ملتقى لمسات للثقافة العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى لمسات للثقافة العامة

اهلا وسهلا بك يا (زائر) في (ملتقى لمسات للثقافة العامة) ,, نتمنى ان تقضي معنا وقتا طيبا
 
الرئيسيةmainfourmاليوميةالأحداثمدوناتس .و .جبحـثأحدث الصورالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 الشعوب المسلمة وفلسطين -- د. راغب السرجاني

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عماد عقل
قريب من الاشراف
قريب من الاشراف
عماد عقل


عدد المساهمات : 647
نقاط العضو : 1385
تقييمات العضو : 4
تاريخ التسجيل : 02/08/2009

الشعوب المسلمة وفلسطين -- د. راغب السرجاني Empty
مُساهمةموضوع: الشعوب المسلمة وفلسطين -- د. راغب السرجاني   الشعوب المسلمة وفلسطين -- د. راغب السرجاني Emptyالإثنين فبراير 01, 2010 9:22 am

الشعوب المسلمة وفلسطين




الشعوب المسلمة وفلسطين -- د. راغب السرجاني 4451_image002
الشعوب المسلمة وفلسطين -- د. راغب السرجاني 4451_image003أحزن
كثيرًا عندما تصلني رسائل أو مكالمات أشعر منها أن بعض المسلمين يشعرون
أنهم مهيضو الجناح، وضعفاء الجانب، ولا حيلة لهم ولا قوة.

إن الشعور بالعجز شعور قاتل، وهو أمر يحتاج الإنسان أن يستعيذ منه، وأن يسأل الله U أن ينقذه من أخطاره، وقد علَّمنا رسول الله r ذلك فقال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ..."[1].

إن كل فرد من أبناء هذه الأمة يستطيع أن يكون فاعلاً، ويمكن أن يكون
إيجابيًّا، ويمكن كذلك أن يكون مؤثِّرًا في الأحداث لا متأثِّرًا بها؛ بل
إن الذي يرضى بواقعه دون أن يحاول أن يُغيَّره ما هو إلا إمَّعة، وذلك كما
وصف رسولنا r.. قال رسول الله r: "لا
تَكُونُوا إِمَّعَةً؛ تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا،
وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا. وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ
أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلاَ تَظْلِمُوا"[2].

إنه لا عذر لأحد في أن يكون له دور في كل قضايا المسلمين، وأولها الآن -وبلا جدال- قضية فلسطين.

الشعوب المسلمة وفلسطين -- د. راغب السرجاني 4451_image004أعلم
أن الحكام قد تخاذلوا عن نصرة إخوانهم المسلمين في فلسطين، بل وأعلم أن
منهم من يمارس ضغطًا ماديًّا ومعنويًّا ليُعلنوا الاستسلام أمام جحافل
اليهود، وأكثر من ذلك فهم يتتبَّعُون من "يُتَّهم" بنصرة المجاهدين في
فلسطين، فيزجُّون بهم في السجون، ويُشَهِّرُون بهم في وسائل الإعلام.

أعلم ذلك وأشاهده، لكن ليس للحكام أن يُكَبِّلوا طاقات الشعوب، وليس
لهم أن يُضْعِفوا من عزيمة المخلصين، وليس لهم أن يوقفوا طوفانًا حقيقيًّا
كطوفان الإيمان في قلوب الصالحين.

فليفعل الحكام ما يشاءون، لكننا كشعوب مسلمة في أيدينا الكثير والكثير، ممَّا تعجز قوى البغي والظلم عن منعه أو إحباطه.

إننا نملك لسانًا نستطيع أن نحفظ به قضية فلسطين حيَّة أبد الدهر..

إننا سنتكلم عنها في كل المحافل الإسلامية وغير الإسلامية.. سنشرح
ونُفَصِّل في حَقِّ الفلسطينيين في أرضهم، وسنشرح ونُفَصِّل ظلم اليهود
وبغيهم، وسنصل بلساننا إلى مشارق الأرض ومغاربها، إننا سنُبَلِّغ، وسيحمل
ربُّنا البلاغ إلى العالمين.

