ملتقى لمسات للثقافة العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى لمسات للثقافة العامة

اهلا وسهلا بك يا (زائر) في (ملتقى لمسات للثقافة العامة) ,, نتمنى ان تقضي معنا وقتا طيبا
 
الرئيسيةmainfourmاليوميةالأحداثمدوناتس .و .جبحـثأحدث الصورالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 كيف تعامل المسلمون مع الأوبئة وآثارها في مراحل تاريخهم ؟* د . علي الصلابي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صقر العرب
وسام التميز
وسام التميز
صقر العرب


عدد المساهمات : 1287
نقاط العضو : 5009
تقييمات العضو : 9
تاريخ التسجيل : 02/08/2009
العمر : 49

كيف تعامل المسلمون مع الأوبئة وآثارها في مراحل تاريخهم ؟*  د . علي الصلابي  Empty
مُساهمةموضوع: كيف تعامل المسلمون مع الأوبئة وآثارها في مراحل تاريخهم ؟* د . علي الصلابي    كيف تعامل المسلمون مع الأوبئة وآثارها في مراحل تاريخهم ؟*  د . علي الصلابي  Emptyالجمعة مارس 20, 2020 11:14 pm

*كيف تعامل المسلمون مع الأوبئة وآثارها في مراحل تاريخهم ؟*

د . علي الصلابي
مؤرخ وفقيه

*الجزء الاول�*


تعاقبت الأزمات والابتلاءات والمحن التي أصابت البشرية عبر تاريخها الطويل، ونزلت بالناس صنوف شتى من الابتلاء؛ كالطواعين والمجاعات والفيضانات والزلازل والجفاف وغير ذلك. وبالطبع، فقد نال المسلمين من ذلك البلاء والجوائح الكثير، وسجل تاريخهم أحداثها ووقائعها وآثارها. ولعل أكثرها فتكاً كان مرض "الطاعون" الذي انتشر أكثر من مرة في مصر والشام والمغرب والعراق والأندلس وقتل ألوفاً من سكانها.

*وقد قدم المؤرخون الذين عاصروا تلك الأحداث صوراً متنوعة عن تلك الأوبئة وآثارها وعواقبها في سائر أرجاء الأرض، مثل المقريزي وابن تغري بردي وابن كثير وابن إياس وابن بطوطة وابن عذارى المراكشي، كما بحثت في ذلك كتب النوازل الفقهية للونشريسي وابن رشد وغيرهم... ونظراً لما تركت تلك الأوبئة من آثار في التاريخ الإسلامي نظراً لانعكاسها على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية للمجتمع الإسلامي والإنسانية ككل، فلا بد من تناولها والاهتمام بدراستها.*

وفي هذه الأيام يشغل بال الجميع، ما يُشاع من أخبار عن الوباء العالمي الذي يزداد انتشاراً يوماً بعد يوم، والمسمى بفيروس "كورونا"، وقد تسبب هذا الوباء بعدد كبير من الوفيات وحالات الخوف والذعر خصوصاً في البلدان التي استفحل فيها خطره.

ولما كان هذا النوع من الأوبئة من قضاء الله وقدره، وانطلاقاً من قوله تعالى: *(وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)* (البقرة:195). فإننا كمؤمنين مطالبون بالعمل على الوقاية من هذا البلاء ودرء أسبابه، وذلك بعد التوكل على الله والأخذ بالأسباب والتسليم بقضائه وقدره.
🌳🌳🌿🌳🌳
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
🌳🌳🌿🌳🌳

*الوباء والطاعون: لغة واصطلاحا*

*الطاعون لغةً:* يقال عن الشخص طعين إن أصابه الطاعون، وطعن الشخص فهو مطعون، وقد جاءت كلمة طاعون على وزن فاعول من الطعن، فاستخدموه بمعنى غير معناه الأصلي، لكنه يعطي دلالة قريبة منه ليدل على الموت الذي يصيب جماعة من الناس فيشيع بينهم كالوباء .

*أما المعنى الاصطلاحي فهو قروح جسدية تخرج وتتمركز في مواضع مختلفة من الجسم، كالأيدي أو المرافق أو الآباط أو غيرها. ويصحب ذلك آلام شديدة، مع ما يرافقها من أعراض أخرى كالقيء وخفقات القلب.*

وقد عرَّف ابن حجر العسقلاني الطاعون بقوله:
*"هو المرض الذي يفسد الهواء به وتفسد به الأبدان والأمزجة، وهو مادة سمية تحدث ورماً قاتلاً في المواقع الرخوة، والسبب هو دم رديء يميل إلى العفونة والفساد".*

ومما سبق نرى أن الأورام هي أبرز علامات الطاعون وأوضح أعراضه، وهذه الأورام يمكن أن تكون على شكل نتوءات أو غدد،
ويعزز ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
*"الطاعون غدة كغدة الإبل".*

*وقد فرَّق العلماء بين الوباء والطاعون، فعدوا الطاعون وباءً وليس العكس، حيث إن الطواعين في الغالب غير معلومة المصدر بينما يكون مصدر الوباء بشكل عام معروفاً ، أما تعريف الوباء بشكل عام، فقد عرفته منظمة الصحة العالمية بأنه حالة انتشار لمرض معين، حيث يكون عدد حالات الإصابة أكبر مما هو متوقع في مجتمع محدد أو مساحة جغرافية معينة أو موسم أو مدة زمنية.*

من الأوبئة والطواعين في فترات التاريخ الإسلامي حدثت عدة أوبئة وأمراض جماعية عبر التاريخ الإسلامي، وفي مختلف دوله وأمصاره وأصقاعه، إلا أن أبرزها وأكثرها شهرةً وتأثيراً هي:

- *طاعون عمواس* (18 ه/ 693م).

- *طاعون الجارف* (69ه/ 688م).

- *طاعون الفتيات أو الأشراف* (87 ه/ 705م).

- *طاعون مسلم بن قتيبة* (131 ه/ 748م).

- *الأوبئة والطواعين في العصر العباسي والمملوكي والأيوبي في المشرق الإسلامي.*

- *الأوبئة والطواعين في المغرب الإسلامي.*


*أما طاعون عمواس فحدث في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه،* وذلك أنه في العام الثامن عشر من الهجرة وقع شيءٌ فظيعٌ مروِّعٌ، وقد سمِّي بطاعون عِمَواس نسبة إِلى بلدةٍ صغيرة، يقال لها: عِمَواس، وهي: بين القدس، والرَّملة؛ لأنَّها كانت أول ما نجم الدَّاء بها، ثمَّ انتشر في الشَّام منها، فنسب إِليها، وكان حصول الطَّاعون في ذلك الوقت بعد المعارك الطَّاحنة بين المسلمين والروم، وكثرة القتلى، وتعفُّن الجو، وفساده بتلك الجثث أمراً طبيعياً، قدَّره الله لحكمةٍ أرادها. فكانت شدَّته بالشَّام، فهلك به خلقٌ كثيرٌ، منهم: *أبو عبيدة بن الجرّاح، وهو أمير النَّاس، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، والحارث بن هشام، وقيل: استشهد باليرموك، وسهيل بن عمرو، وعتبة بن سهيل، وأشراف النَّاس*


*حدث الطاعون الجارف في البصرة سنة 69ه،* في زمن عبد الله بن الزبير (رضي الله عنه)، وسمي بالجارف لكثرة من مات فيه، فقد اجترف الموت فيه الناس اجترافاً كالسيل، واستمر ثلاثة أيام فقط ،

*وفي عام 87ه وقع طاعون في العراق وبلاد الشام، سمي بطاعون الفتيات لأنه وقع بالنساء والعذارى أولاً،* فوقع بالنساء قبل الرجال، بينما سماه البعض بطاعون الأشراف لكثرة ما توفي فيه من أشراف القوم وأكابرهم *(فاضل،2011، ص105).

*وكان آخر ما حدث من الطواعين في العصر الأموي هو طاعون مسلم بن قتيبة في سنة 131ه،* والذي سمي باسم أول من مات به، وقد وقع هذا الطاعون في البصرة واستمر لثلاثة أشهر، واشتد في رمضان حيث كان يحصى في بعض الأيام ألف جنازة أو يزيد .

وتحدث ابن كثير أنه عندما اجتاح المغول بغداد ودمروها في سنة 656ه/ 1258م: *"تعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد،... ولما انقضى الأمر المقدر وانقضت الأربعون يوماً بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس، والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون"*


*وفي العصر المملوكي، فقد تعرضت بلاد الشام لطاعون اجتاح معظم مناطقها في عام 748ه، وقد أطلق عليه اسم "الطاعون الأعظم لسعة انتشاره وشدة فتكه.،* وأفنى هذا الطاعون سكان مدن حلب ودمشق والقدس والسواحل.

*كما انتشر في حلب داء اسمه "الفناء العظيم"* في عام 795ه، وقد حصد بحصيلته النهائية 150 ألف شخص من حلب وقراها .


*أما المغرب العربي، فمر بتاريخه في كثير من الأوبئة والمجاعات والجفاف في عصر المرابطين والموحدين والمرنيين وحتى الفترة الحديث، ولعل من أهمها طاعون عام 571ه،* الذي انتشر في بلاد المغرب والأندلس ويعتبر أهم طاعون عرفه عصر الموحدين، فقد كان له نتائج كارثية ولم يسلم منه أحد حتى أن أربعة أمراء من إخوة الخليفة يوسف بن يعقوب ماتوا فيه، *بينما كان يموت بسببه ما بين 100 و190 من عامة الناس في اليوم الواحد (بنمليح، 2002، 124).*


*وقد حدث في المغرب طاعون عام 1798م، والذي انتقل بالعدوى من التجار الذين حملوه معهم من الاسكندرية إلى تونس فالجزائر فالمغرب، وقد تفشى الطاعون في فاس ومكناس ووصل إلى الرباط، فكان يخلف 130 ضحية في اليوم*.

كما أورد ابن عذاري المراكشي في سياق التأريخ لحوادث الأوبئة في الأندلس في *أواخر القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي أنه عام 498ه/1105م* تناهى القحط في بلاد الأندلس والعدوة حتى أيقن الناس بالهلاك"، ولا شك أن ما أعقب كارثة القحط من مضاعفات سكانية واقتصادية بالمغرب والأندلس، كان بمثابة الشرارة المهددة لسلسة من الكوارث الطبيعية المتلاحقة.

وكلما حدث اضطراب مناخي كان يدل في ذهنية إنسان تلك المرحلة على ظروف معيشية ونفسية وصحية أصعب، وفي نفس تلك الفترة أصيب المغرب والأندلس بسلسلة من القحوط والمجاعات في الربع الأول من القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، حيث اجتاح جفاف شديد مدينتي فاس وغرناطة *عام 524 ه/ 1130م، وفي عام 526ه/ 1132م* اشتدت المجاعة والوباء بالناس في قرطبة، وكثر الموتى وبلغ مد القمح خمسة عشر ديناراً.

واستمرت موجات الكوارث الطبيعية في العدوتين *(الأندلس والمغرب)* وخاصة في فترات المواجهة العسكرية وذلك في تناوب مستمر.

*وعلى العموم، فتاريخ المسلمين في مختلف مراحله، وجغرافيا العالم الإسلامي في شتى بقاعها، شهدت مثل هذه النكبات والأوبئة الكثير، وقد ذكرنا بعضها، ولكن ما آثارها عليهم؟ وكيف تعامل المسلمون مع مثل هذه الأوبئة!؟ وما هي الإجراءات التي اتخذوها في ضوء العقيدة الإسلامية!؟*

يتبع في الجزء التالي◀

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

*مجموعة اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*

•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*

*[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
✳ للانضمام لمجموعات *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+601161263376
وطلب الانضمام.

•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
*يرجى قراءة وصف المجموعة عند الانضمام*
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف تعامل المسلمون مع الأوبئة وآثارها في مراحل تاريخهم ؟* د . علي الصلابي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصهيونية وآثارها -- دراسة تحليلية
» عوامل واسباب جنوح الاحداث وكيفية تعامل الاخصائى معها
» توفي ساجداً..المسلمون يفتقدون قمر الشيخ كشك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى لمسات للثقافة العامة :: الزاوية الطبية :: الثقافة الطبية العامة-
انتقل الى: