يحكى
انه خرج احد الصيادين صبيحة يومه يطلب رزقاً حلالاً فرمى
شبكته فلم يخرج
شيئاً، فأخذ يبتهل إلى الله، فأولاده يصرخون جوعاً
في بيته، واقتربت الشمس
من المغيب فرزقه الله سمكة ضخمة،
فحمد الله تعالى، وأخذها مسروراً إلى
بيته، وإذا بملك قد خرج
للنزهة فرآه فأحضره، وعلم ما معه، فأعجبته السمكة
فأخذها عنوة،
وذهب إلى قصره فأراد أن يدخل السرور على الملكة فأخرج السمكة
أمامها فاستدارت السمكة وعضت أصبعه فلم يسترح ليلته، ولم ينم
فأحضر
الأطباء، فأشاروا بقطع أصبعه، ولكنه لم يسترح بعدها لأن
السم كان قد تسرب
إلى يده، فأشاروا بقطع يده، ولكنه لم يسترح
أيضا بل اخذ يصرخ ويستغيث،
فأشاروا بقطع ذراعه فاستراح من
الآلام الجسدية، ولم تهدأ نفسه فعلم الأمر
فأشاروا عليه أن يذهب
إلى طبيب من أطباء القلوب (العلماء الحكماء) فذهب
واخبره قصة
السمكة فقال له: لن تهدأ إلا إذا عفا عنك الصياد فبحث الملك عن
الصياد حتى وجده وشكا إليه أمره واستحلفه أن يصفح عنه، فعفا
عنه وصفح، فقال
له الملك: ماذا قلت في؟ فقال: ما قلت سوى كلمة
واحدة: «اللهم انه اظهر
عليّ قوته فأرني فيه قدرتك