بلغني التعديل الآتي على هذه القصة:::::
قصّةُ تَلقينِ الرسول عليه الصلاة والسلام لابنهِ إبْراهيم (لا أصْـلَ لَهَا) !
[اولاً : (درجة القصة وأقوال أهل العلم فيها) :
ذكر القصة المختصرة الفقيه المتكلم أبو سعيد المتولي الشافعي (478 هـ) في "تتمته والإبانة" بلا إسناد ، وذكر القصة المفصلة المتكلم أبو بكر بن فورك (604 هـ) في كتابه المسمى بـ "النظامي" بلا إسناد أيضاً !
والحقيقة أن هذه القصة غريبـةٌ مُنـكـرةٌ لا أصْـل لـها في كتب الحديث النبوي كـما قال المحققون من أهل العلم ، وهذا كلامهم فيها :
1.قال الإمام تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى في شرح المنهاج :
(أما الصبي فلا يلقن وقال-أي المتولي- في التتمة إن النبي صلى الله عليه وسلم لما لحد ابنه إبراهيم لقنه ، وهـذا غـريـبٌ) ا.هـ
"الحاوي للفتاوى للحافظ السيوطي (2/167) ، والسيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون لبرهان الدين الحلبي (3/396) "
ونقل الحلبي أيضاً عن الإمام السبكي قوله :
(حديث تلقين النبي صلى الله عليه وسلم لابنه : ليس له أصل ...) ا.هـ
2.قال العلامة زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى :
(أما خبر : أنه صلى الله عليه وسلم لقن ابنه إبراهيم ، فغـريـب) ا.هـ
"أسنى المطالب شرح روض الطالب (1/330) "
3.قال المحدث محمد بن يوسف الصالحي رحمه الله تعالى :
(السادس: في الرد على من زعم أنه لقنه-أي ابراهيم بن رسول الله- اشتهر على الالسنة أنه لقن ابنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم بعد الدفن وهذا شئ لم يوجد في كتب الحديث، وإنما ذكره المتولي، في " تتمته والابانة " بلفظ .. -فذكر الرواية الأولى المختصرة-والاستاذ أبو بكر بن فورك في كتابه المسمى " النظامي " ولفظه .. -فذكر الرواية الثانية المفصلة- وهذا كما ترى مُـنـكـر جـداً، بـل لا أصـل لـه ) ا.هـ
"سبل الهدى والرشاد في سير خير العباد (11/25) "
4.قال العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى :
( .. واستدل له-أي لتلقين الصبي-بما لا يصح إنه صلى الله عليه وسلم لقن ابنه إبراهيم ..) ا.هـ
"الفتاوى الفقهية الكبرى (2/30) "
وعدم صحة الحديث مصرّح به في كتب علماء الشافعية .
أما من أهل العلم المعاصرين :
5.فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :
(السؤال: أحسن الله إليكم وبارك فيكم من أسئلة هذا السائل من الأمارات العربية المتحدة العين هذا السؤال يقول ما رأيكم فيمن يلقنون الميت بعد دفنه وهم يحتجون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد لقن ابنه إبراهيم بعد دفنه ؟
الشيخ: رأينا أن تلقين الميت بعد دفنه ليس بصحيح ولم ترد به سنةٌ صحيحة لا في إبراهيم رضي الله عنه ولا في غيره وأما حديث أبي أمامة المشهور فإنه حديثٌ ضعيف .
لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإنما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ولم يقل لقنوه ثم إن تلقين الميت لا فائدة منه في الواقع لأن الميت لا يسمع مثل هذا ولن يجيب إذا كان ليس على إيمان مهما لقن لا يجيب إذا كان على غير إيمان أي إذا مات على غير إيمان فإنه لا يمكن أن يستجيب بالصواب وإذا مات على الإيمان فإنه يجيب بالصواب سواءٌ لقن أم لم يلقن والخلاصة خلاصة الجواب أنه لا مشروعية لتلقين الميت بعد دفنه وأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا في ابنه ولا غيره) ا.هـ
ثانياً : (أحاديث تلقين الميت بعد الوفاة ضعيفة) :
قال الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى :
(التلقين لم يثبت فيه حديث صحيح ولا حسن ، بل حديثه ضعيف باتفاق المحدثين ، ولهذا ذهب جمهور الأمة إلى أن التلقين بدعة ، وآخر من أفتى بذلك الشيخ عز الدين بن عبد السلام .......) ا.هـ
"الحاوي للفتاوى (2/191) "[/size]