ملتقى لمسات للثقافة العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى لمسات للثقافة العامة

اهلا وسهلا بك يا (زائر) في (ملتقى لمسات للثقافة العامة) ,, نتمنى ان تقضي معنا وقتا طيبا
 
الرئيسيةmainfourmاليوميةالأحداثمدوناتس .و .جبحـثأحدث الصورالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
برنس فلسطين
مشرف القسم العسكري
مشرف القسم العسكري
برنس فلسطين


عدد المساهمات : 3533
نقاط العضو : 5019
تقييمات العضو : 35
تاريخ التسجيل : 19/09/2009
العمر : 34

أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Empty
مُساهمةموضوع: أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات   أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Emptyالإثنين أكتوبر 19, 2009 3:48 pm




العاهرات والعصافير ( العملاء داخل السجن)
الكاتب : د . سمير محمود قديح
إن هذه الحكاية هي إحدى حكايات آلاف المخدوعين ، و قصة من قصص ألوف من
الضحايا الذين لم تجد مآسيهم من يسطر أحداثها إلا القليل ، و إن اشتركوا
مع صاحب القصة في ضرب رؤوسهم بالجدران ، وفي صوت بكائهم يقطع صمت الزنازين
بعد أن يقطع نياط القلوب . ولو كانت المأساة نتيجة ضعف الوعي الأمني لكان
العلاج سهلاً ، لكن و كما سنرى في هذه الحكاية أن الأمر أبعد من ذلك ، لذا
فإنني أرى علاجه من زاوية أشمل تضيف الى البعد الأمني بعداً آخر هو البعد
الإيماني و يتركز في ضرورة مجاهدة النفس و تدريبها على الجوع بالصيام و
السهر بالقيام و العزلة بالخلوة بالرب و التفكر في خلقه ، و الصمت بضبط
اللسان و التخلص من آفاته . و لعل أبرز آفات اللسان هي إفشاء السر ، فما
الذي يدفع الأخ على إفشاء سر أخيه أو إخوانه ، بغض النظر إن كان لحق بهم
ضرر أو لم يلحق. و لقد أعجبني الوليد بن عتبة في وصيته عندما قال : ' من
كتم سره كان الخيار إليه، و من أفشاه كان الخيار عليه '، و عليه فإن إفشاء
السر خيانة إن كان فيه ضرر ، و لؤم إن لم يكن فيه ضرر . فما الذي يدفع
الأخ أن يكون لئيماً على الأقل أو خائناً أو غبياً مغبوناً ، وهو يقدم
الأسرار في جلسة ودية أو تحت ضغط ؟ و ماذا ينتظر الأخ الأسير من أمور
تقنعه بعدم إفشاء أسراره أو أسرار إخوانه ؟ هل ينتظر حتى يكون موجهاً
أمنياً يعظ الناس في أمر العصافير أو المنافقين حتى يضبط لسانه ؟ و الغريب
أن البعض كان يقوم بهذا الدور و مع ذلك وقع ، هل ينتظر حتى يرى مسلسلات في
موضوع تصرفاتهم … ثم ما الذي يمنع أن يطوّروا وسائلهم فماذا سيكون رده ؟ .
إن بيت القصيد يتركز في أن يشغل الإنسان لسانه بذكر الله و العيش معه و أن
يقتدي بزكريا و مريم في سنّهما سنّة الصمت في موضعه ' إني نذرت للرحمن
صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ' ... إن الذي يقوي هذه الفضيلة – فضيلة الصمت
– هو تقوى الله عزوجل حتى يرى الأخ الأسير الحق حقا و الباطل باطلاً ، فلا
تعود الأمور تنطلي عليه ، أو تخدع ألاعيبهم نفسه و بذلك تلتقي التوعية
الإيمانية مع التوعية الأمنية في تشكيل شخصية الأخ المجاهد اليقظ الفطن
اللبيب . نبذة سريعة عن العصافير و آثارهم : قال الله تعالى في كتابه
العزيز : ' و من الناس من يقول آمنا بالله و باليوم الآخر و ما هم بمؤمنين
* يخادعون الله و الذين آمنوا و ما يخدعون الا أنفسهم و ما يشعرون * في
قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا و لهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ' ' البقرة
8-10 ' لمّا كانت النسبة الأعلى من اعترافات المجاهدين و المناضلين و
المعتقلين في التحقيق تنتزع عن طريق العملاء المنافقين الذين يسمّون '
بالعصافير ' … حيث أنهم يخدعون المجاهد المعتقل متظاهرين أنهم من
المعتقلين و يعيشون في أجواء مصطنعة بنفس أجواء المعتقلين و يطبقون
أنظمتهم و طرق إدارتهم لشؤون حياتهم لكي يسهل التأثير على المجاهد و
يكسبوه ثقتهم حتى يتكلم هو بما عنده أو يطالبوه هم بذلك ، و بطريقة و أخرى
يقع كثير من المجاهدين في حبائلهم الا ما رحم ربك . لقد أُسست غرف
العصافير في السبعينيات ، و سنة بعد سنة ازداد دور هذه الثلة و ازداد
تأثيرهم فتكاً بالمجاهدين ، مما انعكس سلباً على قوة و فاعلية الجهاد على
أرضنا المباركة ، رغم كل ما نراه من آثار طيبة لهذا الجهاد . فكم من
المجاهدين و كم من المجموعات و الخلايا و كم من القادة كشفوا و لم يكن
يعلم بهم الا الله ، رغم الإعتقال و التحقيق و التعذيب … و كم من العمل
الجهادي المميز كشف و هو في طور الإعداد له أو قبل اللحظات الأخيرة من
تنفيذه ، و لم يكن كل ذلك بحذاقة و جهود ضباط المخابرات و التحقيق و لكن
في كثير من الأحيان كان بسبب هذه الثلة التي باعت نفسها للشياطين . و لهذا
و من واقع التجربة المرّة حيث كنت أحد الضحايا الذين غرر بهم ، ارتأيت أن
أكتب قصتي عندهم ، و هي واحدة من مئات القصص التي حدثت عندهم في أي مركز
من مراكزهم الملتصقة و التابعة للسجون ، أستصرخ من خلالها كل العاملين و
المخلصين في هذا الشعب العظيم أن يعوا جيداً هذا الشرك ، و أن يأخذوا
دورهم بتوعية الشعب بأكمله إن أمكن دون الخضوع لرهبة المحاذير من القيام
بذلك ، فإياكم و الخداع . و العاقل السعيد من اتعظ بغيره ، و العبر كثيرة
لكن العبرة فيمن اعتبر . و ليكن شعار كل مجاهد أنه ليس لأحد أن يطلع على
سره حتى و ان كان أكبر مسؤول تنظيمي ، و أن لا يتنازل أي مجاهد عن هذا
المبدأ تحت أي تبرير من التبريرات أو شعار من الشعارات . قصتي عند
المنافقين ' العصافير' بعد أن تم اعتقالي أنزلت الى التحقيق .. جلس معي
ضباط التحقيق جولات عديدة و طويلة .. استعملوا كثيراً من الأساليب النفسية
الصعبة من تهديد ووعيد و تحبيب و ترغيب .. و استعملوا بعض أنواع التعذيب
الجسدي .. و لا نتيجة .. تركوني وحيداً في أماكن معزولة عن البشرية
بأكملها ، في ظروف تفتقر الى أدنى الخدمات الإنسانية كالشمس و الهواء أو
الإنارة و الماء أو حتى مكان لقضاء الحاجة ، و لا حتى لون من ألوان
الطبيعة على جدرانها ليريح النظر ،، لم أكن لأعرف أين أنا و لا ما هو
الوقت و لا حتى أن تعرف ان كنت في الليل من النهار … و لا شيء يدعو للأنس
أو الألفة .. وبرغم ذلك كله ( لم يأخذوا نتيجة حقيقية ) .. و لكن عندما
أنزلوني عند هؤلاء الخون ' العصافير ' لبثت بينهم ما يقارب ال 25 يوماً في
خيم معتقل مجدو ، كنت قد افترضت من بدايتها أنهم عملاء 'عصافير' فعلاً …!
و لكن ما حصل على أرض الواقع كان مختلفا تماما … كان لدي من المدعمات و
المعلومات عنهم قبل النزول عندهم ما كان من المفترض أن يقيني عند معاشرتهم
لكن التعامل بحسن النية و بطيب القلب كانت أهم العوامل التي أعمت بصيرتي و
تحوّلت إلى نوع من السذاجة ، بالإضافة الى عدم قول 'لا' بالجرأة اللآزمة
عند الحاجة إليها تحت وقع الحياء من تعاملهم الطيّب و تآكل الصبر في ظلال
المسرحية المحكمة التي مثلوها لي و أقنعـوني بنقائــهم و صدقهم من خلالها
و أوقعوا بي فيها. أهم التفاصيل المتعلقة بحياة العملاء ' العصافير' و
طريقة دخولهم الى ما يخص قضيتي . أولاً : حياتهم العامة و طرق إدارتهم لها
: إن إدارتهم لشؤون حياتهم منظمة بدرجة عالية .. فهم يستيقظون كل يوم قبل
الفجر بثلث ساعة ، يتهيأ خلالها الجميع للصلاة بإستثناء من لا يريد أن
يصلي - و هم قلّة - .. يُأذِّنون لكل صلاة و يصلون في جماعة ، و بعد الفجر
يعود الجميع للنوم الى حين العدد – أي عندما يأتي الجنود للتأكد من عددنا
– فيقوم الجميع و يجلس جلسة عدد و يقومون بتغطية شاشة التلفاز … و هكذا ،
أي بنفس نظام المعتقلين ، و بعد ذلك يتموا نومهم ، و في تمام الثامنة و
النصف صباحاً يلزم الجميع بالإستيقاظ ، و تكون القهوة و الشاي بإنتظار
الشباب ، و يجهز بعد ذلك في التاسعة الفطور و يجلس الجميع معاً على مائدة
واحدة .. و بنفس النظام في وقت الغداء و العشاء .. مواعيد منظمة يلتزم بها
الجميع . و يتم توزيع الأدوار و المهمات وفق توجيهات ما يدعى بموجّه القسم
عندهم .. الذي يجلي ، الذي ينظف ، الذي المسؤول عن الدورة و الحمامات ،
الذي يعمل في جهاز الرصد ، الذي يقوم الليل ملزماً بالحراسة على الشباب ،
الذي يخرج الى الزيارات ، … الخ . و من المناصب الرئيسة التي سمعت بها
بينهم : الأمير الأمني : إختصاصه فقط بالمواضيع الأمنية و الجلوس مع
المعتقلين الجدد ، و له نائب يساعده و يناوبه و يقوم بدور تكميلي . موجه
القسم : و هو المسؤول عن القسم و عن جميع المسؤولين فيه و يتدخل في وقت
الأزمات . شاويش الخيمة : و هو المسؤول عن إدارة شؤون السرايا و
احتياجاتها المختلفة . المردوان : و هو - كما عرّفوه - البريد التنظيمي
بين الأقسام ، و هو الذي يحمل و يدخل كل احتياجات الشباب ، و يتابع مع
الجنود كل ما يحتاجونه من السرية . الإمام : و هو المكلف بإدارة شؤون
الإمامة و خطب الجمع و الدروس و المحاضرات . … فيما بعد الظهيرة يُلزم
الجميع بإلتزام بُرشه – أي فراشه و مكان نومه - اذا كان هناك قرار
بالقيلولة و يلتزمون أيضاً بالهدوء التام لمن لا يريد النوم . و في تمام
الساعة الحادية عشرة ليلاً يلتزم الجميع برشه و تدخل فترة الهدوء النسبي و
بعد نصف ساعة تدخل فترة الهدوء التام ، و في تمام الساعة الثانية عشرة
تطفأ آخر سيجارة ، يبدأ بعد ذلك الشفت اللّيلي عندهم و يمتد حتى الفجر و
يُلزم به في كل ليلة اثنان يحددهم الموجه يقومان بمهمة الحفاظ على الشباب
