-
هلا فلسطين
كشفت برقيات دبلوماسية أميركية بثها موقع ويكيليكس الإلكتروني عمق العلاقة التي تربط القيادي في حركة فتح، محمد دحلان مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة استخباراتها. وذكرت برقية من السفارة الأميركية في تل أبيب أن رئيس الدائرة السياسية بوزارة الحرب الإسرائيلية عاموس جلعاد أبلغ المسؤولة في إدارة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية إلزابيث دبي في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لدى اجتماعه بها يوم 19 أيلول/سبتمبر 2005 أن الحالة النفسية لـ دحلان متدهورة وأنه انهار بين ذراعيه خلال لقائهما في 16 سبتمبر 2005.
وكان دحلان حينذاك يشغل منصب وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية واعتبر أكبر مسؤول في قطاع غزة بعدما كان يتولى مسؤولية قيادة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في القطاع.
وقالت صحيفة "هآرتس" في معرض تعليقها على البرقية إن دحلان كان في ذلك الحين محاورا مهما بالنسبة لمسؤولي جهاز الأمن الإسرائيلي وبضمنهم رؤساء جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الداخلي "شين بيت".
وقالت البرقية التي كتبتها دبي إن جلعاد وصف محمد دحلان كشخص حالته الشخصية متدهورة، وكان دحلان برفقة عروسه، وقال جلعاد لدحلان 'أنت مريض' وهو بدأ بالصراخ عليّ واستمر في الصراخ طوال ساعة.. واستدعينا الأطباء واقترحنا إدخاله إلى المستشفى، وقد رفض وقال إن عليه إلقاء خطاب في الغداة أمام آلاف الفلسطينيين، وقد كان شاحبا ويبدو أنه عانى كثيرا".
ونقلت البرقية عن جلعاد قوله 'قلت لدحلان إذا غادرت هذه الغرفة ستتحول إلى قديس أو ستكون مشلولا'.. وبعدها انهار بين ذراعي وقال إنه سيوافق على دخول المستشفى، وأعددنا له غرفة لشخصيات هامة جدا في مستشفى بتل أبيب وأخذناه إلى هناك بسيارة إسعاف بمرافقة الشرطة ورجال أمن". واضاف جلعاد أن الأطباء قالوا في اليوم التالي إن دحلان يعاني من انزلاق في العمود الفقري، وبعد ذلك أرسل ملك الأردن عبد الله الثاني خلال ثلاثين دقيقة طائرة مروحية نقلت دحلان إلى عمان.
وقالت البرقية إن جلعاد التقى دحلان بعد عدة أيام واستنتج أنه تعافى إذ قال المسؤول الإسرائيلي إن "دحلان كان شريرا، لذلك افترضت أنه تعافى". واضاف جلعاد أنه "خلال مكوث دحلان في إسرائيل فعلنا كل شيء من أجله وأحضرنا زوجته المتدينة - التي يخاف منها - وقلنا له إن حكومة اسرائيل ستمول كل احتياجاته".
وأشار جلعاد إلى أن اسرائيل احتفظت بسرية رقود دحلان في مستشفى اسرائيلي تحسبا من أن يستخدم الفلسطينيون المعلومات لإهانته وتقويض سمعته ومكانته. وقال جلعاد "نحن لم نسرب ولن أخرق أبدا تعهدا قدمته لدحلان رغم أنه "متطرف ولا يساعد في مشكلة رفح"، في إشارة إلى عمليات التهريب من مصر إلى قطاع غزة وبالعكس". وقالت دبي في برقيتها إن جلعاد بعد ذلك وصف دحلان بأنه "هدام" وأنه كان وراء الإطاحة بوزير داخلية السلطة الفلسطينية نصر يوسف الذي كان هو الآخر يتعاون مع اسرائيل.