حقيقة معنى ان الساء ناقصات عقل ودين 759476211

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ" فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ" قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟" قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: "فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا. أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟" قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: "فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا" (متفق عليه).

فالحديث الذي ورد رواه البخاري و مسلم ، و الحديث ليس فيه أي انتقاص لقدر المرأة و مكانتها فالله سبحانه و تعالى قد جعل معيار التفاضل هو التقوى فقال سبحانه : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ، و قد أساء البعض –عن جهل أو عمد- فهم خطابه صلى الله عليه وسلم للنساء و وصفهن بأنهن "ناقصات عقل ودين" ففهم الحديث وفق مراده هو،و الإسلام من هذا الفهم السقيم بريء .



سئل الشيخ الإمام عبد العزيز ابن باز رحمه الله عن معنى حديث (( النساء ناقصات عقل و دين )) ؟؟

فأجاب قائلاً :



الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على النبي المصطفى و على آله و صحبه أئمة الهدى و مصابيح الدجى , أما بعد :

توضيح حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ، من إكمال بقيته حيث قال : (( ما رأيت من ناقصات عقل و دين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن ،
فقيل يا رسول الله ما نقصان عقلها ؟
قال: أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل ؟
قيل يا رسول الله ما نقصان دينها ؟
قال : أليست إذا حاضت لم تصل و لم تصم ؟!))


فقد بين ـ عليه الصلاة و السلام ـ أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها و أن شهادتها تجبر بشهادة امرأة أخرى . و ذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى أو قد تزيد في الشهادة ،
و أما نقصان دينها فلأنها في حال الحيض و النفاس تدع الصلاة و تدع الصوم و لا تقضي الصلاة ، فهذا من نقصان الدين . و لكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه ، و إنما هو نقص حاصل بشرع الله ـ عز وجل ـ هو الذي شرعه ـ سبحانه و تعالى ـ رفقاً بها و تيسيراً عليها لأنها إذا صامت مع وجود الحيض و النفاس يضرها ذلك . فمن رحمة الله أن شرع لها ترك الصيام ثم تقضيه ،
و أما الصلاة ، فلأنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة . فمن رحمة الله ـ عز وعلا ـ أن شرع لها ترك الصلاة ،
و هكذا في النفاس ثم شرع لها ألا تقضي الصلاة ، لأن في القضاء مشقة كبيرة ، لأن الصلاة تتكرر في اليوم و الليلة خمس مرات . و الحيض قد تكثر أيامه . تبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام ، و أكثر النفاس قد يبلغ أربعين يوماً .

فكان من رحمة الله عليها و إحسانه إليها أن أسقط عنها الصلاة أداءً و قضاءً ، و لا يلزم من هذا أن يكون نقص عقلها في كل شيء و نقص دينها في كل شيء ، وإ نما بين الرسول صلى الله عليه و سلم أن نقصان عقلها من جهة ما يحصل لها من ترك الصلاة و الصوم في حال الحيض و النفاس .

و لا يلزم من هذا أن تكون أيضاً دون الرجال في كل شيء ، و أن الرجل أفضل منها في كل شيء ، نعم جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة ، لأسباب كثيرة كما قال الله ـ سبحانه وتعالى :-
{الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم} "سورة النساء"
.

لكن قد تفوقه في بعض الأحيان في أشياء كثيرة ، فكم من امرأة فاقت كثيراً من الرجال في عقلها و دينها و ضبطها. و قد تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح و في تقواها لله ـ عز وجل ـ و في منزلتها في الآخرة ، و قد تكون لها عناية في بعض الأمور ، فتضبط ضبطاً كثيراً أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل التي تعنى بها و تجتهد في حفظها و ضبطها ، فتكون مرجعاً في التاريخ الإسلامي و في أمور كثيرة ، و هذا واضح لمن تأمل أحوال النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم و بعد ذلك ، و بهذا يعلم أن هذا النقص لا يمنع من الاعتماد عليها في الرواية ، و هكذا في الشهادة إذا انجبرت بامرأة أخرى ، و لا يمنع أيضاً تقواها لله و كونها من خيرة إماء الله ، إذا استقامت في دينها ،
فلا ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء ، و ضعف الدين في كل شيء ، و إنما هو ضعف خاص في دينها ، و ضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة و نحو ذلك . فينبغي إنصافها و حمل كلام النبي صلى الله عليه و سلم على خير المحامل و أحسنه . و الله تعالى أعلم .