ملتقى لمسات للثقافة العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى لمسات للثقافة العامة

اهلا وسهلا بك يا (زائر) في (ملتقى لمسات للثقافة العامة) ,, نتمنى ان تقضي معنا وقتا طيبا
 
الرئيسيةmainfourmاليوميةالأحداثمدوناتس .و .جبحـثأحدث الصورالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
صقر العرب
وسام التميز
وسام التميز
صقر العرب


عدد المساهمات : 1287
نقاط العضو : 5009
تقييمات العضو : 9
تاريخ التسجيل : 02/08/2009
العمر : 49

نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري   نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Emptyالثلاثاء سبتمبر 08, 2009 8:50 am

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 2767223756


يعتبر كتاب نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري اضافة حقيقية ومهمة للمكتبة الامنية العربية نظرا لما عرف عن الكاتب من دراية وبحث مهني وعلمي رصين في كافة مؤلفاته .
ودنيا الوطن تنشر النص الكامل للكتاب نظرية الامن الاسرائيلي لتحقيق الفائدة لدى القراء والمختصين:

مقدمة
هل يعتبر مفهوم الأمن القومي حقيقة أم مجرد خيال؟ وهل الأمن القومي الفلسطيني من أولويات فكر المسؤولين وصناع القرار في السلطة الوطنية التي لم تكتمل سيادتها بعد على الأراضي الفلسطينية؟
لقد حددت إسرائيل أولويات أمنها القومي منذ نشأتها، بل إن قادتها قد وضعوا فرضيات هذه النظرية قبل قيام إسرائيل، ليتوصلوا لاحقاً إلى وضع الإستراتيجيات ورسم السياسات للرد على تلك الفرضيات.
إن هذا الكتاب يتعرض لمسألة الأمن القومي الإسرائيلي بالتحليل والدراسة، ويتتبع تسلسل تطورها حسب الظروف والأحوال في محاولة متواصلة من القادة السياسيين والعسكريين ونخبة من المفكرين لتصور احتمالات الأخطار التي قد تهدد إسرائيل في وجودها أو في تقدمها وإزدهارها.
وفي هذا السياق يتتبع الكتاب تطور مفهوم الأمن القومي الإستراتيجي الإسرائيلي الواسع، بدءاً من الأمن العسكري إلى الأمن الغذائي، وهدف هذه الدراسة هو تحفيز الفكر الفلسطيني أولاً والعربي عامة على الشروع الفوري في التفكير في المستقبل والتحديات التي تواجهنا، بدءاً بوضع المفهوم العام والإطار الفكري لنظرية الأمن القومي، من خلال وضع الفرضيات التي تهدد الأمن القومي الفلسطيني الخارجية والداخلية، وصولاً إلى النظرية والإطار العام، مع إعطاء الأولوية لجعل هذه العملية دائمة ومستمرة تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات والمستجدات على الساحة الداخلية والخارجية، فالنظرية الأمنية ليست نظرية جامدة مقدسة بل هي رؤية واقعية متجددة ونظرة شاملة، تحدد الأخطار وتضع الحلول وتسعى لتوفير الإمكانيات اللازمة لهذه الحلول.
فإذا كان مفهوم الأمن القومي هو ما تقوم به الدولة من إجراءات في حدود طاقتها للحفاظ على كيانها ومصالحها في الحاضر والمستقبل مع مراعاة المتغيرات المحلية والدولية، فأين يقع مفهوم الأمن القومي في الفكر الفلسطيني؟ هل يدخل في إطار المبادئ فيكون متماهياً مع المفهوم العربي للأمن القومي؟ أم يقع في إطار القيم فيكون متماهياً مع مفهوم المصلحة الوطنية؟
من خلال هذين الموقعين فإنه يتوجب على الفكر الأمني الفلسطيني أن ينظر للأمن القومي كتطبيق مؤقت للأمن القومي العربي وليس بديلاً عنه. إن الأمن القومي العربي يدور في مفهوم يتضمن قدرة الدول العربية على حماية الكيان الذاتي للدول العربية من أية أخطار ناتجة أو محتملة، مما يعني أن الأمن القومي العربي يتخطى المفهوم العام لتحقيق الفكرة القومية الجماعية، ويهتم بمفهوم التجزئة والقطرية، حيث تهتم كل دولة بأمنها ومصالحها الذاتية. لذلك نجد أن كل دولة عربية ترسم سياستها الإقليمية والدولية وتنفذها على المستوى الأحادي، ففي عقد الأربعينيات والخمسينيات كان طموح العرب هو التحرر من المحتل الأجنبي وتحقيق الوحدة العربية، وفي الستينيات ومطلع السبعينيات كان طموح العرب تحقيق التضامن العربي، وبعد ذلك أصبح الطموح هو وقف حالة الإقتتال والتنازع والصراع .
فأين يقع الطموح الفلسطيني في تحقيق الأمن القومي للكيان الفلسطيني؟
إن المعنيين بالأمن القومي الفلسطيني يتوجب عليهم الأخذ بعين الإعتبار أهم التحديات التي تعترض وتواجه أمن ومستقبل هذا الكيان، ومن أهمها:
1. وجود إسرائيل القائم على الأرض الفلسطينية، وخطرها لا يكمن فقط في احتلالها للأرض الفلسطينية والعربية، بل في الأهداف العليا للحركة الصهيونية، القائمة على التوسع واحتلال المزيد من الأراضي العربية، ويمكن أن نضيف إلى التهديدات العسكرية الإسرائيلية المباشرة، تهديدات أخرى تتمثل في تضييق الخناق على المصالح والأهداف الوطنية الفلسطينية.
2. في المجال السياسي: يعاني الكيان الفلسطيني من مظاهر التوتر وعدم الاستقرار الداخلي الناتج عن الصراع الحزبي وعدم التوصل إلى سياسة إستراتيجية موحدة للمواجهة مع إسرائيل، وهذا ينعكس أيضاً على العلاقات مع الدول العربية ودول العالم بشكل عام.
3. في المجال الإقتصادي: يعاني الوضع الإقتصادي في فلسطين من غياب التخطيط التنموي المتكامل مع الأخذ بعين الإعتبار قلة الموارد وتبعية الإقتصاد الفلسطيني للإقتصاد الإسرائيلي، بل الأخطر من ذلك تبعيته للأمن الإسرائيلي. ناهيك عن البطالة وتدمير القطاع الزراعي نتيجة السياسات الإسرائيلية وخاصة سياسة العقاب الجماعي، كما أن الوضع في القطاع الصناعي أشد تعقيداً وسوءاً.
4. في المجال الإجتماعي: تعرض النسيج الإجتماعي في السنوات الأخيرة إلى تهديد داخلي نتيجة التجاذبات السياسية والأوضاع الإقتصادية.
5. لعل أهم هذه التحديات التي تواجه وضع إستراتيجية أمن قومي فلسطيني هو غياب صفة الدولة عن هذا الكيان، والتحدي الآخر يكمن في غياب الهدف الإستراتيجي الموحد للحركة الوطنية الفلسطينية، فكل فصيل يحاول أن يملي رؤيته ويفرضها. وفي غياب هذا المفهوم الواضح يضيع الجهد المبذول لإيجاد إستراتيجية قومية للأمن الفلسطيني.

يندرج المفهوم الأمني في التقاليد العسكرية الإسرائيلية ضمن مجموعة من العناصر التي تُعبّر عن ذاتها في إطار عام من المبالغة، لم تعهدها دول العالم قديماً أو حديثاً، وهذا الإطار العام يهدف أول ما يهدف إلى مجابهة أية محاولة عربية لإتخاذ بعض التدابير الدفاعية، ضد أسلحة الدمار الشامل التي تنفرد إسرائيل بامتلاكها في المنطقة، أو حتى إتخاذ بعض الإجراءات لإعادة ترتيب البيت العربي في مسيرة السلام. وعلى النقيض من ذلك، فإن إسرائيل تسارع إلى وضع العراقيل والمتاهات وافتعال الأعذار لكي تحبط مساعي العرب والفلسطينيين لتحقيق السلام الشامل والعادل، وفي الوقت ذاته تضع إسرائيل إمكاناتها الإعلامية والعسكرية لإحباط نهوض أية قوة عسكرية عربية، الأمر الذي من شأنه أن يشحذ الهمم لتغيير الخيار الإستراتيجي العربي الوحيد، ألا وهو خيار السلام إلى خيار أو خيارات أخرى قد تمثل منعطفاً خطيراً بالفعل على الدولة العبرية.
كما يندرج ذات المفهوم ضمن سياق مرتبط بالنظرة الإسرائيلية إلى الذات ونظرة اليهود إلى غير اليهود، فالنظرة إلى الذات تعني ذلك الشعور النفسي الداخلي للإنسان اليهودي القادم من الخارج بحثاً عن تحقيق الذات بعيداً عن "موروث الهولوكست"، و الاغتراب في أرض الميعاد في أجواء دولة عسكرية تعتمد على القوة - في المقام الأول - لاستمرارية وجودها والحفاظ على ما سلبته من الأراضي العربية، وهي بذلك تكون نظرة مستغرقة في البحث عن الأمن أولاً وقبل كل شيء، وبالمقابل نجد نظرة اليهود إلى غير اليهود نظرة تشوبها مقومات الإستعلاء الحذر وعدم الثقة انطلاقاً من دوافع دينية صرفة أو من دوافع أفرزتها دواعي احتلال أراضي الغير، واستيطان الأرض وإبادة شعبها أو تهجيره في سياق يُذكّر بالمعتدي النازي، وذلك إلى الحد الذي يعبر عنه مصطلح "الصهيونازية" أصدق تعبير عن هذا التوحد.
وفي ضوء ذلك لا يمكن النظر إلى نظرية الأمن الإسرائيلي باعتبارها أداة للحماية الذاتية كما عبرت عن ذلك تاريخياً تلك التقاليد السياسية الثابتة، التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، إنما يمكن التعامل معها كونها المنطق الفكري الذي يراد به تبرير سياسة السيطرة وفرض الهيمنة الكاملة على الأرض ومن حولها من دول الجوار، بهدف ردع أية محاولات لاختراقات أمنية محتملة لاستعادة الحقوق المسلوبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
صقر العرب
وسام التميز
وسام التميز



عدد المساهمات : 1287
تاريخ التسجيل : 02/08/2009

نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري   نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Emptyالثلاثاء سبتمبر 08, 2009 9:25 am

ولئن كان حزب الله قوة منظمة وممأسسة ويعرف ماذا يفعل، فإنه فاجأ الإسرائيليين أيضاً بأن تقنياته في إدارة الصراع تعمل حتى تحت النيران. فكثافة الغارات والقصف المتعدد الجبهات والعمليات العسكرية البرية أخفقت في دفع حزب الله إلى رمي أوراقه دفعة واحدة. وورد في الصحافة الإسرائيلية أن "الجيش الإسرائيلي أدار معارك استخبارية تكتيكية وراء الكواليس هدفت إلى استدراج السيد حسن نصر الله بشكل إستراتيجي ليعطي قواته أوامر باستخدام ما لديهم من أسلحة متطورة"، لكن هذه المعارك لم تفلح في دفع المقاومة إلى الكشف عما تخبئه وبقيت تحتفظ بزمام المبادرة في مفاجأة العدو، وانتهت الحرب وإسرائيل على قناعة بأن حزب الله لم يستخدم كل ما لديه من مفاجآت، لأنه يعمل بموجب قواعد صراع يحتل "الغموض البناء" مرتبة متقدمة في تقنياته، وهو ليس في وارد التخلّي عنها، لا بل إنه كما غذّاها في أثناء السلم فإنه كذلك حافظ على تماسكه وغذّاها بمزيد من الإشارات التي يعتقد الإسرائيليون أن الحزب تقصّد إرسالها إليهم أثناء الحرب لإشغال مخيلتهم وإشعال هواجسهم ومخاوفهم.
وقد أعد معهد "رؤوت" الإسرائيلي للدراسات الإستراتيجية وثيقة دعت إلى الحاجة المستعجلة لإعادة النظر في النظرية العسكرية الأمنية الإسرائيلية على ضوء حرب لبنان، وجاء فيها "... عام 2006 أصيبت إسرائيل بثلاثة اخفاقات سياسية وعسكرية، عبر تجميد خطة الإنطواء في الضفة الغربية، وعدم نجاحها في غزة ولبنان، ونتائج حرب لبنان ... هناك اتجاهات قوية لدى البعض تهدف إلى الوصول لتدمير إسرائيل من الداخل سواء عبر مواصلة السيطرة على الفلسطينيين في غزة والضفَة أو إخفاقات الولايات المتحدة في المنطقة، وبالهجوم على اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، ثم تنامي صورة إيران ومكانتها المعارضة لإسرائيل".
وما أن وضعت الحرب أوزارها حتى بدأ خبراء الإستراتيجية والأمن ينشغلون في تحليل نتائج الحرب وتداعياتها وانعكاسات كل ذلك على مستقبل الكيان ككل والذي أصبح في أزمة وجود، ويمكن توقع بعض الفرضيات التي سيطالها هؤلاء بالتحليل والدراسة ومنها:
1- فرضية اعتبار أن النظام العربي عاجز عن مواجهة إسرائيل، وهذه الفرضية أنتجتها حالة العجز العربي طيلة عقود ماضية، ليأتي حزب الله ليواجه القوات الإسرائيلية في مواجهة لم يخطط لها جيداً ولم يستعد لها ويسجل صموداً عالياً.
2- فرضية أن المقاومة انتقلت من مرحلة الدفاع عن النفس وردّات الفعل، إلى مرحلة المبادرة بالهجوم، فإسرائيل التي كانت تحضر وتجهز جيشها لهجوم خلال شهري 9-10 / 2006 أو بعد ذلك بقليل بهدف شطب حزب الله عن خارطه المنطقة، يبادرها الحزب بإفشال هذا المخطط، وبالهجوم في التوقيت الذي إرتآه هو، وبذلك ضرب بعرض الحائط ركيزة من ثوابت الأمن الإسرائيلي، ناهيك عما أحدثه ذلك من رفع الروح المعنوية لدى مقاتليه في حين بث روح المفاجأة والصدمة لدى الجيش الإسرائيلي. وبحسب مصادر غربية وإسرائيلية فإن هذه الحرب اندلعت بطريقة عشوائية نتيجة ردّات فعل متسرعة من رئيس الوزراء الذي يفتقر للخبرة العسكرية، كما هو حال وزير دفاعه عمير بيرس، وتضيف المصادر أنه على الرغم من أن إزالة خطر حزب الله ضمن التحضير لضربة محتملة لا يبدو أنه قد إتخذ منذ فترة طويلة، إلا أن إستراتيجية الحرب لم تكن قد وضعت بعد، وأن أولمرت إتخذ قرار الحرب بناء على معلومات استخبارية خاطئة حول حجم حزب الله وقدراته.
3- فرضية قدرة سلاح الجو على حسم المعركة لصالح إسرائيل، في هذه الحرب لم يحالفه التوفيق على اعتبار أن حزب الله إعتمد أسلوب وتكتيك القتال المتقارب، وهو من أساليب حرب العصابات المتطورة، إلى جانب الفارق الموضوعي وهو التسليح الجيد لرجال المقاومة، وسرعة الحركة، والتدريب الممتاز والمعرفة الوثيقة بالأرض، يضاف إلى كل ذلك التعبئة المعنوية العالية الناجحة لحزب الله، فقد تمكن مقاتلو حزب الله من تحقيق نتائج مهمة في أرض المعركة تمثلت في حسن قراءة الهجوم الإسرائيلي البري، فتم التحضير له بشكل جيد، كما حسبت قيادته احتمالات إقدام إسرائيل على تدمير الجسور وطرق المواصلات وشبكات الإتصال، فقام بتزويد المجموعات المقاتلة والمنتشرة على التلال الإستراتيجية وفي القرى الأمامية بكميات من الذخائر والمؤن تكفي للصمود فترة طويلة، كما قام بحفر أنفاق يصل بعضها ببعض مما مكّن المقاتلين من تغيير مواقعهم بسرعة، إلى جانب حسن استخدام معركة الصواريخ المضادة للدروع والتي مكنت المقاتلين من تدمير وإعاقة العديد من دبابات الجيش الإسرائيلي وآلياته، فحرم من قدرة قوات المشاة على احتلال العديد من المواقع والتلال.
