ملتقى لمسات للثقافة العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى لمسات للثقافة العامة

اهلا وسهلا بك يا (زائر) في (ملتقى لمسات للثقافة العامة) ,, نتمنى ان تقضي معنا وقتا طيبا
 
الرئيسيةmainfourmاليوميةالأحداثمدوناتس .و .جبحـثأحدث الصورالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 التربيةُ عن طريق جماعاتِ الأصدقاء محمد بن سالم بن علي جابر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مون لايت
وسام التميز
وسام التميز
مون لايت


عدد المساهمات : 884
نقاط العضو : 1600
تقييمات العضو : 3
تاريخ التسجيل : 29/09/2009
العمر : 36

التربيةُ عن طريق جماعاتِ الأصدقاء  محمد بن سالم بن علي جابر Empty
مُساهمةموضوع: التربيةُ عن طريق جماعاتِ الأصدقاء محمد بن سالم بن علي جابر   التربيةُ عن طريق جماعاتِ الأصدقاء  محمد بن سالم بن علي جابر Emptyالثلاثاء مايو 25, 2010 1:11 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



التربيةُ عن طريق جماعاتِ الأصدقاء

محمد بن سالم بن علي جابر





لِجماعات الأصدقاء والرفاق دورٌ كبير في حياة الفرد في مختلف مراحلِ عمره،

ففي مرحلة الطفولة يُقْبِلُ الطفلُ بشَغَفٍ على مُشَاطَرة الأطفال الآخرين لعبَهم،

والتعاون معهم، حتى أطلق البعض على مرحلة الطفولة مرحلةَ الاجتماعية الطبيعية؛

إذ يُحب الأطفالُ اللعبَ مع بعضهم بطريقة جماعية، ويتعاونون في نشاطاتهم المختلفة

وقد وُجِدَ أن الطفل يحصل على أفضل النتائج من خلال مشاطرة الآخرين لعبهم والتعاون معهم


وفي مرحلة المراهقة يرتبطُ المراهقُ ارتباطاً وثيقاً بمجموعة النُّظَرَاء (الشِّلَّة)،

فيسعى إليها سعياً أكيداً، ويكافحُ في سبيل تثبيت مكانته بها، ويتبنَّى قِيَمَها ومعاييرَها ومُثُلَها السلوكية،

ويتجه إليها -قبل غيرها من المجموعات الأخرى– بوجدانه وعاطفته وولائه؛

ذلك أن المراهق يشعر في وسط إخوانه بالمشابهة والمجانسة وبوحدة الأهداف والمشاعر،

كما يشعر في الوقت نفسه بالهوة الواسعة التي تَفصِل بينه وبين الكبار في كثير من الأحيان


كما تمارسُ جماعاتُ الأصدقاء والرِّفاق دورَها وأثرها في حياة الفرد

فيما بعد مرحلة المراهقة من مراحل الحياة، وهنا تجدُرُ الإشارةُ إلى أن أماكن العمل –

سواء أكانت رسميَّة أم تَطَوُّعيَّة- تُعَدُّ من جماعات الرفاق، إلا أنه يغلِب عليها الطابع

الرسمي في العادة، وهي مؤسسات اجتماعية ذات تأثيرٍ مُهمٍ على تربية الإنسان بعامة؛

نظراً لما يترتب على وجوده فيها من احتكاك بالآخرين، إضافة إلى أنه يقضي

فيها جزءاً ليس باليسير من وقته الذي يكتسبُ خلالَه الكثيرَ

من المهارات والعادات والطباع والخبرات المختلفة.


والمعنى: أن جماعات الرِّفاق توجد وتمارس نشاطاتها المختلفة في المكان الذي يجتمع فيه أفرادُها،

إذ تجمعهم –في الغالب– الاهتماماتُ المشتركة والنشاطات المرغوب فيها؛

كالنشاطات الرياضية، أو الترويحية، أو الثقافية، أو الاجتماعية، أو الوظيفية، أو التطوعية، ونحوها.


كما أنَّ لكل جماعة من جماعات الرفاق ثقافةً خاصة بهم، وهذه الثقافة

تُعَدُّ فرعية ومتناسبة مع مستوياتهم العقلية والعمرية، وخبراتهم الشخصية،

وحاجاتهم المختلفة، إلا أنها تختلف من جماعة إلى أخرى، تبعاً للمستويات الثقافية

والتعليمية والعمرية، والأوساط الاجتماعية المتباينة


وذلك الدور الكبير الذي تؤديه جماعاتُ الرِّفاق والأصدقاء في المراحل المختلفة

من حياة الإنسان، يُلقِي الضوءَ على جانبٍ من جوانب التميُّز في التربية الإسلامية،

التي عُنيت بجماعات الرفاق والأصدقاء؛ لأنها وسيلة مهمة من وسائل التربية؛

إذ حرَص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أن يَنشأ الطفلُ بين الأطفال

بعيداً عن العُزْلَةِ والانطواء؛ فقد مر -صلى الله عليه وسلم- بصبيان يلعبون فَسَلَّم عليهم،

فعن أنس قال: ((انتهى إلينا رسول الله وأنا غلام مع الغلمان، فسلم علينا ...))

وفي هذا تنبيه منه -صلى الله عليه وسلم- على السماح للطفل بالاتصال بالأطفال الآخرين،

وخصوصاً في زمن الطفولة الأولى التي تترك آثاراً دائمة في شخصيته؛

لذا فالأطفال الذين يُعزَلون عن جماعاتهم الإنسانية لسبب أو لآخر،

لا يستطيعون أن يكوِّنوا شخصياتٍ إنسانية؛ إذ إن هذا التكوين

لا بد له من أشخاص آخرين يتفاعلون معهم


ولكن لكي يؤتي هذا الاختلاطُ ثمارَه التربوية المرغوب فيها؛

فلا بد أن يُحسِن المُرَبُّون اختيارَ الصُّحْبَة التي يختلط بها الطفل،

وكذلك لا بد أن يحسن الفردُ في كل مرحلة من مراحل حياته اختيارَ صحبته ورفاقه،

وهو ما نبه عليه الحق -سبحانه وتعالى- بقوله:

{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً *

يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً} [الفرقان: 27، 28]،

ويقول سبحانه: {الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].


كما نبه النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهمية اختيار الصاحب والرفيق،

فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((المرءُ على دين خليله؛ فلينظرْ أَحَدُكُم من يُخَالِل))

ويقول أيضا: ((مَثَلُ الْجَلِيسِ الصالح والجليس السَّوء كحامل المسك وَنَافِخِ الْكِيرِ؛

فحاملُ المسك إما أن يُحْذِيَكَ، وإما أن تَبْتَاعَ منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيِّبة،

وَنَافِخُ الْكِيرِ إما أن يُحرِق ثيابَك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة))


وفيما رواه ابن عساكر: ((إيَّاكَ وَقَرِينَ السُّوء؛ فإنك به تُعْرَف))


وكذلك أدرك السلفُ الصالح دورَ الرفاق والأصدقاء وتأثيرَهم في الفرد؛

فيقول الإمام علي –كرم الله وجهه-: "إياك ومخالطةَ السَّفِلة؛ فإن السَّفِلة لا تؤدي إلى خير"


ويقول أيضا: "الأصدقاء نفس واحدة في جُسُومٍ متفرقة"
وينصح ابنُ سينا في تربية الصغير أن يكون معه في مكتبه "صِبْيةٌ حَسَنَةٌ آدابُهم،

مَرْضِيَّةٌ عاداتُهم؛ لأن الصبيَّ عن الصبيِّ أَلْقَن، وهو عنه آخذ، وبه آنس"


وعلى الآباء والمربين أن يبادروا بتوجيه الصغار إلى أهمية الصحبة الصالحة،

وأن يُرَغِّبوهُم في مرافقة ذوي الأخلاق الحسنة، وأن يُنَفِّرُوهُم من رُفقَةِ ذَوِي

النُّفوس الخبيثة والأخلاق الذميمة منذ الصِّغَر، ولا يهملوا ذلك إلى مراحلَ تالية؛

لأنه مع تَقَدُّم العمر بالطفل يَكره تدخلَ الآباء في اختيار رفاقه وأصدقائِهِ، ويَرْغَبُ

في أن ينفرد هو باختياره؛ ولا سيما في مرحلة المراهقة، إذ يختار المُرَاهِق من يريد

من أصدقائه بنفسه، ويرفضُ أيَّ تَدَخُّل من والديه في ذلك الموضوع، بخلاف الطفل،

الذي لا يمانعُ مطلقاً في أن يختار له الوالدان بعضَ الأصدقاء، ومعنى ذلك

أن موقف الطفل من والديه في اختيار الأصدقاء إنما هو موقفٌ سلبيٌّ

فيجب على الآباء والمربين استغلالُ هذا الموقف السلبي من جهة الطفل،

بتعويده اختيارَ الصديق الصالح؛ فإنه إن اعتاد ذلك

في صغره شب عليه ثم استمر كذلك في باقي مراحل حياته.


وأما المراهقُ فإن دوره في اختيار الأصدقاء دورٌ إيجابيٌّ؛ ومن ثم فكثيراً

ما يظهر على وجه المراهق مظاهرُ عدم الرضا عن الأسلوب الذي تتبعه

الأسرة في التوجيه أو الأمر بعدم مصادقة شخص أو أشخاص معروفين بالسلوك الشاذ؛

فهو يرفض التَّدَخُّل بالأسلوب المباشر، على الرغم من قناعته بصحة وسلامة رأي الأسرة؛

لأنه يعُدُّ هذا التدخل إضعافا لشخصيته، وهذا يتطلب من المربين إذا أرادوا التدخل

في اختيار أصدقاء المراهق أن يكون تدخلُهم بأسلوب غير مباشر، بأن يناقش الأب

مثلاً مع ابنه قضايا الأخلاق والعلاقات الاجتماعية مناقشةً موضوعية، وأن يتحدث

خلالَها عن الصفات التي يجبُ أن تتوافر في الأصدقاء، ويعطي

فرصة للمراهق في الحديث الحر عن الصفات المُثْلَى للصديق


ولا شك أن هذا المراهق إذا كان قد تَعَوَّد منذ الصغر اختيارَ الصديق الصالح،

ونشأ على البعد عن أصدقاء السوء؛ فإن هذا سيسهل كثيراً على ا

لأب مهمةَ توجيهه إلى ما يريد بالطريق غير المباشر.

ــــــــــــــــــــــــــ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمساوية عنيدة
قريب من الاشراف
قريب من الاشراف
حمساوية عنيدة


عدد المساهمات : 427
نقاط العضو : 580
تقييمات العضو : 5
تاريخ التسجيل : 30/05/2010
العمر : 43

التربيةُ عن طريق جماعاتِ الأصدقاء  محمد بن سالم بن علي جابر Empty
مُساهمةموضوع: رد: التربيةُ عن طريق جماعاتِ الأصدقاء محمد بن سالم بن علي جابر   التربيةُ عن طريق جماعاتِ الأصدقاء  محمد بن سالم بن علي جابر Emptyالأحد مايو 30, 2010 11:21 am

التربيةُ عن طريق جماعاتِ الأصدقاء  محمد بن سالم بن علي جابر I6c33974
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التربيةُ عن طريق جماعاتِ الأصدقاء محمد بن سالم بن علي جابر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التربية عن طريق القدوة الصالحة - محمد بن سالم بن علي جابر
» التربية عن طريق الحوار والإقناع محمد بن سالم بن علي جابر
» التربية عن طريق اللعب المباح محمد بن سالم بن علي جابر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى لمسات للثقافة العامة :: الزاوية الاجتماعية :: موسوعة البيت المسلم-
انتقل الى: