارحمني ومحمدا ولا ترحم أحدا من بعدنا. فضحك النبي صلى الله عليه وسلموقال: ( لقد حجًّرت واسعا، قل اللهم ارحمنا إنك كنت بنا رحيما ). - عاملا بما آمر : وهذا يكون على ما استطاع الإنسان، ففي الدعاء : ( وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ) . - المحور الثاني في أمر الدعوة مما أريد أن أتطرق إليه هو محور الذات : فالأناعالية عندنا، وهذا هو غمط الحق وبطر الناس، فيجب أن نسمع إلى الآخر، فنحنمكلفين أن نستمع إلى الكافر كما جاء في قوله تعالى : ( قل يا أهل الكتابتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) فهذا حوار مع الكفار، والله تعالى حاور شر خلقه وهو إبليس في آيات كثيرةمن القرآن، ونحن نرفض محاورة فلان من الناس. دخل رجل فوجد أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما – فسأل سؤالا. استاء عمر من السؤال وعلم أن في أبي بكرحياء لا يستطيع أن يرد، فرد عمر على الرجل، فقال الرجل السائل : أأنتالخليفة أم هو؟ قال أبو بكر : ( هو إن شاء ) . فالأنا ليست عالية عندهم رضيالله عنهم . فمن ركائز الدعوة إنكار الذات . من ركائز الدعوة أيضا ومحاورها: التواضع، فالتواضع سمة من سمات من يدعو إلى الله تعالى. المحور الثالث: الدعوة تحتاج إلى أن تعطيها كل وقتك لا فضل وقتك، لأنك لو أعطيت الدعوة كل وقتك سيبارك لك الله في بقية وقتك. المحور الرابع: الإخلاص في كل ما تعمل، والإخلاص في كل ما تقول، والإخلاص في كل ما تنصح به، والإخلاص في كل ما تنتصح به. وبهذا نحقق : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) . ============ أسس الدعوة تأليف الشيخ/ أبو بكر الجزائري . إن المتأمّل في الدعوة الإسلامية يجدها قد قامت على الأسس الآتية: الأساس الأول : الإيمان بالدعوة : لابد لمن يعتزم القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى أن يكون مؤمنًا بها ،ومعتقدًا خيرية دعوته الإسلامية وصلاحيتها وحاجة الناس الملحّة لها. ومما يوفر هذا الإيمان للمسلم الداعية علمه بالأمور التالية: 1- ... استحالة سعادة البشر عامة والمسلمين خاصة في الدنيا وفي الآخرة ما لمتكن من طريق الإسلام. قال الله تعالى: ] .... فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَفَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى(123)وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّلَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124)[ سورة طه . وقال تعالى: ] وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًافَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ(85)[ سورة آل عمران .
(8/262)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
2- الإسلام رحمة إلهية ، والواجب فيها أن تعرض على كل فرد وفي أي مكان، ولهذاحمّل الله تعالى رسوله r مسؤولية إبلاغها إلى الناس ، ونشرها بينهم فقال : ] ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ....(125)[ سورة النحل ، وقال تعالى: ] قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوإِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ....(108)[ سورةيوسف ، ] قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْجَمِيعًا ...(158)[ سورة الأعراف ، ] وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةًلِلْعَالَمِينَ(107)[ سورة الأنبياء . كما ألزم أتباعه المؤمنين بأنيقوموا بنشرها ، ودعوة الناس إليها ] وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌيَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِالْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(104 )[ سورة آل عمران . 3- حاجة العالم إلى الإسلام اليوم لا تقل عن حاجته إليه يوم حمل المسلموندعوته إلى الأمم والشعوب؛ إذ أن شعورًا عالمياً كبيرًا اليوم بحاجة إلىنظام عالمي سليم خاصة بعد أن جرب كل من النظامين الرأسمالي والشيوعيالاشتراكي ، وفشل كل منهما في تحقيق ما كان يرجى منه. غير أن عرضهالجديد يجب أن لا يكون عن طريق أمة لم ترتفع بمبادئه وتعليمه إلى قمة مجدعالية؛ لأن الناس عادة ينظرون إلى المبادئ والتعليم من خلال حال صاحبها. ومنهنا ـ وبكل صراحة ـ كان لزامًا على الدعاة المسلمين أن يبدؤوا بدعوتهمالأمم والشعوب الإسلامية قبل غيرها ؛ حتى إذا نجحوا تقدموا بدعوتهميعرضونها على أمم العالم وشعوبه المحرومة من هداية الله. الأساس الثاني : سلامة الدعوة : الدعوة السليمة هي التي تتوفر فيها أمور، هي : 1- ... لا يهدف صاحبها من ورائها إلى تحقيق أي هدف مادي أو كسب شخصي، وإنماتقوم على أساس التجرد فيها لله، كما هو أن كل المرسلين في دعوتهم : ] وَمَاأَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّالْعَالَمِينَ(127)[ سورة الشعراء . وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِقَالَ : عَلَّمْتُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ،فَأَهْدَى إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا فَقُلْتُ لَيْسَتْ بِمَالٍوَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَآتِيَنَّ رَسُولَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَأَسْأَلَنَّهُ،فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ أَهْدَى إِلَيَّقَوْسًا مِمَّنْ كُنْتُ أُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ، وَلَيْسَتْبِمَالٍ وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ : [إِنْ كُنْتَتُحِبُّ أَنْ تُطَوَّقَ طَوْقًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا] رواه أبو داودوأحمد. عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ : اسْتَعْمَلَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ الْأَزْدِ عَلَىصَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ يُدْعَى ابْنَ الْأُتْبِيَّةِ فَلَمَّا جَاءَحَاسَبَهُ قَالَ : هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ فَقَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِأَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا،ثُمَّ خَطَبَنَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّابَعْدُ فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّاوَلَّانِي اللَّهُ، فَيَأْتِي فَيَقُولُ هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌأُهْدِيَتْ لِي أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّىتَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا ] أخرجه البخاري ومسلم وأبوداود وأحمد. 2- الدعوة السليمة هي التي لا يكون من أغراضها نشر الشر أوإظهار الفساد، وإنما تكون أغراضها مقصورة على الخير والإصلاح ، شعار صاحبهادائمًا: ] إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَاتَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)[ سورة هود . 3- الدعوة السليمة هي التي لا يكون من طبيعتها العنف أوالشدة ، ولا تقود معتنقيها إلى المشقة أو الحرج، وإنما يكون من طبيعتهاالسهولة واليسر. كما أنها دعوة خير؛ تهدف دائمًا إلى الخير.. وصفها اللهبالخيرية في قوله تعالى: ] وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَىالْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِوَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(104 )[ سورة آل عمران ، وبالرحمة في قولهتعالى: ] وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ(17)[ سورة البلد ، وعلى لسان رسوله r في قوله: [الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِيالْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ] أخرجه أبو داود والترمذي وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وهي خالية من العنف والحرج، وهاهي ذينصوص تصرح بنفي العنف عنها والحرج؛ لذلك فالله تعالى يقول: ] ...وَمَاجَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ .....(78)[ سورة الحج، ويقول: ] مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُلِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ ...(6)[ سورة المائدة ، وقوله: ] ...يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ...(185)[ سورة البقرة .
(8/263)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
عَنْأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَقَالَ : [يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا] أخرجه الشيخان ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا يُنْزَعُمِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ]رواه مسلم وأبو داود وأحمد، وعن عَائِشَةَزَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : [يَا عَائِشَةُ إِنَّاللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَايُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ] رواهالبخاري ومسلم والترمذي وأحمد. الأساس الثالث : الوضوح : ينبغيللداعي مراعاة وضوح دعوة الإسلام، وسلامتها من الغموض والتعقيد في عقائدهاوفي عبادتها ومعاملاتها، فيعرضها على الناس كما هي واضحة سليمة، وليحذرإدخال عناصر غريبة عنها نتيجة تشدده أو تزمته وغلوه، فيفقدها أكبر عواملقبول الناس لها واعتناقهم إياها، وهو الوضوح والسلامة. الأساس الرابع : العلم بها : العلم بالدعوة يقوم على ثلاثة أمور: أ- المعرفة بأصول الدعوة وفروعها وأهدافها وغاياتها شرط أساسي في نجاح الداعي، وفوزه في دعوته. والعلمبالدعوة المطلوب من الداعي هو البصيرة التي ذكر الله تعالى في قوله: ] قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِاتَّبَعَنِي ...(108)[ سورة يوسف : 108. و يتعين على الداعي أن يتضلع منعلوم الشريعة الإسلامية كالتفسير والحديث والتوحيد والفقه، ومن علوم الآلةكاللغة وقواعدها وآدابها، والبيان وفنونه، والمنطق ومبادئه. ومنالمسلَّم به أن من كمال الداعي أن يكون مزوّدًا بشتى العلوم والمعارف زيادةعلى ما يتعلق بدعوته وأصولها، وذلك كعلم النفس وعلم النبات والحيوانوخصائصها والفلسفة، وعلم تقويم البلدان (الجغرافيا)، والكيمياء. وممايدل على فائدة ذلك في الدعوة أن الله تبارك وتعالى أبطل دعوة اليهودوالنصارى في كون إبراهيم الخليل يهوديًا أو نصرانيًا كما زعم كل من اليهودوالنصارى؛ أبطلها بحجة التاريخ فقال تعالى: ] يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَتُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُوَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(65)[ سورة آلعمران . ب- على الداعي أن يكون عالمًا بأحوال وظروف ونفسيات من يدعوهم ويتصدى لهم. ج- أن يختار الطريقة الصحيحة لدعوتهم؛ فيعطي كل داء ما يحتاج من دواء، ويلبسكل حالة لبوسها الخاص بها، وإلى هذه أشار r في قوله لمعاذ رضي الله عنه: [ إنك تأتي قومًا أهل كتاب] . الأساس الخامس : كمال شخصية القائم بها : إنكمال شخصية الداعية من أهم الأسس التي تقوم عليها الدعوات، حيث عليه أنيعمل على تكميل شخصيته وتقويتها؛ حتى تبلغ الممكن من الكمال البشري. ومن أهم العناصر التي تتكون منها الشخصية القوية ما يلي: 1- اليقين: وهو أن يكون الداعي على يقين تام بصلاحية دعوته وخيريتها . 2- الروحانية: وذلك بالتجافي عن الدنيا والإقبال على النفس تطهيرًا لهاوتزكية، وذلك بذكر الله وفعل الطاعات من فرض ونفل؛ حتى يبلغ حالاً تعظمفيها فراسته؛ كما روي عن عمر بن الخطاب في هذا الشأن؛ فقد قال عنه ولده عبدالله : ما قال أبي في شيء أظنه كذا إلا كان كما ظن، وقال فيه رسول الله r : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُالْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ، يَسْأَلْنَهُوَيَسْتَكْثِرْنَهُ عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِه،ِ فَلَمَّااسْتَأْذَنَ عُمَرُ تَبَادَرْنَ الْحِجَابَ فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ فَقَالَ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَارَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَقَال:َ[ عَجِبْتُ مِنْهَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي لَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ تَبَادَرْنَالْحِجَابَ ] فَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ يَهَبْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ،ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِنَّ فَقَالَ: يَا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّأَتَهَبْنَنِي وَلَمْ تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ، فَقُلْنَ: إِنَّكَ أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ إِيهٍ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِي نَفْسِيبِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّاغَيْرَ فَجِّكَ] رواه الشيخان وأحمد. 3- الشجاعة : بنوعيها شجاعة القلب وشجاعة العقل: فالأولىتحمله على أن لا يخاف غير الله تعالى، فيمضي في حزم لا يضعف ولا ينهزممهما لاقى من الأهوال: ] وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُرِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِوَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ(146)[ سورة آل عمران.
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 12:03 am
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
وقال: ] الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْفَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَالْوَكِيلُ(173)[ سورة آل عمران . والثانية تدفعه إلى أن يجاهر برأيه ، ويصرح بعقيدته. 4- الثقافة العامة الواسعة الآفاق : والتي يكون معها ملمًا بأكبر ما يمكن منالعلوم البشرية الخاصة والعامة، ما كان منها وما يستجد في الحياة في حدودطاقة الداعي. -============ كُن داعياً اسم المحاضر: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - ... بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علىأشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:- ... طلباً لرضا الله سبحانه، والتماساً للفائدة، ولما وجدنا من أهمية هذهالمحاضرة والتي ألقاها فضيلة الشيخ: صالح آل الشيخ -حفظه الله- سنذكر مجملما ذكره في هذه المحاضرة، ندعو الله أن يجزل مثوبته وأن ينفع بها. ... بدأ الشيخ –حفظه الله- بحمد الله سبحانه، ثم الصلاة والسلام على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ولما كان موضوع المحاضرة "كن داعياً" بدأمحاضرته بجملة من الآيات والأحاديث التي تبين أهمية الدعوة إلى اللهسبحانه، حيث نالت هذه الأمة، أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، الخيريةبأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، قال تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناستأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" ، و قوله سبحانه : " و لتكن منكم أمةيدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون " , و معنى قوله : إلى الخير : الخير اسم شامل لجميع ما أمر الله به فيكتابه أو أمر به رسوله - صلى الله عليه وسلم - في السنة أمر إيجاب أواستحباب , وكفى بهذا والله من فضل حتى نتمسك بالدعوة إلى الله، و مما يبينأيضاً عظم هذا الأصل العظيم وهو الدعوة إلى الله، أن الله سبحانه جعلها صفةالأنبياء و صفة اتباع الأنبياء , قال تعالى : " قل هذه سبيلي أدعو إلىالله على بصيرة أنا و من اتبعني " , وذكر أيضاَ ما يناله الداعي من أجر وأنله مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيء، قال - صلى الله عليه وسلم - " من دل على خير فله مثل أجر فاعله " . ... وبعد ذلك، حث فضيلة الشيخالإنسان بأن يكون داعياَ في كل مكان، وأن الدعوة لا تقتصر على فئة معينة منالناس، و لا تكون خاصة بأماكن معينة، بل لا بد أن يكون الإنسان داعياً فيمنزله، في مكتبه، في الشارع، وفي كل مكان، وأن الناس يختلفون في ذلك، ليسواعلى درجة واحدة، فكلاً يدعو على حسب حاله وقدرته. ... ثم بعد أن بينشمولية الدعوة، وأنها لا تقتصر على زمان أو مكان، بين أن من أهم شروطالداعية العلم الصحيح الكافي بما يدعو إليه، وكل إنسان يدعو بحسب علمه، فلايدعو بما لا يعلم، وذلك حتى يزول ما يحصل من لبس بأن الإنسان يدعو بما لايعلم نظراً لشمولية الدعوة. ... وبين أن العلم إنما يؤخذ من الكتابوالسنة وأقوال السلف الصالح، وذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم - : "من دعاإلى هدى"، والهدى: إنما هو من الكتاب والسنة، وأيضاً أخذ فضيلته قوله هذامن قول ابن القيم -رحمه الله-: العلم قال الله قال رسوله ... ... قال الصحابة هم أولو العرفان . فلايدخل شيء من الوعظ يخالف الأصل الشرعي مثل ما كان في القرون الأولى , صارهناك أناس يدعون إلى غير طريقة الصحابة و التابعين فصار لهم طريقة خاصةتوسعت بعد ذلك حتى أصبحت طرقا لأنهم لم يتعلموا قبل أن يدعوا , تغلب عليهمالعبادة و حب الخير , لكن لأنهم لم يتعلموا ظنوا كل طريق فيه خير فهو طريقصحيح , و هذا ليس كذلك , ابن مسعود – رضي الله عنه – أتاه أحد تلامذته فقالله : يا أبا عبد الرحمن إن هاهنا قوماً اجتمعوا في المسجد و تحلقوا , يقولأحدهم : سبحوا مائة , و يرمون الحصى , ثم يقول : كبروا مائة , احمدوا مائة , و هكذا , فذهب إليهم ابن مسعود – رضي الله عنه – و لما رآهم يسبحون علىهذه الطريقة قال : " إما أن تكونوا أهدى من صحابة رسول الله - صلى اللهعليه وسلم - , أو تكونوا على شعبة ضلاله ! فقالوا يا أبا عبد الرحمن : الخير أردنا , فقال : كم من مريد للخير لم يبلغه , هؤلاء صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يموتوا و هذه آنية رسول الله - صلى الله عليهوسلم - لم تكسر ". يعني بقوله هذا لهم إن العهد برسول الله قريب فكيفتحدثون مثل هذه البدع , و هذا يدلك على أن أنواع الدعوة سواء كان إلى أعظمشيء ألا و هو التوحيد , أم إلى فضائل الأعمال إذا لم تنضبط بضابط العلمالصحيح , و المستقى من كتاب الله أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فلابد و أن يحدث الافتراق في الأمة كما حصل فعلاً , فلم يحصل الافتراق منأجل نقص العلم و لكن حصل لأجل الجهل و البغي , قال تعالى : " و ما تفرقالذين أوتوا إلا من بعد ما جاءتهم البينة " . وبين أيضا أن كثرةالمستجيبين للدعوة ليس سببا ولا دليلا لنجاح الدعوة ، ولا عدم الاستجابةدليل أو سبب لفشل الدعوة ، بل الإنسان ينظر إلى التأسيس فإن كان مستندا كماقيل سابقا فلا يهم هل استجاب الناس أم لم يستجيبوا ، وضرب مثال على ذلك ،قصة نوح عليه السلام حيث قال الله تعالى عنه : ( فلبث فيهم ألف سنة إلاخمسين عاما ) ، ثم قال : ( وما آمن معه إلا قليل ) .
(8/265)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
وذكرأيضا بأن الداعية إلى الله عرضة للمشكلات وغيرها ، فلا يظن أن ذلك سببلعدم نجاح دعوته ، فيغير مرجعه في الدعوة طلبا لرضا الناس ، بل يجعل مرجعهالقرآن والسنة وأقوال الأئمة الذين أجمع على أنهم أئمة الإسلام واشتهر مقامالصدق عنهم . وبعد أن بين ما يقال في مجال الدعوة والمرجعية في ذلك ،ذكر أنه لابد أن يكون للداعية وسيلة ، فالوسيلة بمثابة السلاح يعضده فيدعوته، فقد يدعو الإنسان بما يحفظ من القرآن ، أو كتاب أو شريط أو نشراتغيرها ، حتى يوصل ما عنده من علم إلى من يريد دعوته ، وذكر أن شرط هذهالوسيلة أن تكون مباحة ، فلا يأتي بوسيلة مبتدعة حتى يؤثر في الناس ، ويظنأن ذلك مباح . ثم بعد ذلك نبه الشيخ -حفظه الله- على أخطر شيء علىالداعية ، ألا وهو إرادة الداعية بدعوته الشهرة ، بأن يجعل دعوته ميدانشهرة أو ميدان بروز، وهذا يبعده عن الإخلاص ، فإذا أراد الإنسان أن يسلكطريق الدعوة فلا بد أن يذكر نفسه دائما بالإخلاص ، وأنه لا يريد بدعوتهخدمة لنفسه ، أو لطائفة، إنما يريد هداية الخلق إلى ربهم ، وأن يستقيمواعلى طاعته . ثم ذكر بعد ذلك أن من الحكمة في مجال الدعوة ، أنه إذا صدرمن إنسان خطأ فلا يواجه باللوم والتوبيخ مباشرة ، وإنما يوجه ويرشد ، وقدذكر عن أبي الدرداء –رضي الله عنه – أنه مر بجمع من الناس ، ووجدهم يتكلمونعلى رجل يؤنبونه ويرفعون عليه الصوت وهم جلوس ، فسألهم ، ما الأمر ؟فقالوا هذا الرجل فعل كذا وكذا من الذنوب ، كبيرة من الكبائر التي فعلها ،قال أبو الدرداء - وهو حكيم هذه الأمة- قال: لو سقط أحدكم في بئر فما أنتصانعي ؟ قالوا : ننشله من البئر ، قال : أتلومونه أولا على السقوط أمتنشلونه ؟ ... قال أبو الدرداء : فافعلوا بأخيكم ذلك . ثم ختم فضيلةالشيخ – حفظه الله – كلامه بذكر دور المرأة في الدعوة ، وأنها تستطيع أنتسهم بشكل كبير في مجال الدعوة بحسب حالها ، ويكون معها أذكار كتب في السنةالنبوية ، توزعها أو تهديها . وختاما في مجال الداعي إلى الله ، لابدأن يهتم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القولية والعملية ، فسنة الرسولصلى الله عليه وسلم في كافة الأمور هي أعظم شيء ، وأكثر ما يحتاج الناس فيسائر حياتهم ، لهذا ألف ابن القيم كتابا جامعا لسنن النبي صلى الله عليهوسيلم سماه " زاد المعاد في هدي خير العباد "، وأيضا دعا الوالدين إلى غرسأهمية الدعوة في نفوس أطفالهم، وتحميلهم هم الدعوة ، وختم المحاضرة بالدعاءفجزاه الله عنا خير الجزاء ونفع بما قال .. اللهم آمين . وهذا ملخص ما ذكره –حفظه الله- في محاضرته , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين. -============ دور المرأة في العمل الإسلامي اسم المحاضر : الشيخ فيصل مولوي - حفظه الله - سنقدم نصا للمحاضرة باختصار: مقدمةالشيخ: المرأة في العمل الإسلامي المعاصر لم تأخذ دورها حتى الآن في كلالبلاد الإسلامية, ولا يزال دور المرأة هامشي جدا , لماذا وما الأسباب وماهو العلاج ؟ من أسباب ضعف دور المرأة أو عدم قيامها لدورها في العمل الإسلامي نتناول سببين : السببالأول : وجود بعض المفاهيم المنتشرة حول المرأة ينبغي تصحيحها في عقولالرجال, فيقولون : النساء ناقصات عقل ودين, فيستكثر الرجل على المرأة أنيكون لها دور في العمل الإسلامي مادام أنها ناقصة عقل ودين, ويقصرون دورهاعلى خدمة الزوج والأبناء . - ... ثم بين الشيخ المقصود من قول الرسولصلى الله عليه وسلم : ناقصات عقل ودين, وبين أن نقصان الدين في الكم لا فيالكيف, فهناك الكثيرمن النساء من هن أتقى من كثير من الرجال. ونقصان العقليعني أن عقلها ينقص عن عاطفتها لتستطيع القيام بواجباتها وهذا من حكمة اللهتعالى . من المفاهيم المنتشرة أيضا والتي ينبغي تصحيحها : القوامة علىالمرأة , نعم الرجال قوامون على النساء, لكن هذه القوامة ليست دائمة مطلقةفي كل الأمور, فقوامته فيما يتعلق بشؤون البيت، لكن ليس معنى القوامة أنالرجل هو الذي يحدد للمرأة دورها في عملها الإسلامي, فيخطط ويقرر ويضعالمنهج وعليها التنفيذ, فبهذا الفهم للقوامة في العمل الإسلامي أصبحنالنساء سلبيات لا يقمن بأي مبادرة, وبهذا تعطلت ساحة واسعة من ساحات العملالإسلامي في هذا العصر . ومن المفاهيم الخاطئة أيضا : الفهم الخاطئلقوله تعالى : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) فيفهم أنالمراد أنه لا يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها !! المقصود بـ ( وقرن فيبيوتكن ) أن المرأة تكون في بيتها مع شعور كامل بالاستقرار في البيت, معشعور بالراحة والاطمئنان لتنجح في بيتها. ( ولا تبرجن ) أي إذا خرجتنللقيام بواجب ديني فلا تخرجن متبرجات. فنفس الآية التي أمرت المرأة بالقراربالمنزل سمحت لها بالخروج واشترطت عليها عدم التبرج . السبب الثاني : تقصير المرأة في مجال العمل النسائي يرجع في كثير من الأحيان إلى أنانيةالرجال وحبهم للراحة, فلا يعطيها وقت لتخرج لتلتقي بأخواتها لتتعلم وتعلم . وهذا خطأ وخطر بالنسبة للعمل الإسلامي الذي يغير المجتمع، فالمرأة نصفالمجتمع فإذا لم تتغير كما يتغير الرجل فلا يمكن للعمل الإسلامي أن يحققأهدافه . فعليه أن يتنازل ويضحي من أجل خدمة الإسلام . هل من الواجب على المرأة أن يكون لها دور في العمل الإسلامي ؟
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 12:03 am
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
العملالإسلامي يدخل تحت العمل الصالح الذي طلبه الله من الرجال والنساء , وهومن مستلزمات الإيمان، قال تعالى : (الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) فالعملالصالح مطلوب من الرجل والمرأة، والدعوة إلى الله مطلوبة من الرجل والمرأة،وكذلك كل التكاليف الشرعية . إن عمل المرأة الأساسي هو في بيتها وخدمةزوجها, لكن هذا لايعني أنه لا واجب لها خارجه, وليس للزوج أن يمنع زوجتهللخروج من أجل الدعوة, لكن إذا رفض فعليها الطاعة وعليه هو الإثم إذا كانرفضه من غير مبرر. لكن إذا خرجت يجب عليها أن توازن بين الجانبين وتوفقبينهما . ============== الدعوة بالرفق والشدة اسم المحاضر : الشيخ ناصر الدين الألباني - حفظه الله - - المحاضرة عبارة عن حوار بين الشيخ والمقدم تخلله عدة أسئلة من أهمها: - ... الرفق والسماحة ولين الجانب من السنن الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ،هل استخدام الرفق ولين الجانب واجب في الدعوة ؟ - ... هذا الأمر مستحب . - ... السلفيون مشهورون بالشدة وقلة الرفق في نشر الدعوة، ما رأيك بهذه العبارة ؟ - ... لا يصح أن نطلق القول بأن السلفيين متشددين، لكن بعضهم كذلك، ولا يصحأن نقول أن هذه الصفة اختص بها السلفيون. فلا يجوز أن نصف طائفة من الناسبصفة نعمها على الجميع، ولا يجوز أن نطلق هذه الصفة على فرد من أفرادالمسلمين إلا في جزئية معينة، فاللين ليس مشروعا دائما، لأن الرسول صلىالله عليه وسلم استخدم الشدة في بعض المواقف. إن مبدأ اللين ليس بقاعدةمطردة، فعلى المسلم أن يضع اللين في محله والشدة في محلها. ( ثم ذكر الشيخنماذج للرسول صلى الله عليه وسلم لشدته في بعض المواقف ). السلفيونمتهمون بأنهم متشددون لأنهم بالنسبة للطوائف الأخرى أكثر اهتماما بالأحكامالشرعية ودعوة الناس إليها، وبسبب هذا الاهتمام الذي فاق اهتمام الآخريناتهموا بالتشدد. فالقضية قضية نسبية فالشخص غيرالمتحمس للدعوة يعتبر بعضالأمور شدة، مثلا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعتبره كثير من الطوائفشدة. فلا ينبغي أن نشيع أن السلفيين متشددين، فالصحابة - رضي اللهعنهم- فيهم اللين وفيهم المتشدد ( ذكر نماذج لمواقف الصحابة كالرجل الذيبال بالمسجد ). الحق أن الأصل في الدعوة أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن من الحكمة أن نضع اللين في محله والشدة في محلها. -إن استخدام الشدة وضيق الصدر في غير موضعها كثير من قبل الكثير من السلفيين، فماذا توجه لهم من نصيحة ؟ قال الله تعالى: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). ( ثم ذكر طائفة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم على استحباب الرفق ). - ... ثم ختمت المحاضرة بمداخلات وأسئلة حول بعض الفرق الضالة ومن أنكر وجود الله تعالى وأول الصفات، وغيرها. ============= مسؤولية المرأة في الدعوة إلى الله تأليف : أسماء بنت راشد الرويشد . الحمدلله رب العلمين والصلاة والسلام على النبي الأمين الذي دعا إلى الله علىبصيرة, وعلى من اتبعه إلى يوم الدين, جعلنا الله منهم بفضله ومنّه. أما بعد : فإنالله تعالى أمرنا بعبادته وحده وطاعته, ثم أمرنا بتبليغ دينه إلى الآخرين, وهو الدعوة إلى الصراط المستقيم دين الإسلام, دين الله الحق, قال اللهتعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) النحل – 125 يقولابن تيمية - رحمه الله - : ( إن الدعوة إلى الله هي الدعوة إلى الإيمانبه, وما جاءت به رسله, بتصديقهم فيما أخبروا به, وطاعتهم فيما أمروا ) . وهذايشمل الدعوة إلى العقيدة وأصول الإيمان , والتحذير من الشرك وأنواعه , والحث على فعل الطاعات والواجبات , والحث على اجتناب المعاصي والمحرمات , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والتحبيب في الفضيلة والتنفير منالرذيلة , واتباع الحق , ونبذ الباطل . كما أوجبت الشريعة على المسلمينالتعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تتضافرالجهود, ويتعاون الجميع على إقامة الحق والعدل ومحاربة الفساد والظلم. وقدجاء الخطاب الشرعي بالأمر بالدعوة إلى الله عاما لجميع الأمة يشمل الجنسينرجالا ونساء, لأن الخطاب إذا ورد بلفظ الذكور كان خطابا للنساء أيضا, إلاموضع الخصوص التي قامت أدلة التخصيص فيه, والقاعدة في واجبات المرأةكالقاعدة في حقوقها, فإن للمرأة حقوق وعليها واجبات مثل الرجل إلا فيمايختلفان فيه من القدرة والكفاية مما هو مناط التكليف, كما قال عليه الصلاةوالسلام : ( إنما النساء شقائق الرجال ) , وعلى ذلك فالدعوة إلى الله واجبةفي حق النساء كما هي واجبة في حق الرجال كل بحسب قدرته . ومن الآياتوالأحاديث التي جاءت آمرة بالدعوة إلى الله تعالى , قوله جل وعلا : ( قلهذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا منالمشركين ) يوسف – 108 يقول الشوكاني – رحمه الله – في تفسيره لهذهالآية : ( ومن اتبعني ) أي : ويدعو إليها من اتبعني واهتدى بهديي, وفي هذادليل على أن كل متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حق عليه أن يقتدي به فيالدعاء إلى الله , أي الدعوة إلى الإيمان به وتوحيده, والعمل بما شرعهلعباده . وجاء الأمر بها صريحا في قوله تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعونإلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) آلعمران – 104 يقول ابن كثير – رحمه الله - : ( المقصود منها أن تكون فرقة متصدية لهذا الشأن وإن كان واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه ) .
(8/267)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
وأماالنص على وجوب الدعوة إلى الله في السنة فمنها قول الرسول صلى الله عليهوسلم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده , فان لم يستطع فبلسانه , فان لميستطع فبقلبه , وذلك أضعف الإيمان ). وقوله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده , لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر, أو ليوشكن الله أنيبعث عليكم عقابا منه , فتدعون فلا يستجاب لكم ) . كل هذه النصوص وغيرهاكثير تدل على وجوب القيام بالدعوة إلى الله , والأمر بذلك عام على جميعالمسلمين رجالا ونساء , ولكن للدعوة مجالات وميادين مختلفة , منها ما يكونمناسبا للجميع , ومنها ما يكون مناسبا لفئة دون أخرى . ولقد ضرب لنانساء الأمة في جيلهن الأول أروع المواقف الدعوية مع الزوج والأبناء والأهلوفي أوساط النساء , كأمثال أمهات المؤمنين وبنات النبي صلى الله عليه وسلموكثير من نساء الصحابة , كأسماء ذات النطاقين , وأم سليم , ونسيبة بنت كعب , وصفية بنت عبد المطلب , وأم شريك وغيرهن رضوان الله عليهن جميعا . وعلىهذا فلا يختص هذا الواجب بالعلماء والدعاة وطلاب العلم بل هو عام علىالجميع , ولكن يختص العلماء وطلاب العلم بتبليغ تفاصيله وأحكامه ومعانيه , بل إن الواجب يتعلق بالعلم ولو بجزئية يسيرة من الدين , فمن تعلمها وصارعالما بها وجب عليه العمل بها مع تبليغها للآخرين . فالمسؤولية مسؤولية كلمسلم ومسلمة , كل على حسب قدرته وعلمه , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بلغوا عني ولو آية ) . إن بعض النساء تحصر الدعوة إلى الله في الدروسالعلمية والمحاضرات , وتستبعد أن يكون قيام المرأة بتربية أولادهاوتأثيرها على زوجها ونصحها لزميلاتها في العمل أو صديقاتها في الدراسة أنهادعوة , بينما هي في الحقيقة دعوة مباركة بلا هي أهم مجالات الدعوة . هناكجانب مهم في موضوع الدعوة له أثر عظيم في تقوية الرغبة لغوص مجالات الدعوةوالحرص عليها , كما أنه يبعث العزيمة ويحمل على الصبرعلى ماقد يصيبالداعية , ألا وهو العلم بما أعده الله تعالى من الأجر العظيم والمنزلةالرفيعة التي شرف الله بها الدعاة إلى طريق الخير والصلاح . من هذه الفضائل العظيمة على وجه الاختصار : 1) ... من دعا الناس فهو خير الناس، قال تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناستأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) . وقال صلى الله عليهوسلم : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) . 2) ... الدعاة هم المفلحون فيالدنيا والآخرة ، قال الله تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخيرويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) آل عمران – 104. 3) ... الدعاة أحسن الناس حديثا ، قال تعالى : ( ومن أحسن ممن دعا إلى الله ) فصلت – 33. 4) ... أهل السماء والأرض يستغفرون لمن دعا إلى الله ، قال عليه أفضل الصلاةوالسلام : (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرهاوالحيتان في البحر ليصلون على معلم الناس الخير ) , وصلاة الله على خلقهثناء ورحمة , وصلاة الملائكة والخلق دعاء واستغفار . 5) ... الدعاةلاتنقطع أجورهم ، قال عليه الصلاة والسلام : ( من دعا إلى هدى كان له منالأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ) . 6) ... الدعاةلهم في هدايتهم لغيرهم ما هو خير من الدنيا وما فيها ، كما في قول النبيصلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : ( لئن يهدي بك الله رجلا واحدا خيرلك من حمر النعم ) وفي رواية : ( خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ) هذافي شأن هداية شخص واحد , فكيف إذا كان سببا في هداية أسرة أو جماعة أو أمةبأسرها ؟ إلى غير ذلك من الفضائل والمكرمات التي امتن الله بها على من دعا إلى سبيله . وحيثماتحدثنا عن أهمية الدعوة إلى الله ووجوبها في حق المرأة وفضلها، فمن المهمأن ألقي الضوء على بعض مجالات الدعوة وميادينها التي هي من مهام المرأةومسؤوليتها . فمن تلك المجالات : أولا : قيامها بالدعوة داخل بيتها : وأهمذلك وأوجبه تربية الأولاد تربية إسلامية، قال قتادة : ( تأمرهم بطاعة اللهوتنهاهم عن معصيته, وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه ) . فالأمهي الداعية الأولى في البيت , وهي في التأثير على الأبناء أقدر من الأب , وذلك لاتصالها بهم منذ اللحظة الأولى من ولادتهم , والأعرف بنفسياتهم ومايلائمهم , ولأنها معهم أغلب الأوقات , فهي تلاحظ ما يطرأ عليهم من التغيرات , ومايقع منهم من أخطاء . بالإضافة إلى أن اعتناء الأم الداعية بإصلاحبيتها وتربية أبنائها هو أسلوب مؤثر وفعّال من أساليب الدعوة بالقدوة , والإشعار العملي للآخرين بإمكانية تكوين أسرة صالحة على نهج السلف في زمنعمّت فيه الصوارف والفتن , ويتعذر فيه كثير من الآباء والأمهات بصعوبةتنشئة أبناء صالحين في هذا الزمان . إن على الأم أن تعتني بتربية أبنائها على بعض الأمور الأساسية مثل : 1- ... بناء الأساس العقدي لديهم وتلقينهم كلمة التوحيد في سن مبكرة , وغرسمحبة الله تعالى في قلوبهم وتربيتهم على مخافة الله , وكذلك محبة الرسولصلى الله عليه وسلم ليقتدوا به في جميع أفعالهم وأقوالهم, ويتم ذلك بقراءةسيرته صلى الله عليه وسلم عليهم . 2- ... تعليمهم القرآن وتجويده وشرح بعض معانيه . 3- ... تعليمهم واجبات الدين وشعائره كالوضوء والصلاة بأسلوب عملي . 4- ... مناقشة بعض السلبيات والمخالفات الموجودة في المجتمع معهم . 5- ... تعويدهم على حب القراءة، وإنشاء مكتبة إسلامية مقروءة ومسموعة .
(8/268)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
6- ... تربيتهم على حسن اختيار الأصدقاء , ومراقبتهم من بعد في ذلك . 7- ... بناء الأساس الخلقي لديهم بحثهم على الاتصاف بالأخلاق الحميدة , وتحذيرهم من الصفات الذميمة مع مراعاة حسن الأسوة من قبل الأم . ومنمجالات دعوة المرأة في البيت محاولة دعوة زوجها والتأثير عليه , ولكن الأمرقد يتطلب بعض المجاهدة وقد يطول أمد الاستجابة فيحتاج إلى صبر , فعلىالزوجة الداعية أن تكون صابرة محتسبة حكيمة في دعوة زوجها , سائلة الله لهالهداية . وفي المقابل فإن من مهام المرأة الدعوية مساندة الزوج الداعية وتشجيعه والتخفيف عنه , وأن تبث في نفسه الثبات على طريق الدعوة . ومنمظاهر الدعوة إلى الله في البيوت : ممارسة المرأة الدعوة مع الخدم بدعوتهملتصحيح العقيدة , وتحذيرهم من الشرك والبدع المنتشرة في كثير من البلادالإسلامية , وتعليمهم أمور الدين المهمة كالطهارة والصلاة ونحوها . وقدتيسرت وسائل دعوة المسلمين غير الناطقين باللغة العربية , فقد انتشرت الكتبوالأشرطة الإسلامية باللغات الأجنبية عن طريق مكاتب دعوة الجاليات التيترعاها وزارة الشؤون الإسلامية . ثانيا : قيامها بالدعوة خارج البيت : فتسهمبالدعوة إلى الله في المجتمع الذي تعيش فيه , كدعوة القريبات وزميلاتالعمل , والصديقات والجارات , بتقديم النصح لهن بأسلوب مناسب يتفق مع آدابالنصيحة وبأسلوب محبب ولطيف. والاعتناء بتحسين العلاقة معهن والتعاون فيمابينهن لكسب قلوبهن للخير وقبول النصيحة . وعليها استغلال الجلساتالأسرية في طرح مواضيع مفيدة تصلح للمناقشة , وإقامة المسابقات الممتعة , والاعتناء بتوزيع الأشرطة والمطويات والكتيبات التي تعني بمواضيع المرأة . ولانغفلدور المعلمة في ممارسة الدعوة مع طالباتها , بل هو من أخصب وأهم مجالاتالدعوة إلى الله وأرجاها لقبول الطالبة . فمن المعلوم أن تأثر الفتاة وخاصةفي سن المراهقة بمعلمتها يكون أكثر من سواها ولا سيما إذا أحبتها. فعليها أن تهتم بالأمور الاتية : 1- ... عدم الاقتصار على المنهج الدراسي المحدد في الكتب , بل عليها أن تربطالعلم بالخالق جل وعلا , خاصة وأن كثيرا من العلوم تكشف وتوضح عظمة الخالقوقدرته على خلقه، مما يولد تعظيم الرب جل وعلا في نفوس الطالبات . 2- ... أن تكون المعلمة قدوة حسنة لطالباتها في التزامها بأوامر الشرع , ومسارعتها لأداء الصلاة , وفي مظاهر اللباس والحجاب والأخلاق وأهمهاالتواضع مما يؤدي إلى حب الطالبات لها وتقبلهن لما تنصح به . 3- ... التعرف على بعض مشاكلهن الخاصة ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة مع ربط قلوبهن بالله . 4- ... محاولة كسب قلوبهن بتقديم المساعدة لهن في مذاكرة الدروس وفهمها , مما يسهل التأثير عليهن ونشر الدعوة بينهن . 5- ... أن تعلمهن مسائل الطهارة التي غالبا ما يعم الطالبات الجهل بها , وتعليمهن كيفية الصلاة الصحيحة , وبيان أهميتها وخطورة تأخيرها أو تركها . وعلىالمعلمة أن تهتم بدعوة زميلاتها في المهنة , وحثهن على الإخلاص في العملوإتقانه , والتحدث معهن في أوقات الراحة في مواضيع تهم المرأة المسلمة . وقدضربت لنا أم شريك – رضي الله عنها – مثالا عمليا في الدعوة في أوساطالنساء كما رواه ابن عباس – رضي الله عنهما – حيث قال : ( وقع في قلب أمشريك – رضي الله عنها – الإسلام , فأسلمت وهي بمكة , وكانت تحت أبي العكرالدوسي , ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرا فتدعوهن وترغبهن في الإسلام حتىظهر أمرها لأهل مكة , فأخذوها وقالوا : لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا ولكناسنردك إليهم ) . ومن مجالات الدعوة إلى الله في وسط النساء اصطفاءمجموعة من النساء لمدارسة بعض العلوم الشرعية وللتفقه في الدين, وتخصيص هذاالأمر بالزمان والمكان , حتى تعد الداعية نفسها وغيرها بالعلم والبصيرة فيالدين لاسيما في المسائل التي عمت بها البلوى في أوساط النساء كالسفوروالاختلاط والغيبة وغيرها . ثالثا : ومن مجالات الدعوة إلى الله تعالى المناسبة للمرأة الدعوة بالتأليف والكتابة: وعنطريق القصة الهادفة ونظم الشعر والمشاركات الصحفية في المجلات والصحف , وألا تترك تلك المجالات للأقلام الهدامة والعابثة , فعلى المرأة التي تحملهم الدعوة وأن تعني بهذا الجانب الهام والخطير في الوقت نفسه , والذي هو منأقوى عوامل التأثير الفكري . ومن المجالات الحديثة المناسبة لقيامالمرأة بالدعوة إلى الله المشاركة عن طرق شبكة الانترنت, وهي تفتح باب دعويعالمي ومتيسر في كل زمان ومكان . والآن وبعد ذلك لعلنا أخواتي المسلماتنشعر بأبعاد مسؤوليتنا في الإصلاح والتغيير , ويتأكد لدينا واجب الدعوة فيهذا العصر الذي عصفت بالناس فيه رياح الفتن وروّجت فيه الشبهات , فأصبحتالدعوة واجبة على كل من حمل هذا الدين بصدق وإخلاص من الرجال والنساء , والشيب والشباب , كل يقوم بهذه المهمة على حسب حاله وطاقته , وعلى حسبإيمانه وعلمه , ومن ثم على حسب تحسسه لواقع المسلمين وأحوالهم . التوصيات : 1) ... تقوى الله عز وجل , وجعل القرآن والسنة النبوية المصدرين الرئيسين في تشريع جميع الأمور، مع الرضا بذلك والتسليم له . 2) ... أن تعي المرأة المسلمة أن الإسلام جاء بتكريمها , وبين مساواتهابالرجل في أصل الخلق والتكوين , وفرض لها حقوقا وواجبات , مثل ما للرجل إلافيما يختلفان فيه من الاستعداد والكفاية والقدرة مما هو مناط التكليف . 3) ... على المرأة المسلمة أن تعي مسؤوليتها في القيام بالدعوة إلى اللهتعالى بين الأهل والأقارب والجيران والزميلات ومن لها احتكاك بهن .
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:26 pm
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
4) ... على كل من رضت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلمنبيا أن تعي أن المكان الصحيح لها والمهمة الدعوية الرئيسية هي في تربيةالأولاد ورعاية شؤون البيت والزوج , وأن تضبط خروجها بضابط المصلحةوالحاجة. 5) ... يجب أن يكون طلب المرأة للعلم وممارستها للعمل بالكيفية الملائمة لطبيعتها وغير المعارضة لتعاليم الشريعة وآدابها . 6) ... الحذر من التعرض للخلوة أو الاختلاط أو السفور خلال قيام المرأة بطلب العلم أو العمل أو الدعوة إلى الله تعالى . 7) ... يجب أن تكون مناهج تعليم البنات مناسبة لفطرتهن التي فطرهن الله عليها , وأن تكون صالحة لتخريج جيل من ربات البيوت الصالحات والعاملات فيالمجالات الخاصة بالنساء . ... أن من فاتتها القدرة على الدعوة إلىالله فلا يفوتها الأجر في ذلك بمساندة ودعم أمور الدعوة بالنفقة والمال , وبكفالة الدعاة وطباعة الكتب الإسلامية والمصاحف ودعم المراكز الإسلاميةوغيرها . 9) ... ضرورة التواصل بين الداعيات ومعايشة هموم الدعوة , والتخطيط لحلها والتعاون مع الأخوات الداعيات في تبليغ الدعوة . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . ============ متطلبات في شخصية الدعاة ( 1- 2) اسم المحاضر : الشيخ محمد المنجد - حفظه الله - الجزء الأول : - بين الشيخ – حفظه الله – في مستهل حديثه أهمية الدعوة إلى الله تعالى , ثمذكر أن هناك صفات يجب أن تتوفر في شخصية الدعاة إلى الله تعالى , نجملهابالآتي : 1- ... في شخصية الداعي إلى الله يجب أن يكون هناك إيمانا يغمرالنفس , إيمانا قويا بالله لكي يتحرك الداعية للعمل لهذا الدين . ثم ذكركيف أن سلف الأمة عندما ملأ الإيمان قلوبهم استطاعوا نشر الدين وفتح البلادالإسلامية . ثم تحدث عن الإيمان وكيفية زيادته ووسائل تثبيته في القلوببإذن الله . 2- ... يجب أن يتصف الداعي بالحكمة : بين مدى أهمية الحكمةفي الدعوة, ثم ذكر نماذج من حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم في مواقفه , ونماذج من مواقف الصحابة الحكيمة كذلك . 3- ... القدرة على تحمل المسؤولية : ولذلك نجح القادة المسلمون الأوائل لأنهم عرفوا معنى المسؤولية واستطاعوا تحملها . 4- ... القدرة على معالجة المواقف وحسم القضايا وسد نوافذ الشر وأبواب الفتنة : وذكر نموذجا لذلك وهي قصة موسى عليه السلام مع السامري، وكيف عالجالموقف عليه السلام . 5- ... أن يكون عند الدعاة اكتفاء واقتداء : اقتداء بالأنبياء أولا ثم بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وأمهاتالمؤمنين عليهن السلام ثم العلماء والصالحين . أما الاكتفاء : أن يكون هناكتكامل في شخصيته , فيأخذ من كل شخص أحسن ما عنده , وبهذا يجتمع فيه الخيركله بإذن الله . 6- ... يجب أن تتصف شخصية الدعاة بعامل التثبيت للآخرين : وأن عليه أن يثبت هو أولا في المحن ليجعل الناس بعد ذلك تفيء إليه وبذلكتبقى القوة الإسلامية , ثم ذكر نماذج من ثبات الرسول صلى الله عليه وسلمفي كثير من المواقف والحروب . 7- ... أن يتصف الداعية بالنشاط والهمة في الدعوة والحيوية والعمل قال تعالى : ( وقل اعملوا) . 8- ... التجاوز عن الهوى والإخلاص لله تعالى وإخفاء الأعمال وعدم التقصير بالواجبات بحجة الانشغال بالدعوة . 9- ... من المتطلبات العظيمة في شخصية الداعية القدوة في أقواله وأفعاله , فيطبق كل ما يقوله. 10-يجبأن يتصف بالأخلاق اللازمة للدعوة كالرفق , وكالحزم و أن لا يخلط بينهاوبين الشدة , وكذلك الكرم وهي صفة مهمة جدا لنجاح الداعية في دعوته فالرسولصلى الله عليه وسلم استقطب كثير من الناس والقبائل بالكرم والعطايا لذلكاجتمعوا حوله صلى الله عليه وسلم . 11-من الصفات المهمة صفة الاستمراريةفي العمل , فالرسول صلى الله عليه وسلم استحب المداومة وإن قلت , فمنأسباب الاستمرارية في الطريق المداومة على الأعمال الصالحة وإن كانت قليلة . الجزء الثاني : - ... أكمل الشيخ – حفظه الله – الصفات التي ينبغي أن تتوفر في شخصية الداعية إلى الله تعالى : بداية أكمل الشيخ صفة الاستمرارية والمداومة على الأعمال الصالحة , وتحدث عن المزاجية التي يتصف بها بعض الدعاة , وكيفية معالجتها . 12- التفاؤل : من المتطلبات المهمة في شخصية الداعية , لأن الشخصية المتفائلةتعمل لأنها ترى نورا في نهاية النفق وإن كان النفق مظلما , أما الشخصيةالمتشائمة فهي لا ترى نورا البتة. والتفاؤل من الدين وقد حث عليه الرسولصلى الله عليه وسلم , فهو يجعل المسلم يقول الكلام الطيب ويذكر الأشياءالإيجابية . أما التشاؤم فله الكثير من السلبيات التي لا تقتصر على الشخصنفسه بل تتعداه إلى المجتمع بأسره . 13- الإيجابية : على الداعية إلىالله تعالى أن يكون عاملا , يقدم ما يستطيع للإسلام , وأن لا يكون متقاعسااتكاليا , فبعض الناس عنده إيثار في الطاعات . ثم ذكر نماذج يحتذى بها وأمثلة للأعمال الإيجابية وكيفية تحفيز الناس إليها . 14- النباهة : الإيمان يوقد النباهة في نفس المؤمن .. إن سرعة البديهةوالنباهة تخلص الداعية من مواقف كثيرة قد تواجهه في طريق دعوته . ============== المنهاج النبوي في دعوة الشباب المؤلف : سليمان بن قاسم العيد . نبذه عامة عن الكتاب.. الحمد للّه ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد.. فقد جاء الكتاب متميزاً في اختيار الموضوع وشمول الطرح، جعله المؤلف في مقدمة وتمهيد وسبعة فصول وخاتمة . (المقدمة)
(8/270)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
أماالمقدمة ؛ فقد جاء فيها : إنّ مرحلة الشباب من أدق المراحل في حياةالإنسان، وأطولها مدة، وأشدّها تأثرا، وأن رجال الإصلاح والاجتماع وأهلالفكر والأدب وعلماء النفس والتربية لم يهتموا بأمر يتعلق بمستقبل الأمة،عنايتهم بالشباب، وبيّن الفرق بين الصف الأول من شباب الإسلام الذي كانيتصف بقوة الإيمان، وكثير من شبابنا المعاصر على ما نرى من ضعف الإيمان،والفرق بين الشباب في عصر النبوة وشباب الحاضر، والفرق بينهما لفقد التأثيرالذي كان لشخصية الرسول ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ ومخالطته لهم ، وتربيتهإياهم . ثمّ بيّن أنه لابد من النهوض بشبابنا ، ولن يكون ذلك إلابالدراسة الجادة لمنهاج النبي ـ صلى اللّه غليه وسلم ـ في دعوته لاؤلئكالشباب ، والتطبيق الفعلي لهذا المنهاج. (التمهيد) وأما التمهيد ؛ فقد وقف المؤلف فيه على أمرين هما :- 1/ المنهاج النبوي وأهميته في الدعوة : بيّن فيها أنه هو الطريق الواضح السهل، وأن أهمية هذا المنهاج وضرورة العمل به يرجع إلى أمور منها على سبيل الاختصار والإيجاز :- - الاتباع للأمر. - طلب محبة اللّه تعالى . -العصمة من الضلالة والخطأ . -الشمول . ثمّ ذكر الآيات والأحاديث وبعض الأقوال الدالّة على ذلك في عرض كان غاية في الإبداع والترتيب والتنظيم . 2/ مرحلة الشباب وأهميتها : وذكرقول اللّه عزّ وجلّ في كتابه العزيز بأنّ هذه هي مرحلة الفتوة ،كما فيقوله تعالى : ( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ) ووصفها بالقوة والأشد ،وذكر الآيات الدالّة على ذلك وأقوال بعض الصحابة والسلف الصالح ـ رضياللّه عنهم ورحمهم اللّه تعالى ـ ثمّ بيّن أنّ أهمية هذه المرحلة تعود إلىعدة سمات ، ذكر منها ما يلي : - بداية التكليف. - فترة الفتوة. - سرعة الاستجابة. - تشكل الشخصية. وغيرها من السمات التي فصل في كل ما تحتاج إليه من بيان وتوضيح. (الفصل الأول) أما الفصل الأول فهو في خصائص مرحلة الشباب وحاجاتها الأساسية ومراعاتها في العملية الدعوية . بيّنالكاتب أن هناك اختلاف في خصائص مرحلة الشباب بين بدايتها ونهايتها ، ثمّقسّم على هذا الأساس هذه المرحلة إلى قسمين هما ما يلي : 1/ مرحلة الفتوة . 2/ ومرحلة الرشد . ثمّ ذكرأولا : بشيء من التفصيل:- = الخصائص الجسمية : في ستة خصائص. = الخصائص العقلية : في أربعة خصائص. = الخصائص الاجتماعية: وذكر أنه يتوقف مدى التأثير بها على أمرين . = الخصائص الانفعالية : في أربعة خصائص، وهي من أهم الخصائص. = الخصائص المتعلقة بالتدين: في مرحلة الشباب وأجملها في أربعة خصائص. وذكر تحتها الأحاديث التي تبيّن ذلك بعرض شامل ومتميّز. ذكر - ثانيا -: الحاجات الأساسية ، وبيّن أنه اقتصر فيها على المهم في خمسة حاجيات. ثمّ ذكر - ثالثا- : مراعاة الخصائص والحاجات في العملية الدعوية ، وعرض فيها خمسة وقفات.. منها في العبادة :ذكر تحتها ثلاث فقرات هي :- 1- ضبط حماس الشباب. 2- ومتابعة العبادة. 3-توجيه الشباب للعبادات المناسبة لهم . (الفصل الثاني) الفصل الثاني وهو ( الاهتمام بالعلم ) : وذكرتحت هذا الفصل سبعة فقرات تحث الشباب على العلم والاهتمام به ، وأوضح مايبين أهمية هذه الجوانب كاملة بأدلتها سواء من كتاب أو سنة أو أقوال سلفهذه الأمة المباركة. (الفصل الثالث) الفصل الثالث وهو ( ترسيخ الإيمان ) : وذكر تحت هذا الفصل ستة جوانب تبيّن وتوضّح أهمية الإيمان منها:- =إثارة الانتباه . = واستغلال المناسبات. =وتقويم الأخطاء في الإيمان ،وتحصين إيمان . وفصّل في كل ما يتعلّق الجوانب الستة ، مبينا ما يحتاج إلى تبيين . (الفصل الرابع) الفصل الرابع وهو ( الحث على العمل الصالح ) : وذكر تحت هذا الفصل خمسة جوانب في ذلك منها :- 1/ القدوة الصالحة في العمل . 2/ ترغيب الشباب في العمل الصالح . وتحدث عن هذه الجوانب بكل روعة وتميّز وإبداع ، وذكر بعض الوقفات في القدوة الصالحة. (الفصل الخامس) الفصل الخامس وهو ( الحرص على تأديب الشباب ) : وذكرتحت هذا الفصل خمسة جوانب تتحدث عن ذلك ، وأورد بعض المواقف والأحداث التيوقعت فيما يتعلق بهذه الجوانب بكل ما تعنيه المنهجية النبوية في دعوةالشباب وتأديبهم وتربيتهم. (الفصل السادس) الفصل السادس وهو ( الاهتمام بإعداد الدعاة من الشباب ) : وذكرتحت هذا الفصل خمسة جوانب تبيّن أهمية ذلك ، وذكر نماذج واقعية من حياةالصحابة مع النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وفصّل في ذلك ، وأوضحه أيماإيضاح. (الفصل السابع) الفصل السابع وهو ( نتائج المنهاج النبوي في دعوة الشباب ) : وذكرتحت هذا الفصل ستة جوانب ، بيّن فيها آثار هذا المنهاج في جيل العلموالإيمان والعمل الصالح والآداب والدعوة والجهاد ؛ فذكر ما يتعلّق بذلك منمواقف وأحاديث نبوية دالّة على ذلك، بعرض بجمال فائق ورائع . (الخاتمة) ثمّ ختم كتابه؛ بذكر معايشته لهذا المنهاج النبوي ما توصل إليه من نتائج عدة منها : 1/ كان النبي ــ عليه الصلاة والسلام ــ يعامل الشباب معاملة خاصة. 2/ كان النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وخلفاؤه الراشدون يثقون بالشباب ويستشيرونهم ويولّونهم المهمات الصعبة . 3/ أن لدى الشباب من القدرة على التغيير في المجتمعات ما ليس لغيرهم . إلى غير النتائج المهمة التي ذكرها ـ وفقه اللّه تعالى ـ . وأوصى في آخر كتابه بتوصيات لجهات مختلفة، وذكر ملحق بأسماء وأعمار بعض الشباب في عهد النبي ـ عليه الصلاة والسلام- .
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:27 pm
(8/271)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
وبهذاالقدر نكتفي من التعريف بهذا الكتاب الذي هو من الكتب المهمة في مجال دعوةالشباب على المنهاج النبوي ، وحتى لا نطيل بالتعريف به ، وما عليك إلا أنتقتني هذا المنهاج المبارك لما فيه من الفوائد الجمّة الكثيرة ، فهو بحق منأجمل وأفضل ما قرأت ، فعليك به ففيه خير كثير وعلم غزير. وصلى اللّه وسلّم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ..والحمد للّه ربّ العالمين . المصدر : موقع مفكرة الدعاة. =============== وسائل الدعوة بين التوقيف والاجتهاد (1- 2) تأليف : حامد بن عبد الله العلي . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أرسل رسوله داعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، والصلاة والسلام على المبعوث شاهدا ومبشرا ونذيرا. وبعد: فأصلهذه الرسالة الصغيرة، محاضرة بعنوان (وسائل الدعوة) في الكويت ضمن ندوةشارك فيها بعض الأخوة الأفاضل بدعوة كريمة من جمعية إحياء التراث الموقرة ،ثم استخرنا الله تعالى في طباعتها ليعم الانتفاع بها بتوفيق من اللهتعالى. أولا : التعريف بالمفردات: (وسائل الدعوة ) كلمه مركبة منكلمتين، وسائل وهي مضاف، والدعوة وهي المضاف إليه، ولا يعرف المقصود من هذاالتركيب الإضافي إلا بعد معرفة معنى كل كلمة منه. تعريف الوسائل : أماالوسائل : فهي جمع وسيلة من (وسل إذا رغب، والوا سل الراغب إلى الله عزوجل، وقال لبيد بل كل ذي دين إلى الله واسل) معجم مقاييس اللغة 6/110 وفي اللسان : (هي في الأصل ما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به )11/752 فالكلمة تدورعلى ( ما يتوصل به إلى الشيء المطلوب (. وقولهفي اللسان (ما يتوصل به إلى الشيء) أي كل ما من شأنه أن يوصل إلى المقصودمن الطرق والأساليب والأفعال والأقوال ونحو ذلك فكلها وسائل ويسمى كل واحدمنها وسيلة . تعريف الدعوة: الدعوة من دعا يدعو، ومعنى الكلمة يدور على (الطلب) ومنه الدعوة إلى الطعام . فالدعوةإذن طلب الشيء والحث عليه والسوق إليه ، فإذا دعوتهم إلى الدين فأنتتطلبهم لامتثاله وتحثهم على اعتناقه وتسوقهم إلى تحقيقه في حياتهم . وبهذا يدخل في معنى الدعوة ،دعاء الناس إلى الدين وتعليمهم ما فيه من الهدي ، وتحقيق ذلك في حياتهم وواقعهم كما في قوله تعالى : (هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلل مبين) الجمعة :2 فالنبيصلي الله عليه وسلم يتلو آيات الله ، ويتابع أثرها على من يدعوهم بالتعليمالمستمر، ويزكيهم أي يسعى في تحقيق هذه التعاليم في واقع حياتهم ،فالتزكية هي غاية الدعوة كما قال تعالى: (قد أفلح من تزكي)، ومعلوم أن حصولالفلاح هو غاية الدعوة كما يصف الله تعالى المؤمنين بالمفلحين في مواضعكثيرة في القرآن. ولهذا يأتي في القرآن تسمية هذا المطلب الشرعي أيضا: (الأمربالمعروف والنهي عن المنكر(وهو بمعني الدعوة ،لأنه طلب حصول المعروف فيالواقع بالأمر به وزوال المنكر بالنهي عنه ،وجاء في السنة الأمر بالتغييرأيضا ، أي تغيير واقع الناس إلى أن يكون وفق مقاصد الدعوة الإسلامية ،موافقا لما في الشريعة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في حديث أبيسعيد : "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لميستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " رواه مسلم وأصحاب السنن. خلاصة ما تقدم في تعريف الدعوة : الدعوة هي طلب تغيير الواقع الحياتي للناس بالقول والفعل ليكون موافقا للشريعة في جميع نواحي الحياة . وبهذايكون مفهوم الدعوة كما تدل عليه النصوص الشرعية أعم من مجرد إلقاء القولإلى الناس وكفى، وإن كان هذا من الدعوة بل هو أصلها، لكن ليس هذا فحسب، بليدخل في مفهومها هذا التبليغ، والتربية والتعليم لتكوين النماذج الإنسانيةالتي تتمثل فيها الناس في جميع ميادين الحياة. تحقيق أهداف الدعوة واجب الدولة في الإسلام: وبهذاتكون الدولة في الإسلام هي أول من يناط به تحقيق أهداف الدعوة وإظهارالدعوة الإسلامية على الدين كله أول واجباتها ، قال تعالى : (هو الذي أرسلرسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) التوبة 33. وكذلككانت الدولة في الصدر الأول وفي العصور التي كانت فيها الدولة الإسلاميةتعد الدعوة إلى الله – بالمفهوم السابق- أهم واجباتها وسر وجودها ، وكانتتقوم من خلال مؤسساتها بتحقيق جميع ما يدخل تحت معنى الآية السابقة . فكانتتأمر بالمعروف وتقيم شعائره ، وتنهى عن المنكر وتغيره،وتدفع الناس عليهبالترغيب والترهيب والقول ، ولو لم يتغير إلا بالقتال- في بعض الصور- سلكتسبيل القتال ، كقتال أهل الردة والبغي وأهل الحرابة والطائفة الممتنعة عنبعض شعائر الإسلام كما لو تواطأت طائفة على الامتناع عن أداء الزكاة أوالآذان وغير ذلك مما هو مذكور في مواضعه من كتب الفقه. وكذلك تحملالدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى خارج حدودها وهو الجهاد ،جهادالطلب، فتحمل الناس في الأرض على الخضوع للدين الحق كما قال تعالى: ( واقتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله (. ويدخل تحت هذا كله إرسالالدعاة ونصب القضاة والأئمة للفتيا، وإقامة الحدود وتجنيد الجنود، وما يلزملذلك من الوسائل الإدارية وغيرها. معنى وسائل الدعوة:
(8/272)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
ويتبينمما تقدم أن وسائل الدعوة هي كل الطرق والأسباب التي من شأنها أن تجعلالدعوة الإسلامية، واقعا متحققا في الحياة سواء كانت أسبابا شرعية أمر اللهبها أو ندب إليها في الكتاب والسنة، أو كونية دل الشرع على إباحتها وجعلهاالله كونا وقدرا تقتضي مسبباتها التي تكون في هذه الحال هدفا من أهدافالدعوة. وهي بهذا الاعتبار تكون شرعية أيضا من جهة أن الشريعة دلت علىإباحتها ، ودلت نصوصها العامة على شرعية استعمالها في تحقيق مقاصد الشريعة . وسائل الدعوة يصعب حصرها: وبهذايتبين أن وسائل الدعوة ، بالمفهوم الشامل الذي بيناه ، والذي دلت عليهالنصوص الشرعية، يصعب دخولها تحت الحصر ، فإن الأسباب والطرق التي يتوصلبها إلى تمثل المعروف في الحياة وزوال المنكر بقدر الاستطاعة كثيرة جداومتغيرة جدا ، فإن الله تعالى قد أجرى سننه الكونية على تغير كثير منالأسباب بتغير الزمان والمكان ، فقد يكون من الأسباب ما يقتضي حصول مسبباتلم يكن يمكن حصولها في أزمان مضت، بل إن منها ما لم يسبق زمن بحصولها قط،مثل ما يستعمل الآن من السلاح في الحروب فإنه يحصل به من تحقيق أهدافالحرب ما لم يمكن في الماضي ، ومنه ما يقضي على الأمة العظيمة من الجندبلحظة واحدة ، ومعلوم أن هذا لم يكن قط ليتحقق في الأسباب العادية الطبيعيةفي جميع العصور السابقة منذ بدأت الحروب بين البشر. وسائل تحسين الجيوش الإسلامية من وسائل الدعوة: وكذلكوسائل تحسين الجيوش وإدارتها وتقسيم الجند والقادة وما يلزم في ذلك منالأعمال الإدارية وأنظمة الجزاء و التعزير والعقوبات العسكرية وغيرها ، ماهو كثير يصعب حصره وخاضع للتغير والتطوير المستمر. ومن وسائل الدعوة ،ما يحتاج إليه المسلمون من الأسباب والطرق التي تقتضيها ظروف العصر لتحصيلالعلوم الشرعية، وتمكين حملتها من ممارسة دورهم في المجتمعات، وإدخالهم فيمؤسسات الدولة ليتمكنوا من خلالها من إيصال الدعوة الإسلامية . مثلإنشاء الكليات الجامعية ، وإدارتها بأساليب الإدارة الحديثة التي يكونأغلبها مما أحدثه غير المسلمين، ومنحهم الشهادات على النظام التي تعترف بهالدولة وقد يكون من الأنظمة المستوردة من غير بلاد المسلمين. ولهذا رأيمن رأى من العلماء جواز استعمال نظام منح الشهادات العليا في العلوم التييستعملها غير المسلمين، ولا تعترف غالب الدول الإسلامية إلا به، استعمالهفي علوم الشريعة ، مثل ما يسمي (الماجستير والدكتوراه) بنفس الترتيبالإداري الذي أحدثه أولئك ، ليتمكن حملة العلوم الشرعية بواسطته من تبوءالمراكز العلمية التي تخولهم لإحداث التغير الذي ينشدون في مجتمعاتهم. بلإن منهم من يدرس في البلاد النصرانية ويحصل على الشهادات العليا الشرعيةمن هناك ، وإنما يمنحه إياها جامعات تتبع دول النصارى ويكون ذلك عنده منالوسائل المباحة التي بها يتوصل إلى دعوة الناس إلى دين الإسلام . ويدخلتحت وسائل الدعوة - إذا اعتبرنا الدولة الإسلامية ما هي إلا المؤسسةالعليا المنوط بها القيام بالدعوة الإسلامية- كل ما تحتاجه الدولة من وسائلمعنوية ومادية وإدارية ، حتى أساليب الإدارة الحديثة التي تدرس اليوم فيكليات متخصصة وينال الدارسون فيها شهادات إدارية ، وكذا ما تحتاجه الدولةمن ذلك لإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونظام العقوبات الشرعيةوترتيب إدارات القضاء والفتيا وتقسيم العاملين في ذلك كله وفق أنظمة العملالمعمول بها في العالم ، إذا لم يخالف شيء من ذلك الشريعة المطهرة. ومعلوم أن هذا لا بد منه للدولة في العصر الحديث حتى لو كانت تدين بتحكيم الشريعة في كل شؤون الدولة . وأن هذا كله مما يصح دخوله تحت اسم الوسائل، وأن ما يتحقق به هو نفسه أهداف الدعوة الإسلامية إذا كان ذلك ضمن عمل الدولة الإسلامية . وسائل الدعوة في عمل الجماعات الإسلامية : وإذاكانت الدولة في الإسلام يجوز لها استعمال كل الوسائل المباحة للتوصل إلىترجمة التعاليم الإسلامية إلى واقع عملي هو حقيقة عمل الدعوة. فالأمرفيما يتعلق بعمل الجماعات التي تتحرك لتحقيق أهداف الدعوة الإسلامية فيالمجتمعات الإسلامية التي لا تكون الدولة فيها تدين بتحكيم الشريعة ،لايختلف إذ لا وجه لاختلافه البتة ، فيصير تحت يديها كل ما لم ينص على تحريمهمن الوسائل التي تمكنها من تحقيق أهدافها ، وكل التراتيب الإدارية الحديثةفي تنظيم العمل الدعوي وأنظمة الإدارة التي تتطور ويتوصل الباحثون فيهاإلى أساليب أكثر فعالية كلما تطور الزمان. كما أن للدعوة الإسلامية أنتستعمل الوسائل الإعلامية المتطورة إذا خلت من المحاذير الشرعية، وقد تحتاجإلى ابتكار أساليب ووسائل جديدة أو تقتبس مما توصل إليه غير المسلمين منالوسائل والأسباب التي سكت عنها الشرع لإنجاح أعمال الدعوة في المجتمع ،كما فعل أولئك الذين اقتبسوا نظام التعليم عن غير المسلمين ، وجعلوا علومالشريعة منتظمة تحته كوسيلة لتحقيق هدف التعليم الشرعي في الأمة ، بمايناسب العصر . التخريج الشرعي لوسائل الدعوة: وقد يظن ممن لم يتمعنفي لوازم ما يقول أن الوسائل المتعلقة بالدعوة إلى الله ينبغي أن تكونتوقيفية، لأن الدعوة إلى الله أمر شرعي داخل تحت اسم العبادة والعبادةتوقيفية، فوسائلها كذلك ينبغي أن تكون توقيفية . ومعلوم أن التوقيفي هو ما يتوقف العمل به على النص الخاص وما لا يصح فيه استعمال القياس. ويتبينما في هذا القول من مجانبة الصواب ، مع أنه قد يصدر من أفضل أهل العلم ،فلا بد من تناول المسألة من بابها الشرعي حسب قواعد الفقه وأصوله.
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:28 pm
(8/273)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
علاقة وسائل الدعوة بأفعال النبي صلي الله عليه وسلم: ويبدوفي ظاهر الأمر أن الوسائل التي استعملها الرسول صلى الله عليه وسلم فيدعوته في زمانه ، تدخل في حكم أفعاله ، لأن الوسائل غالبا ما تكون أفعالاوطرقا استعملها صلى الله عليه وسلم لتحقيق أهداف دعوته ، وقبل أن نبينالعلاقة بين وسائل الدعوة وأفعاله صلى الله عليه وسلم ، لا بد من تقديمبيان موجز لأفعال النبي صلي الله عليه وسلم وكيف يستدل بها على الأحكام. أقسام الفعل النبوي: وقد قسم العلماء أفعاله صلى الله عليه وسلم إلى عشرة أقسام : - الفعل الجبلي. - الفعل العادي. - الفعل الدنيوي. - الفعل المعجز. - الفعل الخاص. - الفعل البياني المراد منه بيان مشكل أو مجمل في الأحكام الشرعية. - الفعل الامتثالي الذي يقصد به مجرد الامتثال لطلب معلوم. - الفعل المؤقت في انتظار الوحي، كإهلاله مطلقا قبل نزول الوحي في يمينه. - و الفعل المتعدي، كتحريكه صلى الله عليه وسلم لابن عباس في الصلاة من يساره إلى يمينه. - و الفعل المبتدأ المجرد، وهو الذي لا يقارنه قول ولا يدخل في الأقسامالتسعة السابقة، والصحيح أنه يدل على الإباحة فقط ولا يستدل بمجرده علىالاستحباب . متعلقات الفعل النبوي: وذكر العلماء أيضا ما يسمى بمتعلقات الفعل النبوي، وذلك أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا يقع إلا مع التلبس بأمور مختلفة مثل : 1- يقع لسبب معين . 2- يقع من فاعل هو الرسول صلى الله عليه وسلم. 3- يقع متعديا إلى مفعول . 4- لا بد أن يقع في زمان معين ومكان معين . 5- وعلى هيئة معينة . 6- وقد يستعمل فيه آله وعناصر مادية معينة. 7- وقد يقارنه أمور تقع معه . 8- وقد يقع الفعل مرة أو مرات معلومة أو مجهولة . فقد يقع الفعل وله متعلق واجب، وآخر مندوب، وآخر مباح كصلاة الاستسقاء: صلى ركعتين بثياب بذلة ولها لون خاص؛ فالأول واجب: أي أن تكون الصلاة ركعتين، والثاني: مستحب، والثالث: مباح . والقاعدة الشرعية الجامعة في هذا الباب أن المطلوب المماثلة، إذا كان متعلقالفعل مقصود على أنه شرع عندما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الفعل. ومثالذلك ما لو فعل النبي صلى الله عليه وسلم أمرا لسبب ثم زال ذلك السبب، فإنهلا يشرع ولا يكون فعل ذلك الفعل بعد زوال السبب سنة، لأنه ليس للشارع غرضمقصود في ذلك السبب على أنه شرع ، بمعنى أنه ليس كل ما فعله الرسول صلىالله عليه وسلم ، أو ما يتعلق بأفعاله من متعلقات يكون شرعا ، إلا إذا دلالدليل على أنه فعله بقصد التقرب إلى الله تعالى بخصوص ذلك الفعل، وسيأتيمزيدا من الإيضاح . جهة فاعلية النبي صلى الله عليه وسلم للأفعال : وكذلك من جهة فاعلية النبي صلى الله عليه وسلم للأحكام ، فإنه يتصرف : 1- بمقتضى التبليغ للرسالة . 2- بمقتضى الإمامة والسلطة العامة، ومقتضى السياسة العامة وتنفيذ الأحكام والقيام بالمصالح. 3- وبمقتضى الافتاء. 4- وبمقتضى الحكم والقضاء . نتائج مما تقدم من بيان أفعال النبي صلى الله عليه وسلم : * كانت الوسائل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هي ـ في كثير من الأحيان ـأفعاله صلى الله عليه وسلم التي يفعلها أو يأمر بفعلها أو يقر فعلها منصحابته للوصول إلى أهداف دعوته. * والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحقق أهداف دعوته من جميع هذه الجهات. * وكان يستعمل أساليب وأسبابا معينة وترتيبات إدارية كوسائل في التبليغ،وممارسة السلطة وتنفيذ الأحكام والقيام بمصالح العامة والإفتاء وغيرها . * وكثير منها إنما هو من باب الأفعال النبوية لا الأقوال التي تخضع لدلالات الألفاظ الموضوع لها لغة وشرعا . * وأفعاله صلى الله عليه وسلم كانت في كثير من الأحيان الأسباب الطبيعيةوالعادية التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف التي أمر بتحقيقها من خلال تنوع جهاتفعله صلى الله عليه وسلم من مبلغ وإمام ورئيس دولة وقائد للجيوش ومنفذللأحكام وقاض ومفتٍ. . . إلخ . * وربما كانت في الأصل مباحة - لأن الفعلالمجرد يدل على الإباحة - ، ولكنه استعملها ليتوصل بها إلى مستحب أو واجبمن المأمورات العامة التي أمر بها ولم يتعبد بخصوص هذا الفعل . * وربمالم تكن موصلة في زمان آخر ومكان آخر لنفس المأمور،فيجب مراعاة ضرورة تغيرالأسباب بتغير الزمان وهو من السنن الكونية المستقرة في العقول بداهة . * فالواجب أن يسلك حينئذ ما هو مباح من الأسباب والوسائل الأخرى ويكون ذلك من سنته وشريعته . * وربما زال السبب الذي من أجله فعل النبي صلى الله عليه وسلم الفعل فيزول الفعل تبعا لذلك، ويكون عدم فعله من سنته وشريعته . * وهذا كله لأن هذه هي طريقة الاستدلال الشرعي بالأفعال النبوية، فإذا نظرإليها من خلال ما تقدم من متعلقات فعلها، وجهات صدورها منه صلى الله عليهوسلم، تنوعت دلالتها على الأحكام وهي تختلف بذلك عن أقواله صلى الله عليهوسلم . استعمال النبي صلى الله عليه وسلم للوسائل : *والنبي صلى اللهعليه وسلم يفعل أفعالا لتحصيل نفع في بدن أو مال له أو لغيره أو دفع ضرركذلك أو يدبر تدبيرا في شأنه خاصة أو شؤون المسلمين عامة، لغرض التوصل لجلبنفع أو دفع ضرر ويدخل تحت ذلك : التدابير التي اتخذها في الحرب مناستعمال المجانيق والسيوف والرماح والسهام، وتربية الخيل للقتال، وحفرالخنادق، وترتيب الجيوش وتدريبها . والتدابير التي اتخذها في الإدارةالمدنية من اتخاذ الولاة والكتاب والحراس والحجاب والسفراء والأعلاموالشعارات، وقد ألف في ذلك الكتاني كتابه: ( التراتيب الإدارية (.
(8/274)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
وكثيرمن الوسائل التي استعملها عليه الصلاة والسلام ـ والتي هي من جملة أفعاله ،والاستدلال بها يدخل في باب الاستدلال بالأفعال النبوية ـ اقتضت الظروف فيوقته أن تكون هي الأسباب الطبيعة التي تؤدي إلى تحقيق أهداف دعوته . وليستكلها هو متعبد بفعلها لذاتها على وجه الخصوص، فكثير منها هو في الأصل فعلمجرد مباح لكنه صار واجبا لأنه يوصله إلى غرض واجب، وليس بالضرورة يكونكذلك في حقنا . فالنبي صلى الله عليه وسلم استعمل أسلوب الهجرة لتكوين المجتمع الإسلامي النواة في بيئة أصلح ثم الدولة . والهجرة كانت في حياته صلى الله عليه وسلم حدثا عظيما يشكل متغيرا تاريخيا أو كما يسمى هذه الأيام ( القرار الاستراتيجي (. وقداستعمل النبي صلى الله عليه وسلم الهجرة كوسيلة من وسائل تحقيق أهدافدعوته ، وهي مع ذلك تدخل في الاستدلال بأفعاله صلى الله عليه وسلم ، ولو لميحتج إليها لم يهاجر، ولو لم يقع السبب الذي اضطره إلى الهجرة لما سلك هذهالوسيلة . فهل يجب علينا سلوك هذه الوسيلة في كل ظرف وزمان ومكان حتى لو زال السبب الذي اقتضى هذه الوسيلة ؟ وقدظن هذا بعض الجماعات، فأسسوا منهج الدعوة عندهم على أساس الهجرة ثم تكوينالمجتمع النواة ثم الانقضاض على المجتمع الجاهلي ، وهي جماعة ( التكفيروالهجرة(. وأغرب منهم من يستدل بالأدوات والعناصر المادية التي كانيستعملها صلى الله عليه وسلم ، على أنها مما يتبع فيه مطلقا كاستناده إلىجذع ثم المنبر وبناء المسجد من طين والمنع من مكبر الصوت في باب الترك مثلا . وقد أُتي الجميع من قلة فقههم في وجه الاستدلال بالأدلة الشرعيةعموما وبالسنة والسيرة النبوية على وفق القواعد التي ضبط بها العلماء ذلك ،وظنوا أن مقتضى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة هو فعل ما فعلمطلقا . والاستدلال بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم - التي تعتبر وسائلالدعوة وثيقة الصلة بها - يحتاج إلى فقه عميق، ومعرفة بالقواعد والضوابطالتي وضعها العلماء لتعصم من الاستدلال الجزئي أو العشوائي الذي ينظر إلىالنص مقطوعا عن نظائره وعن القواعد التي يفهم من خلالها . جماع الاستدلال بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم على مسألة وسائل الدعوة: وجماع ذلك يرجع إلى ثلاثة أمور : 1- أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم المجردة في الأصل إنما تدل على الإباحة لا يستدل بها بالنظر إلى ذاتها على أكثر من ذلك . 2- أن ما كان من أفعاله صلى الله عليه وسلم قد استعملها كوسيلة من وسائلالدعوة، إنما استعملها لأنها في زمنه وظروف بيئته هي الأسباب الطبيعية التيتحقق له أهدافه فصارت مستحبة أو واجبة تبعا لذلك . 3- أن الاقتداءبالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب يتحقق بمماثلته في صورة الفعلوحكمه وسببه والمقصد منه، ويتخرج من المجموع حقيقة التأسي به . أمثلة : ولهذالو اتخذ من يريد الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، اتخذ شعرا طويلاوفعله على وجه القربة والعبادة فليس متأسيا به لأنه صلى الله عليه وسلم فعلذلك على وجه الإباحة فهذا حكمه فلا يفعل إلا على وجه الإباحة . ولو فعل شيئا كان صلى الله عليه وسلم قد فعل لسبب في غير ذلك السبب لم يكن ذلك تأسيا به كالهجرة إذا لم يقم مقتضاها . ولوفعل شيئا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحقق هدفا ومقصدا لا يتحققبنفس الفعل في هذا الزمان أو المكان لم يكن ذلك تأسيا به وهذا قد يكون فيالعبادات أيضا . ومن الأمثلة على هذا : ما قاله شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله ، قال : (والأخرى – يعني الرواية الأخرى عن أحمد – يخرج مايقتاته وإن لم يكن من هذه الأصناف، وهو قول أكثر العلماء كالشافعي وغيرهوهو أصح الأقوال فإن الأصل في الصدقات أنها تجب على وجه المواساة للفقراءكما قال تعالى : { من أوسط ما تطعمون أهليكم }، والنبي صلى الله عليه وسلمفرض زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير لأن هذا كان قوت أهل المدينة،ولو كان هذا ليس قوتهم بل يقتاتون غيره لم يكلفهم أن يخرجوا مما لايقتاتونه ). جزء الزكاة من مجموعالفتاوى ص 69 . فتأمل كيف جعل إخراجالزكاة من غير الأصناف المنصوص عليها والتي فعلها صلى الله عليه وسلم وكانتوسائل مواساة الفقير في زمنه، جعل ذلك هو الصواب الموافق للشريعة المحمدية . ومما قال أيضا : ( وهذا باب واسع قد بسطناه في غير هذا الموضع،وميزنا بين السنة والبدعة، وبينا أن السنة هي ما قام الدليل الشرعي عليهبأنه طاعة لله ورسوله فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو فعل علىزمانه أولم يفعله ولم يفعل على زمانه لعدم المقتضي حينئذ لفعله أو لوجودالمانع منه ) مجموع الفتاوى 21/381 . استعمال وسائل للدعوة لم يستعملها النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون من سنته : وقوله : ( لعدم المقتضى حينئذ لفعله أو لوجود المانع منه )هو موضع عظيم النفع،فإن كثيرا من وسائل الدعوة المعاصرة هي أسباب مباحة توصل لتحقيق أهدافالنبي صلى الله عليه وسلم من دعوته، ولم توجد في زمنه لعدم قيام المقتضيلفعلها أو لوجود مانع منها لو زال رجعت إلى أنها مشروعة داخله في سنتهوشريعته صلى الله عليه وسلم . وقد يتنازع العلماء من أجل هذه القاعدة فيأمور وقعت منه صلى الله عليه وسلم ، فيما يتعلق بالعبادات المحضة من أفعالاقترنت بها هل هي سنة ، أم لا تدل على ذلك .
(8/275)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
قالابن تيمية رحمه الله : ( وهذا هو الأصل فإن المتابعة في السنة أبلغ منالمتابعة في صورة العمل، ولهذا لما اشتبه على كثير من العلماء جلسةالاستراحة هل فعلها استحبابا أو لحاجة عارضة تنازعوا فيها، وكذلك نزولهبالمحصب عند الخروج من منى لما اشتبه هل فعله لأنه كان أسمح لخروجه أولكونه سنة ؟ تنازعوا في ذلك ). مجموع الفتاوى 1 / 281 . وإذا كان هذا فيمثل هذه العبادات المحضة فكيف في غيرها مما سلكه رسول الله صلى الله عليهوسلم، من الوسائل والأسباب التي توصله لتحقيق أهداف دعوته العامة . فكيفيصح أن يقال أنها توقيفية مطلقا ويغلق على المسلمين باب الاجتهاد فيهاوالقياس، وكيف يمكنهم أن يحققوا أهداف الدعوة الإسلامية مع تغير الزمانوالمكان واقتضاء ذلك لتغيرالأسباب والوسائل، إذا كانوا يرفضون هذه الأسبابالتي لا تدل الشريعة أصلا على تحريمها وإنها هي من المباح . وبهذا يتبين أن القول بأن وسائل الدعوة توقيفية ليس بوجيه، وإن كان قد يقوله من أهل العلم والفضل من هو منهما بمكان . شبهة للعلمانيين والرد عليها : - ولا يلتفت إلى ما تشغب به الأحزاب العلمانية الضالة على الشريعة من خلال هذه الأصول الشريفة. وهميتعلقون بكثير من كلام علماء الإسلام وقواعد الفقه العامة، لكنهم يضعونهافي غير موضعها ويشبهون بها على ضعاف العقول ومرضى القلوب، ولهذا نجحوا فيالترويج لمذهبهم وبدعتهم الشنيعة في بلاد المسلمين، وأشكل كلامهم ـ كقولهمبأن إقامة الدولة وترتيب الإمامة بل وإقامة الحدود وسائل لتحقيق أهداف وروحالدين الإسلامي وأن ذلك يتحقق بغيرها في هذا الزمان ـ أشكل ذلك على كثيرمن المنتسبين إلى العلم الشرعي فتخبطوا في فقه السنة. وجماع الجواب على ما تعلقوا به أن يقال : أن جوانب الحياة البشرية لا تخرج عن ثلاثة أقسام : القسم الأول : جوانبثابتة متعلقة بحقيقة الإنسان ذاته في أي مكان وزمان وجد، كالعبادات المحضةمن صلاة وصيام وحج وأحكام الطهارة والأسرة والمحرمات المتفق عليها المغروسفي فطرة الإنسان قبحها كالزنا والسرقة والخيانة . . . إلخ . القسم الثاني : جوانبثابتة الغاية والهدف ولكنها متغيرة الوسائل والأساليب والطرق التي تؤديإلى الغاية حسب سنة الله الكونية، مثل طريقة الحكم ورسم المنهج الاقتصاديوالخطة التعليمية . . . إلخ . فهذه وضعت لها الشريعة قواعد وضوابط عامة لا يجوزالخروج عنها . فالحكميقوم على أصول منها : أن يكون بما أنزل الله وأن يكون بالشورى ويراعي فيهالعدل وجلب المصالح ودرء المفاسد بقدر الإمكان . . إلخ . وتركت الوسائل إلى اجتهاد الأمة، مثل كيفية تنظيم الشورى ومبايعة الحاكم وتحديد المصلحة والمفسدة . . . إلخ . القسم الثالث : ماسوى القسمين السابقين من الأمور المباحة التي اقتضت حكمة الله تعالى أنيتعلمها الإنسان يما أودع الله فيه من العقل، كالاكتشافات العلمية والأنشطةالبشرية التي لا تدخل في حكم الواجب أو المستحب أو المكروه أو الحرام فهيمن المباح . وكشؤون الصناعة والزراعة والعمارة ومظاهر الحياة المادية وغيرها . فهذه مسكوت عنها رحمة لا نسيانا لأنها تخضع للتجربة البشرية، وسريعة التغيروالتطورفي حياة البشر فتركت لهم . لكنهاتقع تحت الغاية الأساسية من الوجود وهي عبادة الله ، إذا توصل بهاالمسلمون إلى تحقيق علو كلمة المسلمين على غيرهم ورفع دين الإسلام علىالدين كله . وبالجملة فإن جوانب الحياة البشرية لا تخرج عن هذه الأقسام، وتصير الأحكام الشرعية تبعا لذلك قسمين : 1- قسم قد جاء فيه نصوص خاصة تفصيلية ثابتة، وهو في الجوانب الثابتة التي لاتختلف باختلاف الظروف إلا ما كان من متعلقات ثانوية قد تتغير كالمثالالمتقدم في زكاة الفطر . 2- وقسم جاءت النصوص فيه عامة، وأمر المسلمون أن يحققوه بأي وسيلة مباحة . من محاسن الشريعة الإسلامية : وهذامن محاسن الشريعة الإسلامية، لأن الحياة فيها ما هو متغير ومتطور فأنزلالله نصوصها قابلة لهذا التغير والتطور ومنها ما هو ثابت فجاءت النصوصكذلك، ولهذا بقيت الشريعة صالحة لكل زمان ومكان . ومن الأمثلة على ذلكأن الله تعالى علق بعض الأحكام على الاسم العام كالسفر ليدخل فيه كل سفروإن كانت مدته قصيرة كسفر الطائرة مثلا وذلك ليستوعب الحكم تغير الزمان،وأمر بالإنفاق من السعة ليقبل ذلك اختلاف الزمان والمكان وأعراف الناس . وكل ذلك عمل بالشريعة كل في بابه التوقيفي وغير التوقيفي . خلاصة مهمة : وبهذايتبين أن القول بأن الوسائل توقيفية يعني أن وسائل الدعوة في عهد النبوةلايجوز لأحد أن يسلك غيرها ولا يتخذ سواها للوصول إلى أهداف الدعوةالإسلامية، وهذا يقتضي أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم المجردة واجبةالاتباع وليس مباحة في الأصل، لأن الوسائل التي اتخذها صلى الله عليه وسلمهي من أفعاله، والقول بأنها واجبة الاتباع خلاف الصواب . كما أن القولبأن الوسائل توقيفية يقتضي أن نخالف الرسول صلى الله عليه وسلم في مقصده منسلوك وسائله، لأنها في زمنه كانت تؤدي إلى مقاصده، وقد لا تؤدي في غيرزمنه نفس المقاصد، وذكرنا على هذا مثال إخراج زكاة الفطر من الأصناف التيأخرجها صلى الله عليه وسلم، فلو قيل إن هذه الوسيلة في مواساة الفقيرتوقيفية، لأدى ذلك إلى الوقوع في حرج كبير، إذ قد لاتحصل مواساة الفقير فيكل زمان ومكان بنفس الذي حصل في زمنه صلى الله عليه وسلم .
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:29 pm
(8/276)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
والنتيجةأن أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم المجردة حكمها الإباحة، والقول بأنالوسائل توقيفية يؤدي إلى أن تكون واجبة، وأن فعل الوسائل التي كانت فيعهده صلى الله عليه وسلم قد لاتؤدي إلى مقاصد الشريعة بل إلى ضدها، لأنالنبي صلى الله عليه وسلم إنما فعلها لأنها في زمنه تؤدي إلى مقاصده، ولولم تكن كذلك لما فعلها، فليس فعلها لذاتها هو المطلوب ، وإنما مجموع فعلهاالمؤدي إلى مقاصدها هو المطلوب . وبهذا يتبين أن القول بأن الوسائل توقيفية في غاية الضعف . استعمال النبي صلى الله عليه وسلم لوسائل الدعوة : وقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم لإنجاح دعوته أتم وأكمل وأفضل الأسباب والوسائل في عصره فقد : 1- استعمل أسلوب الأهداف المرحلية، فبدأ بالدعوة الفردية مع شيء من السرية ثم انتقل إلى مرحلة الجهر . 2- واستعمل التمرحل أيضا في التنفيذ، فقد أمر أولا بكف الأيدي وعدم استعمال العنف ثم أذن فيه ثم أمر به كما أوحى الله إليه وعلمه . 3- واستعمل أسلوب التراكم الكمي الذي يؤدي إلى التغير الكيفي، فقد امتلأتالمدينة من أتباعه وحرص على نشر دعوته فيها قبل قدومه ليؤدي ذلك إلى التغيرالكيفي بالتدريج . كما قال جابر رضي الله عنه : (( حتى لم يبق دارمن دورالأنصارإلا ودخله الإسلام ). رواه أحمد. 4- واستعمل تغيير البيئة وإيجاد بيئة أفضل للدعوة كما في قصة الهجرة ، فلميبق في مكة حيث البيئة لم تعد صالحة لبقية الأهداف المرحلية . 5- واستعمل أسلوب تغيير بعض مراحل الخطة إذا اقتضى الأمر ذلك كما فعل في الحديبية . 6- واستعمل أسلوب الحرص على مراكز القوة في المجتمع، ولهذا كان – أحيانا – ينتقي في الدعوة فأبو بكر الصديق رضي الله عنه كان معروفا في قريش مؤثرا فيالدعوة، وكان صلى الله عليه وسلم حريصا على إسلام عمر. رواه أحمد وغيره . 7- وكان يستعمل أساليب الإعلام الأكثر تأثيرا كالشعر، فاتخذ شاعرا هو كعب بن مالك . وممايدل على تمام حكمته وعلمه عليه الصلاة والسلام أنه عندما جاءه وفد الأنصارفوافوه شعب العقبة آخر العهد المكي قال للعباس هل تعرف هذين الرجلين قالالعباس : ( نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه وهذا كعب بن مالك، قال كعب : لا أنسى قول النبي صلى الله عليه وسلم : الشاعر؟ قال نعم .( فكأنه أعجبه صلى الله عليه وسلم أن يكون معه شاعر ليكون جهازا إعلاميا لدعوته في العرب. ولهذا اتخذ خطيبا أيضا هو ثابت بن قيس . 8- وكان حريصا على السمعة الحسنة لدعوته وتكثير المؤيدين ، ومن ذلك ما كانيفعله في المؤلفة قلوبهم، وقد عفا عن ذلك الأعرابي الذي سل سيفه وهو نائمفوجده قائما وبيده السيف على رأس النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول منيمنعك مني ؟ قال : (( الله )) فسقط السيف من يده فأخذه النبي صلى الله عليهوسلم ، وقال : (( من يمنعك مني ؟ )) قال الأعرابي : كن خير آخذ، فعفا عنهصلى الله عليه وسلم ، وانطلق الأعرابي يثني على النبي صلى الله عليه وسلمفي قومه . 9- وكان يسلك وسلية التربية القيادية الخاصة والتوجيه والإرشاد العام لتوسيع القاعدة الشعبية . 10- واستعمل أسلوب التمرحل. 11- وكان يقسم معارضوه إلى درجات متفاوتة ويحرص على تميز هذه الدرجات ( مناصر، مؤيد، محايد ، عدو محارب ، عدو غير محارب ( . 12- وكان يحرص على الروابط بين القياديين في دعوته، ويدل عليه مصاهراته للقادة وهم خلفاءه من بعده . 13- واستعمل أسلوب الهيكل التنظيمي، كما نقب النقباء في بيعة العقبة . 14- واستعمل أسلوب الإفادة من الوضع السياسي القائم، كما أمر أصحابه بالهجرة إلى النجاشي لعدله . 15- وأسلوب التخلي عن بعض المصالح الجزئية طلبا لما هو أعظم منها، والرجوعخطوة إلى الوراء لكسب خطوتين إلى الأمام كما في صلح الحديبية . 16- واستعمل أسلوب الثواب والعقاب المادي والمعنوي، كما في قصة المخلفين وغيرها كثير . 17- وكان يستعمل في الجهاد الذي كان أعظم وسيلة لتحقيق أهداف دعوته، فاستعمل فيه –كل الوسائل المباحة المشروعة التي أتيحت له في عصره : (كالحصار، وضرب الخندق، والمباغتة، والمخابرات، والحرب النفسية " شعر حسان "، ووسائل الاتصال كما في غزوة حنين، ونداء أصحاب السمرة، ورفعالروح المعنوية في الأنشودة كما في أثناء حفر الخندق، وإرهاب العدو "نصرتبالرعب " و قتل الأسرى "، والمهادنة، والتوقيت المناسب للحرب، والاغتيال،وجر الخصم إلى المعركة، وفتح الجبهات على العدو لإشغاله كما في قصة الخندق. ( ماذا يترتب على القول بأن وسائل الدعوة توقيفية : والقول بأنوسائل الدعوة توقيفية يترتب عليه إلغاء أي وسيلة لم تكن على عهده صلى اللهعليه وسلم، وإن كانت مباحة في شريعته وإن أدت إلى تحصيل مصلحة شرعية توافقسنته ودينه . وفي هذا العالم المعقد المتطور تطورا سريعا، حيث يقفالدعاة وأمامهم معركة متشابكة الأطراف متداخلة الأهداف، في عالم قامت فيهأحدث المؤسسات الثقافية والاتصالية والإعلامية والسياسية والتجاريةوالتكنولوجيا المتطورة . كيف ينتصرون في معركتهم مع أعداء الإسلام ؟ بلكيف يبقون في ميدان الصراع مع عدم الأخذ بالوسائل والأسباب الحديثة التييكافئون أو يقاربون بها أعداؤهم إذا لم تدل الشريعة على تحريمها . بعض صور الوسائل الحديثة :
(8/277)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
وفيمجال العمل الدعوى المنظم ، يحتاج الدعاة –في كثير من البلاد إلى عمل منظمجماعي حركي ذو آلية متطورة – يتخذ فيه القرار بناء على معلومات دقيقة عنالمجربات اليومية المتلاحقة فحسابات، فمعرفة بالبدائل، فدرجة مخاطرة ثمينتج القرار الذي يكون مصيريا في كثيرمن الأحيان يحتاج فيه إلى معلوماتتجمعها لجان متخصصة متابعة للأحداث، وذلك كله لا يتم على الوجه المطلوب إلاباستعمال وسائل الإدارة الحديثة ونظرياتها . ويحتاج فيه إلى منهجيةدقيقة للاتصال الداخلي وتقويم للعلم الحركي مستمر، ومناخ تنظيمي سليموتخطيط ومتابعة وتطوير، حتى لو لم يكن كل ذلك سريا ، بل علني تسمح بهالدولة. فهذا ما يتعلق بنظام الدعوة الداخلي . أما في المجال الخارجيعن جسمها ، فإنها – مثلا –قد تواجه نظاما جديدا تعيش فيه ، تضطر إلى سلوكأساليب معينة للمحافظة على الدعوة قد لا تناسب بيئة أخرى . ومن ذلك أنهقد يكون ( ولي الأمر ) هذا الاسم الشرعي ، هو في الواقع عبارة عن مؤسساتمترابطة، وشبكة من الإدارات السياسية تؤثر في درجة وجودها وقوتها وبقائهاعوامل خارجية سياسية، وقوة اقتصادية، وثقل عائلي أو طبقي . وقد تكفل هذهالمؤسسات بطبيعتها، أساليب مسموح بها للضغط على الحاكم، لأن الحكومة تعتبرطرفا في هذه المؤسسات لا أكثر، ونظاما لنزع الثقة من الحكومة أو من وزيرمن وزارئها . ويضمن أن لا يصيب الداعيين إلى ذلك ضررما يسمى بالحصانة البرلمانية . فكيف تتعامل الدعوة مع هذا الوضع، وهل تفهم النصوص الشرعية في ولاة الأمر بأن تضعها في غير موضعها كما في هذا المثال . وهلتبقى الدعوة بعيدا عن التأثير في الأحداث وكسب المواقف لصالح أهدافها منخلال الظروف الجديدة التي تكتسح العالم هذه الأيام بما يسمى ( بالديمقراطية (. أم يجوز أن تسلك هذه الوسائل، مما يحتاج من الدعاة إلى فهم ووعيلأساليب ( العمل السياسي ) في الدولة وكيفية التعامل مع كل طرف منها ، وكيفتناور لتكسب، أو تخسر شيئا لتكسب شيئين، وكيف تحافظ على التوازن بينالضوابط الشرعية والمواقف التي يضطرها إليها دخولها المعترك السياسي لتحافظعلى نفسها ؟ مما يجعلها محتاجة إلى منظومة من الإدارات سريعة الحركةوالحكيمة والمترابطة ونظاما للمعلومات وانسيابا في الخطوات المرحلية يتناسبمع سرعة التغيرات في الساحة ؟ وقد يحتاج إلى قدر من السرية ، لأنها فيمعترك سياسي تتنافس فيه الأحزاب على ضرب بعضها بعضا وتستفيد من المعلوماتالداخلية لكل حزب بشكل مؤثر وخطير . توسيع دائرة وسائل الدعوة ضرورة لتغيير واقع المسلمين في بعض البلاد : وممايستعمله الدعاة في بعض البلاد –هذه الأيام ويمكن بواسطته تغيير كثير منواقع المسلمين إلى الأفضل، ولوج الاتحادات الطلابية، ونقابات العمال،والمعلمين ونحو ذلك ، والمجالس النيابية أو غيرها مما يحتاج في القيامبأعبائه إلى عمل دؤوب ولجان متخصصة، وهي وسائل لم تكن على عهده صلى اللهعليه وسلم، ولو تركت بهذه الحجة بناء على أن وسائل الدعوة متوقفة على نصوصخاصة لأنها توقيفية ، لأدى ذلك – في بعض البلاد –إلى استغلال أهل الفسادوأعداء الدين وأصحاب المذاهب العلمانية لها لاجتيال شعائر الدين فيالمجتمعات الإسلامية وما أحرصهم على ذلك . يجوز استعمال الوسائل المحرمة أحيانا : بلإنه يجوز على الصحيح استعمال وسائل تقترن بمحرم في الأصل إذا دخل ذلك فيقاعدة (ارتكاب أخف الضررين ) وقد جاء في الشريعة ما هو أصل لذلك، وهو إباحةالكذب في الإصلاح بين الناس، لأن مفسدة فساد البين أعظم من مفسدة الكذب،ولا يعني هذا استعمال الكذب في مصلحة الدعوة، فإنه ليس من مصلحة الدعوة فيشيء، بل أعظم مصلحة للدعوة إنما تكون في الصدق، والصدق يجب أن يكون شعارها،والدعاة أولى الناس بأن يكونوا أصدق الناس فإن الكذب من شعب النفاق . وإنما المقصود إعمال هذه القاعدة الشرعية في مواضعها إذا تحققت شروطها، وأن هذا يجوز أيضا في وسائل الدعوة بحسب الضوابط الشرعية. خلاصة البحث : وبهذايتبين – إن شاء الله – أن وسائل الدعوة الأصل فيها أنه يجوز استعمالالمباح منها ولا يتوقف ذلك على نص خاص يدل على مشروعية استعمالها بخصوصها،وأن القول بأنها توقيفية بعيد عن قواعد الفقه وأصول الاستدلال الصحيح بأدلةالشرع والله أعلم . فتوى للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - : ومماقاله العلامة الفقيه محمد الصالح العثيمين رحمه الله : ( والوسائل ليس لهاحد شرعي، فكل ما أدى إلى المقصود فهو مقصود، ما لم يكن منهيا عنه بعينه،فإن كان منهيا عنه بعينه فلا نقربه، فلو قال : أنا أريد أن أدعو شخصابالغناء والموسيقى لأنه يطرب لها ويستأنس بها وربما يكون هذا جذبا لهفأدعوه بالموسيقى والغناء هل نبيح له ذلك ؟ لا ، لا يجوز أبدا ، لكن إذاكانت وسيلة لم ينه عنها ولها أثر فهذه لا بأس بها، فالوسائل غير المقاصدوليس من اللازم أن ينص الشرع على كل وسيلة بعينها يقول هذه جائزة وهذه غيرجائزة، لأن الوسائل لا حصر لها، ولا حد لها، فكل ما كان وسيلة لخير فهو خير ) . لقاء الباب المفتوح رقم 15 ص 49 . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين . (((((((((( الفهرس العام الباب الثامن – دراسات وخلاصات 183 وسيلة دعوية للمرأة المسلمة. تعاون الدعاة وأثره في المجتمع . لكي لا يتناثر العقد . الدَّاعِيَةُ البَصِير أخلاقُهُ وَصفاتُهُ وَمنهجُه حراسة الفضيلة. أهداف الدعوة ومنطلقاتها المرأة في موكب الدعوة . نصائح وتوجيهات في الحج رسائل إلى المرأة في الحج.
(8/278)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
أعذار المتقاعسين مقومات الداعية الناجح . 92 وسيلة دعوية وثيقة حقوق المرأة وواجباتها في الإسلام صفات الداعية معالم الدعوة إلى الله صدق الانتماء إلى الدعوة شرفٌ كيف تناله ؟ الوجيز في مقومات الداعية أساليب التربية والدعوة والتوجيه من خلال سورة إبراهيم فرسان الدعوة ( الجزء الأول ) المعلم و المعلمة الداعية. الدعوة إلى الله دليل الفرص و الوسائل الدعوية وسائل الدعوة الدعوة الفردية وأهميتها في تربية الأجيال سوق الدعوة عوامل النصر و التمكين في دعوات المرسلين واجب الأسرة المسلمة في الدعوة إلى الله. تفاني السلف في الدعوة إلى الله أيها الداعية قف وانتبه. المرأة بين الحلال والحرام دعاة لا أدعياء دور المرأة في بناء المجتمع. كيف تدعو فرداً. حاجة الدعاة للعلم الشرعي. المرأة في ذي الحجة . زاد الحجيج. (عدة الداعية) الدعوة إلى الله أهميتها - وسائلها توجيهات للأخوات الداعيات الوصايا العشر للعاملين بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى . كيف تدعوا إلى الله (1-2) رسالة عاجلة للدعاة أفكار للداعيات القول البيّن الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( 1/2 ) دعاة في البيوت هم الدعوة لابد أن تكوني داعية المصلحون يصنعون الفرص الخطاب الدعوى ومآسي المسلمين الوسائل الدعوية 30 وقفة في فن الدعوة من أخلاق الداعية مميزات الدعوة المكية حكمة الدعاة إلى الله . الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت دعوة المرأة وقفات تقويمية الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة حكمة الداعي وأدب المدعو طريق الدعوة الإسلامية. متطلبات الدعوة ووسائلها أسس الدعوة كُن داعياً دور المرأة في العمل الإسلامي الدعوة بالرفق والشدة مسؤولية المرأة في الدعوة إلى الله متطلبات في شخصية الدعاة ( 1- 2) المنهاج النبوي في دعوة الشباب وسائل الدعوة بين التوقيف والاجتهاد (1- 2)
(8/279)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى (9) الباب التاسع- استشارات دعوية جمعها وأعدها وفهرسها الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود الباب التاسع- استشارات دعوية . ما الأفضل في العمل الدعوي تعدد الأعمال أم التخصص ؟ ليأنشطة كثيرة ومشاركات في أعمال دعوية ، وأشعر بالتعب لكثرتها وتشتتها ، معأني أجيد بفضل من الله تعالى كل عمل ألتحق به ، فماهو الأفضل لي ؟ هلأستمر بالنشاطات المتنوعة مع كثرتها وتشعبها ؟ أم أتخصص في نشاط أو نشاطينليكون عملي مركزا ؟؟!! الجواب في البداية أهنئك على أنشطتك ومشاركتكالدعوية ، وأسأل الله لك الثبات وأن تكوني ممن قال فيهم : ( وَمَنْأَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَإِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ? سورة فصلت (33) .. أخيتي .. الأفضل هوما يناسب حالك ، ويضمن استمرارك . والناس يتفاوتون في قدراتهم ، فإذا كنتتجيدين كل ما تلتحقين به ، وسيحصل منك نفع للمسلمين فهذا هو الأفضل ، وأسألالله لك الإخلاص والسداد والعون . وتوكلي على الله وخذي بالأسباب ومن أهمها الدعاء مثل : " اللهم انفعني وانفع بي واجعلني مباركة أينما كنت " . أماإذا أحسست أنك غير قادرة تماما على العطاء في كل جانب ، فانظري ما يناسبكوتخصصي فيه ، وركزي عليه وابذلي جهودا كبيرة فيه ، ولكن انتبهي من تخذيلالشيطان ، كأن تتخصصي في نشاط أو نشاطين وتركزي عليها ولا تأخذي من وقتكإلا القليل ، ويبقى وقت طويل لا تستفيدين منه ، بخلاف لو كان لديك أنشطةعديدة تشغلين بها وقتك فيما يفيدك ويفيد غيرك . وفقك الله وسدد خطاك . المستشار : أ. فوزية الشِّدي . ============= . كيف أتصرف مع طالبتي ؟ أحسنالله إليكم... أنا معلمة للقرآن الكريم في دار لتحفيظ القرآن ، لدي طالبةفي الفصل لاحظت عليها تضايقها من القرآن ، وبعض الأحيان تصاب بحالة إغماء ،سألت أهلها فأخبروني بأن لديها مرضا نفسيا وأسموه ( عدم استقرار العاطفة ) ، فما هو الأسلوب الصحيح في التعامل معها ؟ وبالنسبة لحالة الإغماء التيتنتابها أمام زميلاتها هل الأفضل استمرارها في الدراسة أم فصلها من الدار؟! أرشدوني جزيتم خيرا. الجواب الأخت معلمة القرآن .. هنيئا لك فأنت من خير الناس كما قال صلى الله عليه وسلم : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ذكرتحفظك الله أن لديك طالبة تصاب بالإغماء وتتضايق من القرآن ، تعلمين رعاكالله أن أي مشكلة تبحثين لها عن حل لا بد أن تعرفي أسابها فإذا وصلتيللأسباب ستعرفين العلاج بعد ذلك ، فابحثي عن سبب التضايق .. هل تعتقدين أن الطالبة مصابة بمس أو سحر أو عين مثلا ؟ أو تتوقعين أن الطالبة مصابة بمرض نفسي مثل ما ذكر أهلها أنها مصابة ( بعدم استقرار العاطفة ) ؟ منخلال تعاملك معها ، إن رجحت التوقع الأول فعليك أن تحاولي مساعدتهابالقراءة عليها بأي شكل من الأشكال ، والمداومة على ذلك وعدم الانقطاع ،وأنت مأجورة بإذن الله تعالى على مساعدتها ، وتحتاج المسألة إلى صبر وتصبرواحتساب خاصة أن أهلها غير متفهمين لوضعها . وإن كان التوقع الغالب هوالثاني فلا بد من إرشاد أهلها لمراجعة طبيبة نفسية ، ونصح والدتهاباحتوائها وإغداق الحنان عليها بمختلف صوره ، والثناء عليها ومدحها . ويمكنأن تنسقي بينك وبين والدتها في خطة لعلاج الطالبة التي تفقد الحنان وماأكثرهن في مجتمعنا ، والمسألة أيضا تحتاج إلى حكمة وصبر وتروي وستجديننتائجها بإذن الله تعالى ، ويكون لك بعد الله الفضل في إنقاذ أم المستقبلهذه البنية من هذه الحالة التي يمكن أن تدمر حياتها . فالرحمة والحنان ، والحزم وحسن التوجيه ، عقد لا بد أن يلبسه المربي حتى يتقن عمله ، وهو مأجور في كل أحواله بإذن الله تعالى . والشق الثاني من سؤالك .. هل الأفضل استمرارها في الدراسة أم لا ؟ هذا يعود إلى المصلحة والمفسدة .. هل الأثر سيئ على زميلاتها وحالتها مزعجة لهن ؟ ولها أثر في تحصيلهن ؟ فالمصلحة العامة مقدمة على الخاصة . إن لم يكن لها كبير أثر، فلعل في استمرارها مع أهل القرآن خير كثير . نسأل الله التوفيق والسداد وأن يجعلكم من خير خلقه والله يحفظك ويرعاك .. المستشار : د. الجوهرة المبارك . =============== ... . أريد معرفة الطريقة الأفضل لدعوة زميلاتي ؟ أناطالبة بالدراسات العليا أعمل كل ما بوسعي لمساعدة زميلاتي و لكنني لا أجدمنهن تعاملا مماثلا لما أبذله معهن ، مع أنني و الحمد لله لا أريد شكرا أوردا من إحداهن ، بل أبتغى مرضاة الله ، و لكن هل أكون آثمة إذا لم أنكرعليهن ما أراه منهن من مخالفات ، أم أنه ليس من الضروري أن أخبرهم بكل شيء ؛حيث أني أتقرب منهم لأدعوهم ؟ أم أنه سيؤثر سلبا على دعوتي إياهم ؟أفيدوني و جزاكم الله خيرا.. الجواب أختي طالبة الدراسات العليا ... ذكرت أنك تعملين ما بوسعك لزميلاتك ، لكن لا تجدين تعاملا مماثلا ، ثم ذكرت أنك لا تريدين شكرا أو ردا من إحداهن ، وهذا هو المفترض . إذاقدمت لأحد خدمة قدميها وأنت ترجين ما وراءها من الأجر والمثوبة ، وستعرفينمدى إخلاصك في ذلك ، إذا انزعجت من عدم الرد بالمثل ، فيعني ذلك أنكتريدين الثناء وليست خالصة لله .
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:31 pm
(9/1)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
فمنالأفضل إذا رأى الإنسان في نفسه أنه ينزعج من الآخرين الذين لا يبادلونهبالمثل ، أن يكون طبيعيا ويكف أذاه عنهم فقط ، ولا يقدم ما يريد منهم رده ،وهذا القول تفسير لقوله عليه السلام : " قل خيرا أو اصمت " أي إن استطعتأن تعودي نفسك ببذلك الخير بدون أن تنظري للثناء فهذا خير عظيم ، وإن لمتستطيعي فاصمتي ، أي : كفي أذاك وعليك نفسك . والشق الثاني من سؤالك حفظك الله .. هل أكون آثمة إذا لم أنكر عليهن ما أراه من مخالفات ؟ وهل سيؤثر سلبا على دعوتهم ؟ ماهي الدعوة أصلا يا عزيزتي إلا أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، وترغيب فيالخير وتحذير من الشر وأهله ، والداعية الذي يؤتى الحكمة في دعوته هو الذييرى نتائجها وثمارها يانعة سريعة . فمن أهم صفات الداعية : أن يعرف متى يتحدث ؟ ولمن يتحدث ؟ وماذا يقول؟ فالأسلوبالراقي ، والعلم التأصيلي الموثق بالكتاب والسنة ، والابتسامة والكلمةالطيبة ، والخلق الحسن ، والتأني ، والشعور بالآخرين ، وإظهار المحبة لهم .... إلخ ، وغيرها كل هذه من العوامل التي تجعل دعوتك لصديقاتك مقبولة ، بللن تنفر منك إلا الشواذ منهن ، قاسيات القلوب ، المتكبرات المتغطرسات ،ولكن تنبيهك للواحدة منهن على انفراد بدون استعلاء ولا ترفع عليها ، معجعلها تحس أنك تحبين لها الخير ، مع حسن خلقك الدائم معها ، وتقديم الخدماتلها بدون ذلة أو تنطع أو مبالغة ، لا شك أن ذلك سيجعل لك مكانة عندهنويجعل لك قبولا . اعلمي أنك مثابة بإذن الله على كل ما تفعلينه حتىتفكيرك في الأساليب وسعيك لنشر الخير ، وحرقة أعصابك ، وفي كل ذلك أجر؛لأنه لله ومن أجل الله . أسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك ... المستشار : د. الجوهرة المبارك =============== ... . دعوة المعلمات والمشرفات التربويات .. يوجدملحوظات كثيرة على المعلمات والمشرفات التربويات ، سواء في اللباس أوالتصرفات ، وفي مدرستي وغيرها ، فما الطريقة المناسبة لمناصحة المشرفاتأومعلمات المدارس القريبة التي قد أراها وقد أسمع بها ؟!! الجواب أختي الفاضلة .. الطريقة للمناصحة : 1- أخلصي النية لله ليتحقق لك التيسير والتسديد . 2- الاستعانة بالله لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله . 3- كثرة الدعاء لك ولمن أردت مناصحته . 4- حددي ملحوظاتك ، وتزودي بالعلم الشرعي الذي يتناول هذه الملحوظات . 5- بداية الأمر يحتاج إلى كسب مودة من تريدين مناصحتهم ليتحقق لك القبول لديهم بإذن الله . 6- عقد جلسة يومية أو أسبوعية للمعلمات عامة ، يشارك في تنفيذها كل من لديهاالرغبة والقدرة ، وابدئي بمواضيع ( إيمانية ) تقوي الإيمان مثل : ( عظمةالله – أسماء الله وصفاته – علامات قوة الإيمان – اليوم الآخر ) ، ومواضيع( اجتماعية ) مرغوبة لدى الجميع مثل : ( حقوق الأبناء – الأساليبالتربوية الناجحة في تربية الأبناء – حقوق الزوج – الآداب الاجتماعية ) ،ومن المعلوم أن القلوب فطرت على حب الخير ومجالس الذكر . واحذري توجيهالنقد المباشر . بعد تحقق القبول بإذن الله ، ابدئي بالتوجيه الغيرمباشر للملحوظات دون جرح للمشاعر، وستلاحظين تلاشي المخالفات تدريجيا بإذنالله ، ولكن لا تستعجلي الثمرة ، فقد نفذت هذه الطريقة في الكثير منالاجتماعات العائلية أو في مجال العمل ونفع الله بها . أما إن كانتالملحوظات على معلمات في مدارس أخرى أو على مشرفات تربويات ، فيمكن أنتتواصلي مع من تثقين بها ، ولديها القدرة من منسوبات المدارس أو مركزالإشراف لتتولى المناصحة بنفس الطريقة السابقة أو حسب ما تراه مناسبا . مع كثرة الدعاء للجميع بالتوفيق والسداد وصلاح القلوب .. المستشار : أ. منيرة المفرج ============= . توقفت عن الدعوة بسبب المواصلات .. فيالسابق كنت أذهب لإلقاء المحاضرات في كثير من الأماكن وكنت أتكبد المشاقبسبب عدم وفرة المواصلات ، وفي الفترة الأخيرة توقفت عن المحاضرات بسبب ذلكولكني أود تعويض نفسي بالدعوة في مجالات أخرى ، فما هي المجالات المناسبةالتي أدعو من خلالها إلى الله تعالى غير المحاضرات ؟!! الجواب أختي الفاضلة .. المواصلات في مجال الدعوة قد تكون فعلا من الصعوبات التي تواجهها الداعية ، ولكن يمكن التغلب عليها عن طريق : 1- الاتفاق مسبقا مع دار التحفيظ أو المسجد أو أي مركزعلى تأمين المواصلات لك ، وخاصة أن البعض لديه الإمكانية ويبدي استعداده لذلك . 2- رتبي لزياراتك واجتماعاتك العائلية وغيرها لاغتنامها في الدعوة إلى الله ،ولا يشترط أن تلقي محاضرة كاملة ، ولكن يكفي الاستعداد الذهني لما ستجدينهمن مخالفات ، أو ما ترغبين في الحث عليه من أمور الخير ، فاجعلي لكل زيارةهدف تحققينه حسب أهميته والحاجة إليه ، وحاولي الوصول إليه بكل وسيلةممكنة مثل : ( المناقشة والحوار ، أو توزيع شريط أو مطوية وغيرها ) . 3- الدعوة إلى الله مجالها واسع ولا تقتصر على إلغاء المحاضرات فمن الممكن : أ- المشاركة في مواقع الإنترنت مثل : ( لها أون لاين – موقع دعوتها – موقع آسيا ) من المواقع الجيدة . ب- التواصل مع المجلات الأسبوعية والصحف اليومية لطرح ما لديك ، ويمكن أنيتحقق التواصل بسهولة عن طريق الفاكس أو البريد الإلكتروني بهذه المجلاتوالصحف . ج- التواصل مع قناة المجد عن طريق المشاركات بالفاكس ، أو عبرشريط الرسائل ، والتنوع في المشاركات ( مواضيع – مقترحات – آراء .... ) . د- المساهمة في جميع الأنشطة الدعوية في مكاتب الدعوة أو المراكز المتخصصة عن طريق الدعم المادي لهذه الأنشطة .
(9/2)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
هـ- إذا كنت غير موظفة يمكنك التعاون مع بعض المعلمات في المدارس لمساعدتها فيتنفيذ بعض البرامج التربوية الهادفة داخل المدرسة ، وفق ضوابط العملالتربوي . و- توزيع الشريط الهادف المناسب أو المطوية ولكن اختاري الموضوع المناسب والوقت والمكان المناسب . ز- أنصح بالاطلاع على موضوع ( 1000 وسيلة دعوية ) . المستشار : أ. منيرة المفرج ... ================ . كيف أستطيع الوصول إلى الفتيات غير الملتزمات؟ أستطيعبسهولة الوصول إلى قلوب الفتيات الملتزمات ، ولكن الفتيات غيرالملتزمات جدصعوبة في الوصول إليهن ، مع العلم إني أتودد إليهن وأعاملهن برفق ولين،فماالطريق للوصول إلى قلوبهن؟ الجواب أختي الفاضلة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. باركالله في جهودك وأعانك على إكمال الطريق ، ثم احمدي الله الذي بفضله امتنعليك بنعمة التأثير في قلوب ذوات الفطرة السليمة ، واسأليه المعونة فيإرشاد توجيه غير الملتزمات ، وأخلصي النية لله تبارك وتعالى . كما أنالمداومة على النظر والتلاوة والتدبر في كتاب الله ، وسنة رسوله صلى اللهعليه وسلم ، وسيرته ، والإلمام بفقه وهندسة الدعوة ، كفيلة بإكسابك مهاراتالدعوة للفتيات غير الملتزمات . اسأل الله للجميع الثبات في الحقوالعزيمة على الرشد ، إنه جواد كريم والهادي إلى سواء السبيل .. وصلى اللهوسلم على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين . المستشار : د. سميرة حسن أبكر ============= . ما أفضل طريقة للاستفادة من عطلة عيد الحج دعويا . لنأحج هذا العام ولكني أريد الاستفادة من أيام عيد الحج في الدعوة إلى الله ،فكيف أستثمر هذه الأيام المباركة في الدعوة إلى الله تعالى ، وما هي الطرقالمناسبة لذلك ؟؟!! الجواب - استغلال فترة توزيع لحوم الأضحية علىالأهل والمحتاجين ، فيوزع بعض الهدايا الدعوية مثل : ( المطويات – الأشرطةمع بعض الهدايا اللطيفة ) . - استغلال وقت اجتماع الأهل والأقارب فيالاستراحة أو غيرها ، بتصصميم بعض البطاقات الدعوية ، ثم وضعها في مغلفجميل ، مع بعض الهدايا ، سيكون لها الأثر الطيب . - إرسال الرسائل عبر الجوال أيام فترة العيد ، واختيار العبارات ذات الطابع الدعوي ، بأسلوب جميل وشائق . - إعداد بعض الفقرات على شكل حفل مصغر ، ويوضع خلالها جوائز ظرفية ، لتمرير بعض العبارات والأفكار الدعوية . - وضع هدايا خاصة للأمهات بهذه المناسبة . فهذه بعض الأفكار التي يمكن تنفيذها خلال إجازة عيد الأضحى . المستشار : أ. عبد الله العيادة . ================= . عيد الأضحى واستغلال الاجتماعات في الدعوة .. بعدأيام تطل علينا أيام عيد الأضحى المبارك ، فكيف يمكننا استغلال اجتماعاتناالعائلية للدعوة إلى الله تعالى في هذه الأيام المباركة ؟ الجواب يمكنالاستفادة من الاجتماعات العائلية السنوية الكبرى في أيام العيد للدعوةإلى الله بعدة أساليب اتخذتها كثير من العائلات .. وذلك : - بعقد اجتماع كبير للعائلة في إحدى الاستراحات وتنظيم بعض الألعاب للأطفال . - إجراء مسابقات مقيدة ومنح جوائز قيمة . - تكريم المتفوقين والمتفوقات بهذه المناسبة . - تكريم حفظة لكتاب الله ، وإجراء منافسة للحفظ من الحافظ لخمسة عشر جزءامثلا من الحافظ لعشرة أجزاء ... إلخ ، واستعراض بعض الأصوات الجميلة منالصغار بسماع قراءاتهم. - سماع بعض الأشعار والقصائد من الموهوبين في العائلة . - يعتمد نجاح هذه الاجتماعات على الدقة في التنظيم ، توزيع المسئوليات بين المهتمين بالاجتماع - الحرص على إشاعة روح التعاون وحسن التعامل بين الجميع بالبشاشة وحسن الاستقبال والترحيب بلباقة . - تنظيم الفقرات حسب الأولويات ومراعاة أسلوب التشويق والجذب والانتقال منفقرة لفقرة ، مع إسناد حفظ النظام والنظافة لفئة من العائلة . - الحرص على حسن انتقاء الأسئلة والألفاظ والمسابقات بما يناسب الأعمار وبما يفيد الحضور وبما يناسب الجنسين . وعموما .. هذه المسألة تحتاج إلى إخلاص ، وصدق وقوة إرادة ، وحكمة في اختيارالأساليب النافعة والمفيدة في الدعوة لمختلف الأعمار وفي الجنسين . أسأل الله أن يلهمكم الصواب ويعينكم على حسن الدعوة .. المستشار : د. الجوهرة المبارك . ============== . خصوصيات النساء في الحج . لقدعزمت على الحج هذا العام إن شاء الله ، فأرجو تزويدي ببعض النصائحوالتوجيهات التي تنفعني في الحج . كما أود طرح هذا السؤال : هل للنساءخصوصيات في الحج تتميز بها عن الرجال ؟ الجواب الحمد لله .. أختي المسلمة .. هنيئالك ما عزمت عليه من الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ، تلكالفريضة التي غابت عن كثير من نساء المسلمين، فبعضهن يجهلن أن الحج فريضةعليهن ، وبعضهن يعلمن ولكن يركبن مركب التسويف حتى يفجأهن الأجل وهن تاركاتللحج ، وبعضهن لا يدرين شيئا عن المناسك ، فيقعن في المحظور والمحرم ،وربما بطل حجهن دون أن يشعرن ، والله المستعان . والحج فريضة الله علىعباده ، وهو ركن الإسلام الخامس ، وهو جهاد المرأة ؟ لقول النبي صلى اللهعليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : ( جهادكن الحج ) رواه البخاري - وهذهأختي المسلمة - بعض النصائح والتوجيهات والأحكام التي تختص بها من أرادتالحج ، وهي مما يعين على جعل الحج متقبلا مبرورا ، والحج المبرور كما قالالنبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس له ثواب إلا الجنة) متفق عليه . 1- الإخلاص لله شرط في صحة وقبول أي عبادة ومنها الحج ، فأخلصي لله تعالى في حجك ، وإياك والرياء فإنه يحبط العمل ويوجب العقوبة .
(9/3)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
2- متابعة السنة ووقوع العمل وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم شرط ثان فيصحة وقبول العمل ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليهأمرنا فهو رد ) رواه مسلم. وهذا يدعوك إلى تعلم أحكام الحج وفق سنةالنبي صلى الله عليه وسلم مستعينة على ذلك بالكتب المفيدة التي تعتمد علىالأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة. 3- احذري الشرك الأكبر والأصغروالمعاصي بجميع أنواعها ، فإن الشرك الأكبر يوجب الخروج من الإسلام وحبوطالعمل والعقوبة ، والشرك الأصغر يوجب حبوط العمل والعقوبة ، والمعاصي توجبالعقوبة . 4- لا يجوز للمرأة أن تسافر للحج أو لغيره بدون محرم ؛ لقولالنبي صلى الله عليه وسلم : (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ) متفق عليه . والمحرمهو الزوج وكل من تحرم عليه المرأة تحريما دائما بقرابة أو رضاعة أومصاهرة، وهو شرط في وجوب الحج على المرأة ، فإذا لم يكن للمرأة محرم يسافرمعها لم يجب عليها الحج . 5- للمرأة أن تحرم فيما شاءت من الثياب منأسود أو غيره ، مع الحذر مما فيه تبرج أو شهرة كالثياب الضيقة والشفافةوالقصيرة والمشقوقة والمزخرفة ، وكذلك يجب على المرأة الحذر مما فيه تشبهبالرجال ، أو مما هو من ألبسة الكفار . ومن هنا نعلم أن تخصيص بعض العامة من النساء للإحرام لونا معينا كالأخضر أو الأبيض ليس عليه دليل ، بل هو من البدع المحدثة . 6- يحرم على المحرمة بعد عقد نية الإحرام التطيب بجميع أنواع الطيب ، سواء كان في البدن أو في الثياب . 7- يحرم على المحرمة إزالة الشعر من الرأس وجميع البدن بأي وسيلة وكذلك تقليم الأظافر. 8- يحرم على المحرمة لبس البرقع والنقاب ، ولبس القفازين ؛ لقول النبي صلىالله عليه وسلم : (لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين ) رواه البخاري . 9- المحرمة لا تكشف وجهها ولا يديها أمام الرجال الأجانب ، متعللة بأن النقابوالقفازين من محظورات الإحرام ، لأنها يمكن أن تستر وجهها وكفيها بأي شيءكالثوب والخمار ونحوهما، فقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ( كانالركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات ، فإذاحاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها ، فإذا جاوزونا كشفناه ) رواه أبو داود وصححه الألباني في حجاب المرأة المسلمة . 10- بعض النساءإذا أحرمن يضعن على رءوسهن ما يشبه العمائم أو الرافعات حتى لا يلامس الوجهشيء من الخمار أو الجلباب ، وهذا تكلف لا داعي له ؛ لأنه لا حرج في أن يمسالغطاء وجه المحرمة . 11- يجوز للمحرمة أن تلبس القميص والسراويلوالجوارب للقدمين ، وأساور الذهب والخواتم والساعة ونحوها ، ولكن يتعينعليها ستر زينتها عن الرجال غير المحارم في الحج وفي غير الحج . 12- بعضالنساء إذا مرت بالميقات تريد الحج أو العمرة وأصابها الحيض ، قد لا تحرمظنا منها أن الإحرام تشترط له الطهارة من الحيض ، فتتجاوز الميقات بدونإحرام ، وهذا خطأ واضح ، لأن الحيض لا يمنع الإحرام ، فالحائض تحرم وتفعلما يفعله الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت ، فتؤخر الطواف إلى أن تطهر ، وإنأخرت الإحرام وجاوزت الميقات بدونه ، فالواجب عليها الرجوع لتحرم منالميقات ، فإن لم ترجع فعليها دم لترك الواجب عليها . 13- للمرأة أنتشترط عند الإحرام إذا خافت من عدم إكمال نسكها فتقول : ( إن حبسني حابسفمحلي حيث حبستني ) فلو حدث لها ما يمنعها من إتمام الحج تحللت ولا شيءعليها . 14- تذكري أعمال الحج : أولا :- إذا كان يوم التروية ، وهواليوم الثامن من ذي الحجة، اغتسلي وأحرمي ولبي قائلة : لبيك اللهم لبيك،لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك . ثانياً : اخرجي إلى منى ، وصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر مع قصر الصلاة الرباعية ركعتين بدون جمع . ثالثاً :- إذا طلعت شمس يوم التاسع سيري إلى عرفة ، وصلي بها الظهر والعصر جمعاوقصرا في وقت الظهر ، وامكثي في عرفة داعية ذاكرة مبتهلة تائبة إلى غروبالشمس . رابعاً :- إذا غربت الشمس اليوم التاسع سيري من عرفة إلى مزدلفة، وصلي بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا ، وامكثي بها إلى صلاة الفجر،واجتهدي بعد الفجر في الذكر والدعاء والمناجاة حتى يسفر جدا . خامساً :- انطلقي من مزدلفة إلى منى قبل شروق شمس يوم العيد، فإذا وصلت إلى منى فافعلي ما يلي : أ - ارمي جمرة العقبة بسبع حصيات ، وكبري مع كل حصاة . ب - اذبحي الهدي بعد ارتفاع الشمس . ج - قصري من كل أطراف شعرك قدر أنملة ،2سنتيمتر تقريبا د - انزلي إلى مكة ، وطوفي طواف الإفاضة ، واسعي بين الصفا والمروة سعي الحجإذا كنت متمتعة ، أو لم تسعي مع طواف القدوم إذا كنت مفردة أو قارنة . سادساً : ارمي الجمرات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد الزوالإذا أردت التأخر،أوالحادي عشر والثاني عشر إذا أردت التعجل ، مع المبيتبمنى تلك الليالي . سابعاًَ : إذا أردت الرجوع إلى بلدك فطوفي للوداع ، وبهذا تنتهي أعمال الحج . 15- المرأة لا تجهر بالتلبية ، بل تسر بها فتسمع نفسها ومن بجوارها من النساء ،ولا تسمع الرجال الأجانب حذرا من الفتنة ولفت الأنظار إليها ، ووقتالتلبية يبدأ من بعد الإحرام بالحج ويستمر إلي رمى جمرة العقبة يوم النحر . 16- إذا حاضت المرأة بعد الطواف وقبل السعي ، فإنها تكمل بقية المناسك فتسعى ولو كان عليها الحيض؛ لأن السعي لا يشترط له الطهارة. 17- يجوز للمرأة استعمال حبوب منع الحيض لتتمكن من أداء نسكها بشرط عدم حدوث ضرر عليها .
(9/4)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
18- احذري مزاحمة الرجال في جميع مناسك الحج ، وبخاصة في الطواف عند الحجرالأسود والركن اليماني ، وكذلك في السعي وعند رمي الجمرات ، وتخيري الأوقاتالتي يخف فيها الزحام ، فقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تطوف فيناحية منفردة عن الرجال ، وكانت لا تستلم الحجر أو الركن إن كان هناك زحام . 19- ليس على المرأة رمل في الطواف ولا ركض في السعي : والرمل هوإسراع الخطا في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف ، والركض يكون بينالعلمين الأخضرين في جميع أشواط السعي، وهما سنة للرجال . 20- احذري هذاالكتاب : وهو كتاب صغير يحوي بعض الأدعية المبتدعة، وفيه دعاء مخصوص لكلشوط من أشواط الطواف أو السعي، وليس في ذلك دليل من كتاب أو سنة، فالدعاءمشروع في حال الطواف والسعي بما شاء الإنسان من خيري الدنيا والآخرة، وإنكان دعاء مأثورا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان أولى . 21- للمرأةالحائض أن تقرأ كتب الأدعية والأذكار الشرعية ، ولو كان بها آيات من القرآن، ويجوز لها أيضا أن تقرأ القرآن دون أن تمس المصحف . 22- احذري كشفشيء من بدنك : وبخاصة في الأماكن التي يمكن أن يراك فيها الرجال ، كأماكنالوضوء العامة ، فإن بعض النساء لا تبالي بوجود الرجال قريبا من تلكالأماكن ، فينكشف منها حال الوضوء ما لا يجوز كشفه من وجه وذراعين وساقين ،وربما خلعت ما على رأسها من خمار ، فتظهر الرأس والرقبة ، وكل ذلك محرم لايجوز ، وفيه فتنة عظيمة لها ولغيرها من الرجال . 23- يجوز للنساء الدفعمن مزدلفة قبل الفجر : فقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم لبعض النساء ولاسيما الضعيفات بالانصراف من مزدلفة بعد مغيب القمر في آخر الليل ، وذلك حتىيرمين جمرة العقبة قبل الزحام ، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنسودة رضي الله عنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة جمع- أي مزدلفة- أن تدفع قبل حطمة الناس ، وكانت امرأة ثبطة - أي ثقيلة- فأذن لها . 24- يجوز تأخير الرمي إلى الليل إذا رأى ولي المرأة أن الزحام قد اشتد حولجمرة العقبة ، وأن في ذلك خطرا على من معه من النساء ، فيجوز تأخير رميهنالجمرة حتى يخف الزحام أو يزول، ولا شيء عليهن في ذلك . وكذلك الحال عندالرمي في أيام التشريق الثلاثة ، يمكن أن يرمين الجمرات بعد العصر ، وهووقت يخف فيه الزحام جدا كما هو مشاهد ومعلوم ، فإن لم يمكن فلا حرج فيتأخير الرمي إلى الليل . 25- احذري .. احذري : لا يجوز للمرأة أن تمكن زوجها من جماعها أو مباشرتها طالما أنها لم تتحلل التحلل الكامل ، ويحصل هذا التحلل بثلاثة أمور : الأول : رمي جمرة العقبة بسبع حصيات الثاني : التقصير من جميع الشعر قدر أنملة ، وهي ما يقدر بـ 2 سنتيمتر الثالث : طواف الحج طواف الإفاضة - فإذا فعلت المرأة هذه الثلاثة مجتمعة جاز لها كل شيء حرم عليها بالإحرامحتى الجماع ، وإذا فعلت اثنين منها جاز لها كل شيء إلا الجماع . 26- لايجوز للمرأة أن تبدي شعرها للرجال الأجانب وهي تقصر من أطرافه ، كما تفعلكثير من النساء عند المسعى ؛لأن الشعر عورة لا يجوز كشفه أمام أحد منالرجال الأجانب . 27- احذري النوم أمام الرجال : وهذا ما نشاهده من كثيرمن النساء اللاتي يحججن مع أهاليهن دون مخيم أو أي شيء يسترهن عن أعينالرجال، فينمن في الطرقات وعلى الأرصفة وتحت الجسور العلوية وفي مسجد الخيفمختلطين مع الرجال ، أو قريبا من الرجال ، وهذا من أعظم المنكرات التي يجبمنعها والقضاء عليها . 28- ليس على الحائض والنفساء طواف وداع ، وهذامن تخفيف الشرع وتيسيره على النساء ، فللمرأة الحائض أن تعود مع أهلها وإنلم تطف طواف الوداع ، فاحمدي الله أيتها المرأة المسلمة واشكريه على هذاالتيسير وتلك النعمة . المصدر : صيد الفوائد .. نقلا عن الإسلام سؤال وجواب . ... ============= . الوسواس القهري .. أنافتاة أعاني من الوسواس القهري ، وأقول في نفسي كثيراً إن الرسول - صلى للهعليه وسلم - قال : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) ، وأخشى أن أكون ممن رغبعن سنته ، وبعض المرات أقول : إن كلمة ( لا إله إلا الله ) تقتضي الإخلاص ،و( محمد رسول الله )تقتضي الاتباع ، وأخشى أني لست متبعة لسنة الرسول ،صلى الله عليه وسلم ، لعدم خدمتي لهذا الدين ، ولأن الكثير من أفعاليمخالفة للسنة . أنا أريد أن أصبح داعية إلى الله تعالى ، فكيف الطريق إلى ذلك ؟ وكيف أتخلص مما ينتابني من وساوس ؟ الجواب أختي الفاضلة : مشكلتكذات شقين ، أحدهما يتصل بالدعوة ، والآخر يتصل بالوسواس القهري ؛ أمابالنسبة للوسواس القهري فهو شتلة مزعجة تنشأ في لحظة ضعف .. وما لم تدفعبقوة ، وتحاصر فإنها تمثل إزعاجاً لا ضفة له ، تظل دوائره تتسع .. والوسواسالقهري ألوان المخاوف ، التي يفترض أن يقابلها الإنسان بقدر من الشجاعةوالقوة .. وقد يتعب الإنسان في البداية ، وهو يتحامل على نفسه لدفعها ،وعدم الاستجابة لها ، لكن ( لذة ) التخلص ستنسيه ( كل ) الأتعاب التي شعربها في رحلة المدافعة . والطب النفسي يفسر الحالة ويقدم لها العلاج ،لكن العلاج وحده قد لا يكون كافياً دونما مدافعة ، وتقوية للإرادة .. خاصةحين يكون الوسواس قد أمضى وقتاً طويلاً نسبياً ، ومن المهم حين نتشجع ونقدمعلى العيادة النفسية أن ندرك أنه لا صحة لما يشاع من أن العلاج النفسي قديدفع للإدمان .. وليس ثمة سلبيات سوى جفاف في الحلق أحياناً ، وخاصة فيبدايات العلاج ، وزيادة في الوزن أثناء تعاطيه .
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:33 pm
(9/5)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
وحينيقرر مراجعة العيادة وتعاطي العلاج فمن المهم الالتزام بتعليمات الطبيب فيتعاطي الجرعة ، زيادة ، أو تخفيفاً ، أو تركاً .. وعدم التعجل بالتركلمجرد الشعور المبدئي بالتعافي ، أو مشورة من صديقة ، ولو كانت مخلصة !! أمابالنسبة للدعوة إلى الله ، فلا شك أنها من أشرف الأعمال .. ولكن من المهمحين الرغبة في ( ولوج ) بابها ، وسلوك طريقها ، أن يتزود الإنسان بـ ( الثقافة ) المناسبة ، التي تعينه في سلوك ذلك الطريق ؛ سواء في كيفيةالدعوة ، أو ( ترويض ) الإنسان نفسه على ما يمكن أن يلقاه في سبيلها ، أوفي ( ترقية ) مهاراته ، وهناك كتب وأشرطة كثيرة يمكن أن يفيد منها الإنسان .. خاصة منها لمن كان له ( إسهام ) في حقل الدعوة . أسأل الله أن يعافيك ، ويحقق لك أمانيك ، وأن يرزقك الإخلاص والثبات . المستشار : د. عبد العزيز المقبل. ================ . أحب الدعوة وأخاف الرياء.. دخلتفي المجال الدعوي منذ سنوات ومن فضل الله تعالى أني أنجح في كل منشط أشاركفيه فأفرح ولكن بعد هذا الفرح أحزن لأني أخشى أنني أفرح لنجاحي الشخصي لالنجاح الدعوة،وأخاف أن أكون مرائية دون أن أشعر،أتمنى أن أتخلص من هذاالشعور،وأحياناً أفكر بترك الدعوة تماماً لأضمن أن لا أكون مرائية وأمنعنفسي من الظهور، وفي الوقت نفسه أخشى الإثم وأشعر بالغيظ من أخبار المنصرينفي نصرة دينهم ومبادئهم. كيف أتخلص من هذا الشعور؟وهل هذا وسواس؟ماذا أفعللأعمل بطمأنينة وراحة؟ جزاكم الله خيرًا. الجواب الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. وبعد .. الأخت الفاضلة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أولاً : أهنئك على هذا النجاح كما ذكرت في رسالتك وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلكمن عاجل بشرى المؤمن , وأنصحك بمواصلة الدعوة إلى الله مع الاجتهاد في طلبالإخلاص وسؤال الله تعالى ذلك , وإياك والاستسلام لهذا الشعور لأنه مدخلشيطاني وهدف إبليسي يجعلك تركنين إلى الراحة وتتركين الدعوة . يقول الفضيل بن عياض رحمه الله : ( العمل من أجل الناس شرك وترك العمل من أجل الناس رياء والإخلاص أن يعافيك الله منهما ) أ.هـ ويقول إبراهيم النخعي رحمه الله : ( إذا أتاك الشيطان وأنت في صلاة فقال إنك مراءٍ فزدها طولاً) أ.هـ ويقولشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( ومن كان له ورد مشروع من صلاةالضحى أو عند قيام ليل أو غير ذلك فإنه يصليه حيث كان , ولا ينبغي أن يدعفعل المشروع لأجل كونه بين الناس إذا علم الله من قلبه أنه يفعله سراً للهمع اجتهاده في سلامته من الرياء ومفسدات الإخلاص) أ.هـ لذا أوصيكبمواصلة الدعوة إلى الله , مع الإكثار من العبادات الخفية كقيام الليلوصدقة السر , والإلحاح على الله والتضرع بين يديه , وعدم الالتفات لثناءالناس ومدحهم , ومجالسة أهل الإخلاص والصلاح . كما أوصيك أن يكون هدفكرضا الله عز وجل والعمل له , دون النظر لما يتعلق بأمور الخلق .. وكوني علىثقة بالله أنك إذا صدقت معه أعطاك من فضله وكرمه ما لا يخطر لك على بال .. وجددي النية كلما شعرت أنه دخلها شيء من الرياء . ومما أثر عن يحيى بن أبي كثير قوله : ( تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل ) أسأل الله تعالى أن يثبتك ويرزقنا وإياك الإخلاص في القول والعمل في السر والعلن .. آمين المستشار : د. قذلة القحطاني . ============== . خوفي من دعوة طالبات مدرستي .. أنامعلمة في المرحلة الابتدائية ويوجد أيضاً المرحلة المتوسطة و الثانوية , فأجد على بعض طالبات الثانوي مخالفات شرعية ولكن خوفي منهن يمنعني أنأوجههن.. فماذا أفعل حتى أكسر هذا الخوف ؟ الجواب الأخت الفاضلة : وفقها الله ... منالجميل – حين نكون قد مررنا بتجارب تربوية ناضجة – أن ( نهجم ) على الأموردون ( كبير ) تفكير . . خاصة حين تكون تلك أموراً عادية مطروقة ، لكن كثرة (التحسيب ) قد تعوقنا عن المضي ، و( تضخّم ) في عيوننا العوائق ، التي قدلا تكون موجودة أصلاً . إن التفكير ( الطويل ) - لدى بعض النفوس - قديبني ( مطبات ) تعيق عن المضي ، كما هو حالك.. وصدق عليٌّ - رضي الله عنه - في قوله : (( الهيبة خيبة )). حين تكون بعض المجالات جديدة علينا قدتنتابنا ألوان من التخوفات ، لكن حين نغض الطرف عنها ، ونحاول دفع أنفسنا ،سيكون الأمر مختلفاً .. إننا بحاجة إلى ( تقنية ) ، في الاتصال ، و جودةفي ( توليد ) الفِكَر السريعة ، التي يمكن أن تعمل على ( مدّ ) حبال بينناوبين من نروم دعوتهن ، أو توجيههن ، إن ( أكبر ) هيبة قد تعترض طريقنا هيتخوّفنا من ( ردة ) الفعل ،التي قد تواجهنا من هذه الفتاة أو تلك ، باعتبارأن لا ( خلفية ) لدينا عنها ، لكن من الممكن جداً أن تكون موضوعاتالتواصل ، أو( طرق الباب ) - إن صحت التسمية - ( أيّ ) سؤال عفوي (عام ) ،ولو كان سؤال الفتاة في أي صف هي ؟!.. ثم هل تعرف فلانة ... ؟! لنكتشف بعدقليل أن ( بذرة ) تعارف قد ( وُضعتْ ) بيننا وبينها يمكن سقيها بالأسئلة،ويمكن - من جهة ثانية - معرفة ( معالم ) مبدئية عن شخصية الفتاة . ومادامت الفتاة طالبة في المدرسة فأعتقد أن رصف طريق ( التهيئة النفسية ) لنيكون صعباً،فثمة أسئلة كثيرة ، كلها تدخل تحت دائرة ( المواد الدراسية ) ،سواء منها ما يتصل بمدرسات المواد ، أو يتصل بالصفوف الدراسية والزميلات .
(9/6)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
كثيراًما يلفت نظرنا شخص يمتلك قدرة ( عجيبة ) على الدخول ( السريع ) إلى عالمالآخرين،وربما تمنينا لو كنا مثله .. وغالب من يكون كذلك يتسم بالمرحوالعفوية ، والجرأة المحسوبة، وبعض المهارات المتصلة بقراءة الملامحوالنظرات ، وهي أمور بالإمكان تحقيقها حين توجد إرادة ( محركة ) ، وعزم ( فَتيّ ) ، وتلك الأمور ميزتها أنها تجعل الدعوة لوناً من المتعة، وتختصرالمسافات ، وتدفع لممارسة الإفادة السريعة ، بصورة عفوية . وفقك الله إلى كل خير ، وهداك الصراط المستقيم . المستشار : د . عبدالعزيز المقبل . ============ . أريد أن أدعو ولكن .. أخي يمنعني عندما أذهب إلى السوق مع أخي وأرى منكراً من بعض النساء هداهن الله أحاول أن أنصحهن ولكن أخي يرفض .. ماذا أفعل؟؟ الجواب الأخت الفاضلة .. وفقها الله .. أنتلم تذكري شيئاً عن سمات أخيك ، فإن يكن رجلاً عاقلاً ، قادراً علىالموازنة بين المصالح والمفاسد ، فقد يكون غلب على ظنه – لأسباب لاتعرفينها – بأنه ليس من الحكمة ممارستك الأمر والنهي ، في تلك الأجواء . وسواءأكان ذلك واقعاً أم كان منعه لك نوعاً من فرض الرأي ، أو التخوفات المبالغفيها ، فإني أحسب أن منكرات الأسواق – في جملتها – محصورة .. وحين تفكرينبطريقة إيجابية يمكن أن يتحقق لك ذلك الغرض ، وربما بصورة أفضل ، تتركأثراً أعمق ، وكلامي يعني أن منع أخيك إياك من ممارسة الأمر والنهي ( المباشرين ) ، بالصورة ( المعهودة ) ، لن توقفك عن الأمر والنهي ، وستدفعكغيرتك وحماسك لعدد من الطرق ( الإبداعية ) الجديدة ، فمثلاً يمكنك أن تكتبيصفحة أو صفحتين عن كل موضوع ، من منكرات السوق ، على صورة رسالة موجهة : ( الأخت الكريمة : ... ) ، تجتهدين – جداً – في صياغتها ، ولو تعاونت أنتوبعض إخوانك أو أخواتك أو زميلاتك ، ممن يشاركنك الهمّ ، في ذلك ، وختمتيهابأدعية مختارة جميلة ، ثم اخترت لوناً جميلاً من الورق تطبع أو تصور عليه ،وظروفاً لتودع إياها .. ثم تكون معك،وحين يعترض طريقك موقف ، من المواقفالتي تحتاج للأمر والنهي ، تبادرين إلى تناول ( لون) المغلف المناسب منحقيبتك ، ويكون دورك السلام السريع ، ودفع الخطاب . إن بعض الأخواتالفاضلات ، من أمثالك ، ممن يجتهدن في إنكار المنكر ، قد لا يكون لديهاالوقت الكافي للسلام والتحية ، وبناء ( جسر ) يهيئ لعبور مركبة النصيحةبسلام ، ومن ثم قد يهمّها مجرد الإنكار ، وهو ما قد يدفع – كردّ فعلٍ – للاستكبار ، لكني أحسب أن هذه الطريقة تتيح للمرأة ( المنصوحة ) فرصة أكبرللتأمل ، خاصة وقد صُبغت بأسلوب جميل محبب ، وربما تضمنت توجيهاً ( مغرياً ) للمرأة ( المنصوحة ) بالاستفادة من بعض التجمعات التربوية النسائية،كدورالقرآن ... من أجل الوصول إلى مستويات كبيرة ، من الراحة النفسية ، والزادالعلمي . وفقك الله إلى كل خير . المستشار : د. عبدالعزيز المقبل ============== . متبرجات ويستأن من نصحي. أشاهدبعض الطالبات يتفاخرن بإبداء وإظهار بعض أجزاء من أجسادهن بكل فخر وعندماأنكر عليهن تظهر عليهن بوادر الاستياء مني ،كيف أقنعهن وأدعوهن إلى التستروالاحتشام؟ الجواب عزيزتي السائلة : أولاً : احمدي الله على نعمةالهداية و أن جعلك في منزلة اليد العليا ثم اعلمي أن القلوب بيد الرحمنيقلبها كيف يشاء ، وأن الله هو الهادي إلى سواء السبيل . ثانياً : استعيني بالله واطلبي منه العون والتيسير لأمر الدعوة . ثالثاً : حقائق لابد منها : 1- أن الداعي عليه إنكار المنكر ما استطاع إلى ذلك سبيلا . 2- أن الداعي عليه الصبر في سبيل إنكار المنكر يقول تبارك وتعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوااللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) آل عمران 200. 3- أن الداعي عليه احتمال الأذى واحتساب الأجر عند الله ، تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم في موقفه مع الغلام اليهودي . 4- أن وظيفة الداعي التبليغ ولا يملك التغيير والتعديل في المبلغ ، وأن اللههو الهادي يقول تبارك وتعالى : (فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْاوَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌبِالْعِبَادِ ) آل عمران : 20. 5- الدعوة إلى الله تقتضي الحكمة : يقولتبارك وتعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِوَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) النحل 125 . 6- حسن المخاطبة والتلطف مع المسيء قال تبارك وتعالى : (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْتَزَكَّى ) النازعات ( 17، 18), وفي آية أخرى : ( فَقُولَا لَهُ قَوْلًالَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) الأنبياء 44. - النظر في حالك عند التبليغ فقد يكون لك بعض التعبيرات المصاحبة التي تجعل المبلغ يدرك تعاليك أو نفورك أو استنقاصك أو تحقيرك له . - العمل على الاستزادة من الحسنات والبعد عن المعاصي والسيئات لأن بها يتقربالعبد من الله ويتأثر بمن هو أفضل ديناً منه ويؤثر فيمن هو أقل منه . - النظر في سير الدعاة والصالحين وفي مقدمتهم سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فبذلك تجدين القدوة الحسنة التي تنير لك الطريق . طريق الدعوة طريق شاق وشائك ومليء بالعقبات فعليك الصبر وإزاحة ما تستطيعين من العوائق برضا واحتساب للأجر عند رب العالمين . أسألالله لنا و لك الثبات في الحق والعزيمة على الرشد إنه خير هادياً وهو نعمالوكيل وصلى الله وسلم على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
(9/7)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
المستشار : د. سميرة حسن أبكر. ============ . داعية.. لم أستطع تحصيل العلم الشرعي . دخلتالمجال الدعوي منذ أكثر من عشر سنوات، وحرصت على العلم الشرعي بجميع فروعه، وحفظت أكثر من عشرين جزءاً من كتاب الله ، ولكن آفة النسيان تقف ليبالمرصاد , وكل علم لا يبقى في ذاكرتي منه إلا النصف أو الثلث، فما علاجذلك ؟ وهل أدعو الناس مع قلة علمي؟ الجواب عزيزتي : التي ذكرت أنكتحرصين على تحصيل العلم الشرعي وتعملين في مجال الدعوة , مشكلتك التيتعانين منها تعاني منها الكثيرات, ولكن إذا حرصت الداعية على مجاهدة نفسهاوتنظيم وقتها وعالجت النسيان بعدة أمور منها: 1- عدم تشتيت اهتمامها في الأمور التافهة وحاولت التركيز والتخطيط لقضاء أمورها الدينية والدنيوية. 2- حاولت استغلال وقتها بحيث لا تقصر في المجالات المطلوبة منها علمياً واجتماعياً ودعوياً. 3- حرصت على محاسبة نفسها وجددت إخلاصها من وقت لآخر, والله عز وجل يعينالعبد الذي يرى منه الإقدام والحرص قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوافِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَالْمُحْسِنِينَ) سورة العنكبوت (69). 4- أن من آفة النسيان المعاصي وأن صغرت كما ذكر الشافعي: سألت و كيع عن سوء حفظي : فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال إن العلم نور : ونور الله لا يهدى لعاصي 5- تبليغ العلم ولو بآية منه كما قال عليه الصلاة السلام : (بلغوا عني ولو آية ). 6- إن كل شيء إذا أنفقت منه يقل إلا العلم إذا أنفقت منه يكثر؛ لأنكبتكرارالمحاضرات وحفظها باستمرار ستزدادين إتقانا ولكن احتسبي في هذاالتكرار وما يجب على كل داعية أن يخشى على نفسه من العجب , والعمل لغة اللهومحبة المدح من الآخرين , وأن يدخل جهاده هذا زهوا وكبرياء لا سمح اللهأعاذه الله من ذاك، وإنني ألمس حرصك حفظك الله وحفظك لعشرين جزءاً من كتابالله ؛ فهذا أمر عظيم ورائع فلا تستهيني بنفسك ,وعليك بالاستمرار وتذكرحديث رسول الله صلى الله عليه وسلملئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لكمن حمر النعم) وأوصيك بدعوة الناس بفعلك قبل قولك بتطبيق سمات المسلمينكحسن الخلق وإتقان العمل والصدق والإخلاص والأمانة وإحسان الظن بالآخرينوالحذر من كل ما يسيء لكِ كداعية كالغيبة والنميمة وغير ذلك مما قد تقع فيهبعض النساء بدون أن يشعرن. 7- اعملي قدر استطاعتك فالله عز وجل يعلم نيتك وقصدك وهو القائل (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) سورة التغابن (16) . بارك الله في جهودك والله الموفق. المستشار : د. الجوهرة المبارك . ================ . تصنيف الدعاة والداعيات هل هو واقع أم وسواس ؟ أتعاملمع كثير من الداعيات في شتى المناطق ، ولكني استغربت تصنيفهن من قبلأخريات ،فبعضهن تشير إلى بعضهن الآخر مستواها جيد وبعضهن مستواها دونالمطلوب ، وبعضهن تصنف على حسب أحزاب وجماعات، وأنا أتعامل معهن جميعا ولاألاحظ هذه الأشياء بل أجدهن جميعا طيبات وخدومات وتعاملهن حسن،فهل نظرتيصحيحة أم أراجع نفسي وأدقق لكي لا أقع في الخطأ من تعاملي معهن جميعا بنفسالأسلوب؟ الجواب عزيزتي السائلة: إن نظرتك صحيحة وهذا الأمر الذيتذكرينه من أشد الابتلاءات التي ابتليت بها الأمة ,وإنني لأتساءل إذا كانالداعية يغتاب ويسخر ويستهزئ بالأخرين فكيف ننكر على عوام الناس؟ وإذا قلتإن هذا من الحكم على الأشخاص وفيه مصلحة حتى نحذر الناس ؟ وما يحذرونهم هلدعت هذه المرأة إلى شرك أو سحر أو قطيعة رحم؟ وها أنت تقولين إنني لاأجد شيئاً مما يقولونه، إذاً إياك ثم إياك من تكرار أقوال الناس بدون أنتفكري في صحتها فتكوني إمعة إن أحسنوا الناس أحسنت وإن أساءوا أسأتِ، ثمإذا كانت الداعية مخطئة في أي أمر من وجهة نظر هذه التي تغتابها فلما لاتناصحها بأسلوب لبق وحسن من أخت محبة لها؟ فأهدافهن واحدة وهي نصرة الإسلاموالمسلمين, ورغبة منهن في رضا رب العالمين , وأمل منهن في الفوز بجنتهوالخوف من عقابه وحسابه , ولكن الشيطان أكثر ما يحرص على هذه الفئة ليشتتهاويشغلها ببعض وينسيها هدفها الأساسي فيبقى كل واحدة منهن تستعلي علىالأخرى تنظرإلى مساوئها وتنسى محاسنها ولاتجد لها عذر في أي خطأ تخطئهفيتفرقوا وتذهب ريحهم والله عز وجل يقول: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُأَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء ) (91) سورة المائدة. ولايعني ذلك أننا نتغافل عن أخطاء الآخرين , لكن انظري لنفسك لو وقعت في خطأوكلنا بشر خطاؤون ما هي الطريقة التي تتمنين أن تسلكها أختك الداعيةلتناصحك وتنفعك بدل الشماتة والغيبة والنميمة التي لا تزيد المجتمع إلافرقة وعداوة وعجب واستعلاء؟ فنحن نرصد الأخطاء وننسى المحاسن وكأن ربالعالمين جعلنا أوصياء على خلقه, نسأل الله أن يبصرنا جميعاً بعيوبناويكفينا شر ذنوبنا ويعفو عن الجميع وجمع الكلمة فاحرصوا على جمع الكلمة،واجعلي لكٍِ دور في المناصحة السرية فقد تتقبلها الكثيرات , وهناك شواذ لايمكن أن تأخذ منك , ولكن عليك بالحكمة والحرص على جمع الكلمة وتوحيد الصف ,فنحن في هذه الأوقات بالذات بحاجة للالتفات على علمائنا وأمرائنا وتوحيدصفوفنا, فالفتن من حولنا يمنة ويسرة أعاذنا الله منها. ونفع الله بكوأعانك ، وأرشدك إلى قراءة كتاب (تصنيف الناس لبكر أبو زيد) جزاه الله عنالإسلام والمسلمين خيرا، فتستفيدين منه بإذن الله تعالى. والله يحفظك ويرعاك. المستشار : د.الجوهرة المبارك. =============== . طرق الاستفادة من مناسبة العيد في دعوة غير المسلمين
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:38 pm
(9/
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
ما هي طرق الاستفادة من مناسبة العيد في دعوة غير المسلمين ؟؟ الجواب الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فاستغلال المناسبات الإسلاميةكشهر رمضان والعيدين والحج في دعوة غير المسلمين ،أمر في غاية الأهمية ،لاسيما أن لها طابعاً خاصاً في المملكة ، ولعلي أشير هنا إلى ذلك من خلالما يلي : 1- أهمية تكثيف البرامج الإعلامية التي تخاطب غير المسلمينوتعرفهم بالإسلام من خلال هذه المناسبات , وهذا يستلزم - في المجتمعالنسائي على وجه الخصوص- إعداد مواد دعوية موجهة للنساء غير المسلمات تراعيشخصية المرأة ، وتستميل عواطفها ، وتبين تكريم الإسلام للمرأة،ومكانة الأمفي المجتمع ، حيث إن كثيرا من أعداء الإسلام يركزون على المرأة ويثيرونمشاعرها ، ويزيفون حقائق الإسلام ويتجاهلون مكانة المرأة في الإسلاموتكريمه لها. 2- العيد فرصة للتعريف بشعائر الإسلام لاسيما أنه يثيرتساؤلات لدى غير المسلمين وهم يرون المسلمين يقومون فيه بتغيير شامللبرنامج رمضان ويؤدون فيه عبادات مخصوصة كزكاة الفطر وصلاة العيد والتكبيروأحكام هذه العبادات وحكمة مشروعيتها قد تخفى على كثير من المسلمين فكيفبغير المسلمين . 3- ينبغي أن يعنى القائمون بالدعوة بالتعريف بالإسلاملغير المسلمين واستغلال هذا المناسبة من خلال إقامة المعارض والأنشطة التيتعرف بالإسلام وتاريخه وشعائر الإسلام وأركانه،فالمعارض أنسب في أوقاتالأعياد من كثير من المناشط ، مع مراعاة أن تكون هذه المعارض في أماكنتجمعات المدعوين الكبرى كالأسواق الكبيرة والحدائق ، ويتم في هذه المعارضإعداد اللوحات والملصقات التي تعرف بالإسلام والحضارة الإسلامية ، كما يركزفيها بيان الصورة الحقيقية للعبادات في الإسلام ولأثرها في تهذيب الفردوالمجتمع. 4- في مجال الدعوة الفردية ينبغي أن لا يغفل عمن يعيشون بيننامن خدم وسائقين وغيرهم برا وإحسانا بهم وتأليفا لهم على الخير ولقد جوزبعض السلف أن يعطى من زكاة الفطر لغير المسلمين تأليفا لهم على الإسلام. 5- زيارة غير المسلمين في مثل هذه المناسبة أو استضافتهم من وسائل دعوتهموأشير هنا إلى أن من المسلَّمات أن الإسلام لم يشرع لغير المسلمين أن يبقوافي ديار الإسلام إقامة دائمة أو مؤقتة إلا وقد شرع أيضا سبلا عديدةللتواصل معهم ، فلا يتصور أن يبقوا على هامش المجتمع وكان من هدي النبي صلىالله وعليه وسلم في معاملتهم في الأخذ والعطاء والبيع والشراء ما هو ظاهر؛ولذا كان من حقهم علينا أن نتواصل معهم ، وأن نبين لهم محاسن الإسلام ،ونكشف لهم كثيرا من الشبه العالقة في أذهانهم عن هذا الدين ونبين لهم منصور سماحته وعظمته مما يجهلونه ولم يسمعوا به من قبل ، وندعوهم إلى الدخولفيه، وهذا من مقتضى الخيرية التي وصف القرآن المؤمنين بها ، في قوله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)،ومقتضىالوصية النبوية التي قال فيها عليه الصلاة والسلام فيما رواهالبخاري(3461): (بلغوا عني ولو آية ) . وهذا قد لا يكون أحيانا إلابزيارتهم واستضافتهم ، ويقرر علماء المملكة ذلك فقد جاء في فتاوى اللجنةالدائمة ج3 ص65ما نصه : " ويجوز أن نأذن لهم بزيارتنا في بيوتنا مع الأمنمن الفتنة والمحافظة على حرمات الأسرة ما دام في ذلك تأليف لقلوبهم والنصحوالإرشاد ، عسى أن يجدوا في حسن المعاملة ومراعاة آداب الزيارة سماحةالإسلام فيستجيبوا للنصيحة ويدخلوا في الإسلام ". إن كثيراً من غيرالمسلمين قدموا إلينا ولديهم صورة مشوهة وخاطئة عن الإسلام ، ومن حقهمعلينا أن نبين لهم صورة الإسلام الصحيحة والعيد مناسبة إسلامية عظيمة ينبغيأن يستغلها الدعاة . 6- خطبة العيد يحسن أن تحوي شيئا من التوجيهاتوالوصايا في مجال دعوة غير المسلمين وتوعية المجتمع وإشعاره بأهمية وفضلالدعوة ومسؤولية كل مسلم في إيصال ما يستطيع من الدعوة إلى غير المسلمين . 7- وأخير فمن المهم التأكيد على أهمية التوسعة على الصغار في يوم العيدواستشعار هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وتأكيده على أن في دينالإسلام فسحة فعن عائشة رضي الله عنها قالت وضع رسول الله صلى الله عليهوسلم ذقني على منكبه لأنظر إلى زفن الحبشة حتى كنت التي مللت فانصرفت عنه ،قال عروة إن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ " لتعلميهود أن في ديننا فسحة إني أرسلت بحنيفية سمحة " وأصل الحديث مخرج فيالصحيحين قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "والصغار يرخص لهم في اللعب فيالأعياد كما جاء في الحديث ( ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة ) وكانلعائشة لعب تلعب بهن ويجئن صويحباتها من صغار النسوة يلعبن معها" , وتقريبذلك إلى غير المسلمين أمر يرغب في الإسلام ويبين عظمته وشموله. المستشار : أ.د.عبد الله بن إبراهيم اللحيدان ============== . الطرق المناسبة للدعوة إلى الله في العيد ... ما هي الطرق المناسبة للدعوة إلى الله في العيد ؟ الجواب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد :
(9/9)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
فإنالدعوة إلى الله جل وعلا من أفضل القرب وأجل الطاعات , إذ هي مهمةالمرسلين وصالحي الأمة ,ومن المعلوم أن الدعوة إلى الله تعالى لها شروطهاوأسلوبها ولكل مقام مقال , وبالنسبة للطريقة المناسبة لاستثمار مناسبة عيدالفطر دعوياً , فإن عيد الفطر موسم شرعي جعله الله تعالى يوم عيد وفرحوسرور وإظهار لشكر الله تعالى على عباده بإكمال شهر رمضان صياماً وقياماً ؛لذا حرم الإسلام صيام ذلك اليوم , وبما أن هذا اليوم يسيء فهمه بعض أبناءالمسلمين ظانين بما أنه يوم فرح وسرور أن يكون موسماً للمعصية وإظهار الفرححتى بما يغضب الله تعالى باقتراف السيئات والمعاصي , وهذا فهم خاطئ إنماهو فرح بتمام عبادته وإظهار السرور شكراً لله تعالى على آلائه وفضله , ومنهنا يتأكد أمر الدعوة في هذا اليوم بالأسلوب المناسب والأمثل , فهو يوميحصل فيه اللهو المباح فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم فيه باللهو المباحوالترفيه الحلال ترويحاً على النفس واستجلاباً للنشاط وإعطاء للنفس حظهامما أباح الله تعالى , وفي هذا اليوم تصفو النفوس وتزول منها الأحقادوالضغائن فرحاً واستبشاراً بهذا اليوم ؛ فيكون فرصة مناسبة للدعوة إلى اللهتعالى , وأفضل طريقة لذلك ألاَّ يطغى الوعظ والإرشاد على المجلس بل بقدرمناسب , وأن يذكر في هذا اليوم ضابط إظهار الفرح والسرور , ويستحسن اصطحابالهدايا ولو كانت قليلة للمدعوين , وأن يجعل فقرة لإيضاح مفهوم هذا اليوم – يوم العيد – في الإسلام وكيفية استغلاله على الوجه الأمثل وأن تعطى النفوسحظوظها من الترويح المباح وأن يظهر الفرح والسرور , ولا يمنع من ذلك إذالم يكن فيه معصية لله جل وعلا , وأن يظهر الداعية النصح والشفقة علىالمدعوين ليحفظ عليهم أجورهم وصحة عبادتهم . إن ما ذكر من الأسلوب الأمثل في استثمار مناسبة عيد الفطر المبارك في الدعوة إلى الله تعالى . وفقالله الجميع لما يحبه ويرضاه وتقبل منا جميعاً صالح أعمالنا وتجاوز عنسيئاتنا , إنه سميع مجيب , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المستشار : د.حسين بن عبد الله العبيدي ================= . أقبل العيد فكيف نستثمره دعوياً في الاجتماعات ؟؟ أقبل العيد فما هي الطرق المناسبة لاستثمار الاجتماعات العائلية وغيرها في الدعوة إلى الله ؟ الجواب اجتماعالعوائل في العيد فكرة رائعة , وتصميم بعض البرامج الهادفة لشغل وقتالفراغ الطويل الذي تقضيه العوائل,وقطع الطريق على السلوكيات التي تعكر صفوهذه المناسبات وعليه هذه بعض النقاط والاقتراحات لعلها تساهم في إثراء هذهالمناسبات : - نفسيات الناس في هذه المناسبات لديها قبول لتلقي النصح إذا توفر عنصر التشويق. - الهدية في هذه المناسبة لها وقع كبير عند الناس , وهي تساعد على التقبل . - الاندماج التام من قبل منظمي هذه المناسبات مع بقية أفراد الاجتماع يعطي فرصة أكبر للقبول,والابتعاد والتعالي والتكبر . كيف ننجح في جذب الناس في هذه المناسبة ؟ لاشك أن هذه المناسبة يغلب على المجتمعين فيها طابع القربى , حسب درجاتهم,إذا لابد أن تتحلى الداعية بالأمور التالية : - إخلاص النية لله , وطلب المعونة منه , والحرص على إيصال الخير بغض النظر عن النتائج؛لأن النتائج بيد الله سبحانه . - الابتسامة المشرقة على المحيا , خاصة أنك في يوم العيد . - ملاطفة الكبار والصغار ( سعة الصدر مطلب لنجاح المسعى ) . - هناك بعض القلوب لا تفتح إلا بصعوبة , عليك بالذي يذيب الجليد , الثناءوالإطراء , ومدح ما يلبس الأهل والأقارب , فستانك رائع , تسريحتك أروع , ذوقك جداً رفيع يدل على ثقافتك....الخ. - تقبيل الأطفال وأمهاتهم يشاهدن ذلك , دون تفريق , فهذا له تأثير عجيب على نفسيات الأمهات. - إعداد العدة من الآن لتصميم برامج دعوية ومسابقات جميلة تجذب الحاضرات . برامج مقترحة لهذه المناسبة : - تنظيم مسابقة ثقافية خفيفة , وسهلة لإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة والفوز , فإذا رجعت العائلة وأحد أفرادها قد حصل على جائزة سيكون لها وقع جميل . - كتابة بطاقات تهنئة من الآن باسم كل عائلة , توزع أثناء الاجتماع , ويكتب اليوم والتاريخ . - إرسال رسائل قصيرة عبر الجوالات من الآن لطلب الاقتراحات . - وضع لوحات من الفلين بشكل جميل , أو سجل مذهب , ثم يمرر على أفراد العوائلبلا استثناء ويطلب من كل شخص كتابة تهنئة خاصة , ثم يوقع مع كتابة التاريخ , ويحتفظ بها للأعوام القادمة - وضع برنامج حفل يلقى فيه كلمات وأناشيد ومشاركات ويتم توثيق ذلك عبر الفيديو,وبعد العيد تأخذ كل عائلة نسخة . - عمل استبانه توزع على الجميع قبل المغادرة , لتقييم هذا البرنامج . - بغية حصول الاندماج أكثر عند المشاركات يراعى عدم التكتل , لقطع الطريق على التنافس الذي يولد الكراهية . - الانتباه للأمهات الكبيرات في السن وضرورة تصميم فقرات تخصهن ليشاركن فيها,مثل التحدث عن أعياد زمان , ويحضر لهن جوائز خاصة . تنبيهات عامة : عند ذروة الاجتماع لابد من ملاحظة الأمور التالية : - الانتباه للأطفال الصغار والذين قد نغفل عنهم في زحمة الفرح فيتعرضوا للخطر أو الأذى خاصة أثناء اللعب . - الانتباه لبعض السلوكيات الشاذة من ضعاف النفوس من الشباب , وتحذير الأبناء منهم , فقد يقعون ضحايا وهم لا يشعرون . - تذكير الحاضرات بعدم الغفلة عن ذكر الله في مثل هذه المناسبات والتي يكثر فيها اللغو والفرح . اسأل الله العلي القدير أن يجعل كل مناسباتنا عامرة بذكره سبحانه وتعالى . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
(9/10)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
المستشار : أ.عبد الله بن عبد الرحمن العيادة . =============== . الوصايا العشر لاستثمار رمضان دعوياً ماهي الطرق السليمة لاستثمار هذا الشهر الكريم، وكيف يمكننا الاستفادة منهعلى المستوى الشخصي والإيماني، وكذلك كيف يمكننا الاستفادة منه دعويًا؟ الجواب نقدملك أخي هذه النصائح الطيبة من مطوية للأستاذ خالد عبد الرحمن الدرويش، معبعض التصرف، يقول فيها: ينبغي للمسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات، وأنيكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها، قال الله تعالى وَفِيذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ... ) (26) سورة المطففين , فاحرص أخي على استقبال رمضان بالطرق التالية، التي نأمل أن تقدم فائدةونفعا بإذن الله. 1- الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية , حتىتنشط في عبادة الله تعالى: في الصيام والقيام والذكر، فقد روي عن أنس بنمالك رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان) رواه أحمد والطبراني. وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه أن يتقبله منهم. فإذاأهل هلال رمضان فادع الله وقل: "الله أكبر،الترمذي والدارمي وصححه ابن حبان. 2- الحمد والشكر على بلوغه : قالالنووي رحمه الله في كتاب الأذكار: "اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمةظاهرة، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرًا لله تعالى أو يثني عليه بماهو أهله"، وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة والعبادة، فمجرددخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة تستحق الشكروالثناء على الله المنعم المتفضل بها، فالحمد لله حمدًا كثيرًا كما ينبغيلجلال وجهه وعظيم سلطانه. 3- الفرح والابتهاج : فقد ثبت عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان فيقول: (جاءكمشهر رمضان، شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبوابالجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم..) أخرجه أحمد. وقد كان سلفنا الصالح منصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهررمضان ويفرحون بقدومه، وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيراتوتنزل الرحمات. 4- العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان: الكثيرمن الناس وللأسف الشديد -حتى الملتزمين بهذا الدين- يخططون تخطيطًا دقيقًالأمور الدنيا، ولكن قليلين هم الذين يخططون لأمور الآخرة، وهذا ناتج عنعدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة، ونسيان أو تناسي أن للمسلم فرصاًكثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسه حتى تثبت على هذا الأمر، ومن أمثلةهذا التخطيط للآخرة ، التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات، فيضعالمسلم له برنامجًا عمليًا لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى،وهذه الرسالة التي بين يديك تساعدك على اغتنام رمضان في الطاعة بإذن الله. 5- عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة : فمنصدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير، قال الله عز وجل: ( فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ)(21) سورة محمد. 6- العلم والفقه بأحكام رمضان: فيجبعلى المؤمن أن يعبد الله على علم، ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها اللهعلى العباد ومن ذلك صوم رمضان.. فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوموأحكامه قبل مجيئه، ليكون صومه صحيحًا مقبولاً عند اللهتعالىفَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (43) سورة النحل . 7- علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات،والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها، فهو شهرالتوبة.. فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟ قال الله تعالى: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (31) سورة النور. 8- التهيئة النفسية والروحية : منخلال القراءة والاطلاع على الكتب والرسائل، وسماع الأشرطة الإسلامية منالمحاضرات والدروس التي تبين فضائل الصوم وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعةفيه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يهيئ نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهرفيقول في آخر يوم من شعبان: (جاءكم شهر رمضان..) أخرجه أحمد والنسائي. 9- نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع : - الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة. - الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر. - مع الوالدين والأقارب والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة. - مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبدًا صالحًا ونافعًا، قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الناس أنفعهم للناس). 10- الإعداد الجيد للدعوة إلى الله فيه، من خلال : - تحضير بعض الكلمات والتوجيهات تحضيرًا جيِّدًا لإلقائها في مسجد الحي. - توزيع الكتيبات والرسائل الوعظية والفقهية المتعلقة برمضان على المصلين وأهل الحي. - إعداد "هدية رمضانية"، وذلك بإعداد مظروف يحتوي على كتيب رمضاني، مطوية، شريط جديد، رسالة عاطفية، سواك...؛ وتكتب عليه هدية رمضان. - التعاون الدعوي مع المؤسسات الإسلامية. - طرح مشروع إفطار صائم أثناء التجمعات الأسرية العامة والخاصة. - التذكير بالفقراء والمساكين، وبذل الصدقات والزكاة لهم. فريق الاستشارات الدعوية . المصدر : إسلام أون لاين ============= . كيف أستثمر رمضان دعوياً ؟؟ الجواب
(9/11)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الهادي إلى أقوم السبل وبعد : فإن الدعوة إلى الله في كل زمان هي وظيفة الرسل أجمعين ومنهاج المصلحين فهي أشرف عمل وأنبل غاية . تشرفبشرف الزمان والمكان وحاجة المدعو ويشرف الداعي بشرف ما يدعو إليه سواءكان الداعي والمدعو رجلاً أو امرأة فلا فضل لجنس على آخر في الدعوة . وإذاكانت الدعوة يزيد فضلها في الزمان فإن شرف شهر رمضان عظيم تضاعف فيهالحسنات وتكفر فيه السيئات وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيرانوتصفد فيه الشياطين فلا يقدرون على ما كانوا يقدرون عليه سائر الأزمان ؛ولهذا نرى في رمضان كثرة المصلين حتى تضيق بهم المساجد وتكثر فيه الصدقاتوتلاوة القرآن وسائر أعمال البر والإحسان ؛فيتعين على كل من يدعو إلى اللهأن يحسن استثمار هذا الشهر الفضيل بأعمال الخير وأعظمها الدعوة إلى الله فيأيامه ولياليه وعليه أن يأخذ بالأسباب النافعة ويستحضر ما يلي :- 1- أنتكون أعمال الداعية إلى الله في رمضان أكثر منها في غيره ليكون ذلك لهوقوداً وطاقة تتحرك بها ولأنها أسوة وقدوة لغيرها ومن حولها . 2- أن تستحضر النية والقصد قبل وبعد وأثناء دعوتها . 3- أن تأخذ باللين والحكمة في خطابها وتعاملها مع الغير وأن تحب لمن تقومبدعوته كما تحب لنفسها ومن ذلك أن تبدأ خطابها في الدعوة بالدعاء للمدعوبما تراه أحب إليها وأن تختم كلامها بالدعاء لها مع البشاشة وطلاقة الوجه. 4- حبذا لو كانت البداءة في الخطاب ونهايته بتلاوة آية أو ذكر حديث من جوامع الكلم . 5- يختلف أسلوب الدعوة باختلاف حال المدعوين ما بين الحوار والنقاش أو ذكر قصة تحكى أو موعظة تؤثر . 6- يتعين التركيز في كل وسيلة على بيان فضل هذا الشهر بأيامه ولياليه وأن أجرالعبادة فيه مضاعف كما أن عاقبة المعصية فيه عظيمة جداً ، وأن الآجالوالأعمال في هذه الدنيا محدودة ومعدودة فيتعين حينئذ استغلال الوقت فيالطاعات والمباحات واجتناب المعاصي والسيئات . 7- ويحسن أن يصحب ما سبقهدية خفيفة ومختصرة من كتيب أو شريط أو مطوية وكلما كانت مادتها تدور علىفضل الأوقات واستثمارها بما ينفع لاسيما في هذا الشهر أو كانت في التحذيرمن التسويف والتفريط في التوبة وتأخيرها - فكل ما كانت الهدية تدور في هذاالمجال - فهو أحسن وأجمل . وفق الله الجميع إلى كل خير . آمين .. المستشار : أ.د.سعود بن عبد الله الفنيسان . يمكن العودة إلى هذا الموضوع للفائدة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ... ============= . كيف يستقبل الدعاة شهر رمضان المبارك ؟؟ السلامعليكم ورحمة الله وبركاته، إن شهر رمضان شهر مُعظّم وفيه من الخيروالبركات والنفحات ما يعلمه الجميع، واستقبال رمضان بالنسبة للدعاة أوغيرهم يكون بالتوبة أولا، التوبة النصوح من كل ما يشوب الإنسان من كدروغفلة وإعراض ... فالداعي ليس معصوما بل يهمه ما يهم الناس أجمعين منالتفات إلى نفسه وتقويمها وتهذيبها حتى تستقيم على أمر الله عز وجل،والاستعداد يكون في شهر شعبان بالإكثار من الصيام فيه كما كان يفعل صلىالله عليه وسلم، ثم بعد ذلك يفكر الإنسان في الدعوة وإرشاد الناس، خاصة أنرمضان تكون فيه القلوب مهيأة أكثر وتسلسل الشياطين مما يشكل فرصة سانحةبإذن الله عز وجل لإرشاد الناس ورجوعهم إلى طريق الخير. المستشار : الأستاذ حسن قبيبش . المصدر : إسلام أون لاين ============== . ما أنسب طريقة لدعوة زميلاتي ؟! أنا طالبة في الصف التاسع وأريد القيام بنصح بعض الطالبات لحبي لهن.. فما الطريقة المناسبة لنصح طالبة في مثل سني، حيث إن صفات هذه الطالبة جميلة إلا أنها تسمع الأغاني بكثرة، وكذلك مشاهدة الأفلام؟ أفيدونا جزاكم الله عناخير الجزاء. الجواب أفضل طريقة لدعوة الآخرين: القدوة الحسنة، والمصاحبة المستمرة، مع تلمس حاجاتهم، ومعرفة مشاكلهم ومساعدتهم على حلّها.. ويتخلل ذلك إهداء بعض الكتيبات النافعة، والأشرطة المفيدة المؤثرة. وأهمّمن ذلك كله: الإخلاص لله عزّ وجل في ذلك، والتجرد من حظوظ النفس، فلا يكنلك هدف من دعوتهم إلا ابتغاء وجه الله وإنقاذهم من النار. المصدر : لها أون لاين ============== . كيف تدعين غير مسلمة للإسلام؟! بالتأكيدالكل يعرف أن الهداية بيد الله، وأن الله يهدي من يشاء، ولكن أريد بعضالنصائح والإرشادات تساعدني على أن أدعو فرنسية غير مسلمة إلى الإسلام.. فأنا أعيش في فرنسا، ولقد تعرفت مؤخراً على امرأة لفت نظري فيها أنها منالممكن أن تسلم، فهي قالت لي إنها قضت منذ سنوات بعض الظروف الصعبة ولجأتإلى أسرة مسلمة أعانتها على تفريج كربها وأعطوها القرآن الكريم المترجم؛لكي تتعرف على الإسلام، وعندما قرأته شعرت براحة القلب والسكينة، وانشرحصدرها، هذا حدث بعد أن طلقت مرتين، الآن هي متزوجة من رجل أفريقي (طبعا غيرمسلم) وأنجبت 3 بنات، وهي حتى الآن معجبة بالإسلام، قائلة إنه دين كاملودين الطهارة.. إلخ، ولكن لم تسلم بعد، والملفت للانتباه أنها عكس غيرها منالفرنسيات، لا تتبرج للأجانب.. نستطيع أن نقول إنها تريد أن تستر جسدها،وهي قالت لي أنها تأمر بناتها بذلك.. أيضا باختصار أرى فيها بوادر خيركثيرة.. أرجو أن تقولوا لي كيف يجب أن أتعامل معها، أو أن تعطوني نصائح عملية لربما يهديها الله عز وجل إلى الإسلام.. بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
(9/12)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
فأشكرللأخت السائلة حرصها واهتمامها بدعوة غير المسلمين للإسلام، فإن هذا ممايضاعف الله به الأجر ويعظم به المثوبة، كما قال صلى الله عليه وسلم لعلي بنأبي طالب رضي الله عنه: "فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك منحمر النعم". ولا شك أن إهداءها ترجمة لمعاني القرآن الكريم وشرحاًمختصراً لبعض سوره من أعظم ما يعين الكافر ويهديه لدين الإسلام بتوفيق اللهتعالى، وبإمكان الأخت السائلة أن تحرص على الحصول على بعض الكتيباتوالنشرات والمطويات التي تخاطب غير المسلمين، مع الأخذ في الاعتبار أن تكونتلك الكتب والنشرات موجهة للكافر حسب معتقده ودينه، مع الحرص أن تكون تلكالكتب سليمة في تصوير حقائق الإسلام وبيان قواعده وأسسه ومعالمه وفق المذهبالحق، مذهب أهل السنة والجماعة. ويمكن الاستعانة بالمكاتب والجهاتالخيرية التي تعمل في بلاد العالم كرابطة العالم الإسلامي والندوة العالميةللشباب الإسلامي والمنتدى الإسلامي، فلدى تلك الجهات كتب ونشرات كثيرةموجهة لغير المسلمين حسب لغاتهم ومعتقداتهم. كما أنَّ المعاملة الحسنةوالخلق الطيب مع هذه المرأة يحببها في دين الإسلام، وكذا إهداؤها وإعطاؤهاالزكاة لتأليف قلبها للإسلام، فإنَّ من الأصناف الثمانية الذين تصرف لهمالزكاة "المؤلفة قلوبهم" وهم أصناف منهم من يعطى رجاء إسلامه وكذا إن كانحديث عهد أعطي لتقوية إسلامه ولو كان غنياً. ولا تنسي دعاء الله تعالىلها بالهداية والدخول في دين الإسلام، مع مناقشتها ومحاورتها بالتي هيأحسن، بشرط أن تكون لديك القدرة على تفنيد ودحض شبهاتها وتشكيكها في دينهاببيان أوجه بطلانه وعدم موافقته للفطرة والعقل. وأسأل الله تعالى لكالتوفيق والسداد، وأن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يهدي على يديكهذه المرأة للإسلام، إنَّه جواد كريم. المصدر : لها أون لاين المستشار : هتلان بن هتل ============== . أرى منكرات كثيرة فماذا أفعل ؟ أرىمخالفات كثيرة تقع من بعض النساء أو الفتيات في الجامعة , وفي الأسواق , وفي الطرق العامة ولا أقوم بنصحهن بل أسكت , مع إنكاري لها وحزني علىصاحبتها , ورغبتي بنصحهن , خوفاً من الفشل والرفض , وجهلي بالطرق الصحيحةلنصحهن , أفيدوني مأجورين . الجواب بسم الله الرحمن الرحيم ... الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. إجابة السؤال: أرى منكرات كثيرة فماذا أفعل ...؟ مامن شك أن الحياة لا تخلو من المنكرات ، فهذه سنة الله في هذا الحياة ،الخير والشر يتصارعان إلى يوم القيامة ، ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَافَعَلُوهُ ) (112) سورة الأنعام . ( لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ) (42) سورة الأنفال. ومنثم هناك قاعدة عظيمة بالنسبة للمسلم الذي يشاهد المنكر ، حال وقوعه أو بعدوقوعه ، وهي قاعدة التدرج في التغيير والإنكار ، (من رأى منكم منكراًفليغيره بيده .... الخ الحديث ) . فأنت يا ابنتي إذا رأيت منكرا ، حدديدرجة هذا المنكر ، ثم حددي درجة قدرتك إزالة هذا المنكر ، ثم أين وقع هذاالمنكر ، وهل هو منكر عام أو خاص ، وهل هو في محيط تستطيعين التحكم فيه أملا ..؟ فإذا اتضحت لكِ الصورة يكون الإنكار على قدر الصورة التي خرجت لك، الإنكار باليد لا يكون إلا في المحيط الذين تستطيعين التحكم فيه ،كالبيت مثلاً ، والدرجة الثانية ، والدرجة الثانية لباقي المنكرات التيترين ، ثم قبل بدء عملية الإنكار لا بد من التأكد من موقع المنكر على خريطةالأمور المنهي عنها في الشرع ، فقد تنكرين أمرا يسع الخلاف فيه ، أو قدتنكرين أمرا مباحا ، فيحدث منكر أعظم (قاعدة المصلحة والمفسدة ) إذا كانالإنكار سيؤدي إلى منكر أعظم ، يترك هذا المنكر على حالة . كيف أبدأ بالإنكار إذا وقع منكر أمام عيني ، أو رأيت منكراً ؟ هناكبعض الطرق تعين بإذن الله على حصول نتائج إيجابية في مثل هذا الأمر ، إذااتبعها كل من يريد أن يقدم النصح والإرشاد وإزالة المنكرات وهي : - - طلب المعونة من الله ، والتثبيت على قول الحق . - الشيطان يخذل ويرجف ، فإذا أحسست بهذا الأمر فامضي واعلمي أنكِ على الحق ،لأنك على الطريق الصحيح ، وسيوهمك الشيطان بأوهام تحبطك عن إتمام النصح . - لا بد من معرفة درجة هذا المنكر ، لتحديد الأسلوب الأمثل لإنكاره. - ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، فالرفق واللين يفتحان الأبواب والأنفس المغلقة . - الصدق في المشاعر تجاه المنصوحة ، اجعليها تحس بدفء كلماتك النابعة من الأعماق . - إياك والتشمت بأحد مهما عمل . - لا تجعلي المنصوحة تحس أنكِ ندٌّ لها ,وأنك تنتصرين لنفسك بسبب ما قالت . - قد تسمعين ما يسؤوك، فماذا أنت فاعلة .. ؟ وما هي ردة فعلك ..؟ - هل تعلمين أن قدوتنا ، صلى الله عليه وسلم ، ناله الأذى في هذا الأمر ..؟ - لا تحقري أي كلمة ، فرب كلمة قيلت لحظة صدق أنقذت غريقة من الهلاك . - الهدية لها تأثير عجيب في هذا المجال . - كل شخص يحب المديح والإطراء ، حاولي أن تثني على المنصوحة بما فيها منصفات إيجابية ، ثم اذكري الملاحظ التي وجدت ، ففتح أبواب القلوب مطلوبللدخول . - لكل شخصية مفاتيح تؤثر عليها ، ممكن استثمارها عند تغيير المنكر . - عليك أن تسلكي أسلوباً آخر إذا تعذر الكلام المباشر مع المنصوحة ، الرسالة المكتوبة أو المكالمة. - احذري مناصحة الرجال ، فقد تقعين في الفخ ، وأنتِ لا تدرين . - حاولي أن يكون معك أحد من صويحباتك وأنت تنكرين ، لتتقوي بها . - تجنبي رفع الصوت عند الإنكار.
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:40 pm
(9/13)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
- خذي المخالفة إلى زاوية بعيدة عن الأعين، ثم وجهي لها الكلمات الرقيقة، ستجدين أنها قد تستجيب لكِ . - اشكري المنصوحة على سعة صدرها ، واستجابتها لكِ . - اعلمي أنكِ لست وكيلة على أحد ، وأن التأثير بيد الله ، ما علينا إلا أن نزرع الثمرة ، ونلقى الكلمة ، ومفاتيح القلوب بيد الله . - تأملي ثمرة هذا العمل ، وما هو الأجر المدخر لك عند الله لو أن هذه قد استجابت لكِ . (لأن يهدي الله بك رجلاً واحد) ... الحديث . - أخيراً أسأل العلي القدير أن يوفقكِ في مسعاكِ، وأن يكتب الخير علي يديكِ .... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... المستشار : عبد الله بن عبد الرحمن العيادة ( بريدة ) . ... =============== . كيف أوجههن ؟ السلامعليكم ورحمة الله وبركاته .. أدرس بالجامعة بأحد الأقسام العلمية وجميعصديقاتي ( غير متدينات ) ، مع أن شخصياتهم طيبة وصاحبات دعابة .. بعضهنمُسالمات ، والبعض يتسمن بالجدال .. كيف أوجههن علماً بأنني من النوعالهادئ جداً ونفسي قصير في النقاش .. أرجو التوجيه والإرشاد خاصة ممن لديهالمعرفة في دعوة الفتيات .. جزاكم الله خيرا .. الجواب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فالدعوةتكون بأسلوب النبي عليه أفضل الصلاة والسلام, دعوة في كل زمان ومكان ومعكل أحد وهي لا تنفك عن القول والعمل , وتبدأ بالقدوة وحسن المعاملة , معالخلق واختيار الأوقات المناسبة والألفاظ المحببة إلى النفس , واستخدامالوسائل المعينة على ذلك كل بحسبه , وينبغي أن تتوخى الأخت الحذر من النقاشالعقيم و المراء الذي يفسد القلوب ويوغر الصدور فقد قال النبي صلى اللهعليه وسلم "طوبى لمن ترك المراء وإن كان محقاً " . وقد أمر الله تباركوتعالي نبيه أن يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة قال تعالى (ادع إلى سبيل ربكبالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) , فالدعوة تكون بالحكمةوالموعظة الحسنة, والجدال إنما يلجأ إليه عند الحاجة , ويكون بالتي هي أحسنأيضا , ولا مانع أن يستعين المرء بمن هو أقدر منه على الدعوة , لاسيما إنكان أفصح منه لسانا وأقوى حجة , ولابد مع ذلك أن يتحلى الداعية بالعلم قبلالدعوة , وبالرفق أثنائها , وبالصبر بعدها لتؤتي دعوته الثمرة المرجوة ثمإن لي ملاحظة على قول الأخت : ( جميع صديقاتي غير متدينات ) ثم تقول : ( بعضهن مُسالمات ) , ومن الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يعنى باختيار أخلائهوأصدقائه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المرء على دين خليله فلينظرأحدكم من يخالل ) , وأثر الجليس الصالح وجليس السوء لا يخفى على ذي لب . والله الموفق ,,, المستشار : عبد الله اللحيدان . ============ . كيف أدعو إلى الله ؟؟!! السلام عليكم ورحمة الله ابنتكممحبة الدعوة على اسمها تحب الدعوة ولكنها لا تعلم من أين تبدأ , بدأت فيحفظ القرآن بعد فراغي من الجامعة ولازلت أحفظ وأقرأ باستمرار عن فنونالحوار والأساليب الدعوية , وكل ذلك رغبة في انخراطي في عمل دعوي أفرغ منخلاله طاقتي وأقوم بواجبي نحو ديني , ولكني أخجل من إلقاء المحاضرات مهماحاولت أن أتدرب , فصرفت نظري عن الإلقاء واتجهت إلى كتابتها أو جمعمواضيعها لبعض الأخوات كي تلقيها بحكم سرعة قراءتي وبحثي فيالانترنت...ووجدت في ذلك سعادة ثم تشجعت أن أوزّع كتيبات على العاملاتوالممرضات من مختلف الجنسيات وفعلت إلا أن لغتي الإنجليزية ليست قوية فلاأستطيع محاورتهن , فاكتفيت بوضع الكتيبات مع الدعاء بأن يهدي الله بها , ولكني أطمح في عمل يمتاز ببصمتي فيه , فأنا كثيرة القراءة في علوم مختلفة . لاادري ماذا أفعل , أرجو منكم الإجابة علي بما يفتح أمامي آفاق في الدعوة , ولكم مني خالص الدعوات , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . الجواب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و بعد لاحظت في رسالة الأخت محبة الدعوة أموراً منها : 1- أنها أسهمت في أكثر من مجال في الدعوة . 2- أن قراءتها متنوعة و غير مركزة . 3- أنها تطمح إلى عمل يظهر فيه بصمتها . ووصيتي للأخت بالآتي : 1- التركيز على طلب العلم الشرعي من خلال مواقع العلماء . 2- الاهتمام بالمجال الذي ترى أنها تحسن و ينفع الله به على يديها , فاللهتعالى يفتح لكل أحد في مجال أو أكثر وقد لا يفتح له في مجالات أخرى , فليستالدعوة محصورة في إلقاء المحاضرات و لا في المقابلات بل لها مجالات كثيرة . 3- أن تحرص على الدعوة المؤسسية من خلال التعاون مع بعض الأخوات , سواء فيعملها أو أسرتها أو بعض دور التحفيظ أو المواقع النسائية أو غير ذلك . 4- الإخلاص لله تعالى وسؤاله التوفيق , فليس المراد من الدعوة ظهور البصمة , بل قد تعمل الداعية أعمالاً كثيرة و ينفع الله بها ولا يعلم أحد بما تقومبه من جهود كبيرة ولكن الله تعالى يأجرها على ذلك . أسأل الله تعالى للأخت الكريمة مزيدا من التوفيق و العون و أن يثبتنا و إياها على الصراط المستقيم وصلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم . المستشار : سليمان الغصن . ============= . الوالدان والجامعة والدعوة .. فيهما فجاهد أعملمدرِّسًا بالجامعة بإحدى الجامعات الحديثة في محافظة تبعد عن محافظتيحوالي 100كم "1.5-2ساعة بالمواصلات" وكنت أودُّ الاستقرار السكنيّ فيمحافظة عملي، ولكن والدي ووالدتي وهما كبارٌ في السنّ فوق 65 سنة، كما أنَّوجودي في بلدي وبها جامعةٌ كبيرةٌ تساعدني في الاحتكاك العلمي وعمل أبحاثمشتركة مع زملائي في هذه الجامعة.
(9/14)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
ولكنبعض الإخوة ذكروا لي بأنَّ وجودي مستقرًّا في جامعتي سيكون له أهميَّةٌكبرى من الناحية الدعويَّة وناحية الاستقرار الأسري والراحة من عناء السفر. علمابأنَّني أسافر حوالي 2-4 أيام أسبوعيّا وأعود، وأنا مقتنعٌ بذلك، ولكنيأشعر بمسئوليِّتي تجاه والديّ، وقد كبُرا في السنّ، خاصَّةً أنَّه ليس ليإلا أخٌ واحدٌ، ولا يوجد بنات، وهو يسعى للسفر الآن لتحسين وضعه المادي لكييستطيع الزواج، فأرجو أن آخذ مشورتكم، وأن ينفعنا بكم بإذن الله. مع خالص شكري وتقديري. الجواب أخي الكريم الدكتور عصام رعاك الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بعداطلاعي على رسالتك، وسابق خبرتي وتجربتي في أمثال هذه الحالات والخياراتالمتعارضة، ولا أقول المشكلات لأنَّها ليست كذلك، إذ الأمر لا يعدو أن يكونتمحيصًا لقضيَّةٍ عاديَّةٍ في ضوء الشرع أوَّلاً، وأبرز قواعده التي تقول: "إنَّ درء المفاسد يقدَّم على جلب المنافع" ، كما في ضوء المصلحة ثانيًا،إذ المعروف من الدين بالضرورة أنَّ الإسلام إنَّما جاء لمصلحة العباد فيالحياة الدنيا ويوم التناد، أجيب بالتالي: - لقد امتنّ الله عليكبالتوفيق في الدراسة حتى نلتَ شهادة الدكتوراه، وهذه نعمةٌ قد لا يحصلعليها كثيرٌ من الناس.. وأكرمك بالزواج الذي يكتمل به الدين، وهنالكالكثيرون الذين لا يستطيعون إليه سبيلاً، ولا أدري إن كنت قد رزقت ولدًا،وهذه من مفردات زينة الحياة الدنيا، ثمَّ وفقك الله بأن هيَّأ لك عملاً فيمؤسَّسةٍ جامعيَّة هامَّة، وهنالك آلافٌ من حملة الشهادات العليا عاطلون عنالعمل. - يجب أن تدرك يقينًا أنَّ كلَّ ما أنت عليه اليوم من نعم هو منتوفيق الله تعالى، ونتيجة برّ والديك، فإن أوصلك برُّك بهما ورضاهما عنكفي الماضي إلى مثل ما أنت عليه من خيرٍ عميم، فإنَّهما اليوم – وقد أصبحاكبيرين - لبمسيس الحاجة إليك والأُنس بك وبأهلك وولدك، لتقرَّ أعينهماوتكتمل سعادتهما، ممَّا يعوِّضهما عن ضعف وعجز ووحشة الكِبَر، ولو كان علىحساب وقتك وراحتك.. والأعمال بخواتيمها. - إنَّ رأس مال المسلم فيالحياة بعد نيله رضا الله تعالى، حصوله على رضا والديه مصداقًا لقولهتعالى: "وقضى ربُّك ألا تعبدوا إلا إيَّاه وبالوالدين إحسانًا". وتذكَّر - أخي الكريم - أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأحدهم وقد جاءيستأذنه للخروج إلى الجهاد - وهو ذروة سنام الإسلام - لمَّا علم أنَّ لهأبوين عجوزين، التفت إليه وقال: "ففيهما فجاهد" من حديث رواه أبو داود بسندصحيح. وقال صلى الله عليه وسلم لآخر وقد جاء يشكو أباه من كثرة الطلب: "أنت ومالك لأبيك" رواه ابن ماجة بسندٍ صحيح. أخي الكريم؛ احرصْ على أن تكون قريبًا من أبويك، وإيَّاك أن تفكِّر في تركهما إلى المحافظة الأخرى، بدعوى طلب الاستقرار والراحة والعمل الدعوي. وكن على ثقةٍ أنَّك إن فعلت هذا ابتغاء وجه الله وطمعًا في رضا أبويك فإنَّ الله: سيبارك لك في وقتك الذي تحسب أنَّك أضعتَه في السفر. وسيخفِّف عنك عناء السفر ويطوي لك الأرض. وسيهيئ لك من الراحة والاستقرار أضعاف ما كنت تنشده في الخيار الآخر. وسيفتح لك أبواب العمل للإسلام، ويسخر لك العديد من فرص الدعوة إلى الله. سأكون سعيدًا بمعرفة قرارك، وإنَّني لواثقٌ بسديد رأيك. وفقك الله لما فيه رضاه. المستشار : فتحي يكن . المصدر : إسلام أون لاين ============== . درجات المناصحة إذا كان المدعو يكابر ويزايد ويعاند، فإن نصحته بأمر أصر عليه وبالغ في إظهاره.. هل ترك مناصحته أفضل؟ ليشقيق من هذا النوع إذا ناصحته صمم على ذنبه وحاول أن يظهر لي فرحته بهوكأنه يستمتع بإغاظتي، وأنا أشفق عليه من العقاب، فهل الدعاء له كاف وتركالمناصحة أفضل، علماً بأنني أدعوه برفق وحكمة وأحاول التقرب إليه بما يحب. الجواب منالحكمة في دعوة الآخرين والإنكار عليهم مراعاة تحقق النتيجة المرجوة، أوبعضها، ومقابلتها بالمفاسد والنتائج السيئة المتوقع حدوثها والتي قد لايكون معها أي مصلحة مرجوة، ويكون ذلك بحسب فطنة الناصح ومعرفته بالآخرينوردود فعلهم، معرفة أكيدة وليست متوهمة، أعني بذلك أنه قد يوجد شعور مثبطفي النفس يوهم بأن هذه النصيحة أو الكلمة ستؤدي إلى شر فيقعد عنها ويتركها،ولكن المقصود أن يعلم بتجربة سابقة- مثلاً- أنه سيترتب على النصيحة مفسدةومنكر أعظم من الخطأ الذي كانت لأجله النصيحة كالحال الذي ذكرت. فعلىذلك أرى أن تقصري من نصح أخيك حماية له من الوقوع في المجاهرة والمكابرةوإظهار الفرح بالذنب الذي يظهر منه عند نصحك له , وفي هذه الأمور منالخطورة والوعيد ما يجعلك تكفين عن مناصحته حماية له منها، خاصة أنه لميظهر منه أي استجابة. وإذا رأيت أن طريقة النصح غير المباشر قد تكونمجدية معه ولا يحدث معها مثل ذلك فقومي بها؛ كإهداء الشريط والكتاب أوالرسالة مع مواصلتك الدعاء له، هداه الله تعالى بمنه وكرمه. المستشار : أسماء الرويشد . المصدر : الشبكة النسائية العالمية . ... ============== . مذبذبة وأريدها داعية.. الأهم فالمهم السلامعليكم ورحمة الله، أعرض عليكم مشكلتي بارك الله فيكم، والتي تتضمن حالإحدى المدعوات التي تعاني من شعور سيئ؛ وهو -كما تدعي- كراهيتها لأن تفعلأي عمل فيه خير، وذلك يشعرها بضيق، وتقول: "أحس أني أنا لست أنا عند عملالخير، وأن هذا العمل ليس لي".
(9/15)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
والغريبأنها لا تمقت الخير؛ بل تحبني كداعية لأني على خير كما تقول، ودوما تشجعنيعلى الثبات، وتقدر تفكيري وتُجلُّه، وتقول: "أتمنى أن أكون مثلك، ولو ليومواحد ثم أموت". وقد يكون نتج هذا الشعور لديها بعد محاولات لعمل بعضالأعمال الخيرة ثم التراجع عنها، وكم أنصحها وأعلمها أن الله غفور رحيم،إلا أن التقدم بطيء. وفي بعض الأحيان ورغم معزتها لي وقناعتها بصحةطريقي تفكر بالبعد عني بحجة أنها تعاني من صعوبة في سلوك طريق الخير! فتحسبأنها تائهة ومذبذبة وعاجزة عن إيجاد الراحة النفسية وهي بحالة التذبذب،وأن ما يمنعها من العودة للشر هو معرفتي، حتى إنها أحيانا تقول: "أتمنى أنأرجع كما كنت ولو أسوأ إنسانة بالكون، ولكن أريد أن أرتاح وأجد نفسي"!! فماذا تنصحونني؟ وهل من المجدي الاستمرار معها، علما بأنها تحسنت كثيرا،لكن ما زالت تحتاج للكثير من الصبر؟؟ الجواب بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. الأخت الفاضلة، نرحب بك في موقعنا، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لما فيه فائدتكم وعونكم. أختيالعزيزة، كم هو جميل هذا الشعور المتأصل في داخلك بشعورك بمشاكل غيرك،واعتبارها مشكلتك الخاصة، وهذا دليل واضح على حرصك الشديد على العون ونشرالخير، والأخذ بيد الناس، فبارك الله فيكِ. عزيزتي، لا بد من توضيح أمرسيسهل علينا كثيرا حل هذه المشكلة؛ وهو ما المقصود بالعمل الخيري أوالتطوعي بشكل عام؟ هو ما تبرع به الإنسان من تلقاء نفسه؛ بحيث يقوم بعملإيجابي تبرعا منه دون أن ينتظر مقابلا ماديا؛ بل ابتغاء رضا الله عز وجلوثوابه. من التعريف السابق نستنتج أن الوصول لهذه المرحلة من العملالخيري تحتاج تأهيلا مسبقا وإعدادا قويا في جوانب مهمة؛ فالعمل الخيريمرتبط برباط قوي بقوة إيمان الفرد؛ لأن هذا الإيمان القوي هو المحركوالدافع للقيام بأعمال خيرية بكل حب وطواعية. لذا يا أختي العزيزة فمنالمجدي الاستمرار مع صاحبتك هذه والصبر عليها، ولكن السؤال الهام هو: في أياتجاه ستستمرين معها؟ لا بد من العمل في الاتجاه الذي تحتاجه هي في هذهالفترة. وأرى أنها الآن بحاجة للارتقاء بها إيمانيا وأخلاقيا؛ فنمو الناحيةالإيمانية والأخلاقية هو ما يحض الفرد على العمل الخيري، ويشعرهبالمسئولية تجاه الآخرين، ويجعله أكثر تحملا وصبرا، وبالتالي يكون ما سبقهو نقطة البداية لزميلتك. إن هذه الأخت المدعوة فيها الخير الكثيرُ،ولكنها تحتاج تأصيلا وتأسيسا لهذا الخير حتى تقوى وتتشجع للاستمرار فيه،ولنبدأ بالأولويات التي تحتاج لها في هذه الفترة، وإليك بعض النصائحوالخطوات التي يمكن أن تتبعيها معها: - ساعديها في البداية على تقويةإيمانها والتقرب من الله تعالى أكثر بالحفاظ على الفرائض، وأداء النوافل،وأبواب النوافل من العبادات كثيرة، وذات تأثير قوي في زيادة الإيمانوتقويته، كما قال تعالى في الحديث القدسي: "وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبإلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذاأحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها،ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه". - نوِّعي في أساليب دعوتك لها، وحاولي استكشاف أكثر الأساليب التي تحبها،وحافظي على دعوتها بين كل فترة وأخرى لمجالس الذكر معك؛ لتزكية النفسومجاهدتها. - ابتعدي عن أسلوب الدعوة المباشرة، ولا تطلبي منها بشكلمباشر مشاركتك في أعمال خيرية، ولكن حاولي تفعيلها معك في بعض الأعمال التيتتناسب واستعدادها في هذه الفترة. - تذكري أن أبواب الخير كثيرةومتدرجة، وهي دائما تكون نقطة البداية، كما قال عليه السلام " "الإيمانُبضعٌ وسبعون أو بضعٌ وستُّون شعبة؛ فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناهاإماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" (متفق عليه). - قفيبجانبها وذكريها بأن أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل، وساعديهاأن تحافظ على تقربها من الله، وتقوية ثقتها بنفسها؛ فجهاد الإنسان لنفسهومحافظته على ما أمر الله تعالى من أحب الأعمال إلى الله، وبها ننال رضاهوجنته إن شاء. تلك بعض النصائح التي أسأل الله تعالى أن تفيدك وتعينك فيدعوتك، ولا تنسي أن من أهم صفات الداعية إلى الله الصبر على المدعو،والدعاء له، ونحن نقوم بواجبنا، والهداية بأمر رب العالمين. أخيرا.. منالمؤكد أنه ليس كل المسلمين سيطرقون أبواب الخير والمشاريع الخيرية؛ فلكلفرد اتجاهات وميول يستطيع بها أن يخدم دينه وبلده بما يناسب قدراتهوإمكانيته؛ لذلك لنضع جميعا هذا الأمر أمام أعيننا؛ فأبواب الخير لا تقتصرعلى المشاريع الخيرية والتطوعية؛ بل هي أوسع بكثير؛ فكل أمر يخدم شبابالوطن ويطورهم ويساعدهم هو باب من الخير، لنا فيه الأجر والثواب بعون الله. نسألالله تعالى التوفيق لكِ في دعوتك، وأن يرشدك دائما لما فيه خير الإسلاموالمسلمين، وتابعينا دائما بأخبارك، ولا تنسينا من صالح دعائك. السائل : ر.ع.غ - السعودية . المستشار : نور الإيمان محمد . المصدر : إسلام أون لاين ============== . لا بد من التدرج مع المدعو فيالبداية يطيب لي أن أوجه شكري الجزيل على ما تقدمونه من جهود، أسأل الباريأن يجعلها في موازين حسناتكم. ولي استشارة أرجو أن يتسع وقتكم لتشيروا عليبما يمكن أن افعله.
(9/16)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
أناوكيلة لمدرسة فيها جميع المراحل الدراسية، وقد بدأت عملي منذ ثلاثة أشهرفقط، من خلالها بدأت التعرف على الطالبات والاحتكاك بهن، ومحاولة علاججوانب القصور الديني لدى بعضهن، خصوصاً طالبات المرحلة الثانوية، محتسبةأجري على الله تعالى. أردت استشارتكم في طالبة كانت على غير طريقالاستقامة، فقد كانت غير محجبة وتستمع إلى الأغاني، إلى غيرها من المعاصي - أسأل الله أن يعفو عنها ويغفر لها -. ومنذ شهرين تقريباً تركت الأغانيوعزمت على عدم العودة إليها، وبدأت تستمع إلى المحاضرات الدينية، والأناشيدالإسلامية، استغللت الفرصة فحادثتها على انفراد، وطلبت منها أن تعتبرنيأختها، وأخذت أحادثها بين الفينة والأخرى وأناصحها ، وطلبت منها أن تبتعدعن كل سلوك غير لائق. منذ ثلاثة أيام تقريباً لاحظت تأخرها عن صلاة الجماعةالتي تقام في المدرسة فأبديت استيائي منها وتضايقي، ولما جاءت إلي فينهاية الدوام الدراسي لتسلم علي رفضت علامة غضبي عليها. بعد هذا اليوم لمأشاهدها تصلي في المسجد، ولما تأكدت تبين لي هروبها وعدم صلاتها لغير عذر،مما جعلني أتضايق من نفسي، وأتهم نفسي بأني المتسببة لما وصلت إليه. أرجوأن تشيروا علي بما ينبغي علي عمله، جزاكم الله خيراً. الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. نشكركيا من رمزت لنفسك بـ "مستشيرة" على ثقتك بالموقع وتواصلك معه. ونرجو أننقدم لكِ ما ينفعك، ذكرت في رسالتك أنك وكيلة مدرسة وأنك مهتمة بمشاكلالطالبات، وأنك تحاولين معالجة جوانب القصور لديهن. اعلمي ـ يا عزيزتي ـأنه لا يبقى لكِ من عملكِ إلا ما احتسبت به وجه الله تعالى، وأن العملالدعوي من خير الأعمال وأحبها إلى الله ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَولاً مِّمَّندَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَالْمُسْلِمِينَ ) . وللدعوة في هذا الزمان أهميتها العظمى، خاصة بين فتياتفي عمر الزهور مقبلات على الحياة بحلوها ومرها؛ فهؤلاء هن ربات بيوتالمستقبل وأمهات الجيل القادم، فاجتهدي لتقديم كل ما بوسعك لتكوني سبباًلصلاحهن؛ فإن صلاحهن صلاح المجتمع. ذكرت ـ يا عزيزتي ـ طريقة معالجتكلسلوكيات تلك الفتاة التي تحسنت بعض الوقت ثم رجعت إلى ما كانت عليه، اعلميـ يا أختي ـ هذه النتيجة طبيعية، إذا لم يكن هذا التغير على أساس سليم منفهم كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – والعقيدة السليمة فيالخوف من الله والرجاء في عفوه ومغفرته. لا بد أن تراجعي نفسك فيالأساليب التي استخدمتها مع هذه الطالبة، هل كان اهتمامك منصبا على الشكلونسيت الاهتمام بالقلب وترسيخ الإيمان بالله والخوف من عقابه والرجاء فيثوابه، لا تلومي نفسكِ كثيراً، بل راجعيها، وما زال لكِ في الوقت متسع. إياكِواليأس والقسوة والعنف أو الهجران في غير محله، بل لا بد من التغاضيأحياناً والدعوة بلطف ومحبة وصبر وود ( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَالْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) . كما لا بد من التدرج معالمدعو في اللين والقسوة، لا تستخدمي القوة والتوبيخ إلا إذا كان هناك أمرعظيم وبعد محاولات شتى ولمدة طويلة. لا تيأسي وأعيدي علاقتك الطيبة بتلكالطالبة وتناسي أخطاءها وركزي على محاسنها، احرصي على الاهتمام بهاوتشجيعها، ولا تكثري النصح كلما قابلتها، واسألي عن أحوالها وحاولي حلمشكلاتها.. حببيها لنفسك بالكلمة الطيبة، بالابتسامة الصادقة، بإهداءالأشرطة والكتيبات المؤثرة؛ فلعل لها أثرها.. ثم انتبهي لصاحباتها،واطلبي من الطالبات الموثوقات احتواءها ومد جسور الود والمحبة معها، وذلكبتقديم المساعدات التي تحتاج لها، سواء في شرح درس لها أو تلبية طلب منطلباتها، والتعاون معها بأي شكل من الأشكال، ومصلى المدرسة خير محتضنلأمثال هؤلاء. نسأل الله لك المعونة والثبات، وأن تكون هؤلاء الطالبات شاهداً لنا لا علينا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. المستشار : الجوهرة حمد المبارك . المصدر : لها اون لاين ============= . رفقاء الدعوة.. أدوات تثبيط .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... إخواني: أنتم تعلمون أنَّ اختلاف الدعاة مصيبةٌ من مصائب الدعوة، ولكنَّها تحدث. أناأمارس العملالدعويَّ في الجامعة والحمد لله، لكنَّني كلَّما أردت القيامبأيٍّ نشاطٍ مفيدٍ في مجال الدعوة في الكلِّيَّة، أجد معارضةً من أحدالزملاء معي في موقع العمل.. وهذه المعارضة ليست على العمل.. إنَّما لتثبيطالعزيمة. أنا والله أحبُّ مجال الدعوة هذا، لكنَّني لا أجد قبولاً أو مؤازرةً عند التنفيذ. أعمل كثيراً على جذب هذه الأصوات المعارضة واستشارتها في كلِّ الأعمال، وما من فائدة. خلافاتنا تؤثِّر كثيراً على جوِّ العمل، وأنا أخاف على عزيمتي وحبِّي للعمل. الجواب الأخت الكريمة هبة حفظها الله ووهبنا وإيَّاها الصبر والمصابرة، وثبَّتنا على دينه القويم وصراطه المستقيم. اعلمي -أختي الكريمة– أنَّ ما تكابدينه في موقع العمل من مثبِّطاتٍ ومعوِّقاتٍيكاد يكابده كلُّ داعيةٍ في موقعه، ومن الأقربين قبل الأبعدين... ما عليكإلا الصبر، والثبات، وكظم الغيظ، ومتابعة الطريق، مع صعوبة ذلك ومراراته،كما يصوِّره الشاعر بقوله: وظلم ذوي القربى أشدُّ مرارةً...على النفس من وقع الحسام المهنَّدِ .
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:41 pm
(9/17)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
واعلميكذلك أنَّ الناس معادن، وأنَّهم أنواعٌ شتى، وإن كانوا مسلمين أوإسلاميَّين، فمنهم المنتِج، ومنهم المستهلِك، ومنهم العامل المتحرِّك،ومنهم القاعد عن العمل الكسول، ومن هؤلاء من هو متعاونٌ مشجِّع، وآخرمثبِّطٌ مقرف، بل إنَّ بين أولئك وأولئك من هو منشغلٌ في الإعمار والبناء،ومن هو للهدم والإرجاف، وصدق الشاعر حيث يقول: متى يبلغ البنيان يوماً كماله....... إن كنتَ تبنيه وغيرك يهدم لو ألف بانٍ خلفهم هادمٌ كفى....... فكيف ببانٍ خلفه ألف هادم إنَّمن الشكر لله على نعمة العمل للإسلام والدعوة إليه والجهاد في سبيله، أننصبر على وعثاء الطريق ومكارهها، وطريق الجنَّة كما أخبرنا رسول اللهصلى الله عليه وسلم محفوفةٌ بالمكاره: "حُفَّت الجنَّة بالمكاره، وحُفَّتالنار بالشهوات"رواه مسلم، والشكر إنَّما يكون بالمثابرة والمجالدة مع نصحهؤلاء، لأنَّ الدين النصيحة. ثمَّ لابدَّ من إدراك حقيقةٍ من حقائق خلقالله تعالى، وهي أنَّ كلَّ إنسانٍ ميسَّرٌ لما خُلِق له، وإنَّ كلَّ واحدٍيعمل على شاكلته، وصدق ربُّنا سبحانه حين قال: "قل كلٌّ يعمل على شاكلتهفربُّكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا". وحقيقةٌ أخرى –ولكنَّها مخيفة– وهيأنَّ ما يُنعِم الله على عبدٍ من عباده من خير له ثمنه، وعليه شكره، وثمنهوشكره المحافظة عليه، وعدم التبرُّم به والتضجُّر منه، وإلا سلبه إيَّاه،وأعطاه عبداً آخر من عباده، ولن يضرَّه شيئا، وسيجزي الله الشاكرين: "ومن جاهد فإنَّما يجاهد لنفسه إنَّ الله لغنيٌّ عن العالَمين". وأخيرا،أيَّتها الأخت الكريمة، أدعوك إلى تجديد نمط وأسلوب العلاقة بزميلاتك،فالقلوب جُبِلت على حبِّ من أحسن إليها، وحاولي أن تستكشفي سبب مواقفهنَّالسلبيَّة، فلعلَّ لهنَّ عذراً لا تعرفينه فتوفَّقين إلى معرفته ومعالجةأسبابه، وإن لم تتمكَّني من استكشاف شيءٍ فالتمسي لهنَّ العذر، وقولي: "لعلَّ لهنَّ عذراً لا أعرفه"، ثمَّ لا تنسَي أن تدعي لهنَّ بالهداية فيظهر الغيب، وبذلك تنالين شرف الإحسان. فصبرٌ جميل، وبالله المستعان، وعليه التكلان. المستشار: د.فتحي يكن. المصدر : إسلام أون لاين ========== . التأنِّي.. التسويف.. التخذيل.. ودعوة أخي السلام عليكم، سؤالي هو كيف يفرق الداعية بين التأنِّي والحكمة في الدعوة وبين التسويف وتخذيل الشيطان له؟ مثال: لديَّ أخٌ أعلم منه أخطاء، وقد يعلم أنَّني أعلم بعضها، ولديَّ الرغبة فينصحه، لكنِّي أجد من نفسي ترددا، فأحياناً أجد الحماس لمناقشته ونصحه،وأحياناً أخرى أجد منها نوعاً من التريُّث أوالتكاسل بحجَّة الخوف من ردَّةالفعل والعواقب، فكيف أعلم أيُّهما أصحّ؟ السؤال عامٌّ ومتفرِّع، وأظنُّ الإجابة تختلف باختلاف الأحوال، فأرجو التفصيل، وأودُّ سماع تعليق الدكتور فتحي يكن. الجواب أخيالسائل الكريم، إنَّ مهمَّتك حيال الحالة التي طرحتها دقيقة، وتحتاج إلىكثيرٍ من الصبر والأناة والحكمة، وقد يكون مطلوباً ابتداءً اطمئنان نفسكإلى أنَّ ما تقوم به من عمل إنَّما تبتغي به وجه الله، بعيداً عن الهواجسالشيطانيَّة المثبِّطة للهمَّة، المسبِّبة للحيرة والقلق. يجب أن تدركابتداءً أنَّ مهمَّة الداعية هي من أشرف المهمَّات وأكرمها عند الله تعالى،وأجزلها أجراً وثوابا، لما تحتاجه من صبرٍ ودرايةٍ ورعاية، وحكمةٍ وقدوة،وتجرُّدٍ وتضحية، وصدق الله تعالى حيث يقول: (ومن أحسن قولاً ممَّن دعاإلى الله وعمل صالحاً وقال إنَّني من المسلمين)، ورسول الله صلى الله عليهوسلم لامَسَ صميم هذا المعنى بقوله لعليٍّ رضي الله عنه: "فوالله لأن يهديالله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمُر النَّعم"متَّفقٌ عليه. وأودُّأن أخلص من كلِّ ما سلف إلى القول بأنَّنا كدعاةٍ مدعوُّون إلى الكثيروالكثير من حسن الظنِّ بالله، ممَّا يولِّد الثقة بالنفس، والأخذ بالأسبابومتابعة المهمَّة الرساليَّة بالحكمة والموعظة الحسنة، والتي تفرض تخوُّلالآخرين بالنصيحة، والتيسير لا التعسير، والتبشير لا التنفير، فما يحتاجإلى الملامسة لامسناه، وما يحتاج إلى الإنكار أنكرناه، وما يستوجب التحذيرحذَّرنا منه، وما يتطلب التشجيع شجَّعنا عليه، كلُّ ذلك بحسب طبيعة مننرعاه ونتعهَّده، مصداقاً لقول عليٍّ رضي الله عنه: "أُمِرتُ أن أخاطب الناس على قدر عقولهم". إنَّعلينا أن ندرك ونحن نقوم بكلِّ ذلك أنَّنا نفرغ جهدنا ونبذل وسعنا،وأنَّنا قد نخطئ ونصيب، وقد نحسن ونسيء، إنَّما من غير تعمُّدٍ لخطأٍ أوإساءة، مُحتسبين أمرنا عند الله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا فيالسماء، وكفى به رقيباً وحسيبا. أخي الكريم، إنَّ ممارستك لمهمَّتكالدعويَّة على هذا النحو من شأنه أن يقذف في قلبك السكينة والاطمئنان،ويجعلك على بيِّنةٍ من الأمر، ووضوحٍ في التصرُّف، فلا يخالط "التأنِّيوالحكمة" هاجس "التسويف والتكاسل"، قال سبحانه: (… ومن يتوكَّل على اللهفهو حَسْبه إنَّ الله بالِغُ أمْرِهِ قد جعل الله لكلِّ شيءٍ قَدْرا)، ومعصادق الدعاء لك بالتوفيق والسداد. المستشار: د.فتحي يكن. المصدر : إسلام أون لاي ============= . عدم خدمتي لهذا الدين يؤرقني بسم الله الرحمن الرحيم.. سلام من الله عليكم ورحمة الله وبركاته..
(9/18)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
أستاذتيالحبيبة رقية المحارب وفقك الله، أنا أسطر هذه الكلمات بكل حرقة واللهشهيد على ما أقول، منّ الله علي بنعم كثيرة من أكبرها وأتمها الإسلام، أحفظكتاب ربي بل وأدرس في خير الأقسام (القرآن) لكن ما يؤرقني ليل نهار ويقضمضجعي عدم خدمتي لهذا الدين، نعم حتى وإن بدت كبيرة أريد أن أخدم ديني،طالما رددت عندما كنت صغيرة (أريد أن أصبح داعية)، العمر يتقدم وأرى الدينيحتاجنا وأظل مكتفة اليدين لا أسهم ولو بالشيء القليل، أحاول وأحاول لكنأجد كل الأبواب مغلقة، أملك كثيراً من المقومات، أريد أن أطور نفسي، لا أحديساعدني، أريد من يشير علي حتى ولو بتوزيع المنشورات، أفرح كثيراً حينماأرى هذا المنظر وأتمنى أن أشاركهم ما الحل؟ أوقاتي ضائعة مهدرة لكن لعلوعسى يكتب الله لي الأجر وأنا أتدارس كتابه أحتسب ذلك إن شاء الله، أريد أنأصبح فاعلة، أريد تطبيق ما أحفظه وتعليمه للناس، هل أنتظر إلى أن أتخرجوأواصل رسالة القرآن عن طريق التدريس لكني عاهدت الله أن لا أسعى لهدفدنيوي من دراستي للقرآن وعلومه. أستاذتي العزيزة يعلم الله نيتي وكمأفكر في هذا الموضوع، أرشديني ماذا أفعل؟ وكيف ابدأ؟ وهل مازال هناك وقت أمفات الأوان؟ جمعني الله وإياك في مستقر رحمته. الجواب الأخت السائلةبارك الله فيك ونفع بك، أنت على خيرمادمت تعلمت لهذا الهدف، والحمد للهالذي وجهك لتعلم كتابه، وهذه النية المباركة لتدريس القرآن من العملالصالح، وإذا كنت لا تزالين في مرحلة الدراسة فلديك مناشط كثيرة تحتاج منكإلى مشاركة كالبرامج الدعوية من توزيع نشرات وإعلانات وتدريس طالباتالجامعة في المصلى والأخذ بيد من هم أصغرمنك خاصة المستجدات، والسؤال عنهنوإهداؤهن الكتب أو الأشرطة، والاتصال بمن تعتقدين قدرتك التأثير عليها،كذلك الاجتهاد في طلب العلم واكتساب المهارات التي ستحتاجين إليها مستقبلا،كما أوصيك بضرورة ملازمة القرآن حفظا وتفسيرا وقياما به: (قل هذه سبيليأدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)، وعليك باستغلال وقتك بكثرةالقراءة في الكتب النافعة، واحرصي كثيرا على الاجتهاد في دراستك خاصة وأنتتدرسين في قسم القرآن، ولا يفوتك احتساب الأجر في دراستك والله يحفظكوينفعك بعلمك. المستشار : الدكتورة رقية المحارب. المصدر : لها أون لاين. ... ============= . الصحبة للصالحات والدعوة لكل أحد السلامعليكم.. أنا طالبة في الثانوية، التزمت قبل سنة تقريبا، لكني وجدت من حوليدائما يسخرون مني، ويعتبروني متشددة، مع أنه ليس فيّ تشدد، وهذا حتى معأقرب صديقاتي، فكلما أريد نصحهم وتوجيههم، سواء بأسلوب مباشر أو غير مباشر،يصدون عني ولا يتقبلون مني، حتى ولو كلمة واحدة.. على الرغم من أن أسلوبي - ولله الحمد والمنة - أسلوب سلس جدا، وأحاور الناس بالعقل، وأحاول ترغيبهمدائما، وأخبرهم أن محبة الله هي أساس الحياة السعيدة، وأخبرهم عن سعادتيحين وجدت الطريق للالتزام.. لكن المشكلة أن صديقاتي قد ساروا في طريقالعلاقات المشبوهة وغيرها، وأنا لم أكن أعلم بهن، ولم تُظهر لي أي واحدةمنهن ذلك؛ لأنهن يخفن أن أنصحهن أو أتركهن.. ولما علمت بهذا الأمر ابتعدتعنهن، وحاولت أن أكون دائما في المصلى، ومع الطالبات الصالحات، و أقويعلاقتي بهن.. والآن سمعة صديقاتي قد تشوهت في أفكار الجميع، فأصبحوايعتبرون كل من تمشي مع هذه المجموعة أخلاقها كأخلاقهم.. وأنا لا أريد أنأبتعد عن صديقاتي كثيرا؛ لكي أستطيع دائما أن آمرهن بالمعروف وأنهاهن عنالمنكر.. ومنذ أن التزمت أصبحت مهتمة بالدعوة، فأحاول أن أدعو كل منحولي، وأريد أن أصلح مجتمعي .. وأريد أن أصاحب الصالحات، ولكن الصالحاتمنغلقات على أنفسهن، ولا يتقبلن أي زميلة تريد أن تنضم إليهن. لا أدري ماأفعل؟ أرشدوني كيف أصلح من حولي؟ وكيف أغير هذه الفكرة التي في أذهان زميلاتي بحيث أنضم إلى الصالحات؟ جزاكم الله خيرا،ً وبارك فيكم، ورزقكم أعلى جنانه. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. الأخت المباركة ـ وفقها الله ـ : أولاً: شكر الله لك، وكثر من أمثالك. ثم إياك إياك.. أن يأخذك الحماس للدعوةفتنسي نفسك، بل ينبغي لك بدءاً أن تعتني عناية كاملة بتزكية نفسك قلباوقالبا، روحا وبدنا، علما وعملاً، عبادة ودعاء، خوفا ورجاء، محبة وخضوعا،بكاء وطمعا، صلاة وصياما، برا وصلة وإحسانا. ثانيا: عليك أن تنتقلي منصحبتك السابقة السيئة إلى الصحبة الجديدة الصالحة، ولا يجوز لك أن تستمريفي صحبة تلك الفتيات البعيدات عن الاستقامة على الدين، كما قال تعالى: {الأْخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ}،وفي السنن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"، قال الترمذي: هذا حديث حسنغريب، وصححه الحاكم والنووي، وقال ابن مفلح: إسناده جيد. وعلى هذا فقولك: "مع العلم بأنني لا أريد أن أبتعد عن صديقاتي كثيرا"، ليس بصواب؛ فهؤلاءالفتيات لسن صديقات لك، وعليك بالحذر الشديد؛ فقد ينعكس الأمر سلبا عليك فيدينك وأخلاقك وسمعتك.
(9/19)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
ثالثاً: لا يعني هذا ترك الدعوة أبداً، ولكن الصاحب شيء والمدعو شيء آخر، فالصحبةلا تكون إلا للصالحات، وأما الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة فلكل أحد. رابعاً: أنت في بداية طريق سلكه الأنبياء عليهم السلام، وهو طريق صعب فيهبلايا ومحن، كما جاء في الحديث الصحيح: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثمالصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينهصلابة زيد له في البلاء". ومهما بذلت من أساليب الدعوة الحكيمة والحسنة؛فلا تطمعي أن يستقبل الناس كلهم أو أكثرهم دعوتك بالثناء والمدح.. لا؛ فإنهذا لم يتحقق حتى لأعلم وأحكم وأصدق وأفصح وأحسن وأجمل وأكمل الدعاة رسولناصلى الله عليه وسلم. فلا تضيقي من هذا الأمر؛ فقد بشرنا الحبيب صلى اللهعليه وسلم بقوله "ما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليهخطيئة" صححه الترمذي وابن حبان والحاكم وغيرهم. رابعاً: ما ذكرته عنالصالحات أنهن "منغلقات على أنفسهن ولا يتقبلن أي زميلة تريد أن تنضمإليهن".. إن كان ذلك وقع منهن بالفعل؛ فهو خطأ بيِّن ظاهر، كيف وقد قالالله عن حال أهل الإيمان مع من كان على الكفر: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُاالدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَإِلَيْهِمْ}، وقد قال صلى الله عليهم وسلم: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبرعلى أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" أخرجه ابن ماجهبإسناد حسن قاله الحافظ، وقال ابن مفلح: إسناده صحيح. جعلك الله من أهله وخاصته، و وفقك لمرضاته، ورزقك أنت أيضا أعلى جناته. المستشار:عصام بن صالح العويد . المصدر: لها أون لاين ================ . أريد فعل الخير ونشر الدعوة. أرغبفي نشر الدعوة، ولا أجد من يساعدني في ذلك، وأنفعل دائما وأكون في حالهمزاجية سيئة.. أرغب في فعل الخير ولا أجد من يساعدني؛ حتى إني أصبحت أطلببعض النشرات الدعوية من زوجة جاري التي بدورها تطلبها من زوجها، وأشعر أنيأثقل عليها.. أريد فعل الخير بشكل أوسع..أرجو تزويدي بأساليب أستطيعفعلها.. وادعوا لي بزوج صالح. الجواب أولاً: أشكر لك حرصك علىالدعوة ... ومجالات الدعوة ـ ولله الحمد ـ كثيرة جداً، وكذلك الأساليبوالوسائل، والحديث في ذلك يطول، لكني أحيلك إلى الكتب والرسائل المؤلفة فيذلك، وهي أيضاً كثيرة، وما عليك إلا أن تقصدي إحدى المكتبات الكبيرة، أودور النشر، وتتوجهي إلى قسم الكتب الدعوية، وتختاري منها ما يعينك علىالدعوة. وأوصيك مع ممارسة الدعوة: بالحرص على طلب العلم الشرعي من مصادرهالموثوقة؛ حتى تكون دعوتك على بصيرة، فإنَّ العلم هو أساس الدعوة. والله الموفق. المستشار : محمد عبد العزيز عبد الله المسند . المصدر : لها أون لاين ============== . تعبت مع نفسي الأمارة بالسوء . أشكر لكل القائمين هنا، وجعلها الله في موازين حسناتكم... أناطالبة في ثالث ثانوي... أحببت الدعوة إلى الله فاتخذته منهجيتي فيالحياة.. وسلكت مسلكه.. فأخذت اطرق أبواب الخير ولكن فوجئت بعدم الإجابة.. مثلا في يوم أردت توزيع الملابس على الفقراء ولكن سد الباب في طريقي، ليسمن الأهل.. ولكن من عدة جهات... ومرة أردت جمع الحقائب المدرسية المستعملةومن ثم توصيلها لمن يحتاجون إليها... ولكن كلما أخبر أحدا عن هذا المشروع ـوأنا لا أذكر أنني أنا التي أجمعها كي لا يدخل الشيطان ـ يتحمس فيالبداية.. ولكن مثلا يصاب بالعجز، وكنت احرص على تذكيره فأبوء بالفشل.. وحصلمعي هذا عدة مرات، فعلمت إنه يجب علي إخلاص النية، ولكن الشيطان يدخل عليمن حيث لا أحتسب، وأتعوذ وأدعو ربي أن أكون صادقه معه.. فتعبت مع نفسيالأمارة بالسوء، وأيضا في رمضان كنت لا أبكي أثناء الصلاة إلا قليلا فيضيقصدري ضيقا عظيما، وأيضا أدعو ربي أن أكون بكاءة من خشيته.. ولكن حينما أصليبجانب صديقتي أو من أعرف فإني أبكي بكاء متواصلا لدرجه أنك تقولين ليحينما ترينني: هذه "إنسانة" تقية.. فأرى الرياء قد سيطر على قلبي، وجاهدتنفسي مرارا وتكرارا، فكيف أتخلص من ذلك. الجواب أختي المباركة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ماأجمل أن يكون الإنسان داعياً إلى الخير؛ لأننا لا نريد أن نعيش في هذهالحياة لأنفسنا واهتماماتنا فقط، بل نريد أن تكون أعمارنا عامرة بفعلالخيرات لله رب العالمين.. إنَّ الإحسان إلى الفقراء دليل خير على صدقالدعوة إلى الله، وهذا يبشر بامرأة قادمة تنتظر الأمة منها الخير الكثير،لكن تحتاجين إلى أن تكوني متفائلة ومستفيدة من خبرات الغير في أعمال الخيربهذا المجال، بما في ذلك مجالسة صاحبات الهمم، ويصاحب ذلك خطوات في التنفيذحتى لا تكون الفكرة أسيرة في ذواتنا، لأنَّ هناك فرق بين من يفكر ومنينفذ، وتذكري أنَّ ربّ همة أحيت أمة. أختي: أوافقك في الرأي بأنَّ النفسأمارة بالسوء إلا من رحم ربي؛ لأنَّ النفوس بطبعها تحتاج إلى غسل النوايامن حين إلى حين (ربنا آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها).. ولكن ثقيبأنَّ الإنسان متى ما صدق مع ربه أتاه التمكين ولو بعد حين، وكثيراً مايحرمنا الخوف من الرياء من الخيرات، ولو أننا خفناه لما كتبت إليك هذهالسطور، وخير معين في هذا "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلموأستغفرك لما لا أعلم". وأما الضيق الذي تجدينه فهو دليل على صدق العمل مع الله.. أختي المباركة: إننا في هذه الحياة كعابري سبيل، فأوقدي شمعة ضياؤها حب الدعوة إلى الله في هذه الأمة. شرح الله صدرك وأنار دربك بمحبته ورضاه.
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:44 pm
(9/20)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
المستشار : يوسف بن عبدالله بن عبدالعزيز الحميدان . المصدر : لها أون لاين ============= . ما حكم استخدام الصور للأمور الدعوية؟ مارأيكم في تضمين المواضيع الدعوية أو النافعة من نوع العروض التقديميةباستخدام الحاسوب (شيئاً من الصور كصور الأطفال)؛ وذلك لجذب الجمهور حولالقضية المطروحة وترغيباً فيها؟ الجواب التصوير من المحرمات التي شدد الشارع الحكيم في الزجر عنها، فتوعد صاحبها بالنار، واللعن، في عدة أخبار معلومة في هذا الباب. ولذا فإن الأصل في التصوير والصور المنع والتحريم، حتى تقوم حاجة تبيح هذا المحرم وترفع هذا الأصل. وقد اختلف أهل العلم المعاصرون في حكم استخدام الصور للأمور الدعوية والثقافية ونحوها. والذي يظهر لي أن في الأمر تفصيلاً فيقال: - إن لم تقم حاجة داعية إلى ذلك، أو لم يكن الأمر ذا بال، فيبقى الأصل محفوظاً وهو المنع. - أما إذا قامت حاجة إلى التصوير، وعرض الصور، وكان الأمر مهماً، ويفيد فيقناعة المشاهدين، كالأمور التي تتعلق بمآسي المسلمين وعرض صور عنها؛ فأرجوأن لا بأس بذلك. وبذلك فإنك – وفقك الله – تنظرين: إن كان لأمر مجرد جذب وتقديم ونحوه؛ فالأصل المنع. وإن كان الأمر يتعلق بأمر مهم فلا بأس حينئذ. وبكل حال فإنه لا ينبغي التعنيف على من أخذ بأحد القولين في المسألة، إلا فيمن تجاوز الحد، ويبقى الأصل كما ذكرنا بالمنع منه. أسألالله بمنه وكرمه أن يشرح صدرك للإسلام، وأن ينفع بك المسلمين، وأن يزيدكحرصاً واهتماماً وإخلاصاً، وأن يوفقك لكل خير.. وجميع أخواتنا المؤمنات.. آمين. المستشار : محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم الفائز . المصدر : لها أون لاين . =============== . حكم صرف الزكاة للمناشط الدعوية هل يجوز إخراج الزكاة إلى قنوات الدعوة إلى الله ونشر الإسلام مثل مراكز الإرشاد وتوعية الجاليات وغيرها ؟. الجواب الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: الخلافبين العلماء من السلف والخلف في هذا الأمر معلوم، بناء على مفهوم معنى (سبيل الله)، في آية مصارف الزكاة: "إنما الصدقات للفقراء والمساكينوالعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابنالسبيل" [التوبة: 60]، وهل المراد بـ "سبيل الله" في الآية هو الجهادبمعناه العام كما في الحديث: "جاهدوا المشركين بأموالكم وألسنتكم وأنفسكم" أخرجه أبو داود (2504)، والنسائي (3096). وقد أجاز سماحة المفتي العامللملكة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله (صحة صرف الزكاة في إعدادالقوة بالدعوة إلى الله، وكشف الشبه عن الدين، وهذا يدخل في الجهاد، وهومن أعظم ما يكون في سبيل الله) ا.هـ. وقد نظر المجمع الفقهي بمكة برئاسةسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله- هل تدخل الدعوة في معنى "سبيلالله؟" في آية الزكاة قال: (ينتهي المجلس إلى أن أجاز بالأكثرية المطلقةدخول الدعوة إلى الله وما يعين عليها ويدعم أعمالها في معنى "سبيل الله" فيالآية الكريمة) ا.هـ. ولي بحث منشور في هذا الخصوص استوفيت فيه الأقوالوأدلتها، ورجحت الجواز، واسم الكتاب (مصرف "وفي سبيل الله" بين العموموالخصوص). من أراد التوسع فليقرأه. والله أعلم. المراكز الدعوية من الزكاة المجيب أ.د. سعود بن عبدالله الفنيسان عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً التصنيف الزكاة/مصارف الزكاة التاريخ 16/02/1426هـ المصدر : منتدى الرائد للدعاة المتميزين - ناصح =============== . مشكلة ملل الدعاة . هناكظاهرة سلبية في أوساط الشباب الذين بقوا فترة غير يسيرة مثلاَ عقد منالزمن أو أكثر في مجال النشاط التربوي فالآن بعد هذه الفترة عدد منهم لايرغبون في النشاطات التربوية من الدرس الأسبوعي إلى الحضور إلى مجالسإيمانية أو استماع محاضرة أو مجلس وعظ وتذكير وما إلى ذلك مع اقتناعهمالكامل بالأخذ بالمنهج وبضرورة العمل التربوي كحجر أساس للعمل الدعويالسليم. ما سبب هذه الظاهرة وكيف نعالجها؟ و جزاكم الله عنا وعن المسلمينخير الجزاء الجواب هذه المشكلة أخي الكريم مشكلة عامة شائعة،وأسبابها متشعبة كثيرة، منها ما هو متعلق بالأفراد أنفسهم، ومنها ما هومتعلق بطريقة تربيتهم، ومنها ما له كبير الصلة بحالة الجمود وعدم مواكبةالعصر، وهي الحالة التي اعترت الكثير من القائمين على العمل الإسلامي،فلزموا حالة واحدة لم تراع اختلاف الزمان، ولا تغير الأفكار، ولا تعددالبلاد، ولا تنوع طرق التفكير. يقول الدكتور فتحي يكن في توصيف المشكلة: "هذه المشكلة تعكس حالة الجمود وعدم التجدد في واقع العمل الإسلاميالمعاصر، فضلاً عن التخلف عن واقع العصر وعدم الأخذ بالأسباب والإمكاناتالمتوافرة فيه. إن السبب الرئيسي لهذه المشكلة يكمن في سوء فهم المقاصدالتربوية والدعوية، وبذلك تبقى "التربية" استفادة بدون إفادة، كما تبقى "الدعوة" أخذاً بدون عطاء. أما المنهج الإسلامي – قرآناً وسنّة وسيرةوتاريخاًً – فيعتبر العطاء ثمرة الأخذ والتلقي، مصداقاً لقوله صلى اللهعليه وسلم "بلغوا عني ولو آية"رواه البخاري والترمذي. وهل أدل على هذا المعنى من قوله تعالى "لا خير في كثير من نجواهم، إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس... الآية"؟. وفيضوء هذا التصور تصبح "التربية" كما"الدعوة" مفردات في إطار "المشروعالإسلامي" الذي يهدف إلى إصلاح وتغيير الواقع الاجتماعي، كما يصبح لكل فرددوره في هذا المشروع. * النظرية التربوية:
(9/21)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
إنهذه الاعتبارات الموضوعية وغيرها تفرض على الحركة الإسلامية أن تعمل علىإعادة النظر في نظريتها التربوية، وتعمد إلى تطويرها بما يتكافأ والدورالموكول إليها. إن النظرية التربوية للمشروع الإسلامي يجب أن ترتقي منإطار تربية الشريحة إلى مساحة تربية الأمّة، وإلى نظرية تصلح لأن تُبنىعليها السياسات التربوية في المؤسسات الأهلية والرسمية على حد سواء. * النظرية الدعوية: ومايقال عن ضرورة إعادة النظر في النظرية التربوية يجب أن يُقال كذلك فيالنظرية الدعوية، تربية وخطاباً وأداءً ونهجاً ووسائل وآليات. لم يعدجائزاً بقاء الدور الدعوي محصوراً في خطبة الجمعة والمناسبات التاريخية،على كبير أهميتها وقيمتها، فالمجتمع من حيث المساحة يتعدى مساحة المسجدوالقاعة أو المنتدى.. والدعوة يجب أن تصل إلى كل موقع وتبلغ كل قطاع،ليتحقق الشهود العام على الناس، أفراداً ومؤسسات، "لئلا يكون للناس علىالله حجة بعد الرسل". والنظرية الدعوية – منهجية ومادة – غير محصورةبطبقة معينة من الناس، فهي ليست وظيفة علماء الشريعة لوحدهم - على سبيلالمثال - وإنما هي وظيفة الجميع في كل مواقعهم واختصاصاتهم ومنابرهم. منخلال هذا التصور يبقى المسجد منبراً دعوياً رئيسياً، مضافاً إليه المنبرالتعليمي (المدرسي والجامعي) والمنبر الإعلامي، والمنبر الاجتماعي الخيري،والمنبر النيابي والسياسي وسائر المنابر الأخرى. إن النظرية التربويةوالدور الدعوي يجب أن يتجاوز حدود الشريحة الإسلامية الواحدة ليبلغا آفاقالأمة الإسلامية، فضلاً عن آفاق العالم أجمع، تحقيقاً لعالمية الخطابالقرآني الدعوي: "يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فمابلّغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين". وإذاكان الدكتور فتحي قد تطرق لجوانب على الحركة الإسلامية مراعاتها، وهيجديرة بالنظر والانتباه، إلا أن هناك جانبا آخر جدير بالذكر والملاحظةأيضا، وهو ما يتعلق بالفرد نفسه، الذي يتحول – كنتيجة لعدة عوامل داخلية – إلى شخصية سلبية غير فاعلة، رغم اقتناعها الكامل بضرورة العمل، وهذا مايزيد الأمر تعقيداً وصعوبة في تغيير هذه النفوس ويمكن إجمال هذه العوامل الداخلية بما يلي: 1- الإحباط لعدم رؤية نتائج العمل ظاهرة بينة. 2- الملل والفتور نظراً لطول الفترة وامتدادها. 3- ضعف الوازع الديني وهو الشعلة المحركة، والجذوة الموقدة لنار الحركة والفعل. 4- كثرة الأعباء التي تثقل كاهل الدعاة، مما يصيبهم بالإرهاق والإنهاك. وقدتم مناقشة هذه العوامل، ووضع بعض البرامج العملية لها في أكثر من استشارة،ويمكنك لو تكرمتَ مطالعتها من خلال آلية البحث في الصفحة أو من خلالعناوينها، وهي: الفتور.. الإيمانيات.. كثرة الأعباء: مشكلات الدعاة بين الغربة واليأس.. أننعزل؟ كيف أحافظ على إيمانياتي؟ الانعزال مرة أخرى.. ما الحل؟ تناقص الإيمانيات.. إلى الإيمان من جديد استشارة : د.فتحي يكن. المصدر:إسلام أون لاين. ============== . أريد أن أدخل غمار الدعوة.. كيف؟ السلامعليكم.. أولاً نشكركم على هذا الموقع المميز، وسدد الله خطاكم ورفقكم..أنافتاة أريد أن أدخل غمار الدعوة في محيط الأسرة، فكيف أكسر الحاجز بينيوبين أهلي والتخلص من الرهبة والخوف في البداية؟.. وكيف أحتسب الأجروالتخلص من حظوظ النفس في الدعوة وسبل الدعوة؟.. وعذراً على الإطالة وجزاكمالله خيراً. الجواب مجال الدعوة مجال شريف رحب وهي منة من الله لمنيصطفي من عباده وهنيئاً لك هذا الهم وهذا الشعور وتلك الرغبة في إرشادودلالة الناس على الخير فهي سبيل محمد صلى الله عليه وسلم ومن اقتفى أثرهقال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) ودعوةالأسرة هي أولى الأولويات لكل داعية فقدوتنا عليه الصلاة والسلام أمره اللهجل وعلى أول دعوته بعشيرته كما في قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين)..
(9/22)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
أماما يتعلق بالخوف الذي تجدينه في نفسك فهذا خوف طبيعي يصاحب كل إنسان عندمايدخل ميداناً جديداً عليه فلا تتحرجي من هذا الشعور ولا يمنعك عن هدفكومقصودك وعليك البدء بصغار العائلة من جمعهن والتكلم أمامهن ووعظهنبالمواعظ والقصص النافعة والمعبرة التربوية وليكن مدخلك من خلال سيرة نبيناعليه الصلاة والسلام فهناك كتاب مختصر الرحيق المختوم مفيد في بابه, فأنتادخلي باب الدعوة من باب القصص من السيرة ولا تنسي سيرة الصحابيات من أمهاتالمؤمنين, ثم بعد ذلك توسعي في دعوة من هن في سنك من زميلات الدراسة منخلال درس التعبير فلا يمنع أن تعودي نفسك بأن تتكلمي بكلمة قد أعددتها لهن،فاستأذني معلمتك وليكن بداية إلقائك أن تقرئي من ورقة مكتوبة أمامك, ثمبعد فترة توسعي بوعظ وتذكير من هن أكبر منك سناً وليكن في محيط العائلة ثمشيئاً فشيئاً حتى يكون الأمر لديك طبيعياً, ثم اعلمي أن الدعوة إلى اللهعبر الكلمة الطيبة والنصيحة المبذولة هي جزء من الدعوة إلى الله فهناكالدعوة إلى الله من خلال ما تنفقي من مال لأجل الدعوة إلى الله من خلالطباعة الكتب والمطويات والأشرطة بل وحتى الدعايات المطبوعة لمجالس الذكروالدعوة إليها أو غيرها من أبواب الخير، فالدال على الخير كفاعله, وهناكالشريط الطيب الذي توزعينه على بنات جنسك وهناك المطوية المكتوبة والكتيبالإسلامي وغيرها من مجالات الخير والإرشاد, وأما ما تجدين من حظوظ النفسفهو مما لابد أن تشعري به في بداية أمرك ثم يخف بإذن الله مع المجاهدةوتقريع النفس بأهمية الإخلاص وعدم الاسترسال مع هذا الشعور. لذا أوصيكدائماً بأهمية محاسبة النفس ومراجعتها وتقويمها ولو وجدت أن هناك حظاًللنفس فعليك بالإمساك، لكن انتبهي فقد يكون ما تجدينه وساوس شيطانية لصرفكعن أعظم مجال للخير ألا وهي الدعوة إلى دين الله قال تعالى: (ومن أحسنقولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين).. وأذكركبأمر تعرفينه ولكن من باب التذكير ألا وهو الدعوة إلى الله من خلال القدوةبأن تكوني داعية لدينك دين الإسلام من خلال شخصيتك أي كوني داعية من خلالالاقتداء فكلامك كلام مؤدب ومنطقي ومبني على كلام الله وكلام رسوله صلىالله عليه وسلم وفعلك يوافق قولك, عبادتك من صلاة أو صوم أو حج تكون علىالسنة متأسية بهدي محمد فالصلاة مثلاً تصلين بخشوع متأنية ومطبقة للسنة فيحال ركوعك وسجودك.. إلخ فتعطين كل ركن حقه, وشخصيتك شخصية امرأة مسلمةمتمسكة بدين الإسلام ولباسك لباس إسلامي من خلال حجابك وملابسك فحجابك ليسحجاباً مزركشاً ولا مخصّراً ولا ملوناً.... إلخ بل عباءة ساترة سوداء منأعلى رأسك لأخمص قدمك وملابسك كذلك لباس ساتر وليس لباس فتنة بسبب ضيقه أوشفافيته أو فتحات تبين بعض أعضاء الجسم وهكذا,وحتى يكون كلامك مقبولاًانتبهي أن تقولي قولاً أول من يخالفه أنت بل لا تقولي قولاً إلا وتكوني أنتأول المطبقين والفاعلين له واجعلي أمامك قول الله تعالى: (يا أيها الذينآمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون). أسأل الله العظيم أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه ويجعلنا من الآمرين بالمعروف الفاعلين له ومن الناهين عن المنكر المتجنبين له. وادعي ربك العظيم أن يفتح لك مجالات الخير ويجعل لك القبول بين خلقه ويجعل ذلك كله خالصاً لوجه الله تعالى المصدر : نقلا من "لها اون لاين". ============== . أمنيتي الدعوة ولا أدري كيف أبدأ! أنا فتاة في المرحلة الجامعية، وتخصصي دراسات إسلامية.. أمنيتي أن أكون داعية، ولكن لا أعرف من أين ابتدئ وكيف؟! الجواب اعلمي - رحمني الله وإياك - أن الدعوة إلى الله شرف وأيما شرف، وهي منة من اللهسبحانه، وقد أخبر جل وعلى أن طريق نبينا وطريق أتباعه هي الدعوة إلى اللهقال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍأَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي... }الآية. ووصفهم سبحانه بقوله: {وَمَنْأَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَإِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، وقال عليه الصلاة والسلام: "بلغوا عني ولوآية". فالإنسان يدعو للدين بما يعلم، وليس شرطا أن يظل قابعا يستزيد منالعلم دون أن يكون له نشر لهذا العلم ودعوة إليه, بل يطلب العلم ويدعو لماعلم. والدعوة إلى الله تكون ببذل النفس وتقديمها رخيصة في سبيل الله،وتكون كذلك ببذل الجاه والقيام بالشفاعة، وتكون كذلك ببذل المال في سبيلالله ونصرة دين الله، وتكون ببذل الوقت، والذي هو الحياة في نشر الخير ونفعالناس، سواء نفع علمي أو نفع بدني، من خلال بذل البدن وراحته مثلا فيالإغاثة، كالسعي على الأرملة والمسكين والمحتاج، أو السعي في إنجاح البرامجالدعوية التي تقام هنا أو هناك من خلال المشاركة الفاعلة فيها. فالدعوةليست محصورة بمجال محدد، بل هي عامة وسبلها كثيرة.. فأنت - يا رعاك الله - يمكنك الدعوة لدين الله عبر بنات جنسك، بل هذا هو المطلوب، سواء من خلالجامعتك عموما، أو كليتك خصوصا؛ وذلك من خلال النصح والتوجيه للزميلات،وتقديم الشريط والمطوية لهن، وتذكيرهن بمناسبات الخير وطرق الخير، أو معمعلماتك بما تقدم، وكذلك بحثهن بإقامة البرامج الدعوية للكلية أو الجامعةوالتعاون فيما بينكن. ويمكنك كذلك الدعوة للجارات، سواء من خلال حضورهنإليك، أو من خلال مسجد الحي والتعاون مع إمام المسجد، عن طريق زوجته أوأخته، وذلك بإلقاء الدروس والمواعظ وتقديم ما تستطيعين تقديمه لهن..
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:46 pm
(9/23)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
كذلكيمكنك ممارسة الدعوة، باستغلال اللقاءات العائلية أو المناسبات الاجتماعيةالكبيرة، من أعراس أو غيرها، بالكلمة الناصحة للأخوات وبالشريط الهادفوالمطوية النافعة بالتعريف بالمناشط الدعوية والدعوة إليها, فإن لميكن فكوني قدوة صالحة.. كذلك حضورك لدروس العلم والمحاضرات، هي بحدذاتها دعوة إلى الله، فأنت ينبغي - كما ذكرت - أن تكوني قدوة صالحة، وأركزعلى أهمية القدوة، فينبغي ، وكذلك أن تكوني متميزة في عقيدتك، وأنك رضيت بالله رباوبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، وتديني بالتوحيد للهوتحقيق العبودية الحقَّة لله، وتكوني متميزة كذلك بعبادتك متمثلة هدي النبيفي ذلك، كذلك يتمثل فيك الإسلام بآدابه وأخلاقه، ويكون سمتك سمت الصالحات،من حديث ومن معاملة حسنة وطيبة للآخرين من حولك، وكذلك من نظرة ورؤية لماحولك، من خلال لباسك، فيكون لباسا ساترا وحجابك كذلك حجاب ستر وحشمة لاحجاب زينة وتفاخر وفتنة، كما يوجد لدى البعض هداهن الله. ثم اعلمي أن كلماذكر يكون بحسب الوسع، فأنت لا يلزم أن تكوني مثالية في كل شيء، بل ابذليالوسع في تطبيق أوامر الدين، وادعي الله عز وجل أن يرزقك العلم النافعوالعمل الصالح ويثبتك عليه، واجتهدي دائما في الترقي والاستزادة من العلموالعمل، ومن ثم الدعوة إليها، لكن لا يمنع أن تدعي لدين الله حتى ولو لمتقومي ببعض الأوامر، من السنن القولية أو العملية؛ لأن الواجبات ليس فيهاخيار، ويندرج فيها الوعيد الوارد بعدم العمل, فحتى لو كان هناك تقصير فيبعض الأمور؛ فهذا لا يمنع من تبليغ دين الله؛ فلا نجمع بين سوأين، سوء عملوعدم دعوة، وكما قال ابن تيمية - رحمه الله - : ينبغي لأصحاب الكؤوس أنينكر بعضهم على بعض. نعم.. احرصي على أن تكوني مطبقة لما تدعين له، لكن عدم العمل لا يمنع من الدعوة لدين الله ونشره بين الناس. والدعوةهي أمر ونهي؛ فالأمر يكون أمرا بمعروف، والنهي جانب آخر، وهو النهي عنالمنكر؛ فليست الدعوة - فقط - طلب فعل أمر، بل قد تكون طلب ترك أمر. المصدر : نقلا من "لها أون لاين" ============= . شردت عنا ثم اطمأنت لي.. كيف أدعوها؟! سلام عليكم.. الإخوةالأفاضل.. أود استشارتكم في أخت لي في الله كانت من الداعيات النشيطاتتحمل هم الدعوة في المرحلة الثانوية، وبعد ذلك توجهت لمدارس تحفيظ القرآنفترة.. ثم أصيبت ببعض الصدمات منهم فتركت التحفيظ والدعوة ولجأت إلىرفيقات سوء ومغنيات، وانحرفت فأصبحت تدخن وترتدي البنطال، ولها الكثير منالسلوكيات السيئة والعادات القبيحة التي تمارسها مع هؤلاء الفتيات.. حاولناكثيرا أن ندعوها في اجتماعاتنا ومجالس الذكر، ولكنها ترفض وتسب الداعياتوتنفي كل معاني الأخوة والمحبة في الله، ولا هم لها سوى هؤلاء الفتيات. ولكنها اطمأنت لي قليلا وزارتني في البيت.. ولا أدري ما الأسلوب الأمثللدعوتها وردها لنا، وهل أعمل بمفردي معها أم أدعو باقي أخواتي وأفرضهمعليها فرضا؟! أفيدوني جزاكم الله خيرا.. الجواب السلام ورحمة الله وبركاته.. الحمدلله وحده، وبعد: فأشكرللأخت حرصها وغيرتها على أختها، وأسأل الله جل وعلا أن يرد زميلتها رداًجميلاً وأن يهديها للحق والصواب، وأن يكفيها شر الأشرار وكيد الفجار.. وأنصحالأخت السائلة أن لا تفرض على زميلتها باقي أخواتها الصالحات، وأن تقويصلتها بها، وأن تهتم بجانب الدعوة الفردية معها إذا كانت قادرة على ذلك ولاضرر عليها من التأثر بزميلتها. وأنصح الأخت بقراءة إحدى الرسائلالمفيدة في هذا الباب، وأهمها: الحور بعد الكور، للشيخ محمد الدويش. وسائلالثبات على دين الله، للشيح محمد المنجد. مقومات الثبات على الهداية، للشيخمحمد الدحيم. والاستفادة منها. ولا مانع من إهدائها لزميلتها بطريقة مناسبة. ومنأهم الوسائل المناسبة: تذكير الأخت السائلة لزميلتها عاقبة سوء الخاتمة،وسوء أخبار المنتكسين. ويمكن الاستفادة من كتاب بعنوان: من أخبارالمنتكسين، للشيخ صالح العصيمي. وتذكيرها فضل وحلاوة الإيمان، وقصصالتائبين، وبيان خطر الصديق والصاحب السيئ، وأن المرء على دين خليله كماجاء في الحديث. وأن تلجئي إلى الله عز وجل بالدعاء بظهر الغيب وفي ساعاتالاستجابة بأن يرد زميلتك ويهديها إلى الصراط المستقيم، وأن تُحسني النيةفي ذلك العمل. والله الموفق. المصدر : عبد العزيز العمر "لها اون لاين" ============= . لدي طاقة وحماس أناشابه أجد في نفسي طاقة وحماسة ، ولكن وظعي كالتالي : أسكن مع والديووالدتي وأخواتي وليس لي اخوات ، وطلبات أهلي كثيره جدا تمنعني من حظورالمحاضرات والدروس العلميه . كيف أفعل معهم في اشغالهم لي الكثير مع العلم بأنني طالبه في المرحلة الثانوية وعندي واجبات مدرسية تأخذ جزء من وقتي ؟ الجواب الحمدلله , أخيتي إن كان عدادك في الداعيات إلى الله تعالى فإن كل داعية علىوجه الأرض له انشغالات و احتياجات شخصية و أسرية كسائر البشر , لكن الدعاةالموفقون المخلصون يمن الله عليهم بتيسير الأمور, و خفة المؤنة , وجمعالشمل , و البركة في الوقت , و الرضا بقضاء الله و قدره , و هذه المعانييعيشها الربانيون من الدعاة , المتصلة قلوبهم بالله سبحانه و تعالى كبارا وصغارا , قادة و أفرادا , متقدمين و مبتدئين........ و لما سئل الإمام البخاري عن حاجاته كيف كان يقضيها مع شدة إنكبابه على العلم قال : (( كنت أُكفى ))
(9/24)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
وكان الفضيل بن عياض ( رحمه الله ) مشتغلا بالعلم ثم بالعبادة و كان لهابنا اسمه عليا فقال (( اللهم إني قد عجزت عن تأديب علي فأدبه لي )) فصارعليٌ هذا من سادة المسلمين و لمّا يتجاوز العشرين من عمره بل و تفوق علىأبيه في بعض منازل الورع و الخشية . و طلب البركة في الأوقات و تيسيرالأمور من الله تعالى ليس شيئا ثانويا في حياة الداعية بل هو من أهمالأسباب التي تعينه على أداء الحقوق و تأدية الواجبات مهما كثرت و تنوعت , كما أن البركة في الوقت تعين الداعية على الصبرعلى مشاق الطريق و تعصمه منالركون إلى الدنيا و الهلكة في أوديتها وشعابها , وبركة الأوقات و الأعمارأمر ظاهر مستفيض في حياة السلف و الموفقين من علماء و دعاة الخلف حيثالتوفيق لتحقيق الإنجازات الكثيرة في الأوقات و الأعمار القصيرة . ومع ذلك فالداعية الموفقه تأخذ بأسباب النجاح لدعوته و لا تخبط خبط عشواء . . و من ذلك - تنظيم الوقت تنظيما دقيقا مع حسن استغلاله و الاستفادة منه - تحديد الأهداف والأولويات بدقة و وفق منهجية شرعية و دعوية واضحة ( على أن يكون ذلك تحت إشراف و استشارة السابقين من أهل الفضل ) - الحذر من الانخراط في ممارسات دعوية تتعارض مع فرائض و واجبات دينية أكبر ( مثل بر الوالدين) - اطلاع ذوي الحقوق من أهل بيتك ( كزوجك و والديك ) على أهدافك الخيرة وطموحاتك المشروعة حتى يكونون عونا لك على تحقيقها ويعذرونك عند و وقوع أيتقصير و الأهم حتى لا يدور في خلدهم أنك شخص لاه أو مضيع للحقوق . - على الداعية و طالب العلم أن يتعلم مهارة (( تنفيذ أعمال متعددة ( لا تتعارض ) في وقت واحد )) - عليه التعرف على مواهبه و قدراته الذاتية و دراسة الظروف الشخصية والأسرية و العملية المحيطة به بشكل مستفيض قبل قبول التكليفات الدعوية معالحذر من إعطاء الدعوة إلى الله فتات أو فضول الأوقات أو تأخير الدعوة إلىالله في سلم الأولويات المصدر : أ.محمد فرغل"وسط نت" ... ================ . الإسلام أم التنظيم ؟؟ لإخوةالكرام .. أرجو منكم أن تبينوا لنا مقالاً شافيًا، وجوابًا قاطعًا فيمسألة: أيهما أولى بالعمل عند التعارض: العمل لمصلحة التنظيم والجماعة التييعمل من خلالها الداعية، أم العمل لمصلحة الإسلام ؟؟ وجزاكم الله كل خير. الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، بلّغالرسالة وأدَّى الأمانة وخدم الدين، وجاهد في سبيل الله حقَّ الجهاد حتىأتاه اليقين، وبعد .. لكَم عجبت لهذا السؤال الذي وصلني، وتلكمالإشكاليَّة التي طُرِحَت عليَّ، ذلك أنَّه لا وجه للمقارنة بين أهمِّيَّةالعمل لمصلحة التنظيم وأهمِّيَّة العمل للإسلام عند التعارض أو عدمالتعارض. إنَّ انتماءنا للإسلام في الأصل هو الذي يجعلنا مسلمين،ويحشرنا في زمرتهم يوم الدين، والانتماء للتنظيم ليس بديلاً عن ذلك،وإنَّما هو وسيلةٌ لحسن تحقيق ذلك، وصدق الله تعالى حيث يقول: "هو سمَّاكمالمسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدًا عليكم وتكونوا شهداء علىالناس". إنَّ الأنبياء والمرسلين والعلماء والدعاة، كما المؤسَّساتوالتنظيمات والجماعات والحركات الإسلاميَّة، إنَّما هم مكلَّفون بخدمةالإسلام، وحمل رسالته، وتبليغ دعوته، والجهاد في سبيله: "يا أيُّها الرسولبلِّغ ما أنزل إليك من ربِّك وإن لم تفعل فما بلَّغت رسالته والله يعصمك منالناس إنَّ الله لا يهدي القوم الكافرين". ثمَّ إنَّ الحكم الإسلاميوالحكومات الإسلامية والخلفاء، ليسوا إلا أداة لخدمة الإسلام وتنظيمالاحتكام إلى شرعه، وليس لهم أن يحيدوا عن الإسلام قيد أنملة: "وما كانلمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة منأمرهم". إنَّ الإسلام هو دين الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه، وهو المنهج الذي يتعبد المسلمون به ربهم، أفرادًا وتنظيماتوحكومات، أمَّا التنظيمات وأهلها والعاملون فيها، فهم خُدَّام للدين،والمسخرون للعمل من أجله، وليسوا بمعصومين عن الخطأ والزلل، وجميعهم يُؤخَذمنه ويردّ عليه، وهؤلاء كلهم يُعرَفون بالدين، ولا يُعرَف الدين بهم. فالتنظيماتتخطئ وتصيب، وتنجح وتفشل، وهي تزدهر ثم تندثر، فلكم قامت تنظيمات عبرالتاريخ الإسلامي، ثم أصبحت أثرًا بعد عين، أما الإسلام فهو الباقيوالمستمر والمحفوظ، مصداقًا لقوله تعالى: "إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا لهلحافظون". إنَّ مجرَّد استهداف التنظيم بالعمل هو لونٌ من ألوانالشِّرك، والله تعالى أغنى الأغنياء عن الشرك، وهو سبحانه القائل: "قلإنَّما أنا بشرٌ مثلكم يوحَى إليّ أنَّما إلهكم إلهٌ واحد فمن كان يرجولقاء ربِّه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربِّه أحدًا". ولقد وعىمؤسسو الحركات والتنظيمات الإسلامية الراشدة تلك الحقيقة الثابتة، فنجد – على سبيل المثال - يوم أسَّس الأستاذ حسن البنا "جماعة الإخوان المسلمين" واختار لها شعاراتها، لم يجعل للتنظيم أدنى نصيب بينها، فقال: "الله غايتنا – الرسول قدوتنا – القرآن دستورنا – الجهاد سبيلنا – الموت في سبيل اللهأسمى أمانينا".
(9/25)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
أذكرأنَّني - في الستينيات - ألقيت خطابًا بمناسبة افتتاح مركز للعمل الإسلاميفي مدينة صيدا، وكان في الحضور حشد من العلماء، قلت في مطلع الكلام: "هنالك قضيَّةٌ يجب أن ندركها تمام الإدراك، ونعيها تمام الوعي، ونذكرهادائمًا ولا ننساها، وبخاصَّةٍ لدى افتتاحنا اليوم لمركزٍ من مراكز العملالإسلاميِّ في لبنان، وهي أنَّنا مسلمون قبل أن نكون "إخوانًا مسلمين"،وأنَّنا جماعةٌ من المسلمين ولسنا جماعة المسلمين.. فالإسلام قبلنا وبعدنا،وبنا وبدوننا، وإن نتولَّى يستبدل الله قومًا غيرنا ولن نضره شيئًا،وسيجزي الله الشاكرين، أوَليس هو القائل في محكم كتابه: "ومن جاهد فإنَّمايجاهد لنفسه إنَّ الله لغنيٌّ عن العالمين". إن التنظيم الذي يخلص عملهلله، بعيدًا عن أية نفعية أو وصولية، هو التنظيم الذي لا يرى له مصلحة إلامصلحة هذا الدين، ويرى في غير ذلك لونًا من ألوان الشِّرْك، ووقوعًا فيمانهى الإسلام عنه وحذر منه، إن هذا التنظيم – إن وُجدَِ - هو الجدير بنصرالله وتأييده، وبإمامة المسلمين وقيادتهم. في ضوء كلِّ ذلك يكون المطلوبدائمًا وأبدًا تجريد العمل للإسلام من كلِّ لوثةٍ وصوليَّةٍ، أو غرضٍفرديٍّ أو جماعيٍّ أو تنظيميّ، انسجامًا مع خلوص العبوديَّة لله تعالى،الذي أكَّدته وأكَّدت عليه الآية الكريمة في قوله تعالى: "قل إنَّ صلاتيونسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين . لا شريك له وبذلك أمرت". وبحسبهذه المعادلة، يكون الولاء لله تعالى وحده، كما يكون شرط السمع والطاعةللقيادة: طاعتها له والتزامها شرعه، فالطاعة بالمعروف ولا طاعة بالمعصية،وفي الحديث: "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحبَّ وكره ما لم يُؤمربمعصية، فإن أُمِر بمعصيةٍ فلا سمع عليه ولا طاعة" رواه الترمذي، وقال: حسنٌ صحيح. وفي خطبة الولاية لأبي بكر الصديق رضي الله عنه: "أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم، فإن عصيتُ فلا طاعة لي عليكم". وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "ألا كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته" رواه أبو داود بسندٍ صحيح. ووفقهذه القاعدة يصبح شرط الانتماء إلى التنظيم تحقيق الانتماء للإسلاموالتزام مبادئه وقيمه، وحمل رسالته، وتبليغ دعوته، والاحتكام إليه، والجهادفي سبيله. إنَّ أوَّل ما يُسأَل عنه العبد يوم القيامة هو الإسلام، ماذا عمل به، وماذا أخذ منه أو قصَّر فيه ؟. معالإشارة والتأكيد على أنَّ هذا المفهوم ليس مدعاةً للتقليل من أهمِّيَّةالتنظيم، وإنَّما سيق للتمييز والتفريق بين الوسيلة والهدف، كما بين الخادموالمخدوم سواءً بسواء، سائلاً الله تعالى الهدى والسداد واتِّباع طريقالحقِّ والرشاد. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين المستشار : فتحي يكن المصدر : "اسلام اون لاين" ============= . دعوتنا تهدم إيماننا.. لا رهبانية بالإسلام أناطالبة جامعية ..أكرمني الله تعالى بأن لحقت بركب الدعاة إلى الله ..ولكنكما تعلمون فمن صفات العمل البشري النقص، فنحن هنا في الجامعة تواجهنامشكلة الانخراط بالعمل في الدعوة على حساب تربية أنفسنا الروحية، قد تشيرونعلينا بالإخلاص..بكثرة القراءة ..بالتنظيم ..نعلم رعاكم الله بهذا ولكننانطلب منكم مساعدتنا بنقاط عملية حقاً تجبر فيها النفس على التوازن رعاكمالله وجزاكم الله خيرا الجواب أختي الطالبة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إنأول إيجابية تضمّنها سؤالك هو يقينك بكرم الله الذي وفقك للّحاق بركبالدعوة، وهذه خطوة مهمة على طريق النجاح، لأن الشعور بفضله دليل على إدراككسموّ المهمة، ومن ثم تجاوز العقبات التي تعترضك. لكن الشطر الأخير منالسؤال قطع عليّ طريق الحلّ برفضك ما أشرت إليه من علاج؛ لأن الله تعالىيقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَالَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]؛ إذ لا هداية ولا توفيق إلا تبعا لمجاهدة النفس وتزكيتهابالطاعة. والسنّة الإلهية واضحة {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍحَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].. مع العلم -أختيالطالبة- أن دورك في الجامعة قطافه وفير وثمراته يانعة؛ لأن سن الشباب هومرحلة الحماس والاندفاع نحو التغيير في المجتمع، والثقافة عامل مساعد علىقوة التأثير في النفوس. المصدر : سميرة المصري"زاد المسير" ============== . المناشط الدعوية كثيرة نواجه في مناشطنا الدعوية الاستجابة بطيئة لدى بعض المدعوين رغم تعدد الوسائل والطرق المستخدمة معهم ما هو السبب في وجه نظركم؟` الجواب الحمدلله , لا شك أخيتي أننا جميعا نؤمن بأن الهداية من الله تعالى و أننا لانملك هداية أحد من الناس مهما امتلكنا من المواهب أو اتيح لنا من الإمكاناتو الوسائل قال تعالى (( ليس عليك هداهم )) إلا أنا مع ذلك مطالبون بالأخذبالأسباب و البعد عن الفشل و بذل كامل الجهد للوصول إلى عقول و قلوبمدعوينا و إحداث التغيير الحقيقي الذي ينقلهم من حال الغفلة و التراخي إلىالحال الذي يُرضي الله سبحانه و تعالى . و من أبرز أسباب الفشل في المناشط الدعوية العامة - ضعف الإخلاص , و عدم تمحيص نية الدعوة إلى الله , و الانجرار وراء المغانمالمادية و تعلق القلب بها و تقديمها في سلم الأولويات , و التطلع إلىالمناصب و الجاه و الحرص الشديد على الراتب أو المكافأة , و أنانية بعضالعاملين و تمحورهم حول ذواتهم . . . . .
(9/26)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
- اختلاف قلوب العاملين , و الوقوع في آفة التنازع , و تسفيه أراء الآخرين , و الإعجاب بالرأي , و العجب بالعمل , و الشعور المقيت بالتفوق و احتقارالآخرين أ و انتقاصهم , وانتقاص قيادة المنشط و تسفيهها , و عدم الطاعة فيالمعروف , و الإنفراد بالقرارات , و عدم الالتزام بالقرارات الصادرة عناجتماعات اللجان , و التجيب , و وجود الأجنحة المتصارعة في المنشط , وتشكيل مجموعات الضغط للتأثير على القرارات , و عدم الاتفاق على منهجيةواحدة في العمل , و عدم وجود مرجعية شرعية و دعوية متفق عليها بين العاملين , و ضعف العاملين إيمانيا , و الملل و اليأس من جدوى العمل , و الإنسحابية , ..... و غيرها من الآفات المدمرة لكل عمل دعوي مهما توافرت له أسبابالنجاح , حيث أن الدعوة إلى الله ليست حزبا سياسيا و لا ينبغي أن تستشريفيها الآفات التي تستشري في الأحزاب السياسية العلمانية . - عدم وجودالقيادة الآسرة الملهمة القادرة على الإنجاز و تحقيق الأهداف و قيادة الناسنحو الهدف بثقة و ثبات , بحيث يلتف حولها الناس و يُسلموا لها القياد ويمنحوها الثقة و الطاعة و الولاء قال الشاعر (( لا يصلح الناس فوضى لا سراةلهم . . و لا سراة إذا جهالهم سادوا )) و هذه الثقة لا تنتزع و لا تفرضبقوة النظام و القانون و لا يأتي بها النفوذ و الرتب القيادية العالية ولكن القلوب تمنحها و تجيزها لأهل الإخلاص و الصدق من قيادات المناشطالدعوية - التسيب الإداري و غياب الأهداف عن العاملين و عدم وجود خطة و تفشي الفوضى و العشوائية في برامج المنشط - خمول العاملين و كسلهم و تخصيص فضول الأوقات و الطاقات و الجهود لبرامج المنشط و واجباته الدعوية - انشغال أو إشغال العاملين بتكليفات كثيرة متضاربة يفسد بعضها بعضا - غياب الأجواء الإيمانية و الروح الأخوية الصادقة و المحبة و العاطفةالجياشة و تحول المرفق الدعوى إلى شبه بدائرة حكومية أو شركة تجارية تحكمهاالأنظمة و القوانين و اللوائح المجردة من المشاعر و الأحاسيس - تكرارالبرامج و رتابتها و عدم تلمسها لحاجات المستهدفين و افتقارها إلى الجاذبيةو اللمسات الإبداعية و استخدام الوسائل العصرية الحديثة - البعد عنالهدي النبوي في التربية و تقليل الجرعات الإيمانية في البرامج و الانغماسفي الترفيه و الرفاهية و التوسع في المباحات و تتبع الرخص من غير فقه و لاورع و انتشار فقه ( التقصير بحجة التيسير ) و تفشي روح الانهزامية والتقليد الأعمى - التركيز على البرامج العامة و إهمال الدعوة الفردية أو القيام بها بطرق عشوائية و خاطئة - الاستعجال واستبطاء نضوج الثمار و طلب الحصاد قبل أوانه و من ثم الوقوع فياليأس والملل و إساءة الظن في المدعوين و اتهام قابليتهم لقبول الخير والتشكيك في قدراتهم و مواهبهم مما يزيد في اتساع الفجوة و تعميق الهوة بينالدعاة و مدعويهم. المستشار : أ.محمد فرغل ================= . داعية ناجحة.. معاصيها تستوقفها إنِّيوالحمد لله أتمتَّع بمستوى ثقافيٍّ وعلميٍّ واجتماعيٍّ جيِّد، وعلى قدرٍطيِّبٍ من الالتزام، وقد لاقيت والحمد لله توفيقاً في مجال الدعوة، وتعلَّقالناس في بلدتي بي كثيرا. ولكنِّي في الفترة الأخيرة وجدتني أقع فيالكثير من المعاصي التي لم يكن من السهل الإقلاع عنها، ففكَّرت جِدِّياً فيالكفِّ عن الدعوة، وذلك خوفاً من عقاب الآخرة، لأنِّي قرأت عن ذلك كثيراً. فبمَ تنصحني؟ الجواب أختي الكريمة حفظها الله، وثبَّتنا وإيَّاك على طريقه القويم وصراطه المستقيم. هالني حالك، وأفزعني مقالك وسؤالك.. أيُعقل أن تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ القضيَّةالأساسيَّة لا تكمن في اقتراف أحدنا لمعصية، فكما قال النبيُّ صلى اللهعليه وسلم: "كلُّ بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون"رواه أحمدوالترمذيُّ والنسائيُّ وابن ماجه، بسندٍ صحيح، وفي الحديث الشريف قوله صلىالله عليه وسلم: "لو لم تخطئوا لجاء الله عزَّ وجلَّ بقومٍ يخطئون ثمَّيستغفرون فيغفر لهم"رواه الإمام أحمد، بسندٍ صحيح، وروى الإمام مسلم نحوه. إنَّنيهنا لا أهوِّن من أمر المعصية، وإنَّما أعجب لخيار المعالجة، الذي من شأنهأن يزيد المشكلة تعقيداً والأمر سوءا -لا قدَّر الله-. ألا تعلمي ياأختي الكريمة أنَّ قيامك بأمر الدعوة هو في حدِّ ذاته علاج، وأنَّ هذاالعلاج إن لم ينفع اليوم فسينفع غداً بإذن الله، فعن أبي هريرة رضي اللهعنه قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ فلاناًيصلِّي بالليل، فإذا أصبح سرق، فقال: "سينهاه ما تقول"رواه الإمام أحمد،بسندٍ صحيح. إنَّ "الكفَّ عن الدعوة" يعني الخروج من دائرة الرعايةوالحماية الربانيَّة، ويعني الانغماس أكثر فأكثر فيما أنت تشكو منه، ويعنياختيار طريق الغواية لا الهداية، أعاذني الله وإيَّاك أن نكون من سالكيها. ثمإنَّ ما تقعين فيه من المعاصي –على حدِّ قولك– لَيحتاج إلى توقُّفٍوتأمُّلٍ وتفكير، وإلى استكشاف أسباب ذلك ومعالجته، وليس إلى الهروب منه،فأعمال الإنسان هي ثمرات غرسه ونِتاج تكوينه، وقد يحتاج أحدنا إلى إعادةالنظر في الغرس والتكوين، إن جاء الثمر سقيماً وغير سليم. فمن أسبابالخلل أحيانا: عدم ترتيب الأعمال والاهتمامات وفق الأولويَّات الشرعيَّةوالمراتب التكليفيَّة، كأن يكون اهتمامنا بالآخرين أكثر من اهتمامنابأنفسنا، وهو مخالفٌ لقوله تعالى في تبيان الأولويَّات: "يا أيُّها الذينآمنوا قُوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة".
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:47 pm
(9/27)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
ومنأسباب الخلل كذلك: عدم معرفتنا لعوامل نجاحنا وتوفيقنا كدعاةٍ في مجالدعوة الآخرين، والثبات على ما ندعو إليه، كتنقيتنا وتصفيتنا الدائمة لشوائبأعمالنا وتصرُّفاتنا، ممَّا يداخلها ويدخل عليها ويعتريها من نوازع الرياءوالشهرة والمصلحة وغيرها، والذي أشار إليه سيِّدنا عليُّ بن أبي طالبٍ رضيالله عنه بقوله: "من نصَّب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبلتعليم غيره، وليكن تهذيبه بسيرته قبل تهذيبه بلسانه، ومعلِّم نفسهومهذِّبها أحقُّ بالإجلال من معلِّم الناس ومهذِّبهم". ثم إنَّنا فيزمنٍ يستهلك الإيمان والقِيَم والأخلاق استهلاكاً كبيرا، ممَّا يحتاج إلىمضاعفة الإنتاج الإيمانيِّ والقِيَميِّ والأخلاقيّ، خوفاً من التعرُّضللإفلاس. وأخيرا، فإنَّ علينا كمسلمين وإسلاميِّين ودعاة، أن نجعلالتوبة والإنابة إلى الله مخرجنا من كلِّ ضيق، وملجأنا من كلِّ مكروه،والكير الذي ينفي خبثنا، ويشحذ همَّتنا، ويوقظنا من غفلتنا. فكيف نقنطونحبَط ونحن نقرأ قوله تعالى:"قل يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إنَّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنَّه هو الغفور الرحيم،وأنيبوا إلى ربِّكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثمَّ لاتُنصَرون". إنَّ لمعالجة ما يعترض طريقنا من عقبات، وما نقع فيه منمعاصٍ ومخالفات، طرائق أخرى شرعيَّة، وليس في تخلِّينا عن دعوتنا، وخسارتناالكلِّيَّة لأنفسنا. ولقد عبَّر الإمام البوصيري عن هذه المعاني مجتمعةً فيما نظم شعراً جاء فيه قوله: يا نفسُ لا تقنطي من ذِلِّةٍ عَظُمَت....... إنَّ الكبائر في الغفران كاللَّممِ لعلَّ رحمة ربِّي حين يقسمها....... تأتي على حسب الغفران في القسمِ فاصرف هواها وحاذر أن تولَّيَه....... إنَّ الهوى ما تولَّى يُصْمِ أو يَصِم وخالف النفس والشيطان واعصِهما....... وإن هما محَّضاك النصح فاتَّهمِ ولا تطع منهما خصماً ولا حَكَماً....... فأنت تعرف كَيد الخصم والحكَمِ واستفرغ الدمع من عينٍ قد امتلأت....... من المحارم والزم حمية الندم ولا ترُم بالمعاصي كسر شهوتها....... إنَّ الطعام يقوِّي شهوة النهِم المصدر : د/فتحي يكن"اسلام اون لاين" ... ================= . اعاني من برودة في النشاط أناأعمل في أحد المراكز الصيفية.. شعلة نشاطي، أفكاري، إبداعي، تزداد من عامإلى آخر، ولكن لاحظت في الأعوام الأخيرة بروداً عجيباً في النشاط حتى وصلإلى مرحلة التجمد في هذا العام الأخير.. أرجو إذابة هذا التجمد إلى درجةالنشاط الطبيعي المئوي باستشارة ثاقبة من الأخت الفاضلة "هند حسن عبدالكريمالقحطاني".. ولكم ولها جزيل الشكر، وأرجو أن يكون ذلك عاجلاً. الجواب أشعل الله قلبك بالإيمان، وأنار دربك بحبه ورضاه.. وبعد يا غالية: قرأت سؤالك فتراءى وجهك المكدود أمامي.. أحسّ بكل كلمة كتبتها.. فمن منا لا يمر بمثل ما عشت وكتبت؟! دعينا نحاول معاً أن نجمع الكلمات، ونضع النقاط على الحروف.. أنتشخصية مبدعة ومتجددة دوماً، أفكارك تتوارد كالنهر الجاري.. يظهر ذلك منطريقة كتابتك للسؤال.. قد تكونين أقل مما أتصوره أو أكثر.. مما لم أستطعتصوره.. لكن حتماً لست إنسانة عادية.. بارك الله فيك ولك فيما أعطاك وحباك. تُرى.. شخصيةفي مثل صفاتك وإبداعك، من أين يكون قد دخلها الفتور؟! وحتى نستطيعالإجابة.. عودي بي إلى تلك الفترة التي كنت فيها الشعلة المتوقدة ودعينانراك.. وقد التفت الناس إليك.. المكان الذي تكونين فيه يمتلئ حيويةونشاطاً، وحين تغادرين من المكان يعود هامداً مواتاً! أراك.. والناستتسابق لتشركك معهم في برامجهم وأنشطتهم.. أيهم يفوز بك.. أراك هناك فوقالمنصة ومن خلفها.. تتقنين فن جذب الناس وإدارتهم.. ويملأ اسمك المكان.. أنت هناك.. كيفكان قلبك؟! كيف كان حالك مع سيدك ومولاك؟! حين كنت تعدين برنامجاً أومسابقة.. هل كنت ترمين الأوراق جانباً وتنطرحين ساجدة بين يدي ربك تسألينهأن يوفقك ويفتح عليك.. وأن لا يكلك إلى نفسك أبداً؟! غوصي في خبايانفسك.. في تلك اللحظات.. ماذا كان يتراءى في خيالك وأنت تفكرين وتعملينوتعدين الأفكار والأنشطة.. أهو مدح الناس وابتساماتهم.. نظرات الإعجابمنهم.. أم هو التفكير في استنقاذ قلب من ظلام المعصية إلى نور الطاعةوإنقاذ روح من درك الناس إلى جنَّات النعيم؟! عفواً.. أنا لست أشككفي نواياك أبداً.. ولكنه الشيطان لا يرضى أن يترك صالحاً لوحده.. فما يزاليحبب إليه كلام الناس ومدحهم ويخوفه من ذمهم دون أن يشعر ذلك الصالحبنفسه.. حتى يحبط عمله.. وللشيطان في ذلك حيل وأساليب، ولكنها دوماً ضعيفةإن صدمت بجدار قوي.. في أحيان كثيرة.. نقبل العمل ونقدم عليه ونعرضأنفسنا في مكان ما، ثقة بما نملك من طاقات وقدرات.. وحين نمسك المكان، ندخلفي معركة إثبات النفس والجدارة.. وذلك كله تحت عنوان عريض اسمه العمللله.. متناسين في خضم ذلك كله، أن نتكل على الله، لا على أنفسنا ولا علىقدراتنا.. متناسين أن نستمد القوة ممن يبارك في العمل القليل ويزكيه إنصفا، ويحبط الجهد الكبير ويرفضه إن اختلط وتكدَّر.
(9/28)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
إنَّهالإخلاص لله في العمل.. يشعل في القلب جذوة من إيمان لا تطفأ في قلبالمؤمن، إلى أن تطفأ روحه تحت التراب.. تخبو أحياناً وتبرق أحياناً.. ولكنها أبداً لا تطفأ.. ابحثي عنها.. تجدينها هناك قد خبت.. زكيها باللجوءإلى الله والضراعة له، جددي إيمانك فهو يخلق في الجوف كما يخلق الثوب.. وثمة سحر في المسألة اسمه قيام الليل.. يفعل في الثوب الأعاجيب.. يبعث فيالقلب نشاطاً وحيوية لا يعرف الإنسان سرها.. ويبارك في العمر ويزكيه.. فليكن لك منه أوفر الحظ والنصيب.. هذه واحدة.. ثم دعينا نقف وقفة مع زادنا.. وتحركنا.. ومبعث الطاقات فينا.. يقول ربنا تبارك وتعالى: {إنَّما يخشى الله من عباده العلماء}.. فكلما زاد الإنسان علماً كلما ازداد خشية وإنابة.. كلما ازداد توقد قلبه واشتعاله بحرارة الإيمان.. فهويعرف من يعبد ولمن يركع ويسجد ويحفد، يعرف الحلال والحرام.. كل يوم يحييفيه سنة ويميت فيه بدعة.. ذلك العلم يجعل من الإنسان "زنبركاً" لا يتوقف.. فهو لا يكل ولا يمل.. وكيف لا وهو يعلم أنه يسعى ما بين مولده إلى مماته.. يعلم أنَّ الجنة والنار أمامه، والموت يطلبه، وربه فوقه، والملائكة تشهد وتسجل. تقولينإنك تعملين في أحد المراكز الصيفية، فهل أفهم أنك موظفة أثناء بقيةالسنة؟! فإذا كنتِ كذلك فحتماً أنتِ مثقلة ومجهدة بروتين يومي ثقيل يقعدكعن كثير من العلم، ويجعلك تملين من كل شيء فلا جديد.. ولكن دعيني أسألك: هل صقلت مواهبك وإبداعك بعلم شرعي أصيل؟ أتصورك أنك بالتأكيد منضمة إلىإحدى حلق طلب العلم التي مرت عليها السنون والأيام.. تنتقلون فيها منكتاب إلى آخر.. وهذا خير بل هو مطلوب.. ولكني لست عن هذا أسألك.. إني أسألكعن آخر آية قرأتِ تفسيرها في خلوة فدمعت عيناك.. أسألكعن حديث قرأتيه.. فسبرتِأغواره تبحثين عن أسراره ثم انطلقتِ به داعية، وإليه حامية.. أسألك عن ذلكالكتاب الذي حرَّك قلبك وذلك الشريط الذي فتح أمامك آفاقاً وآفاقاً.. حينقال جلَّ جلاله: {وذكِّر فإنَّ الذكرى تنفع المؤمنين} كان يعلم أنَّنفوسنا تصدأ ويعلوها الغبار.. تلك الهمزات والهنَّات والنظرات والمزحات؛ لابدَّ أن ندفع ثمنها عاجلاً أم آجلاً.. إن لم يغفرها لنا ربنا ويرحمنا.. فالعلم لا يقاس بالسنين ولا بالمجلدات، بل بما يورث في قلوبنا من خشية وخوف ورجاء.. وبما يورثه في أرواحنا من يقين ونشاط وعزم.. راجعيطلبك للعلم.. قفي معه وقفات.. ووقفات.. افتحي تلك الكتب القديمة.. اقرئيأكثر في أعمال القلوب.. وشدي الرحال إلى منازل {إياك نعبد وإياك نستعين}.. نوِّعي الأشرطة والمحاضرات.. واعلمي أنَّ نفسك لم تفتر إلا حين ملَّت.. ولا تملُّ النفس إلا إذا ضعف الزاد.. أو خلت الطريق.. فأما الزاد فأمامكالنبع الصافي انهلي منه.. وأمَّا الطريق فطريقنا واضح أبلج.. ليله كنهارهلا يزيغ عنه إلا هالك.. فالزميه.. هذه الثانية. والثالثة.. لعله ذنبمن هنا أو هناك.. استصغرته عيناك فعظم قدره عند الله وكبر.. أو لعله ذنبأحدثت له استغفاراً لسانياً وما استشعر قلبك صدق التوبة والأوبة.. لقد أذنبأحدهم ذنباً فقال: لأجدنَّ مغبتك ولو بعد حين، فوجده بعد أربعين سنة!! اعذريني يا أختي إن شددت عليك أو قسوت.. لكنَّا إن "طبطبنا" على أنفسنا "طبطبنا" على ركام وذنوب.. نشتكيمن الفتور والكسل وضعف الإيمان.. وقد ملأنا قلوبنا بمحقرات الذنوبوالتقصير في الواجبات.. فأنَّى لهذه القلوب أن تتحرك أو تعمل وقد خنقناها؟! هي التصفية لا بدَّ لها دوماً قبل أن نبدأ بالتحلية.. فتعاهدينفسك.. وجددي التوبة.. وحين تدعين الليلة بهذا الدعاء: "اللهم اغفر لي ماقدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني" استشعري كل حرفمنه وتخيلي أنك تدعين وقد سجل الله عليك ذنوبك منذ عشرات السنين.. أحصاهاعنده ونسيتها.. فادعي الله على خوف ووجل. وأخيراً.. تعاهدي أورادكوأذكارك في الصباح والمساء.. لا تفرطي فيها مهما كان.. اجعليها جزءاً لايتجزأ من يومك.. تحصني بالله ولوذي بحماه.. ابدئي يومك بذكره.. تكونين معهفي حصن حصين، لا يضرك كائن من كان.. إلا شيء كتبه الله لك. اجعلي سورةالبقرة ضمن أورادك اليومية.. فالشياطين لا تطيقها ولا تستطيعها، فالداعيةمحط أنظار الخلق.. وهو ضعيف بنفسه قوي بربه، وذكر الله يجعله في مناعة منكيد الكائدين وأعين الحاسدين. لقد كان ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يمكث فيمصلاه بعد الفجر إلى قرب انتصاف النهار، ثم يلتفت إلى من خلفه ويقول: "هذهغدوتي ولو لم أتغدها لسقطت قوتي"!! فكري في كلمته مراراً.. ما الذي وجدهابن تيمية في مصلاه حتى إنَّه لو لم يجلس تلك الجلسة لسقطت قواه؟! أي توكلإذن وأي احتساب؟! أي تجديد للتوبة وإعلان للعبودية إذن؟! أي استمداد للقوةمن الرب القوي الجبار؟ أترى من يبدأ يومه بالانطراح بين يدي مولاه ذلةوخضوعاً ورغبة ورجاء، كيف يكون سائر يومه وكيف يكون نشاطه وحاله؟! لاعجب إذن أن يكون ابن تيمية من كان.. وهو الذي مع ذلك يقول: "والله إنيلأجدد إسلامي في كل حين"! إعلاناً لعبوديته وتجديداً للبيعة. تلك نقاط عابرة.. لعلها لامست شيئاً من الحقيقة أو لم تلامس.. حسبيوأملي.. أن تكون قد فتحت لكِ مع نفسك أبواباً من الصدق والصراحة تطّلعينفيها على تلك الملفات القديمة.. وتجددين فيها البيعة مع الله.. في يوم أنأنزل: {إنَّ الله اشترى...}. شرح الله صدرك بالإيمان، وبارك فيك ولكفيما أعطاك وحباك، وجعلك جنداً من جنده تدافعين عن حوزة الإسلام بالقليلوالكثير، ونوَّر قلبك بطاعته واستعملك في محبته ورضاه..
(9/29)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
وجمعنا وإياك ووالدينا مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً. ومن عرف المنتهى.. قدَّم المُهَج. والحمد لله ربّ العالمين. المستشار : هند القحطاني ... ============== . أريد أن أدخل غمار الدعوة.. كيف؟ السلامعليكم.. أولاً نشكركم على هذا الموقع المميز، وسدد الله خطاكم ورفقكم..أنافتاة أريد أن أدخل غمار الدعوة في محيط الأسرة، فكيف أكسر الحاجز بينيوبين أهلي والتخلص من الرهبة والخوف في البداية؟.. وكيف أحتسب الأجروالتخلص من حظوظ النفس في الدعوةوسبل الدعوة؟.. وعذراً على الإطالة وجزاكمالله خيراً. الجواب أختي الفاضلة : مجال الدعوة مجال شريف رحبوهي منة من الله لمن يصطفي من عباده وهنيئاً لك هذا الهم وهذا الشعور وتلكالرغبة في إرشاد ودلالة الناس على الخير فهي سبيل محمد صلى الله عليه وسلمومن اقتفى أثره قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومناتبعني) ودعوة الأسرة هي أولى الأولويات لكل داعية فقدوتنا عليه الصلاةوالسلام أمره الله جل وعلى أول دعوته بعشيرته كما في قوله تعالى: (وأنذرعشيرتك الأقربين) .. أما ما يتعلق بالخوف الذي تجدينه في نفسك فهذا خوفطبيعي يصاحب كل إنسان عندما يدخل ميداناً جديداً عليه فلا تتحرجي من هذاالشعور ولا يمنعك عن هدفك ومقصودك وعليك البدء بصغار العائلة من جمعهنوالتكلم أمامهن ووعظهن بالمواعظ والقصص النافعة والمعبرة التربوية وليكنمدخلك من خلال سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام فهناك كتاب مختصر الرحيقالمختوم مفيد في بابه, فأنت ادخلي باب الدعوة من باب القصص من السيرة ولاتنسي سيرة الصحابيات من أمهات المؤمنين, ثم بعد ذلك توسعي في دعوة من هن فيسنك من زميلات الدراسة من خلال درس التعبير فلا يمنع أن تعودي نفسك بأنتتكلمي بكلمة قد أعددتها لهن، فاستأذني معلمتك وليكن بداية إلقائك أن تقرئيمن ورقة مكتوبة أمامك, ثم بعد فترة توسعي بوعظ وتذكير من هن أكبر منك سناًوليكن في محيط العائلة ثم شيئاً فشيئاً حتى يكون الأمر لديك طبيعياً, ثماعلمي أن الدعوة إلى الله عبر الكلمة الطيبة والنصيحة المبذولة هي جزء منالدعوة إلى الله فهناك الدعوة إلى الله من خلال ما تنفقي من مال لأجلالدعوة إلى الله من خلال طباعة الكتب والمطويات والأشرطة بل وحتى الدعاياتالمطبوعة لمجالس الذكر والدعوة إليها أو غيرها من أبواب الخير، فالدال علىالخير كفاعله, وهناك الشريط الطيب الذي توزعينه على بنات جنسك وهناكالمطوية المكتوبة والكتيب الإسلامي وغيرها من مجالات الخير والإرشاد, وأماما تجدين من حظوظ النفس فهو مما لابد أن تشعري به في بداية أمرك ثم يخفبإذن الله مع المجاهدة وتقريع النفس بأهمية الإخلاص وعدم الاسترسال مع هذاالشعور. لذا أوصيك دائماً بأهمية محاسبة النفس ومراجعتها وتقويمها ولووجدت أن هناك حظاً للنفس فعليك بالإمساك، لكن انتبهي فقد يكون ما تجدينهوساوس شيطانية لصرفك عن أعظم مجال للخير ألا وهي الدعوة إلى دين الله قالتعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني منالمسلمين).. وأذكرك بأمر تعرفينه ولكن من باب التذكير ألا وهو الدعوةإلى الله من خلال القدوة بأن تكوني داعية لدينك دين الإسلام من خلال شخصيتكأي كوني داعية من خلال الاقتداء فكلامك كلام مؤدب ومنطقي ومبني على كلامالله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفعلك يوافق قولك, عبادتك من صلاة أوصوم أو حج تكون على السنة متأسية بهدي محمد فالصلاة مثلاً تصلين بخشوعمتأنية ومطبقة للسنة في حال ركوعك وسجودك.. إلخ فتعطين كل ركن حقه, وشخصيتكشخصية امرأة مسلمة متمسكة بدين الإسلام ولباسك لباس إسلامي من خلال حجابكوملابسك فحجابك ليس حجاباً مزركشاً ولا مخصّراً ولا ملوناً.... إلخ بلعباءة ساترة سوداء من أعلى رأسك لأخمص قدمك وملابسك كذلك لباس ساتر وليسلباس فتنة بسبب ضيقه أو شفافيته أو فتحات تبين بعض أعضاء الجسم وهكذا,وحتىيكون كلامك مقبولاً انتبهي أن تقولي قولاً أول من يخالفه أنت بل لا تقوليقولاً إلا وتكوني أنت أول المطبقين والفاعلين له واجعلي أمامك قول اللهتعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أنتقولوا ما لا تفعلون). أسأل الله العظيم أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه ويجعلنا من الآمرين بالمعروف الفاعلين له ومن الناهين عن المنكر المتجنبين له. وادعي ربك العظيم أن يفتح لك مجالات الخير ويجعل لك القبول بين خلقه ويجعل ذلك كله خالصاً لوجه الله تعالى. المستشار : خالد بن سليمان بن عبد الله الغرير ... ============== . اشكو من التثاؤب الدعوي كنتيوما ما يشار إلي في الدعوة إلى الله والعمل والحركة بل كنت موجهه فيالمحاضن التربوية ولكني اليوم أصبحت أتعلم فن التثاؤب وقصرت كثيرا فيالواجب بل أصبحت لا أجد في نفسي حرقة على أمتي ومجتمعي كما كنت من قبل ولاحول ولا قوة إلا بالله ,أحاول أن أعود وأتحرك كما كنت من قبل ولكني إلىالآن لم أفلح فبماذا تنصحني يا رعاك الله وأرجوك أيضا أن تدعو لي ؟ الجواب الحمدلله , أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشرح صدورنا جميعا لما فيهصلاح ديننا ودنيانا وأن يستعملنا في طاعته وأن ييسر لنا أعمالا زاكية يرضىبها عنا ... و بعد :..
(9/30)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
فإنآفة الفتور قد تعتري الدعاة إلى الله تعالى خلال مسيرتهم في الدعوة إلىالله سبحانه وتعالى وقد جاء في الحديث النبوي الشريف (( لكل عمل شرة ولكلشرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك )) (أخرجه البيهقي ) وقبل أن أخوض في الأسباب التي توقع المسلم في مثلهذه الآفة , أذكِرك أختي في الله بأن عجلة الحياة ماضية , وكنز العمر ينفذسريعا , والأرحام تدفع بالرجال ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا أمثالكم ) , والدعوة ماضية وهي دعوة الله لا يضرها من تقاعس فقعد أوأعرض فانتكس ( لا قدر الله ) مهما علا قدره وعظم شأنه , والميدان مليءبالرجال , والتنافس شديد , والهمم بلغت عنان السماء , وأبواب الجنة مشرعةللسابقين , والنصر حليف من يصبر في الساعة الأخيرة , والقوم في شوق إلىالله وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهمهم مجلسهم منه يوم القيامةفهم ماضون في نصرة دينه لا يألون على شيء ولا يضرهم من قعد أو تأخر( ومنيبخل فإنما يبخل عن نفسه ) , والذين التفتوا تأخروا على قدر التفاتهم . ومن أسباب الفتور : § طول الأمد وقسوة القلب . ولا يحصل ذلك إلا إذا أهمل الداعية أورادهالإيمانية وأضعف صلته بالله سبحانه وتعالى وتأخر في ميدان التنافس الإيمانيوأعمال القلوب وفترت نفسه وضعفت همته وثقل وتثاقل وآثر الراحة والدعةواشتغل بمباهج الحياة وتأخر في صفوف الصلاة . § تسلل الآفات إلى قلبالداعية دون أن يشعر كالرياء والعجب والكبر والحسد . . . وما إلى ذلك منالآفات التي تورثه فساد الرأي وعمى البصيرة وانطفاء نور القلب . § الركون إلى الدنيا والاشتغال بزينتها وزخرفها ونسيان الآخرة وتأخير الدعوةإلى الله في سلم الأولويات , ويحدث ذلك من خلال بعض المنعطفات الخطيرة فيحياة الداعية كالزواج أو التجارة أو الوظيفة أو البناء أو الاشتغالبالشهوات المباحة أو المحرمة ....... § الضغينة والشحناء , والتنازعوالاختلاف الذي يقع بين الدعاة إلى الله تعالى ويؤدي إلى الفشل والانسحابوالبعد عن العمل الدعوي ( ونسيان أن الدعوة لله وليست لفلان وفلان ) § ضعف الفقه الشرعي والفقه الدعوي الذي يعصم الداعية من اتخاذ القراراتالخاطئة التي تقذف به خارج صفوف الدعاة وتقوده إلى الإحباط واليأسوالانضمام إلى جحافل القاعدين ( عن نصرة دين الله ) § التأثر بقالة السوء , وما تلوكه الألسن المغرضة وتنفثه القلوب الحاقدة والخيالات المريضة حول الدعوة والدعاة . § الوقوع في شرك الترهيب والتخويف وتهويل الأمور الذي ييثه بعض العواموالتافهين , وأن الويل والثبور ينتظر العلماء المخلصين والدعاة العاملين إنهم تحركوا لنصرة الدين أو خالفوا إرادة أهل الأهواء وأرباب الشهوات . ومن وسائل العلاج : § الدعاء والتضرع وسؤال الله بصدق وإلحاح , والتماس الأوقات والأزمنة الفاضلة التي ترجى فيها الإجابة . § إخضاع القلب لدورة إيمانية مكثفة تكون بمثابة دورة إعادة تأهيل تمكنه من الانطلاق من جديد . § إخضاع العقل لدورة ثقافية علاجية (( حيث أن الداعية إذا تأخر وقعد يفقدملكاته وقدراته الدعوية , بل حتى لغة الخطاب الدعوي ترحل عنه , ولا يتصورأنه سيعود منذ اليوم الأول إلى ما كان عليه قبل القعود )) . § المسارعة بالبدء والانطلاق واستغلال حال الإقبال والانشراح وعدم إعطاء النفس أي فرصة للتردد والتبرير . § تخطي المعوقات الزائفة (التي يصورها الشيطان) والعمل على شحن النفس بجرعات عالية من التفاؤل والثقة . § التغاضي عما قد يبدر من البعض من معاتبة أو تعليقات ساخرة أو أي أذى نفسي , فإن ذلك سرعان ما يضمحل ويذهب في خضم الحركة والعمل لدين الله تعالى . والسلعة غالية والصفقة مربحة تستحق التضحيات . § الإخلاص والاحتسابواستحضار ما حصل من التقصير وعدم التطلع إلى المنازل القديمة في الدعوة إلىالله والتركيز على العمل والعطاء وتعويض ما فات . المستشار : محمد فرغل ( بتصرف ) ================ . كيف أحافظ على من دعوتهم ؟ كيفأحافظ على من تمكنت - بفضل الله تعالى - من دعوتهم إلى الله وإرشادهم إلىالطريق المستقيم من عدم الانحراف ، مع العلم بأن بعضهم من أسر يكثر فيهاالاختلاط من والديه وأخوته مع أعمامه وأخواله وأبنائهم ، وهي تشكو ليدائماً من هذا الحال ، ولا أجد بيدي حلاً ؟ كيف أستطيع مساعدتها ؟ الجواب الحمدلله , لاشك أخيتي أن من توفيق الله تعالى لعبده المسلم أن يكتب على يديههداية إنسان ( كافر أو مسلم ) قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي بنأبي طالب رضي الله عنه (( لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم )) . أما المحافظة على من هداهم الله على أيدينا فيكون بإتباع المراحلالمعروفة في الدعوة الفردية فهي كفيلة بأن تعين الداعية على الانتقالبالمدعو من مرحلة إلى مرحلة بثبات و استقرار , و هذه المراحل مدونة ومشروحة في العديد من الكتب الدعوية مثل كتاب ( الدعوة الفردية ) لمصطفىمشهور ( رحمه الله ) . أما بالنسبة لهذا المدعوة و ما ذكرت من وضع عائلتهافإني أنصحك بالأمور التالية : - مناصحة المدعوة بالتعقل و عدم القيام بأي عمل أرعن مع عائلتها لأن ذلك سيشكل حاجزا يحول دون تقبلهم للنصح مستقبلا - دراسة نفسيات أفراد العائلة وتصنيفهم بحسب قربهم و بعدهم من تقبل الخير و الاستجابة للنصح - تدارس أساليب تعين المدعوة على كسب ثقة العائلة - البدء بدعوة أفراد الأسرة القريبين من الخير و كسبهم للمساعدة على تغيير سلوك العائلة
موضوع: رد: المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 11:48 pm
(9/31)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
- البعد عن مناسبات العائلة المشتملة على منكرات معلنة و ظاهرة إلا في حال وجود مصلحة دعوية راجحة تعين على قطع هذه المنكرات مستقبلا - تنبيه المدعوة إلى أن صقل شخصيتها و ثباتها على مبادئها يورثها حب الناس واحترامهم و كسب ثقتهم مما يعينها على تغيير حالهم بإذن الله تعالى - اختيار تشكيلة مناسبة و مؤثرة من الكتيبات و الأشرطة و إهدائها و توزيعها على أفراد الأسرة - دراسة و اقتراح بدائل شرعية مريحة للعائلة ( قدر المستطاع ) لجميع المخالفات المرتكبة أثناء الزيارات و اللقاءات . والأهم من ذلك كله الدعاء الصادق في ظهر الغيب و التضرع إلى الله تعالى بأنيشرح صدورهم و يحبب إليهم الهداية و الاستقامة ( و تخصيص الوالدين والقرابة القريبة بمزيد من الدعاء و تسميتهم في الدعاء ) المستشار : محمد فرغل المصدر : وسط نت ( بتصرف ) ============= . كيف نجمع بين الأثنين كيفتوفق الداعية بين أمورها الخاصة التي لا تتعلق بأمور الدعوة وبين أمورالدعوة المكلفة بها ، أو أن تلزم الداعية نفسها بأمور دعوية تجهدها معأمورها الخاصة ؟ الجواب من التعارض بين متطلبات الدعوة وشئون المسلم إنما ينشأ من أحد أمرين : 1. كثرة الأعباء وتحميل النفس مالا تطيق من الأعمال . 2. سوء الترتيب وضعف التنسيق بين هذه المطلبات جمعها . وعلاجذلك يكون بمراجعة الداعية لوضعها ، والنظر في أعمالها هل فيها شيء منالمبالغات والحماس الزائد في جانب متطلبات الدعوة أو في جانب المصالحالخاصة ، ومعالجة ذلك بالاعتدال والتوازن . ثم بعد مراجعة التنسيقوالتنظيم للوقت والأعمال بوضع جدول واضح ، وتوزيع أعمالها ومسؤولياتها بحسبالأولوية وتحديد الوقت المناسب لكل عمل تحت شعار " أعط كل ذي حق حقه " . وإذا لم تنجح الداعية في تنظيم حياتها ومسؤولياتها فإنها بالبديهة لن تنجح في تنظيم حياة الآخرين وتوجيههم . المصدر : نقل بتصرف من موقع "الوسط نت" ============== . أصاب بقنوط الحمدلله الذي منّ علي بالالتزام من حوالي 4 أعوام وبعد الالتزام بفترة سلكتطريق الدعوة إلى الله مع أخواتي الآخريات، وانغرست في حقل الدعوة، ولكنهناك مشكلة تقابلني هي أنني عندما أقع في بعض الذنوب المعينة تتدهور علاقتيمع الله وأصبح في فتور، وربما تؤدي بي إلى القنوط وتكون النتيجة أننيأنقطع عن الدعوة في هذه الفترة بدعوى أن أهم شيء هو إصلاح نفسي أولاً حتىأستعيد قوة إيماني من جديد، فهل أجد عندكم من حل لهذه المشكلة الصعبة؟ الجواب السلامعليك ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحبًا بك، وشكر الله لك ثقتك بإخوانكفي شبكة "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلاً لهذهالثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم،وألا يجعل فيها لمخلوق حظًّا.. آمين، ثم أما بعد: فاعلمي-أخييتي - أنالله عز وجل قد منّ عليك بنعم كثيرة، في مقدمتها، نعمة الإسلام، ونعمةالالتزام، ثم أكرمك بأن اختارك للقيام بأشرف مهمة ألا وهي مهمة "الدعوة إلىالله"، قال تعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِوَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، فاحمد الله -أختي - على هذه النعم الكثيرة، وأدِّ شكرها ليزيدك الله من نعمه وفضله قالتعالى: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْوَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"، ومن أداء شكر هذه النعم أنتستمري في تبليغ دعوته سبحانه وتعريف عباده عليه، بإرشادهم لطريق طاعتهوتحذيرهم من مغبة معصيته. أما عما وصفتيه في رسالتك بأنه (مشكلة) تقابلكوأنت في طريق الدعوة، عندما تقعين في بعض الذنوب، فإنني أعتقد أن هذاأيضًا من نعم الله عليك، ذلك أنك -كداعية- بمجرد أن تقعي في ذنب تستشعرينبالخطر، هذه صفة طيبة، فلتحمدي الله عليها، نعم. احمدي الله أن رزقكِ قلبًايستشعر خطورة الذنب في حق الخالق سبحانه، فكم من الناس لم يمن الله عليهمبهذه النعمة (نعمة استشعار خطورة المعصية)، غير أن هذا الاستشعار يجب أنيدفعك إلى مراجعة نفسك والمبادرة بالاستغفار امتثالاً لقوله تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَإِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ". فحريبك أن تسارعي إلى التوبة والعودة إلى الله، لا أن تصيبك المعصية بنوع مناللامبالاة فتستمري المعصية، واعلمي أن الداعية إلى الله ليس نبيًّامعصومًا، وإنما هو بشر، يخطئ ويصيب، قد يقع في ذنب أو معصية لكنه سرعان مايرجع إلى الله طالبًا منه العفو والغفران، وأنه عندما يرتكب ذنبًا ولو كانصغيرًا جدًّا فإنه يستشعر الخطر، فيؤنب نفسه، ويعاتبها.. كيف لي أن أتجرأعلى معصية الله بعدما منّ عليّ بكل هذه النعم؟! أما ما قلتيه من أنارتكابك لبعض الذنوب يدهور علاقتك بربك، فهذا هو الخطر، فالفارق بين المؤمنوالمنافق أن المؤمن إذا أذنب ذنبًا في حق الله دفعه ذلك إلى المبادرةبالتوبة وتحسين الصلة بالله، والإكثار من الاستغفار، كما أنه ينظر إلى ذنبه -ولو كان صغيرًا- على أنه كالجبل يوشك أن يتهدمه، أما المنافق فإنه ينظرإلى ذنبه -ولو كان عظيمًا- على أنه كالذبابة وقفت على وجهه فيهشها بيده!!!
(9/32)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
فإياكيإياكي أن تتدهور علاقتك بربك، وليكن استشعارك الخطر لارتكابك بعض الذنوبدافعًا لك لمزيد من الفرار إلى الله لا من الله، واحذري أن تطول بك مدةالفتور، فإنها تؤدي على الكسل عن الدعوة، ثم إلى التثاقل عن حمل مهامها، ثمإلى تركها والبعد عنها، ثم... ثم... إلى القنوط من رحمة الله قال تعالى: "وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ"، فاتقِ اللهفي نفسك ودينك ودعوتك، وشمري عن ساعد الجد، وعودي إلى ربك وخذي من معصيتكدافعًا لمزيد من الطاعة. وختامًا، فإن من الأخطاء الشائعة في عالمالدعوة على الله قول البعض -ممن يستشعرون التقصير أو يرتكبون بعض الذنوبالصغائر- قولهم: إنني غير صالح لمواصلة الطريق، عليّ أن أتوقف -لفترة- حتىأصلح نفسي!!. وهذه هي بداية النهاية في حياة الدعاة، عندما تسول لهم نفوسهمأن انقطاعهم عن طريق الدعوة سيصلح حالهم!!، فاعلمي أخيتي -حفظك الله- أنالداعية تدعو إلى الله فإن الله يكرمها بإصلاح حالها، فمثلاً لو كانت هذهالداعية مقصرة في صلاة النوافل، أو مقصرة في وردها القرآني، فإنه عندماتذكر الناس بفضل وأجر النافلة وعظيم الثواب المنتظر من المحافظة على الوردالقرآني فإنه -ولا شك- سيكون بعدها أشد حرصًا عليهما. نعم الأصل أنالداعية يدعو الناس إلى ما يؤمن به، ويحافظ على فعله، لكنه أيضًا لا يحرمالأجر من الله إن ذكر الناس بسنة أو دعاهم إلى الحفاظ على نافلة، أو فضيلة،ومن إكرام الله له أن يصلح له نفسه وأن يرزقه الحفاظ على ما يدعو الناسإليه. فامضي في دعوتك، ولا تتوقفي في الطريق، ولا تستسلمي لنوازغالشيطان، واجتهدي في الاستغفار والتوبة، واعلمي أن الله سيصلح لك قلبك،وسيعيد إلى إيمانك شبابه، فتوكلي على الله تعالى.. نسأل الله تعالى أنيهديكِ إلى الخير، وأن يصرف عنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول.. وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. اسلام أون لاين - نقل بتصرف ================= . لا أريد أن أفشل في منزلي ! الأستاذةحفظك الله، دعيني لأشكو إليك همي، فأنا أعمل في مجال الدعوة منذ سنواتومحملة -وربنا يتقبل- بكثير من الأعباء الدعوية، حيث لا يخلو يوم من عملدعوي، وكذلك زوجي ولله الحمد داعية مجاهد على نفس المنهج. ورغم كونناهكذا، فإن أبناءنا للأسف الشديد لم يشبوا على ما نريده ونتمنى، فابنتي عشرسنوات لا تريد الصلاة ونلح عليها دائما وتهملها، ولا تصلي إلا إذا أنبناها،والابن الأصغر أيضا كذلك، غير أنهما أيضا لا يتسمان بالهدوء والسكينة التيأراها في أبناء أخواتي الداعيات. ولا أدري لماذا وما العمل؟؟؟ لا أريد أنأنجح خارج البيت وأفشل داخله، أرجوك ساعديني، وقولي لي ماذا أفعل مع أبنائيليكونوا كما أريد؟ الجواب سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخت الكريمة.. تقبل منك صالح الأعمال ورزقك التوفيق والنجاح في عملك وبيتك وكل حياتك. أولما بادرني من شعور عندما قرأت سؤالك هو القلق الشديد على أبنائك؛ فالأطفالجد صغار!! وأنا أقدر قلقك على عدم انضباط ابنتك فيالصلاة، لكني أدعوك إلىالرفق ثم الرفق ثم الرفق بأبنائك، وليكن اهتمامك الأول الآن هو تنميةوتعميق صلة وعلاقة جميلة بابنك وابنتك؛ فقد يكون رفض الفتاة لأداء الصلواتنوعا من الاحتجاج على انشغالك الدائم عنها!! أو نوعا من التمرد المصاحبللمراهقة المبكرة. ولكن دعيني أنصحك بخطوات عملية لتحبيب ابنتك في أداء الصلاة: 1- أن تكفي تماما عن زجرها وتعنيفها في أي شيء يمس للصلاة!!. 2- أدعوك إلى تحبيبها في الصلاة بكل ما هو جميل من الأحاديث وحياة الصحابةرضي الله عنهم وأحاديث الجنة مما يفتح شهية الصغار لحب الصلاة. 3- لا مانع من أن تحضري لها ملابس صلاة جميلة جديدة وأن تعملي جاهدة على أن تصلي مع أبنائك الصلوات الخمس. 4- أن تعتبري هذا الأمر مسألة لا تنجز في يوم أو أسبوع، ولكنها تحتاج إلىمثابرة واستمرارية وصحبة جميلة بينك وبين ابنتك على وجه الخصوص. 5- لعلذلك الأمر هو فرصة طيبة للغوص في شخصية أبنائك وفهم خصائصهم النفسية؛فتتعرفين على أنسب الوسائل التي تنفذين بها إلى قلوبهم وبناء صداقة معالأبناء يساعد كثيرا على في التواصل معهم بصورة سلسلة تجنب كثير منالمشكلات في فترة المراهقة وما بعدها. 6- اعلمي أختاه أن كل ابن وكلابنة نسخة فريدة؛ فلا تقارني أبناءك بأبناء الأخريات، ولا تطلبي منهم أنيكونوا مثل فلان أو فلانة، بل اعملي على أن يكون ذواتهم بما منحهم الله منصفات وخصائص، ودورك الأهم هو في اكتشاف هذه الصفات والخصائص وتنميتهاوتقويمها إذا لزم الأمر.. وفقك الله لما يحب ويرضى. المصدر : اسلام اون لاين ( بتصرف ) ============== . أصاب بفتور داعيةلها انشغالات كثيرة في أمورها الخاصة ، وتعطي ما تبقى من وقتها لأمورهاالدعوية ماذا تفعل في هذه الحالة مع حرقتها الكبيرة على الأمة؟ . الجواب هوأن الداعية التي تعطي دعوتها فضول الأوقات وزوائد الجهود ، بينما تقعاهتمامها على الأكبر بمصالحها الدنيوية الخاصة هي داعية تجوّزاً لا حقيقة ،وصورة لا واقعاً .. إن الدعوة إلى الخير لن تنتشر في الأمة ، وسلبياتالمجتمع لن تتغير بمثل هذه المساهمات الضعيفة ، وإذا لم نعط الدعوةالأولوية فعلى الأقل اجعليها في درجة اهتمامك بمصالحك الخاصة . لن تفلح أمة تجعل سعيها للدينار والدرهم أهم من سعيها للدين ونشر الخير في نفوس الناس : (وجاهدوا في الله حق جهاده ) . المستشار : د.مصطفى مخدوم المصدر : الوسط نت ============= . أحب الدعوة.. دلوني على الطريق
(9/33)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
السلامعليكم، أنا أحب الدعوة إلى الله، ولكني أرى المنكر ولا أعرف كيف أغيره،ولا يوجد عندي أسلوب؛ لدرجة أنه يوجد معي فتاة غير محجبة ولا أعرف كيف أبدأمعها وأناقشها؟. الجواب السيدة الفاضلة ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد،فإن حبك للدعوة أمر محمود، وقد قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاًمِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَالْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]. ورغّب فيه النبي صلي الله عليه وسلم فقاليوما لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لكمن حمر النعم". رواه البخاري. والدعوة إلى الله لا بد لها من علم {قُلْهَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِاتَّبَعَنِي} [يوسف: 108]. ولحمة الدعوة وسداها هي الحكمة والموعظةالحسنة: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِالْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"} [النحل: 125]؛ فهذاأمر ينبغي تحصيله قبل الدعوة وفي أثنائها وبعدها وفي كل وقت، ولا يمتنعالمسلم عن الدعوة مخافة الوقوع في الخطأ أو لقلة علمه، وقد قال النبي عليهالسلام: "بلغوا عني ولو آية" [رواه البخاري]. بالإضافة لذلك الجزءالنظري لا بد من الاطلاع على سيرة من مارسوا هذا الأمر، والاستفادة منتجاربهم، فمن وعى التاريخ في صدره أضاف أعمارا إلى عمره. وبهذا يتكون لديكالكيفية والأسلوب.أ وهكذا لا بد من التدرج وغرس العقيدة أولا، وملءقلبها بحب الله والخوف منه واليوم الآخر، فإذا صح الأساس صح فوقه كل شيء،وإذا فسد فسد كل شيء، حتى لو صح إلى حين. ويمكنك بعد إيقاظ قلبها أن تعيريها أشرطة عن مناسبة عن الحجاب ففيها فائدة إن شاء الله المصدر: اسلام اون لاين..." بتصرف" ============== . أحس أني داعية فاشلة ! أنامسلمة ملتزمة والحمد لله، وأحتسب نفسي داعية إلى الله، أقوم بإلقاء الدروسوالمحاضرات كما أقوم بالدعوة بين طالباتي حيث إني معلمة، أعيش مع والديحيث أني مطلقة (و ليس لدي أبناء) و لدي ثلاث أخوات في سن المراهقة 13-15-18سنة، المشكلة تكمن في أخواتي لأني كنت بعيدة عنهن في صغرهن (عندما كنتمتزوجة لمدة 6 سنوات)، ولما عدت إلى بيت والدي كن قد كبرن وأصبح من الصعبالتأثير فيهن، فهن عنيدات، ولديهن تصرفات كثيرة خاطئة، كعدم الالتزامبالحجاب الصحيح، وكثرة الخروج للأسواق و المراكز، والجلوس على برامج الشات .. واكتشفت منذ فترة أن إحداهن (15سنة) تكلم شابا بالهاتف، دارت بي الدنياولا أعرف حتى الآن كيف أتصرف وكيف أتأكد من الموضوع، إن أخبرت أخوتي الرجالسيحدث ما لا تحمد عقباه؛ خصوصاً وأني غير متأكدة.. وإن كانت هناك دلائلتؤكد ذلك لكن ليس قطعياً.. علاقتي معهن طيبة إلا فيما يختص بالنصحوالإرشاد؛ فهن لا يقبلن مني النصح، بل ويتطاولن علي أحياناً، وأحياناًكثيرة يخفين أمورهن عني حتى لا أنصحهن وقد يؤدي هذا الأمر بهن إلى الكذب،وغالباً ما أكتشف الحقيقة فيؤلمني تصرفهن هذا كثيراً.. عندما أرى تصرفاتهنأحس أني داعية فاشلة.. حيث إني أصلح بنات الناس ويسمعن لي ولا أستطيع أنأصلح أهل بيتي.. ماذا أفعل وكيف تكون الطريقة المثلى للتعامل معهن؟ الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: ذكرتتصرفات أخواتك التي يظهر عليهن بعض السلوكيات المنحرفة، وتشعرين بأنكداعية فاشلة؛ لأنك تستطيعين نصح الناس ولم تستطيعي التأثير في منزلك.. هذاالشعور إحباط من مداخل الشيطان على أي داعية، ويجب أن نعلم أنه ليس بأيديناقلوب البشر، وأننا نعمل الأسباب، والتوفيق بيد ربّ العالمين سبحانه، فرسولالله صلى الله عليه وسلم لم يهد عمَّه، وإبراهيم عليه السلام لم يهد أباه،ونوح لم يهد ابنه.. ولكن علينا أن نقوم بكل ما في وسعنا من أسباب إنقاذمن حولنا من النار {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودهاالناس والحجارة}. لا شكَّ أنَّ الأسلوب اللبق والخلق الحسن والكلمةالطيب مفتاح القلب، وأننا لو نشعر من أمامنا بحبنا له وخوفنا عليه، نعملالأسباب من التشجيع والتفاؤل أحياناً واتخاذ الأساليب المتنوعة لدعوته منداخل البيت ومن خارجه. عرفي أخواتك على الأخوات الطيبات وعلى دورالقرآن، ولا شك في أنَّ بعضهم ألين من بعض، فابدئي بأقربهن إلى الخير ولاتتحدثي عنهم أمام الآخرين وحافظي على أسرارهن، ولا بدَّ أن تصلي إلى نتيجةبإذن الله، وعليك بالدعاء وستصلين إلى مبتغاك عاجلاً أو آجلاً، فلا تتسرعيالنتائج، فيمكن أن لا يظهر أثر نصحك عليهن إلا بعد عدة سنوات. أمابالنسبة لأختك التي تتحدث في الهاتف؛ فبإمكانك التأكد من ذلك عن طريق مسجلالهاتف الذي يستخدم داخل المنزل، ثمَّ اختاري الأسلوب المناسب للمعالجة،إما بالمصارحة وإسماعها صوتاً، أو بالتلميح بعد أن تتأكدي، وهناك قصصواقعية مؤثرة للأخوات نوال عبدالله وأمل عبدالله عن (رسائل حب) تحكي واقعاًأليماً لفتيات سلكن هذا الطريق المؤلم، فحبذا لو أهديتيها لأختك حتى تعتبربها، وعليك بكثرة الدعاء، وأسأل الله لكِ الحكمة؛ فالحكمة: أن تضعي الشيءفي موضعه، سواء كان الموقف يتطلب ليناً أو حزماً. أعانك الله وسدد خطاك. د/ الجوهرة المبارك / لها أون لاين ============= . المرأة الداعية.. مشكلات من نوع خاص ما هي المشاكل ذات الطابع الخاص التي تمس الدعوة النسائية؟ الجواب
(9/34)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
الدكتورةمنى حداد: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، إن المشاكلذات الطابع الخاص التي تمس الدعوة النسائية هي عديدة، وربما لا نستطيعحصرها في كلمات، من أهم هذه المشاكل المرأة المسلمة ذاتها. فهي -أي المرأة- إذا لم تعي دورها كما يجب فستقع في مشاكل عديدة أثناء قيامها بواجبالدعوة، وفي كامل سلوكها في الحياة. فمطلوب إذن أولاً من المرأة الداعيةكما أراده الله لها، لا سيما أنه قال تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّنذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةًوَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. هذاالعمل الصالح إنما أراده الله للمرأة كما أراده للرجل، فحين تبدأ الداعيةالمسلمة بإصلاح عملها سواء في حياتها الخاصة أو في دعوتها لسائر بنات جنسهاولكامل مجتمعها لا بد أنها ستحيا حياة طيبة وستوفى أجرها بأحسن مما كانتتعمل. المشكلة الأساسية إذن هي المرأة نفسها، لا سيما أنها كما تشكل نفسهاتساهم في تشكيل باقي أعضاء المجتمع حين تربي هذا الباقي على ما يريده اللهعز وجل من قواعد وسلوك، فهي الأم وهي الزوجة وهي الأخت وهي الابنة. فلتنظرالمرأة إلى نفسها ماذا قدمت بحق ذاتها وبحق مجتمعها ولتحدد خطها وطريقهابعد ذلك. هذه المشكلة الأولى، وهناك مشاكل عديدة، لا سيما منها ما تتعرض لهالأخت الداعية في المجتمع من ضغوطات أسرية كانت أو اجتماعية أو اقتصاديةأو ربما حركية (تنظيمية).. كل هذه الأمور قد تتعرض لها الأخت الداعية ولكننقول إذا تجاوزت المشكلة الأولى بالنظر لتحديد قيمتها دورها وإنسانيتها فلاشك أنها ستستطيع بعون الله تجاوز المشاكل الأخرى مهما تعددت. أما عن تسميةالدعوة النسائية على نسق الحركة النسائية فإنني أقول: إذا ما بدأنا بدعوةنسائية بحتة الآن فنحن على طريق العمل الدعوي الإسلامي العام؛ لأن اللهسبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياءبعض}؛ فهو يقرن المؤمنين بالمؤمنات حين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكرويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله. لقد حدد لنا سبحانهوتعالى بل بشرنا بأنه سيرحمهم {أولئك سيرحمهم الله}. نعتبر نفسنا في طريقالعمل الدعوي العام، ولا داعي لتسمية دعوتنا بالدعوة النسائية على نسقالحركة النسائية؛ لأنه عند ذلك سنضع الفوارق والحواجز وبأيدينا بين المرأةوالرجل، وسنعود إلى الصراع الذي عاشته المرأة مع الرجل منذ نشأة الحركاتالنسائية، علمًا أننا في الإسلام لا نجد مطلقاً داعياً لهذا الصراع طالماأن الله سبحانه وتعالى أعد للجميع مغفرة وأجراً عظيما وثواباً لكل عمل قدمهالإنسان من ذكر أو أنثى. المصدر : إسلام أون لاين =============== . تسمية الدعوة النسائية س: هل صحيح تسمية الدعوة النسائية.. على نسق الحركة النسائية؟ نحن الداعياتالمسلمات لا نجد مطلقاً فارقاً بين الرجل الداعية والمرأة الداعية من حيثالواجب ومن حيث الدور ومن حيث الأجر، فلِم الصراع إذن؟ ولِم نكون دعوةنسائية فحسب؟ الجواب الأستاذة حكيمة المختاري: إن حمل أمانة عظيمةمثل أمانة الدعوة إلى الله تعالى، وتبليغ كلمته عن رسوله صلى الله عليهوسلم، مهمة عظيمة كلف الله تعالى بها المرأة كما كلف الرجل. وخصوصية المرأةأنها ذلك المحضن الذي تتربى فيه الأجيال، منذ نعومة أظافرها، خصها اللهتعالى بالحلم وسعة الصدر واللين واللطف ما تنفق به على النساء كافة علىالأقرب فالأقرب. لا بد من الحديث أولا عن مصطلحي الدعوة والمرأة، فماذانقصد بالدعوة ومَن هي المرأة الداعية والمدعوة؟ الدعوة هل هي دعوة للحجاب؟أم للصلاة؟ أم هي ربط بالله سبحانه وتعالى؟ وبالتالي اختيار الإنسانةالمدعوة بين زينة زائفة وبين ما عند الله عز وجل. ولا بد أيضا للحديث عنالدعوة في صفوف النساء من التعرض للسياق التاريخي الذي مرت منه المرأةموءودة تحت التراب إلى أن كرمها النبي صلى الله عليه وسلم، وأرجعها إلىالمسجد؛ المكان الذي تلتقى فيه الدعوة بالدولة. مرورا بعهد الخلفاءالراشدين إلى الانكسار التاريخي الأول والذي أصبحت فيه المرأة حبيسةالجدران فانحبست بذلك قدرتها على التربية والعطاء والمشاركة في الحياةالعامة للمسلمين. إن مشاركة المسلمة في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ركنأساسي من أركان الدين. فمن الآيات التي نص فيها الحق سبحانه على مكانةالمرأة في واجب السهر على دين الله قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَوَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَبِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}؛ فهذا تكليف من الله سبحانهوتعالى للمرأة بحمل العبء ودعم بناء المجتمع الإسلامي ، تكليف من صميمالدين. المصدر:إسلام أون لاين ============= . مجتمع غربي أناأعيش حالياً في بلد غير إسلامي وحولي بعض المسلمات منهن المتزوجات ومنهنصغيرات السن والشابات، كيف أستطيع أن أدعوهن إلى التمسك بقيم الإسلاموأخلاقه في ظل المجتمع الغربي المفتوح الذي نعيش فيه؟ الجواب هذاالمجتمع الغربي الذي تصفينه بأنه مفتوح وتتساءلين عن كيفية الدعوة فيهللتمسك بقيم الإسلام وأخلاقه هو مجتمع يستحق منك الشفقة والاهتمام أيضاً. هذا المجتمع بكل سيئاته يحتاج إليك وإلى جميع الدعاة الذين انتهجوا نهج الإسلام عملاً والتزاماً ومقولاً. هو بحق يحتاج إليك لتبرزي هذا الإسلام الذي في داخلك لتفوح منك ريح المسك من خلال تعاطيك معه.
(9/35)
{{ المكتبة الإسلامية الشاملة ... SH.REWAYAT2.COM }}
أما أخواتك المتزوجات وصغيرات السن والشابات فعندما تكونين قدوة صالحة لهم فسيحببن فيك الدين والإيمان والالتزام. افتحيللجميع قلبك ووسّعي صدرك لترتاح عليه كل مسلمة وكل محتاجة إلى سماع كلمةالحق ودعوة الإسلام. هذه الدعوة الربانية التي يمكنها أن تستنقذ البشرية منعثراتها ومن آلامها وأمراضها. الجميع بحاجة إليك في ذلك البلد المفتوح، والذي يعني الاستعداد للتلقي وللتبصر وللفهم وللأخذ. فهلاكنت تلك الداعية التي بإمكانها أن تكون شامة في مثل هذا المجتمع الضائعوالتائه؟ أما بالنسبة للفريق من النساء والشابات حولك فبإمكانك الاطلاع علىالعديد من التوجيهات والبرامج التي تستطيعين قراءتها ومتابعتها على جميعالمواقع الإسلامية، ما دمت تستعملين الإنترنت فبإمكانك أن تستفهمي عن أيأمر أو أي موضوع ولكن لا بد أولاً وابتداءً من التزود بالثقافة الإسلاميةالمطلوبة والضرورية دون أن تدعي إمكانية الإحاطة في كل أمر وكل شيءولتنطلقي داعية مخلصة لدعوتها بين من تعرفين من النساء. ولا تنسي مطلقاًأن تنشري عطرك في كل الأجواء التي تمرين بها من خلال موقف صادق أو كلمةطيبة أو معاملة حسنة أو منظر لائق أو استقامة واضحة حتى يشار إليك بالبنانوحتى تحببي الآخرين بدينك وبإسلامك. المستشار : د.منى حداد المصدر : إسلام أون لاين ... ================ . نصائح لدعوة الجيران في رمضان أريد منكم برنامجا دعويا أقوم به مع جيراني في رمضان، حتى يكون هذا الشهر نقطة فارقة معهم. الجواب إننقطة البداية في دعوة الجيران هي إدراك المسلم ما للجار من حق في الشريعة،وذلك يجعل المرء يدرك أن عونه لجيرانه والأخذ بأيديهم في سبيل عملالصالحات، والسعي لتقريبهم إلى الله تعالى واجب شرعي، وحق اجتماعي، فالمسلملا يعيش منعزلا، ولا يعيش في المجتمع فردا، ولكنه لبنة صالحة دءوبة تسعىللحفاظ على هذا المجتمع. وليس الحفاظ هنا محصورا في المحافظة على المنشآتوالمباني، والالتزام بقواعد المجتمع وقوانينه فحسب، بل أساس صلاح المجتمعقائم على صلاح الناس الذين يمثلون هذا المجتمع، لأنهم هم المجتمع، وماسواهم عوامل مساعدة، أو أدوات لازمة لتيسير حياتهم. وفي ظني أنه ليست هناكعقيدة أولت الجوار أهمية مثل الإسلام، حتى أوصله النبي صلى الله عليه وسلمإلى أن يكاد وارثا حين قال: (ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنهسيورثه) رواه البخاري، وهذا الحديث المحفوظ يحتاج إلى معرفة فقهه، حتى ندركما فيه من معاني سامية لتلك "الرابطة الجيرانية".. والأمر الأول: الذييُلحظ في الحديث أن الوصية بالجار تكررت بشكل كبير جدا، على غير العادة فيكثير من شرائع الإسلام التي جاء الأمر بها، وربما تكررت التذكرة فيها، لكنلم نلحظ التكرار في الوصية على فعل شعيرة من الشعائر مثل ما جاء في الجار،وبعض الشرائع الأخرى، كالصلاة وحسن الخلق. الأمر الثاني: أن الأمر تعدىالتكرار، بل وصل إلى حد الصلة الوثيقة التي تعتبر الجار واحدا من الأسرة،وبهذا المعنى يجعل الإسلام الجيران أسرة واحدة، بل بالنظر في المجتمع نجدبعض الجيران هم أقرب للإنسان من إخوته ومن أبيه وأمه، وهذا يشير إلى إعجازالحديث من الناحية الاجتماعية. إذا كان هذا التمهيد، فإن البرنامج المطلوبلن يكون خطوات مرسومة بقدر ما هو تفتيح للأذهان، ومحاولة للتفكير بشكلجماعي يثير الاهتمام، ويدعو للإبداع والتجديد، وفق قراءة الإنسان لحالهومعرفته بجيرانه، وما يمكن أن يقدمه لهم. ومن أهم ملامح هذا البرنامج ما يلي:
(9/36)
المكتبة الاسلامية الشاملة / الكتاب : المفصل في فقه الدعوة إلى الله تعالى
اعود اليكم بشوق
بروايتي الجديده
اللتي تحمل الخيال بطياته
قصة بسرد مختلف..
وكلام بعضه واقعي
والبقية خيال..
منها ما يكون رومانسيا حالما
ومنها من لا يعرف طريقا للرحمه والتعاطف
القسوه ركن اساسي بالروايه الجديده
التي تعبر عن …