ملتقى لمسات للثقافة العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى لمسات للثقافة العامة

اهلا وسهلا بك يا (زائر) في (ملتقى لمسات للثقافة العامة) ,, نتمنى ان تقضي معنا وقتا طيبا
 
الرئيسيةmainfourmاليوميةالأحداثمدوناتس .و .جبحـثأحدث الصورالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 قصة توبة الفنانة هناء ثروت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نسمة الربيع
وسام التميز
وسام التميز
نسمة الربيع


عدد المساهمات : 842
نقاط العضو : 1669
تقييمات العضو : 1
تاريخ التسجيل : 01/08/2009
العمر : 43

قصة توبة الفنانة  هناء ثروت Empty
مُساهمةموضوع: قصة توبة الفنانة هناء ثروت   قصة توبة الفنانة  هناء ثروت Emptyالأربعاء أكتوبر 13, 2010 10:42 pm

قصة توبة الفنانة  هناء ثروت 1275782437


قصة توبة الفنانة

هناء ثروت
قصة توبة الفنانة  هناء ثروت 1275782565


هناء ثروت ممثلة مشهورة عاشت فى الوسط الفنى فترة من الزمن ولكنها عرفت الطريق بعد ذلك فلزمته فاصبحت تبكى على ماضيها الؤلم...

تروى قصتها فتقول:

انهيت اعمالى المنزليةعصر ذلك اليوم وبعد ان اطمأننت على اولادى وقد بدءوا فى استذكار دروسهم جلست فى الصالة وهممت بمتابعةمجلة اسلامية حبيبة الى نفسى ولكن شيئا ما شد انتباهى ارهفت سمعى لصوت ينبعث من احدى الغرف وبالذات من غرفة ابنتى الكبرى ؛الصوت يعلو تارة ويغيب بعيدا تارة اخرى.


نهضت بتعجل لأستبين الأمر،ثم عدت الى مكانى باسمة عندما رأيت صغيرتى ممسكة بيديها مجلدا انيقا تدور به الغرفة فرحة،وهى تلحن ما تقرأ لقد اهدتها ادارة المدرسة ديوان (احمد شوقى)، لتفوقها فى الدراسة وف لهجة طفولية تردد:

خدعوها بقولهم حسناء--- والغوانى يغرهن الثناء

لاادرى لماذا اخذت ابنتى فى تكرار هذا البيت، لعله اعجبها واخذت اردده معها، وقد انفجرت مدامعى تأثرا وانفعالا وأناملى الراعشة تضغط بالمنديل الورقى على الكرات الدمعية المتهطلة كى لاتفسد صفحات اعتدت تدوين خواطرى وذكرياتى فى ثناياها ، وصوت ابنتى لايزال يردد بيت شوقى:

(خدعوها)؟؟!
نعم لقد مورست على عمليات خداع
نصبتها اكتر من جهة

تعود جذور المأساة الى سنوات كنت فيها طفلة بريئة لابوين مسلمين، كان من المفروض عليهما استشعار المسئولية تجاه وديعة الله لديهما التى هى انا بتعهدى بالتربية وحسن التوجيه وسلامة التنشئة ، لاغدو بحق مسلمة كما المطلوب، ولكن اسال الله ان يعفو عنهما.

كانا منصرفين ، كل واحد منهما لعمله ، فابي - بطبيعة الحال - دائما خارج البيت في كدح متواصل تاركا عبء الأسرة لأمي التي كانت بدورها موزعة الاهتمامات مابين عملها الوظيفي خارج المنزل وداخله ، إلى جانب تلبية احتياجاتها الشخصية والخاصة، وبالطبع لم أجد الرعاية والاعتناء اللازمين حتى تلقفني دور الحضانة، ولما أبلغ الثالثة من عمري . كنت أعيش في قلق وتوتر وخوف من كل شيء ، فانعكس ذلك على تصرفاتي الفوضوية الثائرة في المرحلة الابتدائية في محاولة لجذب الانتباه إلى شخصي المهمل (أسريا) ، بيد أن شيئا ما أخذ يلفت الأنظار إلي بشكل متزايد . أجل ، فقد حباني الله جمالا، ورشاقة ، وحنجرة غريدة، جعلت معلمة الموسيقى تلازمني بصفة شبـه دائمـة ، تستعيدني الأدوار الغنائية - الراقصة منها والاستعراضية -

[size=25]التي أشاهدها في التلفاز، حتى غدوت أفضل من تقوم بها في الحفلات المدرسية، ولا أزل أحتفظ في ذاكرتي [/size]

[size=25]باحداث يوم كرمت فيه لتفوقي في الغناء والرقص والتمثيل على مستوى المدارس الابتدائية في بلدي ،


احتضنتني (الأم ليليان )، مديرة مدرستي ذات الهوية الأجنبية، وغمرتني بقبلاتها قائلة لزميلة لها لقد نجحنا في مهمتنا، إنها - وأشارت إلي - من نتاجنا، وسنعرف كيف نحافظ عليها لتكمل رسالتنا!. لقد صور لي خيالي الساذج انذاك أني سأبقى

دائما مع تلك المعلمة وهذه المديرة، وأسعدني أن أجـد بعضا من حنان افتقدته ، وإن كنت قد لاحضت أن عطفهما من نوع غريب ، تكشفت لي أبعاده ومراميه بعدئذ، وأفقت على حقيقة هذا الاهتمام المستورد ! !



[/size]
يقول الله: إيا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ). أ آل عمران ، الآية : صراحة ، لا أستطيع نكران مدى غبطتي في تلك السنين الفائتة ، وأنا أدرج من مرحلة لأخرئ ،



خاصة بعد أن تبناني أحد مخرجي الأفلام السينمائية كفنانة! ! دائمة وسط اهتمام إعلامي كبير بي ! كما أخذت أمي تفخر بابنتها الموهوبة! ! أمام معارفها، وصويحباتها، وتكاد تتقافز سرورا وهي تتملى صوري على شاشة التلفاز، جليسها الدائم . كانت تمتلكني نشؤ مسكرة، وأنا أرفل في الأزياء الفاخرة والمجوهرات النفيسة والسيارات الفارهة ، كانت تطربني المقابلات ، والتعليقات الصحفية ، ورؤية صوري الملونة ، وهي تحتل أغلفة المجلات ، وواجهات المحلات ، حتى وصل بي الأمر إلى أن تعاقد معي متعهدوا الإعلانات والدعايات ، لاستخدام اسمي - اسمي فقط - لترويج مستحضراتهم وبضائعهم ! كانت حياتي موضع الإعجاب والتقليد في أوساط المراهقات ، وغير المراهقات على السواء، وبالمقابل كان تالقي هذا موطن الحسد والغيرة التي شب أوارها في نفوس زميلات المهنة - إن صح التعبير- وبصورة أكثر عند من وصل بهن قطار العمر إلى محطات الترهل ، والانطفاء، وقد أخفقت عمليات التجميل في إعادة نضارة شبابهن ، فانصرفن إلى تعاطي المخدرات ، ولم يتبق من دنياهن سوى التشبث بهذه الأجواء العفنة وقد لفظن كبقايا هياكل ميتة في طريقها إلى الزوال . قد تتساءل صغيرتي : وهل كنت سعيدة حقا يا أمي ؟! ! ابنتي الحبيبة لاتدري باني كنت قطعة من الشقاء والألم ' فقد عرفت وعشت كل مايحمل قاموس البؤس والمعاناة من معان وأحداث ! إنسانة واحدة عايشت أحزاني ، وترفقت بعذاباتي في رحلة الشقاء (المبهرجة) ، وعلى الرغم من أنها شقيقة والدتي إلا أنها تخلفت عنها في كل شيء . ويكفيها أنها امرأة فاضلة ، وزوجة مؤمنة ، وأم صالحة . كنت ألجا إليها بين الحين والآخر، أتزود من نصائحها وأخضع لتحذيراتها، وأرتضي وسائلها لتقويم اعوجاجي ، وهي تحاول فتح مغاليق قلبي ومسارب روحي ولكن - والحق يقال - كان شيطاني يتغلب على الجانب الطيب الضئيل في نفسي لقلة إيماني ، وضعف إرادتي ، وتعلقي بالمظاهر، وعلى الرغم من هذا لم يكن بالمستطاع إسكات الصوت الفطري الصاهل ، المنبعث في صحراء قلبي المغرور ، وقـد أصبحت دمية يلهو بها أصحاب المدارس الفكرية - على اختلاف انتماء اتها العقائدية - لترويج أغراضهم ومراميهم عن طريق أمثالي من المخدوعين والمخدوعات ، واستبدالنا بمن هم أكثر إخلاصا ، أو إذا شئت (عمالة)، في هذا الوسط الخطر والمسئول عن الكثير من توجهات الناس الفكرية . وجدت نفسي شيئا فشيئا أسقط في عزلة نفسية قائظة، زاد عليها نفوري من جواء الوسط الفني ، -كما يدعى




معرضة عن جلساته ، وسهراته الصاخبة التي يرتكب فيها الكثير من التفاهات والحماقات باسم الفن أو الزمالة! ! * لم يحدث أن أبطلت التعامل مع عقلي في ساعات خلوتي لنفسي ، وأنا أحاول تحديد الجهة المسئولة عن ضياعي وشقائي ، هي التربية الأسرية الخاطئة؟

أم التوجيه المدرسي المنحرف ؟ أم هي جناية وسائل الإعلام ؟ أم كل ذلك معا ! ! * لقد توصلت أيامها - إلى تصميم وعزم يقتضي تجنيب أولادي - مستقبلا-

ما ألقاه من تعاسة مهما كان الثمن غاليا، إذ يكفي المجتمع ألتي

قدمت ضحية على مذبح الإهمال والتآمر والشهوات ، أو كما تقول خالتي : على

دين الشيطان . وفجاة، التقينا على غير ميعاد . كان مثلي ، دفعته نزوات الشباب - كما علمت بعدئذ - إلى هذا الوسط ليصبح نجما - وعذرا فهذه اصطلاحاتنا آنذاك -

ومع ذلك كان يفضل تادية الأدوار الجادة - ولو كانت ثانوية - نافرا من التعامل مع الأدوار النسائية . ومرة احتفلت الأوساط الفنية والإعلامية بزيارة أحد مشاهير "هوليوود" لها، واضررت يومها لتقديم الكثير من المجاملات التي تحتمها مناسبة كهذه ! ! ، وانتهزت فرصـة تبادل الأدوار وتسللت إلى مكان هاديء لالتقاط أنفاسي ،

لمحته جالسا في مكان قريب مني ، شجعني صمته الشارد أن أقتحم عليه عزلته . سالته - بدون مقدمات - عن رأيه في المرأة لأعرف كيف أبدأ حديثي معه. أجابني باقتضاب أن الرجل رجل ، والمرأة امرأة ، ولكل مكانه الخاص ،




وفق طبيعته التي خلق عليها. استرسلت في التحـادث معه ، وقد أدهشني وجـود إنسان عاقل في هذا الوسط . . . فهمت من كلامه أنه سيضحي - غير اسف - بالثراء والشهرة المتحصلين له من التمثيل ، وسيبحث عن عمل شريف نافع ، يستعيد فيه رجولته وكرامته . لحظتها قفزإلى خاطري سؤال عرفت الحياء الحقيقي وأنا أطرحه عليه . لم يشأ أن يحرجني يومها، ولكن مما وعيت من حديثه قوله : "إذا تزوجت فستكون زوجتي أما وزوجا بكل معنى الكلمة ، فاهمة مسئولياتها وواجباتها ، وستكون لنا رسالة نؤديها نحو أولادنا لينشؤوا على الفضيلة والاستقامة ، كما أمر الله، بعيدا عن المزالق والمنعطفات ، وقد عرفت مرارة السقوط وخبرت تعاريج الطريق . وقال كلاما أكثر من ذلك : أيقظ في الصوت الفطري الرائق ، يدعوني إلى معراج طاهر من قحط القاع الزائف إلى نور الحق الخصيب. وأحسست أني أمام رجـل يصلح لأن يكـون أبا لأولادي ، على خلاف الكثير ممن التقيت ، ورفضت الاقتران بهم . وبعد فترة، شاء الله وتزوجنا. وكالعادة كان زواجنا قصة الموسم في أجهزة الإعلام المتعددة، حيث تتعيش دائما على مثل هذه الأخبار. * ولكن المفاجاة التي أذهلت الجميع كانت بإعلاننا - بعد زيارتنا للأراضي المقدسة - تطليق حياة الفراغ والضياع والسوء، وأني سالتزم بالحجاب ، وسائر السلوكيات الإسلامية المطلوبة إلى جانب تكريس اهتمامي لمملكتي الطاهرة - بيتي المؤمن - لرعاية زوجي وأولادي طبقا لتعاليم الله ورسوله أما زوجي فقد أكرمه الله بحسن التفقه في دينه ، وتعليم الناس في المسجد. * أولادي الأحباء لم يعرفوا أن أباهم في عمامته ، أمهم في جلبابها، كانا ضالين فهداهما الله، وأذاقهما حلاوة التوبة والإيمان . خالتي المؤمنة ذرفت دموعها فرحة، وهي ترى ثمرة اهتمامها بي في الأيام الخوالي ، ولاتزال الآن تحتضنني كما لو كنت صغيرة ، وتسال الله لي الصبر والثبات أمام حملات التشهير والنكاية التي استهدفت إغاظتي بعرض أفلامي السافرة التي اقترفتها أيام جاهليتي ، علي أن أعاود الارتكاس في ذاك الحمأ اللاهب وقد نجاني الله منه . ومن المضحك أن أحد المنتجين ، عرض على زوجي أن أقوم بتمثيل أفلام ، وغناء أشعار، يلصقون بها مسمى (دينية)! ! ! ولا يعلم هؤلاء المساكين أن إسلامي يربأ بي عن مزاولة مايخدش كرامتي أو ينافي عقيدقي . نعم ، لقد كانت هجرتي لله ، وإلى الله ، وعندما تكبر براعمي المؤمنة، سيدركون إن شاء الله لم وكيف كنت ؟! وتندفع صغيرتي إلى حجري بعد الاستئذان ، وأراها تضع بين يدي الديوان ، تسالني بلهجة الواثق من نفسه أن أتابع ماحفظت من قصيد، وقبل أن أثبت بصري على الصفحة المطلوبة، اندفعت في تسميعها خدعوهابقولهم حسناء والغـواني يغرهن الثناء


وهذا حوار مع التائبة
هناء ثروت


أُقيم قبل شهر رمضان بقليل المهرجان الإنشادي النسائي الدولي في العاصمة عمان، وكانت من المدعوات إليه الفنانة التائبة هناء ثروت، وكان مرافقاً لها زوجها الفنان التائب محمد العربي، ولكن المهرجان كان خاصاً بالنساء. وقد وقفت على باب المهرجان أستطلع نوعية الجمهور، فكان جميع النساء اللواتي حضرن من الملتزمات فقط، فلم تحضر امرأة سافرة إلا واحدة أو اثنتان، ولعهما جاءتا بالغلط ، وقد التقيت بالفنان هناء ثروت وتحدثت معها دقيقة واحدة، فالفنانة هناء ثروت لم تسمح لي باللقاء، ولم تسمح لغيري، وقد سألتها في هذه الدقيقة سؤالاً كبيراً، ولكن للأسف لم تعرف الفنانة الإجابة عليه، وبالأحرى أجابت إجابة خاطئة تدل على عدم وجود فهم دعوي صحيح لديها..
وأنا بقيت عدة أيام أحاول مقابلتها، ولكن كانت ترفض دائماً، وكانت ترفض مقابلة كل الصحف والمجلات والقنوات الفضائية، أي أنها ترفض فكرة المقابلات. وليت الأمر وقف عندها، وإنما كان زوجها الفنان التائب محمد العربي كان أيضاً يرفض فكرة المقابلات الصحفية والتلفزيونية.
والغريب في الأمر أن الفنانة هناء ثروت كانت ترفض حتى مجرد الحديث معي، لذا جئت إلى باب المهرجان ووقفت في وسطه، والذي يريد أن يدخل منه لا بد أن يزيحني بيديه، ثم جاءت الفنانة فوجدتني أمامها ـ بالغصب ـ فقلت لها : يا ست هناء النساء الموجودات في داخل القاعة كلهن من الملتزمات، أي من المهتديات، فأنت لمَن تركتِ النساء غير الملتزمات اللواتي يمثلها معظم المجتمع؟ فقالت: الباب مفتوح للجميع فلماذا لا يأتين إلى هنا؟ فقلت لها: وهل الداعية تنتظر أن يأتيها النساء أم هي التي يجب عليها أن تذهب إليهن؟ فلم تجب، ثم أشاحت بوجهها وهي تنهي المقابلة ـ بالغصب ـ فأفسحت لها الطريق وأنا أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله على هؤلاء الداعيات اللواتي يقدمن مفهوماً خاطئاً عن العمل الدعوي الخاص بالمرأة الداعية.
وهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكتفي بدعوة الصحابة وتحسين حالتهم الإيمانية؟ أم أنه عليه الصلاة والسلام كان يعطي نصف وقته لتحسين الصحابة، والنصف الآخر يعطيه لوفود القبائل القادمة إلى مكة والمدينة فيدعوهم إلى الإسلام؟ ومن هنا نجد أن إمام الدعاة حسن البنا رحمه الله تعالى ترك المساجد وترك المصلين فيها، باعتبارهم مسلمين مهتدين، ونزل إلى الشارع وإلى المقاهي يدعو الناس غير الملتزمين، باعتبارهم بحاجة قبل غيرهم إلى الدعوة وإلى الالتزام، لذا نجحت دعوته وأصبحت تطبق الآفاق.
والمشكلة أيضاً أن مسؤولة المهرجان كانت أشد تزمتاً من الفنانة التائبة، فقد سألتها عن أسماء المنشدات اللواتي سينشدن في هذا المهرجان العظيم، فقالت: هناك مجموعة من المنشدات، فسألتها: وهل بينهن المنشدة ميس شلش؟ فقالت: لا، لأننا لا نقبل منشدةً تنشد أمام الرجال. (باعتبار أن المنشدة ميس شلش تنشد أمام الرجال والنساء بعد أن أفتى لها فقيه العصر الشيخ يوسف القرضاوي). وهل يُعقل أن تغيب منشدة كبيرة كميس شلش عن مهرجان نسائي في بلدها؟ وهل بين المنشدات أجمل صوتاً من ميس شلش؟ إن ميس شلش هي أكبر المنشدات في النشيد الإسلامي، وهي رائدة النشيد النسائي. لذا شعرت حينها أن المهرجان لا خير فيه، فلا خير في فهم أعوج لدين الله.
أعود إلى الأسئلة التي جهّزتها لمقابلة الفنانة هناء ثروت، وأنا سأحاول الإجابة عنها، أي سأخلط السؤال بالإجابة..
السؤال الأول ـ يا ست هناء، هل من المعقول أن نتعرّف عليك أيام الجاهلية، ثم ترفضين أن نتعرّف عليك بعد التوبة، وترفضين حتى الحديث معنا؟ يا ست هناء، أنت شخصية كبيرة في المجتمع، وتوبتك وتوبة كل الفنانين والفنانات كانت حدثاً كبيراً في مجال الدعوة، وتوبتكم كانت كتوبة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكما أن مكة المكرمة ارتجّت واهتزت من إسلام عمر، فكذلك كانت توبة الفنانين والفنانات، حيث صارت توبتهم على كل لسان وفي كل صحيفة وفي كل قناة فضائية.
وحين أسلم سيدنا عمر قال: ما مِن موطئٍ كنت أحارب فيه هذا الدين إلا ورجعت إليه ودعوت فيه إلى الله. وقد قال الشيخ يوسف القرضاوي للفنانين التائبين والفنانات التائبات خلال سهرة خاصة بهن : عليكم أن ترجعوا إلى الفن وتقدموا فناً ملتزماً بالقدر الذي تستطيعونه. أي تتدرجون فيه شيئاً فشيئاً، والتدرّج في ديننا هو سمة واضحة في القرآن، لأنه من غير المعقول أن ننقل الناس دفعة واحدة إلى الالتزام، ومن غير المعقول أن ننقل الفن دفعة واحدة إلى الالتزام الكامل.
السؤال الثاني ـ يا ست هناء، توبة الفنان لها شروط خاصة، وهي تختلف عن توبة الإنسان العادي، ولكي تعرفي القصد أضرب لك أمثلة، فمثلاً: الكاتب العلماني الذي تاب لا بد أن يسخّر قلمه في نصر الحق بعدما كان يسخّره في نصر الباطل، فإذا سخّر قلمه في نصرة الحق نقول عنه: حسن إسلامه أو حسنت توبته. إما إذا تاب ثم ترك قلمه وجلس في بيته فنقول عنه كما نقول عن المجاهد الذي ترك ميدان القتال وانزوى جانباً، لأن الله تعالى سيسأل الكاتب التائب عن علمه وعن ثقافته ماذا فعل بهما، وسيسأله عن قلمه فيمَ سخره بعد توبته؟ لأنه من غير المعقول أن نترك أهل الباطل يشكلون ثقافة الناس ونجلس نحن في البيوت، لاسيما أن جهاد القلم والثقافة أمضى من جهاد السيف.
ومثال آخر: السارق الذي يسرق أموال الناس إذا أراد أن يتوب فيجب عليه أن يعيد للناس أموالهم التي سرقها منهم بالقدر الذي يستطيعه، لأنه من غير المعقول أن يبقى السارق التائب يتمتع بأموال الناس بعد توبته.
وبالنسبة إلى الفنان فهو كما نعلم قد سرق أخلاق الناس بفنه الهابط، أي كان له دور خطير في تخريب أخلاق الأجيال الشابة.. فإذا أراد الفنان أن يتوب وتحسُن توبته فعليه أن يحاول بالقدر الذي يستطيعه أن يستخدم كل وسيلة شرعية لتحسين أخلاق الناس الذين أفسدهم بفنه السابق، فمثلاً هناك الدعوة في المساجد وإلقاء المحاضرات وإقامة الندوات، وهناك إجراء المقابلات الصحفية والتلفزيونية يحكي الفنان من خلالها عن قصة توبته، فيتعظ الناس بهذه التوبة، وهناك المساهمة في تقديم البرامج التلفزيونية الهادفة، لأن القنوات الفضائية الإسلامية ترغب أن يكون مقدم البرنامج من الفنانين التائبين والفنانات التائبات، لأن البرنامج سيجذب حينها جمهوراً أكبر.