إن القراءة المتأنية الخالية من أي روح إنهزامية مسبقة تؤكد أن إسرائيل ليست الأقوى وهي قابلة للهزيمة، في حال مواجهتها بقوة حقيقية حتى لو كانت على مستوى مقاتلين يتمتعون بالإرادة والتصميم على النصر.
يقول يعقوب بيري أحد رؤساء جهاز الإستخبارات السابقين في حديث لإذاعة إسرائيل: إن هناك ما يدعو للقلق بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، مما أدى إلى إلحاق ضربة كبيرة بمعنويات الإسرائيليين. إن عدد الفلسطينيين الذين سقطوا في الانتفاضة هو أضعاف عدد اليهود، ومع ذلك فإنه لم يظهر أحد من الفلسطينيين الرغبة في مغادرة بلاده، فكيف بهؤلاء الإنهزاميين يهربون على هذا النحو "مشيرا بذلك إلى آلاف الإسرائيليين الذين حزموا حقائبهم وهربوا من إسرائيل بإتجاه أوروبا وأمريكا".
وهنا نصل إلى استنتاج مفاده أن الصراع العربي الإسرائيلي لن يحسم عبر طريق المفاوضات فقط، بل إن إنهاءه يتطلب معالجة جذوره ومسبباته المتمثلة في استعادة الأرض العربية وحل قضايا اللاجئين والمياه والحدود والقدس، أي اعتراف إسرائيل الكامل بحق الشعب الفلسطيني المدعوم من الشرعية الدولية، والمتمثل في حقه في تقرير المصير على أرضه، وانسحاب إسرائيل من كامل الأرض العربية التي احتلت عام 1967، ودون ذلك على إسرائيل والعالم أن يتحملا مسؤولية بقاء المنطقة مرشحة لمزيد من عدم الاستقرار والافتقار إلى الأمن.
حتى الآن لم يظهر في الأفق حل عادل للقضية الفلسطينية نتيجة التعنت الإسرائيلي والدعم الأمريكي لهذا التعنت، مما يترتب على الجانب العربي والفلسطيني خاصة إعادة النظر في خياراته واعتماد إستراتيجية بديلة للمفاوضات في حال الوصول إلى طريق مسدود في العملية السلمية، تأخذ في الإعتبار تدعيم خيار المقاومة الشعبية على حساب خيار المفاوضات، وحتى تدرك إسرائيل أن كل الاحتمالات والخيارات واردة أمام الفلسطينيين للوصول إلى حقوقهم، وما تمخضت عنه نتائج الحرب الأخيرة توصلنا إلى نتائج بالغة الأهمية على الصعيد الإستراتيجي لجهة مستقبل الصراع على المشروع الصهيوني، فبعد خمس حروب انتهت بنكسات وخسائر، وما بين الواحدة والأخرى كانت عمليات ومعارك خاضتها تنظيمات وأحزاب للمقاومة، يأتي الاستنباط الأهم من كل هذه الحروب والمواجهات، وهو أن إسرائيل تجيد الحرب المحوسبة القائمة على القتال عن بُعد، كالقصف المدفعي بعيد المدى عبر البر والبحر والجو، أو من داخل دبابة محكمة الإغلاق، أما حين يتعلق الأمر بحرب برية فإن هزيمة إسرائيل شبه مؤكدة، وتأكيداً لهذا الاحتمال نذكّر بمعركة الكرامة عام 1968 وحرب 1973 ومواجهات حزب الله الأخيرة، إضافة إلى مواجهات إسرائيل مع المقاومة الفلسطينية وفعاليات الانتفاضة، فالجندي الإسرائيلي ليس مؤهلاً للقتال البري فهو يعتمد أكثر على الآلية الإلكترونية لا على الروح القتالية.
إن معالم النظرية الأمنية تتبدى في مقال للباحث الإستراتيجي ديفيد رودمان حول نظرية الأمن القومي الواردة بمجلة Middle East Review of International Affairs، حيث يوضح رودمان أن النظرية الأمنية الإسرائيلية قائمة على "ثمانية مفاهيم أمنية أساسية"، عملت حسب رأيه على "توجيه السلوك والتفكير الإسرائيلي على مدى عمر الدولة"، وهي الجغرافيا، القوة البشرية، الكم ضد الكيف، المناورة الهجومية، الردع، التهديدات التقليدية وغير التقليدية، الإعتماد على الذات، وأخيراً مساندة القوة العظمى. ولو تفحصنا كل مفهوم من هذه المفاهيم بعد كل هذه الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد العرب، لوجدنا أن هناك تآكلاً غير مسبوق في هذه المفاهيم، فمسألة الجغرافيا سقطت باختراع القنبلة البشرية المتحركة، الاستشهادي أو الانتحاري، ثم أجهزت عليها الصواريخ البالستية العراقية أولاً ثم الصواريخ البدائية الفلسطينية وصواريخ حزب الله التقليدية، أما القوة البشرية فليست في صالح إسرائيل، وفيما يتعلق بالكم والكيف فتلك مسألة متعلقة بالإرادة، ويسهل التحكم بها، أما المناورات الهجومية فهذا مفهوم عسكري ليس حكراً على إسرائيل وحدها، وقد جربه العراق في التسعينيات، أما الردع ، فهو يقوم على بث "دعاية" إسرائيلية مكثفة لزراعة الروح الإنهزامية، بإعتبار أن لإسرائيل ما يكفي من قوة لتدمير العرب وإلحاق الهزيمة بهم، وقُل مثل ذلك عن مفهوم التهديدات التقليدية وغير التقليدية، أما قصة الإعتماد فينقضها بالكامل المفهوم الأخير وهو مساندة القوة العظمى.
يتوقع العديد من المحللين العسكريين أن تغير حرب لبنان الأخيرة الكثير من النظريات والعقائد العسكرية في العالم. كما أنها ستدفع بالقوى الدولية لإعادة النظر في حقيقة موازين القوى وسبل قياسها. فـ "حزب الله" لم يفاجئ إسرائيل في حجم ترسانة صواريخه وتنوعها فحسب، بل فاجأها أيضاً بأسلوبه القتالي وتمكن مقاتليه على طول الجبهات الأمامية من الصمود لأكثر من ثلاثة أسابيع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صقر العرب
وسام التميز
وسام التميز
صقر العرب


عدد المساهمات : 1287
نقاط العضو : 5009
تقييمات العضو : 9
تاريخ التسجيل : 02/08/2009
العمر : 49

نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري   نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Emptyالثلاثاء سبتمبر 08, 2009 9:26 am

وبحسب تصريحات المسؤولين العسكريين الإسرائيليين وتعليقات الخبراء الإستراتيجيين في الدولة العبرية، يواجه الجيش الإسرائيلي أزمة حقيقية في إستراتيجيته وتكتيكاته العسكرية نتيجة أسباب عدة أهمها:
- إعتماد القيادة الإسرائيلية المفرط على سلاح الجو، ويعزو بعض الخبراء الإسرائيليين ذلك إلى كون قائد الأركان الإسرائيلي في حينه من سلاح الجو. لكن إعتماد إسرائيل على سلاح الجو لحسم المعركة على الأرض ليس بالأمر الجديد. كما أن إسرائيل أخذت تعتمد بشكل متزايد على سلاح جوها في مواجهة مقاتلي "حزب الله" منذ أواخر التسعينيات، ومرد ذلك هو العقيدة العسكرية الإسرائيلية التي تضع ضمن أولوياتها تقليص الإصابات في صفوف جنودها. كما أن النتائج المبهرة للقوات الجوية لحلف شمال الأطلسي في حرب كوسوفو، حيث حسمت الحرب من الجو وما تلاها من نتائج مذهلة للقوات الجوية الأميركية خلال حرب العراق، زاد من ثقة القيادة الإسرائيلية في إمكان إحراز نصر من الجو.
- الاعتماد المتزايد على سلاح المدرعات في المعارك البرية مع إعطاء دور ثانوي لسلاح المشاة. ومرد ذلك هو أيضاً العقيدة العسكرية الإسرائيلية التي تعطي أولوية لتقليص عدد الإصابات بين جنودها وتحقيق نصر سريع عبر الحرب الخاطفة التي تعتمد على الحركة السريعة للمدرعات عبر وخلف خطوط الخصم تحت غطاء جوي ومدفعي.
- افتقار الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لمعلومات دقيقة عن إمكانات "حزب الله" ومراكز قيادته ونوعية أسلحته وتكتيكاته القتالية ومخازن أسلحته. فأحد أكبر إنجازات الحزب، منذ نشأته، هو منع الاستخبارات الإسرائيلية من اختراق صفوفه.
- تأثير الإعتماد المتزايد على التكنولوجيا على القدرات القتالية لسلاح المشاة، خاصة عند فشل المدرعات في تحقيق السيطرة الكاملة على أرض المعركة خلال مواجهة خصم عنيد ومحترف. كما أن الجيش الاسرائيلي لم يخض أية حروب برية منذ اجتياح لبنان العام 1982، وغالبية جنوده الذين هم من الاحتياط قد اعتادوا على حياة الترف والأمان.
أما "حزب الله" فقد قام مقاتلوه بانجازات مهمة تمثلت بحسن قراءته للهجوم الاسرائيلي البري والتحضير له بشكل جيد. فقد أثبت صمود مقاتليه على الجبهات الأمامية أن القيادة قد حسبت الأمور بدقة، إذ أنها توقعت قيام إسرائيل بتدمير الجسور وطرق المواصلات وخطوط الاتصال، فزودت الفصائل المنتشرة على التلال الإستراتيجية والقرى الأمامية بكميات من الذخائر والمؤن تكفيها للصمود فترة طويلة لا يبدو أن أحداً يعلم مداها، كما أن الحزب كان قد حفر أنفاقاً تصل مواقع عدة مع بعضها البعض مما يمكن المقاتلين من تغيير مواقعهم بسرعة أو نقل المؤن والذخائر عند الحاجة. وخبرة السنوات الماضية جعلت مقاتلي الحزب مدركين جيداً لتضاريس المنطقة خاصة تلك التلال الإستراتيجية التي ستحاول إسرائيل السيطرة عليها أولاً.
كما أن حسن استخدام الصواريخ التكتيكية المضادة للدروع ووضعها في نقاط استراتيجية مكنت المقاتلين من تدمير المدرعات الإسرائيلية وشل حركتها، مما منع سلاح المشاة الإسرائيلي من احتلال الكثير من المواقع المهمة على الأرض. ولم ينجح التكتيك الإسرائيلي القديم بمحاصرة القرى وقصفها بعنف لبضعة أيام، ومن ثم اقتحامها بالمدرعات التي يتبعها المشاة، اذ أن مقاتلي "حزب الله" احتموا في أماكن عدة داخل وخارج القرى وانتظروا تقدم العدو باتجاههم والاشتباك معه. وعليه، فإن مقاتلي الحزب خاضوا المعركة البرية ضمن شروطهم وفي المواقع التي اختاروها مسبقاً الأمر الذي يبدو أنه أربك القوات الإسرائيلية وأعاق تقدمها. وأهم ما يملكه عناصر "حزب الله" هو الإيمان بقضيتهم وعزيمتهم على القتال حتى الشهادة أو النصر في معركة ضد عدو درب فيه الجنود والضباط على مبدأ أن الأولوية هي لسلامتهم.
إستراتيجية حزب الله العسكرية (الغموض البنّاء)
تشكل إستراتيجية "الغموض البنّاء" واحدة من التقنيات الفعالة في إدارة الصراعات، سواء الديبلوماسية أو العسكرية. وتعد أبرز التطبيقات الراهنة لها تلك التي تعتمدها إسرائيل في شأن قدراتها النووية منذ عشرات السنين، والتي صاغتها ضمن نظريتها الأمنية القومية، ولا تزال تعتنقها حتى اليوم. ولم تصدر حتى الآن أية توصيات بالتخلي عنها على رغم المراجعات التي جرت للنظرية. وتظهر وقائع المواجهة بين إسرائيل وحزب الله أن الأخير أدار مقاومته ضمن نظرية أمنية عسكرية، حيث لا توجد نصوص أو وثائق مكتوبة أو تصريحات رسمية تتحدث عن تقنيات الحزب في الحرب مع إسرائيل وتفصح عن عناصر نظريته، لكن تحليل مجموعة من المعطيات المنشورة يؤدي إلى تكوين تصور "غير رسمي" عنها.
ربما هي المرة الأولى التي تخوض فيها قوة شعبية - ليست دولة صراعاً مفتوحاً مع دولة تستخدم أساليب تفكير الدول. وعلى الرغم من أنها مهمة شاقة، نجح حزب الله مع مرور الزمن في مأسسة عمله والمزج بين نمطي الدول والتنظيمات، وأصبحت لديه مجموعة من المفاهيم العسكرية والأمنية التي تشكل عناصر نظرية "قومية" خاصة يدير بموجبها مواجهته مع إسرائيل حصراً، لأنها هي العدو الأول الذي صاغ الحزب له تقنيات المواجهة هذه.
أتقن حزب الله بمستوى ممتاز استخدام إستراتيجية "الغـموض البناء"، وقد ساهم توافر شروطها في تحقيق نتائج باهرة. أبرز هذه الشروط هو "السياج الأمني الحديدي" حول المعلومات. وفي هذا السياق لا توجد إمكانية عملية لتطبيق هذه التقنية إذا كان هناك تسيّب أو تسرّب معلوماتي أو اختراق أمني، فالتكتّم الصارم هو العنصر الأول في تحقيق الغموض، وإلى جانب الإنضباطية العالية والسرية التي تحيط بها المقاومة حركتها اللوجستية الداخلية، فإن إحباط النشاط الإستخباري الإسرائيلي المعلوماتي هو العمل الوقائي الضروري لتوفير بيئة فاعلة للغموض.
فقبيل اندحار عام ألفين خارت قوة الاستخبارات الإسرائيلية بعدما سددت لها قوة المقاومة الأمنية ضربات مؤلمة أفقدتها القدرة على التنفيذ فضلاً عن التقصّي والاستعلام. كان ذلك أحد الإنجازات البارزة لحزب الله وساعده كثيراً على تطوير أداءه العسكري.
الشرط الثاني هو الإدارة الذكية والمنضبطة لإستراتيجية "الغموض البناء"، إذ ليس هناك فوضى في التصريح عن الموضوعات العسكرية للمقاومة. وإذا اقتضى الأمر يتم ذلك عبر بيان مكتوب صادر عن جهة مختصة أو عبر شخص واحد هو الأمين العام لحزب الله. هذه الدائرة الضيقة لإخراج المعلومات تختار عباراتها بعناية فائقة، وتختار التوقيت المناسب لبثّ المعلومات التي تكون عادة محدودة وذات مغزى، وتساهم في زيادة منسوب الغموض وفعاليته في آن، ما يعني أن الغموض ليس قائماً على التكتم فحسب، بل أحياناً يؤدي التصريح المدروس إلى غموض بنّاء أكبر.
هناك نموذجان في هذا المجال: الأول هو الخطاب الذي ألقاه الأمين العام السيد حسن نصر الله في احتفال الخامس والعشرين من أيار عام 2005 في بنت جبيل، وكشف فيه بعض المعطيات العسكرية المتعلقة بالمقاومة الإسلامية، ليقدم جرعتين من "الغموض البناء" أعطاهما للإسرائيليين: في الأولى عدَّد صواريخ الحزب بأكثر من 12 ألفاً، وفي الثانية مداها على الأقل يشمل مساحة الشمال الفلسطيني بجميع المنشآت الحيوية الإسرائيلية العسكرية والمدنية.
معنى ذلك أن الحد الأدنى لكمية القوة الصاروخية هو 12 ألف صاروخ، وأن الحد الأدنى لمداها هو شمال فلسطين، لكن هل كان ما تبحث عنه إسرائيل هو الحد الأدنى؟
الثاني هو خطاب "النصر الإلهي" الذي ألقاه في الثاني والعشرين من أيلول عام 2006، بعيد الهزيمة الإسرائيلية في حرب تموز. قال السيد نصر الله إن المقاومة باتت بعد الحرب تملك أكثر من عشرين ألف صاروخ. أما المدى فلم يتحدث عنه، لأن الحد الأدنى لمدى هذه الصواريخ اكتشفه الإسرائيليون طوال ثلاثة وثلاثين يوماً من الحرب.
هذان هما الخطابان الحصريان للحزب اللذان يكشف فيهما عن معطيات عسكرية تزيد من جرعة الغموض لدى الإسرائيليين بدل أن تبدده. إضافة إلى ذلك هناك حديث ثالث ومقتّر يتعلق بقدرة عسكرية جوية للمقاومة عندما أطلقت طائرة "مرصاد 1" الاستطلاعية فوق الشمال الفلسطيني وعادت إلى قواعدها سالمة.
كانت تلك الخطوة رسالة ميدانية بليغة، وبمعزل عن أن الطائرة كانت حينها رداً على الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية وأسلوباً جديداً وغير متوقع في الرد عليها، فإنها نقلت التخبّط الإسرائيلي حول قدرة حزب الله إلى مجالات أخرى. كان البحث سابقاً يتعلق بالقوة الصاروخية، فأُضيف إليه سلاح آخر لديه قوة تدميرية أيضاً، ما فتح نقاشاً إسرائيلياً جديداً حول بحث حزب الله عن أسلحة إضافية تزيد قوته العسكرية. فبين الصواريخ والطائرة الاستطلاعية سيعتقد الإسرائيليون لا محالة أن هناك جهداً غير عادي للمقاومة في تطوير قدراتها.
هذان النموذجان (خطاب بنت جبيل 2000، وخطاب الضاحية الجنوبية لبيروت 2006) يشكلان نصوصاً رسمية لحزب الله حول قدراته العسكرية، ويعدان نموذجاً لتغذية إستراتيجية "الغموض البناء" عبر التصريح الموقت والمدروس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صقر العرب
وسام التميز
وسام التميز
صقر العرب


عدد المساهمات : 1287
نقاط العضو : 5009
تقييمات العضو : 9
تاريخ التسجيل : 02/08/2009
العمر : 49

نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري   نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Emptyالثلاثاء سبتمبر 08, 2009 9:26 am

الشرط الآخر لنجاح هذه الاستراتيجية هو عدم الإنفعال والوقوع في فخ الإستدراج. وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي تبقت لدى الإسرائيليين لتحصيل المعلومات عن إمكانات المقاومة القتالية والتجهيزية بعد فشل شبكاتهم الأمنية. حاولت إسرائيل طوال السنوات الماضية أن تستدرج حزب الله إلى الكشف عن ترسانته، وبثّت لهذه الغاية تقارير استخبارية وتصريحات مكثفة لكبار المسؤولين عن صواريخ الحزب: عددها ونوعيتها ومداها ومصدرها، وأسهبت في الحديث عن خطوط جوية بين طهران ودمشق وبيروت وسيناريوهات لا تعد ولا تحصى، لكنها لم تقدم يوماً صورة أو وثيقة تؤكد صحة ما تسرّبه.
على سبيل المثال، نقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية في تموز 2004، تصريحاً لرئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية آنذاك الجنرال أهارون زئيفي" فركش" قال فيه: "إن حزب الله يمكنه أن يطلق صواريخ على منطقة تل أبيب وأنه يمتلك عشرات الصواريخ التي يبلغ مداها 105 كيلومترات أو 205 كيلو مترات".
وأحدث تقرير في هذا الشأن ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في شباط الماضي نقلاً عن أجهزة استخبارات غربية، جاء فيه "أن الحكومة الإيرانية (لا حزب الله هذه المرة) تعتزم أن تنصب صواريخ أرض أرض من طراز "فاتح 110" الذي يحتوي على جهاز توجيه يجعله أكثر دقة ويراوح مداه بين 170كلم و250 كلم.
وهناك العديد من التصريحات الإسرائيلية الموجهة إلى حزب الله والتي يمكن أن تصيبه بالغرور من خلال المبالغة في تصويره وكأنه أصبح قوة إقليمية لا محلية. وهناك أيضاً تصريحات تهوّن من هذه القوة وتحاول التقليل من أهميتها وتسعى لإصابة الخصم بالإحباط. كلا الأمرين لم ينفعا مع الحزب: لا المبالغة ولا التهوين. على العكس استثمر حزب الله جيداً هذه التسريبات ولم يصدر منه أي تعليق لا نفياً ولا تأكيداً، رافعاً وتيرة القلق الإسرائيلي إلى منسوبها الأعلى، فأوقع حزب الله إسرائيل في الفخ الذي نصبته له.
وهناك تقارير وتصريحات إسرائيلية كانت تقول إن حزب الله يدرّب الفلسطينيين إبان الانتفاضة الثانية على تصنيع صواريخ وأسلحة هجومية ويتواصل معهم بطرق مختلفة. كذلك فإن نجاح الفلسطينيين في تصنيع صواريخ محلية يبلغ مداها أكثر من خمسة عشر كيلومتراً، ولها قوة تدميرية جيدة على الرغم من أنهم محاصرون وورش الحدادة الخاصة بهم تُستهدف يومياً بالغارات الإسرائيلية في قطاع غزة، سيجعل من البديهي وفق التفكير الإسرائيلي أن يقوم حزب الله الذي يسرح ويمرح على طول الأراضي اللبنانية حسب التعبيرات الإسرائيلية، بتجيير هذه المهمة لنفسه معززاً بذلك من قوته؟
هكذا نجح حزب الله في صياغة الجهل الإسرائيلي لقدراته ضمن نظرية أتقن تطبيقها بشكل لربما لم تستطع معه إسرائيل أن تطبق النظريات الإستراتيجية التي صاغتها على مدى حروبها. طبعاً، لا يصلح "الغموض البنّاء" في مجال اختراع إمكانات وهمية لأغراض الدعاية والتهويل. بهذا المعنى فإن المقاومة تتكتّم على قدراتها الحقيقية، من أجل أن تكون فعالة أكثر، ولا تدّعي قدرات دعائية. على أن الشرط التطبيقي لهذه الإستراتيجية هو أن يكون هناك "بنك أهداف"، غير معلن طبعاً، تطاله نيران المقاومة وتلحق به الخسائر المادية والمعنوية المستهدفة.
كانت حرب تموز 2006 مجالاً حيوياً لاستثمار حزب الله غموضه البناء في حرب مفاجآت، شكلت عنصر قوة أساسياً في إدارة المعركة مكّنته من اللعب بأعصاب العدو. وبالتأكيد لم تكن هذه الإستراتيجية وليدة لحظة اضطرارية، بل تبين أنها مفهوم متجذّر في العقل العسكري للمقاومة.
لا بد أن القيادة العسكرية الإسرائيلية تعيد اليوم تقويم الموقف العسكري على الأرض وتحاول تحديد إستراتيجية وأهداف الحرب التي بات معروفاً أنها ذات أبعاد إقليمية ودولية. كما أنها تدرس إمكان تعبئة المزيد من جنود الاحتياط، إذ أن إسرائيل أرسلت إلى الجبهة عشرة آلاف جندي من أصل نصف مليون يمكن لها أن تحشدهم إذا شاءت. لكن ما بات واضحاً هو أن حربها هذه لا يمكن حسمها من الجو، وأن هجومها البري سيحتم عليها الزج بالمشاة بشكل أكبر، مما يعني خسائر كبيرة في صفوف جنودها. كما أن بروز فعالية الصواريخ الحديثة المضادة للدروع يضع علامات استفهام حول العقيدة العسكرية في إسرائيل والجيوش الغربية التي تعتمد بشكل كبير على القوى الجوية وأسلحة المدرعات.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن إيران وسورية قامتا في العقد الأخير بتجهيز قواتهما البرية بكميات كبيرة من هذه الصواريخ، خاصة تلك المزودة بحشوات مزدوجة قادرة على تدمير معظم الدروع الحديثة. ولا بد أن القيادة السورية، التي يملك جيشها أنواعاً عدة من الصواريخ الروسية المضادة للدروع أهمها صاروخ "كورنت" الموجه باللايزر، تنظر بإهتمام كبير لنتائج المعارك البرية في جنوب لبنان وتتحضر لما قد ينتظرها قريباً في حال فشلت في استعادة الجولان عن طريق المفاوضات السياسية.
إن إسرائيل يجب أن تعي جيداً الدرس الذي يطرحه انسحابها من الجنوب اللبناني، وعليها أن تدرك أن أمنها وسلامتها يتوقفان على إلتزامها بقرارات الشرعية الدولية وبالذات 242 و338 ومرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام، التي تعني انسحابها من جميع الأراضي العربية المحتلة في فلسطين ومن الجولان حتى خط الرابع من حزيران، ومن مزارع شبعا في لبنان، وأن تعترف بحق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة.
الحرب القادمة
لم يعد ما يجري اليوم في إسرائيل يقتصر على دراسة أسباب الفشل والاستفادة من عِبَره، فقد تعدت ذلك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية منذ فترة ووضعت خطة شاملة تعالج عملية بناء القوة في الجيش الإسرائيلي لا تتجاوب فقط مع "الخطر الإيراني" والمقاومة الفلسطينية، كما كان عليه الوضع في السنوات الطويلة الماضية، وإنما أيضاً وأساساً لإعداد الجيش الإسرائيلي للحرب في الجبهة الشمالية التي تضم سوريا وحزب الله.
فالدلائل المتعلقة ببناء القوة في الجيش الإسرائيلي وتخصيص الميزانيات الملائمة لذلك، تشير إلى أن المؤسسة الأمنية وفق تلك الخطة أعادت ترتيب أولويات بناء القوة في الجيش بما يضمن تسليحه بالمعدات والذخيرة والقيام بالتدريبات لإعداده لخوض حرب ضد سوريا وحزب الله.
وتسعى المؤسسة بجهد وقوة لأن تصل في أسرع وقت ممكن إلى وضع يكون الجيش الإسرائيلي فيه جاهزاً ومستعداً لهذه الحرب.
فالرغبة لدى "الوحش الجريح" في الحرب واستعادة قدرته الردعية ضد سوريا وحزب الله مرتفعة للغاية، وما يمكن أن يثنيه عن الإقدام على الحرب هو الثمن الذي قد يلحق به من الخسائر.
القسم الثاني: استحقاقات الحرب السادسة!
بصرف النظر عن النتيجة التي آلت إليها المواجهة التي اشتعلت بين حزب الله وإسرائيل، فالمؤكد أن "الحرب السادسة" تتمخض عن إعادة النظر في كثير من المسلمات التي حكمت ميكانيزمات الصراع العربي الإسرائيلي، حيث ينشغل المفكرون الإستراتيجيون، ومنظرو النظرية الأمنية الإسرائيلية، في تحليل نتائج هذه الحرب، والتحولات التي أحدثتها، وفي ما يلي بعض المحطات التي نعتقد أنها ستكون مدار بحث وتأمل طويلين بعد انتهاء هذه المواجهة:
أولاً: ستُحدث هذه الحرب تغيراً كبيراً في النظرية الأمنية الإسرائيلية التي اعتمدت طيلة عقود على ثوابت معينة أنتجتها حالة الإمتثال والعجز العربي، عن مدى "قدرة" العرب واستعدادهم على خوض حرب جديدة مع إسرائيل، وهي "فرضية" اعتمدت عليها إسرائيل في بناء إستراتيجيتها الأمنية، باعتبار أن النظام العربي الرسمي أعلن "استسلامه" التام للقدر الإسرائيلي، ولا يمكن أن يفكر أي نظام عربي رسمي بخوض حرب ضد إسرائيل، ليأتي حزب الله ويخوض هذه الحرب، ويحقق فيها انجازات كبيرة تحسب لصالحه.
ثانياً: لوحظ أن المقاومة انتقلت من مرحلة الدفاع عن النفس وردّات الفعل إلى مرحلة من المبادأة والمبادرة، واختيار التوقيت المناسب لها، حيث بادرت المقاومة اللبنانية ممثلة بحزب الله إلى شن عملية فدائية داخل الأراضي الفلسطينية الخاضعة للسيادة الإسرائيلية، وأسر جنديين إسرائيليين، مع توقعها المؤكد أنها بهذا العمل ستدفع إسرائيل للجنون والتحرك على نحو فوري لتثأر لإذلالها، وهذا ما أكده السيد حسن نصر الله في كلمته التي بثها تلفزيون "المنار"، حيث كشف أن استخبارات حزب الله توصلت إلى معلومات تؤكد أن إسرائيل كانت في صدد شن هجوم شامل على لبنان خلال شهرين في أيلول أو تشرين أول 2006 أو أكثر بقليل، لشطب حزب الله عن الخارطة، ليأتي حزب الله ويفشل هذا المخطط الإسرائيلي، ويبادر إلى الفعل، في حين أن إسرائيل اعتادت أن تختار الزمان والمكان لتحسم معاركها مع العرب، دون أن تواجه بأية مقاومة حقيقية، خاصة في تلك العمليات الكبرى التي تستهدف تدمير منشآت أو تصفية أشخاص معينين، إن المقاومة اللبنانية في مبادأتها إسرائيل ضربت عرض الحائط بثابت من ثوابت النظرية الأمنية الإسرائيلية، فضلاً عن أنها عززت من الروح المعنوية العربية، بغض النظر عن تلك الأصوات التي تقلل من النتائج التي حققها صمود حزب الله وإيقاعه خسائر فادحة بالقوات والمعنويات الإسرائيلية، ووصول صواريخه إلى العمق الإسرائيلي على نحو هز كثيراً من الثوابت في هذه المنطقة!
ثالثاً: سلاح الجو الإسرائيلي اعتمد نظرية الحرب عبر القصف الجوي مثلما حدث في حرب عام 1967، وهذه الحرب كان لها ثمار معروفة، لكن هذه النظرية لم تكن موفقة في هذه المرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صقر العرب
وسام التميز
وسام التميز
صقر العرب


عدد المساهمات : 1287
نقاط العضو : 5009
تقييمات العضو : 9
تاريخ التسجيل : 02/08/2009
العمر : 49

نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري   نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Emptyالثلاثاء سبتمبر 08, 2009 9:26 am

هل يمكن القول بأن هذه الحرب لا تصلح لأي مكان ولأي زمان، بحيث اعتمد رجال المقاومة تكتيكاً ناجحاً جداً وهو القتال المتقارب كأحد أساليب حرب العصابات المطورة، فقد كان رجال المقاومة يقاتلون ولا يختفون عن الساحة إلا لأوقات قصيرة جداً.
لكن الفارق الموضوعي هو التسليح الجيد لرجال المقاومة وسرعة الحركة والتدريب الممتاز والمعرفة الوثيقة بالأرض، يضاف إلى ذلك التعبئة المعنوية، أي أن الجماعة التي تقاتل مؤمنة بالقتال، فمثلاً مواجهة جندي مجهز بسلاح مضاد للدبابات لدبابة إسرائيلية متطورة وهو قادر على تدميرها لأنه يمتلك الخبرة الكافية لمواجهتها، في هذه الحالة يختفي سلاح الطيران وسلاح المدفعية، ويبقى طرفان أحدهما مدرب جيداً، والثاني قد أُوتي به للقتال في هذه الأرض الغريبة عليه ولا يمتلك العقيدة القتالية.
لقد سددت هذه الحرب ضربة إلى نظرية الأمن الإسرائيلي التي تصور أن العنف الإسرائيلي لا يمكن النيل منه، ووجهت ضربة إلى الكثير من القواعد والنظريات الإسرائيلية منها نقل القتال إلى أرض الخصم والمواجهة المفاجئة، وأبرز ما حدث في هذه الحرب أن أسطورة الجيش الإسرئيلي الذي لا يُقهر قد اهتزت، بصورة كبيرة، كما أنها قدمت للأنظمة والشعوب العربية نموذجاً جديداً للمقاومة.
رابعاً: من الملاحظات التي لفتت النظر أيضاً مبادرة وزيرة خارجية الولايات المتحدة ألامريكية إلى التحدث بإسم إسرائيل "مباشرة" حتى أننا لم نعد نعرف من يتحدث، تسفي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل أم كوندا ليزا رايس، وهي حالة فريدة، لها أكثر من بعد، فهي تظهر حالة من الضعف الإسرائيلي، ربما تستاء منها إسرائيل نفسها، لجهة أنها تنتقص من "سيادتها" التي تتبجح بها، ولتقول للعالم كله إن إسرائيل ليست أكثر من ولاية أمريكية دون أي ماكياج أو محسنات سياسية كاذبة، وهو ما يعطي مصداقية للخطاب العربي الذي لم يزل يتمسك بكون إسرائيل معسكراً متقدماً للاستعمار الغربي، وليست دولة "شرق أوسطية (!)" ولن تكون بحال من الأحوال جزءاً من المنطقة العربية.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك ما يلفت النظر وهو مسارعة رايس نفسها إلى اعتبار العدوان الإسرائيلي على لبنان بمثابة إطلاق رصاصة البدء لبناء "الشرق الأوسط الجديد" مثيرة بذلك سخرية غير مسبوقة، حيث يذكرنا هذا الموقف بالكتب التي تتخذ عناوين من مثل: كيف تتعلم الطبخ في أربع وعشرين ساعة، أو تعلم الإنجليزية في ست ساعات، وكأن رايس تقول: كيف نبني الشرق الأوسط الجديد في أربع وعشرين ساعة!
هذا إذا أخذنا تصريحها على محمل السطحية والسذاجة، أما إذا استنبطناه وغُصنا في أعماقه، فهو يؤكد النظرية التي تقول إن هناك مخططاً لإدخال المنطقة كلها في العصر الأمريكي، عبر القضاء على حركات المقاومة و"خصي" الأمة برمتها، ولهذا لا بد من إزالة أية معوقات تقف في طريق هذا المخطط!!
خامساً وأخيراً: يبدو أننا سنشهد حركة دؤوبة لاستمالة سوريا في المرحلة القادمة، لإخراجها من المحور الذي يتحدثون عنه بكثافة: (محور الشر).
إن القراءة المتأنية للمواجهة بين إسرائيل وحزب الله توصلنا إلى نتائج بالغة الأهمية على الصعيد الإستراتيجي، لجهة مستقبل الصراع مع المشروع الاستعماري الإسرائيلي ولو من الناحية النظرية، فبعد خمسة حروب رئيسة، حرب العام 1948 التي انتهت بنكبة، وحرب 1956 التي انتهت بتدخل الدول العظمى وفض النزاع، وحرب 1967 التي انتهت بنكسة، وحرب 1973 التي انتهت بنصف انتصار عربي، وحرب 1982 التي انتهت بخروج المقاومة الفلسطينية من لبنان، وما بين هذه الحرب وتلك كان ثمة معارك، خاضتها شعوب وتنظيمات وأجزاء من الجيوش، ومن ذلك معركة الكرامة البرية، ومعارك حزب الله التي انتهت بجلاء الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، وإضافة إلى هذا وذاك، كان ثمة حرب من نوع آخر، حرب شوارع ومواجهات يومية سلمية ومسلحة، أطلق عليها إسم الانتفاضة، هذا اللون من الصراع الذي تنبأ أحد المؤرخين الإسرائيليين بأن يكون هو شكل الحروب المتوقعة بين العرب وإسرائيل، ليأتي حزب الله بعد ذلك ويكسر هذه النظرية ويخوض الحرب السادسة، حرب من نوع جديد؛ حرب بين جيش نظامي ورجال عصابات، وكي لا ننسى شيئاً، كان ثمة نوع من المواجهة التي عبرت عن نفسها بما يشبه الحاصل الآن بين حزب الله وإسرائيل، وهي ضرب العراق لإسرائيل بالصواريخ.
الاستخلاص الأهم من كل هذه الحروب أن إسرائيل "تجيد" الحرب المحوسبة، القائمة على القتال عن بعد؛ طيران، قصف مدفعي بعيد المدى عبر البر والبحر، أو قتال في أرض خالية من السلاح المؤثر من داخل الدبابات محكمة الإغلاق، أما حين يتعلق الأمر بالبر فهزيمة إسرائيل شبه مؤكدة، هذا إن جرت المواجهة وفق أسس حربية حقيقية من دون كذب وتآمر وانسحابات غير مبررة عسكرياً، ولعل أكثر الأمثلة وضوحاً على ما ندعي: معركة الكرامة 1968، وحرب 1973 ومواجهات حزب الله الأخيرة لاحتلال قرية صغيرة تبعد عن الحدود اللبنانية ما يزيد على الكيلو متر بقليل، إضافة إلى مواجهات إسرائيل مع المقاومة اللبنانية والفلسطينية في العام 1982، ومواجهاتها مع المقاومين الفلسطينيين في سياق الانتفاضات المتعددة، ما يعني أن الجندي الإسرائيلي ليس مؤهلاً للقتال البري، وأنه يعتمد أكثر على الآلية التكنولوجية لا القتالية.
القسم الثالث: قراءة في تقرير لجنة "فينوغراد"
زلزال في قلب إسرائيل واعتراف رسمي بالهزيمة.
استقالة فورية، أنهوا حياتهم المهنية، الجميع مذنب، على أولمرت أن ينصرف، غير مؤهلين للحرب القادمة، السؤال هو فقط متى؟
تلك كانت أبرز تعليقات الصحف الصهيونية الصادرة عقب نشر تقرير لجنة فينوغراد عن الحرب في لبنان في الأول من مايو الماضي، والذي اعتبره بعض المراقبين بمثابة الزلزال الداخلي في الكيان الصهيوني بما رتبه من نتائج كان أبرزها وأهمها على الإطلاق أنه جاء بمثابة اعتراف رسمي موثق بالهزيمة الإسرائيلية العسكرية والسياسية الكاملة، والإعتراف الجريء بهشاشة الجيش الإسرائيلي الذي يستخدمه البعض كفزاعة لإخافة الشعب العربي لتحقيق أهداف سياسية، والتغطية على العجز العربي الرسمي وتقديم تنازلات لا مبرر لها.
أما ثاني الاستنتاجات فهو انهيار نظرية الأمن الإسرائيلية، بعد أن استطاعت قوات حزب الله التي هي في الأساس وبحكم تركيبتها العسكرية قوات حرب عصابات لا تمتلك سوى صواريخ الكاتيوشا محدودة المدى والتأثير، تلك القوات التي لا تتعدى بضعة آلاف من العناصر جيدة القدرات استطاعت هدم نظرية الأمن الصهيونية، وأثبتت مدى هشاشة الجيش الإسرائيلي وإمكانية هزيمته بسهولة في أي مواجهة مستقبلية بحسب اعتراف المحللين العسكريين.
كما كشف التقرير عن البطن الرخو لإسرائيل بعد انهيار الروح المعنوية وحالة الفزع والرعب التي أصابت إسرائيل نتيجة ضربات حزب الله الموجعة للعمق الإسرائيلي بصواريخ الكاتيوشا وأخواتها، وقدرة حزب الله على الصمود بل تقديم صورة مشرفة في المواجهة البرية التي تمت خلال الحرب التي دامت أكثر من شهر، وهو الانهيار الذي طال كافة جوانب الحياة في إسرائيل، وأصاب أجهزتها العسكرية والمدنية في مقتل، وهو ما رصده تقرير فينوغراد بالتفصيل الممل فيما وصفه بانهيار الجبهة الداخلية.
وجاء التركيز الأخطر والأهم على عجز القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، ممثلة في رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير الدفاع آنذاك عمير بيرتس ورئيس الأركان دان حالوتس المستقيلين، عن فهم تعقيدات الوضع من الناحيتين السياسية والعسكرية وعدم قدرتهما على تقدير مدى العجز الذي يعاني منه الجيش الإسرائيلي والإخفاق في التوصل إلى قدرة حزب الله الحقيقية في إذلال إسرائيل، وهو ما يطرح علامات استفهام حقيقية حول جدوى المبادرات السلمية التي تلقى مجاناً من الجانب العربي هنا وهناك، فطالما أن هؤلاء القادة الإسرائيليين لا يستطيعون قيادة دولتهم وفرض تصوراتهم في الداخل الإسرائيلي، فما هي حدود قدرتهم على الدخول في مشاريع تسوية؟
وعند هذا القدر يجب مناقشة أهم ما جاء في تقرير لجنة فينوغراد الذي غطى الأسبوع الأول فقط من الحرب التي دامت 34 يوماً، حيث حمل التقرير القيادة السياسية والعسكرية مسؤولية الكارثة التي أحاقت بإسرائيل خلال تلك الحرب، وحمّل بيرتس وأولمرت وحالوتس مسؤولية الفشل الإسرائيلي الذريع ضد قوات حزب الله.
ووفقاً للتقرير المبدئي وتحديد مهمة عمل اللجنة ودورها وحدود هذا الدور جاء في الفقرة الثانية أن: صلب التقرير الجزئي هو فحص مفصل للقرارات على المستويات العليا المتعلقة بشن الحرب بدءاً بقرار الحكومة المصادقة على رد عسكري جاء في ذات المساء المصيري في أعقاب حادث الاختطاف في صباح يوم 12تموز/ يوليو وحتى خطاب رئيس الوزراء في الكنيست والذي عرضت فيه العملية وأهدافها في 17تموز/ يوليو2006، هذه القرارات كانت حرجة وتأسيسية، وعليه فإنها جديرة بفحص متفرد، وجدير بالذكر أن هذه القرارات تمتعت بتأييد واسع سواء في الحكومة أو بين الجمهور وفي الكنيست خلال تلك الفترة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صقر العرب
وسام التميز
وسام التميز
صقر العرب


عدد المساهمات : 1287
نقاط العضو : 5009
تقييمات العضو : 9
تاريخ التسجيل : 02/08/2009
العمر : 49

نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري   نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Emptyالثلاثاء سبتمبر 08, 2009 9:27 am

ويقول التقرير في فقرته التاسعة: إنه ورغم ذلك فإننا نقضي بأن هذه القرارات وطريقة اتخاذها عانت من إخفاقات غاية في الخطورة، ونحن نلقي بأساس المسؤولية على رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان في حينه لثلاث تهم كانت مساهمة شخصية حاسمة في هذه القرارات وشكل اتخاذها، ومع ذلك فإن المسؤولية عن الإخفاقات التي وجدت في القرارات الخاصة بشن المعركة، وأساساً بشروط خلفيتها يتحملها شركاء كثيرون آخرون.
ويستطرد التقرير في الفقرة العاشرة منه بالقول إنه يمكن إجمال أساس الإخفاقات في القرارات وفي طريقة اتخاذها على النحو التالي:
أ - القرار بالرد رداً عسكرياً فورياً وحاداً لم يستند إلى خطة مفصلة .. في أساسها دراسة دقيقة للطبيعة المعقدة للساحة اللبنانية، الأمر الذي من شأنه أن يوضح بأن القدرة على تحقيق انجازات عسكرية ذات تأثير سياسي كانت محدودة، إذ أن الرد العسكري الإسرائيلي سيؤدي إلى نار مكثفة على الجبهة الداخلية، ولم يكن هناك جواب عسكري على هذه النار دون خطوة برية واسعة وطويلة ثمنها عالي والتأييد لها قليل.. هذه المصاعب لم تطرح أمام القيادة السياسية.
ب - في القرارات الخاصة بشن المعركة العسكرية لم تدرس جملة الاحتمالات الكاملة، وعلى رأسها مسألة ما إذا كان من الصحيح مواصلة سياسة التمركز في الحدود الشمالية، أو إدراج خطوات سياسية مع خطوات عسكرية قبل حد التصعيد أو استعداد عسكري دون خطوات عسكرية فورية، لإبقاء إمكانيات الرد على حدث الاختطاف في يد إسرائيل بالكامل. وبذلك كان هناك ضعف في التفكير الإستراتيجي.
جـ - تحقق التأييد في الحكومة ضمن أمور أخرى استناداً إلى عرض غامض للأهداف وسبل العمل، مما أتاح للوزراء الذين كانوا ذوي مناهج مختلفة أو متعارضة تأييد الخطوة. فقد صوت الوزراء في صالح قرار لم يعرفوا طبيعته ولم يفهموها، ومع ذلك قرروا الدخول في معركة دون أن يفكروا بكيفية الخروج منها.
د هناك جزء من الأهداف المعلنة للعملية لم يتم إيضاحه ولم يكن قابلاً للتحقيق، وفي جزء آخر من هذه الأهداف لم يكن هناك إمكانية تحقيق هذه الأهداف بالوسائل التي صودق عليها للعمليات العسكرية.
هـ - لم يبد الجيش إبداعية في اقتراح البدائل، لم يحذر من أنه لم يكن هناك تطابق بين سيناريوهات التطور وبين سبل العمل المصادق عليها، ولم يطلب تجنيد الاحتياط.
وحتى بعد اتضاح هذه الحقائق للقيادة السياسية، لم تتطابق العملية العسكرية وأهدافها مع طبيعة الساحة. وبالعكس فإن الأهداف التي أعلن عنها كانت طموحة أكثر مما ينبغي، وقيل إن القتال سيستمر حتى تحقيقها، ولكن سبل العمل التي صودق عليها واستخدمت لم تتطابق وتحقيقاتها.
ويؤكد التقرير في فقرته الحادية عشرة: أن مسؤولية أساسية عن هذه الإخفاقات الخطيرة ملقاة على رئيس الوزراء، ووزير الدفاع ورئيس الأركان المنصرف. إذ يفترض أنه لو كان كل واحد منهم قد عمل بشكل أفضل، فإن القرارات وطريقة اتخاذها في الفترة المدروسة، وكذا نتائج المعركة ستكون أفضل.
مسؤولية رئيس الوزراء:
أ- يتحمل رئيس الوزراء المسؤولية العليا والشاملة عن قرارات حكومته وأعمال الجيش، مسؤوليته عن إخفاقات القرارات بشن الحرب تنبع سواء من أدائه أم من سلوكه هو، ذلك أنه هو الذي بادر وقاد عملياً القرارات التي اتخذت.
ب - رئيس الوزراء بلور موقفه دون أن تعرض عليه خطة عسكرية مفصلة ودون أن يطالب بأن تعرض، ودون إيلاء اهتمام كافي للظروف المعقدة للساحة اللبنانية والبدائل العسكرية والسياسية التي توفرت لإسرائيل. وقد فعل ذلك دون مشاورات مرتبة، رغم انعدام تجربته في الشؤون الأمنية والسياسية، ودون فحص الشكوك السياسية والمهنية.
جـ - رئيس الوزراء مسؤول عن عدم تحديد أهداف المعركة بوضوح وحذر، وعن عدم تفحص العلاقة بين أهداف المعركة والسبل التي اتخذت لتحقيقها.
د - رئيس الوزراء لم يُحدِّث خطته حتى بعد أن تبين أن الفرضيات الأساس للعملية العسكرية الحادة التي اتخذتها إسرائيل ليست عملية وليست متحققة.
أما وزير الدفاع فهو الوزير المسؤول عن الجيش، وعضو كبير في مجموعة القادة في الشؤون السياسية والأمنية:
أ - لم يكن لدى وزير الدفاع المعرفة والخبرة في الشؤون السياسية، الأمنية والحكومية. كما لم يكن لديه اطلاع جيد على المبادئ الأكثر أساسية لاستخدام القوة العسكرية كأداة لتحقيق أهداف سياسية.
ب - رغم ذلك، فقد اتخذ قراراته في الفترة المدروسة دون التشاور مع محافل سياسية ومهنية ذات تجربة، بما في ذلك خارج جهاز الأمن.
جـ - وزير الدفاع لم يعمل انطلاقاً من رؤية إستراتيجية. فلم يطلب الإطلاع على خطط الجيش ولم يدرسها، لم يتأكد من جاهزيته ولم يفحص التطابق بين سبل العمل التي عرضت وصودق عليها، وبين الأهداف المحددة كان تأثيره على القرارات يتعلق أساساً بأمور موضعية، ولم يطرح ولم يطلب فحص بدائل للتفكير والعمل أمام رئيس الوزراء والجيش.
د- وزير الدفاع لم يطور فهماً مستقلاً لآثار تعقيد الساحة على رد فعل إسرائيل، أهداف المعركة، والعلاقة بين الخطوات العسكرية والسياسية فيها. عدم خبرته وعدم معرفته منعاه من تحدي الجيش ورئيس الوزراء.
هـ - بهذا يكون وزير الدفاع قد فشل في مهام منصبه. ولايته وأداؤه في زمن الحرب، أضعفا بالتالي قدرة الحكومة على التصدي لتحدياتها.
أما رئيس الأركان فهو القائد الأعلى للجيش، والمصدر الأساس للمعلومات عن الجيش، خططه، قدراته وتوصياته أمام القيادة السياسية. دوره في القرارات في الجيش وفي التنسيق مع القيادة السياسية كان مسيطراً:
أ- رئيس الأركان لم يكن مستعداً للحدث المتوقع. وعندما حدث الاختطاف، عمل بتهور، فلم يضع القيادة السياسية في صورة تعقيد الساحة ولم يعرض عليها المعلومات، التقديرات والخطط التي كانت في الجيش وكانت ستتيح التصدي الأفضل لتحدياتها.
ب - رئيس الأركان لم يعرض على القيادة السياسية الحالة المتردية للجاهزية والاستعداد لدى الجيش لتنفيذ خطوة برية، عند الحاجة، وحقيقة أنه حسب الخطط العسكرية وتحليل الساحة، فإن الرد من شأنه أن يفترض مثل هذه الخطوة باحتمالية عالية.
جـ - مسؤوليته تشتد من حيث أنه كان يعرف أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع عديما المعرفة والخبرة الكافيتين في المواضيع ذات الصلة من ناحية، ومن ناحية أخرى أنه خلق لديهما الانطباع بأن الجيش مستعد ولديه خطط العمل بهذا الوضع.
د - لم يقدم جواباً حقيقياً على الشكوك التي طرحت بشأن الرد المقترح في الأيام الأولى من الحرب، ولم يعرض على القيادة السياسية الخلافات الداخلية في الجيش.
هـ - في كل هذا فشل رئيس الأركان في أداء مهام منصبه كقائد أعلى للجيش.. وأظهر عدم المهنية، وعدم المسؤولية والتفكر.
وحول مسؤولية الآخرين يقول التقرير: إضافة إلى ذلك، فإننا نقضي بأن الإخفاقات في الفترة المدروسة هنا، ونتائج الحرب، شارك فيها كثيرون آخرون:
أ - تعقيد الساحة اللبنانية هو بقدر كبير ليس تحت سيطرة إسرائيل.
ب - قدرة حزب الله على التواجد على الحدود، وقدرته على املاء توقيت التصعيد.
جـ - عدم جاهزية واستعداد الجيش، مفهوم استخدامه، ونقاط الخلل في المبنى والثقافة التنظيمية لديه، كانت بمسؤولية قادة الجيش والقيادة السياسية التي كانت مسؤولة عنه قبل تسلم رئيس الوزراء، ووزير الدفاع ورئيس الأركان مهام مناصبهم.
د - على المستوى السياسي الأمني الإستراتيجي، فإن انعدام الجاهزية نبع أيضاً من مفهوم أمني بالمعنى الواسع، كما أن غياب مفهوم أمني محدث كان من مسؤولية حكومات إسرائيل جميعها. هذا الغياب ألقى بثقله هذه المرة أيضاً على إعطاء جواب فوري لحدث الاختطاف. شجع التركيز على رد عسكري فوري وحاد، بدل الأخذ بالحسبان جملة نقاط الهشاشة.
هـ - ساهم ضعف أعمال الدراسة للمواضيع السياسية الأمنية لدى القيادة السياسية أيضاً في الإخفاقات. وكان هذا هو الوضع أيضاً لدى رؤساء الوزراء في الماضي، ولدى الحكومات أيضاً لم تصر على تحسين ذلك على مدى سنين. والقيادة الحالية لم تعمل بشكل يعوض هذا النقص.
وحكومة إسرائيل بكامل هيئتها لم تؤد مهامها، لم تستوضح ولم تطالب بجواب كافي عن الأسئلة والشكوك التي طرحت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صقر العرب
وسام التميز
وسام التميز
صقر العرب


عدد المساهمات : 1287
نقاط العضو : 5009
تقييمات العضو : 9
تاريخ التسجيل : 02/08/2009
العمر : 49

نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري   نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Emptyالثلاثاء سبتمبر 08, 2009 9:29 am

الخاتمة
إن قراءة تحليلية متأنية للإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية ومتابعة تغيراتها تعتبر مؤشراً لتقييم الأمن القومي الإسرائيلي من منظور قادتها وخبرائها، وهي كفيلة بفهم السياسات الخارجية الإسرائيلية الإقليمية والدولية خلال الفترة التي تلي وضع هذه الإستراتيجية، التي ترسم تقديرات رؤساء المؤسسات الأمنية والسيادية والخبراء في المجالات المختلفة فيما يخص كل التحديات القائمة والمحتملة.
ومن خلال استعراض هذه الدراسة نلاحظ أن موضوع الأمن حاز على النصيب الأكبر في عقيدة التفكير الإستراتيجي للأمن القومي الإسرائيلي، ومن خلال متابعة مؤتمرات هرتسيليا منذ العام 2000 والذي يحمل كل عام العنوان ذاته (مؤتمر ميزان المناعة والأمن القومي) إحتل موضوع الأمن الأولوية لما تواجهه إسرائيل داخلياً وخارجياً، ففي المؤتمر الرابع تم طرح خطة فك الإرتباط والإنسحاب من بعض المستوطنات، وفي المؤتمر الخامس تم طرح خطة التجمعات، وفي المؤتمر السادس طُرح تقويم للوضع الأمني القومي إلى جانب الاتجاهات الإقتصادية والديموقراطية، وتحول إيران إلى قوة نووية.
ورصدت هذه الدراسة المناخات التي أسهمت في رسم الإستراتيجية الأمنية لإسرائيل وعملت على تحليل وإبراز مصادر التهديد المحتملة لهذه النظرية، كما قدمت رؤية توضح التغيرات والتحولات التي طرأت على مفهوم الأمن الإسرائيلي في ظل تغيير المعطيات الإستراتيجية والسياسية في المنطقة.
كذلك سعت إلى قراءة إستراتيجية إسرائيل الأمنية وأثرها على سياستها الحالية والمستقبلية، وتأثيرها في مجمل الصراع القومي العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً.
وقد نخلص من هذه القراءة إلى استنتاجات نوردها على سبيل المثال لا الحصر، منها أن النظرية الأمنية قامت على ركائز ثابتة أهمها:
أولاً، نظرية الردع التي تبنتها إسرائيل في إطار عقيدتها الأمنية إلى جانب إستراتيجية الحرب الإستباقية.
ثانياً، مفهوم الحدود الآمنة وهي في إطار هذه النظرية عبارة عن مفهومٍ متغيرٍ قابلٍ للتبديل والتعديل حسب متطلبات الأمن الإسرائيلي.
ثالثاً، عامل العمق الإستراتيجي الذي يُعدّ غيابه حتى الآن من أكبر التحديات التي تواجه النظرية الأمنية الإسرائيلية نظراً للوضع الجغرافي لدولة إسرائيل.
ورغم الهالة الكبيرة التي تحيط بالنظرية الأمنية الإسرائيلية، إلا أن هذه النظرية لم تستطع توفير أهدافها وغاياتها بتحقيق الأمن والسلام لإسرائيل، فالأمن والسلام لن يتحققا في ظل هيمنة العقلية الأمنية على تفكير واضعي هذه النظرية، فقد قام الجانب العربي والجانب الفلسطيني إلى جانب بعض الجهود الدولية بتقديم رؤى ومبادرات عديدة لإحلال السلام، فشلت جميعها بسبب عقدة الأمن الإسرائيلية، بل إن إسرائيل لم تستطع استثمار أي جهد لتحقيق السلام ولم تستطع تقديم أي من استحقاقات العملية السلمية.
إن السلام العادل لا يحتاج إلى نظريات أمنية بقدر ما يحتاج إلى استرداد وردّ الحقوق والقبول بالآخر، وعدم استخدام القوة لفرض سياسة الأمر الواقع.
فإذا كانت إستراتيجية السلام الفلسطيني قائمة على قاعدة أن أمن إسرائيل مرتبط بالاستقلال والأمن الفلسطيني، وإنهاء معاناة اللاجئين الفلسطينيين حسب قرارات الشرعية الدولية، فإن إستراتيجة إسرائيل ما زالت قائمة على قاعدة السلام مقابل الأمن.

المراجع و المصادر
1. بنيامين نتنياهو، "مكان تحت الشمس"، ترجمة محمد عودة الدويري، دار الجليل للنشر، 1995.
2. شمعون بيرس: "الشرق الأوسط الجديد".
3.أحمد بهاء الدين، "إسرائيليات"، دار الهلال القاهرة، 1965.
4.حامد ربيع، "نظرية الأمن القومي العربي"، دار الموقف العربي القاهرة، 1980.
5.روبرت ماكنمارا: "جوهر الأمن".
6.عبد الوهاب المسيري، "الموسوعة اليهودية"، دار الشرق القاهرة، 1999.
7.عمير ربوبروت، كاتب في صحيفة "معاريف".
8. زئيف شيف، "لا يمكن حل كل شيء بالقوة"، المصدر السياسي، 2000.
9. أرائيل ليفتا،"النظرية العسكرية الإسرائيلية"، دار الحكمة للنشر عمان،1992.
10. عمنوئيل فالدر، "إنهيار نظرية الأمن الإسرائيلية"، ترجمة غازي السعدي دار الجليل، عمان، 1994.
11. صلاح زكي أحمد، "نظرية الأمن الإسرائيلي"، دار ابن زيدون بيروت، 1986.
12. يوسف كلنسمان: "الإنفجار السكاني تهديد أم اسطورة".
13. أهارون لبيران ،"إنهيار قوة الردع الإسرائيلي"، ترجمة سعيد عياش،2001.
14. صائب العاجز، "نظرية الأمن الإسرائيلي وأثرها على الأمن القومي العربي"، مؤسسة الفيروز عمان، 1989.
15. باتريك سيل، "الانتفاضة الفلسطينية"، مقال مترجم في صحيفة "الأيام" 27/11/2000.
16. وثيقة هرتسيليا.
17. مركز الإعلام والمعلومات، الجدار الفاصل مجلة تقارير جامعة الأزهر، عدد (9) 2003.
18. صحيفة "الأيام" ذ .
19. صحيفة "القدس" ذ .
20. صحيفة "الحياة الجديدة" ذ .
21. نشرة المصدر السياسي نشرة يومية حول أهم ما تصدره الصحف العبرية، يصدرها عطا القيمري القدس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جوهرة فلسطين
الاشراف العام
الاشراف العام
جوهرة فلسطين


عدد المساهمات : 1768
نقاط العضو : 2720
تقييمات العضو : 25
تاريخ التسجيل : 31/08/2009

نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد   نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري - صفحة 2 Emptyالثلاثاء سبتمبر 08, 2009 9:36 am

مشكوووووووووووووور فعلا تستحق الشكر والعرفاااااااان وجزاااك الله خير الجزااااااااااااااااء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نظرية الامن الاسرائيلي للدكتور محمد المصري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» اسعار العملات الدولار والدينار الاردني واليورو والجنيه المصري والريال السعودي مقابل الشيقل الاسرائيلي - متجدد يومياومرتبط بسوق الفوركس العالمية للعملات
» اغتيال الوزير الاسرائيلي رحبعام زئيفي
» تحليل: قانون الاستفتاء الاسرائيلي العام على اي اتفاق قبل تنفيذه .. يقلص فرص السلام وينهي المفاوضات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى لمسات للثقافة العامة :: الزاوية السياسية :: الثقافة الامنية-
انتقل الى: