اسم الكاتب : د . سمير محمود قديح
يوفال
ديسكن ' رئيس 'جهاز الأمن العام- الشّباك' الإسرائيلي والذي جاء خلفًا
لرئيس 'الشّباك' السابق آفي ديختر ، يبلغ من العمر 49 عامًا، بدأ مسيرته
العسكرية في ' دورية شكيد ' ثم تَجنّد لجهاز 'الشّباك' في العام 1978.
وبدأ عمله في 'الشّباك' 'مُركّزًا ميدانيًا' في الضفة الغربية المحتلة
(مسؤول عن تجنيد وتفعيل العملاء)، في منطقة نابلس وطولكرم. وبعد ذلك أشغل
سلسلة مهام رئيسة في 'الشّباك' منها رئيس 'القسم العربي' ورئيس 'لواء
القدس' ونائب رئيس 'الشّباك' في السنوات الثلاث الأولى من الانتفاضة
الثانية. وفي السنة ونصف السنة الأخيرة خرج إلى إجازة دراسة، عمل خلالها
في 'الموساد' مستشارًا خاصًا لرئيس 'الموساد'، مئير دَغان. * قصته مع جبل
النار :رغم مضي بين عشرين وثلاثين عاماً عليها، فإن أفعال ضابط المخابرات
الإسرائيلي الشاب الذي كان يحمل اسماً عربياً هو 'الكابتن يونس' لأغراض
التمويه، ما زالت حاضرة في أزقة مدينة نابلس ومخيماتها لما انطوت عليه من
مثابرة في المتابعة الاستخبارية والاعتقال والإبعاد. ويوم مراسم التعيين
تداعى العديد من ضحاياه في مخيم بلاطة القريب إلى مقهى للانترنت بعد أن
كشف أحدهم أن الصورة المرفقة مع خبر تنصيب رئيس جديد للشاباك يدعى يوفال
ديسكن هي صورة الكابتن يونس بلحمه وشحمه. وكانت وسائل الإعلام في إسرائيل
ذكرت في تقارير لها عن ديسكن أنه بدأ حياته ضابط مخابرات في نابلس، ثم أخذ
يرتقي في السلم الوظيفي إلى أن احتل وظيفة نائب رئيس الجهاز آفي ديختر قبل
أن يخلفه في الرئاسة. ويقول أمين مقبول عضو المجلس الثوري لحركة فتح أحد
أبناء نابلس الذين اعتقلوا مراراً على أيدي ديسكن: أذكر الكابتن يونس
'يوفال ديسكن' جيداً، ففي العام 79، وبينما كنت أمضي حكماً بالسجن مدته
عشر سنوات زارني في السجن وعرض علي التسفير للخارج مقابل إعفائي من باقي
مدة الحكم التي كانت حينئذ حوالي أربع سنوات ونصف السنة. وأضاف: بدا لي
الرجل ذكياً ويعرف هدفه جيداً، كان يريد التخلص مني بطريقة ذكية. فقد حاول
إقناعي أن الإبعاد أفضل لي ولهم. وخاطبني قائلاً: ألا ترى من هم أقل منك
يتبوؤن اليوم مراكز عالية في المنظمة وفتح.وكان رد أمين مقبول عليه: لا
مكان لي في هذه الدنيا غير نابلس.وفي العام 85 قدم ديسكن على رأس قوة من
الجيش لاعتقال أمين مقبول وإبعاده عن الوطن. وقال أمين: فور اعتقالي
أبلغني بقرار إبعادي للخارج وقال لي بلجة المعاتب: ألم أعرض عليك هذا قبل
ست سنوات. فأجبته قائلاً: لكنه يجري اليوم رغماً عني. ويكاد جيل كامل من
أهالي نابلس وقراها ومخيماتها أن يذكر الكابتن يونس بما عرف عنه من ملاحقة
ميدانية دؤوبة لكل ناشط في الحركة الوطنية في تلك الحقبة. ويقول تيسير
نصر الله من مخيم بلاطة الذي اعتقل على يدي الكابتن يونس للمرة الأولى
العام 83: 'لم نعلم اسمه الحقيقي إلا عندما وزعت صوره على مواقع الانترنت،
لكننا بالتأكيد عرفناه عن قرب، عرفناه رجل ملاحقة ومتابعة وانتهاك'.
وأضاف: كان يدخل المخيم في وضح النهار، يوقف الناس في الشوارع ويتحدث معهم
بلغة عربية فصيحة ويرسل عبرهم الرسائل للنشطاء، فيقول: أبلغوا فلاناً أن
عليه أن يصمت والا سيعتقل، أخبروا فلاناً أن اعتقاله سيكون قريباً، أو أن
عمله مكشوف وسيكون حسابنا معه عسيراً وهكذا. ويقول تيسير: إن رجل
المخابرات هذا الذي رقي إلى درجة مدير الأمن الداخلي في إسرائيل نجح في
تفكيك خلايا حركة فتح العسكرية في الضفة في العام 83، حيث اعتقل أكثر من
200 ناشط في الجهاز العسكري كانوا منتشرين في جميع أنحاء الضفة وبعضهم في
قرية كفر قاسم داخل الخط الأخضر.ويتذكر نصر الله العديد من ألاعيب
المخابرات التي كان يمارسها ديسكن بجدارة مثل زرع الشكوك في شخص ما عبر
تكرار طلبه إلى مكتبه في مقر المقاطعة أو توقيفه في الشارع والتحدث إليه.
ويورد عضو المجلس التشريعي من مخيم بلاطة حسام خضر المعتقل منذ ثلاثة
أعوام بتهمة دعم أنشطة مسلحة لكتائب شهداء الأقصى اسم الكابتن يونس في
مذكراته التي يقوم بكتابتها من السجن. وذكر صديق لحسام أنه كتب في مذكراته
التي وصله جزء منها: بعد عشرين عاماً من اعتقالي على يديه عندما كنت شاباً
في العام 83، وجدت نفسي مرة أخرى أمام الكابتن يونس في اعتقالي الحالي.
ولدى التقاء عيوننا خاطبني قائلاً: حسام خضر مرة أخرى، ألم تتعب من كل
هذا، أما زالت لديك رغبة في العمل ضد دولة إسرائيل. وذكر أحد ضحايا يوفال
ديسكن أنه كان يقوم باستدعاء عشرات النشطاء من أهالي نابلس ومخيماتها إلى
مقر المخابرات في مبنى المقاطعة في المدينة في كل مناسبة وطنية ويحتجزهم
من الصباح الباكر حتى المساء الدامس. وقال هذا الناشط السابق الذي فضل عدم
ذكر اسمه لأسباب أمنية: كان الكابتن يونس لئيماً، يسعى لزرع الشك في نفوس
الناس من بعضهم البعض، ويحاول تشكيك كل وطني بجدوى الوطنية، لكنه في الوقت
ذاته كان رجلاً مثابراً لا يهمل أي شيء، يلاحق أية معلومة مهما كانت صغيرة
ويعتقل العشرات ويعذبهم من أجل فحصها'. وربط غير تقرير إخباري بين رئيس
المخابرات الجديد وبين سياسة الإحباط المركز 'أي الاغتيال'. وأشار أحد
التقارير إلى أن ديسكن كان صاحب فكرة القيام باغتيالات في صفوف النشطاء
الفلسطينيين وهو ما رأى الفلسطينيون في تعيينه لهذا المنصب إشارة سيئة من
جانب إسرائيل.