تخلص من الكوابح لتنطلق نحو النجاح
أحد أهم الأسباب في الإخفاق هو المشاعر السلبية , والتي تعتبر الكوابح التي تمنع الإنسان من التقدم والإرتقاء , بل تجعله في أحسن حالاته , مستمراً في مكانه دون تقدم و ولكنها في الغالب تزيد من انحداره , حتى تغرقه في بحر من اليأس والقنوط المؤدي الى الفشل في جميع مناحي الحياة .
والمشاعر السلبية – كما يقول عالم النفس الاداري بريان تريسي - :
( تتغذى بغذائين : 1- التبرير . 2- انخفاض النفسية).
بمعنى أننا عندما نجابه بمصائب الحياة ومشاكلها , أو نتعرض لأذى الآخرين فإننا نلجأ حالا لإلقاء اللوم عليهم , وسلوك منهج التبرير للخطأ , وننسى إلقاء أي من اللوم على أنفسنا , والأمر الآخر أنه عندما نتعرض لهذا الأذى والمشاكل من الآخرين فإننا نتأثر وينعكس ذلك على نفسيتنا , مما يؤدي إلى وضع فرملة في طريق التقدم والإرتقاء , وحتى ننجح في الإنخلاع من هذه المشاعر السلبية , لابد من أن نتحمل المسؤولية , ومعنى تحمل المسؤولية هو باختصار عدم إلقاء اللوم على الآخرين , حتى وان كانوا مخطئين بحقنا , والتحكم في نفسيتنا فلا ندع لأحد أي مجال لإحزاننا وإغضابنا , ويكون التحكم في أيدينا نحن و نفرح متى ما نريد الفرح , ونحزن متى ما أردنا الحزن .
لقد أدرك هذا الأمر ذلك الرجل الصالح من الجيل الأول الذي سبه أحدهم وقبل أن يرد عليه استدار وصلى لله ركعتين , وقال في سجوده : ( اللهم اغفر لي الذنب الذي سلطت بسببه هذا عليّ ) فقد تحمل المسؤولية للتخلص من المشاعر السلبية حتى لاتعيقه عن الانطلاق في علاقته مع الآخرين , وتربيه لنفسه .
وكذلك ما حدث لعمر بن عبد العزيز , عندما كان خليفة فتعرض له أحد السفهاء بالسب فرد عليه : ( انما أردت أن يستفزني الشيطان بعزة السلطان , فأنال منك اليوم ما تناله مني غدا , إنصرف إن شئت ) فهو الذي يقرر كيف يتحكم في نفسيته , ولا يدع للآخرين هذا المر , لذلك كان ابن عبد العزيز من أبرز الناجحين في التاريخ .