إن من أخطر الآفات التي يمكن أن تُصيب قضية فلسطين أن تموت القضية في
قلوب أبناء الأمة، فلا ننشط لها إلا عند حدوث كوارث ضخمة، أو عندما يسقط
الشهداء بالمئات.

إن فلسطين ما زالت محتلة،
وحتى ولو هدأت الأمور تمامًا، وتوقَّفت الصواريخ، وانسحبت الجيوش اليهودية
من غزة، حتى لو حدث كل ذلك ففلسطين ما زالت محتلة، ولا يجب أن تهدأ قضيتها
أبدًا. وهذا من ألزم أدوارنا كشعوب، ولا يستطيع حاكم ولا ظالم أن يُوقفه
ما دامت هناك حميَّة في قلوب المسلمين، وما دام المسلمون يعيشون حياة
الجدية والجهاد.

إذا كنا نتألَّم الآن لأحداث غزة
فلماذا ننشغل عن القضية بأمور قد تكون تافهة وبسيطة، بل أحيانًا قد تكون
من باب المعاصي؟! ليس هذا إلا لأننا نتعامل مع القضية بعواطفنا لا
بعقولنا، والعقل يُلزم الشغل الدائم بالقضية حتى مع هدوء الأمور؛ لأن
تحرير البلاد من العدو فرض عين كالصلاة والصيام، والذي ينساه كالذي ينسى
الصلاة تمامًا بتمام.

وليس هذا فقط الذي نملكه كشعوب..

إننا نملك أموالاً كثيرة، حتى وإن كانت في أعيننا قليلة، فالقليل إلى
جوار القليل يُنْشِئ الجبال الرواسي، وإخواننا في غزة يحتاجون المال لا
شكَّ في ذلك، والجهاد بغير مال لا يستقيم، وقد جعل الله عَزَّ وَجَلَّ
المال قرين النفس، فجمع في أكثر من موضع بينهما عند الحديث عن الجهاد،
فقال على سبيل المثال: {لَكِنِ الرَّسُولُ
وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ
وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التوبة: 88].

بل إن الرسول r يُسعدنا ببشارة رائعة عندما يقول: "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا"[3].
أما الكثير من الشباب الذين حال الحكامُ بينهم وبين الجهاد في أرض فلسطين،
فالفرصة أمامهم سانحة ليأخذوا أجر الجهاد؛ وذلك بمساندة المجاهدين
بالأموال ولو كانت بسيطة، ولا نريد عطاءً متحمِّسًا في لحظة واحدة من
لحظات الأزمة، ولكن نريد عطاءً مستمرًّا دائمًا يحفظ مسيرة الجهاد من
التوقُّف، وفي ذات الوقت يحفظ القضية حيَّة في قلوبنا.

الشعوب المسلمة وفلسطين -- د. راغب السرجاني 4451_image005ونملك أيضًا أن نقاطع بضائع عدونا ومن يسانده، وهذا السلاح العظيم المقاطعة
ليس الغرض منه إحداث خسارة اقتصادية عند أعدائنا فقط، ولكن الغرض الرئيسي
أن نُثْبِتَ لأنفسنا وللجميع أننا لا نقبل أن نتعامل مع مَن يقتلون
أبناءنا وإخواننا، ومن يحتلون أرضنا ومقدساتنا. وإذا كنا نطالب حكامنا
بوقف التطبيع مع الأعداء، فيجب علينا أن نكون أوَّل المطبِّقين لذلك بوقف
التطبيع مع البضائع اليهودية والأمريكية والإنجليزية، ومع كل حكومة
تتبنَّى موقفًا مساندًا للظلم اليهودي في فلسطين.

وفوق كل ما سبق فإن حكامنا لا يملكون أن يمنعوا أيدينا من أن ترتفع إلى الله U،
وألسنتنا من أن تلهج بالدعاء، وقلوبنا أن تتوجَّه إلى خالق السموات
والأرض، أن ينصر إخواننا المجاهدين في فلسطين، وأن يُثَبِّتَ أقدامهم،
ويرزقهم من خزائنه التي لا تنفد. كما لن يستطيع الحكام أن يمنعونا من أن
ندعو على الظالمين، سواء كانوا غير مسلمين أو مسلمين؛ فالمظلوم لا تُرَدُّ
دعوته، وليس بينها وبين الله حجاب.

هذا بعض ما في أيدي الشعب، وإن كان في أيديهم الكثير والكثير، ولا
بُدَّ لشعوب الإسلام أن تتحوَّل من كونها مضغوطًا عليها من حكامها، إلى
كونها ضاغطة عليهم، ولا بُدَّ أن يسعى المسلمون لتغيير الواقع الأليم الذي
يعيشونه، وليس الحكام واقعًا مريرًا كُتب علينا أن نقبل به أو نرضى به،
إنما علينا أن نسعى إلى إصلاح حياتنا والخروج من أزمتنا، وقد فعلت ذلك
شعوب كثيرة في الأرض، وليست بمسلمة، فليس مقبولاً لهذه الأمة العظيمة أن
تكون أهون من عامَّة الخلق، وهي التي جعلها الله U خير أمة أُخرجت للناس.

الشعوب المسلمة وفلسطين -- د. راغب السرجاني 4451_image006لعلَّ
الكثير يتساءل: وكيف الخلاص؟ أقول: إن الذي يسأل ويحتار لم يصل بعدُ إلى
درجة الإخلاص واليقين التي تنير الطريق، وتهدي السبيل، وإلاَّ فراجعوا قول
الله U الذي يُثْبِتُ فيه الهداية لمن رسخ إيمانهم، وثبت الصدق في قلوبهم.. {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69].

إن السبيل الصعب الذي نغيّر به أحوالنا، ونُعِزَّ به أُمَّتَنَا، سيصبح واضحًا جليًّا إذا عشنا بصدق حياة المجاهدين، واطَّلع الله U على ذلك في قلوبنا، وعندها لن نسأل أبدًا أين الطريق!

ونسأل الله U أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.


د. راغب السرجاني[1]
رواه البخاري عن أنس بن مالك: كتاب الجهاد والسير، باب ما يتعوذ من الجبن
(2668)، ومسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من
العجز والكسل وغيره (2706).
[2] رواه الترمذي عن حذيفة بن اليمان: كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الإحسان والعفو (2007)، وقال: حديث حسن.
[3]
رواه البخاري عن زيد بن خالد: كتاب الجهاد والسير، باب فضل من جهز غازيا
أو خلفه بخير (2688)، ومسلم: كتاب الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل
الله... (1895).




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فاتوماتو
وسام التميز
وسام التميز
فاتوماتو


عدد المساهمات : 1978
نقاط العضو : 3103
تقييمات العضو : 75
تاريخ التسجيل : 18/04/2010
العمر : 43

الشعوب المسلمة وفلسطين -- د. راغب السرجاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشعوب المسلمة وفلسطين -- د. راغب السرجاني   الشعوب المسلمة وفلسطين -- د. راغب السرجاني Emptyالأربعاء أغسطس 18, 2010 3:26 pm

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشعوب المسلمة وفلسطين -- د. راغب السرجاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثورة تونس - راغب السرجاني
» هل يمكن أن يهدم الأقصى ؟ .... د.راغب السرجاني
» هذا ما وعدنا الله ورسوله!! بقلم د. راغب السرجاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى لمسات للثقافة العامة :: الزاوية السياسية :: تغطيات وتحاليل اخبارية-
انتقل الى: