موضوع: "إنهم ليسوا سواء .. يا دكتور ناصر الدين الشاعر " .... بقلم وصفي قبها الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 5:42 am
أمامة - 2/10/2010 م بداية أود الإشارة إلى أنني ترددت كثيراً للتعليق من خلال وسائل الإعلام على ما ورد في مقالة الأخ الدكتور ناصر الدين الشاعر الذي تواصلت معه فوراً ومنذ أن ظهرت مقالته على المواقع الإلكترونية تحت عنوان " إنها المصالحة وليس الاقتتال " وأجريت معه نقاشاً وحواراً مطولاً لأكثر من نصف ساعةٍ حول كافة ما ورد في المقالة، ولا أخفيكم سراً بأنّ الدكتور قد اعترف وبصراحة الرجال أنّ هناك مواقف ما كان له أن يتناولها بالطريقة التي خرجت فيها، ولو أنّه أدرك مسبقاً وانتبه لأبعاد هذه المواقف لما تناولها و جمع بين بعض القضايا في المقالة الواحدة، ولقام بالتركيز على قضية المصالحة فقط وما يعززها من مواقف وإجراءات عملية تدفع بالجهود التصالحية للأمام، فكان وللأمانة من رحابة الصدر وحسن الإصغاء ما تحملَّ منّي قساوة النقد وارتفاع وتيرة الصوت، ولا شكّ أن ذلك من جمِّ أدبه ونبيل أخلاقه ودماثة شخصيته، وهنا وللضرورة وحتى يُفهم موقفي لا بدّ من الإشارة أيضاً بأنّني عملت مع الدكتور الشاعر في الحكومة العاشرة و تكلفت بمهام وصلاحيات وزارته في التربية والتعليم العالي خلال غيابه القسري في سجون الاحتلال الصهيوني لحوالي الشهرين، وعملت معه في حكومة الوحدة الوطنية، وجمعني به القيد في سجون الاحتلال الصهيوني مرتين أو أكثر، لذلك فقد اعتدنا على بعضنا وخبرنا بعضنا بعضاً وللأمانة أقول فقد اختلفنا أكثر مما اتفقنا حول جملة من القضايا المهمة، والتي طالت أيضاً بعض الأمور والشؤون الإدارية في وزارة التربية والتعليم العالي، ليس حباً في الاختلاف وإنما قد تتباين الاجتهادات حول المواقف والشأن الإداري من شخص إلى آخر، ولكن مع ضرورة استحضار الثقة وعدم التشكيك بالنوايا، وعدم التعرض للشخصية بالطعن والتجريح، أقول ذلك وقد قرأت الكثير من التعليقات المؤيدة أو تلك المخالفة لما ورد من مواقف وأراء في مقالة الدكتور الشاعر، وهنا لا بد للجميع أن يستذكر أدب الخلاف والإختلاف وعدم التعامل مع الأمور بأبعاد شخصية من خلال اللجوء إلى الطعن والتجريح، وبنفس الوقت يجب على كلّ صاحب رأي أن يدلي برأيه في الأمور والمواقف والآراء التي تحتمل الاجتهاد حتى لو صدرت عن أشخاص لهم وزن ومكانة اعتبارية وعلمية في المجتمع أو يمثلون توجهات سياسية وتنظيمية محددة، فكلّ شخصٍ يُؤخذ منه ويُرد إلا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهنا ومع الاحترام والحبّ والتقدير لشخص وتاريخ الدكتور ناصر ومكانته العلمية ونهجه الأكاديمي وثقافته الغزيرة فإنني لستّ مع الذهاب إلى حدّ تقديس الأشخاص من خلال التأييد المطلق لمواقف تلك الشخصيات لأنها كانت كذا وكذا أو لأنها تتبوأ مكانة ما وتمثل كذا وكذا، ومن يقوم بالحكم على الأشياء من خلال هذه المنهجية فهو في حقيقة الأمر يقوم بتأجير عقله ورهن مواقفه لمن يظن أنهم من أصحاب النهى وفي ذلك أيضاً عدم احترام الشخص لنفسه وعقليته، وهذا بالحقيقة نهجٌ يجبُ محاربته وعدم السكوت عنه لأنه نهجٌ تدميريٌّ على صعيد الشأن الداخلي والعام الفلسطيني، لأنّ إبداء الرأي لا يكون في مسائل وقضايا عَقَدِيةٍ مسلمٍ بها وذاتُ بعدٍ فقهيّ يستوجب التخصصية لمن يريد أن يُدلي بدلوه حولها، وفي هذا الإطار أودّ الإشارة بأنّ ما يحصل ويتعلق في الشأن السياسي والإداري قابلٌ للاجتهاد ومن حقّ أي شخصٍ أن يقول رأيه مع الالتزام بأصول وأدب النقد حتى لو كان طالباً أمام أستاذ جامعي، لأنّ الصورة التي يتم الحكم عليها من خلال منظور شخص ما تستند إلى جملة من المواقف والبيانات وخبرة من التعامل قد لا تتوفر عند شخص آخر أصدر حكمه من منظور آخر، ويبقى القول كل ابن آدم خطاء، ولا معصوم إلا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فنحن بشر، والدكتور ناصر من البشر الذين يخطئون ويصيبون.
وعليه فإن موقفي من مقالة الدكتور الشاعر تستند إلى ادعائي بأنني خبرت الدكتور وخبرت مواقفه وتصريحاته بتوقيتاتها المختلفة بل وخبرت أداءه الإداري ولا يعني ذلك أنّني أنتقص من مقامه ومكانته ولا أطعن بشخصه ولا أقلل من علمه وثقافته الغزيرة وتاريخه ومسيرته التي تزخر بمحطات ومواقف مضيئة، وهذا لا يمنع وأمام حقّ الاختلاف والاجتهاد حول القضية الواحدة أن أقول بأنّه يخطئ من يظن أن هناك عنصر واحد من حماس لا يريد الإتفاق والوفاق والمصالحة، ويخطئ من يظن بأنّ هناك واحد من حماس يعمل بقصد على إفساد الأجواء التصالحية وتسميمها، ويبذل في سبيل ذلك ما بوسعه لعرقلة الجهود الرامية لتحقيق المصالحة والوفاق، بل على العكس فإنّ حماس لا زالت تدفع الثمن غالياً مقابل تهيئة المناخات اللازمة للوفاق والمصالحة، ولعلّ ملف المختطفين والمعذبين والمظلومين من أطهار الشعب الفلسطيني الذين يُحاربون في لقمة عيشهم وحليب أطفالهم من ضحايا تهيئة الأجواء التصالحية، والدكتور ناصر الدين الشاعر يُقرُّ بذلك في قرارة نفسه وإن رفض الحديث حول ذلك في العلن، وهذا من جملة مسائل منها صبر حماس على الأذى قد دفعت بالآخر الفلسطيني لتوظيف ذلك بمزيد من القمع والترهيب والمسّ بكل ما يتصل بحماس من قيادات وعناصر ومؤيدين ومؤسسات حتى طالت رموز الحركة ونوابها في مسٍّ سافرٍ لحصانة من دفع به الشعب الفلسطيني إلى مقاعد المجلس التشريعي، ظناً من السلطة أنّ حماس وهي تُجسد الآية الكريمة " وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ .. " إنما تقوم بذلك خوفاً وجبناً وخضوعاً وإذعانا وتسليماً لها أمام آلة البطش والتعذيب التي وصلت في مرحلة من المراحل وفي محطة من محطات التعامل درجة السادية حيث التلذذ بعذابات وآهات وأنّات أبناء الحماس، وينسى ويتناسى هذا الآخر أنّ حماس لو كانت تخاف نقيق الضفادع لما نزلت سواقي الجهاد والمقاومة، وإنتمى لها وأيدها غالبية الشعب الفلسطيني، على الرغم من كل ما أصابها. إنّ حماس وهي تكظم غيظها، وتعفو وتصفح بل وتُحسن خلال مسيرة عطائها وتعاملها، إنّما ذلك ينبع من عميق تربيتها وقيمها الدينية والوطنية والأخلاقية، وحرصها على وحدة الشعب الفلسطيني وعدم الإنجرار وراء من يسعى لدفع الساحة الفلسطينية إلى أتون الحرب الأهلية تنفيذاً لسياسات وإملاءات خارجية وتحقيقاً لمصالح شخصية وتنظيمية، وبهذا الصدد والشيء بالشيء يُذكر حيث وبعد أن ذُقنا الموت ألواناً وتجرعناه كؤوساً وتمنيناه فلم نجده من كثرة التعذيب الذي تعرضنا له في سجون السلطة في مطلع العام 2000م، فلم نتوان ومن باب سحب الذرائع من أمام الجلادين وسحب البساط من تحت أقدامهم لأن نرفع شعار " لأن نلقى الله بظلم الظالم خير لنا من أن نلقاه بدمه " وقد كظمنا وعفونا وأحسنا بأن جسدنا تلك الآية الكريمة وذلك الشعار بعلاقات طيبة خلال انتفاضة الأقصى المباركة حتى مع الذين آذونا وعذبونا وآذاقونا كؤوس الموت ألواناً ومذاقات مختلفة، أسوق ذلك لأقول للدكتور ناصر إنّ حماس وفي مسيرة تاريخها تسمو على الجراح وتتألق بتضحياتها وعطائها من أجل وحدة الشعب الفلسطيني ولتفويت الفرصة على الذين لا يريدون الخير لهذا الشعب، فمن خليل الرحمن إلى جنين القسام تعرف يا دكتورنا الفاضل، وتعلم علم اليقين أنّ حماس لم تطلق النار على أحد، ولم تعتقل أحداً ولم تقتل بدم بارد أحدا، لم تغتصب المؤسسات ولم تصادر الحريات، ولم تحرم أصحاب الكفاءات ليس من الوظيفة العمومية فحسب وإنما من التنافس الشريف والمهني على هذه الوظيفة، ولم تغتصب المؤسسات التي جاءت إدارتها عبر صناديق الاقتراع، ولم تسيطر على الجمعيات الخيرية والعمل الاجتماعي بالتهديد والقوة، ولم تحرم الناس من المواعظ والخطب الهادفة التي تعالج قضاياهم، ولم تستخدم سلاحها في ابتزاز المواطن وتشكيل ميليشيات الفلتات الأمني من طخيخة الأعراس الذين تعرضوا لرموزنا بالإهانة والإذلال وقتلوا من قتلوا وجرحوا من جرحوا من أبناء الحماس التي تدرك أن هؤلاء لا علاقة لهم بأعمال المقاومة والنضال وكتائب شهداء الأقصى منهم ومن أفعالهم براء، حماس اليوم يا دكتور ناصر ليس جبناً ولا خوراً تخفض جناح الذل من الرحمة وتلعق جراحها ولا ترد على الأذى بالمثل، فأنت تعلم علم اليقين أنّ حماس تعي طبيعة المرحلة وتعلم أنّ هناك من يحاول حشرها في الزاوية على أمل أن تخرج الأمور عن السيطرة وتتحقق أمانيه وأماني أعداء الشعب الفلسطيني بحرب وفتنة داخلية تحرق الأخضر واليابس ولا يسلم منها أحد والخاسر الوحيد هو الشعب الفلسطيني ومن يقتتل من أبناء هذا الشعب، لذلك فإنهم ليسوا سواء كما صورت وقدمت في مقالتك حيث الضحية والجلاد سواء، ويقيني يا دكتور أنك على علمٍ واطلاعٍ بتلك الرسائل القاسية من التهديد والوعيد التي تصل تباعاً لحماس من أعلى المستويات في السلطة ، فلماذا وبالله عليك تقدم في مقالتك الضحية " حماس " في كفّة مقابل الجزار والجلاد " السلطة " في الكفة الأخرى، فأين العدالة ؟ وأين الإنصاف في الحكم على الأطراف والأشياء ؟ ولماذا هذا الموقف يا أبا القاسم وفي هذا التوقيت ؟ ووالله إنني على يقين يا أبا القاسم أن قناعتك الداخلية على غير ما سال به قلمُك، ومرة أخرى أين العدالة في الحكم على الأشياء ؟ واسمح لي أخي الدكتور أن أضعك بصورة ما قمت به التماساً للعدل والإنصاف وعدم إلحاق الظلم بأحد فبعد أن قمت بتفعيل محرك جوجل للوقوف على عبارة " إنها الحرب يا رجال " وخلفياتها وملابساتها والسياقات التي جاءت بها وكم أسفت يا دكتور شديد الأسف أن مكانتك العلمية وثقافتك الغزيرة ومنهجيتك في الحكم على الأشياء كلها مجتمعة قد خانتك وأنت تحمِّل الكاتب الذي أستخدمها في مقالاته على غير ما تحتمل وقصد الكاتب، مع العلم أنه لم يُعرف عن الكاتب أنه يُمثل حماس وموقف حماس الرسمي، واسمح لي يا أبا القاسم أن أضع بين يديك هذه العبارة في سياقات جاءت في مقالات مختلفة، ففي مقالة من ميرفت صبري إلى الوزير فتحي حماد وردت في السياق الآتي " .. ولكنها يا أخي هموم وآلام لم أجد صدراً أوسع من صدرك يسمعها وسيقبلها، ونعلم أنها الحرب بها ما بها، وأعلم أننا رجال هذه الحرب قد لا نكون بها فرساناً وقد نكون آثرنا أن نستقبل الضربات ونتحمل عسى الله أن يحدث أمراً أو يغير هذا الحال.
وفي مقالة أخرى تحت عنوان " إلى الكاتبة لمى خاطر .. إختطاف زوجك لن يكسر قلمك " قال الكاتب " .. ولحازم الأسير المحرر الصابر المصابر المختطف إفخر وفاخر بأنك زوج هذه الكاتبة وأنك مسجون على شرف قلمها ولنقاءفكرها وصفاء نهجها واعلم أن حملة كبيرة بدأت لنصرتك ونصرة قلم زوجك المصون ولن تقفإلا بالإفراج عنك مرفوع الرأس عالي الجبين فصبراً يا أخي صبراً فكما عودتكم أن أقولإنها الحرب .. فهي والله الحرب يا رجال لها نقاد وعليها بإذن الله سنصبر حتى ننتصر،والسلام عليك أبا أسامة السلام عليك أم أسامة..
وفي مقالة أخرى قال الكاتب " .. في هذه البلاد التي استلم زمامها أبناء الغلابة فتح ولكن الظلم لا يدومونحن دعاة ولن ننتقم ممن ظلمنا وآذانا وعند الله تجتمع الخصوم عند الله تجتمعالخصوم. أخي يا ابنالحماسهذه شذرات وزفرات أطلقها وأوجهها لكل مظلوم لعلها تخفف عن النفس فهيالحرب يا أخي هي الحرب التي نقاد إليها رغماً عنا نخوض غمارها صابرين ثابتينمتوكلين. أرأيت يا دكتور ناصر ماذا يقصد الكاتب حيث يؤكد أنّ الظلم لا يدوم ونحن دعاة ولن ننتقم ممن ظلمنا وآذانا ويترك الأمر إلى الله عز وجل ليتولى أمر الظالم حيث عنده تجتمع الخصوم وحيث العدل الالهي ولا ظلم .. ويا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرم بينكم فلا تظالموا .. فلماذا يا دكتور ظلمت الكاتب بإساءة نيته بل وتحريف مقصده وظلمت حماس بمساواتها بالجلاد ؟؟ وهنا فإنني وكل من يحرص على الوحدة الوطنية ومتطلباتها واستحقاقاتها ننتظرُ منك ومن عبر المواقع والصحف التي نشرت فيها مقالتك اعتذارا صريحاً لا لبس فيه لحماس وللكاتب والشعب الذي يثق فيك كرمز وطني وشخصية اعتبارية لها مكانة إجتماعية وعلمية.
ولن أكتفي بما وضعت بين يديك من أمثلة بل وفي مقالة أخرى قال الكاتب حول أبي حمزة الصوصة " .. أقول لكم صبرا آل أبو حمزة الصوصة فإنّ موعدكم تمكينٌ في الأرض وجنةٌ في السماء بما صبرتم، وهي الحرب يا أخي التي يشتعل لهيبها في الضفة، هي الحرب أنتم وقودها وأنتم من تنيرون لنا الدروب، فصبراً أبو حمزة صبراً يا حبيبي .
وفي مقالة أخرى حول عبدا لحكيم قدح قال الكاتب " .. فإلى أن تضع الحرب أوزارها .. أقول لك يا قدح : إنّها الحرب التينُقادُ لها رغماً عنّا .. ولقد أثبتت الأيام يا طبّاخ الدعوة أنك من فرسانها العظماءومن رجالها الأشدّاء .. ومن قادة الصف الأول في الصمود والصبر والتحدّي .. فَرّجَاللهُ كربك .. ولَمّ شملك بأهلك وأحبتك وصَبّرَك الله ...
أما في مقالته عن سائد ياسين " .. الصبرالصبر أبا عمر فهي الحرب يا أخي هي الحرب يا رجال سقنا لها من دون رغبة ومشورةوآثرنا ان تكون ظهورنا مهبطاً لسياط من سرقت من قلبه الرحمة.. فالصبر الصبر يا رجالفالظلم لا يدوم وعجلة الزمان لا تبقى ثابتة.
أرأيت يا دكتور ناصر ماذا يعني بالحرب هي التي سُقنا لها من دون رغبة ومشورة منا وآثر الكاتب فيها أن تكون ظهور المجاهدين مهبطاً لسياط من سُرقت من قلوبهم الرحمة، ولا يطالبهم بالإنتقام والثأر بل ويطالبهم بالصبر على هذه الحرب التي شُنَّت من طرف واحد وفي مقالة أخرى يقول الكاتب وإلى أن تضع الحرب أوزارها أقول: هي الحرب يا رجال، هي الحرب يا أبناء حماس، هي الحرب يا نواب الضفة، نقاد لها رغما عنا من دون أن نستشار، ننتظر من يقود الركب ويمضي بهذه السفينة التي غيب قادتها
يا دكتور ناصر إن من تحدث عنهم الكاتب هم من أبناء نابلس جبل النار حيث تعيش أنت وتمارس حياتك اليومية، وإني على يقين أنك تعرفهم كلهم وتعلم ماذا جرى لهم وما تعرضوا له وعلى كل الأحوال فإن الكاتب وفي كل مقالاته التي عثرت عليها، صريحاً بمقصده وأن عبارته لا تحتمل ما ذهبت إليه سامحك وغفر الله لك، الكاتب وعلى الدوام لم يخرج عن النص ولم يقل إلا صبر ٌ جميل والله المستعان على ما يصفون .....وهنيئا ً لكم أيها الصابرون المجاهدون .... هنيئا ً لكم أيها القابضون على جمرتي الدين والوطن هنيئا ً لكم ثباتكم وصبركم واحتسابكم وتضحيتكم .... فوالله لن يضيع كل ذلك سُدى سيثمر صبركم ... وسيونع ثباتكم ... ويثمر احتسابكم .... والله معكم وناصركم ومؤيدنا ومؤيدكم بنصره ,,,
هل تريد المزيد من الأدلة والأمثلة والإقتباسات فبالله عليك يا دكتورنا هل يفهم من ذلك كما أوردت في مقالتك عندما قلت في سياق كلامك " .. فقد ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الأصوات النشاز معلنةً دخول الفلسطينيين في الضفة الغربية حالة الحرب بين حماس وأنصارها من جهة وبين فتح والسلطة من جهة أخرى. بل لقدحصل ما هو أخطر من ذلك حينما حرّض البعض على ذلك بقوله في مقال له عبر المواقعالالكترونية: "هي الحرب يا رجال". وآآآآآآآآآآآآآسفاه وآآآآآآآآآآآآآآآعدلاه وآآآآآآآآآآآآآآآآآآإنصافاه حيث وضع دعوات الصبر والإحتساب وعدم الإنتقام في هذه الحرب التي ننقاد لها ونُساق إليها رغماً عنا في كفة المقابل حيث يقول الدكتور " .. وفي المقابل هنالك ما هو أخطر من ذلك حين نقرأ على بعض المواقع الالكترونية مَن يُطالب "باغتيال نوّاب حماس .. " إن ما يؤلم أن ذلك يصدر عن شخصية بوزن الدكتور ناصر الدين الشاعر، ووالله أنك آذيتنا قبل أن تؤذي نفسك لأننا والله نحبك ولا نريد لك إلا الخير ونتمنى أن تكون هذه المقالة كبوة جواد، لأنهم يا دكتور ليسوا سواء بل على العكس ومرة أخرى فقد استخدمت عبارة " هي الحرب يا رجال في سياق الصبر في وجه ما تقوم به السلطة، فأين التحريض، وأين الثأر والإنتقام الذي تتحدث عنه، وهل هذه العبارة بمقاصدها الحقيقية توضع أمام من حرض على إغتيال نواب حماس حتى أن الناطق بإسم فتح وعبر وسائل الإعلام قد اتهم الدكتور عزيز دويك بالتخطيط لإنقلاب في الضفة، وكأن الناطق يعطي الضوء الأخضر للموتورين في السلطة وفتح لإغتيال الدكتور عزيز دويك .. ومرة أخرى إنهم ليسوا سواء .. يا دكتور ناصر. فأين الحقيقة سامحك الله، وأين كلمة الحق التي تتحدث عنها، فأعذرني أن أصارحك بقسوة أنك أخذت المعنى الظاهري للعبارة بعد أن سلختها من سياقها ووظفتها في خدمة محور مقالتك، فالتصريحات التحريضية والنارية وغير المسؤولة ليست عند حماس ولا من طرفها، ومن يثأر وينتقم ليست حماس وإنما من عذب شباب حماس حتى الموت وأطلق عليهم الرصاص بدم بارد والأمثلة عندك كثيرة في نابلس يا دكتور ناصر.
وفي جانب آخر من مقالتك فقد ذهبت بعيداً عندما خلطت كثيراً في محاور المقالة عندما أنبرى قلمك يدافع عن بعض النواب المقصرين بحق الشعب الذي انتخبهم وأنت تعرفهم بالإسم وتتهم من ينتقدهم بأنهم لا يدركون خطورة الوضع ولا دواعي المصلحة العليا ولا طبيعة الصراع، أو أنهم ليسوا من البلد ولا يريدون الاعتراف بالمثل القائل: "أهل مكة أدرى بشعابها"، وهل من ينتقدهم قد جاء من بلاد الواق واق أو أدغال افريقيا يا دكتور ناصر ، إن يقيني بأن ما حصل من إنتقاد في وسائل الإعلام لا يُذكر ولا يشكل مصدر قلق وهواجس إلا للدكتور الشاعر ومع يقيني أن من ينتقد هو الأصل الذي عاش ويعيش في شعاب مكة كابرا عن كابرا يحمل الهمَّ ويقول كلمة الحق ويدفع ثمنها ولا يبالي احتساباً عند الله عز وجل، فيا دكتور إنّ أهل مكة الذين تتحدث عنهم لا يحملون الهمّ ولا يحركهم الحرص والغيرة وتراهم فقط يظهرون في مناخات وتوقيتات باتت معروف لكل المجاهدين حيث يجعلون من أنفسهم أبو حريصة وأبو فهيم وهم الذين وفي محطات مختلفة أساءوا لانتمائهم وذهبوا بعيداً بشططهم وأنت تعرفهم ولكنك ذهبت منحى آخر بالدفاع عنهم وفي هذه المحطة وفي هذا التوقيت ولا أدري سبب ذلك يا عزيزي يا دكتور ناصر، ووالله لو أعلم أنك لا تعرفهم لما تطرقت للموضوع ولكن أقول للجميع يكفي أنّ أهل الشعاب الذي تحدث عنهم الدكتور ناصر يعرفهم حق المعرفة ؟؟؟!!! وهو الذي يتحدث ومرة أخرى على عكس قناعاته الداخلية. ومما يؤسف له أنّ هناك من الرموز من يخطئ بل ويرتكب جريمة قاتلة بحقّ الدين والوطن والأخلاق عندما ينظر للضحية بنفس النظرة للجزار والجلاد ويطالب الضحية بنفس ما يُطالب به الجلاد، بل من الخطيئة أن تأتي المواقف العلنية متناقضة مع القناعات الداخلية والحديث في المجالس الضيقة، فلماذا كل ذلك، ولماذا لا يريد البعض وفي توقيتات مزاجية لا يريدون لحماس حتى أن تتأوه ألماً وتقول أخ من كثرة ما تتعرض له من ملاحقة واعتقال وتعذيب وحرمان وقد وصلت في بعض المحطات إلى القتل العمد وبدم بارد دون أن تكون هناك تحقيقات محايدة للوقوف على ظروف الجريمة ومحاسبة المجرم والفاعل الحقيقي, في ظل إغماض عيون تفتحت مؤخراً على مصطلح " إنها الحرب يا رجال "، فمن يريد أن يتحدث عن المصالحة الحقيقية ومتطلباتها واستحقاقاتها عليه أن يشير بالإصبع إلى من يقف وراء عرقلة المصالحة حتى نقف على مكامن الخطر التي تهدد جهود المصالحة ونحاول تجاوزها، وعليه أن يبين لجماهير شعبنا وهو المنظور إليه من هو الذي يتحدث عن المصالحة من داخله كتكتيكات وليس كنهج وإستراتيجية وأولوية. إن الدكتور ناصر كان من ضمن عدد من الشخصيات الوطنية والمستقلين والكوادر الفتحاوية التي أسندت لها مهمة تذليل العقبات التي تحول دون توقيع الورقة المصرية بين فتح وحماس وعندما جد الجد وأخلص الجميع النوايا للعمل من قلب كانت المفاجأة حيث يعرف الدكتور ناصر وزملاؤه في اللجنة التي شملها المرسوم من عطل عمل اللجنة وأجهض جهودها ومنع وحال دون مواصلة عملها، ورغم كل ذلك وضع الدكتور الضحية حماس في كفة والجلاد " السلطة " في الكفة الأخرى وهو يعلم علم اليقين أنهم ليسوا سواء، ومن حق كل مواطن أن يسأل ويتساءل عن استئناف المفاوضات في ظل الانقسام وحالة التشرذم وكيف استؤنفت اللقاءات بعد حلف الإيمان المغلظة وأخذ العهود على النفس وأمام الشعب أن لا يذهب مسؤول فلسطيني إلى المفاوضات قبل أن يتم الوقف الكامل لعملية البناء في المستوطنات، فمن يريد حقاً أن ينتزع حقوق الشعب الفلسطيني عليه معالجة الشأن الداخلي الفلسطيني أولاً ويذهب بموقف وإطار وطني جامع وبورقة الوحدة الوطنية التي تناولتها وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني وثيقة الأسرى سابقاً، لأن قرار استئناف المفاوضات دون إتفاق وتوافق وطني قد دفع بالساحة الفلسطينية نحو المزيد من الانقسام والتشرذم، وما الاعتداء الذي تعرض له المشاركون في المؤتمر الوطني الذي دعت إليه فصائل منظمة التحرير الفلسطينية لمناهضة استئناف المفاوضات عنا ببعيد، وما تعليق الجبهة الشعبية مشاركتها في اجتماعات اللجنة التنفيذية عنا ببعيد أيضاً، والدكتور ناصر يعلم كل ذلك ويعي ويدرك من هي الجهات والمراكز التي تسعى لإحباط الجهود التي تهدف للمصالحة وتسعى لتقويضها، ويعلم الدكتور أنها ليست الجهات التي لا تأخذ صفة تنظيمية وتقوم بتصريحات علنية إنها الحرب يا رجال التي إجتزأها الدكتور من سياقها الحقيقي ليوظفها في مقالته. إن الدكتور ناصر يعلم وشاهد على أنه ومع كل جولة مفاوضات تسبقها حملة من الاختطافات تحت ذريعة الوقاية من العمل على إفساد وإفشال ـ عفواً أو التنغيص وتعكير المزاج ـ على هذه الجولات العبثية من المفاوضات، وشخصياً لا أعتقد أن هناك في حماس من يريد أو يُفكر أن يُفشل مفاوضات تحمل بذور فشلها بنفسها، كما أن الدكتور الفاضل يعلم وشاهد على أنه ومع كلّ عملٍ جهاديّ ومقاومٍ تشهد الساحة الفلسطينية حملة اختطافات بالمئات حتى بات أبناء حماس يساقون إلى المسالخ للتهدئة من روع أعداء الشعب الفلسطيني وامتصاص غضبتهم، فهل هذا المطلوب من أجل تهيئة مناخات المصالحة يا دكتور؟! هذه الأسئلة أضعها برسم وخز الضمير إلى من يعرف الحقيقة ويحرف عنها، وحاله حال من يرى الضبع ويقص على " الموكرة " كما يقول المثل الشعبي الفلسطيني، هو نفسه من يحاول أن يساوي بين الضحية والجلاد، بل ويخلط بين الشأن الداخلي وبين العام الفلسطيني في الموقف الواحد، وهنا أذكر الدكتور ناصر بأنّ السلطة تقوم بتنفيذ قرارات المحاكم لمن يصدر بحقه حكماً ، مع رفضي لهذه الأحكام الجائرة لأنها جاءت على خلفية الإنتماء الفصائلي والتنظيمي وبعد ما تعرضت له الساحة الفلسطينية من عملية إنقسام وتشظي، بينما لا تُنفذ قرارات الإفراج الصادرة عن هذه المحاكم والأمثلة كثيرة جداً والدكتور يعرفها، وما يحصل من تنفيذ لبعض قرارات الإفراج يأتي متأخراً في خرق فاضح حتى للقانون الذي يحتكمون إليه، وكأن عمرالمواطن ملك ورهن السلطة، وماذا فعلت كل فصائل العمل الوطني والإسلامي وكل التنظيمات والكتل البرلمانية والمستقلين والشخصيات الوطنية والاعتبارية التي يعتبر الدكتور ناصر واحد منها بل وقد يكون أكثرهم حركة، للمظلومين من أبناء حماس والشعب الفلسطيني والشيء بالشيء يذكر، ماذا فعلت كل المؤسسات الحقوقية المحلية والعالمية للمجني والمفترى عليه مؤيد بني عودة، حيث أن كل المحاكم الفلسطينية بمستوياتها القضائية وحتى النيابة العسكرية قد أقرت ببراءة مؤيد، وحتى الأجهزة الأمنية قد انتهت منه وفق ما قيل لعائلته، وهو اليوم موقوف بعد كل هذه السنوات الطويلة والرحلة المؤلمة التي طالت شرفه الوطني وشرف عائلته وشرف حماس أيضاً على ذمة المحافظ، فهل سمعتم بذلك يا سادة يا كرام بالتوقيف على ذمة المحافظ ؟؟!!، ولماذا تُغمض العين عن كل تلك الجرائم بينما تتفتح ولا يستطيع أحد إغماضها بل وتعمل بأعلى كفاءتها 6/6 عند مساواة الضحية بالجلاد وتحميل المصطلحات على غير ما تحتمل وتفسيرها بالظاهر خارج سياقاتها، نعم يا دكتور إنها الحرب تدار وأديرت ضدّ فئة معينة غالبيتها من حماس التي رفضت الرد ولطالما قال كاتب المقولة إننا ننقاد لها غصباً عنا وسنصبر على ذلك ولم يكن الرد والانتقام والثأر أحد تفسيراتها ولا بأي شكلٍ أو صورة من الصور. إن الدكتور ناصر وحتى يقدم نفسه ويؤكد على أنه مستقل وليس منحازاً حتى للحقّ الذي يُقرّه بداخله يُصرّ كلّ الإصرار على جلد الضحية، إنني وأمام موقفي من مقالة الدكتور ناصر التي أقدر له فيها ما تطرق إليه من أهمية المصالحة والوفاق وضرورة نبذ الاقتتال الداخلي وتوفير الأجواء التصالحية وسحب فتيل الفتنة وتنفيس الاحتقان وتنقية الأجواء الأمر الذي أتفق معه فيه، إلا أنني لا أقبل له وهو الشخصية الوطنية والاعتبارية وصاحب المكانة الاجتماعية والأكاديمية أن يكون في هذا الموقف من جلد الضحية ومساواتها بالجلاد، كما ولا أنسى أن أسجّل للدكتور ناصر مواقفه وهو يحرص متجاوباً أن يحمل بعض الملفات ويذهب بها إلى الجهات ذات العلاقة لمتابعتها من أجل إنصاف أصحابها، والتخفيف عنهم، وهذا أسجله للدكتور ناصر بالرغم من موقفي من مقالته ومواقفه، أما لماذا جاء موقف الدكتور ناصر كما ورد في مقالته، فالجواب عنده وحده أما أنا وبعيداً عن مؤيدي الدكتور ناصر الذين تمنيت على بعضهم أن يبقى على صمته، وأن لا يذهب ما ذهب إليه الدكتور ناصر بل وزاد شططاً بأن وزع شهادات عدل وإنصاف وثقة ومهنية وشفافية لمؤسسة إعلامية يعلم القاصي والداني أن لها ما لها وعليها الكثير الكثير وهي تتعامل مع الشأن الحمساوي، ومن هنا واستمراراً لما أخذت على نفسي بأن أواجه الظلم والاستبداد أياً كان مصدره، أكد للمرة الأخيرة أنّ من الظلم أن نتعامل مع طرفي الخلاف بنفس الميزان ونصدر عليهم نفس الأحكام، لذلك أقول إنهم ليسوا سواء يا دكتور ناصر.
اعود اليكم بشوق
بروايتي الجديده
اللتي تحمل الخيال بطياته
قصة بسرد مختلف..
وكلام بعضه واقعي
والبقية خيال..
منها ما يكون رومانسيا حالما
ومنها من لا يعرف طريقا للرحمه والتعاطف
القسوه ركن اساسي بالروايه الجديده
التي تعبر عن …