الويل لتلك السخافة
بقلم / يهودا بن مائير - هآرتس: الإثنين 22/2/2010
سياسة حكومة "إسرائيل" تجاه المنظمة اليهودية الأمريكية "جي ستريت" مغلوطة، غبية، ضارة وعديمة المسؤولية, الفكرة السخيفة بأنه ينبغي لـ"إسرائيل" أن تقاطع لوبي يهودي يتمتع بتأييد لا بأس به في أوساط يهود الولايات المتحدة، ومن حضور في دوائر الإدارة والكونغرس، فقط لأن مواقفها ليست مقبولة من الحكومة، هي فكرة غير مسبوقة وتدل على فقدان الصواب.
وهذه على ما يبدو نتيجة أخرى كامنة في النفوذ المبالغ فيه لليمين المتطرف (في "إسرائيل" وفي الولايات المتحدة) على رئيس الوزراء, من الصعب التصديق بأن "بنيامين نتنياهو" الذي يعرف جيدا الواقع الأمريكي والدولي لا يعرف داخل قلبه بأن الحديث يدور عن عمل سخيف لا مثيل له.
ليس سرا أنه في أوساط يهود الولايات المتحدة مثلما في أوساط اليهود في "إسرائيل" توجد جملة واسعة جدا من الآراء والمواقف في كل المسائل السياسية على جدول الأعمال, وليس سرا أنهم في أوساط الجيل الشاب من يهود الولايات المتحدة تهب رياح جديدة، في كل ما يتعلق بالمواقف في المسائل القيمية والأخلاقية التي لها آثار على موقفهم من "إسرائيل".
أقول بصراحة, بعض مواقف "جي ستريت" ليست مقبولة من جانبي، وبعض من الرياح الجديدة التي تهب غريبة في نظري، ولا بد في نظر الكثيرين الآخرين في "إسرائيل", ولكن الرد على ذلك ليس في فرض مقابلة وتوجيه اتهامات وإهانات، بل حوار متواصل ومستمر، ومحاولة لا تكل ولا تمل للشرح والإقناع بصحة مواقف حكومة "إسرائيل", وسيكون من قبيل انعدام المسؤولية الكاملة أن نبعد عنا هؤلاء اليهود بدلا من أن نبذل كل جهد مستطاع لتقريبهم، حتى في ظل جدال عسير وإصرار على المواقف "العادلة" لـ"إسرائيل".
تصف "جي ستريت" نفسها علنا كمنظمة مؤيدة لـ"إسرائيل"، وتشدد على كون "إسرائيل" دولة قومية للشعب اليهودي والتزام الولايات المتحدة بأمنها وسلامتها, لا يدور الحديث عن "ناطوري كارتا"، أو عن "متسبين" وإنما بجوهر يهود الولايات المتحدة.
هل يعقل بأن يرفض سفير "إسرائيل" في واشنطن أن يلبي دعوة مثل هذه المنظمة للظهور والحديث أمام أعضائها؟ أنا ممن يعتقدون بأنه حتى لو كان اللوبي الإسلامي في الولايات المتحدة دعا السفير، فإن عليه أن يستجيب للدعوة وأن يعرض أمام أعضائه بفخار مواقف "إسرائيل", فما بالك عندما يدور الحديث عن لوبي يهودي, هكذا تصرفت كل حكومات "إسرائيل" في الماضي، من اليمين ومن اليسار.
مخالفة تجر مخالفة، وسخافة تجر سخافة أكبر منها, ما بدأ كخطوة عديمة الفهم من سفير "إسرائيل" في واشنطن ارتفع درجة في الأسبوع الماضي في "إسرائيل", عندما طرحت محافل في الحكومة شروطا مهينة للقاء مع أعضاء الكونغرس الذين وصلوا إلى "إسرائيل" كجزء من وفد نظمته "جي ستريت", أعضاء الكونغرس، الذين يعتبرون من مؤيدي "إسرائيل"، لم يخفوا شعورهم العميق بالإهانة, فهل هذا هو السبيل لدفع مصالح "إسرائيل" إلى الأمام؟.
نحن نوجد في ذروة صراع سياسي عسير لا مثيل له, أعداؤنا ومحبو السوء لنا يديرون حملة عنيدة، تجوب العالم، لنزع الشرعية عن "إسرائيل", يدور الصراع الآن في أوروبا، وفي الفترة الأخيرة انتقل أيضا إلى الحرم الجامعي في الولايات المتحدة, الأمر مصيري, نحن بحاجة ماسة إلى كل صديق ومؤيد ومساعد ومعاون يمكن أن نجنده, ليس لدينا حليف أكثر إخلاصا من يهود الولايات المتحدة, الحكومة الجدية والمسؤولة ينبغي لها أن تبذل كل ما في وسعها لتقريب كل دائرة ودائرة في هذه الطائفة الكبيرة، وليس إبعادها.
********************************************************************-
موضوع: الويل لتلك السخافة بقلم / يهودا بن مائير - هآرتس: 
بيان صادر عن الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال بخصوص الأوضاع الصحية بعد أزمة وباء فيروس كورونا :*
بدايةً فإننا نرفع أكفنا لله عز وجل …
- للقراءة الهادفة*