وهناك المشاركة في تقديم الأفلام والمسلسلات والمسرحيات الملتزمة التي هي أكثر تأثيراً من جميع الوسائل الإعلامية، وفي حال كانت هناك فتاوى تحرّم التمثيل والأفلام والمسلسلات، فهناك فتاوى أخرى تحلّها وتجيزها ضمن شروط الانضباط الشرعي.. والفنان التائب الحكيم ( والفنانة التائبة الحكيمة أيضاً ) ينبغي عليه أن يأخذ بآراء العلماء الذين يجيزون التمثيل ضمن شروط الانضباط الشرعي، لأن الأخذ بهذا الرأي يعينه على تصحيح ما خرّبه من أخلاق الناس. وليس من الحكمة في شيء أن يأخذ الفنان التائب بفتوى حرمة التمثيل، بمعنى أنه إن كانت هناك رخصة تفسح له المجال في تصحيح توبته فينبغي عليه أن يأخذ بها وليس العكس. وبمعنى آخر ينبغي على الفنان أن تذهب نفسه حسرات على الذين أفسدهم بفنه السابق، فيبذل كل ما في وسعه لكي يصلح ما أفسد.
أما حين يكتفي الفنان التائب ( وكذلك الفنانة التائبة ) في إلقاء محاضرات في أناس تائبين ومهتدين في المساجد أو في قاعات مختلفة ( وطبعاً سيكون عدد الذين سيلقي فيهم هذه المحاضرات محدوداً جداً لا يتجاوز الآلاف ) ثم يترك الملايين الذين أفسدهم إلى أهل الفن الهابط .. فتوبة هذا الفنان التائب ليست بتوبة كاملة وليست توبته توبةً نصوحاً كاملة، ولم تحسن توبته بالقدر الكافي.
وتوبة الفنانة هناء ثروت والفنان محمد العربي ( وكذلك الفنانة شمس البارودي ) هي من هذا النوع من التوبة، أي توبتهم ناقصة، وأنا أشبه توبتهم بتوبة رجل فارس مغوار، ولكنه انزوى عن المعركة الكبرى وانشغل في معارك صغيرة ليست بذات أهمية.
والمشكلة أن هؤلاء الفنانين الثلاثة أصبحوا يقفون حجر عثرة في طريق الفن الملتزم، وذلك لأنهم يشيعون بين الفنانين التائبين وبين الناس أنه يصعب تقديم الفن الملتزم في هذا الزمن، وهذا يعني أننا نترك الناس لأهل الفن الهابط.
أما بقية الفنانين التائبين والفنانات التائبات فالحمد لله أنهم عادوا إلى التمثيل ضمن شروط الانضبط الشرعي، فهناك مثلاً حسن يوسف ومحمود الجندي وسهير رمزي وسهير البابلي ومديحة حمدي وصابرين ومنى عبد الغني وحنان ترك وحلا شيحة.. فهؤلاء يقدمون ـ من خلال وعيهم الكبير ـ أدواراً خيّرة تنفع المشاهدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة توبة الفنانة هناء ثروت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة توبة الفنانة مديحة كامل
» قصة توبة
» واخيرا ... صور الفنانة نانسي عجرم بالحجاب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى لمسات للثقافة العامة :: الزاوية الدينية :: ملتقى الدعوة والدعاة والمناشط الدعوية-
انتقل الى: