حماس وأسلمة الصراع مع الدولة العبرية !!

محمد خليل مصلح ... من غزة
من المؤسف أن القضية الفلسطينية ما زال يخضعها البعض لديماغوجية النظام العربي الذي امتطى صهوة القضية, لا ليخدم المصالح الوطنية والقومية بل للحصول على تذكرة الدخول للنادي الأمريكي عبر التضحية بالقضية الفلسطينية.
والأدهى والأمر أنه مازال كثير من الفلسطينيين يخضعون بل جندوا أنفسهم لإدارة الصراع بما يتوافق مع مصالحها ومصالح تلك الدول، لذلك أرى أنه قد آن الأوان لنناقش الاتجاه العام في إدارة الصراع التي تمثلت في ما يسمى فلسطنة الصراع في المرحلة السابقة بعد هزيمة القومية العربية وسقوط القضية الفلسطينية من الحسابات القومية لكثير من الدول العربية.
ولا شك أنه في مرحلة ما كان هناك من المفيد للقضية الفلسطينية بأن تخرج من تحت الوصاية العربية التي كانت تفتقر إلى الاستقلال للتصرف في شؤونها وقضاياها حتى تعطي حرية العبث بالقضية الفلسطينية لذلك ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم أين تكمن مصلحة القضية الفلسطينية ؟ وهل تقع أفضلية إدارة الصراع في الإطار العربي أو الإسلامي، بمعنى أسلمة الصراع مع الكيان العبري أو دولنة الصراع إذا صح التعبير مع تجربتنا الفاشلة في دهاليز الأمم المتحد المظلمة ؟!
الاعتبارات السابقة لمنظمة التحرير الفلسطينية بالاستقلال بالقرار الفلسطيني في مؤتمر الجزائر كانت دوافع واضحة وهي قطع الطريق على النظام الملكي الأردني وأطماعه في الضفة، لكن ما أود ان أشير إليه في هذا السياق حتى لا يسقط من الاعتبار انه كان من الأولى بنا ونحن نشعر بحالة من الضعف أن نعمل على تقوية توجهاتنا في إطار العمل القومي ونظرية الدفاع المشترك لدول جامعة الدول العربية.
وقد يكون لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية إذا أحسنا الظن بعض الحق في هذا التوجه على اعتبار أن محالفة الضعيف تزيدنا ضعفا وليس العكس - مع الأخذ بعين الاعتبار أن المستوى القيادي في تلك الفترة كان أفضل من المستوى القيادي الحالي - والشبهة التي حرضتني لأكتب في هذا الموضوع ما يعاد طرحة في الساحة السياسية الإقليمية بما في ذلك الدولة العربية وإعادة إحياء المسار العربي وخطة الرئيس الأمريكي اوباما التي تتناغم مع خطة السلام الإقليمية ومبادرة جنيف ، فهل زالت قائمة تلك الاعتبارات التي دفعت بنا للهروب من تحت الجناح العربي والاستقلال بالقرار الفلسطيني لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الحالية ؟.
وفي نفس السياق لابد أن نناقش الحالة الإسلامية، وهل بمقدورنا ان نستنهض الحالة الإسلامية؟ وهل سيسمح لنا بذلك ؟ لاشك أن عرضنا هذا يستدرجنا للحديث عن الوضع الفلسطيني الداخلي والإرادة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية، ففي اعتقادي أنهما سيخلقان حالة النهوض وقبلها حالة الرفض لديماغوجية النظام العربي وإرادته المسلوبة ، وأن قوتنا هي التي سيقوى بها القرار العربي والإسلامي بمعنى ان وضعنا الداخلي سيحدد أيهما الأفضل للقضية الفلسطينية أسلمة الصراع أم التدويل ؟ بل نحن الذين سنصوغ آلية إدارة الصراع مع الكيان الصهيوني .
هناك حالة من المراجعات على مستويات عدة ما يهمنا هو المراجعة والتقييم على المستوى السياسي والأمني الذي فيه العديد من النخب العبرية تخضع الكيان الإسرائيلي إلى تلك المراجعة لإعادة الترميم والتصحيح، فلقد اعترف في وقت سابق عضو لجنة " فينوغراد " "يحزقيل درور" أن المستوى السياسي فشل في إدارة الحرب على غزة بعدما فشل في إدارة الحرب على لبنان بسبب عدم الحسم والتردد والخوض في الوحل ، وهذا الواقع غير المستقر الذي يهدد الوجود اليهودي في فلسطين يستدعي من القيادة العبرية استراتيجية تستوعب فيها التطورات الأمنية والسياسية لمواجهة استراتيجية حماس في أسلمة الصراع وإدارته مع الدولة العبرية ، التقييمات على المستويين الأمني والسياسي ، تسيطر عليها نظرة تشاؤمية ينتابها القلق والخوف وعدم الثقة في المبادرات الإقليمية والدولية، استراتيجية القوة وفاعليتها والمبادرات السياسية الإسرائيلية يجب أن تغذي التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي ، وتوجه التحركات السياسية في هذه المرحلة لمواجهة التهديدات الوجودية لدولة (إسرائيل) خاصة تطويق خطة حماس ومرتكزاتها الفكرية والأمنية والسياسية المرتكزة على استنهاض الدور العربي و الإسلامي وتوظيف القرارات الدولية خاصة قرار التقسيم 194والعودة إلى حدود عام 1967م .
قد يكون من حكمة القدر أن يزج بحماس في أتون السياسة لتخوض تعقيدات المرحلة والعمل السياسي لتراكم خبراتها السياسية وتختصر الزمن في الشرق الأوسط.
يجب ألا نركن وننسى في غمرة الشعور بالنصر ألا نُخضع تجربتنا للمراجعة وإعادة دراسة العوامل التي صاغت خطتنا في هذه المرحلة والاستفادة من التجربة السابقة والتي يجب ان تغذي الفكر الاستراتيجي السياسي والأمني.

لقد اثرت حماس في الساحتين العربية والعالمية ,,, واستطاعت ان تغير النظرة العربية لليهود ,,,, بان اليهود ممكن ان يقهروا ويهزموا ,,, وكذلك ممكن ان يتنازلوا اذا اصرينا نحن على الثبات
وغيرت وجهة النظر العالمية للشعب الفلسطيني ,,,, باننا شعب يجب ان يعيش ,,,, قد يحاصر ويقتل ويشرد ,,, ولكنه سينتزع الحياة من بين انقاض الدبابات ,,,