و حراستهم – حسب ما يدّعون - .. بالنسبة لحياتهم بشكل عام ، فهم ملتزمون
بالطاعة ، يعيشون حياة طبيعية منهم من يلعب و منهم من يمارس الرياضة ، و
منهم من يطالع و منهم من يتمشى و منهم من يقرأ القرآن ، و منهم من يضحك و
ينكت و منهم من ينشد و يتفاعل … و هكذا ، و منهم المثقف و الأمي و العامل
و الجامعي ، و منهم الشاب الصغير و العجوز الكبير ، وهم موزعون في أصولهم
من كافة مناطق فلسطين من مدينة أو قرية – حسبما يعرّفون عن أنفسهم - ،
يمنع عندهم منعاً باتاً التكلم بأي كلام فاحش أو لبس الشبّاح ، كما و يمنع
منعا باتا أي احتكاك أو مشادة بين أي اثنين ، و انما يرفع أي أمر للشاويش
أو الأمير الأمني و هم يحاسبون من يستحق المحاسبة ، و عندما يصل أي معتقل
جديد عندهم يهتمون به كثيراً و يولونه عناية و رعاية و محبة خاصة ، فلا
يترك ليجلس وحيدا ، و لا يترك لوحده سارحاً ، فيسيرون معه و يشاركونه
آلامه و همومه و يخففون من مصابه … و هكذا ، و بعد استمرار الإحتكاك معهم
لأيام أو لساعات تستطيع أن تعمل مع بعضهم علاقات قوية ، و تستطيع أن
تستشعر من هو من تنظيمك و من هو من غيره بعد مرحلة الثقة ببعضهم ، حيث أنه
يمنع أن يعرف تنظيم أي واحد منهم أو التكلم في القضية مع أي من الموجودين
لأن هذا قسم ' فرز فصائلي ' تابع لقسم '7' في سجن مجدو و هو قسم استقبال
كما كانوا يدّعون ، و ترى منهم من يتأثر في بعض الأحيان و يشعر بالضيق و
ترى آثار ذلك على وجهه ، فتسأله ما المشكلة ؟! و تحاول أن تخفف من آلامه ،
فمنهم من يجيبك أنه مشتاق الى أهله ، و منهم من يخبرك بأن والدته مريضة و
تحتاج الى عملية … و هكذا ، كما أنهم يتفاعلون مع كل الأحداث و الأخبار
على شاشة التلفاز ، و يفرحون للخبر الذي يفرحنا و يحزنون للخبر الذي
أحزننا … و هكذا ، أما بالنسبة للصلوات الخمس فهم ملتزمون بها ، و عندهم
في كل صلاة فجر دعاء قنوت يدعون فيه على اليهود و العملاء و المندسين ، و
يجلسون بعد كل صلاة يسبحون و يستغفرون ، و لهم امام مفوّه يعلم الكثير
بالأحكام الشرعية و يتقن تجوّيد القرآن الكريم بدرجة عالية ، و عنده ثقافة
واسعة و هو دائم المطالعة و الكتابة ، و عنده قدرة عالية على إلقاء الخطب
الحماسية ، سمعت عندهم خطب عن الجهاد و المجاهدة ، و عن الصبر و المصابرة
، و خطبة عن العمليات الإستشهادية التي يسمّيها علماء السلاطين
بالإنتحارية ؟!!! ، لا يوجد عندهم أنانية أو بخل بالعطاء ، شعارهم العام
الذي أطلقه الموجه في أكثر من مناسبة ' لا يوجد هنا أي غرض يسمى ملك خاص '
، يقولون عن أنفسهم أن منهم من قضيته مطلوب له فيها مؤبدات ، و منهم ذوي
الأحكام الخفيفة ، و منهم الموقوفون و منهم الإداري ، عندهم مكتبة متواضعة
تحوي الكتب الثقافية و الدينية و العلمية ، و الأرشيف الذي يحتوي على صور
للشهداء و الجرحى … و غيره ، * بإختصار يصطنعون أجواء أجمل من أن توصف
بالطبيعية * ، بالنسبة للجلسات التي كانوا يقومون بها فهي متنوعة المواضيع
و الأنظمة من الديني الى الثقافي الى السياسي الى الإداري … و هكذا . • و
من الجلسات الدينية : جلسات في التفسير، جلسات في الفقه ، جلسات في
التلاوة ، و قد كانت مثل هذه الجلسات يمنع فيها التدخين أو الطعام أو
الشراب ، و يكون هناك تفاعل من قبل الحاضرين و أسئلة و استفسارات . • و من
الجلسات الثقافية : جلسة تقام فيها المسابقات في المعلومات و يقسم فيها
جميع الحضور الى فريقين ، و تطرح الأسئلة و يعلن الفائز في النهاية ، و
كانوا يختارون أسماء مميزة لكل فريق كالأقصى و القسام و القدس … و غيرها .
• و من الجلسات السياسية : جلسات حوار و نقاش في موضوع الساعة ، جلسات عن
مستقبل الوضع في فلسطين ، جلسات في نقاش فساد السلطة ، و غيرها … بحيث يجب
على كل شخص أن يبدي رأيه مهما كان سخيفاً هذا الرأي ، و يمنع
نهائياً أن يستهزئ أحد برأي الآخر ، و لقد كانوا يبدون آرائهم في الجلسات
من زوايا عدة ، فمنهم من يتكلم من وجهة نظر دينية ، و منهم من وجهة نظر
وطنية أو قومية أو حزبية …الخ . و قد حدث في إحدى المرات نقاش حاد بين
مدير الجلسة 'العصفور' و بين أحدهم حول النظام العراقي بعد ظلمه و سقوطه ،
و كان محور الخلاف بأن هل يستحق كل هؤلاء الذين في السجون عند النظام
العراقي كل هذا العذب ؟! فكان موقف مدير الجلسة بأن هذا ظلم للناس و إجرام
بحق البشر ، و كان موقف الآخر التأييد لفعل النظام العراقي و تصرفاته لأن
هؤلاء المساجين خون حاولوا أن ينقلبوا على النظام ، و كل خائن يستحق مثل
هذا العقاب و يستحق أبشع أنواع القتل !!!!! . • و من الجلسات الإدارية :
جلسات النقد و نقد الذات ، و هي جلسات يتكلم فيها كل فرد بحرية مطلقة
بالسلبيات أو الإيجابيات أو المقترحات التي يريدها ، و ينتقد بكل حرية
تصرفات الآخرين ، و تعرض في هذه الجلسات نتائج جهاز الرصد عندهم و
الملاحظات التي جمعوها حول السرية ، و يراجع كل شخص بتصرفاته ، و إن لزم
الأمر يأتيه كتاب مغلق من مجلس الشورى العام يحاسبه فيها ، و تصل الأمور
في بعض الأحيان الى درجة العقاب ، و كان يحدث نقاش و انتقاد حاد بين عدد
منهم في جلسات النقد ، ثم يقوم الموجه بالحكم بينهم بإنصاف و عدل و حكمة
بالغة في اظهار الحق ، و لا يقبل الا بخروج الجميع من الجلسة اخوانا
متحابين … و هكذا . مع العلم أن كل ما ذكر و ما سيأتي ذكره ليس ثابتاً في
حياتهم و أساليبهم ، فهم يغيرون خططهم و تكتيكاتهم باستمرار ، فلا تجعل في
ذهنك عنهم شكلاً محدداً أو أسلوباً معيناً . ثانياً : ما حدث معي و كيف
استطاعوا كسب ثقتي : في اليوم الأول لدخولي عندهم تمشى معي أحد الشرفاء
الذي جعلوه يقوم بدورهم دون أن يدري – بسبب غروره و حبه للمناصب – فأعلمني
بأن هناك أميراً أمنياً و هو الوحيد المخوّل أن يسألني عن قضيتي ، و علي
أن أتعامل معه و أعطيه كامل تاريخ حياتي حتى ولو كان ضربة حجر !! ، أجبته
بأنه لا يوجد عندي شيء و أن المحققين أنفسهم تأكدوا من ذلك ، و قلت له
بأنه لا يوجد عندي أي انضمام أو تأييد لأي فصيل ، فقال لي : لا ، لا ،
إنتا لازم تقول للأمير الأمني كل شيء ، انتا خايف بتفكر أن هؤلاء عصافير ،
و لكن هؤلاء كل واحد منهم مطلوب له حكم بالمؤبدات ، فقلت له لا خايف و لا
إشي ، فش عندي إشي أخاف منه ، فقال لي طيّب ، ممكن يجلس معك الأمير الليلة
، ثم ذهب ، و بعد يومين و في الساعة التاسعة مساء أرسل في طلبي ما يدعى
يالأمير الأمني لكي أجلس معه في الخيمة الأخرى البعيدة ، و عندما دخلت
عليه قام لي و سلم علي و أجلسني الى جواره ، ثم سألني عن أخباري و عن صحتي
، و بعد ذلك سألني ' كم عمرك ؟ ، فأجبته (22) . فقال لي بأن هذا الجواب
غير صحيح ! ، فغضبت و توترت عندما كذّبني ، فقال لي عندها 'يا أخي هذا ما
مضى من عمرك !؟ و لكن كم عمرك فلا يعلم بذلك إلا الله !!؟ فقلت له
متفاجئاً ' غلبتني بهاي ' ثم سألني عما أعرفه عن السجون و المعتقلات ؟
فقلت له لا شيء سوى أن الذي يعتقل يحاكموه و يضعوه في السجن ! ثم سألني ان
كنت أعلم سبب وجود هذا القسم المستقل عن السجن الذي نحن فيه ؟ فقلت له لا
أعلم ، فقال لي : أنا سأخبرك و أعرفك على كل شيء .. و بدأ يشرح : هذا
القسم الذي نحن فيه هو قسم ' فرز و استقبال ' أي أن المعتقل عندما ينزل
الى السجن و يدخل الساحة النضالية عليه أن يعيش تحت إطار تنظيمه أو تحت
إطار أي تنظيم آخر يرعاه الى حين خروجه من السجن و هذا ما يسمى ' بالفرز '
، و هذا القسم تم إيجاده حديثاً و كان الهدف و الغاية منه أنه في السابق
كان المعتقل ينزل الى السجن و يدخل بين جميع المعتقلين مباشرة ، و الاخوة
المعتقلون لا يعرفون حقيقة كل انسان ينزل عندهم ، و ان كانوا يعرفوه فهم
لا يعرفون ما جرى بينه و بين المحقق فالمخابرات تعرض على كل معتقل أن يعمل
معهم ! ، و بناء عليه كان يضطرالاخوة في الاقسام الداخلية الى وقف جميع
الانشطة و الجلسات عندهم الى حين التحقق من أمره ، فقلنا : ليش نظل على
هالحال ما نعمل خيمة مستقلة عن القسم من أجل استقبال الجدد نتأكد خلال
فترة وجوده بها من شخصيته و وضعه الأمني و في نفس الوقت يتعلم الأخ النظام
و القانون في السجن و يلتزم بها ، و بذلك يكون عندما يدخل بين اخوانه قد
التزم و تعرف على القانون و النظام فيساعد ذلك بالتالي على استقرار السجن
و كانت هذه حجتنا أمام الإدارة في الحاجة لوجود مثل هذا القسم الجديد _ و
لم أستغرب مثل هذا الوضع في سجن كمجدو سمعة الإنفتاح فيه بلغت الآفاق _ ،
و نكون قد تعرفنا على وضع المعتقل من الناحية الأمنية و حللنا شخصيته ، و
في نفس الوقت تبقى جميع الأنشطة في الأقسام الداخلية تسير بشكل طبيعي ، و
لهذا يخلو هذا القسم من البلفونات و غيرها من الخدمات . و قال لي : و أما
بالنسبة لوضع السجن و القانون و النظام فيه فهو كالتالي : عندنا أعلى هيئة
هي مجلس الشورىالعام والمشكل من كافة الفصائل ، و يتفرع عنه عدة لجان ، و
هي كالتالي : اللجنة الثقافية : و مهمتها في اطار العمل الثقافي و الإشراف
على إمتحانات التوجيهي و إقامة الدورات المختلفة في المجال الثقافي …الخ .
اللجنة السياسية : و تعنى بآخر الأخبار و الأوضاع السياسية و متابعة كافة
المستجدات و البيانات التي تنزل على الساحة الفلسطينية من قبل كافة
الفصائل و ادخالها الى المعتقل و قراءتها حتى يبقى المعتقلون على تواصل
تام مع القضية و الأحداث على الساحة الفلسطينية . اللجنة الأمنية : و
يتفرع عنها 3 لجان هي : أ?- لجنة المتابعة و التنسيق : و وظيفتها التواصل
مع كافة الفصائل في الخارج و إدخال المعلومات الآزمة عن أي معتقل أو أي
أمر أمني في الخارج أو في داخل السجن . ب?- جهاز الرصد : و وظيفته رصد و
متابعة جميع المعتقلين و تصرفاتهم و أخطائهم و تحليلها و الوصول الى كل
مشبوه أو عميل يحاول إختراق ساحتنا النضالية . ت?- جهاز الردع : و له
وظيفتان : الأولى مع المعتقلين الشرفاء الذين لا يلتزمون بالنظام و
القانون و يعملون المشاكل و يحذّروا دون فائدة ، فيتم ردعهم بالضرب غير
المبرح . و الثانية مع المندسين و العملاء الذين تثبت محاولة اختراقهم
للساحة النضالية ، فهؤلاء يضربون علىأي منطقة في جسدهم دون رحمة حتى الموت
ليكون عبرة،ثم يحمل قضيته أحد الأخوة المؤبدين ، ثم أبلغني بعد ذلك
بوظيفته هو كأمير أمني ، و أبلغني أنه مكلف من قبل كافة الفصائل المتمثلة
بمجلس الشورى العام بالجلوس مع المعتقلين الذين يدخلون هذا القسم ، و أنه
لديه تصور كامل عن أي معتقل قبل أن يجلس معه لأن المعتقل بمجرد نزوله
الى السجن يعمم اسمه على كافة الأقسام و ترفع به تقارير كاملة من قبل كافة
الاخوة الذين يعرفوه ، كما أنه يتم التواصل مع التنظيم في الخارج و يعرف
ما كان وضع الاخ التنظيمي … و هكذا ، و أن دوره معرفة قضية الأخ و تاريخه
النضالي لكي يسهل الكشف عن الأسباب التي أدت الى اعتقاله . و أبلغني ان
الحديث الذي يدور بيني و بينه لا يخرج الا الى الاخوة الذين يمثلون تنظيمي
في مجلس الشورى العام ، و أنهم مقسمين على كتاب الله بالمحافظة على سرية
المعلومات . و طلب مني بناءً على ذلك أن أقول له ما هي قضيتي ؟ فأجبته بما
كتبته بالإفادة التي كتبتها عند الشرطة فقط . فضحك ، و قال لي : يا أخي
أنا قلت لك قبل أن أجلس معك أنه عندي تصور كامل عن تاريخك من قبل أن أجلس
معك ، و هذا اللي كتبته في التحقيق هو إطار أنت حددته لنفسك و قررت عدم
تجاوزه ، و بهنيك كثير على هذا النجاح ،و في ناس كثيرمثلك نجحوا و ضحكوا
على المخابرات ، و لكن هذا الشيء عندي ما بمشي . ثم حدث جدل و نقاش طويل
بيننا احتد في نهايته ، فأجبته بصراحة : ' أنت أسلوبك أسلوب محقق و أنا
هذا هو وضعي فقط ' فغضب بشدة و بدأ يصيح و يقول لي أنت تطعنني في قلبي
بهذا الكلام ، و اقسم بالله العظيم ، أقسم بالله العظيم إلا أقول هذا
الكلام للإخوة في مجلس الشورى . ثم فضت الجلسة و كانت الساعة الواحدة
ليلاً حينها . و في الجلسة التي تليها سألني عن أسباب عدم تعاوني معهم ؟!
فأجبته أنه مع احترامي لهم لا أعرفهم و لم ألتق معهم في حياتي ، و إن كان
عندي شيء فمن وين لوين أتعامل معهم ! فأجاب أنه مستعد لأي حل أطرحه ، و
أنه مستعد أن يأتيني بجهاز البلفون كي أتكلم مع أي مسؤول أو قيادي في
الخارج و أسأله عنهم بالإسم .. إلا أن خطورة هذه الوسيلة أن جميع
المكالمات مراقبة في داخل السجن – فلم نقم بهذه الخطوة بناء على طلبهم –
ثم عرض علي بأن يأتيني بكتاب مغلق من التنظيم و مختوم بختمه الرسمي على
شكل كبسولة ، يذكرون لي فيه بعض الأمور التي لا يعرف بها أحد الا أنا و من
كان يعمل معي و يطلبون منك أن تتعاون معنا . فأجيته بأن هذا الكلام لا
يصلح لأن المخابرات الإسرائيلية غير عاجزة عن القيام بصنع ختم كختم
التنظيم !. فقال لي : و الله ما أنا عارف شو بدي أقولك ، صلي ركعتين
استخارة . فأجبته أن لا إستخارة في هذه المواضيع . فقال لي أنا بوصل هذا
الكلام للإخوة في مجلس الشورى و بشوف شو بقولوا ، و أنا يا أخي واضع يدي
على كتاب الله و حالف أمام الاخوة في مجلس الشورى أن لا أقول لأحد ما هو
فصيلي ، بس بحب أقولك أنني عندما كنت في الخارج كانت لحيتي الى صدري و
لكني حلقتها هنا لحاجة طلبها مني اخواني في مجلس الشورى – انتهت الجلسة –
بعد يومين جاء ما يدعى بموجه القسم العام و طلبني ليجلس معي : و عندما
دخلت عليه وقف و ضرب لي تحية عسكرية و قال لي : أنا بحيّي حرصك على اخوانك
و مبسوط كثير من أمنياتك ، و لكن بحب اقولك اننا في سباق مع المخابرات
الاسرائيلية ، اللي جابك على السجن أكيد ثغرة أمنية ، و احنا لازم انطوق
هذه الثغرة بأسرع وقت ، ثم قال منفعلاً : اسرائيل و مخابرتها بتفكرنا شعب
غبي ، منتعلمش من الإغتيالات اللي بتصير في صفوف شعبنا ، لكن لا ،، احنا
منتعلم و منستفيد و عشان هيك احنا مستعجلين عليك انك تحكي ، انتا حر في أي
وقت ، بعد أسبوع أسبوعين شهر أو أكثر لا أحد يجبرك ، و لكن أنا بقولك أنك
أنت تتحمل مسؤولية كل الاخوة اللي في الخارج و مسؤولية ما يحدث معهم . - و
بسبب حرصي على اخواني في الخارج و خشيتي من أن يتصرفوا أي تصرف خاطئ – قلت
له ماشي بفكر في الموضوع و بردلك جواب اذا كنت سألتزم أم لا . و بعد يومين
جلس معي الأمير الأمني و موجه القسم ، و سألوني اذا كنت سألتزم أم لا ؟
فقلت لهم أنه من المعروف في الخارج أن الإنسان حين ينزل الى ساحة الإعتقال
لا يسأله أحد بغير الذي كتبه بالإفادة ، و أنه يجب أن لا نؤمّن لأي أحد
حتى لو كان أكبر مسؤول تنظيمي ؟! فقالوا لي بأن هذا كلام صحيح و نحن نؤكد
عليه بإستمرار و نتواصل مع كافة الفصائل أن يؤكدوا على جميع أفرادهم هذه
القواعد ، و احنا اللي منطلّع هاي القواعد من السجن ، وعندما ينزل الأخ
الى ساحة الإعتقال نتفاهم نحن و إياه عاجلاً أم آجلاً . أتعلم لماذا لا
نخبر أحد أننا نفعل هذا ؟ فقلت له : لا . فقال لي : لأنه لو علم أننا نجلس
مع المعتقلين مثل هذه الجلسات لقامت المخابرات الإسرائيلية بإستغلال ذلك و
عملت مثلنا و أوقعوا بالمناضلين و المجاهدين !!؟ - فكان جواباً مقنعاً
بالنسبة لي لتجاوز القاعدة الأمنية المذكورة سابقاً لكنه لم يكن كافياً
لأقول لهم ما عندي- فقلت لهم بأني قد كنت مقرراً رفض الإلتزام و لكن بعد
هذا الحديث أطلب منكم لقاء اخواني من التنظيم و أنا أتفاهم معهم ، فقالوا
لي سنرفع طلبك للاخوة في مجلس الشورى ، و في الجلسة الاخرى أبلغوني بأن
مجلس الشورى و القانون الداخلي للمعتقلين قد كلفهم هم فقط بالجلوس مع
المعتقلين و أنهم قد أقسموا على كتاب الله لو أنهم قطّعوا قطعاً قطعاً أن
لا يعترفوا بأي كلمة ، ثم طلبوا مني التكلم بعد ذلك فرفضت وقلت لهم أن
الناس لايلتزمون في بعض الأحيان بقوانين الله فهل قوانينكم ألّزم منها ؟
فقال لي الأمير الأمني إن كنت لا تريد أن تتكلم فأنت حر ، و لكن أحب أن
أخبرك بقرار مجلس الشورى العام بشأنك و هو : إن استمر هذا الاخ برفض
الإلتزام فسيضطر الاخوة في مجلس الشورى العام آسفين بالمجيء الى قسمنا و
يقفون أمام كآفة الإخوة في السرية و يبلغوهم بأن هذا الأخ قد رفض الإلتزام
و بناءً عليه فهو مجرد من كافة حقوقه في
السجن و لا يحق له الخروج لزيارة الأقسام الأخرى أو استعمال البلفون أو
غيرها من الخدمات الاخرى . ثم يجلسوا معك و يقولوا لك الحقيقة الكاملة
التي يعرفوها عنك و عن نشاطاتك ، فأجبته بأني كلي سمع و طاعة للاخوة في
مجلس الشورى و لو أنهم قرروا أن أكون زبال السجن لفعلت ، ثم فضت الجلسة ،
فقمت و جلست في زاوية الخيمة لوحدي و بدأت الدموع تملأ وجهي من شدة ألمي
من قرار اخواني و من شدة جفاوتهم لي و عدم سعيهم لإخراجي من بين هؤلاء
القساة الذين سلّموهم صلاحيات الجلوس معنا ، و بدأت أحتنق غضباً على
تنظيمي الذي لا يهتم بي ، ثم تدخل بعد ذلك شاويش الخيمة و ناقشني في
المشكلة و ناقش معي حلولها المفترضة و وعدني بأن يساعدني و يرفع الموضوع
برمته الى الاخوة في اجتماعهم العام من أجل الإنتهاء من هذه المشكلة من
جذورها ، لأنها ليست مشكلتي وحدي كما قال لي ، و إنما حدث هذا المأزق مع
كثير من الاخوة من قبلي و اصطدموا بالفرق بين القواعد التي تطلب منهم
بالخارج وبين الواقع في داخل السجن ، ولهذا فهذه مشكلة عامة ، و على
التنظيم أن يسعى لحلها و ليس على الأفراد ، ثم تدخل بعد ذلك الأمير الأمني
الآخر ، و كان أسلوبه ألطف بكثير من الأول ، و وعدني بأن يساعدني و يوصل
الموضوع الى أعلى المستويات ، و كان يتظاهر لي أنه من تنظيمي … و هكذا .
حبك المسرحية في نهايتها و كيفية استدراجي للإعتراف أبلغتهم في الجلسة
التي تلتها بأني أعرف كثير من المعتقلين في هذا السجن ، فأتوني بأحدهم
لمدة دقيقة واحدة ليراكم و يعرفكم و لا يمانع في أن أجلس معكم ! ،
فأجابوني بأنهم سيرفعون هذا الطلب للاخوة في مجلس الشورى و يردون لي جواب
، و قد ردوا لي جواباً سلبياً في البداية مفاده أن هذا الطلب مرفوض لأنه
خرق للنظام و القانون ، و بعد عدة نقاشات و أكثر من جلسة أبلغوني أنه بسبب
حساسيتي البالغة و لأن حالتي حالة خاصة تم تشكيل لجنة ستجلس معي و تأخذ
مني المعلومات و من ضمنهم شخص أنا أعرفه من الخارج و هو يعرفني ، فقلت لهم
وهو المطلوب ، فأبلغوني بأني سأقابل هذه اللجنة خلال يومين بحيث أنهم
سيخرجوني زيارة لمقابلة هذه اللجنة في الأقسام الأخرى ، ثم مر يومان و لم
يخرجوني فقابلت الموجه و أبلغني بأني سأقابل هذه اللجنة بعد رجوعي من
محكمتي التي حان موعدها في نفس يوم لقائي مع اللجنة ، و في اليوم التالي
لم يأتي اسمي للذهاب الى المحكمة ، فجاء الموجه و أبلغني بأنهم فوجئوا من
عدم إنزالي الى المحكمة و أنهم يتابعون الأمر مع الإدارة من خلال ممثل
المعتقل ، ثم جاء في اليوم التالي و أبلغني بأن الاخوة في مجلس الشورى قد
اطلعوا على افادتي التي كتبتها عند الشرطة بعد أن وصلتهم عن طريق المحامين
في المحاكم ، و أن تحليلهم لها أنها لا تحتمل الا احدى حالتين : إما أن
آخذ حكماً ادارياً أو يأتيني إفراج لأنهم حسبما درسوها وجدوا أنها لا
تدينني بشيء – فأجبته أني متوقع هذا أنا أيضاً - ، و قال لي أنه لا توجد
أمام المخابرات الإسرائيلية سوى 96 ساعة من الممكن أن ينزلوني خلالها الى
المحكمة أو يحققوا معي مرة أخرى ، فإذا مضت هذه المدة دون أي حدث فلن يكون
هناك الا أحد الإحتمالين الافراج أو الإداري ، ثم أبلغني الموجه أن كثيرا
من اخواني الذين يعرفونني في الأقسام الداخلية يوصلون إلي سلاماتهم
و أنهم يطالبون بي لأنقل الى قسمهم ، و لكن هناك توصيات أمنية شديدة عليّ
من الإخوة المسؤولين في داخل السجن و خارجه تهدف الى عدم تركيز الأضواء
علي و عدم إشراكي في الأنشطة في داخل السجن لكي أستطيع إكمال طريقي بأمان
إن جائني الإفراج ، و أقسم لك بالله العظيم ، أقسم بالله العظيم ، أن كل
ما نفعله هو من أجل مصلحتك ، و بعد انقضاء ال 96 ساعة عاد إلي و أبلغني أن
الاخوة في مجلس الشورى العام يوصلون إلي سلاماتهم و يتمنون لي الإفراج
العاجل و أن أعصابهم مشدودة من أجلي أكثر مني ، و قال لي أن هناك خلاف
شديد بين الإخوة في مجلس الشورى بشأني ، فالإخوة الذين يمثلون تنظيمك في
المجلس يطالبون بك بشدة أن تخرج زيارة اليهم ، و باقي الاخوة قد رفضوا ذلك
، هل تعرف لماذا ؟ فقلت له لماذا ؟! فقال لي أن باقي الاخوة في المجلس قد
طلبوا من ممثلي تنظيمك أن يتأنوا ، لأنه ما الذي يدريهم أن المخابرات
الاسرائيلية ستتعمد الإفراج عني من أجل متابعتي و استغلالي كطعم من أجل
الوصول لمن ورائي من المجاهدين !!. و عند ذلك سكت الاخوة في تنظيمك لأن
هذا الحساب لم يكن خاطراً على بالهم ، فقلت له و لكنه خاطراً على بالي و
من أجل ذلك عندما يفرج عني أعرف جيداً كيف سأتدبر أموري ، ثم أبلغني أنه
غد سوف يدخل جهاز البلفون خصيصاً من أجلي لكي أتحدث مع أهلي و أطمنهم علي
، و أنه سيجلس معي بعدها لكي ننهي الموضوع ، و بالفعل في اليوم التالي
أتاني بالجهاز و تكلمت مع أهلي ضمن أجراءات مشددة لكي لا يعرف باقي
المعتقلين بشأن البلفون في هذا القسم ، و عندما سمعوا شدة فرح أهلي بسماع
صوتي كادت الدموع تنزل من عيونهم لشدة التأثر الذي تظاهروا به ، و بعد أن
أنهيت طلبوا مني أن أقدم ولو رؤوس أقلام لكي يوثقوها و يطابقوها مع ما
عندهم من تقارير قبل أن يأتيني الإفراج – إن شاء الله – و قد كان ذلك بعد
مرور 17 يوماً على الجلسات المكثفة بأنواعها لأنهاء الموضوع معي و الحياة
الطبيعية بين بقيتهم و ملاحظتي أن الجميع يخرج من هذا القسم الا أنا
المتأخر ، فأعطيته عند ذلك المعلومات ، فشكروني على التزامي معهم و طلبوا
مني أن أتريث الى أن يأتي القرار من الإدارة بشأن قضيتي . طريقة خروجي من
بينهم و إرجاعي إلى مركز التحقيق. بعد بضعة أيام استوضحوا خلالها عن بعض
النقاط التي قلتها لهم ، أسهروني ليلة كاملة – ليلة حراسة في الشفت الليلي
- ، و في صباح اليوم التالي دخل الموجه الى القسم و نادى علي بأعلى صوته
مبارك لي بالإفراج و الشحرور و قام بمعانقتي ، و بدأ الجميع يعانقني و
يوصيني بالثبات على مبدأي و قناعاتي ، ثم أحضروا لي من أحسن ثيابهم و
لبستها بعد الحمام المميز ثم قاموا بالنشيد لي و ودّعوني . و أبلغني
الموجه بعد ذلك كيف أستطيع إتمام طريقي في الخارج و طرق التواصل مع
المجاهدين بعد أن طلبوا مني أن أجمّد أنشطتي لبضعة أشهر من باب الإحتياط .
ثم سلموا عليّ السلام الأخير و طلبوا مني أن لا أنساهم و اخوانهم
المعتقلين ، فقلت لهم بأعلى صوتي ' عهد عليّ أمام الله عزوجل أن لا أنساكم
' !! -و كان ذلك بالفعل – ثم خرجوا بي و بدلاً من أن أفتح عيوني بين أهلي
و أحبابي في بيتي و مدينتي ، فإذا بي بين يدي المحققين من جديد – و يا لها
من لحظة ما أقساها و ما أصعبها و ما أشدها – و هم يقولون لي 'المهم مين
اللي بيضحك بالآخر' . فسلمت بعد مقاومة بسيطة بالأمر الواقع و لم يكن عندي
علم مسبق أنه بإمكاني أن أتراجع عن كل ما حدث عند هؤلاء الخون و أن إنكاره
لا يدينني من الناحية القانونية . و من المفارقات أني أنقذت عندهم 3 شبان
و حذرتهم من التكلم و التفريط بالأمانة و خرجوا قبلي بسلام من بين أيديهم
حيث قابلتهم لاحقاً في السجون و شكروني و قالوا لي بأنهم لولاي لتكلموا
بما عندهم ؟!‍‍‍‍!‍‍‍‍ و قد كان الفرق بيني و بين هؤلاء هو أن طريقة
تعاملي مع ' العصافير' كان بأسلوب هادئ و دبلوماسي قائما على التفاهم ، و
كان بطريقة غير مباشرة مطالبة باعطائي ثقة بهم لأعطيهم ما عندي ، و أما
هؤلاء الشبان فلم يعطوهم مجال للنقاش معهم من الأصل ، و قد كنا عند خروجي
من عندهم '27' شخصاً منهم '7' شرفاء و الباقي خون منافقون عملاء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبوعبدالرحمن
مشرف القسم العسكري
مشرف القسم العسكري
أبوعبدالرحمن


عدد المساهمات : 279
نقاط العضو : 576
تقييمات العضو : 0
تاريخ التسجيل : 05/09/2009
العمر : 38

أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Empty
مُساهمةموضوع: رد: أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات   أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Emptyالأحد أكتوبر 25, 2009 5:47 am

جزاك الله الجنة

ان شاء الله تصل رسالتك لجميع المجاهدين

انا بطلب من اخى ابو صلاح الدين ان يثبته

مشكووووور جدا موضوع رائع


بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.paal.mam.com
برنس فلسطين
مشرف القسم العسكري
مشرف القسم العسكري
برنس فلسطين


عدد المساهمات : 3533
نقاط العضو : 5019
تقييمات العضو : 35
تاريخ التسجيل : 19/09/2009
العمر : 34

أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Empty
مُساهمةموضوع: رد: أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات   أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Emptyالجمعة أكتوبر 30, 2009 7:03 pm

أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات 1137114121_3
أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Jazak
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جوهرة فلسطين
الاشراف العام
الاشراف العام
جوهرة فلسطين


عدد المساهمات : 1768
نقاط العضو : 2720
تقييمات العضو : 25
تاريخ التسجيل : 31/08/2009

أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Empty
مُساهمةموضوع: رد: أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات   أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Emptyالخميس ديسمبر 03, 2009 9:36 pm

زاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
برنس فلسطين
مشرف القسم العسكري
مشرف القسم العسكري
برنس فلسطين


عدد المساهمات : 3533
نقاط العضو : 5019
تقييمات العضو : 35
تاريخ التسجيل : 19/09/2009
العمر : 34

أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Empty
مُساهمةموضوع: رد: أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات   أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Emptyالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:06 pm

يسلموووو لك اخي ابو عبد الرحمان و اختي الكريمة جوهرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جوهرة فلسطين
الاشراف العام
الاشراف العام
جوهرة فلسطين


عدد المساهمات : 1768
نقاط العضو : 2720
تقييمات العضو : 25
تاريخ التسجيل : 31/08/2009

أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Empty
مُساهمةموضوع: رد: أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات   أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Emptyالجمعة ديسمبر 25, 2009 10:16 am

شكرا عالتواصل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
برنس فلسطين
مشرف القسم العسكري
مشرف القسم العسكري
برنس فلسطين


عدد المساهمات : 3533
نقاط العضو : 5019
تقييمات العضو : 35
تاريخ التسجيل : 19/09/2009
العمر : 34

أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Empty
مُساهمةموضوع: رد: أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات   أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Emptyالإثنين ديسمبر 28, 2009 11:46 pm

عفوأ ولو احنا دائما في الخدمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المجندة
عضو مشارك
عضو مشارك
المجندة


عدد المساهمات : 26
نقاط العضو : 29
تقييمات العضو : 0
تاريخ التسجيل : 10/11/2011
العمر : 30

أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Empty
مُساهمةموضوع: رد: أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات   أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات Emptyالإثنين نوفمبر 14, 2011 1:35 pm

بارك الله فيك و جزاك الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أساليب الشاباك جهاز الامن الصهيوني في نزع المعلومات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي "يوفال ديسكن" :السلطة لن تعود لغزة ولكن حماس ستعود للضفة
» ماذا فعل رئيس الشاباك في أزقة نابلس ،
» دراسة ميدانية تحليلية في أساليب تعليم القرآن الكريم القائمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى لمسات للثقافة العامة :: الزاوية السياسية :: الثقافة الامنية-
انتقل الى: