أسباب التوحد:
كان الاعتقاد السائد لسنوات عديدة أن التوحد سببه خطأ في العلاقة بين الأم
والطفل، أما الآن فقد بدا واضحاُ أن أسباب التوحد بيولوجية وليست نفسية مثل
الحصبة الألمانية أو الحرارة العالية المؤثرة أثناء الحمل، أو وجود كروموسومات
تحمل جينات معينة أو تلفاُ بالدماغ إما أثناء الحمل أو أثناء الولادة لأي سبب مثل
نقص الأكسجين " الولادة المتعسرة " مما يؤثر على الجسم والدماغ وتظهر
عوارض التوحد .. والحقيقة ما زالت غامضة حتى الآن.
فلم تثبت أسباب محددة تماما للإصابة بالتوحد. ولكنها مجموعة من العوامل
الكيميائية والو راثية والعضوية، والتي لا يزال البحث عنها مستمرافي كثير من
البحوث والدراسات الحديثة.
الوالدین
Leo Kanner عند بداية تشخيص التوحد منذ نصف قرن، لاحظ ليو كانر
في حالات التوحد الذي تابع علاجها أن الوالدين أو أحدهما يكون ذي مستوى ذكاء
عالي، وأنهم يعملون في المجالات العلمية والفنية الدقيقة (ذوي ذكاء عالي)، كما
لاحظ أنهم غير اجتماعيين ومتحفظين ومنعزلين، غير متفرغين لتربية طفلهم في
سن مبكر لانشغالهم بمسؤولياتهم، ولكن مع مرور الأيام وتقدم الخدمات الصحية
وشموليتها لكل الطبقات الاجتماعية فقد لوحظ التوحد في كل الطبقات الاجتماعية،
كما لوحظ كذلك أن العائلة التي لديها طفل متوحد مهما كانت طبيعة العائلة وطريقة
التعامل مع الطفل لديها أطفال طبيعيين، والنتيجة النهائية أن التوحد يصيب جميع
العائلات، وبلا وطن و يصيب كل الأعراق والجنسيات، الذكور منهم والإناث.
إصابة المخ:
قامت مراكز البحوث بالعديد من الدراسات لمعرفة ما هو نوع التلف المخي
لدى الأطفال التوحديين، فقد استخدموا كل الطرق التشخيصية، ولكن تلك الطرق
كانت عاجزة عن التعرف على هذا التلف ومكانه، فالنتائج غير واضحة، حيث تم
اكتشاف التلف في أجزاء متعددة تختلف من طفل لآخر، كما أن هذا التلف قد يوجد
في أطفال غير مصابين بالتوحد، ومن تلك الفحوصات:
الدراسات التشريحية بعد الوفاة ·
MRI الفحوص الإشعاعية للمخ مثل الرنين المغناطيسي ·
SPET ،PET ،CT-scan الأشعة المقطعية
EEG النشاط الكهربي للمخ ·
Chemistry Brain كيمياء المخ ·
والبیئیة: Psychogenic الأسباب النفسیة
البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان من الخارج من ظروف طبيعية وعلاقات
إنسانية، وهذه البيئة تؤثر وتتأثر بالتفاعل الناتج بينهما لتبني له الخبرة والتجربة،
وما يكون عليه مستقبل الطفل النفسي والاجتماعي، والتعايش مع المجتمع حوله،
ومن الأسباب البيئية النفسية:
العلاقة بين الطفل ووالديه. ·
شخصية الوالدين: الانعزالية والتحفظ في التعامل، الأم المتبلدة ·
العواطف.
الأمراض النفسية لدى الوالدين : انفصام الشخصية. ·
المشاكل النفسية كالطلاق. ·
إلا أنه لا يوجد ما يؤيد ذلك، فعند القيام بنقل هؤلاء الأطفال التوحديين
للعيش مع عائلات بديلة كعلاج لم يكن هناك تحسن لحالتهم، كما أننا نجد أطفال
أصحاء لدى نفس العائلة، كما نرى بعض الحالات تبدأ من الولادة حيث لا يكون
لتعاملهم مع الطفل أي دور.
: Biological الأسباب البیولوجیة
هناك العديد من المؤشرات الدالة على أن التوحد يحدث نتيجة لعوامل
بيولوجية تؤدي إلى خلل في أحد أو بعض أجزاء المخ، ومن تلك المؤشرات أن
الإصابة تكون مصحوبة بأعراض عصبية أو إعاقة عقلية، كما أن انتشار التوحد
في جميع المجتمعات ينفي تأثير العوامل النفسية الاجتماعية، ولكن قد يكون هناك
عدم قبول لنظرية الأسباب البيولوجية عندما لا نجد أي سبب طبي أو إعاقة عقلية
يمكن أن يعزى لها السبب، وذلك يقودنا إلى مجموعة من الأسباب وراء كل حالات
التوحد لم يتم التعرف إلا على القليل منها، ومن أهم الأسباب البيولوجية المعروفة:
الأمراض الوراثية. ·
الالتهابات الفيروسية. ·
الأسباب الطبية. ·
الأسباب الكيماوية الحيوية. ·
١– الأسباب الو راثية:
المورثات (الجينات) تنقل الكثير من الخصائص البشرية من الوالدين إلى
طفلهم كاللون والطول والشكل وغيرها، بالإضافة إلى الكثير من الاضطرابات
وقد توصل العلم الحديث إلى معرفة ،Inborn error of metabolism الحيوية
البعض منها، ومعرفة مكانها على خارطة الكر وموسوم، ولكن حتى الآن لم يتم
معرفة أي مورث (جين) يكون سبباً لحدوث التوحد.
وهناك أمراض وراثية تزيد نسبة حصول التوحد، ولكن هذا الترابط غير
واضح بينهما، ومنها:
افتقاد القدرة على التخلص من الحامض ) Phenyl ketonuria ·
الأميني، تخلف فكري شديد، تلف في المخ).
الصرع، التخلف الفكري، تورم في ) Tuberous sclerosis ·
المخ، بقع على الجلد).
علامات جلدية، خلل عصبي) ) Neurofibromatosis ·
خلل صبغي موروث يؤدي إلى ) Fragile- X syndrome ·
صعوبات في التعلم، إعاقة عقلية)
٢– الالتهابات الفيروسية:
هناك العديد من الالتهابات الفيروسية التي تصيب الأم الحامل أو الطفل في
المرحلة المبكرة من حياته قد تؤدي إلى التوحد، ومنها:
Rubella الحصبة الألماني ·
Cytomegalovirus تضخم الخلايا الفيروسي ·
Herpes Encephalitis التهاب الدماغ الفيروسي ·
PDF created with pdfFactory Pro trial version
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]١٧
٣– أسباب طبية:
كثير من حالات وأمراض أخرى تحدث قبل الولادة وبعدها ترتبط بالتوحد،
ولكن العديد من تلك الإصابات لا تؤدي إلى التوحد، ليكون الترابط بينهما غامض
وسبب غير مؤكد، ومنها:
إصابات قبل الحمل مثل الزهري الذي يؤدي إلى الزهري ·
الوراثي
إصابات الحمل: الإصابة بأمراض معدية كالحصبة وقت الحمل ·
قد تؤدي للتوحد
إصابات حول الولادة: مشاكل الولادة يمكن أن تكون عوامل ·
خطر لحصول التوحد ومنها: نقص الأكسجين، النزيف،
إصابات الرأس ونزيف المخ، وغيرها.
الحرارة العالية (أكثر من ٤١.٥ درجة) قد تؤثر على المخ ·
وبالتالي تؤدي إلى تلف جزء منه.
٤– الأسباب الكيماوية الحيوية:
تلعب اضطرابات الكيمياء الحيوية دوراً كبيراً في حدوث التوحد وإن كان
العلماء غير متأكدين من كيفية حدوثه، مع أهمية ودور الأسباب الأخرى، فالكيمياء
الحيوية تلعب دوراً مهماً في عمل الجسم البشري، وان كنا لا نعرف إ ّ لا النزر
اليسير منها.
المخ والأعصاب تتكون من مجموعة من الخلايا المتخصصة التي تستطيع
أن تنقل الإشارات العصبية من الأعضاء
إلى الدماغ وبالعكس من خلال ما يسمى
بالموصلات العصبية
وهي مواد Neurotransmitters
كيماوية بتركيزات مختلفة من وقت
لآخر حسب عملها في الحالة الطبيعية،
ولتوضيح ذلك نذكر بعضها:
بعض المواد وجدت بنسبة جيدة في المناطق التي تتحكم في العواطف ·
Nor-epinephrine, Dopamine , Nor- والانفعالات
epinephrine, Serotonin
وجد ارتفاع السيروتينين في بعض أطفال التوحد بنسبة تصل إلى ·
١٠٠ % ولكن العلاقة بينهما غير واضحة.
يزيد في المناطق التي تتحكم في الحركة Dopamine الدوبامين ·
Dopamine الجسمية، وعند استخدام علاجاً لتخفيض نسبتها
فقد تؤدي إلى تحسن الحركة لدى الأطفال الذين لديهم antagonist
.Stereotypic movement حركات متكررة
تتركز في المناطق التي تتحكم في Epinephrine الايبينوفرين ·
التنفس، الذاكرة، الانتباه، وتلعب دوراً مجهولاً في حصول التوحد.
اضطرابات أو إصابة للجھاز العصبي:
إن من الأسباب التي يعتقد أنها تؤدي إلى الإصابة بالتوحد إصابات
واضطرابات المخ والجهاز العصبي والتي يمكن أن تحدث نتيجة العديد من الأسباب
ومنها:
العيوب الخلقية ·
PKU, Tuberous sclerosis العيوب الو راثية ·
نقص الأكسجين وقت الولادة ·
الأدوية والسموم ·
الإصابات (وقت الولادة وبعدها) ·
التهابات المخ والسجايا ·
Pre maturity الولادة المبكرة ·
وهذه الإصابات تختلف في درجتها من البسيطة إلى الشديدة مما يؤدي إلى
تأثيرات متباينة على الجهاز العصبي، كما أنها قد تؤدي إلى اضطرابات في السمع
و البصر، وبعض الذين يصابون بهذه الإصابات قد تظهر عليه أعراض التوحد،
ولكن بتتبع الأسباب السابقة وجد أن الكثير من الأطفال قد تم نموهم بشكل طبيعي،
لذلك لا نستطيع الجزم بأن هذه الأسباب قد تؤدي إلى التوحد.
الاختلال الوظیفي لمراكز التحكم في المخ:
كل جزء من الدماغ له خاصية وعمل معين، وللتوضيح نركز على النقاط
التالية:
قشرة الدماغ تتكون من جزأين أيمن وأيسر. ·
كل فعالية لها موقعها الخاص. ·
أحد قشرتي الدماغ عادة ما يكون المسيطر وفيه مركز القدرات ·
اللغوية.
الجزء الصدغي مركزاً للوقت. ·
Spatial الجزء الحيزي مركزاً لتحديد المكان والإدراك الحسي ·
Perception
لوحظ أنه مع الزيادة في العمر هناك زيادة في القدرات والتركيز ·
في الدماغ.
وفي حالة التوحد يعمل نصفي قشرة المخ بطريقة غير طبيعية، حيث يكون
هناك بعض المكونات تعمل في النصف المعاكس، مما يؤدي إلى فوضى وتشويش
في عمل بقية المكونات.
الاضطراب الأیضي:
Peptide في هذه النظرية افتراض أن يكون التوحد نتيجة وجود بيبتايد
خارجي المنشأ (من الغذاء) يؤثر على النقل العصبي داخل الجهاز العصبي
المركزي، وهذا التأثير قد يكون بشكل مباشر أو من خلال التأثير على تلك
الببتيدات الموجودة والفاعلة في الجهاز العصبي، مما يؤدي أن تكون العمليات
داخله مضطربة.
تتكون عند حدوث التحلل غير الكامل لبعض Peptides هذه المواد
الأغذية المحتوية على القلوتين كالقمح، الشعير، الشوفان، كمادة الكازين الموجود
في الحليب ومنتجات الألبان.
لكن في هذه النظرية نقاط ضعف، فهذه المواد لا تتحلل بالكامل في الكثير
من الأشخاص، ومع ذلك لم يصابوا بالتوحد، لذلك تخرج لنا نظرية أخرى تقول بأن
PDF created with pdfFactory Pro trial version
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]٢٠
الطفل التوحدي لديه مشاكل في الجهاز العصبي تسمح بمرور تلك المواد إلى المخ
ومن ثم تأثيرها على الدماغ وحدوث أعراض التوحد.
المواد المضافة (الحافظة) للأغذیة:
هناك دراسات كثيرة في هذا المجال، وقد دلت بعض الحقائق العلمية على
وما يترتب عليه من عدم القدرة Hyperactivity وجود علاقة بين فرط النشاط
على التركيز لدى بعض الأطفال ونوعية المواد المضافة والخافضة للأغذية، أما
التوحد فلم تظهر دلائل تشير إلى ذلك.