رجل الفئران ( خمس حالات في التحليل النفسي):
نظرية عصاب الاجبار'الوسواس القهري'
lمقدمة:
حسب المحلل النفسي دو بول آسون: رجل الفئران شخص يدعى ارنست لانزر مولود
عام 1878 ، اسمه طالما أخفاه فرويد حفاظا على الخصوصية الشخصية للعميل،
خاصة إذا تعلق الأمر في وضع نظرية خول عصاب الوسواس القهري.
والدا العميل كانا أقارب ألمانيين و كان الوالد يعمل صف ضابط في الجيش،
ووالدته كانت متبناة، و كان مشروعهما تزوج ارنست من عائلة غنية هذا الذي
رفضه الولد بحكم أنه أحب امرأة أخرى تدعى جيزيلا .
توفى رجل الفئران عام 1914 أثناء الحرب العالمية .
أمضى فرويد سبع جلسات إصغاء مع الحالة بهدف محاولة فهمه. و استنتج وجود
صراع وجداني بين ثلاث أشخاص يمثلون حب للعميل هم الفتاة و الوالدين. و هذا
ما أدى إلى ظهور نزعات قهرية مثل فكرة قطع الحنجرة أو ذبح النفس..
و هذه الفكرة فسرها لذكرى طفولية في عمر الستة سنوات أين كان يحب مشاهدة و
لمس الأعضاء التناسلية و مشاهدة العرى . و ابتداء من ستة سنوات كان يحدث له
انتصاب لكن كان يحاف من اكتشاف والدته لذلك.
و كان له فكرة مرضية مفادها أن والديه يقرآن أفكاره بحكم أنهما يقولان عبارات هو يفكر فيهم دون أن يعبر عنهم.
و بتعريف عصاب القهر هو يكون تجاه رغبة جنسية و تصور عقاب شديد إذا تم
تحقيق الرغبة. و الصراع يكون بفكرة أنه سيحدث شيء كارثي و غالبا مايكون موت
أحد أفراد العائلة، يقول أرنست: " لو كانت لي رغبة في مشاهدة ارأة عارية
فإن والدي سيموت حتما"
أصل كلمة رجل الفئران:
ظهرت هذه التسمية في الجلسة الثانية للعميل أين تكلم عن حادثة كانت أثناء
الخدمة العسكرية كان في اتصال مع أحد الضباط كان شديد العدوانية و حكى له
قصة تعذيب أحد السجناء أين يقوم الجلاد بإدخال فئر في شرج السجين .
و حدث أن توفى والد أرنست ثمانية أشهر بعد سماعه لهذه القصة ، و هنا ظهر الإحساس لدى أرنست أنه مسئول عن وفاة والده .
و في الجلسة السادسة عبر أرنست عن إحساس القلق الذي ينتابه أثناء التفكير
بأن والديه يقرأون أفكاره . و هذا القلق الذي أخفاه طيلة حياته . و يجدر
الإشارة إلى حادثة جرت له في سن الحادي عشر أين أحب أخت صديق له و الشعور
الذي انتابه أنها لن تحبه أبدا إذا حدث له مكروه ، و هذا ما يحدث حسب
احساسه لا محالة .
و الذي استغربه أرنست أنه لم يتمنى أبدا موت أحد ، و هنا شرح له فرويد أن
القلق راجع لرغبة طفولية مكبوتة ، نوع من الكره مخفي أثناء الطفولة في شكل
علاقة حب/كره.
و في الجلسة السابعة لم يقبل أرنست فكرة أنه تمنى موت والده ، و يتحجج أنه و
بعد وفاة والدة زاد مرضه ، و هنا يفسر له فرويد أن الحداد لوفاة الأب إتخذ
شكل مرضيا تمثل في الاضطراب . و مقارنة بالحداد العادى الذي يدوم من عام
إلى عامين كأقصى حد فإن الحداد المرضي غير محدود .
رمزية الفأر في المرض:مثل الفأر هنا رمز للإصابة و العدوى الخطيرة ، و رمز أيضا للقلق من الإصابة بالزهر و كان بديل للقضيب و بالتالى بديل لعضو جنسي .
و بالعودة ليوم وفاة والد ارنست نجده قد شاهد حيوان شبهه بفأر و افترض أنه
سينهش من جثة أبيه و أصبح هذا غير مفارق لمخيلته و ضم ذلك كل التصورات التي
فيها: أحمر، ملتهم ،نهم ، وسخ .
و كخلاصة للحالة أشار فرويد إلى أن أرنست كان مقسم بين ثلاث شخصيات لاواعية
ممثلة في رغبات مدمرة و مقلقة ، و حالة واعية عادية تمثل كل ما هو جيد
سعيد و برغبة في الحياة و الخالة الثالثة التناقض الوجداني المرضي بين
الشخصية المرضية و العادية …
هذا باختصار شديد جدا للحالة
تحياتي