ملتقى لمسات للثقافة العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى لمسات للثقافة العامة

اهلا وسهلا بك يا (زائر) في (ملتقى لمسات للثقافة العامة) ,, نتمنى ان تقضي معنا وقتا طيبا
 
الرئيسيةmainfourmاليوميةالأحداثمدوناتس .و .جبحـثأحدث الصورالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 وصيتي لولدي في ليلة زفافه

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عماد عقل
قريب من الاشراف
قريب من الاشراف
عماد عقل


عدد المساهمات : 647
نقاط العضو : 1385
تقييمات العضو : 4
تاريخ التسجيل : 02/08/2009

وصيتي لولدي في ليلة زفافه Empty
مُساهمةموضوع: وصيتي لولدي في ليلة زفافه   وصيتي لولدي في ليلة زفافه Emptyالسبت يناير 16, 2010 2:17 pm


وصيتي لولدي في ليلة زفافه

كتب : محمد ناجي بن عطية

الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين على أمور الدنيا والدين.

يا بني:
لقد خَلَق الله لك المرأة لتعيش معها حياة طبيعية سعيدة، وبدونها لا تكون الحياة طبيعية، ولا يكون لها طعم ولا لذَّة.

إنها الحياة، إنها السعادة، إنها السكن، إنها الراحة والطمأنينة، ولكن متى ما كانتْ صالحة؛ حسب ما وصَّاك بذلك نبيُّك - عليه الصلاة والسلام - بقوله: ((تُنكَح المرأة لأربع: لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها، فاظفَرْ بذات الدِّين تربتْ يداك))[1].

إنها دعوة لك بالخير والبركة والتوفيق والسعادة من النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن تظفر بذات الدِّين.

ولفظة الظفر: توحِي بالفوز بعد العناء، والتعب والمنافسة بعد طول عناء وبحث وتفتيش، فإذا ما بدت لك فاظفرْ بها، وإياك أن تتركها ليظفر بها غيرُك، وإياك أن تقدِّم شيئًا من الثلاثة المذكورة في الحديث على الدِّين، إلا ما كان مكملاً له، لا سابقًا علَيْه.

يا بني:
إنَّ المرأة مخلُوق رقيق، يغرُّه الثناء، وتغيره القسوة، وتفْسده العِشْرة السيِّئة.

إن لها مفاتيح، عليك استخدامها لفَتْح قلبها الطاهر الجميل، منها: المودة والرحمة، وذلك بالعطف والشفَقة عليها، واللين معها، حتى تحس بأنك كبيرٌ وعظيم، وحتى لا تشعرَ أنك صغير تأخذ بالذنوب الصغيرة، ولا تحلم على زلاَّتها، وهي بين يديك كالطفل الوديع.

إنَّها تُخطئ وتُكَرِّر الخطأ، فعليك بأخلاقِ الكبار، عليك بالحلم والأناة، لا بأس أن تبتَسم، وأن توجه نصيحة دافئة مِن قلبٍ مَمْلوءٍ بالحب، ويدفعه الحرص على التعليم والتوجيه، فإذا بالكلمات الحنون تؤثِّر في ذلك القلب البريء، وإذا بالخلق الحميد يأْسِر المشاعر، ويقيد العواطف.

احذر يا بني أن تفوتَ الموقف الخاطئ من غير تعليق منك، ولو بنَظْرة حانية تُنَبِّه على الخطأ، أو بكلمة رقيقة ممزوجة بالمشاعر الدافئة، توصل معها رسالة مفادها: إن هذا سلوك لا تحبه.

واحذر يا بني أن يستدرجك الشيطان إلى مستنقع البحث عن السفاسف، وصغائر الأمور؛ لتغرق فيها وقتك وعمرك ورجولتك.

ثم احذر يا بني من السكوت عن الأخطاء؛ فإنها تتراكَم حتى تصبحَ مثل الداء العضال، الذي يقاوم كل الأدوية.

يا بُني:
إنَّ هذا المخلوق الوديع قد ينْقَلِب أحيانًا إلى مخلوق شرِس الطباع، كثير الغيرة والحسد، سيئ الظن والقصْد، عظيم الكيد والمكر والوقيعة بينك وبين الآخرين؛ ربما بحجة شدة المحبة لك والغيرة عليك، وقد يكون الآخرون من أعز الناس إليك، وأقرب الناس موَدَّة لك.

هل تدري يا بني متى يستأسد الحمل الوديع؟ وكيف يتعلم الزئير من لم يخلق له؟ إن هذا قد يكون بسبب منك، بسكوتك عن أخطائِها، وصبرك عن حركاتها الطفولية غير المسؤولة، التي وراءها ما وراءها، وتركها من غير تقويم ولا تعديل.

دعني أحكِ لك حكاية ما يجري بينكما منذ ليلة الزفاف الأولى، لقد جَمَع الله بينكما على خيرٍ، القلوب مملوءة بالمشاعر الفيَّاضة بالمحبَّة والموَدَّة، وكلُّ واحدٍ منكما حريصٌ على أن يرضي الآخر، وألا يرد له طلبًا، ولا يجرح له خاطرًا، وألاَّ يُعَكِّر له مزاجًا.

وفي هذا الخضمِّ، وفي غفلة منك، تبدأ باختبار قوة تحملك في أشياء، وصبرك عن أشياء، ما الذي يغضبك؟ وما الذي يرضيك؟ وما هي الخطوط الحمراء التي تثيرك؟ وما هي الحدود المسموح بها لديك؟

وقد تُحاول أن تتصنع بعض المواقف لترى ردة فعلك، وقد تعمل ذلك ببراءة، لكن أثر ذلك عليك في غاية الأهمية عندها، أنها تدرسك في الأيام الأولى من الحياة، وتنظر أي الرجال أنت، هل تستجيب لكل طلباتها دون تمييز؟ هل هناك أفضل منها عندك؟ حتى أمك وأبيك، لا مانع لديها أن تختبر هذا فيك؛ لتنظر أي ترتيب تقع فيه عندك، حتى أقاربك، أرحامك، حتى أولادك - إنْ كان لك أولاد من غيرها - إنه امتحان صعب يجرى عليك، وأنت غارق في لحظات المشاعر الدافئة والساعات الجميلة.

إنك تظن أن الوقت لم يحنْ بعد لأن تبين لها ما الذي يرضيك، وما الذي يغضبك، إنك تظن أنه بعد ما يسمى بـ(شهر العسل)، وانقضاء اللحظات السعيدة - تظن أنك ستعلمها كلمات تحط فيها النِّقاط على الحروف، وتُبَيِّن لها الحقوق والواجبات.

إنك لا تشعر أنها قد رسمت صورة نهائية عنك في أيام معدودات، إن كلماتك لن يكون لها أثر كبير أمام المواقف العملية التي جربتها، ووصلت إلى نتائج عملية قد لا تستطيع كلماتك التعبير عنها.

وبعد كل هذا، تبدأ بتجريب النتائج التي توصلت إليها، فإذا أفقت من غفلتك، وكنت فاهمًا لحقوقك عليها وواجباتك نحوها، حينها ترد على كل موقف تجريببي منها بالموقف الصحيح، الذي ينبغي أن تكون عليه، وتلمح أو تصرِّح لها بكل صراحة ووضوح - مع المودة - بالذي ينبغي أن يكون، فإذا بها تكتشف أنها كانت خاطئة، فتعود إلى تصحيح النظرة، وربما قد تحاول ثانية، فإذا وجدت منك نفس الموقف، انطبع ذلك في قلبها، ولم يفارقها مدى الحياة، فإذا اكتشفت أنك لم تُعلِّق على الخطأ الواضح، ربما كرَّرت التجربة؛ لتتأكَّد من حقيقة موقفك، فإذا عكفتْ على عدم انتباهك عن الخطأ، انطَبَع في ذهْنها أن هذا أمر يسير عندك، سهل عليك، ولا مانع لديك من استمرارها عليه.

فإذا حاولتَ الإنكار عليها بعد ذلك، قد يصعب عليك تغيير قناعتها تلك إلاَّ بصعوبة شديدة تضطر معها إلى استخدام بعض الأساليب التربوية، والتي ربما قد تكون شاقة، لإعادتها إلى جادة الطريق.

إنَّ المشكلة تكمُن في أنك لا تشعر أنها تختبرك في هذه الرِّحلة كلها، وأنك ربما تجاملها حتى لا تجرح مشاعرها، وهنا تعلم أنك محتاج إلى أن تكون أكثر حذرًا ويقظة، خاصة في المواقف الأولى في حياتكما، وعند الأخطاء الأولى.

وقد تحتاج ذلك أيضًا في الأعمال الحميدة الأولى التي تمارسها، فعليك أن توصل لها رسائل جميلة، تشعرها بحسن ما صنعت، حتى تتطبَّع على ذلك العمل، وتعلم أن هذا شيء يسرُّك ويرضيك.

وحتى لا نظلمَ الصالحات منهن؛ فإنه يوجد نوعٌ من النساء بعيدات عن كل هذا، غافلات عما تكيد له النِّساء، إنهن مَن ملأ اللهُ قلوبهُنَّ بالتقوى والخوف من الله، لكن يا ولدي إنهن قلائل، قلة الدر في أعماق البحار والمحيطات، ومع ذلك فلا بد لك أن تمر بالتجربة من كلا الصنفين، وقد يصل الجميع إلى نفس النتائج معك، لكنهما قد يختلفان في الاستفادة من النتائج في مدى تطويعك لأهوائهن ورغباتهنَّ.

وإليك بعضَ النصائح والتنبيهات التي تفيدك في مسيرتك وعشرتك الطويلة، والتي تكون بمثابة المعالِم التي ترشدك إلى الاتِّجاه السليم في الحياة:
1- الخطوط الحمراء:
عليك أن تُبَيِّن لها الخطوط الحمراء في حياتك، والمقصود بالخطوط الحمراء: أقوال وأفعال ومواقف لا يجوز بحال من الأحوال أن تعملها أو تتعداها؛ لأن عواقب ارتكابها وخيمة وخطيرة على استمرار الحياة الزوجية، تحت أي مسمى، وتحت أي ظرف كانت، وأنها غير قابلة للتجربة والخطأ، ومن تلك الخطوط الحمراء:
• التساهُل بأمور الدين.
• التهاون بالصلاة.
• التهاون بالحجاب.
• الكلام السيئ على والديك، أو أحد من أقاربك.
• ضعف الأمانة، وقلة الصدق.
• التساهل في مخاطَبة الرجال الأجانب.
• رفع الصوت عليك، إهانتك والتقصير في طلباتك.
• ضيوفك وزوَّارك والواجب عليك وعليها تجاههم في أي ظرف نزلوا، وفي أي ساعة حلّوا.

وقد يكون هناك الكثير من هذه الخطوط الحمراء غير ما ذكر، عليك باستحضارها، وتعويدها عليها خلال مراحل الحياة، وسنوات العمر، والقاعدة في ذلك: أن تكون تلك الخطوط واضحة لديك، بل شديدة الوضوح، لدرجة التشبُّع بها، كقِيَم أساسية لا تستقيم الحياة بدونها، فإذا تمَّ ذلك تمكَّنتَ حينئذ من توصيلها إليها، وتعليمها إياها، وإلاَّ فإنَّ فاقدَ الشيء لا يعطيه.

2- رسالة الأسرة:
إنَّ الله تعالى أذِن لهذه البيوت أن تُؤَسَّسَ على تقوى منه ورضوان، وأَمَرَنا أن نعمرها بذِكْره وشُكْره وحُسن عبادته، وجعل لها رسالة، هي إقامة الدِّين، وتربية الأهل والأبناء عليه، ولم تكن سائر الأعمال التي تقوم بها الأسرة إلا مكملة ومساعدة على تحقيق هذه الرسالة، مثل الكسب الحلال، والتداوِي، والترْفيه، وغير ذلك، كلُّ ذلك يكون نابعًا من صُلْب الرسالة، لا مقدمًا عليها في أي حال من الأحوال.

فإذا فَقَد جوهر الرِّسالة وجهل مضمونها، تحولتِ البيوتُ إلى متاحف لعَرْض المنتجات، ومطاعم لصناعة أشهى المأكولات والمشروبات، ومنتديات لعرض الأغاني والمسلسلات والتمثيليات، ولم يَعُد الاهتمام بمضمون الرسالة هو المظْهر الأول السائد في البيوت، وهكذا تنْقَضي الأعمار، ويصعد إلى الساحة جيل غريب عن دينه وأمته، جيلٌ لا هَمَّ له إلا الأكل والشرب والترْفيه، وتغيب حينئذٍ مظاهر الغيرة والرجولة، وتستبدل بها معاني الانفتاح والميوعة، وربما الجهل البسيط والمركب، وقل غير ذلك.

وبناء على ذلك، توجه موارد المنزل إلى أشياء فرعية وثانوية كثيرة جدًّا، وربما يستدان من أجلها المال، وتدخل الأسرة من أجلها في إشكالات مع الآخرين، بينما الرسالة الأساسية للأسرة لا يعار لها أدنى اهتمام، وتصبح مثل اليَتِيم على مائِدة اللِّئام.

3- القوامة:
وهي المقصودة بقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34]، فالوضع الطبيعي أن يكونَ الرجُل بمقتضى هذا الأمر الرباني هو القائد الأعلى لكافة شؤون المنزل، وهو الذي يتَّخذ القرارات المصيريَّة دون سواه؛ لأنه هو المسؤول الأول أمام الله تعالى، حتى وإن شاركَه سواه في هذه القرارات، فلا يخلو أبدًا منَ المسؤولية، فهو المحاسَب أمام الله تعالى، ولا تبْرَأ ذمَّتُه بذلك.

ولَمَّا خلق الله الرِّجال أكثر حكمة وعقلاً وحصافةَ رأيٍ منَ النِّساء، أسْنَدَ إليه هذه المهمة الخطيرة في شأن الأسرة، فإذا انعكس الأمر وتسلطت النساء على قيادة البيوت، أسند الأمر حينئذ إلى مَن لم يُخْلَق ليمارس فنون قيادة البيوت بحكمة وعقل وحصافة رأيٍ، وسادت العواطف والأهواء، وسائر الأخلاق التي تبرز حينما يتعلم الحمَل الوديع زئِير الأسود، فتفتح أبواب من الشر المستطير، وينشأ الأولاد مستضعفين، والنساء مسترجلات، حينما تخلَّى القائد الأعلى عن مقر القيادة، وتولَّى قيادة السفينة مَن لا يجيدها، ولا قِبَل له بفنونها، فلا يعلم إلا الله في أيِّ اتجاه تبحر، وعلى أي أرض تستقِر، وعلى أي مسافةٍ من الحق تقِف.

وسبب ذلك أنه ما أفْلح قومٌ ولّوا أمرهم امرأة؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وبمقتضى القوامة يكون دور المرأة ثانويًّا في البيت وليس أساسيًّا، إنَّ الذين يُواجهون المجتمع ويتخاطَبون مع العالم خارج الأسرة هم الرجال، فلا ينبغي ن أ أن يتخلوا عن مَوْقِفهم لتخلفهم النساء، وإلا فسدت الأسرة وفسدت رسالتها، ولا خير في بُيُوت تسوسها النساء، وقد يوجد شواذ ونوادر، خاصة عندما يتخلى الرجل عن مسؤوليته، وله امرأة صالحة، فإنها تحاول أن تسد ولو جزءًا يسيرًا من الدور الذي يفترض أن يقوم به الرجل، ولكن على ضعف واستحياء، والله المستعان.

3- طبيعة دور الرجل وطبيعة دور المرأة:
إنَّ الله خلق الرجُل قوامًا في البيت، هو الذي يُنشئ البيت، وهو الذي يـأتي بالمرأة، وهو الذي يرعى البيت وينفق عليه، وهو الذي يحميه ويتعب من أجل إسعاده وتوفير سُبُل الراحة فيه، وهو الذي يملك قرار استمرار الحياة الزوجية، أو إنهاء مدة صلاحيتها، ولم يعط هذا الحق للمرأة إلاَّ على سبيل الخلع والتظلُّم من المعاملة الجائرة من الرجل، أو عدم كفاءته في قيادة الحياة.

إنه المسؤول الأول عن تحقيق رسالة الأسرة، والتصحيح الدائم لمسارها، ومراقبة انحِراف الأفراد عنها، وتوجيههم باستمرار نحو الهدف العام، والغاية العظمى من إنشاء هذا البيت.

ودور المرأة لا يقل أهمية عن هذا الدور الكبير للرجل، لكنه يعمل في الخلف، فيهتم بتوفير كافة سبل الراحة لأفراد الأسرة، والعناية بالأولاد، وتربيتهم على رسالة المنزل، والعمل باستمرار وبحرص على غرس وتأكيد التفاصيل الكثيرة لرسالة المنزل، من خلال تعويد الأطفال وتعليمهم هذه الجزئيات الكثيرة الصغيرة؛ مثل: الصلاة، والأذكار، والتوحيد، وغرس عقيدة الولاء والبراء، وتزيين الخير، والحث عليه، وتشويه الشر، والتنفير عنه، حتى يتربَّى جيل يحمل رسالة بتفاصيلها، وهو مستعد لنقْلها إلى أسرة أخرى يكون هو الذي ينشئها.

يا بني:
لهذا وجدت الأسرة، وهكذا ينبغي أن تسير، لا كما هو سائد ومعلوم ومعروف في كثير من أُسَر اليوم، حتى ظهر فينا من ينادي بتحرير المرأة من مهمتها هذه، واستبدالها مهمة أخرى، هي الكد والكدح مما لم تُخْلَقْ له، فإن استجابت لهم ضاع العيال، وضاع حق الزوج، ولم يعد أثرها ودورها في غرس مفاهيم رسالة الأسرة واضحًا، إنه الضَّيَاع الحقيقي للبيوت، وتشريد الأولاد، وانتهاك حق الزوج، وبالتالي فَساد المجتَمَعات.

4- الحب جنَّة البيوت، وسِر سعادتها:
اجعلْ بيتك جنَّة، وأدْخِل السرور على الأهْل والعيال، ولا تجعله جحيمًا بكَثْرة الغضب، ورفع الصوت بدون مبرر، بحجة أنك (رجل البيت)، إنَّ الرجولة - يا ولدي - تعْنِي ممارسة القوامة بالحكمة واللين، مع الحزْم في مواطن الخلل، وعدم التهاوُن، إذا انتهكت الحرمات والخطوط الحمراء.

ومن سُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم - مُلاعَبة الأهل والعيال، وإكرامهم وتعليمهم بالحسنى، وغرس مكارم الأخلاق، والنَّهْي عن سفاسفها.

إيَّاك والتركيزَ على توافِه الأُمُور، وإشغال وقتك بها، أو إعطائها أكبر من حجمها، عليك أن تكون حليمًا، حكيمًا في تقدير المواقف، فما كان كبيرًا فلا تتركه يمْضِي دون توقُّف منك، وما كان صغيرًا فتعمد أن تتجاهله، مع التنبيه بذكاء إلى تصحيح الأخطاء.

لا بد أن تمارس الحب بمعناه الحقيقي، وليس الحب الأعمى، الذي يعميك عن حقائق الأمور، إنَّ حُبَّ الأهل منَ الدِّين، وهي سنة سيد المرسلين، ولكن لا يمنع من التربية والتوجيه، والغضب بل والضرب المنضبط والهادف وبحب ورحمة أحيانًا، إذا انتهكت الحقوقُ والحُرُمات، وتبَدَّلت رسالة البيت.

إنَّ حب الأولاد أمر في غاية الأهمية، فإذا أحببتهم وبادلوك المحبة، فإنهم حينئذ يسلمون أمورهم وقيادتهم إليك، فتصير بذلك الحبيب والصاحب والصديق، ثم المستشار الناصح، فتجدهم لا يقطعون أمرًا إلا باستشارتك الحنون النابعة عن قلب المحب الصادق.

فإذا لم تمارس هذا الحب، وهذه الصداقة معهم، وحلَّت الفظاظة والخشونة وسوء المعاملة بحجة الرجولة والقوامة، حينها ونتيجة لفظاظتك وخشونتك، وسوء معاملتك، يتركونك ويملّون عشرتك وصحبتك معهم، ويبحثون عن أصدقاء ومستشارين يوجهونهم ويدلونهم، ربما إلى الطريق الذي قد لا يرضيك، ويبعدهم عن رسالة الأسرة، وربما دلوهم على الضَّياع ومواطن الهلاك.

وهذا وضْعٌ طبيعيٌّ يحدُث عندما يتخلَّى الأسد عن عرينِه، حينها تتسلط عليه الذئاب والكلابُ والثعالب؛ ليسدُّوا هذه الثغرة الخطيرة، ثم لا تسل بعدها عن حال فريسة الذئاب وسؤر الثعالب والكلاب.

يا بني:
هذه بعضُ همهمات من عارف بشؤون النساء وأحوال البيوت، أحسب أنها ستنفعك إذا أخذتَ بها، وتفهَّمتَ مسؤوليتك، واستطعتَ أن تجيب عن السؤال الكبير: لماذا تأسَّس هذا البيت؟

ودمتَ محروسًا بعناية الله وتوفيقه، والدك المحب.

ـــــــــــــ
[1] رواه البخاري، ومسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لؤلؤة البحر
مشرف قسم الأطفال
مشرف قسم الأطفال
لؤلؤة البحر


عدد المساهمات : 1174
نقاط العضو : 2052
تقييمات العضو : 4
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
العمر : 28

وصيتي لولدي في ليلة زفافه Empty
مُساهمةموضوع: رد: وصيتي لولدي في ليلة زفافه   وصيتي لولدي في ليلة زفافه Emptyالسبت يناير 16, 2010 4:25 pm

يسلمووووووووووووا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
برنس فلسطين
مشرف القسم العسكري
مشرف القسم العسكري
برنس فلسطين


عدد المساهمات : 3533
نقاط العضو : 5019
تقييمات العضو : 35
تاريخ التسجيل : 19/09/2009
العمر : 33

وصيتي لولدي في ليلة زفافه Empty
مُساهمةموضوع: رد: وصيتي لولدي في ليلة زفافه   وصيتي لولدي في ليلة زفافه Emptyالسبت يناير 16, 2010 6:05 pm

يسلموووووووووووووووووووو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وصيتي لولدي في ليلة زفافه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عريس معصب ارسل دعوة زفافه
» وهم الخوف من الفشل في ليلة الدخلة
» في ليلة زواجهما

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى لمسات للثقافة العامة :: الزاوية الاجتماعية :: الثقافة الجنسية :: حتى تعيش اجمل خطوبة-
انتقل الى: