المسلم وأمن الدولة :
نعم، لقد ارتبط اسم "الأمـن" بكل المصطلحات القبيحـة المذكـورة آنفاً، في الوقت الذي يدلّ فيه هذا الاسم الراقي على : السكينة ، والسلام ، والاستقرار ، والراحة المطلقـة ، والرخاء ، والعدل ، والهدوء ! وهذا الارتباط الشاذ هو واقع الحال في معظم دول العالم اليوم، وفي طليعتها دول ما يسمى بالعالم الثالث !.. فقد أُسِّست "الأجهزة الأمنية" في هذا العالم لحماية "نظام الحكم" بدلاً من حماية "الشعب" أو "الوطن" ، خاصةً في الدول التي تُقلَبُ فيها الكراسي بقوّة السّلاح، وبِهمّةِ الجنرالات وتُفرَض فيها أنظمة الحياة ومناهجها ، بقوّة "الأجهزة الأمنية" التي تَعتبر "الشعب" أو "المواطن" (منذ لحظة تأسيسها وإنشائها) الخصمَ الأول ، والعدوَّ الذي لا يمكن الانتصار عليه إلا بمثل هذه الأجهزة القمعية!
لقد أرسى هذا الواقع المرير (الذي كان نتيجةً من نتائج إقصاء الإسلام وتعاليمه عن الحكم) دعائم أرضيةٍ نفسيةٍ مشوهةٍ تجاه "الأمن" عند الإنسان المعاصر ، وخاصةً الإنسان المسلم، الذي تعتبره بعض الأنظمة الوضعية العدوّ رقم واحد ، الذي يتوجب عليه أن يتلذّذ بطعم "الأمن" المرّ بشكلٍ دائم، وأن يشعر - رغم أنفه - بنعيم تلك الأجهزة الأمنية في أقبيتها المظلمة !
إنّه الأمن الزائف، وإنها "الأجهزة أو الأنظمة الأمنية" الظالمة ، التي مارست الظلم على "اسمها" ، قبل أن تمارسه - بأبشع صورةٍ أخلاقيةٍ - على شعوبها المقهورة!