موضوع: انتخابات جامعية في ظلال البساطير! الإثنين نوفمبر 22, 2010 4:49 pm
انتخابات جامعية في ظلال البساطير!
بقلم: لمى خاطر
مشهد بائس وموبوء ذاك الذي يسيطر على الواقع الجامعي في فلسطين، وخصوصا في الضفة ومنذ أن غدت الجامعات واجهة خلفية لحالة التردي الميداني والسياسي، فمن أراد الوقوف على حقيقة الانحدار الذي وصل إليه الحال فلسطينياً عليه بجامعات الضفة، ليقرأ فيها كل الظواهر المجتمعية والسياسية السلبية التي أفرزتها المرحلة الحالية بكل وجوه شذوذها عن العرف الفلسطيني.
ما تفتقت عنه الديمقراطية المترجمة فصولها في ظلال البساطير التي سطت على المشهد الجامعي هي إعلان فتح باب المشاركة في الانتخابات أمام جميع الأطر الطلابية الراغبة بذلك، وإطلاق شعارات جوفاء حول التقاليد الانتخابية النزيهة، والبيئة الجامعية الراقية التي تمنح الطالب حقه باختيار ممثليه، وبالتزامن مع ذلك تطلق حكومة (المؤسسات والقانون) يد أجهزتها الأمنية لتنفيذ حملة اعتقالات وملاحقة شرسة بحق أبناء ومناصري الجهة التي تهدد عرش (حركة الشبيبة الفتحاوية) المسيطرة على مجالس الطلبة في جامعات الضفة برضا الطلبة أو رغماً عنهم، وبالبلطجة وتزوير الإرادات والاستقواء بالذراع الأمنية لأجهزة فتح!
ولعله يتعين علينا التماس العذر لهذا النزق الفتحاوي بالمنافسين داخل الحرم الجامعي، فالانتخابات الجامعية كانت تعد المؤشر لقياس مزاج الشارع الفلسطيني ولإعطاء تصور عن حجم ووزن الفصائل السياسية على الساحة، وإجراؤها اليوم في ظروف طبيعية تمتلك مقومات الحد الأدنى من الشفافية سيكون خير استفتاء على الموقف من السلطة وسياساتها في الضفة، خصوصا وأن تأثيرها امتد للجامعات، فالأجهزة الأمنية هي اللاعب الأبرز في الساحة الجامعية اليوم، والمثال الحي الأقرب المدلل على ذلك هو جامعة بيرزيت التي أقامت مؤخراً ندوة حول ظاهرة تزايد العنف في الجامعات، بعد حادثة اعتداء عناصر من حركة الشبيبة على بعض المشاركين في ندوة سياسية (من عناصر الجبهة الشعبية) حول المفاوضات المباشرة، ثم تطور الأمر إلى تهديدهم رئيس الجامعة بالقتل لأنه قرر إحالة المتورطين بالاعتداء إلى لجنة نظام! وأكثر من ذلك.. فاليوم تملك حركة الشبيبة أن تمنع من تشاء من القادة والمفكرين الفلسطينيين من دخول حرم أية جامعة لإلقاء محاضرة أو المشاركة في ندوة، كما حدث مع الدكتور مصطفى البرغوثي والدكتور عبد الستار قاسم!
وبالتالي فإن الطالب الذي يشاهد بأم عينه تجليات ظاهرة العربدة تغزو جامعته وتؤثر على سلامة المسيرة الأكاديمية فيها وجو الانضباط العام داخلها لن يتأخر عن معاقبة الجهة المسؤولة عن ذلك والراعية له متى أتيح له ذلك عبر صندوق الانتخاب، ولهذا فما من خيار أمام حركة الشبيبة الطلابية الممثلة داخل الأجهزة الأمنية بنسبة جيدة من عناصرها سوى أن تخلي الساحة من المنافسين وتبقي على الجزء الذي لا يهدد فوزها، وذلك لزوم إكمال الديكور الزائف لعملية الديمقراطية العرجاء داخل الأجسام النقابية!
ولا يظننّ أحد أن ظاهرة (العربدة الجامعية) طارئة على جامعاتنا، إذ هي مقترنة بنشوء تيار طلابي للحركة التي كانت ولا زالت تعدّ نفسها صاحبة الوصاية على القضية الفلسطينية بكل متعلقاتها، وفي أي مجال يحتمل وجود مناصب وتَصدّر لتمثيل الجمهور أو قيادته، لكن هذه الظاهرة كان يمكن قديماً تبريرها ضمن المسلكيات الفردية الهوجاء لنفر من الطلبة، وكان سرعان ما يتم محاصرة أثرها وذيولها، وخصوصاً منذ بروز الكتلة الإسلامية كطرف حاضر بقوة داخل الساحة الجامعية، وهو ما حمل مختلف الأطراف فيها على التسليم بحقيقة التغيير الذي لم يكن من السهل ردّه والتصدي له. أما اليوم فقد تجاوزت هذه الظاهرة حدود الفوضى الفردية، وصارت تتم برعاية أمنية وسياسية رسمية، وتنفذ فصولها بشكل علني وسافر بالاستفادة من حالة الصمت المطبق لإدارات الجامعات التي تجبن عن الانتصار للمظلومين من طلبتها، وتغضّ الطرف عن اعتقالهم وتعذيبهم وتقصّد الأجهزة الأمنية حرمانهم حتى من فرصة وفرحة التخرج!
ملتزمون بالعلم والإبداع والمقاومة؛ هذا هو الشعار التاريخي المعروف للكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، وهو شعار لم يكن مغايراً لواقع الكتلة ووزنها وأثر حضورها على الإطلاق، فهي الكتلة التي أنجبت نفراً من خيرة رجال فلسطين، قادة ومفكرين ومجاهدين، وهي التي كان لحضورها بالغ الأثر على مختلف مناحي الحياة الجامعية، فكانت (النجاح) صرحاً وطنياً بامتياز، وكنت تجد طلابها رواد الفعل في الميدان، وكانت شعلة (جبل النار) توقد من عطاء ودماء طلبة النجاح، يومَ كان الحال سوياً وقبل أن تدخل الضفة مرحلة النهج الدايتوني البغيض.
الكتلة الإسلامية تُغيّب اليوم عن الانتخابات الطلابية التي أعلن أنها ستجرى منتصف الأسبوع القادم في جامعة النجاح، لكنها فعلياً الحاضر الأبرز فيها رغم مرور كل هذه المدة على استنزافها وحظرها ومحاولات إخماد صوتها، وهي اليوم إذ تقدم قادتها وعناصرها قرابين تترجم شعارها الخالد إنما تهزأ بسياط الجلادين، وتشفق عليهم من سعارهم المحموم وهم يعلنون حالة الاستنفار القصوى بهدف الظفر بفوز وهمي يسلّي عن نفوسهم شيئاً من إحساسها الدائم بالخيبة والعجز والإفلاس، ولسان حال الكتلة اليوم.. فليضحكوا قليلا، فشمس الحقيقة لم تبزغ بعد، وستكون حتماً هي والجديرون بها على موعد لن يتأخر، وحينها سيسقط في يد مزوري الإرادات ومشوهي المراحل، والمعتاشين على الظروف غير الطبيعية التي تفرزها عهود الظلام والإرهاب!
اعود اليكم بشوق
بروايتي الجديده
اللتي تحمل الخيال بطياته
قصة بسرد مختلف..
وكلام بعضه واقعي
والبقية خيال..
منها ما يكون رومانسيا حالما
ومنها من لا يعرف طريقا للرحمه والتعاطف
القسوه ركن اساسي بالروايه الجديده
التي تعبر عن …